الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيهَا تسحب عَلَاء الدّين عَليّ بن الْأَمِير بدر الدّين بن المحسني إِلَى بِلَاد الغرب فِي نَحْو المئاتين، وَخرج الطّلب خَلفهم خَمْسَة أَيَّام فَلم يدركوا. وفيهَا قدم الْبَرِيد من حلب بقلة المَاء بهَا، وَقد عين أَهلهَا مَوَاضِع يساق فِيهَا المَاء حَتَّى يرْمى إِلَى نهر الساجور فَيصير نَهرا يجْرِي فِي الْمَدِينَة، وَأَن قِيَاسه من نهر قويق إِلَى الساجور أَرْبَعَة وَأَرْبَعُونَ ألف ذِرَاع طولا فِي عمق ذراعين، وَأَنه كتب تَقْدِير المصروف على ذَلِك ثَلَاثمِائَة ألف دِرْهَم، فأنعم من مَال السُّلْطَان الْخَاص بمبلغ مائَة وَخمسين ألف دِرْهَم، ورسم لنائب حلب سيف الدّين سودى أَن يقوم من مَاله بمبلغ مائَة وَخمسين ألف دِرْهَم؛ فَوَقع الْعَمَل فِي ذَلِك. وفيهَا قدم الْبري أَيْضا بامتناع مهنا من الْحُضُور. وَذَلِكَ أَن السُّلْطَان لما حضر ولداه سُلَيْمَان ومُوسَى أنعم عَلَيْهِمَا إنعاما كثيرا، وَبعث إِلَيْهِ بعد مَجِيء الْقود بهدية، واستدعاه وحلفه. وَضمن سُلَيْمَان ومُوسَى إِحْضَار أَبِيهِمَا إِلَى مصر، وسافرا، ثمَّ خرج بعدهمَا الْأَمِير بهاء الدّين أرسلان الدوادار بِكِتَاب ليحلفه ويعده ويتلطف بِهِ ليحضر، فأوصله الْكتاب ورغبة فِي الْحُضُور، فَامْتنعَ من الْيَمين والحضور. فَاشْتَدَّ حنق السُّلْطَان مِنْهُ، ورسم أَن يخرج من عَسْكَر مصر ألف فَارس مَعَ الْأَمِير قجليس، وَمن عَسْكَر دمشق ألف فَارس مَعَ الْأَمِير سيف الدّين أرقطاي. واستدعى السُّلْطَان فضل بن عِيسَى، وَأعَاد إِلَيْهِ الإمرة عوضا من مهنا، وَكتب إِلَى عرب بني كلاب وَآل مري وَآل فضل وَآل عَليّ بالركوب مَعَ العساكر، وَأخذ مهنا وَأَوْلَاده وإخراجهم من الْبِلَاد، فَوَقع الشُّرُوع فِي التجهز للسَّفر. وفيهَا سمل السُّلْطَان عَيْني عَلَاء الدّين عَليّ بن سعد الدّين الفارقي الْموقع، وكحلا بِسَبَب التزوير فِي المراسيم وَأَخذه على ذَلِك جملَة من المَال. وَفِي سادس عشرى ذِي الْقعدَة: قدمت رسل الْملك أزبك صَاحب سراي، ورسل الأشكري، فأنزلوا بمناظر الْكَبْش.
