المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

واللاّم من النّون والضّاد، في (أصيلال) قليل، وفي (الطجع) رديء. والطّاء - الشافية في علمي التصريف والخط

[ابن الحاجب]

الفصل: واللاّم من النّون والضّاد، في (أصيلال) قليل، وفي (الطجع) رديء. والطّاء

واللاّم من النّون والضّاد، في (أصيلال) قليل، وفي (الطجع) رديء.

والطّاء من التّاء لازم في (اصطبر)، وشادّ في (حصط).

والدّال من التّاء لازم في نحو (ازدجر) و (ادّكر)، وشادّ في نحو (فزد) و (اجدمعوا) و (اجدزّ) و (دولج).

والجيم من الياء المشدّدة في الوقف في نحو (فقيمجّ)، وهو شادّ، ومن غير المشدّدة في نحو [من الرجز]

لا همّ إن كنت قبلت حجّتج (1)

أشذّ، ومن نحو [من الرجز]

حتّى إذا ما أمسجت وأمسجا (2)

أشذّ.

والصّاد من السّين الّتي بعدها غين أو خاء أو قاف أو طاء جوازا، نحو (أصبغ) و (صلخ) و {مَسَّ سَقَرَ} (3)، و (صراط).

والزّاي من السّين والصّاد الواقعتين قبل الدّال ساكنتين، نحو (يزدل)، و (هذا فزدي أنه).

وقد ضورع بالصّاد الزّاي دونها، وضورع بها متحرّكة أيضا نحو (صدق) و (صدر)، والبيان أكثر فيهما، ونحو (مسّ زقر)(4) كلبيّة، و (أجدر) و (أشدق) بالمضارعة قليل.

‌الإدغام

أن تأتي بحرفين، ساكن فمتحرّك، من مخرج واحد من غير فصل، ويكون في المثلين والمتقاربين.

فالمثلان واجب عند سكون الأوّل في الهمزتين، إلاّ في نحو (سأّل) و (الدّأث)، وإلاّ في الألف لتعذّره، وإلاّ في نحو (قوول) للإلباس، وفي نحو (تووي) و (رييا)(5) على

(1) لرجل من اليمانيين، لاهم: أي اللهم، حجتج: حجّتي.

(2)

للعجّاج، أمسجت وأمسج: أمست وأمسى.

(3)

القمر/48.

(4)

من الآية ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ القمر/48.

(5)

(تووي) مخفف (تؤوي) من وَتُؤْوِي في الأحزاب/51، و (رييا) مخفف (رئيا) من وَرِءْياً في مريم/74.

ص: 95

المختار إذا خفّف، وفي نحو {قالُوا وَما} (1) و {فِي يَوْمٍ} (2)، وعند تحرّكهما في كلمة ولا إلحاق ولا لبس، نحو (ردّ يردّ)، إلاّ في نحو (حيي) فإنّه جائز، وإلاّ في نحو (اقتتل) و (تتنزّل) و (تتباعد)، وسيأتي.

وتنقل حركته إن كان قبله ساكن غير لين، نحو (يرد)، وسكون الوقف كالحركة، ونحو {مَكَّنِّي} (3)، و (يمكنني)، و {مَناسِكَكُمْ} (4)، و {ما سَلَكَكُمْ} (5) من باب كلمتين، وممتنع في الهمزة على الأكثر، وفي الألف، وعند سكون الثّاني لغير الوقف، نحو (ظللت) و (رسول الحسن)، وتميم تدغم في نحو (ردّ) و (لم يردّ)، وعند الإلحاق واللّبس بزنة أخرى، نحو (قردد) و (سرر)، وعند ساكن صحيح قبلهما في كلمتين، نحو (قرم مالك)، وحمل قول القرّاء على الإخفاء، وجائز فيما سوى ذلك.

المتقاربان ونعني بهما ما تقاربا في المخرج، أو في صفة تقوم مقامه، ومخارج الحروف ستّة عشر تقريبا، وإلاّ فلكلّ مخرج، فللهمزة والهاء والألف أقصى الحلق، وللعين والحاء وسطه، وللغين والخاء أدناه، وللقاف أقصى اللّسان وما فوقه من الحنك، وللكاف منهما ما يليهما، وللجيم والشّين والياء وسط اللّسان وما فوقه من الحنك، وللضّاد أوّل إحدى حافّتيه وما يليهما من الأضراس، وللاّم ما دون طرف اللّسان إلى منتهاه وما فوق ذلك، وللرّاء منهما ما يليهما، وللنّون منهما ما يليهما، وللطّاء والدّال والتّاء طرف اللّسان وأصول الثّنايا، وللصّاد والزّاي والسّين طرف اللّسان والثّنايا، وللظّاء والذّال والثّاء طرف اللّسان وطرف الثّنايا، وللفاء باطن الشّفة السّفلى وطرف الثّنايا العليا، وللباء والميم والواو ما بين الشّفتين.

