المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها - أدب النساء لعبد الملك بن حبيب

[عبد الملك بن حبيب]

فهرس الكتاب

- ‌ما جاء في فضل المرأة الصالحة

- ‌باب ما جاء في المرأة السوء

- ‌باب ما ينبغي أن تنكح المرأة عليه من الخصال

- ‌باب ما جاء في فضل الأبكار على غيرهن

- ‌باب ما جاء في كراهية العاقر العجوز

- ‌باب ما جاء في فضل السراري

- ‌باب ما ينبغي للرجل أن يفعله مع امرأته والمرأة مع زوجها ليلة البناء

- ‌باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها

- ‌باب ما يستحب للرجل أن يتزين لامرأته في هيئته وشكله

- ‌باب ما يستحب من الأدب في المجامعة

- ‌باب ما جاء في ثواب الجماع وحب الاستكثار منه

- ‌باب ما يجوز من النخير والشهيق والحمحمة والمداعبة عند الجماع

- ‌باب ما يكره للرجل أن يتحدث مما يخلو به عند أهله

- ‌باب ما جاء في فضل شهوة المرأة على شهوة الرجل

- ‌باب ما يكره للنساء من نكاح الشيخ ونكاح القبيح من الرجال

- ‌باب ما يتقى من فتنة النساء

- ‌باب ما يؤمر الرجل أن يفعله إذا أعجبته المرأة

- ‌باب ما يجوز للرجل من غشيان امرأته باركةً وكيف شاء

- ‌باب ما جاء في كراهية مسيس النساء في غير الفرج

- ‌باب ما يحل من الحائض ومن ابتلي بمس حائض

- ‌باب ما جاء في العزل

- ‌باب ما ينبغي للمرأة أن تكتفي به من جماع زوجها

- ‌باب ما جاء في كراهية السحاق للنساء

- ‌باب ما يكره للمرأة من الاستلقاء على ظهرها

- ‌باب ما جاء في كراهية تشبه [المرأة] بالرجل في الهيئة والشكل

- ‌باب ما يستحب للنساء من الخضاب والاكتحال والحلي

- ‌باب ما يستحب للنساء من لبس المصوغ

- ‌باب ما يكره للنساء من لبس الخفيف الذي لا يواري

- ‌باب ما يستحب من شكل النساء في اللباس والهيئة

- ‌باب ما يستحب للنساء من لباس السراويل

- ‌باب ما يستحب للنساء من لباس المأزر

- ‌باب ما يستحب للنساء من تزرير أكمامهن

- ‌باب ما يجوز للنساء من جر ذيولهن

- ‌باب ما جاء في الختان

- ‌باب ما يكره للنساء من رفعهن أوساط رؤوسهن

- ‌باب ما يكره للنساء من اتخاذ القصص من شعورهن

- ‌باب ما يكره للنساء من الوشم والوشر والنمص ووصل الشعر

- ‌باب ما يكره للنساء من اتخاذهن القعاقع في الحلي

- ‌باب ما يكره للإماء من التشبه بالحرائر في لباسهن

- ‌باب ما يكره للنساء من التسمن

- ‌باب ما يكره للنساء من علاج [مما] يعرفن أنه يحببهن إلى أزواجهن

- ‌باب ما يكره للنساء من النياحة وشهود المناحات

- ‌باب ما يكره للنساء من الخروج إلى المساجد

- ‌باب ما يكره للنساء من خروجهن من بيوتهن وما عليهن في ذلك من الإثم

- ‌ما يكره للمرأة من سؤال زوجها الطلاق

- ‌باب ما يجوز للرجال من ضرب نسائهم

- ‌باب ما يؤمر به من الرفق بالنساء والصبر عليهن

- ‌باب ما جاء في حق المرأة على زوجها

- ‌باب ما جاء في حق الرجل على المرأة

- ‌باب ما جاء في المرأة التي تخون زوجها في نفسها

- ‌باب ما جاء في إحسان المرأة

- ‌باب ما يحق على المرأة من خدمة زوجها وحفظ ماله والقيام بمصلحة بيتها

- ‌باب ما يستحب للمرأة من الصبر عن النكاح بعد زوجها

- ‌باب ما جاء في قلة من يدخل الجنة من النساء

- ‌باب ما جاء في الغيرة للرجال

- ‌باب [ما جاء في الغيرة للنساء]

