الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا خائبتين"(1).
3 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لم يسأل الله يغضب عليه"(2).
4 -
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما على الأرض من رجل مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو كف عنه من السوء مثلها. ما لم يدعُ بإثم أو قطيعةِ رحم"(3).
5 -
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيءٌ أكرم على الله عز وجل من الدعاء"(4).
من آداب الدعاء
1 -
الإخلاص لله: وهو أعظم الآداب.
قال الله تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (5).
وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (6).
2 -
الجزم في الدعاء، واليقين على الله بالإجابة.
(1) أبو داود 2/ 78 والترمذي 5/ 557 وأحمد وقال الحافظ ابن حجر سنده جيد وأخرجه ابن ماجه 2/ 1271. وانظر بقية التخريج في شرح السنة 5/ 185.
(2)
الترمذي 5/ 456 وابن ماجه 2/ 1258 وأحمد 2/ 442.
(3)
الترمذي 5/ 566 و 5/ 462 وأحمد 3/ 18 وانظر شرح السنة 5/ 187 حاشية.
(4)
الترمذي 5/ 455 وابن ماجه 2/ 1258 وصححه الحاكم ووافقه الذهبي انظر شرح السنة 5/ 88.
(5)
سورة غافر آية: 14.
(6)
سورة البينة آية: 5.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت. اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مُستكرِهَ له"(1).
3 -
الإلحاح في الدعاء، وعدم الاستعجال، والحث على حضور القلب في الدعاء.
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يستجاب لأحدكم ما لم يعْجَلْ، يقول: دعوتُ فلم يُستجب لي"(2).
وعنه أيضًا: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رَحِمٍ، ما لم يستعجل "قيل: يا رسول الله: ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي. فيستحسر عند ذلك ويدَعُ الدعاء"(3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافلٍ لاهِ"(4).
4 -
الدعاء في الرخاء والشدة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكْرَب فليكثر الدعاء في الرخاء"(5).
(1) البخاري مع الفتح 11/ 139 ومسلم 4/ 2063.
(2)
البخاري مع الفتح 11/ 140 ومسلم 4/ 2095 والترمذي 5/ 464 وأبو داود 2/ 68.
(3)
مسلم 4/ 2096.
(4)
الترمذي 5/ 517 وهو حديث حسن كما قال الشيخ ناصر. انظر الأحاديث الصحيحة ج 1 برقم 594. وانظر صحيح الجامع الصغير للألباني 1/ 128 برقم 243. وأخرجه أحمد 2/ 177.
(5)
رواه الترمذي 5/ 462 وهو حديث حسن. انظر صحيح الجامع 6/ 300 والأحاديث الصحيحة الشيخ ناصر الألباني ج 1 رقم 593.
5 -
عدم الدعاء على الأهل والمال.
عن جابر رضي الله عنه: أن رجلًا من الأنصار قال لناضح له: شأ لعنكَ الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من هذا اللاعنُ بعيره" قال: أنا يا رسول الله! قال: "انزل عنه فلا تصحبنا بملعونٍ. لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءً فيستجيب لكم"(1).
6 -
لا يسأل إلا الله وحده.
عن ابن عباس قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا غلام إني أعمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلامُ وجفت الصحف"(2).
7 -
أن يخفض الداعي صوته بين المخافتة والجهر.
قال الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (3).
عن أبي موسى رضى الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أيها الناس اربعوا على أنفسكم، إنكم ليس تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا. وهو معكم .. " الحديث (4).
(1) مسلم 4/ 2304.
(2)
الترمذي 4/ 667 وقال حسن صحيح وأحمد 1/ 293.
(3)
سورة الأعراف آية: 55.
(4)
البخاري 5/ 75 ومسلم 4/ 2076 وغيرهما.
8 -
أن يسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، أو بعمل صالح، أو الدعاء من رجل صالح.
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلأً يقول: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنكَ أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" فقال: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"(1) وفي رواية "لقد سألت الله عز وجل باسمه الأعظم"(1)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد دعا الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"(2).
