المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند عبادة بن قرط أو قرص رضي الله عنه - الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين - جـ ١

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين

- ‌الجزء الأول

- ‌مقدمة الناشر للطبعة الثالثة

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌المقدمة

- ‌[المآخذ على مستدرك الحاكم]

- ‌ أوهامه في تصحيح الموضوعات

- ‌أوهام الحاكم في استدراكه أحاديث قد أخرجاها:

- ‌[شرطي في "الصحيح المسند

- ‌[أمثلة لأحاديث ظاهرها الصحة وهي معلة]

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌الحسن لغيره:

- ‌زيادات الثقات:

- ‌بقي كتب ينظر فيها إن شاء الله:

- ‌أوهام:

- ‌التخريج:

- ‌الاستدراك:

- ‌ترتيب الكتاب:

- ‌كلمة شكر

- ‌مسند أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌مسند أُبَيِّ بن مالك رضي الله عنه

- ‌مسند أسامة بن أَخْدَرِيٍّ رضي الله عنه

- ‌مسند أسامة بن زيد بن حارثة رضى الله عنهما

- ‌مسند أسامة بن شَرِيْكٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أسامة والد أبي المليح وهو أسامة بن عمير رضي الله عنه

- ‌مسند الأسود بن سَرِيْعٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أُسَيْدِ بن حُضَيْرٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌مسند أنس بن مالك الكَعْبِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند أوس بن أبي أوس رضي الله عنه

- ‌مسند إياس بن عبد رضي الله عنه

- ‌مسند البراء بن عازب رضي الله عنهما

- ‌مسند بريدة بن الحُصَيبِ رضي الله عنه

- ‌مسند بِشْرِ بن سُحَيْمٍ رضي الله عنه

- ‌مسند بشير بن الخصاصية رضي الله عنه

- ‌مسند بَصْرَةَ بن أبي بَصْرَةَ رضي الله عنهما

- ‌مسند بلال بن الحارث رضي الله عنه

- ‌مسند بلال بن رَبَاحٍ رضي الله عنه

- ‌مسند ثابت بن الضَّحَّاكِ رضي الله عنهما

- ‌مسند ثعلبة بن الحكم رضي الله عنه

- ‌مسند جابر بن سُليم رضي الله عنه

- ‌مسند جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنهما

- ‌مسند جابر بن طارق بن عوف رضي الله عنه

- ‌مسند جارية بن قدامة رضي الله عنه

- ‌مسند جَبَلَة بن حارثة وهو أخو زيد بن حارثة رضي الله عنهما

- ‌مسند جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ رضي الله عنه

- ‌مسند جُنَادَةَ بن أبي أمية رضي الله عنه

- ‌مسند أبي ذر الغِفَارِيِّ جُنْدُبِ بن جُنَادَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند الحارث بن حَسَّانَ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي قتادة الحارث بن رِبْعِيٍّ رضي الله عنه

- ‌مسند الحارث بن مالكٍ ابنِ بَرْصَاَء رضي الله عنه

- ‌مسند الحارث الأشعري رضي الله عنه

- ‌مسند حارثة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌مسند حُبْشِيِّ بن جُنادَةَ رضي الله عنه

- ‌مسند حبيب بن مَسْلَمَةَ الفِهْرِيِّ رضي الله عنهما

- ‌مسند حجاج بن عمرو الأنصاري رضي الله عنهما

- ‌مسند حذيفة بن أَسِيدٍ رضي الله عنه

- ‌مسند حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما

- ‌مسند الحسن بن علي رضي الله عنهما

- ‌مسند الحسين بن علي رضي الله عنهما

- ‌مسند حُصَيْنٍ والد عمران رضي الله عنهما

- ‌مسند الحكم بن حَزْنٍ رضي الله عنه

- ‌مسند حكيم بن حزام رضي الله عنه

- ‌مسند حَمَل بن مالك بن النابغة رضي الله عنه

- ‌مسند حنظلة بن حِذْيَمٍ رضي الله عنهما

- ‌مسند أبي أيوب الأنصاري خالد بن زيد رضي الله عنه

- ‌مسند خالد بن العَدَّاءِ رضي الله عنهما

- ‌مسند خالد بن عرفطة رضي الله عنه

- ‌مسند خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌مسند دُكَيْنِ بن سعيد رضي الله عنه

- ‌مسند دَيْلَمٍ الحِمْيَرِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند ذي اللحية رضي الله عنه

- ‌مسند ذي مِخْبَرٍ رضي الله عنه

- ‌مسند رافع بن خَدِيجٍ رضي الله عنه

- ‌مسند رافع بن عمرو المزني رضي الله عنهما

- ‌مسند ربيعة بن عامر رضي الله عنه

- ‌مسند ربيعة بن عِبَادٍ الدِّيلِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند رفاعة بن عرابة رضي الله عنه

- ‌مسند زائدة أو مزيدة بن حوالة رضي الله عنه

- ‌مسند الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌مسند زيد بن أرقم رضي الله عنه

- ‌مسند زيد بن ثابت رضي الله عنه

- ‌مسند زيد بن حارثة رضي الله عنه

- ‌مسند زيد بن خارجة رضي الله عنهما

- ‌مسند زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه

- ‌مسند أبي طلحة الأنصاري زيد بن سهل رضي الله عنه

- ‌مسند سالم بن عبيد رضي الله عنه

- ‌مسند السائب بن خَلَّادٍ رضي الله عنهما

- ‌مسند السائب بن يزيد رضي الله عنهما

- ‌مسند سَبْرَةَ بن معبد رضي الله عنه

- ‌مسند سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو سعد بن مالك

- ‌مسند أبي سعيد الخدري سعد بن مالك رضي الله عنهما

- ‌مسند سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌مسند سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

- ‌مسند سلمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌مسند سلمة بن سلامة رضي الله عنه

- ‌مسند سلمة بن عمرو بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌مسند سلمة بن قيس رضي الله عنه

- ‌مسند سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه

- ‌مسند سلمة بن يزيد الجعفي رضي الله عنه

- ‌مسند سليمان بن صرد رضي الله عنه

- ‌مسند سمرة بن جندب رضي الله عنه

- ‌مسند سهل بن أبي حثمة رضي الله عنهما

- ‌مسند سهل بن الحَنْظَلِيَّةِ رضي الله عنه

- ‌مسند سهل بن حنيف رضي الله عنه

- ‌مسند سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما

- ‌مسند سويد بن قيس رضي الله عنه

- ‌مسند شداد بن أوس رضي الله عنهما

- ‌مسند شداد بن الهاد رضي الله عنه

- ‌مسند شَكَلِ بن حُمَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌مسند أبي أمامة الباهلي صُدَيِّ بن عَجْلان رضي الله عنه

- ‌مسند صَعْصَعة بن معاوية رضي الله عنه عم الفَرَزْدَقِ

- ‌مسند صفوان بن عَسَّالٍ رضي الله عنه

- ‌مسند الصُّنَابِحِ بن الأعسر الأَحْمَسِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند صهيب بن سنان رضي الله عنه

- ‌مسند طارق بن أَشْيَم رضي الله عنه

- ‌مسند طارق بن شهاب رضي الله عنه

- ‌مسند الطفيل بن سخبرة رضي الله عنه

- ‌مسند طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌مسند أبي عبيدة عامر بن الجَرَّاح رضي الله عنه

- ‌مسند عامر بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌مسند عامر بن شهر رضي الله عنه

- ‌مسند أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنهما

- ‌مسند عَبَّاد بن شُرَحْبِيل رضي الله عنه

- ‌مسند عبادة بن الصامت رضي الله عنه

- ‌مسند عُبَادَةَ بن قُرْطٍ أو قُرْصٍ رضي الله عنه

- ‌مسند عُبَيْد بن خالد السُّلَمِيِّ رضي الله عنه

- ‌مسند عبيد الله بن العباس رضي الله عنهما

الفصل: ‌مسند عبادة بن قرط أو قرص رضي الله عنه

‌مسند عُبَادَةَ بن قُرْطٍ أو قُرْصٍ رضي الله عنه

541 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 79): حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان عن حميد بن هلال عن أبي قتادة عن عبادة بن قرط أو قرص قال: إنكم تعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الموبقات.

حدثنا عفان حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال حدثنا أبو قتادة عن عبادة بن قرص أو قرط: إنكم لتعملون اليوم أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الموبقات. فقلت لأبي قتادة فكيف لو أدرك زماننا هذا فقال أبو قتادة لكان لذلك أقول.

هذا حديث صحيحٌ. وأبو قتادة هو العدوي، قال ابن سعد: كان ثقة قليل الحديث.

ص: 463

مسند عبد الله بن الأرقم رضي الله عنهما

542 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 1 ص 435): حدثنا هناد بن السري حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الأرقم قال: أقيمت الصلاة فأخذ بيد رجل فقدمه وكان إمام قومه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إذا أقيمت الصلاة ووجد أحدكم الخلاء فليبدأ بالخلاء» .

قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن الأرقم حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

* قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 158): حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الأرقم: أنه خرج حاجًّا أو معتمرًا ومعه الناس وهو يؤمهم فلما كان ذات يوم أقام الصلاة صلاة الصبح ثم قال ليتقدم أحدكم -وذهب إلى الخلاء- فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إذا أراد أحدكم أن يذهب الخلاء وقامت الصلاة فليبدأ بالخلاء» .

قال أبو داود: روى وهيب بن خالد وشعيب بن إسحاق وأبو ضمرة هذا الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن رجل حدثه عن عبد الله بن أرقم، والأكثر الذين رووه عن هشام قالوا كما قال زهير.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 110) فقال رحمه الله: أخبرنا قتيبة، عن مالك، [ص: 465] عن هشام بن عروة به.

وأخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 202) فقال رحمه الله: حدثنا محمد بن الصَّبَّاح، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة به.

وأخرجه الإمام أحمد (ج 3 ص 483) فقال رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة به.

وأخرجه (ج 4 ص 35) فقال رحمه الله: ثنا عبد الله بن سعيد، عن هشام به. وسقطت (عن) بين أبي هشام وهو عروة وعبد الله بن أرقم.

وأخرجه عبد الرزاق (ج 1 ص 450): عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: كنا مع عبد الله بن الأرقم

وفي هذا التصريح بأن عروة كان مع عبد الله بن الأرقم، إلا أن هذا من رواية معمر عن هشام بن عروة، وفي روايته عنه ضعف.

وأخرجه عبد الرزاق أيضًا: عن الثوري، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الأرقم، قال: كنا معه في سفر

وذكر الحديث.

وهذا سند صحيحٌ.

وأخرجه أيضًا: عن ابن جريج، عن أيوب بن موسى، عن هشام بن عروة. وسقط هنا (عن أبيه) كما في "النكت الظراف على تحفة الأشراف" للحافظ، قال عروة: خرجنا في حج أو عمرة مع عبد الله بن الأرقم.

فعلم من هذا صحة ما قاله أبو داود رحمه الله: أن الأكثرين رووه عن هشام بن عروة متصلًا، بدون واسطة بين عروة وعبد الله بن أرقم، وهكذا علم بتصريح عروة كما عند عبد الرزاق أنه كان مع عبد الله بن أرقم.

فصح الحديث، والحمد لله.

ص: 464

مسند عبد الله بن أَقْرَمَ بن زيد الخزاعي رضي الله عنهما

543 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 2 ص 148): حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن قيس عن عبيد الله بن عبد الله بن الأقرم الخزاعي عن أبيه قال: كنت مع أبي بالقاع من نمرة فمرت ركبة فإذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قائم يصلي قال فكنت أنظر إلى عفرتي إبطيه إذا سجد وأرى بياضه.

قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن أقرم حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس ولا يعرف لعبد الله بن أقرم الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم غير هذا الحديث.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عبيد الله بن عبد الله بن أقرم، وقد وثَّقه النسائي كما في "تهذيب التهذيب".

والحديث من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاها، كما في "الإلزامات"(برقم 33).

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 213)، وأخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 285)، والحُمَيْدي (ج 2 ص 103)، ويعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(ج 1 ص 265)، وعبد الرزاق (ج 2 ص 169)، وأحمد (ج 4 ص 35).

ص: 466

مسند عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما

544 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 371): حدثنا محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو إسحاق الشيباني عن محمد بن أبي مجالد عن عبد الله بن أبي أوفى قال قلت: هل كنتم تخمسون -يعني الطعام- في عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: أصبنا طعامًا يوم خيبر فكان الرجل يجيء فيأخذ منه مقدار ما يكفيه ثم ينصرف.

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري. ومحمد بن أبي المجالد مترجم في "تهذيب التهذيب" في عبد الله؛ لأنه بعبد الله أشهر.

ص: 467

545 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 382): حدثنا أبو النضر، حدثنا الحشرج بن نباته العبسي كوفي، حدثني سعيد بن جمهان، قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه، قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان. قال: فما فعل والدك؟ قال: قلت: قتلته الأزارقة. قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم كلاب النار. قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟ قال: بلى، الخوارج كلها. قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم. قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة، ثم قال: ويحك يا ابن جمهان، عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قبل منك وإلا فدعه، فإنك لست بأعلم منه.

[ص: 468] هذا حديث حسنٌ.

ص: 467

546 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 287): حدثَنَا الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ الرُّخَامِيُّ، وَهِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، قَال: حدثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: «لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ» .

قال البزار: لا نعلم رواه إلا عيسى، ولا عنه إلا عبد الله بن جعفر.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ. وعبد الله بن جعفر هو الرَّقِّيُّ.

وقد ذكر في "تهذيب الكمال" من شيوخه عيسى بن يونس.

ص: 468

547 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 357): حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثني سعيد بن جمهان، قال: كنا نقاتل الخوارج وفينا عبد الله بن أبي أوفى، وقد لحق له غلام بالخوارج، وهم من ذلك الشط ونحن من ذا الشط، فناديناه: أبا فيروز، أبا فيروز، ويحك، هذا مولاك عبد الله بن أبي أوفى. قال: نعم الرجل هو لو هاجر. قال: ما يقول عدو الله؟ قال: قلنا: يقول: نعم الرجل لو هاجر. قال: فقال: أهجرة بعد هجرتي مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ ! ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «طوبى لمن قتلهم وقتلوه» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 468

548 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 3 ص 108): أخبرنا محمد بن عبد العزيز بن غزوان قال أنبأنا الفضل بن موسى عن الحسين بن [ص: 469] واقد قال حدثني يحيى بن عقيل قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 468

549 -

قال الإمام البزار رحمه الله (ج 8 ص 227): أَخْبَرَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ابْنُ أَخِي هَنَّادٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الْيَعْفُورِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: شَهِدْتُهُ وَكَبَّرَ عَلَى جَنَازَةٍ أَرْبَعًا، ثُمَّ قَامَ سَاعَةً يَعْنِي يَدْعُو، ثُمَّ قَالَ: كُنْتُمْ تَرَوْنَ أَنِّي كُنْتُ مُكَبِّرًا خَمْسًا؟ قَالُوا: لَا. قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم كَانَ يُكَبِّرُ أَرْبَعًا.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى"(ج 4 ص 35) ثم أتى له بطريق أخرى تنتهي إلى إبراهيم بن مسلم الهَجَرِيِّ، عن عبد الله بن أبي أوفى. وإبراهيم بن مسلم، قال فيه الحافظ في "التقريب": لين الحديث، رفع موقوفات. اهـ فمثله يصلح في الشواهد والمتابعات.

ص: 469

مسند عبد الله بن بدر رضي الله عنه

550 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 6 ص 466): حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُمْ يَوْمًا: «هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَصُومُوا» فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي تَرَكْتُ قَوْمِي مِنْهُمْ صَائِمٌ وَمِنْهُمْ مُفْطِرٌ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«اذْهَبْ إِلَيْهِمْ، فَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ» .

هذا حديث صحيحٌ. وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاها.

وقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير"(ج 5 ص 23) فقال رحمه الله: قال يحيى بن صالح: حدثنا معاوية بن سلام، عن أبي كثير [وصوابه: عن يحيى بن أبي كثير]، عن بعجة بن عبد الله، أن أباه أخبره

فذكر الحديث.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 1 ص 491) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن أحمد بن شبويه، قال: حدثنا يحيى بن صالح به.

ص: 470

مسند عبد الله بن بسر رضي الله عنهما

551 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 248): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْحِمْصِيُّ، أخبرَنَا أَبِي، أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَصْعَةٌ يُقَالُ لَهَا: الْغَرَّاءُ، يَحْمِلُهَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ، فَلَمَّا أَضْحَوْا وَسَجَدُوا الضُّحَى أُتِيَ بِتِلْكَ الْقَصْعَةِ -يَعْنِي وَقَدْ ثُرِدَ فِيهَا- فَالْتَفُّوا عَلَيْهَا، فَلَمَّا كَثُرُوا جَثَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا» ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«كُلُوا مِنْ حَوَالَيْهَا وَدَعُوا ذِرْوَتَهَا، يُبَارَكْ فِيهَا» .

هذا حديث حسنٌ، مسلسل بالحمصيين.

* الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1090) فقال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ الْيَحْصَبِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِقَصْعَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«كُلُوا مِنْ جَوَانِبِهَا وَدَعُوا ذُرْوَتَهَا، يُبَارَكْ فِيهَا» .

* وأخرجه ابن ماجه أيضًا (ج 2 ص 1086) فقال: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: أَهْدَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ [ص: 472] شَاةً، فَجَثَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ يَأْكُلُ، فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ: مَا هَذِهِ الْجِلْسَةُ؟ فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ جَعَلَنِي عَبْدًا كَرِيمًا، وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا عَنِيدًا» . اهـ

ص: 471

552 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1254): حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِرْقٍ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا» .

هذا حديث حسنٌ، ورجاله حمصيون.

الحديث أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص 330).

ص: 472

553 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 189): حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ شَامَةً فِي قَرْنِهِ، فَوَضَعْتُ أُصْبُعِي عَلَيْهَا، فَقَالَ: وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أُصْبُعَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ:«لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا» . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ.

هذا حديث حسنٌ.

* الحديث أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(3 ص 280) فقال رحمه الله: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ.

قَالَ الْبَزَّارُ: ورَأَيْتُهُ فِي كِتَابِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ بُسْرٍ يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَتُدْرِكَنَّ قَرْنًا» . قَالَ: فَبَلَغَنَا أَنَّهُ [ص: 473] أَتَتْ عَلَيْهِ مِائَةُ سَنَةٍ.

ص: 472

554 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 486): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، أخبرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، أخبرَنَا صَفْوَانُ، أخبرَنَا يَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ الرَّحَبِيُّ، قَالَ: خَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَعَ النَّاسِ فِي يَوْمِ عِيدِ فِطْرٍ أَوْ أَضْحَى، فَأَنْكَرَ إِبْطَاءَ الْإِمَامِ، فَقَالَ: إِنَّا كُنَّا قَدْ فَرَغْنَا سَاعَتَنَا هَذِهِ. وَذَلِكَ حِينَ التَّسْبِيحِ (1).

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

(1) أي حين يصلي صلاة الضحى.

ص: 473

555 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 189): حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ، وَلَا يَقْبَلُ الصَّدَقَةَ.

هذا حديث حسنٌ.

ومعنى لا يقبل الصدقة: لا يأكلها، بل يعطيها أصحابه، كما ثبت في أحاديث أُخَرَ.

ص: 473

556 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 188): حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ، قَالَ: كَانَتْ أُخْتِي رُبَّمَا بَعَثَتْنِي بِالشَّيْءِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تُطْرِفُهُ إِيَّاهُ، فَيَقْبَلُهُ مِنِّي.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 473

557 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 467): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، أخبرَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، أخبرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي [ص: 474] الزَّاهِرِيَّةِ (1)، قَالَ: كُنَّا مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ: جَاءَ رَجُلٌ يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ» .

حديث حسنٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه النسائي (ج 3 ص 103).

(1) أبو الزاهرية هو: حُدَيْرُ بن كُرَيْبٍ.

ص: 473

558 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 314): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، أخبرَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ. قَالَ:«لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1246).

ص: 474

559 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 621): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، أخبرَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ (1): أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ:«مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

(1) في نسخ الترمذي: عبد الله بن قيس، وصوابه: عبد الله بن بسر، كما في "تحفة الأحوذي".

ص: 474

مسند عبد الله بن أبي الجَذْعَاءِ رضي الله عنه

560 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 130): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَهْطٍ بِإِيلِيَاءَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ» ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، سِوَاكَ؟ قَالَ:«سِوَايَ» . فَلَمَّا قَامَ قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا ابْنُ أَبِي الجَذْعَاءِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، وَابْنُ أَبِي الجَذْعَاءِ هُوَ عَبْدُ اللهِ، وَإِنَّمَا يُعْرَفُ لَهُ هَذَا الحَدِيثُ الْوَاحِدُ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

الحديث رواه ابن ماجه (ج 2 ص 1443)، والإمام أحمد (ج 5 ص 366).

وقال الحافظ المزي في "تحفة الأشراف": رواه غير واحد عن خالد الحذاء، منهم: سفيان الثوري، وبِشْرُ بن الْمُفَضَّل، وعبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن زُرَيْعٍ، وعلي بن عاصم.

وأخرجه أيضًا الدارمي (ج 2 ص 423) فقال رحمه الله: حدثنا الْمُعَلَّى بن أسد، حدثنا وُهَيْبٌ، عن خالد به.

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 12 ص 280) فقال رحمه الله: حدثنا صالح بن حاتم بن وَرْدَان، حدثنا يزيد بن زُرَيْعٍ، حدثني خالد الحذاء به.

ص: 475

مسند عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما

561 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1745): حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أنبأَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، وحَدَّثَنَا بَهْزٌ وَعَفَّانُ، قَالا: حَدَّثَنَا مَهْدِيٌّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ مَوْلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ خَلْفَهُ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُخْبِرُ بِهِ أَحَدًا أبدًا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ فِي حَاجَتِهِ هَدَفٌ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ يَوْمًا حَائِطًا مِنْ حِيطَانِ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا جَمَلٌ قَدِ أتَاهُ، فَجَرْجَرَ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ -قَالَ بَهْزٌ وَعَفَّانُ: فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ-، فَمَسَحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ سَرَاتَهُ وَذِفْرَاهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ:«مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ؟ » فَجَاءَ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: هُوَ لِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: «أَمَا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَهَا اللهُ، إِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم، وقد أخرج بعضه.

وقال الحافظ في "النكت الظراف": وأخرجه أبو عوانة في "صحيحه" من الطريق التي أخرجها مسلم مطولًا، وزاد فيه قصة الجمل الذي شكا إليه.

* وأخرجه الإمام أحمد (1754) فقال: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بَغْلَتَهُ وَأَرْدَفَنِي [ص: 477] خَلْفَهُ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبَرَّزَ كَانَ أَحَبَّ مَا تَبَرَّزَ فِيهِ هَدَفٌ يَسْتَتِرُ بِهِ، أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ، فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَإِذَا فِيهِ نَاضِحٌ لَهُ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ وَسَرَاتَهُ فَسَكَنَ، فَقَالَ:«مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ » فَجَاءَ شَابٌّ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ: «أَلا تَتَّقِي اللهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَاكَ إِلَيَّ وَزَعَمَ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ» . ثُمَّ ذَهَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَائِطِ فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ تَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ وَالْمَاءُ يَقْطُرُ مِنْ لِحْيَتِهِ عَلَى صَدْرِهِ، فَأَسَرَّ إِلَيَّ شَيْئًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا، فَحَرَّجْنَا عَلَيْهِ أَنْ يُحَدِّثَنَا، فَقَالَ: لَا أُفْشِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ سِرَّهُ حَتَّى أَلْقَى اللهَ.

ص: 476

562 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1750): حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ جَيْشًا، اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ، وقال:«فَإِنْ قُتِلَ زَيْدٌ أَوِ اسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرٌ، فَإِنْ قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ» فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ جَعْفَرٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَتَى خَبَرُهُمِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ إِلَى النَّاسِ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ:«إِنَّ إِخْوَانَكُمْ لَقُوا الْعَدُوَّ، وَإِنَّ زَيْدًا أَخَذَ الرَّايَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ أَوِ اسْتُشْهِدَ، ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ [ص: 478] فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ» فَأَمْهَلَ، ثُمَّ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ فَقَالَ:«لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ، ادْعُوا لي ابْنَيْ أخِي» ، قَالَ: فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ، فَقَالَ:«ادْعُوا لي الْحَلاقَ» ، فَجِيءَ بِالْحَلاقِ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا، ثُمَّ قَالَ:«أَمَّا مُحَمَّدٌ فَشَبِيهُ عَمِّنَا أَبِي طَالِبٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَشَبِيهُ خَلْقِي وَخُلُقِي» ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَأَشَالَهَا، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ اخْلُفْ جَعْفَرًا فِي أَهْلِهِ، وَبَارِكْ لِعَبْدِ اللهِ فِي صَفْقَةِ يَمِينِهِ» قَالَهَا ثَلاثَ مِرَارٍ، قَالَ: فَجَاءَتْ أُمُّنَا فَذَكَرَتْ لَهُ يُتْمَنَا، وَجَعَلَتْ تُفْرِحُ لَهُ، فَقَالَ:«الْعَيْلَةَ تَخَافِينَ عَلَيْهِمْ وَأَنَا وَلِيُّهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؟ ! » .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

* قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 345): حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ وَابْنُ الْمُثَنَّى، قَالَا: أخبرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، أخبرَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي يَعْقُوبَ، يُحَدِّثُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَمْهَلَ آلَ جَعْفَرٍ ثَلَاثًا أَنْ يَأْتِيَهُمْ، ثُمَّ أَتَاهُمْ، فَقَالَ:«لَا تَبْكُوا عَلَى أَخِي بَعْدَ الْيَوْمِ» ، ثُمَّ قَالَ:«ادْعُوا لِي بَنِي أَخِي» ، فَجِيءَ بِنَا كَأَنَّا أَفْرُخٌ، فَقَالَ:«ادْعُوا لِي الْحَلَّاقَ» فَأَمَرَهُ فَحَلَقَ رُءُوسَنَا.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 477

563 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 205): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: فَحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتٍ مِنْ قَصَبٍ، لَا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 478

مسند عبد الله بن الحارث بن جزء رضي الله عنه

564 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 191): حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ زِيَادٍ الْحَضْرَمِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ مَرَّ وَصَاحِبٌ لَهُ بِأَيْمَنَ وَفِئَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ حَلُّوا أُزُرَهُمْ، فَجَعَلُوهَا مَخَارِيقَ يَجْتَلِدُونَ بِهَا، وَهُمْ عُرَاةٌ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَمَّا مَرَرْنَا بِهِمْ قَالُوا: إِنَّ هَؤُلَاءِ قِسِّيسُونَ فَدَعُوهُمْ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَبْصَرُوهُ تَبَدَّدُوا، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا حَتَّى دَخَلَ، وَكُنْتُ أَنَا وَرَاءَ الْحُجْرَةِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:«سُبْحَانَ اللهِ! لَا مِنَ اللهِ اسْتَحْيَوْا، وَلَا مِنْ رَسُولِهِ اسْتَتَرُوا» ، وَأُمُّ أَيْمَنَ عِنْدَهُ تَقُولُ: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَبِلَأْيٍ مَا اسْتَغْفَرَ لَهُمْ.

قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَسَمِعْتُهُ أَنَا مِنْ هَارُونَ.

هذا حديث صحيحٌ.

وقد أخرجه أبو يَعْلى (ج 3 ص 109) فقال رحمه الله: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو به. وفيه: أنه مر وصاحب له بأم أيمن وفتية. وفيه أيضًا: فبأبي ما استغفر لهم.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 429) من طريق ابن لهيعة، عن سليمان بن زياد الحضرمي به.

وابن لهيعة متابع، تابعه عمرو بن الحارث عند أحمد وأبي يَعْلى كما ترى.

ص: 479

565 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 124): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، أخبرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ المُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ. وَقَدْ رُوِيَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ مِثْلُ هَذَا. حَدَّثَنَا بِذَلِكَ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ الخَلَّالُ، أخبرَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، أخبرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، قَالَ: مَا كَانَ ضَحِكُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَّا تَبَسُّمًا.

هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ، لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

ص: 480

566 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 190): حَدَّثَنَا هَارُونُ -قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ (1): وَسَمِعْتُ أَنَا مِنْ هَارُونَ-، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُقْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ، قَالَ: كُنَّا يَوْمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي الصُّفَّةِ، فَوُضِعَ لَنَا طَعَامٌ فَأَكَلْنَا، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّيْنَا وَلَمْ نَتَوَضَّأْ».

هذا حديث صحيحٌ.

(1) هو عبد الله بن الإمام أحمد.

ص: 480

567 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 115): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْمِصْرِيُّ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ، يَقُولُ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ [ص: 481] صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ» وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ حَدَّثَ النَّاسَ بِذَلِكَ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (ج 13 ص 76) فقال رحمه الله: حدثنا شَبَابَةُ بن سَوَّارٍ، حدثنا ليث بن سعد به.

ص: 480

مسند عبد الله بن حوالة رضي الله عنه

568 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 109): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ (1)، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي ظِلِّ دَوْمَةٍ، وَعِنْدَهُ كَاتِبٌ لَهُ يُمْلِي عَلَيْهِ، فَقَالَ:«أَلَا أَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. فَأَعْرَضَ عَنِّي -وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً فِي الْأُولَى: «نَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي فِيمَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَعْرَضَ عَنِّي-، فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:«أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. فَأَعْرَضَ عَنِّي، فَأَكَبَّ عَلَى كَاتِبِهِ يُمْلِي عَلَيْهِ، قَالَ: فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِي الْكِتَابِ عُمَرُ، فَقُلْتُ: إِنَّ عُمَرَ لَا يُكْتَبُ إِلَّا فِي خَيْرٍ. ثُمَّ قَالَ: «أَنَكْتُبُكَ يَا ابْنَ حَوَالَةَ؟ » قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: «يَا ابْنَ حَوَالَةَ، كَيْفَ تَفْعَلُ فِي فِتْنَةٍ تَخْرُجُ فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ؟ » (2) قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: «وَكَيْفَ تَفْعَلُ فِي أُخْرَى تَخْرُجُ بَعْدَهَا، كَأَنَّ الْأُولَى فِيهَا انْتِفَاجَةُ أَرْنَبٍ؟ » قُلْتُ: لَا أَدْرِي مَا خَارَ اللهُ لِي وَرَسُولُهُ. قَالَ: «اتَّبِعُوا هَذَا» ، قَالَ: وَرَجُلٌ مُقَفٍّ حِينَئِذٍ، قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَسَعَيْتُ وَأَخَذْتُ بِمَنْكِبَيْهِ، فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: هَذَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» . [ص: 483] قَالَ: وَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

والجُرَيرِي وهو سعيد بن إياس وإن كان مختلطًا فإن إسماعيل بن إبراهيم المشهور بابن عُلَيَّةَ ممن روى عنه قبل الاختلاط كما في "الكواكب النيرات"، وقد رواه القطيعي في زوائد "فضائل الصحابة" (ج 1 ص 505) فقال: حدثنا إبراهيم، قال: حدثنا حَجَّاجُ بن مِنْهَالٍ، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عبد الله بن حوالة

فذكره.