- ‌باب ما جاء في سنة النساء في الخفاض

- ‌باب جامع في ذكر حقوق النساء على الرجال وحقوق الرجال على النساء

- ‌باب جامع في ذكر النساء

- ‌باب في ذكر المرأة التي تخدم زوجها ومالها في ذلك من الثواب

- ‌باب في ذكر النساء المحسنات لأزواجهن وما لهن في ذلك من الثواب

الفصل: ‌باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها

‌باب ما ينبغي للمرأة أن تضعه فيما بينها وبين زوجها

40-

قال عبد الملك [بن حبيب] : حدثني إسماعيل بن البشر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله! إن لي امرأةً إذا أتيتها مهموماً قامت إلي فأخذت بطرف ردائي ومسحت على وجهي ثم قالت: إن كان همك الدنيا فقد صرفها الله عنك! وإن كان همك الآخرة فزادك الله هماً!)) . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه لها أجر الشهداء ورزقهم)) .

41-

وعن إبراهيم بن أدهم أن أبا الدرداء قال لأم الدرداء: ((إذا غضبت [فأرضيني] وإذا غضبت أرضيك. فإنا ألا نفعل يوشك أن تفتري)) .

42-

قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسببيٍ فقال عليٍ بن أبي طالبٍ: ((يا فاطمة اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 161

[فاسأليه] خادماً!)) . فأتت فاستحت أن تكلمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألحاجةٍ جاءت فاطمة أم جاءت زائرةً؟)) .

فأخذتها العبرة فقالت: ((يا رسول الله! أما الماء فإني أغرفه من البئر في جوف الدار لا يراني أحدٌ. وأما العجين فإني أخبز في بيتي لا يراني أحدٌ. والغسل أغسل في بيتي لا يراني أحدٌ)) وأرته يديها قد خلقتا من العمل. ((ولكن -يا نبي الله! - إنما يشق علي الحطب أحتطب من مكان بعيدٍ، والمرأة -يا نبي الله! - عورةٌ، فذلك الذي يشق علي)) .

فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن ذلك على ما هو خير لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ. إذا انصرفت إلى بيتك فأصلحي فراش زوجك! فإذا جاء فتلقيه بالباب وخذي منه رداءه! ثم إذا قعد على فراشه فاخلعي نعليه! فإن كان مفطراً [فقربي] إليه ما في بيتك! فإذا فرغ وفرغت ما بين يديه فاقعدي قريباً منه! فإذا دعاك إلى فراشه [فأجيبيه] ! وإن لم يدعك [فأدني] إلى فراشك!

((فإذا استويت فيه [فكبري] الله ثلاثاً وثلاثين مرةً [وسبحيه] ثلاثاً وثلاثين مرةً، واحمديه ثلاثاً وثلاثين مرةً واختمي المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له.. .. إلى آخرها. فذلك -يا فاطمة! - خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ وخادمٍ!)) . قالها ست مراتٍ.

فلما انصرفت فاطمة سألها علي رضي الله عنه! -: ((ما قال أبوك؟ فأخبرته بالذي قال لها صلى الله عليه وسلم فقال لها علي: ((والذي خلقني لهذا خيرٌ لك من خادمٍ وخادمٍ!)) .

ص: 162

43-

قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالبٍ وعبد الله بن جعفر بن أبي طالبٍ خطبوا إلى المسيب بن نجبة الفزاري وكان شريف الكوفة فاستشار فيهم علياً فقال له: ((أما حسنٌ فطلاقٌ! وأما حسينٌ فشديد الخلق! ولكن عليك بعبد الله بن جعفرٍ)) . فزوجه.

فلما [كانت] الليلة التي بنى بها دعاها أبوها فجلست بين يديه فقال لها: ((يا بنيتي! اعلمي أن أهلك -الذين هم أهلك [بعد اليوم]- الذين تمسين فيهم وتصبحين! أطيعي زوجك إذا أمرك وآته إذا دعاك وكوني له أمةً يكن لك عبداً! واعلمي أن أطيب الطيب الماء وأحسن الحلي الكحل)) .

44-

وعن مقاتل بن سليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال] : ((أيما امرأةٍ صلت خمسها، وصامت شهرها، وحفظت زوجها، وأطاعت ربها تدخل من أي أبواب الجنة شاءت)) .

