الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تمال ألف التّنوين، نحو (رأيت زيدا).
والاستعلاء في غير باب (خاف) و (طاب) و (صغى) مانع قبلها يليها في كلمتها، وبحرفين على رأي، وبعدها يليها في كلمتها، وبحرف وبحرفين على الأكثر.
والرّاء غير المكسورة إذا وليت الألف قبلها أو بعدها منعت منع المستعلية، وتغلب المكسورة بعدها المستعلية وغير المكسورة، فيمال (طارد) و (غارم) و (من قرارك)، فإذا تباعدت فكالعدم في المنع، والغلب عند الأكثر، فيمال (هذا كافر) ويفتح (مررت بقادر)، وبعضهم يعكس، وقيل: هو الأكثر.
وقد يمال ما قبل هاء التّأنيث في الوقف، وتحسن في نحو (رحمة)، وتقبح في الرّاء نحو (كدرة)، وتتوسّط في الاستعلاء نحو (حقّة).
والحروف لا تمال، فإن سمّي بها فكالأسماء، وأميل (بلى) و (يا)، و (لا) في (إمّا لا)؛ لتضمّنها الجملة، وغير المتمكّن كالحرف و (ذا) و (أنّى) و (متى) ك (بلى)، وأميل (عسى) لمجيء عسيت.
وقد تمال الفتحة منفردة في نحو (من الضرّر) و {مِنَ الْكِبَرِ} (1) و (من المحاذر).
تخفيف الهمزة
يجمعه الإبدال والحذف وبين بين، أي بينها وبين حرف حركتها، وقيل: أو حرف حركة ما قبلها، وشرطه أن لا تكون مبتدأ بها.
وهي ساكنة ومتحرّكة، فالسّاكنة تبدل بحرف حركة ما قبلها، ك (راس) و (بير) و (سوت) و (إلى الهد اتانا)(2) و (الذ يتمن)(3) و (يقولو ذن لى)(4).
والمتحرّكة إن كان ما قبلها ساكن وهو واو أو ياء زائدتان لغير الإلحاق قلبت إليها، وأدغمت فيها، ك (خطيّة) و (مقروّة) و (أفيّس)، وقولهم: التزم في (نبيّ) و (بريّة) غير صحيح، ولكنّه كثر، وإن كان ألفا فبين بين المشهور، وإن كان حرفا صحيحا أو معتلا غير ذلك نقلت حركتها إليه وحذفت، نحو:(مسلة) و (الخب) و (شي) و (سو) و (جيل)
(1) مريم/8.
(2)
الأنعام/71 يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى اِئْتِنا.
(3)
البقرة/283 فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اُؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ.
(4)
التوبة/49 يَقُولُ اِئْذَنْ لِي.
و (حوبة) و (أبويّوب) و (ذومرهم) و (اتّبعى مره) و (قاضوبيك)، وقد جاء باب (شيء) و (سوء) مدغما أيضا، والتزم ذلك في باب (يرى) و (أرى يري)؛ للكثرة، بخلاف (ينأى) و (أنأى ينئي)، وكثر في (سل)؛ للهمزتين.
وإذا وقف على المتطرّفة وقف بمقتضى الوقف بعد التّخفيف، فيجيء في هذا (الخب) و (بريّ) و (مقروّ) السّكون والرّوم والإشمام، وكذلك باب (شيء) و (سوء)، نقلت أو أدغمت، إلاّ أن ما قبلها ألف إذا وقف بالسّكون وجب قلبها ألفا؛ إذ لا نقل، وتعذّر التّسهيل، فيجوز القصر والتّطويل، وإن وقف بالرّوم فالتّسهيل كالوصل.
وإن كان قبلها متحرّك فتسع: مفتوحة وقبلها الثّلاث، ومكسورة كذلك، ومضمومة كذلك، نحو:(سأل)، و (مائة)، و (مؤجّل)، و (سئم)، و (مستهزئين)، و (سئل)، و (رؤوف)، و (مستهزئون)، و (رؤوس).
فنحو (مؤجّل) واو، ونحو (مائة) ياء، ونحو (مستهزئون) و (سئل) بين بين المشهور، وقيل: البعيد، والباقي بين بين المشهور، وجاء منساة (1) وسال (2) ونحو (الواجي) وصلا، وأمّا [من الوافر]
يشجّج رأسه بالفهر واجي (3)
فعلى القياس، خلافا لسيبويه.
والتزموا (خذ) و (كل) على غير قياس؛ للكثرة، وقالوا:(مر)، وهو أفصح من (اؤمر)، وأمّا (وأمر)(4) فأفصح من (ومر).
وإذا خفّف باب (الأحمر) فبقاء همزة اللاّم أكثر، فيقال:(الحمر) و (لحمر)، وعلى الأكثر قيل:(من لحمر) بفتح النّون، و (فلحمر) بحذف الياء، وعلى الأقلّ جاء (عادلولى)(5)، ولم يقولوا:(اسل) ولا (اقل)؛ لاتّحاد الكلمة.
(1) سبأ/14، وقراءة اللفظ مِنْسَأَتَهُ بألف محضة هي قراءة نافع وأبي عمرو.
(2)
المعارج/1، وقراءة اللفظ سَأَلَ بألف محضة هي قراءة نافع وابن عامر.
(3)
البيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت، وصدره: وكنت أذلّ من وتد بقاع، قال سيبويه: وليس ذا بقياس متلئب، وإنّما يحفظ عن العرب كما يحفظ الشّيء الذي تبدل التاء من واوه نحو (أتلج).
(4)
وردت في عدّة مواضع بالقرآن الكريم: الأعراف/145،199، طه/132، لقمان/17.
(5)
النجم/50، قال السمين الحلبي:"اعلم أن هذه الآية الكريمة من أشكل الآيات نقلا وتوجيها"الدر المصون 10/ 107، والقراءة المذكورة بإدغام التنوين في اللام ونقل حركة الهمزة إليها هي قراءة ورش.