وإبراهيم هو ابن عبد الله أبو مسلم الكجي، ترجمته في "تاريخ بغداد"(ج 6 ص 120)، وَثَّقَه موسى بن هارون الحمال والدارقطني وعبد الغني بن سعيد.

وحماد بن سلمة ممن روى عن الجريري قبل الاختلاط، كما في "الكواكب النيرات".

(1) ابن حوالة هو: عبد الله.

(2)

في "النهاية": صياصي البقر: قرونها.

ص: 482

569 -

قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم رحمه الله في "السنة"(ج 2 ص 590): حدثنا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «تَهْجِمُونَ عَلَى رَجُلٍ مُعْتَجِرٍ يُبَايِعُ النَّاسَ، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» . فَهَجَمْنَا عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَهُوَ يُبَايِعُ النَّاسَ.

هذا حديث صحيحٌ.

والجريري هو سعيد بن إياس، مختلط، ولكن حماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط كما في "الكواكب النيرات".

ص: 483

570 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 236): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، قَالَ:[ص: 484] كُنَّا مُعَسْكِرِينَ مَعَ مُعَاوِيَةَ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَقَامَ كَعْبُ بْنُ مُرَّةَ الْبَهْزِيُّ فَقَالَ: لَوْلَا شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَا قُمْتُ هَذَا الْمَقَامَ. فَلَمَّا سَمِعَ (1) بِذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَجْلَسَ النَّاسَ، فَقَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِذْ مَرَّ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَلَيْهِ مُرَجِّلًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«لَتَخْرُجَنَّ فِتْنَةٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ -أَوْ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْ- هَذَا، هذا يَوْمَئِذٍ وَمَنِ اتَّبَعَهُ عَلَى الْهُدَى» . قَالَ: فَقَامَ ابْنُ حَوَالَةَ الْأَزْدِيُّ مِنْ عِنْدِ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَصَاحِبُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: وَاللهِ إِنِّي لَحَاضِرٌ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي فِي الْجَيْشِ مُصَدِّقًا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهِ.

هذا حديث حسنٌ.

(1) في "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (ج 3 ص 66): فلما سمعه معاوية يذكر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر الناس، فأجلسوا وأصمتوا.

ص: 483

مسند عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما

571 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 5): حَدَّثَنَا يُونُسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَبِيبٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْمَسَاجِدِ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ صَلَاةٍ فِي هَذَا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه عبد بن حُمَيد (ج 1 ص 465).

ص: 485

572 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 5): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: وَرَبِّ هَذِهِ الْكَعْبَةِ، لَقَدْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فُلَانًا، وَمَا وُلِدَ مِنْ صُلْبِهِ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

* الحديث أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 247) فقال رحمه الله: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ سَيَّارٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْن أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى الْكَعْبَةِ: وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ، لَقَدْ لَعَنَ اللهُ الْحَكَمَ وَمَا وَلَدَ، عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

قال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد، ورواه محمد بن فُضَيْلٍ أيضًا، [ص: 486] عن إسماعيل، عن الشعبي، عن ابن الزبير.

ص: 485

573 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 4): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«لَا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعِ الْمَصَّةُ وَالْمَصَّتَانِ» .

وقال رحمه الله (ص 5): حدثنا وكيع، عن هشام به.

ص: 486

574 -

قال الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في "الإحسان"(ج 15 ص 495): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى ثَقِيفٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ، وَقَدْ كَانَ النَّاسُ انْهَزَمُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَهَى بَعْضُهُمْ إِلَى دُونِ الْأَعْرَاضِ إلَى جَبَلٍ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الْتَقَى هُوَ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ، فَلَمَّا اسْتَعْلَاهُ حَنْظَلَةُ رَآهُ شَدَّادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَعَلَاهُ شَدَّادٌ بِالسَّيْفِ حَتَّى قَتَلَهُ، وَقَدْ كَادَ يَقْتُلُ أَبَا سُفْيَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«إِنَّ صَاحِبَكُمْ حَنْظَلَةَ تَغْسِلُهُ الْمَلَائِكَةُ، فَسَلُوا صَاحِبَتَهُ» فَقَالَتْ: خَرَجَ وَهُوَ جُنُبٌ لَمَّا سَمِعَ الْهَائِعَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «فَذَاكَ قَدْ غَسَلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ» .

هذا حديث حسنٌ.

ومحمد بن إسحاق شيخ ابن حبان هو السراج، وهو مترجم في "تذكرة الحفاظ"، وصفه الذهبي بالحافظ، الإمام، الثقة، شيخ خراسان.

وترجم له ابن أبي حاتم وقال: وهو صدوق ثقة.

وترجم له الخطيب في "التاريخ" وقال: وكان من المكثرين الصادقين الثقات الأثبات، عُنِيَ بالحديث، وصنف كتبًا كثيرة، وهي معروفة مشهورة.

ص: 486

مسند عبد الله بن زيد بن عَبْدِ رَبِّه رضي الله عنهما

575 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 169): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: لَمَّا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاقُوسِ يُعْمَلُ لِيُضْرَبَ بِهِ لِلنَّاسِ لِجَمْعِ الصَّلَاةِ، طَافَ بِي وَأَنَا نَائِمٌ رَجُلٌ يَحْمِلُ نَاقُوسًا فِي يَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا عَبْدَ اللهِ، أَتَبِيعُ النَّاقُوسَ؟ قَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ فَقُلْتُ: نَدْعُو بِهِ إِلَى الصَّلَاةِ. قَالَ: أَفَلَا أَدُلُّكَ عَلَى مَا هُوَ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: بَلَى. قَالَ: فَقَالَ: تَقُولُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. قَالَ: ثُمَّ اسْتَأْخَرَ عَنِّي غَيْرَ بَعِيدٍ، ثُمَّ قَالَ: ثم تَقُولُ إِذَا أَقَمْتَ الصَّلَاةَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ. فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا رَأَيْتُ، فَقَالَ:«إِنَّهَا لَرُؤْيَا حَقٌّ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ» فَقُمْتُ مَعَ بِلَالٍ، فَجَعَلْتُ أُلْقِيهِ [ص: 488] عَلَيْهِ وَيُؤَذِّنُ بِهِ، قَالَ: فَسَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَيَقُولُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ مِثْلَ مَا رَأَى. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ:«فَلِلَّهِ الْحَمْدُ» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 1 ص 563)، وابن ماجه (ج 1 ص 232)، وقال الترمذي: حديث عبد الله بن زيد حديث حسن صحيح.

وقال ابن خزيمة (ج 1 ص 193): سمعت محمد بن يحيى يقول: ليس في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا؛ لأن محمد بن عبد الله بن زيد سمعه من أبيه.

وقال ابن خزيمة أيضًا (ج 1 ص 197): وخبر محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عَبْدِ رَبِّه، عن أبيه، ثابتٌ صحيحٌ من جهة النقل؛ لأن محمد بن عبد الله بن زيد قد سمعه من أبيه، ومحمد بن إسحاق قد سمعه من محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، وليس هو مما دلسه محمد بن إسحاق.

ص: 487

مسند عبد الله بن السائب رضي الله عنهما

576 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 2 ص 587): حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، أخبرَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي الوَضَّاحِ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ المُؤَدِّبُ (1)، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ الجَزَرِيِّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي أَرْبَعًا بَعْدَ أَنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، فَقَالَ:«إِنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأُحِبُّ أَنْ يَصْعَدَ لِي فِيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ» .

قال أبو عيسى: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حسنٌ على شرط مسلم.

(1) محمد بن مسلم بن أبي وضاح، وثقه غير واحد، وقال البخاري: فيه نظر، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 489

577 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 351): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ سُفْيَانَ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي يَوْمَ الْفَتْحِ، وَوَضَعَ نَعْلَيْهِ عَنْ يَسَارِهِ.

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح.

[ص: 490] الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 74)، وابن ماجه (ج 1 ص 460).

(1) ابن سفيان هو: عبد الله بن سفيان.

ص: 489

578 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 458): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ السَّرِيِّ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حدثنا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، حدثنا مُجَاهِدٌ، قَالَ: قَالَ لِي مَوْلَايَ عَبْدُ اللهِ بْنُ السَّائِبِ: كُنْتُ فِيمَنْ بَنَى الْبَيْتَ، فَأَخَذْتُ حَجَرًا فَسَوَّيْتُهُ، فَوَضَعْتُهُ إِلَى جَنْبِ الْبَيْتِ، قَالَ: فَكُنْتُ أَعْبُدُهُ، فَإِنْ كَانَ لَيَكُونُ فِي الْبَيْتِ الشَّيْءُ أَبْعَثُ بِهِ إِلَيْهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا لَبَنٌ طَيِّبٌ فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَيْهِ فَصَبُّوهُ عَلَيْهِ. وَإِنَّ قُرَيْشًا اخْتَلَفُوا فِي الْحَجَرِ حِينَ أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوهُ، حَتَّى كَادَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ قِتَالٌ بِالسُّيُوفِ، فَقَالَ: اجْعَلُوا بَيْنَكُمْ أَوَّلَ رَجُلٍ يَدْخُلُ مِنَ الْبَابِ. فَدَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: هَذَا الْأَمِينُ -وَكَانُوا يُسَمُّونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ: الْأَمِينَ-، فَقَالُوا: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ رَضِينَا بِكَ. فَدَعَا بِثَوْبٍ، فَبَسَطَهُ وَوَضَعَ الْحَجَرَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ لِهَذَا الْبَطْنِ وَلِهَذَا الْبَطْنِ -غَيْرَ أَنَّهُ سَمَّى بُطُونًا-:«لِيَأْخُذْ كُلُّ بَطْنٍ مِنْكُمْ بِنَاحِيَةٍ مِنَ الثَّوْبِ» فَفَعَلُوا، ثُمَّ رَفَعُوهُ، وَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ بِيَدِهِ.

هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

كذا قال الحاكم، وهلال بن خباب ليس من رجال مسلم كما في "التقريب".

الحديث أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة"(ج 1 ص 55)، وقال الهيثمي في "المجمع" (ج 8 ص 229): رجاله رجال الصحيح، غير هلال بن خباب، وهو ثقة.

ص: 490

مسند عبد الله بن سَرْجِسَ رضي الله عنه

579 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 82): حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْجُحْرِ، وَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ؛ فَإِنَّ الْفَأْرَةَ تَأْخُذُ الْفَتِيلَةَ فَتَحْرِقُ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَأَوْكِئُوا الْأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الشَّرَابَ، وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ بِاللَّيْلِ» .

قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ؟ قَالَ: يُقَالُ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ.

هذا حديث صحيحٌ.

وقتادة قد صحح أبو زرعة سماعه من عبد الله بن سرجس، وإن كان الإمام أحمد لا يراه سمع، كما في "جامع التحصيل"، فَالْمُثْبِت مُقَدَّمٌ على النافي.

* قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 51): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ: أَنَّ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْجُحْرِ.

قال: قَالُوا لِقَتَادَةَ: مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَوْلِ فِي الْجُحْرِ؟ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّهَا مَسَاكِنُ الْجِنِّ.

هذا حديث صحيحٌ.

[ص: 492] وسماع قتادة من عبد الله بن سرجس وإن كان الإمام أحمد لا يثبته، فقد أثبته أبو زرعة كما في "جامع التحصيل"، وعلي بن المديني كما في "التلخيص الحبير"، والمثبت مقدم على النافي.

الحديث أخرجه النسائي (ج 1 ص 33).

ص: 491

مسند عبد الله بن سعد رضي الله عنه

580 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 342): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّهُ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يُوجِبُ الْغُسْلَ، وَعَنِ الْمَاءِ يَكُونُ بَعْدَ الْمَاءِ، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي بَيْتِي، وَعَنِ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ، وَعَنْ مُؤَاكَلَةِ الْحَائِضِ، فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، أَمَّا أَنَا فَإِذَا فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا» فَذَكَرَ الْغُسْلَ، قَالَ:«أَتَوَضَّأُ وُضُوئِي لِلصَّلَاةِ أَغْسِلُ فَرْجِي» ثُمَّ ذَكَرَ الْغُسْلَ «وَأَمَّا الْمَاءُ يَكُونُ بَعْدَ الْمَاءِ؛ فَذَلِكَ الْمَذْيُ، وَكُلُّ فَحْلٍ يَمْذِي، فَأَغْسِلُ مِنْ ذَلِكَ فَرْجِي وَأَتَوَضَّأُ، وَأَمَّا الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ وَالصَّلَاةُ فِي بَيْتِي: فَقَدْ تَرَى مَا أَقْرَبَ بَيْتِي مِنَ الْمَسْجِدِ، وَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً، وَأَمَّا مُؤَاكَلَةُ الْحَائِضِ فَآكِلْهَا» .

هذا حديث حسنٌ.

* قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 439): حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا أَفْضَلُ: الصَّلَاةُ فِي بَيْتِي أَوِ الصَّلَاةُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: «أَلَا تَرَى إِلَى بَيْتِي مَا أَقْرَبَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ؟ فَلَأَنْ [ص: 494] أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَلَاةً مَكْتُوبَةً» .

هذا حديث حسنٌ.

وحرام بن معاوية هو حرام بن حكيم، اختلف على معاوية بن صالح في اسم أبيه، كما في "تهذيب التهذيب".

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 1 ص 415): حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ العَنْبَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ العَلَاءِ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ مُوَاكَلَةِ الحَائِضِ؟ فَقَالَ: «وَاكِلْهَا» .

قال أبو عيسى: حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

قال أبو عبد الرحمن: ورواه أبو داود (ج 1 ص 361)، وقبله: مَا يَحِلُّ لِي مِنَ امْرَأَتِي وَهِيَ حَائِضٌ؟ قَالَ: «لَكَ مَا فَوْقَ الْإِزَارِ» .

وأخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 213).

* قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 360): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ حَرَامِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ [بْنِ سَعْدٍ] الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَمَّا يُوجِبُ الْغُسْلَ، وَعَنِ المَاءِ يَكُونَ بَعْدَ الْمَاءِ؟ فَقَالَ:«ذَلِكَ الْمَذْيُ، وَكُلُّ فَحْلٍ يَمْذِي، فَتَغْسِلُ مِنْ ذَلِك فَرْجَكَ وَأُنْثَيَيْكَ، وَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 493

مسند عبد الله بن سلام رضي الله عنه

581 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 206): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: قَعَدْنَا نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَتَذَاكَرْنَا، فَقُلْنَا: لَوْ نَعْلَمُ أَيَّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ لَعَمِلْنَاهُ، فَأَنْزَلَ اللهُ:{سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} (1)، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ابْنُ سَلَامٍ. قَالَ يَحْيَى: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ. قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا الأَوْزَاعِيُّ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا ابْنُ كَثِيرٍ.

وَقَدْ خُولِفَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ فِي إِسْنَادِ هَذَا الحَدِيثِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، فَرَوَى ابْنُ المُبَارَكِ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، أَوْ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، وَرَوَى الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ هَذَا الحَدِيثَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، نَحْوَ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ.

[ص: 496] ولا يضر الاختلاف فيه عن الأوزاعي، والظاهر أن رواية يحيى عن أبي سلمة أرجح؛ إذ قد رواه عن الأوزاعي محمد بن كثير والوليد بن مسلم كما هنا، والوليد بن يزيد كما في "تفسير ابن كثير" وفي رواية عبد الله بن المبارك المخالفة شك أهو عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن سلام؟ أم هو عن أبي سلمة، عن عبد الله بن سلام؟

(1) سورة الصف، الآية: 1 - 2.

ص: 495

582 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 360): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، [عَنْ] أَبِي النَّضْرِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، قَالَ: قُلْتُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ: إِنَّا لَنَجِدُ فِي كِتَابِ اللهِ: فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا شَيْئًا، إِلَّا قَضَى لَهُ حَاجَتَهُ. قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَأَشَارَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ» . فَقُلْتُ: صَدَقْتَ، أَوْ بَعْضُ سَاعَةٍ. قُلْتُ: أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «هِيَ آخِرُ سَاعَاتِ النَّهَارِ» . قُلْتُ: إِنَّهَا لَيْسَتْ سَاعَةَ صَلَاةٍ. قَالَ: «بَلَى، إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا صَلَّى ثُمَّ جَلَسَ، لَا يَحْبِسُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ، فَهُوَ فِي الصَّلَاةِ» .

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

* قال الإمام مالك رحمه الله (ج 1 ص 131) مع "تنوير الحوالك": عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الطُّورِ، فَلَقِيتُ كَعْبَ الْأَحْبَارِ فَجَلَسْتُ مَعَهُ، فَحَدَّثَنِي عَنِ التَّوْرَاةِ، وَحَدَّثْتُهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَكَانَ فِيمَا حَدَّثْتُهُ أَنْ قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُهْبِطَ [ص: 497] مِنَ الْجَنَّةِ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» . قَالَ كَعْبٌ: ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ. فَقُلْتُ: بَلْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. فَقَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ، فَقَالَ: صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَقِيتُ بَصْرَةَ بْنَ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيَّ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ فَقُلْتُ: مِنَ الطُّورِ. فَقَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُكَ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ مَا خَرَجْتَ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا، وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَاءَ -أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ-» يَشُكُّ.

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: ثُمَّ لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ سَلَامٍ فَحَدَّثْتُهُ بِمَجْلِسِي مَعَ كَعْبِ الْأَحْبَارِ، وَمَا حَدَّثْتُهُ بِهِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقُلْتُ: قَالَ كَعْبٌ: ذَلِكَ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمٌ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبَ كَعْبٌ. فَقُلْتُ: ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ التَّوْرَاةَ، فَقَالَ: بَلْ هِيَ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: صَدَقَ كَعْبٌ. ثُمَّ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: قَدْ عَلِمْتُ أَيَّةَ سَاعَةٍ هِيَ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتَ لَهُ: أَخْبِرْنِي بِهَا وَلَا تَضِنَّ عَلَيَّ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: وَكَيْفَ تَكُونُ آخِرَ سَاعَةٍ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي» ، وَتِلْكَ السَّاعَةُ سَاعَةٌ لَا يُصَلَّى فِيهَا؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ» ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَقُلْتُ: بَلَى. قَالَ: فَهُوَ ذَلِكَ.

[ص: 498] هذا حديث صحيحٌ، وصدره في "الصحيح" ولكني كتبته من أجل حديث بصرة وعبد الله بن سلام.

الحديث أخرجه النسائي (ج 3 ص 113) فقال رحمه الله: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا بكر يعني ابن مضر، عن ابن الهَادِ، عن محمد بن إبراهيم به.

وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 453) فقال: ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن قيس بن سعد، عن محمد بن إبراهيم به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(ج 2 ص 862) فقال رحمه الله: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا حجاج بن مِنْهَالٍ، ثنا حماد بن سلمة به.

وليس عند الإمام أحمد والطبراني قصة بصرة بن أبي بصرة، وهي عند الإمام أحمد في موضع آخر، قد كتبتها والحمد لله.

ص: 496

مسند عبد الله بن الشِّخِّير رضي الله عنه

583 -

قال الإمام عبد بن حُمَيد رحمه الله في "المنتخب"(ج 1 ص 461): حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيِّ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي قَاعِدًا وَقَائِمًا، وَهُوَ يَقْرَأُ:{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} (1) حَتَّى خَتَمَهَا.

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه النسائي في "التفسير"(ج 2 ص 277).

(1) سورة التكاثر، الآية:1.

ص: 499

584 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 206): أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ، عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، أَخْبَرَنِي أَبِي: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يَصُومُ الدَّهْرَ، قَالَ:«لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي صَوْمِ الدَّهْرِ: «لَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ» .

هذا حديث صحيحٌ بالسند الثاني على شرط مسلم.

[ص: 500] الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 544)، وهو بسند ابن ماجه على شرط الشيخين.

وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 3 ص 78).

وأخرجه الحاكم (ج 1 ص 435) وقال: صحيحٌ على شرط الشَّيخين. وهو كما قال.

ص: 499

585 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 161): حدثنا مسدد أخبرنا بشر يعني ابن المفضل أخبرنا أبو مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن مطرف قال قال أبي: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلنا أنت سيدنا فقال «السيد الله» قلنا وأفضلنا فضلًا وأعظمنا طولًا فقال «قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 500

586 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 172): حدثني عبد الرحمن بن محمد بن سلام أخبرنا يزيد يعني ابن هارون أخبرنا حماد يعني ابن سلمة عن ثابت عن مطرف عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي وفي صدره أزيز كأزيز الرحى من البكاء صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، وقد وثَّقه النسائي والدارقطني، بل قد توبع، قال النسائي رحمه الله (ج 3 ص 13): أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله، عن حماد بن سلمة به.

ص: 500

مسند عبد الله بن عباس رضي الله عنهما

587 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2518): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو التياح عن موسى بن سلمة قال: حججت أنا وسنان بن سلمة ومع سنان بدنة فأزحفت عليه فعي بشأنها فقلت لئن قدمت مكة لأستبحثن عن هذا قال فلما قدمنا مكة قلت انطلق بنا إلى ابن عباس فدخلنا عليه وعنده جارية وكان لي حاجتان ولصاحبي حاجة فقال ألا أخليك قلت لا فقلت كانت معي بدنة فأزحفت علينا فقلت لئن قدمت مكة لأستبحثن عن هذا فقال ابن عباس: بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالبدن مع فلان وأمره فيها بأمره فلما قفا رجع فقال يا رسول الله ما أصنع بما أزحف علي منها قال «انحرها واصبغ نعلها في دمها واضربه على صفحتها ولا تأكل منها أنت ولا أحد من رفقتك» قال فقلت له أكون في هذه المغازي فأغنم فأعتق عن أمي أفيجزئ عنها أن أعتق فقال ابن عباس: أمرت امرأة سنان بن عبد الله الجهني أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن أمها توفيت ولم تحجج أيجزئ عنها أن تحج عنها فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أرأيت لو كان على أمها دين فقضته عنها أكان يجزئ عن أمها؟ » قال نعم قال «فلتحجج عن أمها» وسأله عن ماء البحر فقال: ماء البحر طهور.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم، وقد أخرج منه قصة البُدْن (ج 2 ص 962) [ص: 502] بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي.

ص: 501

588 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 176): حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري أخبرنا موسى بن عبد العزيز أخبرنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للعباس بن عبد المطلب «يا عباس يا عماه ألا أعطيك ألا أمنحك ألا أحبوك ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله لك ذنبك أوله وآخره قديمه وحديثه خطأه وعمده صغيره وكبيره سره وعلانيته عشر خصال أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة وأنت قائم قلت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها وأنت راكع عشرًا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرًا ثم تهوي ساجدًا فتقولها وأنت ساجد عشرًا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرًا ثم تسجد فتقولها عشرًا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرًا فذلك خمس وسبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 443).

ص: 502

589 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 190): حدثنا أحمد بن محمد يعني المروزي أخبرنا وكيع عن مسعر عن سماك الحنفي عن ابن [ص: 503] عباس قال: لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوًا من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها وكان بين أولها وآخرها سنة.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أحمد بن محمد المروزي أبو الحسن بن شبويه، وهو ثقة.

ص: 502

590 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 7 ص 87): أخبرنا محمد بن رافع قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثني ورقاء عن عمرو عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه في يده وأوداجه تشخب دمًا يقول يا رب قتلني حتى يدنيه من العرش» قال فذكروا لابن عباس التوبة فتلا هذه الآية {ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا} (1) قال: ما نسخت منذ نزلت وأنى له التوبة.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. وأثر ابن عباس الذي في آخره في "الصحيح".

الحديث أخرجه الترمذي (ج 8 ص 384) وقال: هذا حديث حسن. وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عمرو بن دينار نحوه ولم يرفعه. اهـ

(1) سورة النساء، الآية:93.

ص: 503

591 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 7 ص 107): أخبرنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا يزيد وهو ابن زريع قال أنبأنا داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ثم تندم فأرسل إلى قومه سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هل لي من توبة فجاء قومه إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا إن فلانًا قد ندم وإنه أمرنا [ص: 504] أن نسألك هل له من توبة فنزلت {كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم} (1) إلى قوله {غفور رحيم} (2) فأرسل إليه فأسلم.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وداود هو ابن أبي هند، كما في "تفسير ابن جرير".

(1) سورة آل عمران، الآية:86.

(2)

سورة آل عمران، الآية:88.

ص: 503

592 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 194): حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا ابن عيينة عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه.

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

وعبد الكريم هو ابن مالك الجَزَرِيُّ، كما جاء مصرحًا به في الترمذي.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 6 ص 11) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1134)، وأبو يَعْلى (ج 4 ص 291).

* وأخرجه ابن ماجه أيضًا (ج 2 ص 1133) فقال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر حدثنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن التنفس في الإناء.

* وأخرجه أحمد (ج 1 ص 309) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن إسرائيل عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن النفخ في الطعام والشراب.

ص: 504

593 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 26): حدثنا زياد بن أيوب أخبرنا هشيم أنبأنا حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: لا أدري أكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا.

هذا حديث صحيحٌ. وحصين هو ابن عبد الرحمن السلمي.

قال أبو عبد الرحمن: ابن عباس رضي الله عنه يخبر عن نفسه أنه لا يدري، وقد أثبت القراءة غيره، ومن علم حجة على من لم يعلم.

ص: 505

594 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 24): حدثنا مسدد أخبرنا عبد الوارث عن موسى بن سالم أخبرنا عبد الله بن عبيد الله قال: دخلت على ابن عباس في شباب من بني هاشم فقلنا لشاب منا سل ابن عباس أكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ في الظهر والعصر فقال لا لا فقيل له فلعله كان يقرأ في نفسه فقال: خمشًا هذه شر من الأولى كان عبدًا مأمورًا بلغ ما أرسل به وما اختصنا دون الناس بشيء إلا بثلاث خصال أمرنا أن نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة وأن لا ننزي الحمار على الفرس.

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.

الحديث أخرجه النسائي (ج 6 ص 224)، والترمذي (ج 5 ص 356) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 505

595 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 34): حدثنا قتيبة أخبرنا جرير عن ابن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحجر «والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق» .

[ص: 506] قال أبو عيسى: هذا حديث حسن.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

* وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في "مسنده"(ج 4 ص 224) بتحقيق أحمد شاكر فقال: حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «ليبعثن الله الحجر يوم القيامة وله عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد لمن استلمه بحق» .

وأخرجه الدارمي (ج 2 ص 62) فقال رحمه الله: حدثنا حَجَّاج بن مِنْهَالٍ، وسليمان بن حرب، قالا: حدثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 4 ص 107)، والحاكم (ج 1 ص 457) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

ص: 505

596 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2668): حدثنا يونس حدثنا دواد بن أبي الفرات عن علباء عن عكرمة عن ابن عباس قال: خط رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الأرض أربعة خطوط، قال:«تدرون ما هذا؟ » فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. ويونس هو ابن محمد المؤدب.

* وقال الإمام أحمد (ج 1 ص 322): حدثنا عبد الصمد حدثنا داود حدثنا علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خط أربعة خطوط ثم قال «أتدرون لم خططت هذه [ص: 507] الخطوط؟ » قالوا لا قال «أفضل نساء الجنة أربع مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد وآسية ابنة مزاحم» .

وقال رحمه الله (ج 1 ص 316): حدثنا أبو عبد الرحمن (1)، حدثنا داود، عن عِلْبَاءَ، عن عكرمة، عن ابن عباس به.

هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه النسائي في "المناقب الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" عن العباس بن محمد، عن يونس بن محمد.

وعن إبراهيم بن يعقوب، عن أبي النعمان.

وعن عمرو بن منصور، عن حَجَّاجِ بن مِنْهَالٍ، ثلاثتهم عن داود بن أبي الفرات عنه به. ومعنى حديثهم واحد. اهـ

وأخرجه عبد بن حُمَيد (ج 1 ص 519)، وأبو يعلى (ج 5 ص 110)، وأخرجه الحاكم (ج 3 ص 160) فقال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القَطِيعِيُّ، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، ثنا يونس بن محمد، ثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس به.

ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وأخرجه الحاكم (ج 3 ص 185) فقال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا العباس بن محمد الدوري، حدثنا يونس بن محمد المؤدب، حدثنا داود بن أبي الفرات، به.

قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة.

(1) هو عبد الله بن يزيد المقرئ، وداود هو ابن أبي الفرات، وعلباء هو ابن أحمر.

ص: 506

597 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2165): حدثنا عبد الرحمن حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال رأيت النبي [ص: 508] صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئًا قال قلت يا رسول الله ما هذا قال «دم الحسين وأصحابه لم أزل أتتبعه منذ اليوم» . قال عمار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (2553): حدثنا عفان حدثنا حماد هو ابن سلمة أخبرنا عمار عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار وهو قائم أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا قال «هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم» . فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله في "فضائل الصحابة"(ج 2 ص 778): حدثنا عبد الرحمن حدثنا حماد بن سلمة عن عمار هو ابن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المنام بنصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه أو يتتبع فيها شيئًا قلت يا رسول الله ما هذا قال «دم الحسين وأصحابه لم أزل (1) أتتبعه منذ اليوم» . قال عمار: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم عليه السلام.

حدثنا عفان بن مسلم نا حماد قال أنا عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال: رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يرى النائم بنصف النهار قائل [ص: 509] أشعث أغبر بيده قارورة فيها دم فقال بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما هذا قال «هذا دم الحسين وأصحابه فلم أزل ألتقطه منذ اليوم» . فأحصينا ذلك اليوم فوجدوه قتل في ذلك اليوم عليه السلام.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

(1) في الأصل: ثم أزل. والصحيح ما أثبتناه؛ لما سيأتي، وعليه يدل السياق.