ومخرج المتفرّع واضح، والفصيح ثمانية: همزة بين بين ثلاثة، والنّون الخفيّة نحو (عندك)، وألف الإمالة، ولام التّفخيم، والصّاد كالزّاي، والشّين كالجيم.

(1) البقرة/426، وقد تكرر في الرحمن/60.

(2)

إبراهيم/18، وقد تكرر في السجدة/5، القمر/19، المعارج/4، البلد/14.

(3)

الكهف/95.

(4)

البقرة/200.

(5)

المدثر/42.

ص: 96

وأمّا الصّاد كالسّين، والطّاء كالتّاء، والظّاء كالثّاء، والفاء كالباء، والضّاد الضّعيفة، والكاف كالجيم، فمستهجنة.

وأمّا الجيم كالكاف، والجيم كالشّين، فلا يتحقّق.

ومنها المجهورة والمهموسة، ومنها الشّديدة والرّخوة وما بينهما، ومنها المطبقة والمنفتحة، ومنها المستعلية والمنخفضة، ومنها حروف الذّلاقة والمصمتة، ومنها حروف القلقلة والصّفير، واللّيّنة، والمنحرف، والمكرّر، والهاوي، والمهتوت.

فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحرّكه، وهي ما عدا حروف (ستشحثك خصفه)، والمهموسة بخلافها، ومثّلا ب (ققق) و (ككك).

وخالف بعضهم فجعل الضّاد والظّاء والذّال والزّاي والعين والغين والياء من المهموسة، والكاف والتّاء من المجهورة، ورأى أنّ الشّدّة تؤكّد الجهر.

والشّديدة ما ينحصر جري صوته عند إسكانه في مخرجه فلا يجري، ويجمعها (أجدك قطبت)، والرّخوة بخلافها.

وما بينهما ما لا يتمّ له الانحصار ولا الجري، ويجمعها (لم يروعنا؟)، ومثّلت ب (الحجّ) و (الطّشّ) و (الخلّ).

والمطبقة ما ينطبق على مخرجه الحنك، وهي الصّاد والضّاد والطّاء والظّاء، والمنفتحة بخلافها.

والمستعلية ما يرتفع اللّسان بها إلى الحنك، وهي المطبقة والخاء والغين والقاف، والمنخفضة بخلافها.

وحروف الذّلاقة ما لا ينفك رباعيّ أو خماسيّ عن شيء منها لسهولتها، ويجمعها (مر بنفل)، والمصمتة بخلافها؛ لأنّه صمت عنها في بناء رباعيّ أو خماسيّ منها.

وحروف القلقلة ما ينضمّ إلى الشّدّة فيها ضغط في الوقف، ويجمعها (قد طبج).

وحروف الصّفير ما يصفر بها، وهي الصّاد والسّين والزّاي.

واللّيّنة حروف اللّين.

والمنحرف اللاّم؛ لأنّ اللّسان ينحرف به.

والمكرّر الرّاء؛ لتعثّر اللّسان به.

والهاوي الألف؛ لاتّساع هواء الصّوت به.

ص: 97

والمهتوت التّاء؛ لخفائها.

ومتى قصد لإدغام المتقارب فلا بدّ من قلبه، والقياس قلب الأوّل، إلاّ لعارض في نحو (اذبحّتودا) و (اذبحّاذه)، وفي جملة من تاء الافتعال؛ لنحوه، ولكثرة تغيّرها، و (محّم) في (معهم) ضعيف، و (ستّ) أصله (سدس) شادّ لازم.

ولا تدغم منها في كلمة ما يؤدّي إلى لبس بتركيب آخر، نحو (وطد) و (وتد) و (شاة زنماء)، ومن ثمّ لم يقولوا:(وطدا) ولا (وتدا)؛ لما يلزم من ثقل أو لبس، بخلاف نحو (امّحى) و (اطّيّر)، وجاء (ودّ) في (وتد) في تميم.

ولم تدغم حروف (ضوي مشفر) فيما يقاربها؛ لزيادة صفتها.

