المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أنواع التوسل المشروعة - الذكر والدعاء والعلاج بالرقي من الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌من فضائل الذكر ومجالسه

- ‌من فضائل قراءة القرآن العظيم

- ‌من فضائل قراءة القرآن في الصلاة

- ‌من فضائل تعلم القرآن وتعليمه ومدارسته

- ‌من فضل التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير

- ‌كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يُسَبِّح

- ‌أذكار الاستيقاظ من النوم

- ‌فضل الذكر بعد الاستيقاظ من النوم

- ‌دعاء لبس الثوب أو العمامة أو نحوهما

- ‌دعاء لبس الثوب الجديد

- ‌الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً

- ‌ما يقول إذا خلع ثوبه

- ‌دعاء دخول الخلاء

- ‌دعاء الخروج من الخلاء

- ‌الدعاء عند الوضوء وبعد الفراغ منه

- ‌فضل الدعاء الأخير من أدعية الوضوء

- ‌دعاء الخروج من المنزل

- ‌دعاء دخول المنزل

- ‌فضل دعاء دخول المنزل

- ‌الذهاب إلى المسجد

- ‌دعاء دخول المسجد، والخروج منه

- ‌أذكار الأذان والدعاء المشروع عند سماعه

- ‌خلاصة ما جاء فِي الذكر عند الأذان وبعده

- ‌الدعاء على من ينشُد ضالة فِي المسجد

- ‌الدعاء على من يبيع فِي المسجد

- ‌دعاء الاستفتاح

- ‌دعاء الركوع

- ‌دعاء السجود

- ‌من أدعية الرفع من الركوع

- ‌من أدعية الجلسة بين السجدتين

- ‌دعاء سجود القرآن وفضله

- ‌فضل السجود إذا مر القارئ بآية سجدة

- ‌ما يقول في دعاء سجود القرآن بالليل

- ‌دعاء سجود التلاوة مطلقًا

- ‌الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل السلام

- ‌الدعاء والأذكار بعد السلام من الصلاة

- ‌فضل الذكر بعد صلاة الفجر

- ‌صلاة التوبة

- ‌دعاء صلاة الاستخارة

- ‌أذكار الصباح والمساء

- ‌أذكار النوم

- ‌دعاء القلق والفزع في النوم ومَن بُلي بالوحشة وغير ذلك

- ‌ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحُلْم

- ‌الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفضلها

- ‌دعاء الكرب

- ‌دعاء الهم والحزن

- ‌دعاء لقاء العدو وذي السلطان

- ‌دعاء من أصابه شك في الإيمان

- ‌خلاصة ما يقول ويفعل من وجد شكًّا

- ‌دعاء قضاء الدين

- ‌دعاء من نزل به وسوسةٌ في صلاته أو قراءته

- ‌عداوة الشيطان

- ‌دعاء من استصعب عليه أمر

- ‌الدعاء الذي يطرد الشيطان ووساوسه

- ‌الدعاء حينما يقع ما لا يرضاه أو غلِبَ على أمرِهِ

- ‌ما يعَوذ به الأولاد وغيرهم

- ‌الدعاء المريض

- ‌دعاء المريض الذي يئس من حياته

- ‌تلقين المحتضر لا إله إلا الله

- ‌دعاء من أصيب بمصيبة

- ‌الدعاء عند المريض والميت

- ‌الدعاء عند إغماض الميت

- ‌الدعاء للميت في الصلاة

- ‌دعاء التعزية

- ‌الدعاء عند إدخال الميت قبره

- ‌الدعاء بعد دفن الميت

- ‌دعاء زيارة القبور

- ‌دعاء الريح

- ‌دعاء الرعد والصواعق

- ‌من دعاء الاستسقاء

- ‌الدعاء إذا نزل المطر

- ‌الذكر بعد نزول المطر

- ‌من دعاء الاستصحاء