ص: 507

598 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 410): حدثنا وهب بن بقية قال أنبأنا خالد عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم بدر «من فعل كذا وكذا فله من النفل كذا وكذا» قال فتقدم الفتيان ولزم المشيخة الرايات فلم يبرحوها فلما فتح الله عليهم قال المشيخة كنا ردءًا لكم لو انهزمتم لفئتم إلينا فلا تذهبوا بالمغنم ونبقى فأبى الفتيان وقالوا جعله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لنا فأنزل الله تعالى {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول} (1) إلى قوله {كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقًا من المؤمنين لكارهون} (2) يقول فكان ذلك خيرًا لهم فكذلك أيضًا فأطيعوني فإني أعلم بعاقبة هذا منكم.

حدثنا زياد بن أيوب أخبرنا هشيم قال أخبرنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال يوم بدر «من قتل قتيلًا فله كذا وكذا ومن أسر أسيرًا فله كذا وكذا» ثم ساق نحوه وحديث خالد أتم.

حدثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال قال أخبرنا يزيد بن خالد [ص: 510] بن موهب الهمداني قال أخبرنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال أخبرني داود بهذا الحديث بإسناده قال: فقسمها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالسواء وحديث خالد أتم.

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح.

والحديث أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (ج 4 ص 356) فقال: حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عباس به.

(1) سورة الأنفال، الآية:1.

(2)

سورة الأنفال، الآية:5.

ص: 509

599 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2097): حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ذر بن عبد الله الهمداني عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به قال فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة» .

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (3161): حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قالا حدثنا شعبة عن سليمان ومنصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس: أنهم قالوا يا رسول الله إنا نحدث أنفسنا بالشيء لأن يكون أحدنا حممة أحب إليه من أن يتكلم به قال فقال أحدهما «الحمد لله الذي لم يقدر منكم إلا على الوسوسة» وقال الآخر «الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

* قال أبو داود رحمه الله (ج 14 ص 15): حدثنا عثمان بن أبي شيبة [ص: 511] وابن قدامة بن أعين قالا حدثنا جرير عن منصور عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به فقال «الله أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة» .

قال ابن قدامة: «رد أمره» مكان «رد كيده» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه محمد بن نصر المروزي في "الصلاة" من طريق جرير، عن منصور به. ومن طريق سفيان وهو الثوري، عن منصور به. ومن طريق شعبة، عن منصور وسليمان به.

* قال الإمام النسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص 207): أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن منصور والأعمش عن ذر عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس: أن رجلًا قال يا رسول الله إني لأجد في نفسي شيئًا لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم به فقال -في حديث منصور- «الله أكبر» -وقالا جميعًا- «الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة» .

وقال أيضًا: أخبرنا محمود بن غيلان قال أخبرنا أبو داود قال أخبرنا شعبة عن منصور والأعمش سمعا ذر بن عبد الله عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال: قيل يا رسول الله أحدنا يجد الشيء لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به قال -أحدهما- «الحمد لله الذي لم يقدر منكم إلا على الوسوسة» -وقال الآخر- «الحمد لله الذي رد [ص: 512] أمره إلى الوسوسة» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 510

600 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3079): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَفْطَسِ قَالَ سَمِعْتُ وَهْبًا يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «يَخْرُجُ مِنْ عَدَنِ أَبْيَنَ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا يَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ هُمْ خَيْرُ مَنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ» .

قَالَ لِي مَعْمَرٌ: اذْهَبْ فَاسْأَلْهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا منذر بن النعمان، وقد وثَّقه ابن معين كما في "تعجيل المنفعة".

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 4 ص 305) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الأعلى بن حماد النَّرْسِيُّ، حدثنا مُعْتَمِر بن سليمان، عن منذر، عن وهب، عن ابن عباس به.

وقد ذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية"، ولكنه في "مسند الإمام أحمد" و"مسند أبي يَعْلى" سالم من العلة.

فصح الحديث والحمد لله.

ص: 512

601 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3061): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ أَبُو يُونُسَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ أَنَّ كُرَيْبًا أخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ فَأَخَذَ بِيَدِي فَجَرَّنِي فَجَعَلَنِي حِذَاءَهُ فَلَمَّا أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَلَاتِهِ خَنَسْتُ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ لِي «مَا شَأْنِي أَجْعَلُكَ حِذَائِي فَتَخْنِسُ؟ » فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَوَيَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يُصَلِّيَ [ص: 513] حِذَاءَكَ وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ الَّذِي أَعْطَاكَ اللهُ قَالَ فَأَعْجَبْتُهُ فَدَعَا اللهَ لِي أَنْ يَزِيدَنِي عِلْمًا وَفَهْمًا قَالَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُهُ يَنْفُخُ ثُمَّ أَتَاهُ بِلَالٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ الصَّلَاةَ فَقَامَ فَصَلَّى مَا أَعَادَ وُضُوءًا.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 512

602 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 682): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يَقُوتُ أَهْلَهُ قُوتًا فِيهِ سَعَةٌ وَكَانَ الرَّجُلُ يَقُوتُ أَهْلَهُ قُوتًا فِيهِ شِدَّةٌ فَنَزَلَتْ {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} (1).

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا سليمان بن أبي المغيرة العبسي، وقد وثَّقه يحيى بن معين.

(1) سورة المائدة، الآية:89.

ص: 513

603 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 387): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «يَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ» .

هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلَّا مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

كذا في "تحفة الأحوذي"، وفي النسخ الأخرى التي بتحقيق: إبراهيم عطوة عوض (ج 4 ص 461): هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ.

[ص: 514] * وقد أخرجه الحاكم رحمه الله من وجهين عن عبد الرزاق وفيه زيادة: قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 116): حدثنا أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه إملاء وقراءة، ثنا محمد بن سليمان بن خالد، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا عبد الرزاق، أنبأ إبراهيم بن ميمون، أخبرني عبد الله بن طاوس، أنه سمع أباه يحدث، أنه سمع ابن عباس يحدث: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لا يجمع الله أمتي -أو قال: هذه الأمة- على الضلالة أبدًا، ويد الله على الجماعة» .

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا موسى بن هارون، ثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا عبد الرزاق، ثنا إبراهيم بن ميمون العدني وكان يسمى قريش اليمن وكان من العابدين المجتهدين، قال: قلت لأبي جعفر: والله لقد حدثني ابن طاوس، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يجمع الله أمتي على ضلالة أبدًا، ويد الله على الجماعة» .

قال الحاكم: فإبراهيم بن ميمون العدني هذا قد عدله عبد الرزاق وأثنى عليه، وعبد الرزاق إمام أهل اليمن وتعديله حجة». اهـ

ووثَّقه ابن معين، كما ذكره الذهبي في "التلخيص".

ص: 513

604 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 117): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ بْنِ سُفْيَانَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ أَبِي فَزَارَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَا أُمِرْتُ بِتَشْيِيدِ الْمَسَاجِدِ» .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَتُزَخْرِفُنَّهَا كَمَا زَخْرَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

[ص: 515] هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات. وأبو فَزَارَةَ اسمه راشد بن كَيْسَانَ.

ص: 514

605 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 15): حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْخُتَّلِيُّ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَدَنِيُّ عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ عُثْمَانَ الشَّحَّامِ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ أخبرَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْمَى كَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ تَشْتُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَتَقَعُ فِيهِ فَيَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَيَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ قَالَ فَلَمَّا كَانَتْ ذَاتَ لَيْلَةٍ جَعَلَتْ تَقَعُ فِي النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَتَشْتُمُهُ فَأَخَذَ الْمِغْوَلَ (1) فَوَضَعَهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأَ عَلَيْهَا فَقَتَلَهَا فَوَقَعَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا طِفْلٌ فَلَطَّخَتْ مَا هُنَاكَ بِالدَّمِ فَلَمَّا أَصْبَحَ ذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعَ النَّاسَ فَقَالَ «أَنْشُدُ اللهَ رَجُلًا فَعَلَ مَا فَعَلَ لِي عَلَيْهِ حَقٌّ إِلَّا قَامَ» قال فَقَامَ الْأَعْمَى يَتَخَطَّى النَّاسَ وَهُوَ يَتَزَلْزَلُ حَتَّى قَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَنْهَاهَا فَلَا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلَا تَنْزَجِرُ وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَكَانَتْ بِي رَفِيقَةً فَلَمَّا كَانَ الْبَارِحَةَ جَعَلَتْ تَشْتُمُكَ وَتَقَعُ فِيكَ فَأَخَذْتُ الْمِغْوَلَ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا وَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «أَلَا اشْهَدُوا إِنَّ دَمَهَا هَدَرٌ» .

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه النسائي (ج 7 ص 107).

(1) في "عون المعبود": بكسر [ميم وسكون] غين معجمة وفتح واو، مثل سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيقطعه، وقيل: حديدة دقيقة لها حد ماض، وقيل: هو سوط في جوفه سيف دقيق يشده القاتل على وسطه؛ ليغتال به الناس. اهـ

ص: 515

606 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 375): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَنبأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ طُلَيْقِ بْنِ [ص: 516] قَيْسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا لَكَ ذَاكِرًا لَكَ رَاهِبًا لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوْ مُنِيبًا رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَاغْسِلْ حَوْبَتِي وَأَجِبْ دَعْوَتِي وَثَبِّتْ حُجَّتِي وَاهْدِ قَلْبِي وَسَدِّدْ لِسَانِي وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي» .

حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ قَالَ سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مُرَّةَ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ.

قَالَ: «وَيَسِّرْ الْهُدَى إِلَيَّ» وَلَمْ يَقُلْ «هُدَايَ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا طليق بن قيس، وقد وثَّقه أبو زرعة والنسائي.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 9 ص 538) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1259)، وأخرجه أحمد (ج 1 ص 227)، والبخاري في "الأدب المفرد"(ص 232)، وابن أبي شيبة (ج 10 ص 280).

ص: 515

607 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 344): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَشْعَثُ بْنُ عَبْدِ اللهِ يَعْنِي السِّجِسْتَانِيَّ ح وحَدَّثَنَا ابْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَهَذَا لَفْظُهُ ح وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَتْ الْمَرْأَةُ تَكُونُ مِقْلَاتًا فَتَجْعَلُ عَلَى نَفْسِهَا إِنْ عَاشَ لَهَا وَلَدٌ أَنْ تُهَوِّدَهُ فَلَمَّا أُجْلِيَتْ بَنُو النَّضِيرِ كَانَ فِيهِمْ مِنْ [ص: 517] أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ فَقَالُوا لَا نَدَعُ أَبْنَاءَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الْغَيِّ} (1).

قَالَ أَبُو دَاوُد: الْمِقْلَاتُ الَّتِي لَا يَعِيشُ لَهَا وَلَدٌ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

(1) سورة البقرة، الآية:256.

ص: 516

608 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 408): حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ أخبرَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «اللَّهُمَّ أَذَقْتَ أَوَّلَ قُرَيْشٍ نَكَالًا فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالًا» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ الوَرَّاقُ، حَدَّثَني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ

نَحْوَهُ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ على الشَّيخين.

ص: 517

609 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 407): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ وَالْمُؤَمَّلُ قَالَا أخبرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ لي «لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ.

[ص: 518] والمُؤَمَّلُ هو ابن إسماعيل به شيء من الضعف، ولكنه مقرون، وحبيب بن أبي ثابت مدلس ولم يصرح بالتحديث، ولكنه متابع، قال الإمام النسائي في "فضائل الصحابة" (ص 68): أخبرنا محمد بن آدم بن سليمان ومحمد بن العلاء، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير به.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 309): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ أَوْ إِلَّا أَبْغَضَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ» .

هذا حديث صحيحٌ.

فعبد الرحمن هو ابن مهدي، وسفيان هو الثوري، وحبيب هو ابن أبي ثابت.

* وقال أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله (ج 12 ص 163): حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر» .

وهذا أيضًا حديث صحيحٌ.

ص: 517

610 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2628): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ يَعْنِي الْعَطَّارَ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ كَمْ يَكْفِينِي مِنْ الْوُضُوءِ قَالَ: مُدٌّ قَالَ كَمْ يَكْفِينِي لِلْغُسْلِ قَالَ: صَاعٌ قال فَقَالَ الرَّجُلُ لَا يَكْفِينِي قَالَ: لَا أُمَّ لَكَ قَدْ كَفَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا داود بن مِهْرَانَ، وقد قال:[ص: 519] أبو حاتم: صدوق، كما في "تعجيل المنفعة".

ص: 518

611 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2063): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الْجَهْمِ بْنِ صُخَيْرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عبد الله بن عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ بِذِي قَرَدٍ أَرْضٌ مِنْ أَرْضِ بَنِي سُلَيْمٍ فَصَفَّ النَّاسُ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ صَفٌّ موَازِي الْعَدُوَّ وَصَفٌّ خَلْفَهُ فَصَلَّى بِالصَّفِّ الَّذِي يَلِيهِ رَكْعَةً ثُمَّ نَكَصَ هَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ إِلَى مَصَافِّ هَؤُلَاءِ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم، أصله في البخاري (ج 2 ص 433) مع "الفتح".

وأخرجه النسائي.

ص: 519

612 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2094): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْجَزَرِيِّ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ مَهْرِ الْبَغِيِّ وَثَمَنِ الْكَلْبِ وَثَمَنِ الْخَمْرِ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا قيس بن حبتر، وقد وثَّقه أبو زرعة والنسائي، كما في "تهذيب التهذيب".

* قال أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 375): حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ أَبُو تَوْبَةَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ قَيْسِ بْنِ حَبْتَرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَإِنْ جَاءَ يَطْلُبُ ثَمَنَ الْكَلْبِ فَامْلَأْ كَفَّهُ تُرَابًا.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا قيس بن حبتر، وقد وثَّقه أبو زرعة والنسائي، وعبد الكريم هو ابن مالك الجزري.

[ص: 520] * الحديث أخرجه النسائي (ج 7 ص 309) فقال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِيسَى قَالَ أَنْبَأَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -فِي أَشْيَاءَ حَرَّمَهَا- «وَثَمَنُ الْكَلْبِ» .

ص: 519

613 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2095): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنِ الْحَكَمِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ عَنْ صُهَيْبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَجَاءَتْ جَارِيَتَانِ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أَخَذَتَا بِرُكْبَتَيْهِ فَفَرَّعَ بَيْنَهُمَا (1).

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

وقد أخرجه أبو داود والنسائي، كما في "تحفة الأشراف".

(1) أي: حجز وفرق، كما في "النهاية".

ص: 520

614 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2105): حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَا قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا قَطُّ إِلَّا دَعَاهُمْ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

* الحديث أخرجه أبو يعلى (ج 4 ص 462) قال رحمه الله: حدثنا زهير حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس قال: ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قومًا قط حتى يدعوهم.

ص: 520

615 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 405): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ وَعُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عِكْرِمَةَ [ص: 521] عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ بِعِشْرِينَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَخَذَهُ لِأَهْلِهِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيحٌ على شرط البخاري.

الحديث أخرجه النسائي (ج 7 ص 303)، وابن ماجه (ج 2 ص 815)، وعندهما: بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (2109): حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَخَذَهَا رِزْقًا لِعِيَالِهِ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري. ويزيد هو ابن هارون، وهشام هو ابن حسان.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (2724): حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَأَبُو سَعِيدٍ الْمَعْنَى قَالَا حَدَّثَنَا ثَابِتٌ (1) حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الْتَفَتَ إِلَى أُحُدٍ فَقَالَ «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ أُحُدًا يُحَوَّلُ لِآلِ مُحَمَّدٍ ذَهَبًا أُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمُوتُ يَوْمَ أَمُوتُ أَدَعُ مِنْهُ دِينَارَيْنِ إِلَّا دِينَارَيْنِ أُعِدُّهُمَا لِدَيْنٍ إِنْ كَانَ» فَمَاتَ وَمَا تَرَكَ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَلَا عَبْدًا وَلَا وَلِيدَةً وَتَرَكَ دِرْعَهُ مَرْهُونَةً عِنْدَ يَهُودِيٍّ عَلَى ثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا هلال بن خَبَّابٍ، وقد [ص: 522] وثَّقه أحمد وابن معين وغيرهما، كما في "تهذيب التهذيب".

(1) ثابت هو ابن يزيد الأحول، من رجال الجماعة.

ص: 520

616 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2119): حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ طَاوُسٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ رَفَعَاهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ قَالَ «لَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُعْطِيَ الْعَطِيَّةَ فَيَرْجِعَ فِيهَا إِلَّا الْوَالِدَ فِيمَا يُعْطِي وَلَدَهُ وَمَثَلُ الَّذِي يُعْطِي الْعَطِيَّةَ فَيَرْجِعُ فِيهَا كَمَثَلِ الْكَلْبِ أَكَلَ حَتَّى إِذَا شَبِعَ قَاءَ ثُمَّ رَجَعَ فِي قَيْئِهِ» .

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْمُعَلِّمُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ

فَذَكَرَ مِثْلَهُ.

هذا حديث حسنٌ. والشطر الأخير من حديث ابن عباس في "الصحيحين"، وكذا من حديث ابن عمر في مسلم.

ص: 522

617 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2130): حَدَّثَنَا يَزِيدُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ رُسْتُمَ أَبُو عَامِرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أُقِيمَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ فَقَامَ رَجُلٌ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ فَجَذَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِثَوْبِهِ فَقَالَ «أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أَرْبَعًا؟ ! » .

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه أبو يَعْلى (ج 4 ص 449) فقال رحمه الله: حدثنا زهير، حدثنا وكيع بن الجراح، حدثنا صالح بن رُسْتُم به.

ص: 522

618 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 575): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ أخبرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبَي هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ [ص: 523] عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِيَهُودَ أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ فَقَالُوا سَلُوهُ عَنْ الرُّوحِ قَالَ فَسَأَلُوهُ عَنْ الرُّوحِ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} (1) قَالُوا أُوتِينَا عِلْمًا كَثِيرًا أُوتِينَا التَّوْرَاةَ وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا فَأُنْزِلَتْ {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ} (2) إِلَى آخِرِ الْآيَةَ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيحٌ على شرط البخاري. وقد أخرجه الإمام أحمد (ج 1 ص 255) فقال رحمه الله: حدثنا قتيبة بن سعيد به.

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 4 ص 380).

وأخرجه الحاكم (ج 2 ص 531) فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا إسماعيل بن قتيبة، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأنا ابن أبي زائدة به.

ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(1) سورة الإسراء، الآية:85.

(2)

سورة الكهف، الآية:109.

ص: 522

619 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 25): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْجُمَحِيُّ أخبرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا وَأَهْلُهُ لَا يَجِدُونَ عَشَاءً وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

[ص: 524] قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ.

ص: 523

620 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 235): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ قَارِظٍ عَنْ أَبِي غَطَفَانَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «اسْتَنْثِرُوا مَرَّتَيْنِ بَالِغَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه النسائي في "الكبرى"(ج 1 ص 51)، وابن ماجه (ج 1 ص 143).

ص: 524

621 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 404): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أخبرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ أخبرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ يُرِدْ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

والحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 306) فقال: ثنا سليمان، أنا إسماعيل به.

وسليمان هو ابن داود الهاشمي، وإسماعيل هو ابن جعفر.

وأخرجه الدارمي (ج 2 ص 385) فقال رحمه الله: أخبرنا سعيد بن سليمان، عن إسماعيل بن جعفر به.

ص: 524

622 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 207): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ [ص: 525] أَشْعَثَ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللهَ عز وجل لَا يَنْظُرُ إِلَى مُسْبِلِ الْإِزَارِ» .

هذا حديث صحيحٌ.

وقد رواه النسائي كما في "تحفة الأشراف" عن موسى بن عبد الرحمن، عن حسين بن علي، عن زائدة في "الكبرى"، وعن عمرو بن منصور، عن آدم بن أبي إياس، عن شيبان في "الكبرى" وفي المجتبى"، شعبة وزائدة وشيبان، عن أشعث بن أبي الشعثاء به. اهـ

ورواه من طريق إسرائيل موقوفًا كما في "تحفة الأشراف"، ولا يضر.

وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 8 ص 388) فقال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: حدثنا شيبان، عن أشعث (1) بن أبي الشعثاء به.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (2958): حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ وَحُسَيْنٌ قَالَا حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ أَشْعَثَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى مُسْبِلٍ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وشيبان هو ابن عبد الرحمن، وأشعث هو ابن أبي الشعثاء.

(1) في الأصل: أشعث بن الشعثاء. والصواب ما أثبتناه.

ص: 524

623 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 408): حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا} (1) وَعِنْدَهُ يَهُودِيٌّ فَقَالَ لَوْ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ [ص: 526] عَلَيْنَا لَاتَّخَذْنَا يَوْمَهَا عِيدًا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَإِنَّهَا نَزَلَتْ فِي يَوْمِ عِيدَيْنِ فِي يَوْمِ جُمْعَةٍ وَيَوْمِ عَرَفَةَ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

ص: 525

624 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 194): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَرْبٍ قَالَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ اتَّخَذَ خَاتَمًا فَلَبِسَهُ قَالَ «شَغَلَنِي هَذَا عَنْكُمْ مُنْذُ الْيَوْمَ إِلَيْهِ نَظْرَةٌ وَإِلَيْكُمْ نَظْرَةٌ» ثُمَّ أَلْقَاهُ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا شيخ النسائي، وقد وثَّقه.

ص: 526

625 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 254): حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ علي بن عبد العزيز، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم والزبير بن الخريت، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي فمرت شاة بين يديه فساعاها إلى القبلة حتى ألزق بطنه بالقبلة.

هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.

ص: 526

626 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 312): حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ وَعَفَّانُ الْمَعْنَى قَالَا حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ -قَالَ عَفَّانُ: وَهُوَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ الْعَبَّاسِ- فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي فَقُلْتُ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ -قَالَ عَفَّانُ: فَقَالَ [ص: 527] أَوَكَانَ عِنْدَهُ أَحَدٌ قُلْتُ نَعَمْ- قَالَ فَرَجَعَ إِلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ فَإِنَّ عَبْدَ اللهِ أَخْبَرَنِي أَنَّ عِنْدَكَ رَجُلًا تُنَاجِيهِ قَالَ «هَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ؟ » قَالَ نَعَمْ قَالَ «ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ» .

حَدَّثَنَا عَفَّانُ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ.

حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ

نَحْوَهُ.

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه عبد بن حُمَيْدٍ (ج 1 ص 599).

* قال الإمام أحمد رحمه الله (2679): حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَبِي عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ فَكَانَ كَالْمُعْرِضِ عَنْ أَبِي فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ لِي أَبِي أَيْ بُنَيَّ أَلَمْ تَرَ إِلَى ابْنِ عَمِّكَ كَالْمُعْرِضِ عَنِّي فَقُلْتُ يَا أَبَتِ إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ يُنَاجِيهِ قَالَ فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ كَذَا وَكَذَا فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ رَجُلٌ يُنَاجِيكَ فَهَلْ كَانَ عِنْدَكَ أَحَدٌ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «وَهَلْ رَأَيْتَهُ يَا عَبْدَ اللهِ؟ » قَالَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ «فَإِنَّ ذَاكَ جِبْرِيلُ وَهُوَ الَّذِي شَغَلَنِي عَنْكَ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وحسن هو ابن موسى الأشيب.

ص: 526

627 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 89): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة بن بكار القاضي بمصر، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: كنت عند ابن عباس، فأتاه رجل يمت إليه برحم بعيدة، فقال ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم، فإنه لا قرب لرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة، ولا بعد لها إذا وصلت وإن كانت بعيدة» .

هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجه واحد منهما، وإسحاق بن سعيد هو ابن عمرو بن سعيد بن العاص، قد احتج البخاري بأكثر رواياته عن أبيه.

هذا حديث صحيحٌ، وليس على شرط البخاري كما قال الحاكم؛ لأن أبا داود الطيالسي ليس من رجال البخاري في "الصحيح"، فهو على شرط مسلم.

وبكار بن قتيبة مترجم له في "سير أعلام النبلاء"(ج 12 ص 599) أثنى عليه الإمام الذهبي خيرًا، وبقية السند معروفون، حتى شيخ الحاكم فهو الأصم حافظ جليل القدر.

والحديث أخرجه أبو داود الطيالسي رحمه الله في "المسند"(ص 360) فقال: حدثنا إسحاق بن سعيد به.

* وأخرجه الإمام البخاري في "الأدب المفرد"(ص 39) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا إسحاق بن سعيد بن عمرو، أنه سمع أباه يحدث، عن ابن عباس، أنه قال: احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم. فذكره موقوفًا.

فالظاهر أن الحديث روي عن ابن عباس على الوجهين؛ إذ أحمد بن يعقوب وهو [ص: 529] المسعودي وسليمان بن داود وهو الطيالسي، كلاهما ثقة.

والطيالسي أرجح؛ إذ قال الحافظ في "التقريب": ثقة حافظ غلط في أحاديث.

ص: 528

628 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 138): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ يَزِيدَ هُوَ أَبُو يزَيْدٍ الْجَرْمِيُّ بَصْرِيٌّ عَنْ بَهْزٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام فَقَالَ الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا» .

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ عَنْ مُحَمَّدٍ وَذَكَرَ كَلِمَةً مَعْنَاهَا حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ قَالَ سَلَمَةُ سَمِعْتُ أَبَا الْحَكَمِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ يَوْمًا» .

هذا حديث حسنٌ. وأبو الحكم هو عمران بن الحارث السلمي.

ص: 529

629 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 408): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْبَجَلِيُّ أخبرَنَا أَسْبَاطٌ (1) عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ أَوَّلَ النَّهَارِ ثُمَّ رُحْنَا إِلَى الْجُمُعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا فَصَلَّيْنَا وُحْدَانًا وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ فَلَمَّا قَدِمَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: أَصَابَ السُّنَّةَ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

(1) أسباط هو ابن محمد.

ص: 529

630 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 135): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [ص: 530] جُبَيْرٍ (1) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: عَجِبْتُ مِمَّنْ يَتَقَدَّمُ الشَّهْرَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «إِذَا رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وهو ثقة.

(1) في الأصل: ابن حنين. والصواب ما أثبتناه، كما في "تحفة الأشراف".

ص: 529

631 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 250): حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الطَّالَقَانِيُّ وَهَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ الْمَعْنَى وَاحِدٌ قَالَ إِسْحَاقُ أخبرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَزْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ لَبَّيْكَ عَنْ شُبْرُمَةَ قَالَ «مَنْ شُبْرُمَةُ؟ » قَالَ أَخٌ لِي أَوْ قَرِيبٌ لِي قَالَ «حَجَجْتَ عَنْ نَفْسِكَ؟ » قَالَ لَا قَالَ «حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم. وعزرة هو ابن عبد الرحمن، ويراجع الكلام على الحديث في "التلخيص الحبير"(ج 2 ص 223 و 224).

والحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 969).

ص: 530

632 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 42): حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، ثنا أبو أحمد الزبيري، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن جعفر بن أبي وحشية، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قالوا: كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم وهم مشركون، فنزلت:[ص: 531]{لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} (1) حتى بلغ: {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ} (2) فرخَّص.

قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد.

هذا حديث صحيحٌ. وأخرجه الطبري (ج 5 ص 588) بتحقيق أحمد شاكر من حديث محمد بن أبي أحمد، قال: حدثنا سفيان به.

الحديث أخرجه النسائي في "التفسير"(ج 1 ص 26) فقال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، أنا الفِرْيَابِيُّ، أنا سفيان به. والفريابي هو محمد بن يوسف.

وأخرجه الطبري (ج 5 ص 587) بتحقيق أحمد شاكر: حدثنا أبو كُرَيْبٍ، حدثنا أبو داود، عن سفيان به. أبو داود هو عمر بن سعيد الحفري.

وأخرجه الحاكم (ج 2 ص 285) من حديث أبي حذيفة عن سفيان به.

(1) سورة البقرة، الآية:272.

(2)

سورة البقرة، الآية:272.

ص: 530

633 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 1 ص 111): حدثنا أحمد بن سنان، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ليس المعاين كالمخبر، أخبر الله تبارك وتعالى موسى أن قومه فتنوا فلم يلق الألواح، فلما رآهم ألقاها» .

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه ابن حبان (14/برقم 6214) من طريق أبي داود، والحاكم (ج 2 ص 380) من طريق عفان، والطبراني في "الكبير"(12/برقم 12451) من طريق محمد بن أبي نعيم الواسطي، وابن عدي (ج 7 ص 2596) من طريق يحيى بن حماد، كلهم عن أبي عوانة، به.

ص: 531

634 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 6 ص 2): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ أَنْبَأَنَا أَبِي قَالَ أَنْبَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ وَأَصْحَابًا لَهُ أَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا فِي عِزٍّ وَنَحْنُ مُشْرِكُونَ فَلَمَّا آمَنَّا صِرْنَا أَذِلَّةً فَقَالَ «إِنِّي أُمِرْتُ بِالْعَفْوِ فَلَا تُقَاتِلُوا» فَلَمَّا حَوَّلَنَا اللهُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَمَرَنَا بِالْقِتَالِ فَكَفُّوا فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} (1).

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

(1) سورة النساء، الآية:77.

ص: 532

635 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 266): حدثنا أبو توبة أخبرنا عبيد الله عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وقد ذكرت الكلام حول هذا الحديث في "تحريم الخضاب بالسواد" رسالة مستقلة (1).

الحديث أخرجه النسائي (ج 8 ص 138)، وأحمد (ج 1 ص 273)، وأبو يَعْلى (ج 4 ص 471).

(1) وقد طبعت بحمد الله.

ص: 532

636 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (1954): حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل من [ص: 533] بني عامر فقال يا رسول الله أرني الخاتم الذي بين كتفيك فإني من أطب الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ألا أريك آية؟ » قال بلى قال فنظر إلى نخلة فقال «ادع ذلك العذق» قال فدعاه فجاء ينقز حتى قام بين يديه فقال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ارجع» فرجع إلى مكانه فقال العامري يا آل بني عامر ما رأيت كاليوم رجلًا أسحر.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. وأبو ظبيان اسمه حصين بن جندب.

الحديث أخرجه الدارمي (ج 1 ص 26) فقال رحمه الله: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا جرير وأبو معاوية، عن الأعمش به.