ونحو (سيّد) و (ليّة) إنّما أدغما لأنّ الإعلال صيّرهما مثلين، وأدغمت النّون في اللاّم والرّاء لكراهة نبرتها، وفي الميم وإن لم يتقاربا لغنّتها، وفي الواو والياء لإمكان بقائها، وقد جاء {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} (1) و {اِغْفِرْ لِي} (2) و {نَخْسِفْ بِهِمُ} (3)، ولا حروف الصّفير في غيرها، ولا المطبقة في غيرها من غير إطباق على الأفصح، ولا حرف حلق في أدخل منه إلاّ الحاء في العين والهاء، ومن ثمّ قالوا فيهما:(اذبحّتودا) و (اذبحّاذه).

فالهاء في الحاء، والعين في الحاء، والحاء في الهاء والعين بقلبهما حاءين، وجاء {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النّارِ} (4)، والغين في الخاء، والخاء في الغين.

والقاف في الكاف، والكاف في القاف، والجيم في الشّين.

واللاّم المعرّفة تدغم وجوبا في مثلها، وفي ثلاثة عشر حرفا (5)، وغير المعرفة لازم في نحو {بَلْ رانَ} (6)، وجائز في البواقي.

والنّون السّاكنة تدغم وجوبا في حروف (يرملون)، والأفصح إبقاء غنّتها في الواو

(1) النور/62.

(2)

الأعراف/151، وقد تكرر في: إبراهيم/41، سورة ص/35، نوح/28.

(3)

سبأ/9.

(4)

آل عمران/185.

(5)

هي كما في المفصّل ص 550: الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء والصاد والسين والزاي والشين والضاد والنون والراء.

(6)

المطففين/14.

ص: 98

والياء وإذهابها في اللاّم والرّاء، وتقلب ميما قبل الباء، وتخفى في غير حروف الحلق، فيكون لها خمس أحوال، والمتحرّكة تدغم جوازا.

والطّاء والدّال والتّاء والظّاء والذّال والثّاء يدغم بعضها في بعض، وفي الصّاد والزّاي والسّين.

والإطباق في نحو {فَرَّطْتُ} (1) إن كان معه إدغام فهو إتيان بطاء أخرى وجمع بين ساكنين، بخلاف غنّة النّون في {مَنْ يَقُولُ} (2).

والصّاد والزّاي والسّين يدغم بعضها في بعض.

والباء في الميم والفاء.

وقد تدغم تاء (افتعل) في مثلها، فيقال:(قتّل) و (قتّل)، وعليها (مقتّلون) و (مقتّلون)، وقد جاء {مُرْدِفِينَ} (3) إتباعا، وتدغم الثّاء فيها وجوبا على الوجهين، نحو (اتّأر) و (اثّأر)، وتدغم فيها السّين شادّا على الشّادّ، نحو (اسّمع)؛ لامتناع (اتّمع)، وتقلب بعد حروف الإطباق طاء.

فتدغم فيها وجوبا في (اطّلب)، وجوازا على الوجهين في (اظطلم)، وجاءت الثّلاث في [من البسيط]:

. . . .... . . ويظلم أحيانا فيظطلم (4)

وشادّا على الشّادّ في نحو (اصّبر) و (اضّرب)؛ لامتناع (اطّبر) و (اطّرب)، وتقلب مع الدّال والذّال والزّاي دالا فتدغم وجوبا في (ادّان)، وقويّا في (ادّكر)، وجاء (اذّكر) و (اذدكر)(5)، وضعيفا في (ازان)؛ لامتناع (ادان).

(1) الزمر/56.

(2)

البقرة/8، وقد تكرر في: البقرة/200،201، التوبة/49،129، العنكبوت/10.

(3)

الأنفال/9.

(4)

البيت لزهير بن أبي سلمى، وهو بتمامه: هو الجواد الّذي يعطيك نائله عفوا ويظلم أحيانا فيظلم، والشاهد في (فيظّلم) وأصلها (يظتلم)، قد تقلب التاء طاء فيقال:(يظطلم)، وقد تقلب الطاء ظاء فتدغم وتصبح (فيظّلم)، وقد تقلب الظاء طاء فتصبح (فيطّلم).

(5)

بهذه الأوجه وردت القراءات لقوله تعالى: وَاِدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ [يوسف/45]، حيث قرأت العامة-أهل المدينة وأهل الكوفة- (وادّكر) بالدال، وقرأ الحسن البصري (واذّكر) بالذال.

ص: 99