- ‌دعاء رؤية الهلال

- ‌الدعاء عند الإفطار

- ‌دعاء ركوب الدابة أو ما يقوم مقامها

- ‌دعاء الركوب للسفر

- ‌دعاء دخول القرية أو البلدة

- ‌دعاء دخول السوق

- ‌الدعاء إذا تعست الدابة أو ما يقوم مقامها

- ‌التكبير على المرتفعات والتسبيح إذا هبط

- ‌دعاء المسافر إذا أسحر

- ‌دعاء الرجوع من السفر

- ‌دعاء المسافر للمقيم

- ‌دعاء المقيم للمسافر

- ‌الدعاء إذا نزل منزلاً في سفرٍ أو غيره

- ‌من آداب الطعام والشراب

- ‌دعاء المسلم لمن سقاه ماءً أو لبناً أو إذا أراد ذلك

- ‌دعاء الضيف لصاحب الطعام

- ‌الدعاء إذا أفطر عند أهل بيت

- ‌دعاء الصائم إذا حضر الطعام إذا لم يفطر

- ‌الدعاء عند رؤية باكورة الثمر

- ‌الدعاء لمن عَرَضَ ماله أو غيرَه على مسلم آخر

- ‌السلام وآدابه

- ‌دعاء العطاس والتثاؤب

- ‌كم يُشَمَّتُ العاطس

- ‌من أدعية النكاح

- ‌خطبة الحاجة:

- ‌الدعاء للمتزوج

- ‌دعاء المتزوج إذا تزوج ودعاء شراء الدابة أو الخادم

- ‌الدعاء قبل الجماع

- ‌أدعية متفرقة

- ‌دعاء الغضب

- ‌دعاء الوقوف عند المشعر الحرام

- ‌دعاء الوقوف على الصفا والمروة

- ‌دعاء في الطواف بالبيت الحرام

- ‌دعاءُ من رأى مبتلى

- ‌الدعاء الذي يكفر ما قيل من لغطٍ في المجلس

- ‌الدعاء من العالِم أو ممن يقوم مقامه إذا أراد القيام من مجلس فيه جماعة

- ‌الترهيب من الغفلة عن ذكر الله

- ‌الدعاء عند صياح الديك

- ‌الذكر الذي يعصم الله به من الدجال

- ‌الدعاء لمن قال: "غفر الله لك

- ‌الدعاء لمن قال: إني أحبك

- ‌الدعاء لمن أقرض عند القضاء

- ‌دعاء الخوف من الشرك

- ‌دعاء الطيرة

- ‌دعاء قنوت الوتر

- ‌دعاء عمر في قنوت الفجر "في النوازل

- ‌القراءة في الوتر والدعاء بعد السلام منه

- ‌باب الاستغفار و‌‌التوبة

- ‌التوبة

- ‌الدعاء: فضله، وآدابه، وأوقات الإجابة وأحوالها اسم الله الأعظم

- ‌فضل الدعاء

- ‌من آداب الدعاء

- ‌أنواع التوسل المشروعة

- ‌نماذج مَنَ الذين يُستجاب دعاءهُم

- ‌أماكن تجاب فيها الدعوات

- ‌من أسباب عدم إجابة الدعاء

- ‌من أسباب قبول الدعاء

- ‌1 - مما ذكر في دعاء الأنبياء والمرسلين المتقدمين في القرآن العظيم

- ‌2 - مما ذكر من دعاء بعض الصالحين من الأمم الماضية

- ‌3 - من الدعاء الذي أمر به خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم

- ‌3 - مما ذكر من دعاء أمة محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌من أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌من أتى كاهناً أو عرافاً

- ‌السحر من أكبر الكبائر

- ‌النشرة وهي حل السحر عن المسحور

- ‌علاج - السحر - الإلهي أنواع

- ‌النوع الأول: ما يتقى به السحر قبل وقوعه

- ‌ثانيا: علاج السحر بعد وقوعه

- ‌تقرأ في ماء ثم يصب على رأس المسحور

- ‌علاج العين قبل الإصابة وبعدها

- ‌علاج الأمراض والشكوى العامة

- ‌ما يقال ويقرأ على المجنون والمعتوه

- ‌المراجع والمصادر

الفصل: ‌أنواع التوسل المشروعة

22 -

أن لا يعتدي في الدعاء.