ص: 532

637 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2838): حدثنا روح حدثنا حبيب بن شهاب العنبري قال سمعت أبي يقول: أتيت ابن عباس أنا وصاحب لي فلقينا أبا هريرة عند باب ابن عباس فقال من أنتما فأخبرناه فقال انطلقا إلى ناس على تمر وماء إنما يسيل كل واد بقدره قال قلنا كثر خيرك استأذن لنا على ابن عباس قال فاستأذن لنا فسمعنا ابن عباس يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: خطب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم تبوك فقال «ما في الناس مثل رجل أخذ بعنان فرسه فيجاهد في سبيل الله ويجتنب شرور الناس ومثل رجل باد في غنمه يقري ضيفه ويؤدي حقه» قال قلت أقالها قال قالها قال قلت أقالها قال قالها قال قلت أقالها قال قالها فكبرت الله وحمدت الله وشكرت.

هذا حديث صحيحٌ. وحبيب بن شهاب وأبوه ترجمتهما في "تعجيل المنفعة"، وثَّق حبيبًا ابن معين، ووثَّق أباه شهابًا وهو ابن مدلج العنبري أبو زرعة.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (1987): حدثنا يحيى عن حبيب بن [ص: 534] شهاب حدثني أبي قال سمعت ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم خطب الناس بتبوك «ما في الناس مثل رجل آخذ برأس فرسه يجاهد في سبيل الله عز وجل ويجتنب شرور الناس ومثل آخر باد في نعمه يقري ضيفه ويعطي حقه» .

هذا حديث صحيحٌ. وحبيب بن شهاب ترجمته في "تعجيل المنفعة"، ووثَّقه ابن معين، وقال أحمد: لا بأس به، ووثَّقه النسائي، وأبوه شهاب أيضًا ترجمته في "تعجيل المنفعة"، ووثَّقه أبو زرعة.

ص: 533

638 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 51): حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ أخبرَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْن عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {الم • غُلِبَتْ الرُّومُ • فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} (1) قَالَ: غُلِبَتْ وَغَلَبَتْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ أَهْلُ فَارِسَ عَلَى الرُّومِ لِأَنَّهُمْ وَإِيَّاهُمْ أَهْلُ الْأَوْثَانِ وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَظْهَرَ الرُّومُ عَلَى فَارِسَ لِأَنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَذَكَرُوهُ لِأَبِي بَكْرٍ فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «أَمَا إِنَّهُمْ سَيَغْلِبُونَ» فَذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ لَهُمْ فَقَالُوا اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ أَجَلًا فَإِنْ ظَهَرْنَا كَانَ لَنَا كَذَا وَكَذَا وَإِنْ ظَهَرْتُمْ كَانَ لَكُمْ كَذَا وَكَذَا فَجَعَلَ أَجَلًا خَمْسَ سِنِينَ فَلَمْ يَظْهَرُوا فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «أَلَا جَعَلْتَهُ إِلَى دُونَ -قَالَ أُرَاهُ- الْعَشْرَ» -قَالَ قَالَ سَعِيدٍ: وَالْبِضْعُ مَا دُونَ الْعَشْرِ- قَالَ ثُمَّ ظَهَرَتْ الرُّومُ بَعْدُ قَالَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {الم • غُلِبَتْ الرُّومُ} إِلَى قَوْلِهِ {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ • بِنَصْرِ اللهِ} . قَالَ [ص: 535] سُفْيَانُ: سَمِعْتُ أَنَّهُمْ ظَهَرُوا عَلَيْهِمْ يَوْمَ بَدْرٍ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

(1) سورة الروم، الآية: 1 - 3.

ص: 534

639 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 1 ص 143): حَدَّثَنَا هَنَّادٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا.

قال أبو عيسى: حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسن.

ص: 535

640 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 241): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي السفر عن سعيد بن شفي عن ابن عباس قال: جعل الناس يسألونه عن الصلاة في السفر فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا خرج من أهله لم يصل إلا ركعتين حتى رجع إلى أهله.

حدثنا أسود، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن شفي، قال: كنت عند ابن عباس

فذكر الحديث.

الحديث من طريق شعبة صحيحٌ.

وقد أخرجه عبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 1 ص 590) فقال رحمه الله: حدثنا سليمان بن داود، عن شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا السفر يحدث عن [ص: 536] سعيد بن شفي، عن ابن عباس

فذكر الحديث.

ص: 535

641 -

قال الإمام البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد"(ص 189): حدثنا أحمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو، عن عبد ربه بن سعيد، قال: حدثني المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا عاد المريض جلس عند رأسه، ثم قال سبع مرار:«أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك» فإن كان في أجله تأخير عوفي من وجعه.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 536

642 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 400): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومسدد المعنى قالا أخبرنا يحيى عن عبيد الله بن الأخنس عن الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا الوليد بن عبد الله، وقد وثَّقه ابن معين.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1228).

وابن أبي شيبة (ج 8 ص 602) قال رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس به.

ص: 536

643 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 362): حدثنا أحمد بن يونس أخبرنا زهير أخبرنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «البسوا من ثيابكم البياض [ص: 537] فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم وإن خير أكحالكم الإثمد يجلو البصر وينبت الشعر» .

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 4 ص 72) وقال: حديث حسن صحيح.

أخرج النسائي منه ما يتعلق بالإثمد، ثم قال: عبد الله بن عثمان بن خثيم لين الحديث.

وأخرج ابن ماجه منه ما يتعلق بالإثمد (ج 2 ص 1157)، و (ج 2 ص 1181) ما يتعلق بالثياب.

ص: 536

644 -

قال الإمام أبو يَعْلى رحمه الله (ج 4 ص 252): حدثنا يعقوب بن ماهان حدثنا هشيم حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «قال الله: إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب لم أرض له ثوابًا دون الجنة» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 537

645 -

قال الإمام أبو يَعْلى رحمه الله (ج 4 ص 315): حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم حدثنا عبد الله بن المبارك حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا سقى قال: «ابدءوا بالكبير -أو قال: بالأكابر-» .

هذا حديث صحيحٌ. محمد بن عبد الرحمن بن سهم ترجمه ابن أبي حاتم وقال: روى عنه مسلم بن الحجاج وما ذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولكن الخطيب البغدادي ترجم له في "تاريخ بغداد" (ج 2 ص 310) وقال: كان ثقة.

وكذا السمعاني ترجم له في "الأنساب" مادة: أنطاكي (ج 1 ص 371) وقال: وكان ثقة.

ص: 537

646 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 273): حدثنا محمد بن داود بن صبيح قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا محمد يعني ابن شريك المكي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال: كان أهل الجاهلية يأكلون أشياء ويتركون أشياء تقذرًا فبعث الله تعالى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأنزل كتابه وأحل حلاله وحرم حرامه فما أحل فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو وتلا {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرمًا على طاعم يطعمه} (1) إلى آخر الآية.

هذا الأثر موقوف، وسنده صحيحٌ.

(1) سورة الأنعام، الآية:145.

ص: 538

647 -

قال الإمام أبو يَعْلى رحمه الله (ج 4 ص 644): حدثنا زهير حدثنا سعيد بن عامر عن همام عن عطاء: أن ابن الزبير صلى المغرب فسلم في ركعتين ثم قام ليستلم الركن فسبح به القوم فرجع فصلى ركعة قال: فأتيت ابن عباس فأخبرته بذلك فقال: ما أماط عن سنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هذا حديث صحيحٌ.

* وقد أخرجه عبد الرزاق (ج 2 ص 312) فقال رحمه الله: عن ابن جريج قال قال عطاء: صلى بنا ابن الزبير ذات يوم المغرب فقلت وحضرت ذلك قال نعم فسلم في ركعتين قال الناس سبحان الله سبحان الله فقام فصلى الثالثة فلما سلم سجد سجدتي السهو وسجدهما الناس معه قال فدخل أصحاب لنا على ابن عباس فذكر له بعضهم ذلك كأنه يريد أن يعيب بذلك ابن الزبير فقال ابن عباس: أصاب وأصابوا.

ص: 538

648 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 7 ص 301): أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ بَيْعِ الْمَغَانِمِ حَتَّى تُقْسَمَ وَعَنْ الْحَبَالَى أَنْ يُوطَأْنَ حَتَّى يَضَعْنَ مَا فِي بُطُونِهِنَّ وَعَنْ لَحْمِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ.

هذا حديث حسنٌ. وإبراهيم هو ابن طَهْمَان، ويحيى بن سعيد هو الأنصاري.

* الحديث أخرجه الدارقطني (ج 3 ص 68): فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر النيسابوري حدثنا أحمد بن حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم خيبر عن بيع المغانم حتى تقسم وعن الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن وقال «أتسقي زرع غيرك؟ ! » وعن لحوم الحمر الأهلية وعن لحم كل ذي ناب من السباع.

وأخرجه الحاكم (ج 2 ص 137).

ص: 539

649 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 93): حدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالا أخبرنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عبد الله بن عبد الله أبا [ص: 540] جعفر الرازي، وقد وثَّقه أحمد وغيره.

ص: 539

650 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 378): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أَنَّ بِشْرَ بْنَ الْمُفَضَّلِ وَخَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَاهُمْ الْمَعْنَى عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ بَرَكَةَ قَالَ مُسَدَّدٌ فِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ ثُمَّ اتَّفَقَا عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا عِنْدَ الرُّكْنِ قَالَ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَضَحِكَ فَقَالَ «لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ -ثَلَاثًا- إِنَّ اللهَ تعالى حَرَّمَ عَلَيْهِمْ الشُّحُومَ فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا وَإِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ» .

وَلَمْ يَقُلْ فِي حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الطَّحَّانِ: رَأَيْتُ وَقَالَ «قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ

».

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا بركة أبا الوليد، وقد وثَّقه أبو زرعة كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 540

651 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2762): حدثنا إسحاق بن عيسى حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف لو قد رأينا محمدًا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله فأقبلت ابنته فاطمة تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك فقال «يا بنية أريني وضوءًا» فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا ها هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في [ص: 541] صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرًا ولم يقم إليه منهم رجل فأقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى قام على رءوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال «شاهت الوجوه» ثم حصبهم بها فما أصاب رجلًا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرًا.

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 540

652 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 154): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أخبرَنَا يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي عِكْرِمَةُ: أَنَّهُ رَأَى ابْنَ عَبَّاسٍ يَأْتَزِرُ فَيَضَعُ حَاشِيَةَ إِزَارِهِ مِنْ مُقَدَّمِهِ عَلَى ظَهْرِ قَدَمَيْهِ وَيَرْفَعُ مِنْ مُؤَخَّرِهِ قُلْتُ لِمَ تَأْتَزِرُ هَذِهِ الْإِزْرَةَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَأْتَزِرُهَا.

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن أبي يحيى وهو الأسلمي، وهو حسن الحديث.

ص: 541

653 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2751): حدثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني زياد أن قزعة مولى لعبد القيس أخبره أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول قال ابن عباس: صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعائشة خلفنا تصلي معنا وأنا إلى جنب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصلي معه.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا قزعة، وقد وثَّقه أبو زرعة كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 541

654 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 274): حدثنا أيوب بن محمد الرقي أخبرنا عمر بن أيوب أخبرنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن مقسم عن ابن عباس قال: افتتح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خيبر واشترط أن له الأرض وكل صفراء وبيضاء قال أهل خيبر نحن [ص: 542] أعلم بالأرض منكم فأعطناها على أن لكم نصف الثمرة ولنا نصف فزعم أنه أعطاهم على ذلك فلما كان حين يصرم النخل بعث إليهم عبد الله بن رواحة فحزر عليهم النخل وهو الذي يسميه أهل المدينة الخرص فقال في ذه كذا وكذا قالوا أكثرت علينا يا ابن رواحة فقال فأنا ألي حزر النخل وأعطيكم نصف الذي قلت قالوا هذا الحق وبه تقوم السماء والأرض قد رضينا أن نأخذه بالذي قلت.

حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن جعفر بن برقان بإسناده ومعناه قال: فحزر وقال عند قوله: وكل صفراء وبيضاء يعني الذهب والفضة له.

حدثنا محمد بن سليمان الأنباري أخبرنا كثير يعني ابن هشام عن جعفر بن برقان أخبرنا ميمون عن مقسم: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين افتتح خيبر

فذكر نحو حديث زيد قال: فحزر النخل وقال فأنا ألي جذاذ النخل وأعطيكم نصف الذي قلت.

هذا حديث صحيحٌ.

ولا يضره إرسال كثير بن هشام؛ فقد خالفه عمر بن أيوب وزيد بن أبي الزرقاء، وهما ثقتان وهو أيضًا ثقة، فرجح روايتهما على روايته، والله أعلم.

ص: 541

655 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 124): حدثنا حجاج بن أبي يعقوب أخبرنا موسى بن داود أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم وكل قسم أدركه الإسلام فإنه على [ص: 543] قسم الإسلام» .

هذا حديث حسنٌ. ومحمد بن مسلم هو الطائفي.

ص: 542

656 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 135): حدثنا عمرو بن عون أنبأنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرًا فنجاها الله فلم تصم حتى ماتت فجاءت ابنتها أو أختها إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأمرها أن تصوم عنها.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين، وأصله في "الصحيح".

ص: 543

657 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 259): حدثنا ابن المثنى حدثني أبو عامر أخبرنا هشام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن لبن الجلالة.

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 5 ص 550) وفيه زيادة: نهى عن المجثمة، وعن الشرب من في السقاء.

وقال: هذا حديث حسن صحيح.

والنسائي (ج 7 ص 240).

ص: 543

658 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه (ج 2 ص 1434): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَةَ (1) حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِيَاسٍ [ص: 544] الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «نَحْنُ آخِرُ الْأُمَمِ وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَبُ يُقَالُ أَيْنَ الْأُمَّةُ الْأُمِّيَّةُ وَنَبِيُّهَا فَنَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وسعيد بن إياس مختلط، ولكن حماد بن سلمة ممن روى عنه قبل الاختلاط، كما في "الكواكب النيرات".

(1) كذا في النسخة التي بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، وفي النسخة التي مع حاشية السندي، وفي "مصباح الزجاجة"، ولكن في "مصباح الزجاجة": وأبو سلمة هو موسى بن إسماعيل. فعلم أن [ص: 544] هناك سقطًا بين محمد بن يحيى وحماد بن سلمة، وهو أبو سلمة موسى بن إسماعيل.

ص: 543

659 -

قال الإمام أبو عبد الله الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 231): حدثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد رحمه الله، ثنا عبد الرحمن بن المبارك العايشي (1)، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن رجلًا أضجع شاة يريد أن يذبحها وهو يحد شفرته، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«أتريد أن تميتها موتات؟ ! هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها» .

هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه. اهـ

عاصم هو ابن سليمان الأحول.

(1) كذا، وفي "تهذيب التهذيب" و"التقريب": العيشي، وهو الصواب، كما في "الأنساب" للسمعاني.

ص: 544

660 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 7 ص 222): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ حُسَيْنٍ يَعْنِي ابْنَ وَاقِدٍ عَنْ عِلْبَاءَ بْنِ أَحْمَرَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ [ص: 545] رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَحَضَرَ النَّحْرُ فَاشْتَرَكْنَا فِي الْبَعِيرِ عَنْ عَشَرَةٍ وَالْبَقَرَةِ عَنْ سَبْعَةٍ.

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه الترمذي (ج 3 ص 648) فقال: حدثنا الحسين بن حُرَيْثٍ وغير واحد، قالوا: أخبرنا الفضل بن موسى، به.

ثم قال: هذا حديث حسن، وهو حديث حسين بن واقد.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1047).

ص: 544

661 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2147): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن حرب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يدخل عليكم رجل ينظر بعين شيطان -أو بعيني شيطان-» قال فدخل رجل أزرق فقال يا محمد علام سببتني -أو شتمتنى أو نحو هذا- قال وجعل يحلف قال فنزلت هذه الآية في المجادلة {ويحلفون على الكذب وهم يعلمون} (1) والآية الأخرى.

هذا حديث حسنٌ. وقد خرجته في "الصحيح المسند من أسباب النزول"، وبيَّنت هناك أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو القائل للرجل:«عَلَامَ سَبَبْتَنِي» ، وبهذا يستقيم السياق.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (2407): حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا سماك حدثني سعيد بن جبير أن ابن عباس حدثه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ظل حجرة من حجره وعنده نفر من المسلمين [ص: 546] قد كاد يقلص عنهم الظل قال فقال «إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان فإذا أتاكم فلا تكلموه» قال فجاء رجل أزرق فدعاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكلمه قال «علام تشتمني أنت وفلان وفلان» نفر دعاهم بأسمائهم قال فذهب الرجل فدعاهم فحلفوا بالله واعتذروا إليه قال فأنزل الله عز وجل {فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون

} (2) الآية.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (3277): حدثنا أبو أحمد ويحيى بن أبي بكير قالا حدثنا إسرائيل عن سماك به، وفيه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو الذي قال للرجل:«علام تشتمني أنت وأصحابك» .

الحديث أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 74).

(1) سورة المجادلة، الآية:14.

(2)

سورة المجادلة، الآية:18.

ص: 545

662 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 71): حدثنا محمد بن عبيد المحاربي أخبرنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: بعثني أبي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في إبل أعطاها إياه من الصدقة.

حدثنا محمد بن العلاء وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا محمد هو ابن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن سالم عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس

نحوه زاد أبي: أي يبدلها له.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. ولا يضر الاختلاف على الأعمش؛ فَيُحمل على أنه سمع من حبيب. وسالم هو ابن أبي الجعد، والله أعلم.

ص: 546

663 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2149): حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عكرمة عن عبد الله بن عباس: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال يا نبي الله إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها ليلة القدر قال «عليك بالسابعة» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

ص: 547

664 -

قال أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1194): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْعَبَّاسِ قَالَ: كَانَ لِنَعْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قِبَالَانِ (1) مَثْنِيٌّ شِرَاكُهُمَا.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا علي بن محمد وهو الطَّنَافِسِيُّ، كما في "تحفة الأشراف"، وهو ثقة.

وأما عبد الله بن الحارث فهو نسيب ابن سيرين.

(1) في التعليق على ابن ماجه: قِبَالُ النعل ككتاب: زِمَامٌ بين الأُصْبُعِ الوسطى والتي تليها.

ص: 547

665 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2236): حدثنا عفان أخبرنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حن عليه فأتاه فاحتضنه فسكن قال «ولو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة» .

حدثنا عفان حدثنا حماد عن ثابت عن أنس: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

مثله.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم. وحماد هو ابن سلمة.

[ص: 548] * وقال الإمام أحمد رحمه الله (2400): حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس، وثابت البناني عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب إلى جذع نخلة فلما اتخذ المنبر تحول إلى المنبر فحن الجذع حتى أتاه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاحتضنه فسكن فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة» .

ص: 547

666 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 278): حَدَّثَنَا عبد الله بن سَعِيدٍ الْأَشَجُّ أخبرَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا أَلَمْ أَنْهَكَ عَنْ هَذَا فَانْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَزَبَرَهُ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا بِهَا نَادٍ أَكْثَرُ مِنِّي فَأَنْزَلَ اللهُ تبارك وتعالى {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ • سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} (1) فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَاللهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لَأَخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ اللهِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

(1) سورة العلق، الآية: 17 - 18.

ص: 548

667 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2241): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا سعيد عن أيوب عن عبد الله بن شقيق عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصيب من الرءوس وهو صائم.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. ومعنى يصيب من الرءوس: كناية عن التقبيل.

ص: 548

668 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2247): حدثنا روح حدثنا زكريا بن إسحاق حدثنا عمرو بن دينار أن ابن عباس كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا يباع التمر حتى يطعم» .

الحديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ويطعم بكسر العين وفتحها، فبالكسر أي: يصير ثمره صالحًا للأكل، وبالفتح أي: يؤكل.

ص: 549

669 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2304): حدثنا عفان حدثنا سليمان بن كثير أبو داود الواسطي قال سمعت ابن شهاب يحدث عن أبي سنان (1) عن ابن عباس قال: خطبنا -يعني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال «يا أيها الناس كتب عليكم الحج» قال فقام الأقرع بن حابس فقال في كل عام يا رسول الله قال «لو قلتها لوجبت ولو وجبت لم تعملوا بها -أو لم تستطيعوا أن تعملوا بها- الحج مرة فمن زاد فهو تطوع» .

هذا حديث صحيحٌ. وإن كان من رواية سليمان بن كثير عن الزهري وفيها ضعف، لكنه قد تابعه سفيان بن حسين عند أبي داود كما في "تحفة الأشراف"، ورواية سفيان بن حسين عن الزهري أيضًا فيها ضعف، لكنه قد تابعهما عبد الجليل بن حميد عند النسائي كما في "تحفة الأشراف"، وعبد الجليل قال النسائي: ليس به بأس. ووثَّقه أحمد بن صالح، كما في "تهذيب التهذيب".

(1) أبو سنان هو يزيد بن أمية، وثَّقه أبو زرعة، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 549

670 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2333): حدثنا عثمان بن محمد -قال عبد الله بن أحمد: وسمعته أنا منه- حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سأل أهل [ص: 550] مكة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبًا وأن ينحي الجبال عنهم فيزدرعوا فقيل له إن شئت أن تستأني بهم وإن شئت أن تؤتيهم الذي سألوا فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم قال «لا بل أستأني بهم» فأنزل الله عز وجل هذه الآية {وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة} (1).

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

(1) سورة الإسراء، الآية:59.

ص: 549

671 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1047): حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ أَبِي حَاضِرٍ الْأَزْدِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَلَّتْ الْإِبِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَنْحَرُوا الْبَقَرَ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا حاضر وهو عثمان بن حاضر، وقد وثَّقه أبو زرعة، كما في "تهذيب التهذيب".

الحديث أخرجه عبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 1 ص 603)، وأبو يَعْلى (ج 4 ص 264).

ص: 550

672 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2368): حدثنا يعقوب وسعد قالا حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال وحدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن إسماعيل بن إبراهيم الشيباني عن ابن عباس قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم برجم اليهودي واليهودية عند باب مسجده فلما وجد اليهودي مس الحجارة قام على صاحبته فحنى عليها يقيها مس [ص: 551] الحجارة حتى قتلا جميعًا فكان مما صنع الله عز وجل لرسوله في تحقيق الزنا منهما.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 550

673 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 251): حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أخبرَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا» فَقَالَتْ امْرَأَةٌ أَيُبْصِرُ -أَوْ يَرَى- بَعْضُنَا عَوْرَةَ بَعْضٍ قَالَ «يَا فُلَانَةُ {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} (1)» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ.

(1) سورة عبس، الآية:37.

ص: 551

674 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2391): حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني ثور بن يزيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: مشى معهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم وقال «انطلقوا على اسم الله» وقال «اللهم أعنهم» يعنى النفر الذين وجههم إلى كعب بن الأشرف.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 551

675 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2510): حدثني عبد الجبار بن محمد يعني الخطابي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس: أن رجلًا خرج فتبعه رجلان ورجل يتلوهما يقول [ص: 552] ارجعا قال فرجعا قال فقال له إن هذين شيطانان وإني لم أزل بهما حتى رددتهما فإذا أتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأقرئه السلام وأعلمه أنا في جمع صدقاتنا ولو كانت تصلح له لأرسلنا بها إليه قال فنهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند ذلك عن الخلوة.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا شيخ الإمام أحمد: عبد الجبار بن محمد، وقد روى عنه جماعة ولم يوثِّقه معتبر، لكنه قد تابعه زكريا بن عدي عند الإمام أحمد (2719)، وعبد الله بن محمد النفيلي عند الحاكم (ج 2 ص 102) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط البخاري ولم يخرجاه.

وأخرج الحديث أبو يَعْلى (ج 4 ص 460) فقال رحمه الله: حدثنا زهير، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن ابن عباس به.

ثم قال رحمه الله: حدثنا هاشم بن الحارث، حدثنا عبيد الله بن عمرو بإسناده

نحوه.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 427) فقال رحمه الله: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، ثنا زكريا بن عدي به.

ص: 551

676 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2820): حدثنا محمد بن جعفر وروح المعنى قالا حدثنا عوف عن زرارة بن أوفي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي» فقعد معتزلًا حزينًا قال فمر عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ هل كان من شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «نعم» قال ما هو قال «إنه أسري بي الليلة» قال إلى أين قال «إلى بيت المقدس» قال ثم أصبحت بين ظهرانينا قال «نعم» قال فلم ير أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث [ص: 553] إذا دعا قومه إليه قال أرأيت إن دعوت قومك تحدثهم ما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «نعم» فقال هيا معشر بني كعب بن لؤي قال فانتفضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إني أسري بي الليلة» قالوا إلى أين «قلت إلى بيت المقدس» قالوا ثم أصبحت بين ظهرانينا قال «نعم» قال فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبًا للكذب زعم قالوا وهل تستطيع أن تنعت لنا المسجد وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت قال فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقال (1) أو عقيل فنعته وأنا أنظر إليه» قال وكان مع هذا نعت لم أحفظه قال فقال القوم أما النعت فوالله لقد أصاب.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

وأخرجه البزار (ج 1 ص 45) من "كشف الأستار" وقال البزار: وهذا لا نعلم أحدًا حَدَّثَ به إلا عوف عن زُرَارَةَ.

وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة (ج 14 ص 305) فقال رحمه الله: حدثنا هَوْدَةُ بن خليفة، قال: حدثنا عوف به.

* قال الإمام النسائي رحمه الله في "التفسير"(ج 1 ص 645): أخبرنا محمد بن عبد الأعلى في حديثه عن معتمر بن سليمان قال سمعت عوفًا عن زرارة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لما كان ليلة [ص: 554] أسري بي ثم أصبحت بمكة قال فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي قال فقعدت معتزلًا حزينًا فمر بي عدو الله أبو جهل» فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ هل كان من شيء قال «نعم» قال ما هو قال «إني أسري بي الليلة» قال إلى أين قال «إلى بيت المقدس» قال ثم أصبحت بين أظهرنا قال «نعم» قال فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا له قومه قال إن دعوت إليك قومك أتحدثهم قال «نعم» فقال أبو جهل معشر بني كعب بن لؤي هلم فتنفضت المجالس فجاءوا حتى جلسوا إليهما قال حدث قومك ما حدثتني قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إني أسري بي الليلة» قالوا إلى أين قال «إلى بيت المقدس» قال قالوا ثم أصبحت بين أظهرنا قال «نعم» قال فمن بين مصدق ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبًا للكذب قال وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد قال قالوا هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «فذهبت أنعت لهم فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت قال فجيء بالمسجد حتى وضع قال فنعت المسجد وأنا أنظر إليه» قال وقد كان مع هذا حديث فنسيته أيضًا قال القوم أما النعت فقد أصاب.

هذا حديث صحيحٌ.

(1) من هنا سقط من النسخة بتحقيق أحمد شاكر، وكتبناه من طبعة الحلبي.

ص: 552

677 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2739): حدثنا سليمان بن داود حدثنا هشام يعني الدستوائي عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «لا تفتخروا بآبائكم الذين ماتوا في الجاهلية فوالذي نفسي بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير من آبائكم الذين ماتوا في الجاهلية» .

[ص: 555] هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 554

678 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2858): حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جريج أخبرني عكرمة بن خالد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إنما نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الثوب المصمت حريرًا.

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 555

679 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2965): حدثنا روح بن عبادة حدثنا زكريا حدثنا عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يقت في الخمر حدًّا قال ابن عباس: شرب رجل فسكر فلقي يميل في فج فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فلما حاذى بدار عباس انفلت فدخل على عباس فالتزمه من ورائه فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فضحك وقال «قد فعلها» ثم لم يأمرهم فيه بشيء.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وزكريا هو ابن إسحاق.

ص: 555

680 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3038): حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه سمعه يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» .

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه أبو يَعْلى (ج 4 ص 415) فقال رحمه الله: حدثنا زهير، حدثنا عفان به.

وابن أبي شيبة (ج 8 ص 727) فقال رحمه الله: حدثنا عفان به.

ص: 555

681 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2625): حدثنا أحمد بن عبد الملك [ص: 556] وعبد الجبار بن محمد قالا حدثنا عبيد الله يعني ابن عمرو عن عبد الكريم عن قيس بن حبتر عن ابن عباس: عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة» وقال «كل مسكر حرام» .

هذا حديث صحيحٌ. وعبد الجبار بن محمد ترجمته في "تعجيل المنفعة"، ولم يوثِّقه معتبر، لكنه مقرون بأحمد بن عبد الملك، وقد وثَّقه يعقوب بن شيبة وأبو حاتم، كما في "تهذيب التهذيب".

وأما الكوبة، ففي "النهاية" لابن الأثير: هي النَّرْدُ، وقيل: الطَّبْلُ، وقيل: البَرْبَطُ، ومنه حديث علي: أمرنا بكسر الكُوبَةِ، والكِنَّارَةِ، والشِّيَاعِ.

ص: 555

682 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 109): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ أخبرَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.

قال أبو عيسى: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

الحديث أخرجه النسائي (ج 3 ص 117).

ص: 556

683 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 336): حدثنا أبو سلمة موسى أخبرنا حماد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم قد قذفوها على عواتقهم اليسرى.

هذا حديث حسنٌ.

[ص: 557] * قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 342): حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا حماد أنبأنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت ثلاثًا ومشوا أربعًا.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 556

684 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 415): حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا الوليد بن عقبة أخبرنا حمزة الزيات عن حبيب عن عطاء عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقدم ضعفاء أهله بغلس ويأمرهم يعني لا يرمون الجمرة حتى تطلع الشمس.

هذا حديث حسنٌ. (1)

(1) أصله في البخاري ومسلم، في البخاري (ج 3 ص 526) مع "الفتح"، وفي مسلم مع النووي (ج 9 ص 40).

ص: 557

685 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 219): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ.

قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْوَلِيدِ أخبرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الْحَجَّاجِ الْمَعْنَى وَاحِدٌ عَنْ حَنَشٍ الصَّنْعَانِيِّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى [ص: 558] أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ لغيره، رجاله رجال الصحيح، إلا قيس بن الحجاج، وقد قال أبو حاتم: إنه صالح.

وأقول: لفظة (صالح) لا يرتفع بها إلى الحسن، ولكن الحديث له طرق أخرى إلى ابن عباس، كما أشار إليها الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم والحكم".