عن محجن بن الأدرع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، وهو يقول:"اللهم إني أسألك بالله (وفي رواية يا الله) الواحد الأحد الصد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي؛ إنك أنت الغفور الرحيم" .. فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "قد غفر له، قد غفر له قد غفر له" ثلاث مرات" (3).
(1) أبو داود 2/ 79 والترمذي 5/ 515 وأحمد 5/ 360 وابن ماجه 2/ 1267 والحاكم 1/ 504 وأقره الذهبي وابن حبان وهو حديث صحيح. انظر النصيحة ص 69.
(2)
أبو داود بلفظه 2/ 80 وابن ماجه 2/ 1268 والترمذي 5/ 550 وأحمد 3/ 120 والنسائي 3/ 52 وصححه ابن حبان برقم 382 موارد الحاكم 1/ 503 ووافقه الذهبي وهو كما قال. وانظر النصيحة ص 69 وتخريج الوابل الصيب ص 203.
(3)
أحمد 4/ 338 وقال الشيخ ناصر الدين الألباني أخرجه أبو داود والنسائي وابن خزيمة وصححه=
وعن سعدٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيءٍ قط إلا استجاب الله له"(1).
9 -
الاعتراف بالذنب والنعمة.
عن شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي. فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". قال: ومن قالها من النهار موقناً بها فات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة" (2).
10 -
عدم تكلف السجع في الدعاء.
عن ابن عباس قال: "حدث الناس كل جمعةٍ مرة فإن أبيت فمرتين، فإن أبيت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقض عليهم فتقطع عليهم حديثهم فكلهم، ولكن أنصت فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه؛ فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك -يعني لا يفعلون إلا
= الحاكم ووافقه الذهبي. انظر صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 203.
(1)
الترمذي 5/ 529 وأحمد 1/ 170 والحاكم 1/ 505 ووافقه الذهبي وحسنه ابن حجر. وانظر صحيح الجامع 3/ 145 برقم 3378.
(2)
البخاري 7/ 144 و 150 والترمذي 5/ 467 والنسائي 8/ 279 في الاستعاذة باب الاستعاذة من شر ما صنع وأحمد 4/ 122.
ذلك الاجتناب-" (1).
11 -
التضرع، والخشوع، والرغبة، والرهبة.
قال الله تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} (2).
وقال تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)} (3).
12 -
التوبة ورد المظالم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51)} (4)! وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} (5) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعثَ أغبرَ. يمدُّ يديه إلى السماء يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبَسه حرامٌ، وغذي بالحرام فأنى يستجابُ لذلك"(6).
13 -
الدعاء بصالح الأعمال.
ومن هذا ما ورد في "قصة الثلاثة الذين دخلوا الغار فانطبقت عليهم الصخرة فتوسلوا إلى الله بأخلص أعمالهم فاستجاب الله دعاءهم"(7).
(1) البخاري 7/ 153.
(2)
سورة الأعراف آية: 205.
(3)
سورة الأنبياء آية: 90.
(4)
سورة المؤمنون آية: 51.
(5)
سورة البقرة آية: 172.
(6)
مسلم 4/ 703.
(7)
البخاري 4/ 37 مسلم 4/ 2099.
14 -
أن يبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويختم بذلك.
عن أنس رضي الله عنه "كل دعاء محجوب حتى يصل على النبي صلى الله عليه وسلم "(1).
عن فضالة بن عبيد قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا يدعو في صلاته فلم يصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"عجل هذا" ثم دعاه فقال له ولغيره: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه، ثم ليصلِّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بعد بما شاء"(2).
15 -
الدعاء ثلاثًا.
عن عبد الله بن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس. إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلا جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم فجاء به، فنظر حتى إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغني شيئاً لو كان لي منعة. قال: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعضٍ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحته عن ظهره. فرفع رأسه ثم قال:"اللهم عليك بقريش" ثلاث مرات. فشق عليهم إذ دعا عليهم قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى: "اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة،
(1) انظر تخريجه في صحيح الجامع الصغير للشيخ ناصر الألباني 4/ 173.