عن ابن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "سمعني أبي وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها، وبهجتها، وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا فقال: يا بني: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء" فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر"(1).

وعن أبي نعامة أن عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أي بني: سل الله الجنة، وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"سيكون في هذه الأمة قومٌ يعتدون في الطهور والدعاء"(2).

‌أنواع التوسل المشروعة

23 -

أن يتوسل إلى الله بأنواع التوسل الثلاثة أو بأحدها وهي:

أ- التوسل باسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته.

ب- التوسل بعمل صالح قام به الداعي.

جـ- التوسل بدعاء رجل صالح.

أ- التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى أو صفة من صفاته العليا:

= الأرناؤوط في تخريج جامع الأصول: حسن. انظر جامع الأصول 4/ 157.

(1)

أبو داود 2/ 77 وانظر صحيح الجامع 3/ 218 برقم 3565 وأخرجه أحمد 4/ 87 من حديث عبد الله بن الغفل.

(2)

أبو داود 1/ 24 وأحمد 4/ 87 وإسناده صحيح انظر إرواء الغليل 1/ 171 برقم 140 ذكر في تخريج هذا الحديث.

ص: 98

كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني. أو يقول: أسألك برحمتك التي وسعت كل شيءٍ أن ترحمني، وتغفر لي.

ودليل هذا النوع من أنواع التوسل قوله عز وجل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (1) والمعنى ادعوا الله تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى، ولا شك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا الطلب؛ لأن أسماءه الحسنى سبحانه صفات له خصت به تبارك وتعالى.

ومن الأدلة أيضًا: ما ذكر تعالى من دعاء سليمان عليه الصلاة والسلام حيث قال: {وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)} (2).

ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول في تشهده: "اللهم إني أسألك بالله الواحد الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم" فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "قد غفر له، قد غفر له، قد غفر له"(3).

وغير ذلك كثير في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم (4).

ب- التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي.

كأن يقول المسلم: اللهم بإيماني بك، أو محبتي لك، أو اتباعي لرسولك

(1) سورة الأعراف الآية: 180.

(2)

سورة النمل الآية: 19.

(3)

أخرجه أحمد 4/ 338 وتقدم تخريجه كذلك.

(4)

انظر التوسل أنواعه وأحكامه للشيخ الألباني ص 30.

ص: 99

اغفر لي

أو يقول: اللهم إني أسألك بمحبتي لمحمد صلى الله عليه وسلم، وإيماني به أن تفرج عني

" ومن ذلك أن يذكر الداعي عملاً صالحاً ذا بالٍ، فيه خوفه من الله سبحانه، وتقواه إياه، وإيثاره رضاه على كل شيء، وطاعته له جل شأنه، ثم يتوسل به إلى الله في دعائه، ليكون أرجى لقبوله وإجابته.

ويدل على مشروعية ذلك قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} (1).

وقوله: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)} (2).

ويدل على مشروعيته من السنة قوله صلى الله عليه وسلم: لبريده حينما قال: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله الا أنت، الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد" فقال: "قد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، واذا دعي به أجاب (3).

ومن ذلك ما تضمنته قصة أصحاب الغار فإن كلًّا منهم ذكر عملاً صالحاً تقرب به إلى الله ابتغاء وجه سبحانه، فتوسل بعمله الصالح فاستجاب الله له (4).

ب- التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح.

كأن يقع المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى فيحب أن يأخذ بسبب قوي إلى الله

(1) سورة آل عمران الآية: 16.

(2)

سورة آل عمران الآية: 53.

(3)

أخرجه أبو داود 2/ 79 والترمذي 5/ 515 وأحمد 5/ 360 وتقدم تخريجه كذلك.

(4)

أخرجه البخاري 4/ 37 ومسلم 4/ 2099.