ص: 557

686 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 458): حدثنا أبو يعقوب البغدادي ثقة أخبرنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان أن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ليس على النساء الحلق إنما على النساء التقصير» .

هذا حديث صحيحٌ. وأبو يعقوب هو إسحاق بن أبي إسرائيل، وأم عثمان بنت أبي سفيان صحابية، كما في "الإصابة".

وقد أخرجه الدارمي رحمه الله (ج 2 ص 89) فقال: حدثنا علي بن عبد الله المديني، حدثنا ابن جريج، أخبرني عبد الحميد بن جبير به.

ص: 558

687 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 465): حدثنا مسدد أخبرنا عبد الوارث عن عامر الأحول عن بكر بن عبد الله عن ابن عباس قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الحج فقالت امرأة لزوجها أحجني مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على جملك فقال ما عندي ما أحجك عليه قالت أحجني على جملك فلان قال ذاك حبيس في سبيل الله عز وجل فأتى رسول الله [ص: 559] صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال إن امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة الله وإنها سألتني الحج معك قالت أحجني مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت ما عندي ما أحجك عليه فقالت أحجني على جملك فلان فقلت ذاك حبيس في سبيل الله فقال «أما إنك لو أحججتها عليه كان في سبيل الله» قال وإنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجة معك فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أقرئها السلام ورحمة الله وبركاته وأخبرها أنها تعدل حجة معي» يعني عمرة في رمضان.

هذا حديث حسنٌ، وقد أخرج البخاري ومسلم بعضه.

وعامر هو ابن عبد الواحد الأحول.

ص: 558

688 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 162): حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني أخبرنا عبدة أخبرنا سعيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما تزوج علي فاطمة قال له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أعطها شيئًا» قال ما عندي شيء قال «أين درعك الحطمية؟ » .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وقد وثَّقه ابن معين وغيره، كما في "تهذيب التهذيب".

الحديث أخرجه النسائي (ج 6 ص 129) فقال: أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا هشام بن عبد الملك، قال: حدثنا حماد، عن أيوب به.

ثم قال: أخبرنا هارون بن إسحاق، عن عَبْدَة، أخبرنا سعيد، عن أيوب، به.

ص: 559

689 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 9 ص 195): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ أخبرَنَا عَفَّانُ أخبرَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ أخبرَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِ اللهِ عز وجل [ص: 560]{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} (1) قَالَ: اللِّينَةُ النَّخْلَةُ {وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} قَالَ اسْتَنْزَلُوهُمْ مِنْ حُصُونِهِمْ قَالَ وَأُمِرُوا بِقَطْعِ النَّخْلِ فَحَكَّ فِي صُدُورِهِمْ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ قَدْ قَطَعْنَا بَعْضًا وَتَرَكْنَا بَعْضًا فَلَنَسْأَلَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ هَلْ لَنَا فِيمَا قَطَعْنَا مِنْ أَجْرٍ وَهَلْ عَلَيْنَا فِيمَا تَرَكْنَا مِنْ وِزْرٍ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا} الْآيَةَ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وَرَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مُرْسَلًا، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.

قال أبو عيسى: سَمِعَ مِنِّي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ هَذَا الحَدِيثَ.

قال أبو عبد الرحمن: الحديث المتصل أرجح؛ لأن عفان بن مسلم الذي وصله أرجح من هارون بن معاوية الذي أرسله، قال أبو حاتم في عفان بن مسلم: ثقة إمام متقن، وقال في هارون بن معاوية: صدوق، كما في "تهذيب التهذيب".

(1) سورة الحشر، الآية:5.

ص: 559

690 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 219): حدثنا يحيى بن معين أخبرنا حسين بن محمد عن شيبان عن عيسى بن علي عن أبيه عن جده ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يمن الخيل في شقرها» .

[ص: 561] هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عيسى بن علي بن عبد الله بن عباس، وقد قال ابن معين: لم يكن به بأس.

والحديث له علة غير قادحة، انظر "العلل" لابن أبي حاتم (ج 1 ص 328).

الحديث أخرجه الترمذي (ج 5 ص 346) وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان.

ص: 560

691 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 5 ص 115): أَخْبَرَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَتَّابٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ» .

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا داود وهو سليمان بن سيف الحَرَّانِيُّ، وقد لقب في "تهذيب التهذيب" بالحافظ.

وأبو عتاب هو سهل بن حماد العنقزي، من رجال مسلم وأصحاب السنن.

ص: 561

692 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2134): حدثنا بهز أخبرنا همام حدثنا قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: أن عقبة بن عامر سأل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال إن أخته نذرت أن تمشي إلى البيت وشكى إليه ضعفها فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن الله غني عن نذر أختك فلتركب ولتهد بدنة» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (2139): حدثنا يزيد أخبرنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس: أن عقبة بن عامر أتى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكر أن أخته نذرت أن تمشي إلى البيت قال «مر أختك أن تركب ولتهد بدنة» .

[ص: 562] يزيد هو ابن هارون.

ص: 561

693 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 246): حدثنا حسن بن موسى حدثنا أبو خيثمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل قال: رأيت معاوية يطوف بالبيت عن يساره عبد الله بن عباس وأنا أتلوهما في ظهورهما أسمع كلامهما فطفق معاوية يستلم ركن الحجر فقال له ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يستلم هذين الركنين فيقول معاوية دعني منك يا ابن عباس فإنه ليس منها شيء مهجور فطفق ابن عباس لا يزيده كلما وضع يده على شيء من الركنين قال له ذلك.

هذا حديث حسنٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 32): حدثنا عبد الرزاق، حدثنا مَعْمَرٌ والثوري، عن ابن خثيم به.

ص: 562

قصة مناظرة ابن عباس الخوارج:

694 -

قال النسائي رحمه الله في "الخصائص"(ص 195): أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا أبو زميل قال حدثني عبد الله بن عباس قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا في دارهم وكانوا ستة آلاف فقلت لعلي يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة لعلي أكلم هؤلاء القوم قال إني أخافهم عليك قلت كلا فلبست وترجلت ودخلت عليهم في دار نصف النهار وهم يأكلون فقالوا مرحبًا بك يا ابن عباس فما جاء بك قلت لهم أتيتكم من عند [ص: 563] أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المهاجرين والأنصار ومن عند ابن عم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصهره وعليهم نزل القرآن فهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم منهم أحد لأبلغكم ما يقولون وأبلغهم ما تقولون فانتحى لي نفر منهم قلت هاتوا ما نقمتم على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وابن عمه قالوا ثلاث قلت ما هن قال أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله وقال الله {إن الحكم إلا لله} (1) ما شأن الرجال والحكم قلت هذه واحدة قالوا وأما الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم إن كانوا كفارًا لقد حل سبيهم ولئن كانوا مؤمنين ما حل سبيهم ولا قتالهم قلت هذه ثنتان فما الثالثة وذكر كلمة معناها قالوا محا نفسه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين قلت هل عندكم شيء غير هذا قالوا حسبنا هذا قلت لهم أرأيتكم إن قرأت عليكم من كتاب الله جل ثناؤه وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يرد قولكم أترجعون قالوا نعم قلت أما قولكم حكم الرجال في أمر الله فإني أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الله تبارك وتعالى أن يحكموا فيه أرأيت قول الله تبارك وتعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدًا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم} (2) وكان من حكم الله أنه صيره إلى الرجال يحكمون فيه ولو شاء يحكم فيه فجاز من حكم الرجال أنشدكم بالله أحكم الرجال في صلاح ذات البين وحقن دمائهم أفضل أو في أرنب قالوا بلى بل [ص: 564] هذا أفضل.

وفي المرأة وزوجها {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكمًا من أهله وحكمًا من أهلها} (3) فنشدتكم بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم وحقن دمائهم أفضل من حكمهم في بضع امرأة خرجت من هذه قالوا نعم قلت وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة تستحلون منها ما تستحلون من غيرها وهي أمكم فإن قلتم إنا نستحل منها ما نستحل من غيرها فقد كفرتم وإن قلتم ليست بأمنا فقد كفرتم {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} (4) فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج أفخرجت من هذه قالوا نعم وأما محي نفسه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بما ترضون أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي «اكتب يا علي هذا ما صالح عليه محمد رسول الله» قالوا لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «امح يا علي اللهم إنك تعلم أني رسول الله امح يا علي واكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله» والله لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير من علي وقد محا نفسه ولم يكن محوه نفسه ذلك محاه من النبوة أخرجت من هذه قالوا نعم فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلالتهم قتلهم المهاجرون والأنصار.

هذا حديث حسنٌ.

[ص: 565] الحديث أخرجه عبد الرزاق (ج 10 ص 157) فقال رحمه الله: عن عكرمة بن عمار.

وأخرجه يعقوب الفسوي في "المعرفة والتاريخ"(ج 1 ص 522)، والطبراني في "الكبير"(ج 10 ص 312)، والحاكم في "المستدرك" (ج 2 ص 150) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (3187): حدثنا عبد الرحمن بن المهدي حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أبو زميل قال حدثني عبد الله بن عباس قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا فقلت لهم إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الحديبية صالح المشركين فقال لعلي «اكتب يا علي هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم» قالوا لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «امح يا علي اللهم إنك تعلم أني رسولك امح يا علي واكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله» والله لرسول الله خير من علي وقد محا نفسه ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة أخرجت من هذه قالوا نعم.

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

(1) سورة الأنعام، الآية:57.

(2)

سورة المائدة، الآية:95.

(3)

سورة النساء، الآية:35.

(4)

سورة الأحزاب، الآية:6.

ص: 562

695 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 80): حدثنا إبراهيم بن خالد أبو ثور الكلبي أخبرنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي أخبرنا عكرمة بن عمار حدثنا أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس قال: لما خرجت الحرورية أتيت عليًّا رضي الله عنه فقال ائت هؤلاء القوم فلبست أحسن ما يكون من حلل اليمن -قال أبو زميل: وكان ابن عباس رجلًا جميلًا جهيرًا- قال ابن عباس فأتيتهم فقالوا مرحبًا بك يا ابن عباس ما هذه الحلة قال ما تعيبون علي لقد رأيت على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أحسن ما يكون من الحلل.

[ص: 566] قال أبو داود: اسم أبي زُمَيْلٍ سماك بن الوليد الحنفي.

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

ص: 565

696 -

قال الإمام النسائي في "التفسير"(ج 1 ص 447): أنا محمد بن عبد الرحيم صاعقة أنا حجاج بن منهال أنا ربيعة بن كلثوم بن جبر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا حتى إذا نهلوا عبث بعضهم ببعض فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه وبلحيته فيقول قد فعل بي هذا أخي -وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن- والله لو كان بي رءوفًا رحيمًا ما فعل بي هذا فوقعت في قلوبهم الضغائن فأنزل الله عز وجل {إنما الخمر والميسر} (1) إلى قوله {فهل أنتم منتهون} فقال ناس هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم بدر وفلان قتل يوم أحد فأنزل الله عز وجل: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات} (2).

هذا حديث حسنٌ.

(1) سورة المائدة، الآية:90.

(2)

سورة المائدة، الآية:93.

ص: 566

697 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 266): حدثنا حسن بن موسى حدثنا زهير أبو خيثمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وضع يده على كتفي أو على منكبي -شك سعيد- ثم قال «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» .

[ص: 567] هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

ص: 566

698 -

قال الطحاوي في "مشكل الآثار"(ج 12 ص 370): حدثنا إبراهيم بن أبي داور حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال حدثنا الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «الأخوات المؤمنات أربع ابنة الحارث زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأم الفضل ابنة الحارث أم ابن عباس وسلمى ابنة الحارث امرأة حمزة بن عبد المطلب وأختهن لأمهن أسماء بنت عميس الخثعمية» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 567

699 -

قال الإمام الطبراني رحمه الله في "الكبير"(ج 11 ص 221): حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من غشنا فليس منا ومن رمانا بالليل فليس منا» .

هذا حديث حسنٌ.

وأخرجه الطحاوي رحمه الله في "مشكل الآثار"(ج 3 ص 364) فقال: حدثنا يوسف بن يزيد، قال: حدثنا سعيد بن منصور به. وليس عنده: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» .

ص: 567

700 -

قال ابن سعد في "الطبقات"(ج 1 ص 101): أخبرنا يحيى بن معين، أخبرنا حجاج بن محمد، أخبرنا يونس ابن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم الفيل. يعني عام الفيل.

[ص: 568] * وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(ج 15 ص 216) فقال: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ.

ص: 567

701 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 9): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ، فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ، فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

وعلي بن الحسين بن واقد فيه كلام، لا يرتقي حديثه للحجية ولكنه مُتَابَع؛ قال الحاكم رحمه الله (ج 3 ص 45): حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، ثنا إبراهيم بن هلال، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسن بن واقد به.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 568

702 -

قال الحاكم (ج 4 ص 10): أخبرني أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون، أنبأ العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات} (1) قال: نزلت في عائشة خاصة.

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

(1) سورة النور، الآية:23.

ص: 568

703 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 76): أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {كنتم خير أمة أخرجت للناس} (1) قال: هم الذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى المدينة.

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

كذا قال، وسماك بن حرب صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره فكان ربما تلقن، وهنا روايته عن غير عكرمة، فالحديث حسنٌ.

(1) سورة آل عمران، الآية:110.

ص: 569

704 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 313): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أخبرَنَا يَحْيَى عَنْ حَجَّاجٍ الصَّوَّافِ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْحَجَّاجَ بْنَ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ فَقَدْ حَلَّ وَعَلَيْهِ الْحَجُّ مِنْ قَابِلٍ» قَالَ عِكْرِمَةُ فسَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ وَأَبَا هُرَيْرَةَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَا: صَدَقَ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ الْعَسْقَلَانِيُّ وَسَلَمَةُ قَالَا أخبرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ عَمْرٍو: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «مَنْ كُسِرَ أَوْ عَرِجَ أَوْ مَرِضَ

» فَذَكَرَ مَعْنَاهُ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ قَالَ أَنْبَأَنَا مَعْمَر.

هذا حديث صحيحٌ.

ولا يضره أن عكرمة تارة يرويه عن الحجاج، وتارة يرويه بواسطة، فيحتمل أنه [ص: 570] رواه عن حجاج، ثم ثبته فيه عبد الله بن رافع، ويحتمل أنه رواه عن عبد الله بن رافع، ثم تيسر له لقي حجاج بن عمرو فرواه عاليًا، والله أعلم.

على أن البخاري يقول: رواية معمر ومعاوية بن سلَّام أصح. يعني التي فيها عبد الله بن رافع، كما في الترمذي.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 4 ص 8) وقال: هذا حديث حسن.

وأخرجه النسائي (ج 5 ص 198)، وابن ماجه (ج 2 ص 1028).

ص: 569

705 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 482): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ صَبِيحٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَمَّارٌ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ: أَنَّهُ شَهِدَ جَنَازَةَ أُمِّ كُلْثُومٍ وَابْنِهَا فَجُعِلَ الْغُلَامُ مِمَّا يَلِي الْإِمَامَ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ وَفِي الْقَوْمِ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَأَبُو قَتَادَةَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالُوا: هَذِهِ السُّنَّةُ.

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه النسائي (ج 4 ص 71).

ص: 570

مسند أبي بكر الصِّدِّيق عبد الله بن عثمان رضي الله عنهما

706 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1265): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ، يُحَدِّثُ عَنْ أَوْسَطَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَجَلِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي مَقَامِي هَذَا عَامَ الْأَوَّلِ. ثُمَّ بَكَى أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ وَهُمَا فِي النَّارِ، وَسَلُوا اللهَ الْمُعَافَاةَ فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْمُعَافَاةِ، وَلَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَقَاطَعُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا.

هذا الأثر بهذا السند موقوف، وهو حسنٌ، ولكنه قد جاء مرفوعًا عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما رواه أبو يَعْلى (ج 1 ص 112 و 113)، وقد جاء مفرقًا في "عمل اليوم والليلة" للنسائي (ص 501) لعلنا إن شاء الله نذكرها عند المرور عليها.

ص: 571

707 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 489): حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ ح وحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَنْبأَنَا هُشَيْمٌ الْمَعْنَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا:{عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا [ص: 572] يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (1).

قَالَ عَنْ خَالِدٍ: وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ بِعِقَابٍ» .

وقَالَ عَمْرٌو، عَنْ هُشَيْمٍ: وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا، إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ» .

قَالَ أَبُو دَاوُد: وَرَوَاهُ كَمَا قَالَ خَالِدٌ أَبُو أُسَامَةَ وَجَمَاعَةٌ، وَقَالَ شُعْبَةُ فِيهِ:«مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي هُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَعْمَلُهُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث رواه الترمذي (ج 6 ص 388)، و (ج 8 ص 422) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وقد رواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد نحو هذا الحديث مرفوعًا، وروى بعضهم عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي بكر قوله ولم يرفعوه.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1327)، وقد ذكره الحافظ الدارقطني في "العلل"(ج 1 ص 249) واستفاض رحمه الله في جمع طرق الرفع والوقف، ثم قال: وجميع رواة هذا الحديث ثقات، ويشبه أن يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مرة فيسنده، ومرة يجبن فيقفه على أبي بكر.

فَعُلِم من هذا أن الرفع والوقف كلاهما صحيح. والله أعلم.

(1) سورة المائدة، الآية:105.

ص: 571

708 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 49): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلَّالُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج 1 ص 7) فقال: ثنا يحيى بن آدم به.

ص: 573

709 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 196): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها إِلَى أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه تَطْلُبُ مِيرَاثَهَا مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللهَ عز وجل إِذَا أَطْعَمَ نَبِيًّا طُعْمَةً فَهِيَ لِلَّذِي يَقُومُ مِنْ بَعْدِهِ» .

هذا حديث حسنٌ. والوليد بن جميع هو الوليد بن عبد الله بن جميع.

ص: 573

مسند عبد الله بن عَدِيِّ بن حمراء رضي الله عنه

710 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 426): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ أخبرَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَمْرَاءَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَاقِفًا عَلَى الْحَزْوَرَةِ فَقَالَ «وَاللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ وَقَدْ رَوَاهُ يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ

نَحْوَهُ وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَحَدِيثُ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حَمْرَاءَ عِنْدِي أَصَحُّ.

قال أبو عبد الرحمن: حديث الزهري، عن أبي سلمة، عن عبد الله بن عدي على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1037)، والدارمي (ج 2 ص 311)

ص: 574

711 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 432): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج أخبرني ابن شهاب عن عطاء بن يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أن رجلًا من الأنصار حدثه: أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو في مجلس فساره يستأذنه في قتل رجل من المنافقين فجهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ » قال الأنصاري [ص: 575] بلى يا رسول الله ولا شهادة له قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أليس يشهد أن محمدًا رسول الله؟ » قال بلى يا رسول الله قال «أليس يصلي؟ » قال بلى يا رسول الله ولا صلاة له فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أولئك الذين نهاني الله عنهم» .

هذا حديث صحيحٌ.

وقد سمى معمر الصحابي عبد الله بن عدي، كما في "المسند" بعد هذا الحديث.

واعلم أنه قد أرسل هذا الحديث الإمام مالك كما في "الموطأ مع تنوير الحوالك"(ج 1 ص 185)، وسفيان بن عيينه كما في "الصلاة" لمحمد بن نصر المروزي (ج 2 ص 913)، وأسنده ابن جُرَيْجٍ ومعمر كما تقدم عند الإمام أحمد، وهكذا عند محمد بن نصر المروزي في "الصلاة"، والليث بن سعد وصالح بن كيسان كما في "الصلاة" لمحمد بن نصر المروزي. فالظاهر أن الوصل زيادة لم يعارضها ما هو أرجح منها، فوجب قبولها، لا سيما والإمام مالك إذا شك وفي وصل الحديث وإرساله رواه مرسلًا، والله أعلم.

ص: 574

مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

712 -

قال الإمام عبد بن حُمَيْد رحمه الله في "المنتخب"(ج 2 ص 34): أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن عبد الكريم الجزري عن سعيد بن جبير قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة ثم قال: إن مشيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يمشي وإن سعيت فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسعى.

هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه النسائي رحمه الله (ج 5 ص 242) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق به.

وأحال على متن سابق نحوه.

وأخرجه أحمد (ج 2 ص 151) فقال رحمه الله: ثنا عبد الرزاق، أنا الثوري به.

ص: 576

713 -

قال الإمام أبو يَعْلى رحمه الله (ج 9 ص 476): حدثني أبو بكر الرمادي حدثنا ابن أبي مريم حدثنا نافع يعني ابن عمر عن عمرو بن دينار عن ابن عمر قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذهب لحاجته إلى المغمس.

قال نافع: نحو ميلين من مكة.

هذا حديث صحيحٌ. وأبو بكر الرمادي هو أحمد بن منصور، وابن أبي مريم هو سعيد، ونافع بن عمر هو الجُمَحِيُّ.

ص: 576

714 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 149): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أخبرَنَا أَبُو دَاوُدَ أخبرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْقُرَشِيُّ حَدَّثَنِي جَدِّي أَبُو الْمُثَنَّى [ص: 577] عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «رَحِمَ اللهُ امْرَأً صَلَّى قَبْلَ الْعَصْرِ أَرْبَعًا» .

هذا حديث حسنٌ. ومحمد بن مِهْرَان هو محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى، قال ابن معين والدارقطني: لا بأس به، كما في "تهذيب التهذيب".

وأبو المثنى هو مسلم بن المثنى، ويقال: ابن مهران بن المثنى، قال أبو زرعة: ثقة، كما في "تهذيب التهذيب".

وأخرجه الترمذي (ج 2 ص 505) وقال: هذا حديث حسن غريب.

ص: 576

715 -

قال البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 11): حَدَّثنا الفضل بن يعقوب الجزري، ثنا سَهْل بن يوسف، ثنا حُمَيد، عَن بكر، عَن ابن عُمَر، قال: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يحرم.

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا الفضل بن يعقوب الجزري، وقد قال أبو حاتم: محله الصدق. وقال الخطيب: كان صدوقًا. اهـ من "تهذيب التهذيب".

وقد توبع الفضل بن يعقوب، تابعه محمد بن المثنى، قال البيهقي رحمه الله (ج 5 ص 33): وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو علي الحافظ، ثنا عَبْدَانُ الأَهْوَازِيُّ، ثنا محمد بن المثنى، ثنا سهل بن يوسف به.

فصح الحديث والحمد لله.

ص: 577

716 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 335): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أخبرَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عَطَاءٍ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ قَالَ لِأَبِي هُرَيْرَةَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْتَ كُنْتَ أَلْزَمَنَا لِرَسُولِ [ص: 578] اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَحْفَظَنَا لِحَدِيثِهِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هو صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 577

717 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 169): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ أخبرَنَا أَبُو عَامِرٍ هو الْعَقَدِيُّ أخبرَنَا خَارِجَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ» . قال: وقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَا نَزَلَ بِالنَّاسِ أَمْرٌ قَطُّ فَقَالُوا فِيهِ وَقَالَ فِيهِ عُمَرُ -أَوْ قَالَ ابْنُ الْخَطَّابِ فِيهِ، شَكَّ خَارِجَةُ- إِلَّا نَزَلَ فِيهِ الْقُرْآنُ عَلَى نَحْوِ مَا قَالَ عُمَرُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

ص: 578

718 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5995): حدثنا يحيى بن إسحاق أخبرنا يونس بن القاسم الحنفي يمامي سمعت عكرمة بن خالد المخزومي يقول سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه الإمام البخاري في "الأدب المفرد"(ص 193) فقال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يونس بن القاسم أبو عمر اليمامي به.

ص: 578

719 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5707): حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن موسى بن عقبة عن سالم عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [ص: 579] قال: «أسامة أحب الناس إلي» ما حاشا فاطمة ولا غيرها.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

والقائل: ما حاشا فاطمة ولا غيرها، هو عبد الله بن عمر، كما في "المسند"(5848). وأصل الحديث في البخاري في المغازي، كما في "تحفة الأشراف".

ص: 578

720 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5684): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح قال: كان رجل يمدح ابن عمر قال فجعل ابن عمر يقول هكذا يحثو في وجهه التراب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

الحديث رواه عبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 2 ص 38) قال رحمه الله: أنا أبو إسحاق أحمد بن إسحاق الحضرمي، ثنا حماد بن سلمة به.

ص: 579

721 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 286): حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ (1) يَعْنِي مَوْلَى مَيْمُونَةَ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عَلَى الْبَلَاطِ وَهُمْ يُصَلُّونَ فَقُلْتُ أَلَا تُصَلِّي مَعَهُمْ قَالَ: قَدْ صَلَّيْتُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 114).

(1) هو سليمان بن يَسَارٍ، أحد الفقهاء السبعة.

ص: 579

722 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 95): أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُ بِالتَّخْفِيفِ وَيَؤُمُّنَا بِالصَّافَّاتِ.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 580

723 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 3 ص 313): أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ عَنْ مُغِيرَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ وَنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاجْلِدُوهُ ثُمَّ إِنْ شَرِبَ فَاقْتُلُوهُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. جرير هو ابن عبد الحميد، ومغيرة هو ابن مقسم.

ص: 580

724 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 3 ص 62): أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ عَنْ حَجَّاجٍ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ عَمِّهِ وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ: أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ صَلَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا وَضَعَ اللهُ أَكْبَرُ كُلَّمَا رَفَعَ ثُمَّ يَقُولُ «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ» عَنْ يَمِينِهِ «السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ» عَنْ يَسَارِهِ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

ص: 580

725 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 180): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ وَالْجَارُودُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَا أخبرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى أخبرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الْإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ لَا تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ» . قَالَ وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى الْبَيْتِ أَوْ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالْمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللهِ مِنْكِ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ حَدِيثِ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ وَقد رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّمَرْقَنْدِيُّ عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ نَحْوَهُ.

ص: 581

726 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 6 ص 71): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ سَمِعْتُ نَافِعًا يَزْعُمُ: أَنَّ ابْنَ عُمَرَ صَلَّى عَلَى تِسْعِ جَنَائِزَ جَمِيعًا فَجَعَلَ الرِّجَالَ يَلُونَ الْإِمَامَ وَالنِّسَاءَ يَلِينَ الْقِبْلَةَ فَصَفَّهُنَّ صَفًّا وَاحِدًا.

وَوُضِعَتْ جَنَازَةُ أُمِّ كُلْثُومِ بِنْتِ عَلِيٍّ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَابْنٍ لَهَا يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ وُضِعَا جَمِيعًا وَالْإِمَامُ يَوْمَئِذٍ سَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ وَفِي النَّاسِ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَبُو سَعِيدٍ وَأَبُو قَتَادَةَ فَوُضِعَ الْغُلَامُ مِمَّا يَلِي الْإِمَامَ فَقَالَ رَجُلٌ فَأَنْكَرْتُ ذَلِكَ فَنَظَرْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ [ص: 582] وَأَبِي قَتَادَةَ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالُوا: هِيَ السُّنَّةُ.

سنده صحيحٌ. وأثر ابن عمر صحيح، ولكنه موقوف عليه.

وقول الصحابة الآخرون: هي السنة، من طريق مبهم؛ لا ندري من هو الرجل.

ص: 581

727 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1401): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَخْزَمَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عُمَرَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ كَظَمَهَا عَبْدٌ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. والحسن قد سمع من عبد الله ابن عمر، كما في "تهذيب التهذيب" عن الإمام أحمد رحمه الله.

وأخرجه الإمام أحمد (ج 2 ص 128): حدثنا علي بن عاصم، عن يونس بن عبيد به.

* ثم قال الإمام أحمد رحمه الله: حدثنا شجاع بن الوليد عن عمر بن محمد عن سالم عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله عز وجل من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تعالى» .

والحديث بسند الإمام أحمد الثاني على شرط الشَّيخين.

ص: 582

728 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 227): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نُهِيَ عَنْ رُكُوبِ الْجَلَّالَةِ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

[ص: 583] * قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 260): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَهْمٍ حَدَّثَنَا عُمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْجَلَّالَةِ فِي الْإِبِلِ أَنْ يُرْكَبَ عَلَيْهَا أَوْ يُشْرَبَ مِنْ أَلْبَانِهَا.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 582

729 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 170): حَدَّثَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ عَنْ وَكِيعٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ صَبِيحٍ الْحَنَفِيِّ قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ فَوَضَعْتُ يَدَيَّ عَلَى خَاصِرَتِي فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: هَذَا الصَّلْبُ فِي الصَّلَاةِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْهُ.

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 127).

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 30): حدثنا يزيد أخبرنا سعيد بن زياد الشيباني حدثنا زياد بن صبيح الحنفي قال: كنت قائمًا أصلي إلى البيت وشيخ إلى جانبي فأطلت الصلاة فوضعت يدي على خصري فضرب الشيخ صدري بيده ضربة لا يألو فقلت في نفسي ما رابه مني فأسرعت الانصراف فإذا غلام خلفه قاعد فقلت من هذا الشيخ قال هذا عبد الله بن عمر فجلست حتى انصرف فقلت أبا عبد الرحمن ما رابك مني قال: أنت هو قلت نعم قال: ذاك الصلب في الصلاة وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينهى عنه.

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 10 ص 153).

ص: 583

730 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 396): حدثنا علي بن مسلم، أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثني أبي، حدثني حسين، عن ابن بريدة، عن ابن عمر أنه حدثه: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه: «الحمد لله الذي كفاني، وآواني، وأطعمني، وسقاني، والذي من علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، الحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، وإله كل شيء، أعوذ بك من النار» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط البخاري.

الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 8 ص 185) فقال: حدثنا عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا حسين يعني المعلم به.

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 10 ص 130) فقال: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا حسين به.

ص: 584

731 -

قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 205): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يُحَدِّثُ عَنْ مُسْلِمٍ أَبِي الْمُثَنَّى عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنَّمَا كَانَ الْأَذَانُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ وَالْإِقَامَةُ مَرَّةً مَرَّةً غَيْرَ أَنَّهُ يَقُولُ قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ قَدْ قَامَتْ الصَّلَاةُ فَإِذَا سَمِعْنَا الْإِقَامَةَ تَوَضَّأْنَا ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى الصَّلَاةِ.

قَالَ شُعْبَةُ: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَارِسٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ يَعْنِى الْعَقَدِيَّ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُؤَذِّنِ مَسْجِدِ الْعُرْيَانِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْمُثَنَّى مُؤَذِّنَ مَسْجِدِ الْأَكْبَرِ يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَر

وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

هذا حديث حسنٌ.

