الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحضور ذكره وجلالة معارفه ورئاسة نفسه.
وحكى ابن حيان أنه هلك عطباً في البحر الرومي، كان قد ركبه من دانية في مركب تأنق في صنعته واستجادة آلته وعدته، وتخير أعدل الأزمنة، ومعه خلق كثير تشاحوا في صحبته، فعطب جميعهم سوى نفر منهم تخلصوا للأخبار عنهم، ومضى هو لم يغن عنه حزمه ولا قوته، فكان اليم أقصى أثره، وذلك سنة تسع عشرة وأربعمائة، زاد ابن زهر: في جمادى الأولى بين يابسة والأندلس.
1233 -
محمد بن أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى بن محمد بن اشترمي (1) ابن رصيص بن فاخر بن فرج بن وليد بن وليد بن عبد الله بن نعم الخلف ابن حسان بن قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي (2) : داني أبو عبد الله؛ روى عن أبيه، وتفقه به وبأبي بكر بن الحناط، وتلا بالسبع على أبي عبد الله بن سعيد. وكان فقيهاً حافظاً للمسائل بصيراً بالنوازل مشاوراً، من أهل الجلالة والنباهة والفضل والنزاهة؛ مولده سنة خمسمائة، وتوفي بمرسية سنة ست وستين، واحتمل إلى دانية فدفن بها قال أبو عبد الله بن الأبار: هذا الصحيح في وفاتهن وغلط ابن عياد فجعلها سنة أربع وتسعين وخمسمائة.
1234 - محمد بن أحمد بن طاهر بن محمد بن احمد بن عمران:
أبو عبد
(1) م ط: أشرمني.
(2)
ترجمته في التكملة: 508.
الله؛ روى عن عبد الرحمن بن محمد ابن عيسى.
1235 -
محمد بن أحمد (1) بن طاهر الأنصاري (2) : إشبيلي سكن مدينة فاس طويلاً في بعض خاناتها أبو بكر الخدب - بكسر الخاء المعجم وفتح [198 و] الدال الغفل وتشديد الباء بواحدة -؛ روى عن أبي القاسم بن الرماك، وعنه اخذ " كتاب سيبويه " ولم يأخذه عن غيره فيما قال تلميذه الأخص به أبو الحسن بن خروف؛ وكان قد قرأ قبل بعض كتب النحو الصغار على أبي الحسن بن مسلم، وقد تقدم من قوله في ذلك ما إن شئت أن تراجعه راجعته في رسم أبي القاسم بن الرماك. وأخذ أيضاً عن أبي الحسن بن الأخضر.
روى عنه أبو بكر بن هود وأبوا الحسن: ابن خروف وابن هشام الشريشي وأبو حفص بن عمر وأبو ذر بن أبي ركب وأبو عبد الله بن إسماعيل الأنصاري وأبو القاسم عبد الرحيم بن الملجوم وأبوا محمد: عبد الحق بن خليل وقاسم بن محمد بن عبد الله القضاعي الخطيب ابن الطويل.
وكان رئيس النحويين بالمغرب في زمانه بلا مدافعة، وأفهمهم أغراض سيبويه، وأحسنهم قياماً على كتابه، وأنبلهم إشارة إلى ما تضمنه من
(1) م ط: محمد بن محمد.
(2)
ترجمته في التكملة: 532 وبغية الوعاة: 12 نقلا عن ان ابن الزبير، قال السيوطي:" وقفت على حواشيه على الكتاب بمكة المشرفة ".
الفؤائد، وله عليه تنبيهات مفيدة (1) وهي التي بسط تلميذه أبو الحسن ابن خروف في " شرحه الكتاب " وإياها اعتمد وعليها عول، إذ كان لازم صحبته كثيراً واختص به اختصاصاً طويلاً وفهم طريقته. وله تعاليق نبيلة على " معاني القرآن " للإمام أبي زكرياء يحيى بن زياد الفراء وعلى " إيضاح " الفارسي، وعلى هذه الكتب الثلاثة وأصول أبي بكر بن السراج كان معوله وبها اعتناؤه، ويرى أن ما عداها في الطريقة مطرح لا ينبغي التعريج عليه.
وكان شرس الخلق اللقاء، مشتطاً على طلبة العلم فيما يشترطه عليهم جعلا على إقرائه إياهم، ضاغطاً في اقتضائه إياه منهم، شديد المشاحة فيه، له في ذلك أخبار مشهورة سمح الله له، وكان مع ذلك متحرفاً بالتجارة والخياطة؛ ويقال إنه لم يتأهل قط.
ورحل إلى بلاد المشرق، ولما ورد مصر هم بمناظرة أبي محمد عبد الله ابن بري بن عبد الجبار بن بري [؟](2) كبير النحاة بالبلاد المصرية، والمرجوع إليه بها في علم العربية، وقوي عزمه على ذلك، فاستنكف أبو محمد من الإجابة إلى هذا الغرض [198 ظ] ، ونسب هذا المقصد إلى ضرب من الشرارة، وتقدم إلى أبي بكر عتيق الفصيح - المذكور في موضعه من هذا الكتاب - بالاجتماع به وصرف خاطره عن ما عزم عليه
(1) التكملة: وله تعليق على كتاب سيبويه سماه " بالطرر " لم يسبق إلى مثله.
(2)
بياض في الأصول.
من المناظرة، إلى لقائهما لغير مذاكرة قائلا: أبي أخشى أن تتعصب له المغاربة وتتعصب لي بالمصرية فيكون ذلك سبب الفتنة بين الفريقين وذلك مما لا يليق بأهل العلم. (1) قال الفصيح: فتوجهت إليه ولم أزل ألاطفه وأبدي له في قصده ذلك من قبيح الجفاء المنسوب إلى أهل المغرب، مع ما فيه من ركوب الخطر والتعرض إلى ظهور أحدكما على الآخر، فيؤدي إلى سقوط رتبته، وذلك ما لا جدوى له. قال الفصيح: فبان له وجه نصحي له وانثنى عن ذلك الغرض، ولقي أبا محمد على غير الوجه الذي كان قد عزم على لقائه به؛ وقد جرى له مثل هذا الذي أشار إليه الفصيح مع الأستاذ أبي عبد الله بن أحمد بن هشام الإشبيلي مستوطن سبتة، وسيأتي ذكر ذلك في رسم أبي عبد الله، أن شاء الله. ولما ورد دمشق ناظر كبير النحاة بها أبا اليمن زيد بن الحسن الكندي، فحكم الحاضرون بان أبا بكر أعرف منه " بالكتاب " وبان أبا اليمن أنبه نفساً.
وحج وأقسم أن ينتهي في رحلته ذلك إلى البصرة حتى يقرئ " كتاب سيبويه " في البلد الذي ألف فيه متحرباً الموضع من الجامع الذي يؤخذ فيه عن سيبويه، فأعانه الله على بر قسمه، وأقرأه هنالك فيما قيل، والله اعلم.
ثم قفل إلى المغرب، فاختلط في طيرقه، واستقر ببجاية يثوب إليه عقله أحياناً فيتكلم في مسائل عويصة من النحو مشكلة مجيباً سائله عنها فيوضحها أحسن إيضاح، ثم يغلب عليه فيتلف، وبقي على تلك
(1) وذلك؟ العلم: سقطت من م ط.