ص: 100

تعالى، فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح، والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة فيطلب منه أن يدعو له ربه؛ ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه. ومن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا. فرفع يديه وما نرى في السماء قَزَعَةً، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي أو قال غيرُه فقال: يا رسول الله، تهدم البناء، وغرُق المال، فادع الله لنا، فرفع يديه. فقال:"اللهم حوالينا ولا علينا، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي قناة شهرًا ولم يجيء أحدٌ من ناحية إلا حدَّث بالجود"(1).

ومن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطلب من العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم الله عز وجل أن يغيثهم فيغيثهم سبحانه" (2).

وهذا نماذج وإلا فالموضوع يحتاج إلى توضيح أكثر" (3).

24 -

اغتنام الأوقات ومختلف الأحوال والأوضاع والأماكن التي يستجاب فيها الدعاء، ومنها:

1 -

ليلة القدر.

(1) أخرجه البخاري 1/ 224 ومسلم 2/ 613 وتقدم تخريجه كاملاً.

(2)

انظر البخاري مع الفتح 2/ 494 كتاب الاستسقاء باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا. حديث رقم 1008.

(3)

انظر التوسل وأنواعه للشيخ الألباني ولابد من قراءة الكتاب؛ كاملاً.

ص: 101

قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)} .

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله. أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال:"قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنّي"(1).

2 -

جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات ووقت السَّحَر.

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله! أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات"(2).

وعن عمر بن عبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أقرب ما يكون العبدُ من الرب في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن"(3).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث النيل الآخِرِ يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له"(4).

(1) الترمذي 5/ 534 وصححه وابن ماجه 2/ 1265 وأحمد 6/ 182 وإسناده صحيح وانظر مشكاة المصابيح بتحقيق الشيخ الألباني 1/ 648.

(2)

الترمذي 5/ 526 برقم 3499 وحسنه وله شواهد انظرها في جامع الأصول 4/ 143 للجزء الأول من الحديث أما قوله: ودبر الصلوات المكتوبات .. فيبحث عن عاضد.

(3)

الترمذي 5/ 569 برقم 3579 وصححه وهو كما قال وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه والنسائي، والحاكم وصححه. انظر جامع الأصول 4/ 144.

(4)

البخاري 2/ 47 ومسلم 4/ 521. وانظر روايات مسلم 4/ 521 - 523.

ص: 102

وعن عثمان بن أبي العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داعٍ فيستجاب له، هل من سائل فيعطى، هل من مكروب فيفرج عنه فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له، إلا زانية تسعى بفرجها، أو عشَّاراً"(1).

وقد مدح الله المستغفرين بالأسحار فقال سبحانه وتعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)} (2).

3 -

بين الأذان والإقامة.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا"(3).

4 -

عند النداء للصلوات المكتوبة.

عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً"(4).

5 -

عند نزول الغيث.

عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثنتان لا تردان أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضًا" وفي الحديث من

(1) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط. وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ ناصر الألباني رقم 1073 ج 3 وصحيح الجامع الصغير 3/ 47 برقم 2968. والحديث صحيح. والعشار هو الذي يأخذ أموال الناس بالباطل عن طريق القوة والجاه ومثلها الضرائب وهي المكوس.

(2)

سورة الذاريات آية: 17 - 18. وانظر سورة آل عمران آية: 17.

(3)

أخرجه الترمذي 1/ 415 و 5/ 577 وأبو داود 1/ 144 وأحمد 3/ 155 و 3/ 225 وإسناده عند أحمد صحيح. وانظر إرواء الغليل رقم 244، 1/ 261 وانظر صحيح الجامع 3/ 150.

(4)

أبو داود 3/ 21 وفي رواية له ووقت المطر. والدارمي 1/ 217 وقال الحافظ ابن حجر حديث حسن صحيح وانظر تخريجه في الدارمي 1/ 217 وانظر ما بعده.

ص: 103

طريق موسى عن رزق عن أبي حازم عن سهل بن سعد به "ووقت المطر"(1).

6 -

عند زحف الصفوف في سبيل الله، وعند النداء.

عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثنتان لا تردان، أو قلما تردان: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً"(2).

7 -

ساعة من الليل.

عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن في الليل لساعةً، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة"(3).

8 -

آخر ساعة من ساعات العصر يوم الجمعة، وقد تكون ساعة الخطبة والصلاة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا إلا أعطاه إياه" وأشار بيده يقللها (4).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا أعطاه إياه وهي بعد العصر"(5).

(1) أخرجه أبو داود 3/ 21 وحسنه الشيخ ناصر الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 1469، 3/ 453.

(2)

أبو داود 2/ 21 والدارمي 1/ 217 وتقدم تخريجه.

(3)

مسلم 1/ 521.

(4)

البخاري 1/ 224 ومسلم 1/ 583.

(5)

أحمد 2/ 272 ويشهد له ما بعده وهو من حديث أبي هريرة وأبي سعيد.

ص: 104

وعن جابر رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوم الجمعة اثنا عشر ساعةً، فيها ساعة لا يوجد مسلم يسأل الله فيها شيئاً إلا أعطاه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر"(1).

وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال عبد الله بن عمر: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة"(2).

ورجح ابن القيم رحمه الله تعالى وغيره من أهل العلم: أن الساعة في يوم الجمعة هي بعد العصر.

انظر هذه الأقوال في "زاد المعاد" بتحقيق: عبد القادر الأرناؤوط 2/ 388 - 397.

قال ابن القيم: "وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضاً، فكلاهما ساعة إجابة، وإن كانت الساعة المخصوصة هي آخر ساعة بعد العصر فهي ساعة معينة من اليوم، لا تتقدم ولا تتأخر. وأما ساعة الصلاة فتابعة للصلاة تقدمت أو تأخرت، لأن لاجتماع السمين وصلاتهم وتضرعهم وابتهالهم إلى الله تعالى تأثيرًا في الإجابة. فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة وعلى هذا تتفق الأحاديث كلها .. "(3).

9 -

عند شرب ماء زمزم.

(1) أبو داود 1/ 275 برقم 1048 والنسائي 3/ 99 - 100 في الجمعة باب وقت الجمعة وإسناده جيد وصححه الحاكم 1/ 279 ووافقه الذهبي وانظر زاد المعاد بتحقيق الأرناؤوط 2/ 391 والفتح 2/ 351.

(2)

مسلم 1/ 584.

(3)

زاد المعاد بتحقيق الأرناؤوط 2/ 394.

ص: 105

عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ماء زمزم لما شُرب له"(1).

10 -

في السجود.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء"(2).

11 -

دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل"(3).

وعن أم الدرداء رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة. عند رأسه ملكٌ موكلٌ، كما دعا لأخيه بخيرٍ، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل"(4).

12 -

عند الاستيقاظ من النوم ليلاً والدعاء.

قال صلى الله عليه وسلم: "من تعارّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: اللهم اغفر لي -أو دعا- استجيب له. فإن توضأ وصلى قبلت صلاته"(5).

(1) ابن ماجه 2/ 1018 وأحمد 3/ 357 و 372 وهو حديث صحيح وانظر تخريجه في إرواء الغليل 4/ 320 برقم 1123 والأحاديث الصحيحة برقم 883 وصحيح الجامع 5/ 116 برقم 5378.

(2)

مسلم 1/ 350.

(3)

مسلم 4/ 2094.

(4)

مسلم 4/ 2094.

(5)

البخاري 2/ 49 والبخاري مع الفتح 3/ 39 والترمذي 5/ 480 وتقدم تخريجه في أذكار=

ص: 106

13 -

عند الدعاء بـ "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين".

عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شيءٍ قط إلا استجاب الله له"(1).

14 -

عند الدعاء في المصيبة بـ "إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها".

عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها"(2).

15 -

دعاء الناس بعد وفاة الميت.

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه، ثم قال:"إن الروح إذا قبض تبعه البصر" فضج ناسٌ من أهله فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمِّنون على ما تقولون" ثم قال: "اللهم أغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديين وأخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه"(3).

16 -

عند قولك في دعاء الاستفتاح.