(2)
أخرجه الترمذي برقم 3476 و 3477 و 5/ 516 وقال حسن صحيح وأبو داود 2/ 77 برقم 1481 والنسائي 3/ 44 في السهو باب التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإسناده صحيح. وأخرجه الترمذي أيضاً 2/ 488 برقم 593.
وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط" ومحمد السابع فلم نحفظه قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم صرعى في القليب. قليب بدر" (1).
16 -
استقبال القبلة.
عن عبد الله بن زيد قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المصلى يستسقي فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه" (2).
17 -
رفع الأيدي في الدعاء.
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه، ورأيت بياض أبطيه"(3).
وقال ابن عمر رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد"(4).
وعن أنس "أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه"(5).
وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً"(6).
(1) أخرجه البخاري 4/ 65 في كتاب الوضوء باب إذا أُلقى على ظهر المصلى جيفة لم تفسد صلاته. ومسلم 3/ 1418 كتاب الجهاد والسير باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من آذى المشركين والمنافقين حديث رقم 1794.
(2)
أخرجه البخاري بلفظه 7/ 154 في كتاب الدعوات باب الدعاء مستقبل القبلة.
(3)
البخاري 7/ 153 كتاب الدعوات باب رفع الأيدي في الدعاء.
(4)
البخاري 7/ 154 كتاب الدعوات باب رفع الأيدي في الدعاء.
(5)
البخاري 7/ 154 كتاب الدعوات باب رفع الأيدي في الدعاء.
(6)
أبو داود 2/ 78 والترمذي 5/ 557 وغيرهما وقال ابن حجر سنده جيد.
18 -
الوضوء قبل الدعاء (1).
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاسٍ، فلقي دُريد بن الصمة فقتل دريدٌ وهزم الله أصحابه. قال أبو موسى: وبعثني مع أبي عامر فرمي أبو عامر في ركبته. رماه جشمي بسهم فأثبته في ركبته فانتهيت إليه، فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إلى أبي موسى فقال: ذاك قاتلي الذي رماني، فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولَّى فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت فكف. فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك قال: فانزع هذا السهم فنزعته فنزا منه الماء قال: يا ابن أخي اقرئ النبي السلام، وقل له: استغفر لي. واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرًا ثم مات، فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مُرْمَلٍ وعليه فراشٌ قد أثَّر رمال السرير في ظهره وجنبه. فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر وقال: قل له استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال:"اللهم اغفر لعبيد أبي عامر" ورأيت بياض إبطيه ثم قال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس" فقلت: ولي، فاستغفر فقال:"اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريماً"(2).
19 -
البكاء في الدعاء.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ
(1) الوضوء قبل الدعاء مستحب. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه فالدعاء -وهذه الحال- جائز للجنب -لكنه لا يقرأ شيئاً من القرآن حتى يغتسل.
(2)
أخرجه البخاري 5/ 101 ومسلم 4/ 1943 وانظر الفتح فهناك فوائد 8/ 42.
مِنِّي} (1) وقول عيسى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} (2) فرفع يديه وقال: "اللهم أمتي أمتي وبكى" فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد -وربك أعلم- فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال. وهو أعلم، فقال الله: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك" (3).
20 -
إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والشكوى إليه من الضعف والضيق والبلاء.
قال الله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83)} (4).
ومن ذلك دعاء زكريا: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ (89)} (5).
ودعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)} (6).
21 -
أن يبدأ الداعي بنفسه إذا دعا لغيره.
عن أبي بن كعب رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه"(7).
(1) سورة إبراهيم آية: 36.
(2)
سورة المائدة آية: 118.
(3)
مسلم 1/ 191 كتاب الإيمان باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأمته وبكائه شفقة عليهم.
(4)
سورة الأنبياء آية: 83.
(5)
سورة الأنبياء آية: 89.
(6)
سورة إبراهيم آية 37.
(7)
أخرجه الترمذي 5/ 463 وقال: حديثا حسن غريب صحيح. وقال الشيخ عبد القادر =