[ص: 585] وأبو جعفر هو محمد بن إبراهيم بن مسلم، قال فيه ابن معين والدارقطني: لا بأس به، كما في "تهذيب التهذيب".

وأبو المثنى هو مسلم بن المثنى، قال أبو زرعة: ثقة، كما في "تهذيب التهذيب".

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 13).

ص: 584

732 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 7 ص 139 رقم 5360) بتحقيق أحمد شاكر: حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد حدثنا قتادة حدثني عبد الله بن بابي المكي قال: صليت إلى جنب عبد الله بن عمر قال فلما قضى الصلاة ضرب بيده على فخذه فقال: ألا أعلمك تحية الصلاة كما كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعلمنا فتلا على هؤلاء الكلمات يعنى قول أبي موسى الأشعري في التشهد.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 585

733 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 158): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ أخبرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ أخبرَنَا الْعَلَاءُ بْنُ الْمُسَيِّبِ أخبرَنَا أَبُو أُمَامَةَ التَّيْمِيُّ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا أُكَرِّي فِي هَذَا الْوَجْهِ وَكَانَ نَاسٌ يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ حَجٌّ فَلَقِيتُ ابْنَ عُمَرَ فَقُلْتُ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي رَجُلٌ أُكَرِّي فِي هَذَا الْوَجْهِ وَإِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ إِنَّهُ لَيْسَ لَكَ حَجٌّ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: أَلَيْسَ تُحْرِمُ وَتُلَبِّي وَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَتُفِيضُ مِنْ عَرَفَاتٍ وَتَرْمِي الْجِمَارَ قَالَ قُلْتُ بَلَى قَالَ: فَإِنَّ لَكَ حَجًّا جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ مِثْلِ مَا سَأَلْتَنِي عَنْهُ فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ [ص: 586]{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} (1) فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ وَقَالَ «لَكَ حَجّ» .

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح، إلا أبا أمامة التيمي، وقد وثَّقه ابن معين، كما في "تهذيب التهذيب".

(1) سورة البقرة، الآية:198.

ص: 585

734 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 463): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ أخبرَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «سَتَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ -أَوْ مِنْ نَحْوِ بَحْرِ حَضْرَمَوْتَ- قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ تَحْشُرُ النَّاسَ» قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ «عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 586

735 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 416): حَدَّثَنَا بُنْدَارٌ أخبرَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَمُتْ بِهَا فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ يَمُوتُ بِهَا» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. وله علة غير قادحة، كما في "الصارم المنكي"(ص 38).

[ص: 587] الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1039)، وأحمد (ج 7 ص 222) فقال رحمه الله: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معاذ بن هشام به.

ص: 586

736 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 89): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أخبرَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا (1) بِهِ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه النسائي (ج 5 ص 82).

(1) حُذِفَت النون لغير ناصب ولا جازم.

ص: 587

737 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 274): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أخبرَنَا يَعْقُوبُ أخبرَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ فَإِنَّ نَافِعًا مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ حَدَّثَنِي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نَهَى النِّسَاءَ فِي إِحْرَامِهِنَّ عَنْ الْقُفَّازَيْنِ وَالنِّقَابِ وَمَا مَسَّ الْوَرْسُ وَالزَّعْفَرَانُ مِنْ الثِّيَابِ.

هذا حديث حسنٌ.

وقد تركت شيئًا من آخر الحديث؛ لأنه مدرج.

ص: 587

738 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 6 ص 18): أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِيهِ عَنْ رَبِّهِ عز وجل [ص: 588] قَالَ «أَيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عِبَادِي خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ اللهِ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ضَمِنْتُ لَهُ أَنْ أَرْجِعَهُ إِنْ أَرْجَعْتُهُ بِمَا أَصَابَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ وَإِنْ قَبَضْتُهُ غَفَرْتُ لَهُ وَرَحِمْتُهُ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وهو ثقة حافظ، والحسن قد صح سماعه من ابن عمر، كما في "تهذيب التهذيب" عن أحمد وأبي حاتم.

ص: 587

739 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 391): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أخبرَنَا يَعْقُوبُ أخبرَنَا أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: غَدَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ مِنًى حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ صَبِيحَةَ يَوْمِ عَرَفَةَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ فَنَزَلَ بِنَمِرَةَ وَهِيَ مَنْزِلُ الْإِمَامِ الَّذِي يَنْزِلُ بِهِ بِعَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ رَاحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مُهَجِّرًا فَجَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ ثُمَّ رَاحَ فَوَقَفَ عَلَى الْمَوْقِفِ مِنْ عَرَفَةَ.

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 129).

ص: 588

740 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 420): حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ أخبرَنَا الْوَلِيدُ أخبرَنَا هِشَامٌ يَعْنِي ابْنَ الْغَازِ أخبرَنَا نَافِعٌ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَقَفَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ فَقَالَ «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ » قَالُوا يَوْمُ النَّحْرِ قَالَ: «هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ» .

هذا حديث حسنٌ. وقد أخرجه البخاري تعليقًا، كما في "عون المعبود".

ص: 588

741 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 532): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ» .

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا ابن المصفى، وهو حسن الحديث.

ص: 589

742 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 379): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أخبرَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 9 ص 393) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1253).

ص: 589

743 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 523): حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ أخبرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى الْبُرُلُّسِيُّ أخبرَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ ابْنِ الْهَادِ أَنَّ نَافِعًا حَدَّثَهُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْغَائِطِ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ عِنْدَ بِئْرِ جَمَلٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْحَائِطِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ ثُمَّ مَسَحَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ عَلَى الرَّجُلِ السَّلَامَ.

هذا حديث حسنٌ، وأصله في مسلم.

ص: 589

744 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 90): حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ أخبرَنَا وَكِيعٌ عَنْ أَبَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمَ عِيدٍ وَلَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا وَذَكَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبان بن عبد الله، وهو حسن الحديث.

ص: 590

745 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 468): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّمْرَقَنْدِيُّ وَأَنَا لِحَدِيثِهِ أَتْقَنُ قَالَا حَدَّثَنَا مَرْوَانُ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ.

هذا حديث حسنٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه الدارمي (ج 2 ص 9) فقال رحمه الله: حدثنا مروان بن محمد، عن عبد الله بن وهب به.

وأخرجه الداقطني (ج 2 ص 156) وقال: تفرد به مروان بن محمد، عن ابن وهب، وهو ثقة.

ص: 590

746 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1195): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائِمًا.

[ص: 591] هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا علي بن محمد، ولابن ماجه شيخان كلاهما علي بن محمد، وكلاهما رويا عن وكيع، أحدهما الطَّنَافِسِيُّ وهو ثقة، والثاني صدوق، ولكن ابن ماجه قد أكثر عن الطنافسي، فالظاهر أنه هو، والله أعلم.

ص: 590

747 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4514): حدثنا محمد بن فضيل حدثنا حصين عن مجاهد عن ابن عمر: أنه كان يلعق أصابعه ثم يقول قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إنك لا تدري في أي طعامك تكون البركة» .

هذا حديث حسنٌ، ورجاله رجال الصحيح.

ص: 591

748 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4808): حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين» وقال «تحروها ليلة سبع وعشرين» يعني ليلة القدر.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 591

749 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5679): حدثنا أبو النضر حدثنا عقبة يعني ابن أبي الصهباء حدثنا سالم بن عبد الله بن عمر أن عبد الله بن عمر حدثه: أنه كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع نفر من أصحابه فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «يا هؤلاء ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم؟ » قالوا بلى نشهد أنك رسول الله قال «ألستم تعلمون أن الله أنزل في كتابه من أطاعني فقد أطاع الله؟ » قالوا بلى نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله وأن من طاعة الله طاعتك قال «فإن من طاعة الله أن تطيعوني وإن من طاعتي أن تطيعوا أئمتكم [ص: 592] أطيعوا أئمتكم فإن صلوا قعودًا فصلوا قعودًا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عقبة بن أبي الصَّهْبَاءِ، وقد وثَّقه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم: محله الصدق. كما في "تعجيل المنفعة".

وقوله: «فَإِنْ صَلَّوْا قُعُودًا فَصَلُّوا قُعُودًا» منسوخ بفعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مرض موته؛ فإنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى قاعدًا والناس يصلون بعده قيامًا، فحكى البخاري عن شيخه الحميدي أن هذا ناسخ لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«فَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا» ، والله أعلم.

والحديث أخرجه أبو يَعْلى (ج 9 ص 340)، والبزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 250).

ص: 591

750 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 164): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أخبرَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَفَعَهُ قَالَ: «إِنَّ الْيَدَيْنِ تَسْجُدَانِ كَمَا يَسْجُدُ الْوَجْهُ فَإِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ فَلْيَضَعْ يَدَيْهِ وَإِذَا رَفَعَهُ فَلْيَرْفَعْهُمَا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 207).

ص: 592

751 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5680): حدثنا أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «المسألة كدوح في وجه صاحبها يوم القيامة فمن شاء فليستبق على وجهه وأهون المسألة مسألة ذي الرحم يسأله في حاجة وخير المسألة المسألة عن ظهر غنى وابدأ بمن تعول» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 592

752 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 22): حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا محمد بن غالب، أنا موسى بن إسماعيل، ثنا جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الحياء والإيمان قرنا جميعًا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر» .

هذا حديث صحيحٌ على شرطهما، فقد احتجا برواته، ولم يخرجاه بهذا اللفظ. اهـ

وقال المناوي في "فيض القدير" قال الحافظ العراقي: هذا حديث صحيح غريب، إلا أنه قد اختلف على جرير بن حازم في رفعه ووقفه.

ص: 593

753 -

قال الإمام البيهقي رحمه الله في "السنن الكبرى"(ج 7 ص 183): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحافظ وأبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث قالا أنبأ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي بمصر ثنا أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي.

ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل أنبأ عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا أبو بريد عمرو بن يزيد ثنا سيف بن عبيد الله الجرمي ثنا سرار أبو عبيدة العنزي عن أيوب عن نافع وسالم عن ابن عمر: أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده تسع نسوة فأمره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يختار منهن أربعًا.

لفظ حديث ابن ناجية، وفي رواية النسائي سرار بن مجشر وقال: إن غيلان بن سلمة كان عنده عشر نسوة فأسلم وأسلمن معه.

زاد ابن ناجية في روايته: قال: فلما كان زمان عمر طلق نساءه وقسم [ص: 594] ماله فقال له عمر رضي الله عنه لترجعن في مالك وفي نسائك أو لأرجمن قبرك كما رجم قبر أبي رغال.

قال أبو علي رحمه الله: تفرد به سرار بن مجشر وهو بصري ثقة.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ.

أخرجه الدارقطني في "سننه"(ج 3 ص 271 و 272).

ص: 593

754 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6016): حدثنا هاشم حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: صدرت مع ابن عمر يوم الصدر فمرت بنا رفقة يمانية ورحالهم الأدم وخطم إبلهم الخزم فقال عبد الله بن عمر: من أحب أن ينظر إلى أشبه رفقة وردت الحج العام برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه إذ قدموا في حجة الوداع فلينظر إلى هذه الرفقة.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 594

755 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 5): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ أخبرَنَا زُهَيْرٌ أخبرَنَا عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: جَلَسْنَا لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا فَجَلَسَ فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «مَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ فَقَدْ ضَادَّ اللهَ وَمَنْ خَاصَمَ فِي بَاطِلٍ وَهُوَ يَعْلَمُهُ لَمْ يَزَلْ فِي سَخَطِ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ عَنْهُ وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ» .

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح، إلا يحي بن راشد، وقد وثَّقه أبو زرعه، كما في "تهذيب التهذيب"، وزهير هو ابن معاوية.

ص: 594

756 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6131): حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني نافع عن عبد الله بن عمر: أنه كان يحب إذا استطاع أن يصلي الظهر بمنى من يوم التروية وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى الظهر بمنى.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 595

757 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6136): حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني عمر بن حسين بن عبد الله مولى آل حاطب عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر قال: توفي عثمان بن مظعون وترك ابنة له من خويلة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص قال وأوصى إلى أخيه قدامة بن مظعون -قال عبد الله: وهما خالاي- قال فخطبت إلى قدامة بن مظعون ابنة عثمان بن مظعون فزوجنيها ودخل المغيرة بن شعبة -يعني إلى أمها- فأرغبها في المال فحطت إليه وحطت الجارية إلى هوى أمها فأبيا حتى ارتفع أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال قدامة بن مظعون يا رسول الله ابنة أخي أوصى بها إلي فزوجتها ابن عمتها عبد الله بن عمر فلم أقصر بها في الصلاح ولا في الكفاءة ولكنها امرأة وإنما حطت إلى هوى أمها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «هي يتيمة ولا تنكح إلا بإذنها» قال فانتزعت والله مني بعد أن ملكتها فزوجوها المغيرة بن شعبة.

ص: 595

758 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 168): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَبِي الزَّرْقَاءِ أخبرَنَا أَبِي أخبرَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ حَاجَتَكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: [ص: 596] عَطَاءُ الْمُحَرَّرِينَ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ مَا جَاءَهُ شَيْءٌ بَدَأَ بِالْمُحَرَّرِينَ.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 595

759 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 556): حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ أخبرني أَبِي عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَهُوَ يَسْأَلُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ عَنْ التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: هِيَ حَلَالٌ فَقَالَ الشَّامِيُّ إِنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْهَا فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَبِي نَهَى عَنْهَا وَصَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَأَمْرَ أَبِي نَتَّبِعُ أَمْ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرَّجُلُ بَلْ أَمْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَقَدْ صَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه أبو يَعْلى (ج 9 ص 341) فقال رحمه الله: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني محمد بن مسلم به.

ص: 596

760 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 117): حدثنا سليمان بن داود حدثنا محمد بن مسلم بن مهران مولى لقريش سمعت جدي يحدث عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك.

هذا حديث حسنٌ. وجد محمد بن مسلم هو مسلم بن المثنى.

والحديث أخرجه أبو يَعْلى (ج 10 ص 131).

ص: 596

761 -

قال الإمام أبو يَعْلي رحمه الله (ج 10 ص 154): حدثنا زهير حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال: سمعت يونس يحدث عن الزهري عن عبد الرحمن بن هنيدة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إذا أراد الله أن يخلق نسمة قال ملك الأرحام معرضًا: أي رب أذكر أم أنثى؟ فيقول فيقضي الله أمره ثم يقول: أي رب أشقي أم سعيد؟ فيقضي الله أمره ثم يكتب بين عينيه ما هو لاق حتى النكبة ينكبها» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عبد الرحمن بن هنيدة، وقد وثَّقه أبو زرعة، كما في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم.

ص: 597

762 -

قال الإمام أبو يَعْلي رحمه الله (ج 10 ص 125): حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا إسرائيل حدثنا عبد الله بن عصمة قال: سمعت ابن عمر يقول: أنبأنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في ثقيف مبيرًا وكذابًا.

هذا حديث حسنٌ، وهو بسند الإمام أحمد والترمذي يرتقي إلى الصحة.

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 87): حدثنا أبو كامل، حدثنا شَرِيكٌ، عن عبد الله بن عاصم (1)، عن ابن عمر به.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ص 91): حدثنا حجاج وأسود بن عامر، قالا: حدثنا شريك، عن عبد الله بن عصم أبي علوان به.

وقال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 467): حدثنا علي بن حُجْرٍ، أخبرنا الفضل بن موسى، عن شريك، عن عبد الله بن عصم به.

ثم قال الترمذي رحمه الله: حدثنا عبد الرحمن بن واقد، أخبرنا شريك

نحوه.

[ص: 598] هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عمر، لا نعرفه إلا من حديث شريك (2) وشريك يقول: عبد الله بن عصم، وإسرائيل يقول: عبد الله بن عصمة.

ويقال: الكذاب: المختار بن أبي عُبَيْدٍ الثقفي، والمبير: الحجاج بن يوسف.

وأخرجه الترمذي (ج 10 ص 443) بهذين السندين ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك، وشريك يقول: عبد الله بن عصم، وإسرائيل يروي عن هذا الشيخ ويقول: عبد الله بن عصمة.

(1) كذا في الأصل، وصوابه: عبد الله بن عصم، كما في "تهذيب التهذيب".

(2)

كيف لا نعرفه إلا من حديث شريك، ثم يقول الترمذي: وشريك يقول: عبد الله بن عصم، وإسرائيل يقول: عبد الله بن عصمة؟ ! والواقع أنه من حديث شريك، ومن حديث إسرائيل.

ص: 597

763 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 368): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ حدثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا وَكَانَ أَبِي يَكْرَهُهَا فَأَمَرَنِي أَبِي أَنْ أُطَلِّقَهَا فَأَبَيْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ طَلِّقْ امْرَأَتَكَ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ إِنَّمَا نَعْرِفَهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ. والحارث بن عبد الرحمن هو خال ابن أبي ذئب، جهَّله ابن المديني، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال أحمد بن حنبل: لا أرى به بأسًا.

الحديث أخرجه أبو داود (ج 5 ص 350) طبعة حِمْص.

ص: 598

764 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 3 ص 480): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ الْمَرْوَزِيُّ أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: [ص: 599] كَانَ إِذَا كَانَ بِمَكَّةَ فَصَلَّى الْجُمُعَةَ تَقَدَّمَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَقَدَّمَ فَصَلَّى أَرْبَعًا وَإِذَا كَانَ بِالْمَدِينَةِ صَلَّى الْجُمُعَةَ ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَلَمْ يُصَلِّ فِي الْمَسْجِدِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

والركعتان في البيت في "الصحيح".

ص: 598

765 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 414): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى الْبَلْخِيُّ أخبرَنَا وَكِيعٌ ح وأخبرَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ الْمَعْنَى أخبرَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَا حَدَّثَنَا عُبَادَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْفَزَارِيُّ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي -وَقَالَ عُثْمَانُ: عَوْرَاتِي- وَآمِنْ رَوْعَاتِي اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي» .

قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي الْخَسْفَ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عبادة بن مسلم الفزاري، وجبير بن أبي سليمان، وكلاهما ثقة.

الحديث أخرجه النسائي (ج 8 ص 282)، وابن ماجه (ج 2 ص 1273).

ص: 599

766 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 100): أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ [ص: 600] عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 599

767 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 188): حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ أخبرَنَا ابْنُ دُكَيْنٍ أخبرَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَنْظَلَةَ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «الْوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ» .

قَالَ أَبُو دَاوُد: وَكَذَا رَوَاهُ الْفِرْيَابِيُّ وَأَبُو أَحْمَدَ عَنْ سُفْيَانَ وَافَقَهُمَا فِي الْمَتْنِ وقَالَ أَبُو أَحْمَدَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ مَكَانَ ابْنِ عُمَرَ.

وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ: «وَزْنُ الْمَدِينَةِ وَمِكْيَالُ مَكَّةَ» .

قَالَ أَبُو دَاوُد: وَاخْتُلِفَ فِي الْمَتْنِ فِي حَدِيثِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا.

قال أبو عبد الرحمن: حديث ابن عمر صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه النسائي (ج 5 ص 54) و (ج 7 ص 284).

ص: 600

768 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 5 ص 336): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ حُنَيْنٍ وَإِنَّ الْفِئَتَيْنِ لَمُوَلِّيَتَانِ وَمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مِائَةُ رَجُلٍ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللهِ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ [ص: 601] هَذَا الْوَجْهِ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

ص: 600

769 -

قال الإمام ابن حبان رحمه الله (ج 8 ص 64 - 65): أخبرنا أبو يعلى، حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، حدثنا أبي، حدثني يحيى بن سعيد الأنصاري، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث سعد بن عبادة مصدقًا، وقال:«إياك يا سعد أن تجيء يوم القيامة ببعير له رغاء» ، فقال: لا أجده ولا أجيء به. فأعفاه.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 601

770 -

قال الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في "الإحسان"(ج 9 ص 137): أخبرنا مكحول ببيروت قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا عبد الله بن رجاء قال: حدثنا موسى بن عقبه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: طاف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على راحلته القصواء يوم الفتح واستلم الركن بمحجنه وما وجد لها مناخًا في المسجد حتى أخرجت إلى بطن الوادي فأنيخت ثم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد أيها الناس فإن الله قد أذهب عنكم عُبِّيَّةَ (1) الجاهلية يا أيها الناس إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على ربه وفاجر شقي هين على ربه» ثم تلا {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا} حتى قرأ الآية ثم قال: «أقول هذا وأستغفر الله لي لكم» .

[ص: 602] هذا حديث صحيحٌ.

مكحول مترجم في "سير أعلام النبلاء"(ج 15 ص 33) فقال الإمام الذهبي رحمه الله: مكحول، الحافظ الإمام المحدث الرَّحَّال، أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن أبي أيوب البيروتي، ولقبه مكحول -إلى أن قال-: وكان ثقة من أئمة الحديث. اهـ المراد منه.

ومحمد بن عبد الله بن يزيد هو المُقْرِئُ.

وعبد الله بن رجاء هو المكي، كما في "تهذيب التهذيب".

(1) العبية: الكبر والفخر.

ص: 601

771 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 13): حَدَّثَنَا أَبُو عَمَّارٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: مَنْ حَجَّ الْبَيْتَ فَلْيَكُنْ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ إِلَّا الْحُيَّضَ وَرَخَّصَ لَهُنَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 602

772 -

قال الإمام النسائي رحمه الله في "التفسير"(ج 1 ص 517): أنا أبو بكر بن إسحاق (1) نا حسان بن عبد الله نا خلاد بن سليمان حدثني نافع أنه سأل عبد الله بن عمر، قال: قلت: إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا، ولا ندري من الفئة؟ قال لي: الفئة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فقلت: إن الله يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا [ص: 603] تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} (2) قال: إنما أنزلت هذه لأهل بدر، لا لقبلها ولا لبعدها.

هذا حديث صحيحٌ.

قال أبو عبد الرحمن الوادعي: كونها في أهل بدر لا يدل على أنها لا تتناول غيرهم؛ إذ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وفي "الصحيحين" من حديث أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ» وذكر منها: «الفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ» .

(1) هو محمد بن إسحاق الصغاني.

(2)

سورة الأنفال، الآية:15.

ص: 602

773 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (5710): حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد حدثنا خالد الحذاء أن أبا المليح قال لأبي قلابة: دخلت أنا وأبوك على ابن عمر فحدثنا: أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فألقى له وسادة من أدم حشوها ليف فلم أقعد عليها بقيت بيني وبينه.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 603

774 -

قال ابن إسحاق رحمه الله كما في "سيرة ابن هشام"(ج 1 ص 348): قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمّا أَسْلَمَ أَبِي عُمَرُ قَالَ: أَيُّ قُرَيْشٍ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ؟ فَقِيلَ لَهُ: جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ. قَالَ: فَغَدَا عَلَيْهِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: فَغَدَوْتُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ وَأَنْظُرُ مَا يَفْعَلُ، وَأَنَا غُلَامٌ أَعْقِلُ كُلَّ مَا رَأَيْتُ، حَتَّى جَاءَهُ فَقَالَ لَهُ: أَعَلِمْتَ يَا جَمِيلُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَدَخَلْتُ فِي دِينِ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: فَوَاللهِ مَا رَاجَعَهُ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ، وَاتَّبَعَهُ عُمَرُ، وَاتَّبَعْتُ أَبِي، حَتَّى إِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، -وَهُمْ فِي أَنْدِيَتِهِمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ- أَلَا إِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَدْ صَبَأَ. قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ مِنْ خَلْفِهِ: [ص: 604] كَذَبَ، وَلَكِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، وَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. وَثَارُوا إلَيْهِ، فَمَا بَرِحَ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ، حَتَّى قَامَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِهِمْ. قَالَ: وَطَلَحَ (1) فَقَعَدَ، وَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ، فَأَحْلِفُ بِاللهِ أَنْ لَوْ قَدْ كُنَّا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا. قَالَ: فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ، إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَبِرَةٌ وَقَمِيصٌ مُوَشَّى، حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ؟ قَالُوا: صَبَأَ عُمَرُ. فَقَالَ: فَمَهْ، رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَمْرًا فَمَاذَا تُرِيدُونَ؟ أَتَرَوْنَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ يُسْلِمُونَ لَكُمْ صَاحِبَهُمْ هَكَذَا؟ خَلُّوا عَنِ الرّجُلِ. قَالَ: فَوَاللهِ لَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا كُشِطَ عَنْهُ. قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ: يَا أَبَتِ، مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي زَجَرَ الْقَوْمَ عَنْك بِمَكَّةَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ وَهُمْ يُقَاتِلُونَكَ؟ فَقَالَ: ذَاكَ أَيْ بُنَيَّ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ.

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه ابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان "(ج 15 ص 302).

(1) قال المعلق: أعيا.

ص: 603

775 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 42): حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة قال: كنا في سفر ومعنا ابن عمر فسألته فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يسبح في السفر قبل الصلاة ولا بعدها. قال: وسألت ابن عمر عن بيع الثمار فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة قلت أبا عبد الرحمن وما تذهب العاهة ما العاهة قال طلوع الثريا.

[ص: 605] هذا حديث صحيحٌ.

* وأخرج الطحاوي رحمه الله في "الْمُشْكِل"(ج 6 ص 54) الجزء الأخير منه فقال: حدثنا يونس قال أنبأ ابن وهب ح وحدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن قال يونس أخبرني ابن أبي ذئب وقال الربيع: أخبرني ابن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة قال فسألت ابن عمر متى ذلك قال طلوع الثريا.

ووجدنا المزني قد حدثنا، قال: حدثنا الشافعي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، عن ابن أبي ذئب، ثم ذكر بإسناده مثله.

قال أبو جعفر: عبد الله بن عمر هو خال عثمان بن عبد الله بن سراقة.

وحدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: حدثنا أبو عامر، عن ابن أبي ذئب، ثم ذكر بإسناده مثله. اهـ

ص: 604

776 -

قال أبو يعلى رحمه الله كما في "المطالب العالية"(ج 1 ص 201): حدثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من نسي صلاة فلم يذكرها إلا وهو مع الإمام، فليصل مع الإمام، فإذا فرغ من صلاته فليعد الصلاة التي نسي، ثم ليعد الصلاة التي صلاها مع الإمام» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 605

777 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 221): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنَا نَهِيكُ بْنُ يَرِيمَ الْأَوْزَاعِيُّ حَدَّثَنَا مُغِيثُ بْنُ سُمَيٍّ قَالَ: [ص: 606] صَلَّيْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الصُّبْحَ بِغَلَسٍ فَلَمَّا سَلَّمَ أَقْبَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ فَقُلْتُ مَا هَذِهِ الصَّلَاةُ قَالَ: هَذِهِ صَلَاتُنَا كَانَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَلَمَّا طُعِنَ عُمَرُ أَسْفَرَ بِهَا عُثْمَانُ.

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.

ص: 605

778 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (2119): حدثنا يزيد أخبرنا حسين بن ذكوان عن عمرو بن شعيب عن طاوس أن ابن عمر وابن عباس رفعاه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أنه قال «لا يحل للرجل أن يعطي العطية فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطى ولده ومثل الذي يعطي العطية فيرجع فيها كمثل الكلب أكل حتى إذا شبع قاء ثم رجع في قيئه» .

حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن طاوس، عن ابن عمر وابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال .... فذكر مثله.

هذا حديث حسنٌ، والشطر الأخير جاء من حديث ابن عباس في "الصحيحين"، وكذا من حديث ابن عمر في مسلم.

ص: 606

مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما

779 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 350): حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ أخبرَنَا اللَّيْثُ عَنْ أَبِي قَبِيلٍ عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَفِي يَدِهِ كِتَابَانِ فَقَالَ «أَتَدْرُونَ مَا هَذَانِ الْكِتَابَانِ؟ » فَقُلْنَا لَا يَا رَسُولَ اللهِ إِلَّا أَنْ تُخْبِرَنَا فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَدِهِ الْيُمْنَى «هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا» ثُمَّ قَالَ لِلَّذِي فِي شِمَالِهِ «هَذَا كِتَابٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ فِيهِ أَسْمَاءُ أَهْلِ النَّارِ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ ثُمَّ أُجْمِلَ عَلَى آخِرِهِمْ فَلَا يُزَادُ فِيهِمْ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُمْ أَبَدًا» فَقَالَ أَصْحَابُهُ فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ كَانَ أَمْرٌ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ فَقَالَ «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا فَإِنَّ صَاحِبَ الْجَنَّةِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ وَإِنَّ صَاحِبَ النَّارِ يُخْتَمُ لَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنْ عَمِلَ أَيَّ عَمَلٍ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدَيْهِ فَنَبَذَهُمَا ثُمَّ قَالَ «فَرَغَ رَبُّكُمْ مِنْ الْعِبَادِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ» .

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، أخبرَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ

نَحْوَهُ.

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ وَأَبُو قَبِيلٍ اسْمُهُ حُيَيُّ بْنُ هَانِئٍ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.

ص: 607

780 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 163): حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال: كنا جلوسًا عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده «ليدخلن عليكم رجل لعين» فوالله ما زلت وجلًا أتشوف داخلًا وخارجًا حتى دخل فلان يعني الحكم.

هذا حديث صحيحٌ.

* وقد أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 247) فقال رحمه الله: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فَبَيْنَا نَحْنُ عِنْدَهُ إِذْ قَالَ: «لَيَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ لَعِينٌ» وَكُنْتُ تَرَكْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَلْبَسُ ثِيَابَهُ لِيَلْحَقَنِي، فَمَا زِلْتُ أَنْظُرُ وَأَخَافُ، حَتَّى دَخَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ.

قال البزار: لا نعلم هذا بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد.

ص: 608

781 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 9 ص 495): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي.

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا الحارث بن عبد الرحمن خال ابن أبي ذئب، وقد قال ابن معين: يروى عنه وهو مشهور. وقال أحمد بن حنبل: لا أرى به بأسًا.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 4 ص 567) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 775)، والإمام أحمد (ج 10 ص 41).

ص: 608

782 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 870): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَنْ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ» .

هذا حديث جيد، رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن الصباح وهو الجَرْجَرَائِيُّ، ومنهم من يوثِّقه، ومنهم من يقول: إنه صالح. وعبد الكريم هو الجزري، كما في "تحفة الأشراف".