= الاستيقاظ من النوم.

(1)

الترمذي 5/ 529 برقم 3505 وأحمد 1/ 170 والحاكم وصححه 1/ 505 ووافقه الذهبي وحسنه ابن حجر وتقدم تخريجه أيضًا.

(2)

مسلم 2/ 632 و 633.

(3)

مسلم 2/ 634.

ص: 107

"الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً" استفتح به رجل من الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم: "عجبت لها فتحت لها أبواب السماء"(1).

17 -

وعند قولك في دعاء الاستفتاح.

"الحمد لله حمدًا كثيراً طيباً مباركًا فيه" استفتح رجل به صلاته فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "أيكم المتكلم بالكلمات" فأرمّ القوم، فقال:"أيكم المتكلم فإنه لم يقل بأساً" فقال رجل: جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال: "لقد رأيت اثني عشر ملكًا يبتدرونها أيهم يرفعها"(2).

18 -

عند قراءة الفاتحة في الصلاة واستحضار ما يقال فيها.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج" ثلاثاً "غير تمام" فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، فقال: اقرأ برأ في نفسك؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله تعالى: أثنى علي عبدي. وإذا قال: مالك يوم الدين. قال مجدني عبدي. (وقال مرة: فوض إلي عبدي) فإذا قال إياك نعبدُ وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"(3).

19 -

عند رفع الرأس من الركوع وقولك: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيرًا

(1) مسلم 2/ 430.

(2)

مسلم 2/ 419.

(3)

مسلم 1/ 296.

ص: 108

طيباً مباركًا فيه".

عن رفاعة قال: كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فما رفع رأسه كما الركعة قال: "سمع الله لمن حمده" قال رجل وراءه: "ربنا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركًا فيه" فما انصرف قال: "من التكلم؟ " قال: أنا. قال: "رأيت بضعة وثلاثين ملكًا يبتدرونها أيهم يكتبها أول"(1).

20 -

عند التأمين في الصلاة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أمَّن الإمامُ فأمِّنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه"(2).

وعنه رضي الله عنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) فقولوا: آمين، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"(3).

21 -

عند قول "اللهم ربنا ولك الحمد" في الرفع من الركوع.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده، فقولوا: اللهم ربنا ولك الحمد؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه"(4).

22 -

بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم

(1) البخاري مع الفتح 2/ 284 وموطأ مالك 1/ 212 والترمذي 2/ 254 وأبو داود 2/ 204 وأحمد 4/ 340.

(2)

البخاري 1/ 190 ومسلم واللفظ له 1/ 307.

(3)

البخاري واللفظ له 1/ 190 ومسلم 1/ 307.

(4)

البخاري 1/ 193 ومسلم 1/ 306.

ص: 109

وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دعوت لنفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"سَلْ تعطَه. سَلْ تعطَه"(1).

وعن فضالة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يصلي فمجد الله وحمده وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي:"ادع تجب سل تعط"(2).

23 -

عند قولك قبل السلام في الصلاة.

"اللهم إني أسألك يا الله" وفي رواية بالله "الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي ذنوبي؛ إنك أنت الغفور الرحيم، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم عندما سمع هذا الدعاء من رجل يصلي: "قد غفر له، قد غفر له، قد غفر له" "ثلاث مرات" (3).

24 -

وكذلك عند قولك.

"اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم" قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع رجلاً يصلي يدعو بهذا الدعاء: "لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى"(4).

(1) أخرجه الترمذي 2/ 488 وقال حديث حسن صحيح. وأحمد 1/ 26 و 38.

(2)

أخرجه النسائي 3/ 44 و 45 باب فضل التمجيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والترمذي 5/ 516 قال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: وصححه ابن خزيمة وابن حبان 510 والحاكم 1/ 268 ووافقه الذهبي. انظر شرح السنة للإمام البغوي بتحقيق الأرناؤوط 3/ 187.

(3)

أخرجه أحمد 4/ 338 وقال الشيخ الألباني أخرجه أبو داود، والنسائي، وابن خزيمة: وصححه الحاكم ووافقه الذهبي انظر تخريج صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 203.