وَمَات فِي هَذِه السّنة
مِمَّن لَهُ ذكر أَبُو بكر بن مُحَمَّد - وَقيل عمر - بن تَقِيّ الدّين المشيع المصاتي الْجَزرِي،
ولد بِجَزِيرَة ابْن عمر، وَعمل صناعَة المقصات، ثمَّ ولي وظائف بِدِمَشْق، وَمَات بِدِمَشْق عَن بضع وَثَمَانِينَ سنة، فِي لَيْلَة السبت حادي عشرى جُمَادَى الْآخِرَة؛ وَقَرَأَ النَّاس الْقرَاءَات بِمصْر وَالشَّام نَحْو خمسين سنة، وَقَرَأَ على الشَّيْخ عبد الصَّمد وَغَيره، وروى عَن ابْن الكواشي تَفْسِيره، وَكَانَ عَارِفًا بالقراءات دينا. وَمَات الْأَمِير ركن الدّين بيبرس المحمدي العديمي، فِي ذِي الْقعدَة بحلب، حدث عَن جمَاعَة. وَمَات عز الدّين عبد الْعَزِيز بن مَنْصُور التاجي الكولمي، بالإسكندرية فِي رَمَضَان، كَانَ أَبوهُ يَهُودِيّا من حلب يعرف بالحموي، فَأسلم وسافر ابْنه عبد الْعَزِيز هَذَا بِمَالِه وَهُوَ ببضاعة قيمتهَا أَرْبَعمِائَة ألف دِينَار؛ وَكَانَ فِيهِ خير وبر، وَله صدقَات. وَمَات فَخر الدّين أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن مُحَمَّد بن عُثْمَان التوزري الْحَافِظ، بِمَكَّة فِي ربيع الآخر، وَكَانَ إِمَامًا فِي الحَدِيث والقراءات، وَجَاوَزَ عدَّة سِنِين. وَمَات عماد الدّين أَبُو الْحُسَيْن عَليّ بن فَخر الدّين عبد الْعَزِيز بن قَاضِي الْقُضَاة عماد الدّين عبد الرَّحْمَن بن السكرِي الشَّافِعِي، خطيب الْجَامِع لحاكمي بِالْقَاهِرَةِ، ودرس المشهد الْحُسَيْنِي بهَا، فِي سادس عشرى صفر يَوْم الْجُمُعَة، ومولده فِي خَامِس عشرى الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَهُوَ الَّذِي توجه فِي الرسَالَة إِلَى غازان، فولى خطابة الْجَامِع الحاكمي وتدريس منَازِل الْعِزّ بعده القَاضِي تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ الشَّافِعِي، وَولي تدريس المشهد الْحُسَيْنِي صدر الدّين مُحَمَّد بن عمر بن المرحل. وَمَات مجد الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة بن معد الفرجوطي بِمَدِينَة فرجوط، وَله شعر. وَمَات قطب الدّين يُوسُف بن أصيل الدّين مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمر الْعَوْفِيّ الأسفردي، خطيب جَامع الصَّالح خَارج بَاب زويلة، فَجْأَة لَيْلَة السبت عشرى رَجَب، وَاسْتقر عوضه الشَّيْخ زين الدّين عمر بن يُونُس الكتاني. وَمَات الشَّيْخ تَاج الدّين مُحَمَّد بن عَليّ بن همام الْعَسْقَلَانِي، إِمَام جَامع الصَّالح، لَيْلَة السبت حادي عشرى شعْبَان، ومولده فِي رَابِع عشرى ربيع الآخر سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة، وَاسْتقر عوضه ابْنه تَقِيّ الدّين مُحَمَّد. وَمَات الْأَمِير جمال الدّين آقوش الكنجي مُتَوَلِّي قلاع الإسماعيلية بقلعة مصياب،
وَكَانَ قد وَليهَا من الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة، وعزل فِي الْأَيَّام المنصورية، ثمَّ أُعِيد وعزل فِي الْأَيَّام الأشرفية، ثمَّ أُعِيد، وَكَانَ مُطَاعًا فيهم بحث إِنَّه إِذا أَمر بقتل نَفسه يُبَادر لذَلِك. وَمَات صدر الدّين مُحَمَّد بن البارنباري يَوْم الْإِثْنَيْنِ عشرى شعْبَان. وَمَات الشَّيْخ نجم الدّين أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عماد الدّين يحيى بن الرّفْعَة، مُرْتَفع يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشرى ربيع الآخر. وَمَات جمال الدّين بن الْمجد مُسْتَوْفِي ديوَان المماليك فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة، وَاسْتقر عوضه أَمِين الدّين بن الْخطاب. وَمَات الشَّيْخ أَمِين الدّين بن الصعبي، يَوْم الْأَحَد عشرى ذِي الْحجَّة. وَمَات الْفَقِيه زكي الدّين البهنسي، فِي شهر رَمَضَان. وَمَات الشَّيْخ الرشيد، فِي سلخ رَجَب برباط الأفرم، وَكَانَ يَلِي مشيخته.
صفحة فارغة