الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:
لقد تبوأ البيهقي مكانة علمية بارزة بين أقرانه بل وعند شيوخه الذين توسموا فيه سمت طالب العلم المجد والعالم الفذ، وقد برع في العلوم المختلفة وخاصة علم الحديث والفقه بما بؤَّأه هذه المكانة الرفيعة والمنزلة العالية بين العلماء، وكان ممن "اشتغل بالتصنيف بعد أن صار أوحد زمانه وفارس ميدانه وأحذق المحدثين وأحدَّهم ذهنا، وأسرعهم فهما، وأجودهم قريحة، وبلغت تصانيفه ألف جزء ولم يهيأ لأحد مثلها"
(1)
.
فانقطع بقريته مقبلا على الجمع والتأليف، ثم انعقد له مجلس في نيسابور بحضرة علمائها ليُقرأ عليه كتاب "المعرفة"، فتكاثر عليه الطلبة وسمعوا منه كتبه وجلبت إلى العراق والشام والنواحى. وقد بلغ المرتبة العليا بين الفقهاء الشافعية وكان أعلم أصحاب الشافعي بمذهبه، وقال عنه الذهبي:"لو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف"
(2)
.
وقال عنه السمعانى: "كان إماما فقيها حافظا جمع بين معرفة الحديث وفقهه
…
وسمع الحديث الكثير وصنف فيه التصانيف التي لم يسبق إليها وهي مشهورة وموجودة بين أيدى الناس"
(3)
.
وقال عنه الحافظ عبد الغافر: "هو الحافظ الأصولي الدَّيِّن الورع، واحد
(1)
طبقات الشافعية 4/ 9.
(2)
سير أعلام النبلاء 18/ 169.
(3)
الأنساب 1/ 438.
زمانه في الحفظ وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم ويزيد على الحاكم بأنواع من العلوم، كتب الحديث وحفظه من صباه وتفقه وبرع
…
جمع بين علم الحديث والفقه وبيان علل الحديث ووجه الجمع بين الأحاديث"
(1)
.
وقال عنه السبكي: "أحد أئمة المسلمين وهداة المؤمنين والدعاة إلى حبل اللهِ المتين، فقيه جليل، حافظ كبير، أصولي نِحرير، زاهد ورع قانت لله، قائم بنصرة المذهب أصولا وفروعا، جبلا من جبال العلم"
(2)
.
وقال عنه ابن كثير: "أحد الحفاظ الكبار، كان واحد زمانه في الإتقان والحفظ والفقه والتصنيف، كان فقيها محدثا أصوليا كان زاهدا متقللا من الدنيا كثير العبادة والورع"
(3)
.
وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية: "البيهقي أعلم أصحاب الشافعي بالحديث وأنصرهم للشافعى"
(4)
.
وقال السيوطي
(5)
: البيهقي الإِمام الحافظ العلامة شيخ خراسان
…
صاحب التصانيف .. كتب الحديث وحفظه من صباه، وبرع وأخذ في الأصول، وانفرد بالإتقان والضبط والحفظ .. وبورك له في علمه لحسن قصده وقوة فهمه وحفظه وكان على سيرة العلماء قانعا باليسير.
(1)
السير 18/ 167.
(2)
طبقات الشافعية (4/ 8).
(3)
البداية والنهاية (16/ 9).
(4)
مجموع الفتاوى (32/ 240).
(5)
ينظر طبقات الحفاظ ص 434.