(4)

أخرجه أبو داود 2/ 80 وابن ماجه 2/ 1268 والترمذي 5/ 550 وأحمد 3/ 120 والنسائي 3/ 52 وصححه ابن حبان برقم 2382 موارد والحاكم 1/ 503 ووافقه الذهبي. وانظر النصيحة ص 69 وتخريج الوابل الصيب ص 203.

ص: 110

25 -

وكذلك عند الدعاء بهذا الدعاء.

"اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد" قال صلى الله عليه وسلم لرجل سمعه يدعو بهذا الدعاء: "لقد سألت الله عز وجل باسمه الأعظم" وفي رواية "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب"(1).

26 -

دعاء المسلم عَقِب الوضوء.

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله: إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" (2).

27 -

دعاء يوم عرفة.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"(3).

28 -

الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر.

عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي أربعاً

(1) أبو داود 2/ 79 والترمذي 5/ 515 وأحمد 5/ 360 وابن ماجه 2/ 1267 والحاكم 1/ 504 وأقره الذهبي. انظر النصيحة ص 69.

(2)

أخرجه مسلم 1/ 210 وأحمد 4/ 146. وانظر تخريجه بتمامه في إرواء الغليل 1/ 134 برقم 96.

(3)

أخرجه الترمذي ومالك في الموطأ 1/ 422. وانظر تخريج مشكاة المصابيح 2/ 797 برقم 2595 وصحيح الجامع 3/ 121 برقم 3269 وسلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 6 رقم 1503.

ص: 111

بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال:"إنها ساعة تُفتح فيها أبواب السماء، وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح"(1).

وعن أبي أيوب رضي الله عنه قال: "إن أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس فلا ترتج حتى يُصلى الظهر، فأحب أن يصعد لي إلى السماء خير"(2).

29 -

وفي شهر رمضان.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسُلْسلت الشياطين"(3).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان رمضان فُتّحت أبوابُ الرحمة وغُلقت أبوابُ جهنم، وسُلْسِلت الشياطين"(4).

30 -

وعند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا قال: فيسألهم ربهم عز وجل وهو أعلم منهم ما يقول عبادي؟ قالوا: يقولون يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك .. " الحديث وفيه. فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة فيهم فلانٌ

(1) أخرجه الترمذي 2/ 342 برقم 478 وهو صحيح الإسناد انظر تخريج مشكاة المصابيح للألباني 1/ 337 وأخرجه أيضًا أحمد 3/ 411.

(2)

أخرجه أحمد مرفوعًا 5/ 420. وانظر صحيح الجامع للألباني 2/ 39 برقم 1528 وتخريج الترغيب للألباني 1/ 238 برقم 584.

(3)

البخاري مع الفتح 6/ 336 ومسلم 2/ 758.

(4)

مسلم 2/ 758.

ص: 112

ليس منهم إنما جاء لحاجة قال: هم الجلساءُ لا يشقى بهم جليسهم" (1).

"لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل، إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده"(2).

31 -

عند صياح الديكة.

"إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملَكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان؛ فإنه رأى شيطانًا"(3).

32 -

وحالة إقبال القلب على الله تعالى واشتداد الإخلاص له.

ومن الأدلة على ذلك قصة أصحاب الصخرة وتقدم تخريج حديثهم (4).

* * *

(1) البخاري 7/ 168 كتاب الدعوات باب فضل ذكر الله عز وجل ومسلم 4/ 2069 كتاب الذكر والدعاء.

(2)

أخرجه مسلم 4/ 2074 في كتاب الذكر والدعاء باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن والذكر من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما. رقم 2700.

(3)

أخرجه البخاري بلفظه 4/ 89، وأخرجه مسلم 4/ 2092 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وأبو داود 4/ 327 والترمذي 5/ 508 وأحمد 2/ 307.

(4)

انظر صحيح البخاري 4/ 37 ومسلم 4/ 2099.

ص: 113