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 171): حدثنا وهيب يعني ابن جرير حدثنا شعبة عن الحكم عن مجاهد قال: أراد فلان أن يدعى جنادة بن أبي أمية فقال عبد الله بن عمرو: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عامًا أو مسيرة سبعين عامًا» قال «ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وقال ابن خزيمة رحمه الله في "التوحيد"(ج 2 ص 843): حدثنا محمد بن أبان، قال: ثنا غُنْدَرٌ، قال: ثنا شعبة به.

ص: 609

783 -

قال الإمام البخاري رحمه الله في "الأدب المفرد"(ص 129): حدثنا علي قال حدثنا سفيان حدثنا بن أبي نجيح عن عبيد الله بن عامر يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص: يبلغ به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا» .

حدثنا محمد بن سلام، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، [ص: 610] سمع عبيد الله بن عامر يحدث، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، يبلغ به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مثله.

هذا حديث صحيحٌ. وعبيد الله بن عامر ترجمه الحافظ في "تهذيب التهذيب" في عبد الرحمن بن عامر، ورجح الحافظ أنه عبيد الله بن عامر، ثم نقل عن ابن معين أنه قال: ثقة.

ص: 609

784 -

قال الإمام البخاري في "الأدب المفرد"(ص 356): حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال أخبرني حيوة عن عقبة بن مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ظل شجرة بين مكة والمدينة إذ جاء أعرابي من أجلف الناس وأشدهم فقال السلام عليكم فقالوا وعليكم.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 610

785 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 254): أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ أَنْبَأَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا يزيد بن سنان، وقد قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو صدوق ثقة، ووثَّقه النسائي.

وأبو سنان هو ضِرَارُ بن مُرَّةَ.

ص: 610

786 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 30): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، حدثني أبي، قال:[ص: 611] سمعت الأوزاعي.

وحدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن مخلد الجوهري ببغداد، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، ثنا محمد بن كثير المصيصي، ثنا الأوزاعي.

وحدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ بشر بن موسى، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق الفزاري، ثنا الأوزاعي، وهذا لفظ حديث أبي العباس، قال: حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو الشيباني (1)، قالا: ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي، قال: دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص وهو في حائط له بالطائف يقال له: الوهط، وهو محاضر فتى من قريش، وذلك الفتى يزن بشرب الخمر، فقلت لعبد الله بن عمرو: خصال تبلغني عنك تحدث بها عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أنه من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحًا)، فاختلج الفتى يده من يد عبد الله ثم ولى، و (إن الشقي من شقي في بطن أمه)، و (أنه من خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة ببيت المقدس خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه). فقال عبد الله بن عمرو: اللهم إني لا أحل لأحد أن يقول علي ما لم أقل، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول:«من شرب الخمر شربة لم تقبل توبته أربعين صباحًا، فإن تاب تاب الله عليه، فإن عاد لم تقبل توبته أربعين صباحًا» ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال:«فإن عاد كان حقًّا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة» ، قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول:«إن الله خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور [ص: 612] يومئذ شيء فقد اهتدى، ومن أخطأه ضل» ، فلذلك أقول: جف القلم على علم الله، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:«إن سليمان بن داود سأل ربه ثلاثًا، فأعطاه اثنين ونحن نرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة: سأله حكمًا يصادف حكمه، فأعطاه إياه، وسأله ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده، فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل يخرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، نحن نرجو أن يكون الله قد أعطاه إياه» .

قال الأوزاعي: حدثني ربيعة بن يزيد بهذا الحديث، فيما بين المقسلاط والجاصعير.

هذا حديث صحيح، قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (6854): حدثنا أبو المغيرة حدثنا محمد بن مهاجر أخبرني عروة بن رويم عن ابن الديلمي الذي كان يسكن بيت المقدس قال: ثم سألته هل سمعت يا عبد الله بن عمرو رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يذكر شارب الخمر بشيء قال: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «لا يشرب الخمر أحد من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين صباحًا» .

قال: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن الله خلق خلقه ثم جعلهم في ظلمة ثم أخذ من نوره ما شاء فألقاه عليهم فأصاب النور من شاء أن يصيبه وأخطأ من شاء فمن أصابه النور يومئذ فقد اهتدى ومن أخطأ يومئذ ضل» فلذلك قلت جف القلم بما هو كائن.

[ص: 613] هذا حديث صحيحٌ. وابن الديلمي هو عبد الله بن فيروز الديلمي.

* قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 8 ص 314): أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالَ أَنْبَأَنَا عُثْمَانُ بْنُ حِصْنِ بْنِ عَلَّاقٍ دِمَشْقِيٌّ قَالَ حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ رُوَيْمٍ: أَنَّ ابْنَ الدَّيْلَمِيِّ رَكِبَ يَطْلُبُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ ابْنُ الدَّيْلَمِيِّ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ هَلْ سَمِعْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ شَأْنَ الْخَمْرِ بِشَيْءٍ فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «لَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ صَلَاةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله ثقات، وابن الديلمي هو عبد الله بن فيروز.

* قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 34): أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ (2) عَنْ ابْنِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللهَ عز وجل خِلَالًا ثَلَاثَةً سَأَلَ اللهَ عز وجل حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأُوتِيَهُ وَسَأَلَ اللهَ عز وجل مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوتِيَهُ وَسَأَلَ اللهَ عز وجل حِينَ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ أَنْ لَا يَأْتِيَهُ أَحَدٌ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» .

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.

(1) كذا في الأصل، والصواب: السيباني بالسين المهملة، كما في التعليق على "تهذيب التهذيب".

(2)

أبو إدريس هو عائذ الله، وابن الديلمي هو عبد الله بن فيروز.

ص: 610

787 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 395): حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى عَنْ [ص: 614] أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ ثُمَّ الْحُبُلِيِّ قَال سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ فَإِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كِفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ أخبرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ بمعناه، وَالْبِطَاقَةُ الْقِطْعَةُ.

هذا حديث صحيحٌ.

والحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1437).

ص: 613

788 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 14 ص 149): حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ أخبرَنَا حَفْصٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي السَّفَرِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أُطَيِّنُ حَائِطًا لِي أَنَا وَأُمِّي فَقَالَ «مَا هَذَا يَا عَبْدَ اللهِ؟ » فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ شَيْءٌ أُصْلِحُهُ فَقَالَ «الْأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ» .

[ص: 615] حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهَنَّادٌ الْمَعْنَى قَالَا أخبرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ بِإِسْنَادِهِ بِهَذَا قَالَ: مَرَّ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نُعَالِجُ خُصًّا لَنَا وَهَى فَقَالَ «مَا هَذَا؟ » فَقُلْنَا خُصٌّ لَنَا وَهَى فَنَحْنُ نُصْلِحُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «مَا أَرَى الْأَمْرَ إِلَّا أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 6 ص 628) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأبو السَّفَر سعيد بن يُحْمِد، ويقال: ابن أحمد الثوري.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1393).

ص: 614

789 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 102): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «من كتم علمًا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار» .

هذا إسناد صحيح من حديث المصريين على شرط الشيخين وليس له عله.

قال أبو عبد الرحمن: كذا قال الحاكم، والصحيح أنه ليس على شرطهما، محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ليس من رجالهما، كما في "تهذيب التهذيب"، ثم عبد الله بن عياش وأبوه وأبو عبد الرحمن الحبلي ثلاثتهم من رجال مسلم، وليسوا من رجال البخاري، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 615

790 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (7038): حدثنا يعقوب حدثنا [ص: 616] أبي عن ابن إسحاق حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقًا نعليه بيده فقلنا له هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين قال: نعم أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يعطي الناس قال يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أجل فكيف رأيت؟ » قال لم أرك عدلت قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال «ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟ ! » فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألا نقتله قال «لا دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم» .

قال أبو عبد الرحمن (هو عبد الله بن أحمد): أبو عبيدة هذا اسمه محمد ثقة وأخوه سلمة بن محمد بن عمار لم يرو عنه إلا علي بن زيد ولا نعلم خبره ومقسم ليس به بأس.

هذا حديث حسنٌ.

* قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم رحمه الله في "السنة"(ج 2 ص 455): حدثنا أبو موسى، حدثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي، عن قتادة، عن عقبة بن وساج، قال: كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم، فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو، فقلت [ص: 617] له: أنت من بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد جعل الله عندك علمًا، وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم، ويشهدون عليهم بالضلالة. فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أتي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقليد من ذهب وفضة، فجعل يقسمها بين أصحابه، فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد، والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل. فقال:«ويحك، من يعدل عليه بعدي؟ » ، فلما ولى قال:«ردوه رويدًا» فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن في أمتي أخًا لهذا، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرجوا فاقتلوهم» ، ثلاثًا.

هذا حديث صحيحٌ.

وقد أخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 359) قال البزار رحمه الله: حدثنا عمرو بن علي، ثنا معاذ بن هشام به.

* وقال ابن أبي عاصم رحمه الله في "السنة"(ج 2 ص 460): ثنا أبو موسى، حدثنا عبد الله بن حمران، ثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: أتاه رجل -يعني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهو يقسم تبرًا يوم حنين، فقال: يا محمد، اعدل. فقال:«ويحك، إن لم أعدل عند من يلتمس العدل؟ ! » ثم قال: «يوشك أن يأتي قوم مثل هذا، يسألون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرءون كتاب الله، محلقة رءوسهم، إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم» .

ص: 615

791 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 14 ص 61): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بَشِيرٍ أَبِي إِسْمَاعِيلَ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّهُ ذَبَحَ شَاةً فَقَالَ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِي الْيَهُودِيِّ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ [ص: 618] اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا شيخ أبي داود، وقد وثَّقه النسائي، على أنه قد تابعه محمد بن عبد الأعلى عند الترمذي، وهو من رجال مسلم، فالحديث رجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 6 ص 72) وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث عن مجاهد، عن عائشة وأبي هريرة أيضًا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ص: 617

792 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 8 ص 232): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ أخبرَنَا أَبُو دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ «يُقَالُ -يَعْنِي لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ- اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا» .

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه أبو داود (ج 4 ص 338) من طريق يحيى بن سعيد، عن سفيان به.

ص: 618

793 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 75): حدثنا أحمد بن محمد، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن حيوة بن شريح، عن شرحبيل بن شريك، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله [ص: 619] خيرهم لجاره» .

هذا حديث حسن غريب. وأبو عبد الرحمن الحبلي اسمه عبد الله بن يزيد.

الحديث أخرجه الدارمي (ج 2 ص 284) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن يزيد، حدثنا حَيْوَةُ وابن لهيعة، قالا: حدثنا شرحبيل بن شريك به.

ص: 618

794 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 79): حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قَالَا أخبرَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْأَخْنَسِ عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُغِيثٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ وَقَالُوا أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ فَقَالَ «اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا الوليد بن عبد الله، وقد وثَّقه ابن معين.

الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 162) فقال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله بن الأخنس به. و (ص 192) بذلك السند.

وأخرجه الدارمي (ج 1 ص 136) فقال رحمه الله: أخبرنا مسدد، حدثنا يحيى، عن عبيد الله بن الأخنس به.

ص: 619

795 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 2 ص 159): حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا يحب [ص: 620] الفحش ولا التفحش وإياكم والشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم أمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالفجور ففجروا» قال فقام رجل فقال يا رسول الله أي الإسلام أفضل قال «أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك» فقام ذاك أو آخر فقال يا رسول الله أي الهجرة أفضل قال «أن تهجر ما كره ربك والهجرة هجرتان هجرة الحاضر والبادي فهجرة البادي أن يجيب إذا دعي ويطيع إذا أمر والحاضر أعظمهما بلية وأفضلهما أجرًا» .

هذا حديث صحيحٌ. وأبو كثير هو الزبيدي، مختلف في اسمه، وثَّقه النسائي كما في "تهذيب التهذيب".

* والحديث أخرجه النسائي في "التفسير"(ج 2 ص 409) فقال رحمه الله: أخبرنا عبدة بن عبد الله أنا حسين يعني بن علي الجعفي عن فضيل (1) عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن الأقمر (2) عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «اتقوا الظلم فإنه الظلمات يوم القيامة واتقوا الفحش فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالفجور ففجروا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا» .

* وقال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 115): حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أخبرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ [ص: 621] عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ «إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا كثير الزبيدي، وقد وثَّقه النسائي.

* قال الإمام النسائي (ج 7 ص 144): أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْهِجْرَةِ أَفْضَلُ قَالَ «أَنْ تَهْجُرَ مَا كَرِهَ رَبُّكَ عز وجل» وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «الْهِجْرَةُ هِجْرَتَانِ هِجْرَةُ الْحَاضِرِ وَهِجْرَةُ الْبَادِي فَأَمَّا الْبَادِي فَيُجِيبُ إِذَا دُعِيَ وَيُطِيعُ إِذَا أُمِرَ وَأَمَّا الْحَاضِرُ فَهُوَ أَعْظَمُهُمَا بَلِيَّةً وَأَعْظَمُهُمَا أَجْرًا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا كثير الزبيدي، وقد وثَّقه النسائي.

(1) فضيل هو ابن مرزوق، كما في "تحفة الأشراف".

(2)

هو أبو كثير المتقدم.

ص: 619

796 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 148): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حدثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حدثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، قَالَ: حدثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَتَسَافَدُونَ (1) فِي الطُّرُقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ» .

[ص: 622] قال البزار: لا نعلمه من وجه صحيح، إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه ابن حبان كما في "الموارد"(ص 466) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا إبراهيم بن حجاج السَّامِيُّ، حدثنا عبد الواحد بن زياد

فذكره، وفي آخره: قلت: إن ذلك لكائن؟ قال: «نَعَمْ لَيَكُونَنَّ» .

(1) في "موارد الظمآن": «حتى يتسافدوا» بحذف النون، وهو المناسب لقواعد اللغة العربية.

ص: 621

797 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 97): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أخبرَنَا مُعَاذٌ أخبرنا أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُنَا (1) عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى يُصْبِحَ مَا يَقُومُ إِلَّا إِلَى عُظْمِ صَلَاةٍ.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

(1) ليس في هذا دليل على أنه يجوز رواية القصص الإسرائيلية التي لم ترد في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا ينطق عن الهوى.

ص: 622

798 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6538): حدثنا يزيد أخبرنا العوام حدثنا أسود بن مسعود عن حنظلة بن خويلد العنبري قال: بينما أنا عند معاوية إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما أنا قتلته فقال عبد الله بن عمرو: ليطب به أحدكما نفسًا لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «تقتله الفئة الباغية» قال معاوية فما بالك معنا قال إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «أطع أباك ما دام حيًّا ولا تعصه» فأنا معكم ولست أقاتل.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أسود بن مسعود وحنظلة بن خويلد، وقد وثَّقهما ابن معين، كما في "التاريخ" من رواية عثمان بن سعيد الدارمي.

ص: 622

799 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6847): حدثنا أبو النضر حدثني إسحاق بن سعيد حدثنا سعيد بن عمرو عن عبد الله بن عمرو قال: أشهد بالله لسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (7043): حدثنا هاشم حدثنا إسحاق يعني ابن سعيد حدثنا سعيد بن عمرو قال: أتى عبد الله بن عمرو ابن الزبير وهو جالس في الحجر فقال: يا ابن الزبير إياك والإلحاد في حرم الله فإني أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «يحلها ويحل به رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لوزنتها» قال فانظر أن لا تكون هو يا ابن عمرو فإنك قد قرأت الكتب وصحبت الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فإني أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهدًا.

ص: 623

800 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (7015): حدثنا مروان بن شجاع أبو عمرو الجزري حدثني إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي من أهل بيت المقدس عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن قال هذا -يعني عبد الله بن عمرو- زعم: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله على وجهه في النار» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 623

801 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6583): حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن الصقعب بن زهير عن زيد بن أسلم قال حماد أظنه (1) عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عمرو قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه جبة سيجان مزرورة بالديباج فقال ألا إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس قال يريد أن يضع كل فارس ابن فارس ويرفع كل راع ابن راع قال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمجامع جبته وقال «ألا أرى عليك لباس من لا يعقل» ثم قال «إن نبي الله نوحًا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه إني قاص عليك الوصية آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين آمرك بلا إله إلا الله فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت بهن لا إله إلا الله ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة قصمتهن لا إله إلا الله وسبحان الله وبحمده فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق وأنهاك عن الشرك والكبر» قال قلت أو قيل يا رسول الله هذا الشرك قد عرفناه فما الكبر قال أن يكون لأحدنا نعلان حسنتان لهما شراكان حسنان قال «لا» قال هو أن يكون لأحدنا حلة يلبسها قال «لا» قال الكبر هو أن يكون لأحدنا دابة يركبها قال «لا» قال أفهو أن يكون لأحدنا أصحاب يجلسون إليه قال «لا» قيل يا رسول الله فما الكبر قال «سفه الحق وغمص الناس» .

وقال الإمام أحمد رحمه الله (7101): حدثنا وهب بن جرير، حَدَّثَنَا أبي، حدثنا [ص: 625] الصعقب بن زهير، يحدث عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار به مختصرًا.

هذا حديث صحيحٌ.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (6750): حدثنا عفان حدثنا حماد يعني بن سلمة عن ثابت عن أبي أيوب: أن نوفًا وعبد الله بن عمرو -يعني ابن العاص- اجتمعا فقال نوف: لو أن السموات والأرض وما فيهما وضع في كفة الميزان ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى لرجحت بهن ولو أن السموات والأرض وما فيهن كن طبقًا من حديد فقال رجل لا إله إلا الله لخرقتهن حتى تنتهي إلى الله عز وجل فقال عبد الله بن عمرو: صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المغرب فعقب من عقب ورجع من رجع فجاء صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد كاد يحسر ثيابه عن ركبتيه فقال «أبشروا معشر المسلمين هذا ربكم قد فتح بابًا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول هؤلاء عبادي قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى» .

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (6752): حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أبي أيوب الأزدي عن نوف الأزدي وعبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

مثله وزاد فيه: وإن كاد يحسر ثوبه عن ركبتيه وقد حفزه النفس.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

(1) لا يضر هذا الظن، فسيأتي من حديث الصقعب بن زهير بالجزم.

ص: 624

802 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6958): حدثنا روح حدثنا شعبة أخبرني حصين سمعت مجاهدًا يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت [ص: 626] فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 625

803 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (7089): حدثنا أزهر بن القاسم حدثنا المثني يعني بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بابا عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول «إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثًا غبرًا» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 626

804 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 380): حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى قال أنبأنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب قال حدثني عامر يعني ابن عبد الواحد عن ابن بريدة عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالًا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسه ويقسمه فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة فقال «أسمعت بلالًا ينادي؟ » ثلاثًا قال نعم قال «فما منعك أن تجيء به؟ » فاعتذر إليه فقال «كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله عنك» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 626

805 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 132): حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح قال لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغني أنك حدثت [ص: 627] عن عبد الله بن عمرو بن العاص: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال «أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم» قال أقط قلت نعم قال «فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه النسائي (ج 2 ص 53).

ص: 626

806 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 363): حدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «خياركم خياركم لنسائهم» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 627

807 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6895): حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن خيثمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض قيل للملك الموكل به اكتب له مثل عمله إذا كان طليقًا حتى أطلقه أو أكفته إلي» .

هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه معمر في "الجامع" كما في آخر "مصنف عبد الرزاق"(ج 11 ص 196).

ص: 627

808 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (6580): حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا موسى يعني ابن علي سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال عند ذكر أهل النار «كل جعظري [ص: 628] جواظ مستكبر جماع مناع» .

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح.

وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن يزيد المقرئ.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (7010): حدثنا علي بن إسحاق أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن علي بن رباح سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إن أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون» .

علي بن إسحاق هو المروزي، قال ابن معين: ثقة صدوق. وقال ابن سعد: كان معروفًا بصحبة عبد الله، وكان ثقة. وقال النسائي: ثقة. وعبد الله هو ابن المبارك.

ص: 627

809 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 117): حدثنا سويد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا سليمان التيمي عن أسلم العجلي عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال ما الصور قال «قرن ينفخ فيه» .

هذا حديث حسن صحيح وقد رواه غير واحد عن سليمان التيمي ولا نعرفه إلا من حديثه.

و(ج 9 ص 116) وقال: هذا حديث حسن، إنما نعرفه من حديث سليمان التيمي.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ، ورجاله ثقات.

الحديث أخرجه أبو داود (ج 13 ص 68).

ص: 628

810 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 26): أخبرنا أبو العباس عبد الله بن الحسين القاضي بمرو، ثنا عبيد بن شريك البزار، ثنا يحيى بن بكير، ثنا [ص: 629] الليث بن سعد، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، قال: قلت: يا رسول الله، أمن الكبر أن ألبس الحلة الحسنة؟ قال:«إن الله جميل يحب الجمال» .

هذا حديث حسنٌ. وهشام بن سعد فيه كلام، ولكنه أثبت الناس في زيد بن أسلم، قاله أبو داود، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 628

811 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 2 ص 33): أخبرني أبو محمد بن زياد العدل، ثنا جدي أحمد بن إبراهيم، ثنا عمرو بن زرارة، ثنا هشيم، أنبأ حصين، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وكسب الحجام.

هذا حديث صحيحٌ.

وأبو محمد بن زياد هو عبد الله بن محمد بن علي بن زياد، ترجمه السمعاني في "الأنساب" مادة: السمذي.

ص: 629

مسند عبد الله بن قرط رضي الله عنه

812 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 184): حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي أخبرنا عيسى ح وأخبرنا مسدد أخبرنا عيسى وهذا لفظ إبراهيم عن ثور عن راشد بن سعد عن عبد الله بن عامر بن لحي عن عبد الله بن قرط: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر» . -قال عيسى قال ثور: وهو اليوم الثاني- وقال: وقرب لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدنات خمس أو ست فطفقن يزدلفن إليه بأيتهن يبدأ فلما وجبت جنوبها قال فتكلم بكلمة خفية لم أفهمها فقلت ما قال؟ قال «من شاء اقتطع» .

هذا حديث حسنٌ. وثور هو ابن يزيد.

وأخرجه أحمد (ج 4 ص 350).

ص: 630

مسند أبي موسى الأشعري عبد الله بن قيس رضي الله عنه

813 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 12 ص 455): حدثنا مسدد أن يزيد بن زريع ويحيى بن سعيد حدثاهم قالا أخبرنا عوف قال أخبرنا قسامة بن زهير قال أخبرنا أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأحمر والأبيض والأسود وبين ذلك والسهل والحزن والخبيث والطيب» .

زاد في حديث يحيى: «وبين ذلك» ، والإخبار في حديث يزيد.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا قسامة بن زهير، وقد وثَّقه ابن سعد.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 8 ص 290) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 631

814 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 296): حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي موسى قال: صلى بنا علي يوم الجمل صلاة ذكرنا صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإما أن نكون نسيناها وإما أن نكون تركناها فسلم على يمينه وعلى شماله.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 631

815 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 101): حدثنا محمد بن قدامة بن أعين أخبرنا أبو عبيدة الحداد عن يونس وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «لا نكاح إلا بولي» .

هذا حديث صحيحٌ، ولا يعل بإرسال من أرسله.

وأحسن من جمع طرقه الحاكم في "المستدرك"، وقد نقلته عنه في مقدمة "الإلزامات والتتبع"(ص 23).

الحديث أخرجه الترمذي (ج 4 ص 226)، وابن ماجه (ج 1 ص 605).

ص: 632

816 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 61): حدثنا أبو بكر إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الفقيه بالري، ثنا أبو بكر محمد بن الفرج الأزرق، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا شيبان أبو معاوية، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويعتقل الشاة، ويأتي مراعاة الضيف.

حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد الحيري، ثنا أبو بكر بن محمد بن نعيم المدني، ثنا بشر بن خالد العسكري، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا شيبان أبو معاوية، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يركب الحمار، ويلبس الصوف، ويعتقل الشاة، ويأتي مراعاة الضيف.

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وإنما ذكرته في هذه المواضع لأن هذه الخلال من الإيمان.

ص: 632

817 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 394): حدثنا وكيع حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «تستأمر اليتيمة في نفسها فإن سكتت فقد أذنت وإن أبت لم تكره» .

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 411): حدثنا أبو قطن حدثنا يونس قال قال أبو بردة قال أبو موسى: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «تستأمر اليتيمة في نفسها فإن سكتت فقد أذنت وإن أنكرت لم تكره» . قلت ليونس سمعته منه أو سمعته من أبي بردة قال نعم.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 408): حدثنا أسود بن عامر حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبيه رفعه: قال «تستأمر اليتيمة في نفسها فإن سكتت فقد أذنت وإن أبت فلا تزوج» .

هذا حديث صحيحٌ.

وأخرجه الدارمي (ج 2 ص 185) فقال رحمه الله: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا يونس بن أبي إسحاق به.

وأخرجه أبو يَعْلى (ج 6 ص 418) بتحقيق إرشاد الحق الأثري، فقال رحمه الله: حدثنا عبد الله بن عامر بن زُرَارَة الحضرمي الكوفي ثقة، ثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة، عن يونس بن أبي إسحاق به. ثم قال أبو يَعْلى: حدثنا عبد الله بن عامر، حدثنا يحيى بن زكرياء، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم

مثله.

ص: 633

818 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 378): حدثنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا وكيع أخبرنا سفيان عن حكيم بن الديلم عن أبي بردة عن أبيه قال: كانت اليهود تعاطس عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجاء أن يقول لها [ص: 634] يرحمكم الله فكان يقول «يهديكم الله ويصلح بالكم» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا حكيم بن الديلم، وقد وثَّقه ابن مَعِينٍ والنسائي والخطيب.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 8 ص 11) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 633

819 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 230): حدثنا مسدد أخبرنا يحيى أنبأنا ثابت بن عمارة حدثني غنيم بن قيس عن أبي موسى: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا» قال قولًا شديدًا.

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا ثابت بن عمارة، وهو حسن الحديث.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 8 ص 70) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي (ج 8 ص 153).

* وأخرجه الإمام أحمد (ج 4 ص 414): حدثنا مروان بن معاوية قال ثنا ثابت بن عمارة عن غنيم بن قيس عن الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أيما امرأة استعطرت فمرت بقوم ليجدوا ريحها فهي زانية» .

وقال رحمه الله (ص 418): حدثنا عبد الواحد ورَوْحُ بن عبادة، قالا: ثنا ثابت بن عمارة به.

ص: 634

820 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 90): حدثنا الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغدادي أخبرنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح [ص: 635] أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدًا ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعامًا فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا فقال هل خلفكم أحد هو خير منكم قالوا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا قال أفرأيتم أمرًا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فبايعوه وأقاموا معه قال أنشدكم بالله أيكم وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالًا وزوده الراهب من الكعك والزيت.

[ص: 636] هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

قال أبو عبد الرحمن: ذكر أبي بكر وبلال في الحديث وهم، كما قاله الحافظ في "الإصابة" في ترجمة بحيرى الراهب (ج 1 ص 179)، وكما قاله الجزري كما في "تحفة الأحوذي".

ص: 634

821 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 337): حدثنا مسدد أخبرنا عبد الوارث بن سعيد عن محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا القاعد فيها خير من القائم والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل -يعني على أحد منكم- فليكن كخير ابني آدم» .

هذا حديث حسنٌ على شرط البخاري. وعبد الرحمن بن ثروان قد اختلف فيه، والظاهر أنه لا ينزل حديثه عن الحسن.

الحديث أخرج الترمذي (ج 6 ص 446) بعضه، وقال: هذا حديث حسن غريب.

وأخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1310).

ص: 636

822 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 1441): حدثنا إسماعيل بن أسد حدثنا أبو بدر حدثنا زياد بن خيثمة عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «خيرت بين الشفاعة وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة فاخترت الشفاعة لأنها أعم وأكفى أترونها للمتقين لا ولكنها للمذنبين [ص: 637] الخطائين المتلوثين» .

هذا حديث رجاله رجال الصحيح، إلا إسماعيل بن أسد، وقد قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو ثقة صدوق، وسئل عنه أبي فقال: صدوق. وقال الدارقطني: ثقة صدوق وَرِعٌ فاضل. وقال البزار: ثقة مأمون. اهـ مختصرًا من "تهذيب التهذيب".

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 404): حدثنا عفان حدثنا حماد يعني ابن سلمة أخبرنا عاصم عن أبي بردة عن أبي موسى: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحرسه أصحابه فقمت ذات ليلة فلم أره في منامه فأخذني ما قدم وما حدث فذهبت أنظر فإذا أنا بمعاذ قد لقي الذي لقيت فسمعنا صوتًا مثل هزيز الرحا فوقفا على مكانهما فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قبل الصوت فقال «هل تدرون أين كنت وفيم كنت أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة» فقالا يا رسول الله ادع الله عز وجل أن يجعلنا في شفاعتك فقال «أنتم ومن مات لا يشرك بالله شيئًا في شفاعتي» .

وقال الإمام أحمد (ج 5 ص 232): حدثنا روح حدثنا حماد يعنى ابن سلمة حدثنا عاصم بن بَهْدَلة عن أبي بردة عن أبي موسى: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يحرسه أصحابه

فذكر نحوه. اهـ أي نحو حديث أبي موسى ومعاذ في الشفاعة.

ص: 636

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

823 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3855): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لرجل «لولا أنك رسول لقتلتك» .

هذا حديث حسنٌ. وقد أخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 160) فقال رحمه الله: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي به، وفيه: يعني رسول مسيلمة.

* وقال أبو يَعْلَى رحمه الله (ج 9 ص 31): حدثنا إبراهيم بن الحجاج حدثنا سلام أبو المنذر حدثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود: أن مسيلمة بعث رجلين أحدهما ابن أثال بن حجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«أتشهدان أن محمدًا رسول الله؟ » قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «آمنت بالله ورسله! لو كنت قاتلًا وفدًا قتلتكما» . فبينما ابن مسعود بالكوفة إذ رفع إليه الرجل الذي مع ابن أثال -وهو قريب له- فأمر بقتله، فقال للقوم: هل تدرون لم قتلت هذا؟ قالوا: لا ندري. فقال: إن مسيلمة بعث هذا مع ابن أثال بن حجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«أتشهدان أن محمدًا رسول الله؟ » قالا: نشهد أن مسيلمة رسول الله. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «آمنت بالله ورسله! لو كنت قاتلًا وفدًا قتلتكما» قال: فلذلك قتلته. قال أبو وائل: وكان الرجل يومئذ كافرًا.