45-

قال عبد الملك [بن حبيب] : وحدثني بعض المشيخة أن إسماعيل بن خارجة الفزاري زوج ابنته الحجاج بن يوسف. فلما

ص: 163

[كانت] ليلة البناء بها دخل عليها أبوها فرفع جانب الخدر فقال: ((يا بنيتي! إني رأيت النساء إنما يؤدب من النساء! وإن أمك قد هلكت وتركتك صغيرة فاسمعي مقالتي واحفظي وصيتي! كوني لزوجك في بعض أحيانه أقرب من شسع نعله، وفي بعض أحيانه أبعد من الثريا! وعليك بالطيب وأطيب الطيب الماء! وإياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق! ودعي المعاتبة فإنها نورة ولا تنطفئ في فورة حيث الغضب فإني رأيت الود في الصدر والأذى إذا اجتمعا لم يلبث الحب [أن] يذهب)) .

46-

قال عبد الملك [بن حبيب] : وبلغني أن مالكاً رحمه الله! - خير ابنته في نفسها [أن] تنكح من أحبت فاختارت فتى من أبناء الملوك قد رفض الدنيا وأخذ في الزهادة. فلما كان انتقالها إليه اجتمع إليها أخوات ثلاث وحاضنة لها. فابتدرت الحاضنة وصيتها [فقالت] : ((أي بنيتي! من لم يغط من نور نظره ما يتبين له [به] رشده

ص: 164

ويعرف ما يؤذيه فيجتنبه كان كآكل السموم وهو لا يدري! أي بنية! النساء بخمس خصال لا غنى لهن عن واحدة منهن بينهن وبين الأزواج: المحبة بالغيب فإن القلوب شاهدة - وحسن الطاعة فإنها تثبت المودة - والاقتصاد فإنه يؤمن [من] الملامة ويستبقي حسن المودة - والطهارة فإنها تستهيل الهوى. والعفاف فإنه يدعو إلى الخير. فخذي حظك من عقلك وانتفعي بنصيحتي من نصحك!)) .

ثم قالت إحدى أخواتها: ((يا أخيتي! إنك كنت مالكة فصرت مملوكة! وكنت آمرة فصرت مأمورة! وكنت مختارة فصرت مختاراً عليك! وإنه لا جمال للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا جمال [للشجرة] إلا بأغصانها! فلا تعاصي زوجك فتلحيه ولا تسلسي كل السلس فتمليه! وتوقي بوادر ضجره واستبيني طرفاً من دعنه ولا تجعلي هزلك في ما يغضب في جده وقفي في نفسك على حدود أمره! وليكن رأس طيبك الماء، ورأس وسيلتك إليه الطاعة، ورأس آلتك العفاف، ولا تغيريه بسببه ولا تمني عليه بحسنة! وكوني له أمة يكن لك عبداً!))

ص: 165

ثم قالت الأخت الثانية: ((يا [أخيتي] ! اجعلي لزوجك رقيباً عليك من نفسك وملكيه عنان طاعتك! [تأملي] ما أحب فابتغيه ولا تتبعي ما يكره فاجتنبيه! [واستقبلي] بصره بالطهارة ومجانته بالعفاف وتفويضه بالاقتصاد وثمرة قلبه بالمودة! واعلمي أن لا عز للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا عز للشجاع إلا بسلاحه!)) .

ثم قالت الأخت الثالثة: ((يا أخيتي! إنك أخرجت نفسك إلى رق الزوج بعد ملك النفس. ولا حياة للمرأة إلا بزوجها كما أنه لا حياة للسمكة إلا بالماء. يا أخيتي! استصغري إحسانك لزوجك فإنما هو منك لنفسك وعظمي إحسانه إليك فإنه أرغب في الزيادة لك! وليكن استعدادك له كأن له عليك حافظاً منه! وعاشريه بالتواضع وتحلي عنده بالصدق وتزيني عنده بالطهارة وتحصني [من] رينته بالعفاف والتسليم واجعلي قصدك في ما بين دنوك وبعدك!)) .

فلما فرغن قالت الفتاة: ((قلتن بالنصيحة! فلا [عدمتها] منكن ولا عدمتها من نفسي! لكن الطاعة وبالله التوفيق ومنه المعونة!)) .

47-

وعن محمد بن أبي طلحة المكي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 166