* قال عبد الرزاق رحمه الله (ج 10 ص 169): عن ابن عيينة عن [ص: 639] إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال إني مررت بمسجد من مساجد بني حنيفة فسمعتهم يقرءون شيئًا لم ينزله الله الطاحنات طحنًا العاجنات عجنًا الخابزات خبزًا اللاقمات لقمًا قال فقدم ابن مسعود ابن النواحة أمامهم فقتله واستكثر البقية فقال: لا أجزرهم اليوم الشيطان سيروهم إلى الشام حتى يرزقهم الله توبة أو يفنيهم الطاعون.

قال وأخبرني إسماعيل عن قيس أن ابن مسعود قال: إن هذا -لابن النواحة- أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبعثه إليه مسيلمة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لو كنت قاتلًا رسولًا لقتلته» .

هذا حديث صحيحٌ.

* قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 442): حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب: أنه أتى عبد الله فقال ما بيني وبين أحد من العرب حنة وإني مررت بمسجد لبني حنيفة فإذا هم يؤمنون بمسيلمة فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم غير ابن النواحة قال له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «لولا أنك رسول لضربت عنقك» فأنت اليوم لست برسول فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق ثم قال من أراد أن ينظر إلى ابن النواحة قتيلًا بالسوق.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا حارثة بن مضرب، وهو ثقة.

ص: 638

824 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3844): حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن عبد الله قال: سمعت [ص: 640] رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد» .

هذا حديث حسنٌ. ومعاوية هو ابن عمرو.

وقد أخرجه البخاري (ج 13 ص 14) ومسلم (ج 4 ص 2268) إلى قوله: «وهم أحياء» .

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4143): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا زائدة به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 216)، والبزار كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 151).

ص: 639

825 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3868): حدثنا عبد الصمد حدثنا أبان حدثنا عاصم عن أبي وائل عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «أشد الناس عذابًا يوم القيامة رجل قتله نبي أو قتل نبيًّا وإمام ضلالة وممثل من الممثلين» .

هذا حديث حسنٌ. وأبان هو ابن يزيد العَطَّار.

ص: 640

826 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3948): حدثنا أسود أخبرنا أبو بكر عن الحسن بن عمرو عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن المؤمن ليس باللعان ولا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، وقد وثَّقه ابن مَعِين، كما في "تهذيب التهذيب".

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 258) فقال رحمه الله: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر بن عياش، حدثنا الحسن بن عمرو الفُقَيْمي به.

[ص: 241] وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(ج 1 ص 410) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش به.

ص: 640

827 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 765): حدثنا العباس بن جعفر حدثنا عمرو بن عون حدثنا يحيى بن أبي زائدة عن إسرائيل عن الركين بن الربيع بن عميلة عن أبيه عن ابن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة» .

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح، إلا العباس بن جعفر، وقد وثَّقه ابن أبي حاتم، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 641

828 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3995): حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد حدثنا عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطب النساء فقال لهن «ما منكن امرأة يموت لها ثلاثة إلا أدخلها الله عز وجل الجنة» فقالت أجلهن امرأة يا رسول الله وصاحبة الاثنين في الجنة قال «وصاحبة الاثنين في الجنة» .

هذا حديث حسنٌ.

ص: 641

829 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3912): حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا عاصم بن بهدلة عن أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال «العينان تزنيان واليدان تزنيان والرجلان تزنيان والفرج يزني» .

هذا حديث حسنٌ.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 246).

ص: 641

830 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 4 ص 217): حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد الله بن موسى (1)، ثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن قيس بن السكن الأسدي، قال: دخل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على امرأة فرأى عليها حرزًا من الحمرة، فقطعه قطعًا عنيفًا، ثم قال: إن آل عبد الله عن الشرك أغنياء. وقال: كان مما حفظنا عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الرقى، والتمائم، والتولية من الشرك» .

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ. أحمد بن مهران هو أحمد بن مهران بن خالد، ترجمته في "أخبار أصبهان" لأبي نعيم، وفي "لسان الميزان" ولم يوثَّق. والمنهال بن عمرو، قال الحافظ: صدوق، ربما وهم.

وأما شيخ الحاكم، فلقبه الذهبي في "سير أعلام النبلاء"(ج 15 ص 437) بالشيخ الإمام المحدث القدوة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني الصفار الزاهد.

(1) في الأصل: عبد الله. والصواب ما أثبتناه.

ص: 642

831 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3901): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: كنا يوم بدر كل ثلاثة على بعير كان أبو لبابة وعلي بن أبي طالب زميلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال وكانت عقبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فقالا نحن نمشي عنك فقال «ما أنتما بأقوى مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما» .

هذا حديث حسنٌ.

[ص: 643] وقال الإمام أحمد رحمه الله (3965): حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 243)، والبزار كما في "كشف الأستار" (ج 2 ص 310) وقال البزار: لا نعلم رواه عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، إلا حمادًا.

ص: 642

832 -

قال عبد الرزاق رحمه الله (ج 3 ص 563): عن ابن عيينة عن إسماعيل عن قيس عن ابن مسعود قال: لما قتل زيد بن حارثة أبطأ أسامة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلم يأته ثم جاءه بعد ذلك فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدمعت عيناه فبكى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما نزفت عبرته قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لم أبطأت عنا ثم جئت تحزننا؟ » قال فلما كان الغد جاءه فلما رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مقبلًا قال «إني للاق منك اليوم ما لقيت منك أمس» فلما دنا دمعت عينه فبكى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 643

833 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3838): حدثنا محمد بن سابق حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية ولا تضربوا المسلمين» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

* الحديث أخرجه ابن أبي شيبة (ج 6 ص 555) فقال رحمه الله: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لا تردوا الهدية، وأجيبوا الداعي، ولا تضربوا المسلمين» .

[ص: 644] وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 284) فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عمر بن عبيد، عن الأعمش به.

* وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 2 ص 76) فقال رحمه الله: حدثنا يوسف بن محمد بن سابق، حدثنا عمر بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أجيبوا الداعي، ولا تردوا الهدية، ولا تضربوا المسلمين» .

قال البزار: لا نعلم رواه عن الأعمش هكذا إلا عمر بن عبيد وإسرائيل.

وحدثناه يوسف بن موسى، ثنا أبو غسان، ثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال

بنحوه.

ص: 643

834 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 234): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: أتي ابن مسعود فقيل هذا فلان تقطر لحيته خمرًا فقال عبد الله: إنا قد نهينا عن التجسس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 644

835 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4159): حدثنا بهز حدثنا همام أخبرنا قتادة عن مورق عن أبي الأحوص الجشمي عن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يفضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة كلها مثل صلاته.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4323): حدثنا أبو داود وعفان، قالا: حدثنا همام به.

[ص: 645] وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 418) فقال رحمه الله: حدثنا هُدْبَة، حدثنا همام بن يحيى به.

ص: 644

836 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4142): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا يزيد أخبرنا حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطًّا ثم قال «هذا سبيل الله» ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله ثم قال «هذه سبل -قال يزيد: متفرقة- على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه» ثم قرأ {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} (1).

هذا حديث حسنٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4437): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر، عن عاصم به.

الحديث أخرجه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي رحمه الله (ج 1 ص 78) فقال: أخبرنا عفان، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عاصم بن بَهْدَلة به.

وأخرجه البزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 49) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن عبدة، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم به.

(1) سورة الأنعام، الآية:153.

ص: 645

837 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3991): حدثنا عبد الصمد وحسن بن موسى قالا حدثنا حماد عن عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود: أنه كان يجتني سواكًا من الأراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «مم تضحكون؟ » [ص: 646] قالوا يا نبي الله من دقة ساقيه فقال «والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد» .

هذا حديث حسنٌ.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 210)، والبزار كما في "كشف الأستار"(ج 3 ص 249).

ص: 645

838 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 75): أخبرنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لعلكم ستدركون أقوامًا يصلون الصلاة لغير وقتها فإن أدركتموهم فصلوا الصلاة لوقتها وصلوا معهم واجعلوها سبحة» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 398).

* قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 99): حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي أخبرنا الوليد أخبرنا الأوزاعي حدثني حسان يعني ابن عطية عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال: قدم علينا معاذ بن جبل اليمن رسول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلينا قال فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجش الصوت قال فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام ميتًا ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت ابن مسعود فلزمته حتى مات فقال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «كيف بكم إذا أتت عليكم أمراء يصلون الصلاة لغير ميقاتها» قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك يا رسول الله قال «صل الصلاة لميقاتها واجعل [ص: 647] صلواتك معهم سبحة» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 646

839 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 424): حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» .

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ.

وقد رواه ابن ماجه (ج 1 ص 59)، والإمام أحمد (ج 5 ص 319)، وزادا:«فَمَنْ أَدْرَكَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا عِنْدَ اللهِ لِمَنْ قَتَلَهُمْ» .

ولفظ الزيادة لأحمد.

ص: 647

840 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 74): أخبرنا إسحاق بن إبراهيم وهناد بن السري عن حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير فأتاهم عمر فقال ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أمر أبا بكر أن يصلي بالناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر قالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

هذا حديث حسنٌ.

[ص: 648] * قال الإمام أحمد رحمه الله (3765): حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت الأنصار منا أمير ومنكم أمير قال فأتاهم عمر فقال يا معشر الأنصار ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر أبا بكر أن يؤم بالناس فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالوا نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (3842): حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا زائدة به.

ص: 647

841 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3598): حدثنا أبو بكر بن عياش حدثني عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: كنت أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر فقال «يا غلام هل من لبن؟ » قال قلت نعم ولكني مؤتمن قال «فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟ » فأتيته بشاة فمسح ضرعها فنزل لبن فحلبه في إناء فشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع «اقلص» فقلص قال ثم أتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول قال فمسح رأسي وقال «يرحمك الله فإنك غليم معلم» .

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (3599): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بإسناده قال: فأتاه أبو بكر بصخرة منقورة فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر وشربت قال ثم أتيته بعد ذلك قلت علمني من هذا القرآن قال «إنك غلام معلم» قال فأخذت من فيه سبعين سورة.

هذا حديث حسنٌ.

[ص: 649] * وقال (4412): حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه قال: كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبة بن أبي معيط فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر وقد فرا من المشركين فقالا «يا غلام هل عندك من لبن تسقينا؟ »

فذكره.

وفي آخره: فأخذت من فيه سبعين سورة، لا ينازعني فيها أحد.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 402)، والطيالسي (47)، وأبو بكر بن أبي شيبة (ج 7 ص 51).

ص: 648

842 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3600): حدثنا أبو بكر حدثنا عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه فما رأى المسلمون حسنًا (1) فهو عند الله حسن وما رأوا سيئًا فهو عند الله سيئ.

هذا حديث حسنٌ.

(1) ليس فيه دليل للمستحسنين للبدع، فإن المسلمين الكاملي الإسلام لا يستحسنون البدع، ثم هو موقوف على ابن مسعود.

ص: 649

843 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3673): حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا أبو إسحاق الهمداني عن أبي الأحوص عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء ثم يبسط يده [ص: 650] فيقول هل من سائل يُعطى سؤله فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 649

844 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3760): حدثنا أبو النضر وحسن بن موسى قالا حدثنا شيبان عن عاصم عن زر عن ابن مسعود قال: أخر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس ينتظرون الصلاة قال «أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم» قال وأنزل هؤلاء الآيات {ليسوا سواء من أهل الكتاب} (1) حتى بلغ {وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين} (2).

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه البزار، وقال عقبه: لا نعلم رواه عن عاصم بهذا الإسناد إلا شيبان.

وأخرجه أبو يَعْلَى كما في "المقصد العلي"(ج 1 ص 275)، وابن حبان كما في "الموارد"(ص 91).

(1) سورة آل عمران، الآية:113.

(2)

سورة آل عمران، الآية:115.

ص: 650

845 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3819): حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أري الأمم بالموسم فراثت عليه أمته قال «فأريت أمتي فأعجبني كثرتهم قد ملئوا السهل والجبل فقيل لي إن مع هؤلاء سبعين ألفًا يدخلون الجنة [ص: 651] بغير حساب هم الذين لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون» فقال عكاشة يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا له ثم قام -يعني آخر- فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني معهم قال «سبقك بها عكاشة» .

هذا حديث حسنٌ.

وأخرجه الإمام أحمد (3964) فقال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا همام، قال: حدثنا عاصم به.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4339): حدثنا عفان وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة به.

وأخرجه الإمام البخاري في "الأدب المفرد"(ص 314) فقال رحمه الله: حدثنا حجاج وآدم، قالا: حدثنا حماد بن سلمة به. ثم قال: حدثنا حماد وهمام، عن عاصم به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 218 وص 233)، والطيالسي (ص 47).

ص: 650

846 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3820): حدثنا عبد الصمد حدثنا حماد عن عاصم عن زر عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قيل له كيف تعرف من لم يرك من أمتك فقال «إنهم غر محجلون بلق من آثار الوضوء» .

هذا حديث حسنٌ.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 462).

* قال الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد الشهير بابن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 104): حدثنا محمد بن يحيى النيسابوري حدثنا أبو الوليد هشام بن [ص: 652] عبد الملك حدثنا حماد عن عاصم عن زر بن حبيش أن عبد الله بن مسعود قال: قيل يا رسول الله كيف تعرف من لم تر من أمتك قال «غر محجلون بلق من آثار الوضوء» .

قال أبو الحسن القطان حدثنا أبو حاتم حدثنا أبو الوليد

فذكر مثله.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 651

847 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3832): حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول أحد أحد.

هذا حديث حسنٌ.

وأخرجه ابن أبي شيبة (ج 12 ص 149) و (ج 14 ص 313).

* قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 53): حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة بن قدامة عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال: كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر وعمار [ص: 653] وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالًا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 652

848 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3701): حدثنا وكيع حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله: أن قومًا أتوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا صاحب لنا يشتكي أنكويه قال فسكت ثم قالوا أنكويه فسكت ثم قال «اكووه وارضفوه رضفًا» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (3852): حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق به.

* وقال الإمام أحمد (4021): حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن أبي إسحاق به وفيه: «إن شئتم فاكووه وإن شئتم فارضفوه» .

ص: 653

849 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 2 ص 277): حدثنا ابن المثنى أن عمرو بن عاصم حدثهم قال حدثنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها» .

[ص: 654] هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم. وأبو الأحوص هو عوف مالك.

ص: 653

850 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4283): حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن أبي قيس عن الهزيل عن عبد الله قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الواشمة والموتشمة والواصلة والموصولة والمحل والمحلل له وآكل الربا وموكله.

حدثنا أسود بن عامر أخبرنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الواشمة والمتوشمة والواصلة والموصولة والمحلل والمحلل له وآكل الربا ومطعمه.

* وقال (4403): حدثنا محمد بن عبد الله قال أبو أحمد: (1) حدثنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الواصلة والموصولة والمحل والمحلل له والواشمة والموشومة وآكل الربا ومطعمه.

هذا حديث حسنٌ، رجاله رجال الصحيح.

وأبو قيس هو عبد الرحمن بن ثَرْوَان، وهزيل هو ابن شرحبيل.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 264): حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا أبو أحمد حدثنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم المحل والمحلل له.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وأبو قيس الأودي اسمه [ص: 655] عبد الرحمن بن ثروان.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ على شرط البخاري.

* الحديث أخرجه النسائي (ج 6 ص 149) فقال رحمه الله: أخبرنا عمرو بن منصور قال حدثنا أبو نعيم عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل عن عبد الله قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الواشمة والمتوشمة والواصلة والموصولة وآكل الربا وموكله والمحلل والمحلل له.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 238) نحوه.

وأخرجه الدارمي (ج 2 ص 211) فقال: أخبرنا أبو نعيم، ثنا سفيان به، نحو حديث الترمذي.

(1) أبو أحمد هي كنية محمد بن عبد الله الزبيري.

ص: 654

851 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 74): حدثنا قتيبة بن سعيد أخبرنا أبو عوانة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن عبد الله قال: كنا نعد الماعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عارية الدلو والقدر.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 655

852 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (4255): حدثنا معاوية بن عمرو قال حدثنا زائدة حدثنا عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتاه بين أبي بكر وعمر وعبد الله يصلي فافتتح النساء فَسَحَلَهَا (1) فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد» ثم تقدم يسأل فجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «سل تعطه سل تعطه سل تعطه» فقال فيما سأل اللهم إني أسألك إيمانًا [ص: 656] لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أعلى جنة الخلد قال فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه فقال إن فعلتَ لقد كنتَ سباقًا بالخير.

هذا حديث حسنٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4340): حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن عاصم بن بَهْدَلَة به.

الحديث أخرجه أبو يَعْلَى (ج 1 ص 26) و (ج 8 ص 471 و 472).

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 205): حدثنا محمود بن غيلان أخبرنا يحيى بن آدم أخبرنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم دعوت لنفسي فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «سل تعطه سل تعطه» .

قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن مسعود حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ. وعاصم هو ابن أبي النجود.

(1) قرأها كلها، كما في "النهاية".

ص: 655

853 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 7 ص 380): حدثنا أبو كريب أخبرنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن الإسلام بدأ غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء» .

هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن مسعود إنما نعرفه من حديث حفص بن غياث عن الأعمش وأبو الأحوص اسمه عوف بن [ص: 657] مالك بن نضلة الجشمي تفرد به حفص.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الشيخين.

والحديث أخرجه ابن ماجه (ج 2 ص 1320)، والدارمي (ج 2 ص 402).

ص: 656

854 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 153): حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود في خطبة الحاجة في النكاح وغيره.

ح وحدثنا محمد بن سليمان الأنباري المعنى أخبرنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص وأبي عبيدة عن عبد الله قال: علمنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبة الحاجة أن «الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

يا أيها الذين آمنوا (1) اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا.

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} (2).

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا • يصلح لكم أعمالكم [ص: 658] ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا} (3)».

لم يقل محمد بن سليمان: أن.

هذا حديث صحيحٌ. أبو عبيدة لم يسمع من أبيه، لكنه مقرون بأبي الأَحْوَص عوف بن مالك، وأبو الأحوص سمع من عبد الله.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 4 ص 237) وقال: حديث حسن.

وأخرجه النسائي (ج 6 ص 86)، وابن ماجه (ج 1 ص 609).

ص: 657

855 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 6 ص 417): حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن العلاء قال عثمان حدثنا وقال ابن العلاء أخبرنا أبو معاوية أخبرنا الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله قال: من شاء لاعنته لأنزلت سورة النساء القصرى بعد الأربعة الأشهر وعشرًا.

هذا حديث صحيحٌ، ومعناه في البخاري (ج 8 ص 193).

الحديث أخرجه النسائي (ج 6 ص 197).

ص: 658

856 -

قال عبد الله بن أحمد في "السنة"(ج 2 ص 458): حدثنا شيبان أبو محمد الأبلي، نا حماد بن سلمة، نا أبو جمرة، عن إبراهيم، عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أتيت بالبراق فركبت خلف جبريل عليه السلام فسار بنا، فأتيت على رجل قائم يصلي، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فرحب بي ودعا لي بالبركة، فقال: سل لأمتك اليسر. فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك عيسى عليه السلام. قال: ثم سرنا، فسمعت صوتًا» -وقرئ على شيبان قال: [ص: 659]«وتذمرًا» قال: نعم. إلى ها هنا قرئ على شيبان، ثم حدثنا شيبان ببقية الحديث- قال:«فأتيت على رجل، قال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أخوك محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال: فرحب بي ودعا لي بالبركة، وقال: سل لأمتك اليسر. فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا أخوك موسى عليه السلام» -ثم قرئ على شيبان: - «فقلت: على من كان صوته وتذمره؟ فقال: على ربه عز وجل يتذمر؟ قال: نعم، إنه يعرف ذلك منه» . إلى هنا قرئ على شيبان، وقال شيبان: كذا سمعته.

هذا حديث حسنٌ. وأبو جمرة هو نصر بن عِمْرَان.

ص: 658

857 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 7 ص 84): أخبرنا إبراهيم بن المستمر قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا معتمر عن أبيه عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله بن مسعود: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «يجيء الرجل آخذًا بيد الرجل فيقول يا رب هذا قتلني فيقول الله له لم قتلته فيقول قتلته لتكون العزة لك فيقول فإنها لي ويجيء الرجل آخذًا بيد الرجل فيقول إن هذا قتلني فيقول الله له لم قتلته فيقول لتكون العزة لفلان فيقول إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه» .

هذا حديث حسنُ، رجاله رجال الصحيح، إلا إبراهيم بن المُسْتَمِرِّ، وقد قال النسائي: إنه صدوق.

ص: 659

858 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 10 ص 405): حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود: عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «الطيرة شرك [ص: 660] الطيرة شرك» ثلاثًا وما منا إلا ولكن الله يذهبه بالتوكل.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عيسى بن عاصم، وقد وثَّقه أحمد والنسائي.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 5 ص 238) وقال: قال أبو عيسى: سمعت محمد بن إسماعيل يقول: كان سليمان بن حرب يقول في هذا الحديث: وَمَا مِنَّا إِلَّا، وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ. قال سليمان: هذا عندي قول ابن مسعود. ثم قال: هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث سلمة بن كهيل.

وروى شعبة أيضًا عن سلمة هذا الحديث.

وأخرج الحديث ابن ماجه (ج 2 ص 1170).

ص: 659

859 -

قال الإمام أبو يَعْلَى رحمه الله (ج 8 ص 390): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الشمس تطلع حين تطلع بين قرني شيطان» قال فكنا ننهى عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها ونصف النهار.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 660

860 -

قال أبو يَعْلَى رحمه الله (ج 8 ص 434): حدثنا أبو بكر حدثنا عبيد الله بن موسى عن علي بن صالح عن عاصم عن رز عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فإذا قضى الصلاة وضعهما في حجره قال: «من أحبني فليحب هذين» .

هذا حديث حسنٌ.

[ص: 661] وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 250)، وأخرجه النسائي في "المناقب" (ص 20) فقال رحمه الله: حدثنا الحسن بن إسحاق، قال: ثنا عبيد الله، قال: أنا علي بن صالح به.

ص: 660

861 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 405): حدثنا هاشم حدثنا شيبان عن عاصم.

وحدثنا عفان حدثنا حماد حدثنا عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من جهنم» . قال أحدهم: «من النار» .

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 9 ص 162) من حديث حماد بن سلمة به.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 402): ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت عاصمًا، يحدث عن زر

فذكره.

وأخرجه الترمذي (ج 7 ص 418) فقال رحمه الله: حدثنا أبو هشام الرفاعي، أخبرنا أبو بكر بن عياش، أخبرنا عاصم به.

هذا حديث حسنٌ، من أجل عاصم وهو ابن أبي النَّجُود.

ص: 661

862 -

قال الإمام أحمد بن علي بن المثنى أبو يَعْلَى رحمه الله (ج 9 ص 250): حدثنا أبو خيثمة حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا منصور بن أبي الأسود قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينام في سجوده فما يعرف نومه إلا بنفخه ثم يقوم في صلاته.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 661

863 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 4 ص 337): حدثنا محمد بن [ص: 662] بشار أخبرنا عمرو بن عاصم أخبرنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان» .

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم. وأبو الأحوص هو عوف بن مالك الجشمي.

ص: 661

864 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 4 ص 385): حدثنا أحمد بن علي (1) بن سويد السدوسي أخبرنا أبو داود عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثًا ويستغفر ثلاثًا.

هذا حديث صحيحٌ، ورجاله رجال الصحيح.

الحديث أخرجه أحمد (ج 1 ص 334) فقال رحمه الله: ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل.

وأبو أحمد، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، قال أبو أحمد: عن ابن مسعود

فذكره.

وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(ص 331) فقال رحمه الله: أخبرنا محمد بن عبد الله، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن ابن مسعود به.

وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(ج 2 ص 807) فقال رحمه الله: حدثنا علي بن عبد الله، ثنا عبد الله بن رجاء، أنبأنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، به.

(1) هو أحمد بن عبد الله بن علي.

ص: 662

865 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 3 ص 231): أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِديٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ فِي مَسْجِدِ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ، فَأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَجَعَلُوا يَنْتَظِرُونَهُ، فَجَاءَ فَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ أُوتِرُ. قَالَ: وَسُئِلَ عَبْدُ اللهِ: هَلْ بَعْدَ الْأَذَانِ وِتْرٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَبَعْدَ الْإِقَامَةِ. وَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ نَامَ عَنِ الصَّلَاةِ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا يحيى بن حكيم، وقد قال أبو داود: كان حافظًا متقنًا، كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 663

866 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 3 ص 43): أخبرنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق قال حدثنا معاذ بن معاذ عن سفيان بن سعيد ح وأخبرنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع وعبد الرزاق عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

ص: 663

867 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 58): حدثنا عمرو بن عبد الله الأودي، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقول: «اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» .

قال البزار: لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ.

ص: 663

868 -

قال النسائي رحمه الله (ج 6 ص 140): أخبرنا محمد بن يحيى بن أيوب قال حدثنا حفص بن غياث قال حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أنه قال: طلاق السنة تطليقة وهي طاهر في غير جماع فإذا حاضت وطهرت طلقها أخرى فإذا حاضت وطهرت طلقها أخرى ثم تعتد بعد ذلك بحيضة.

قال الأعمش: سألت إبراهيم فقال مثل ذلك.

أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: طلاق السنة أن يطلقها طاهرًا في غير جماع.

هذا حديث صحيحٌ بالسند الثاني، رجاله رجال الصحيح. وكذا بالسند الأول، إلا محمد بن يحيى بن أيوب، وقد قال مَسْلَمَة: إنه ثقة حافظ، كما في "تهذيب التهذيب".

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 651).

ص: 664

869 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 119): حدثنا أبو كامل أخبرنا أبو داود أخبرنا شيبان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم يعني من غرة كل شهر ثلاثة أيام.

هذا حديث حسنٌ.

ص: 664

870 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 6 ص 555): حدثنا بندار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «من رآني في المنام فقد [ص: 665] رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي» .

هذا حديث حسن صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيحٌ على شرط مسلم.

الحديث أخرجه أحمد (ج 1 ص 440)، وأبو يَعْلَى (ج 9 ص 161)، من حديث عبد الرحمن به.

وأخرجه أحمد (ج 1 ص 375) فقال رحمه الله: ثنا إسحاق هو الأزرق، ثنا سفيان به.

وأخرجه أحمد (ج 1 ص 400)، وابن ماجه (ج 1 ص 1284) من حديث وكيع، عن سفيان به.

وأخرجه الدارمي (ج 2 ص 166) فقال رحمه الله: أخبرنا أبو نعيم، ثنا سفيان به.

ص: 664

871 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 369): حدثنا مسدد أن عمر بن عبيد حدثهم ح وحدثنا محمد بن العلاء أخبرنا أبو بكر يعني ابن عياش ح وحدثنا مسدد قال أخبرنا يحيى عن سفيان ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا زائدة ح وحدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني عبيد الله بن موسى عن فطر المعنى واحد كلهم عن عاصم عن زر عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم» -قال زائدة في حديثه: «لطول الله ذلك اليوم» ثم اتفقوا- «حتى يبعث رجلًا مني -أو من أهل بيتي- يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي» .

زاد في حديث فطر: «يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا» .

وقال في حديث سفيان: «لا تذهب -أو لا تنقضي- الدنيا حتى يملك [ص: 666] العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» .

قال أبو داود: لفظ عمر وأبي بكر بمعنى سفيان.

هذا حديث حسنٌ. وعاصم هو ابن أبي النَّجُود، حسن الحديث.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 6 ص 484) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (4098): حدثنا يحيى عن سفيان حدثني عاصم عن زر عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «لا تذهب الدنيا -أو لا تنقضي الدنيا- حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي» .

هذا حديث حسنٌ.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4279): حدثنا عمر بن عبيد الطَّنَافِسِي، عن عاصم بن أبي النجود به.

ص: 665

872 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 1 ص 270): حدثنا إسحاق بن منصور أنبأنا إسحاق بن سليمان أنبأنا عمرو بن أبي قيس عن أبي فروة عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة {الم • تنزيل} (1) و {هل أتى على الإنسان} (2).

قال إسحاق بن سليمان: هكذا حدثنا عمرو عن عبد الله، لا أشك فيه.

هذا حديث صحيحٌ. وأبو فروة هو مسلم بن سالم النهدي، وأبو الأحوص [ص: 667] هو عوف بن مالك.

(1) سورة السجدة، الآية: 1 - 2.

(2)

سورة الإنسان، الآية:1.

ص: 666

873 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 2 ص 96): حدثنا قتيبة أخبرنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة والأسود عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يكبر في كل خفض ورفع وقيام وقعود وأبو بكر وعمر.

قال أبو عيسى: حديث عبد الله بن مسعود حديث حسن صحيح.

هذا حديث صحيحٌ. وقد أخرجه النسائي (ج 2 ص 233)، وأخرجه النسائي رحمه الله (ج 2 ص 205) فقال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا معاذ ويحيى، قالا: حدثنا زهير، قال: حدثني أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة والأسود به.

ص: 667

874 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 764): حدثنا عمرو بن علي الصيرفي أبو حفص حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن زبيد عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «الربا ثلاثة وسبعون بابًا» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

قال البوصيري في "مصباح الزجاجة"(ج 3 ص 34): وابن أبي عدي اسمه محمد بن إبراهيم، وهو ثقة، تفرد برواية هذا الحديث عن شعبة. اهـ المراد منه.

ص: 667

875 -

قال الترمذي رحمه الله (ج 3 ص 538): حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن عاصم عن شقيق عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير [ص: 668] خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» .

قال أبو عيسى: حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح غريب من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسنٌ. وعاصم هو ابن أبي النَّجُود، حسن الحديث.

الحديث أخرجه النسائي (ج 5 ص 115)، وأحمد (ج 1 ص 387)، وابن أبي شيبة (ج 4 ص 76)، وأبو يَعْلَى (ج 8 ص 389) و (ج 9 ص 153).

ص: 667

876 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (3843): حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله قال: لحق بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبد أسود فمات فأوذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال «انظروا هل ترك شيئًا؟ » فقالوا ترك دينارين فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «كيتان» .

هذا حديث حسنٌ. ومعاوية هو ابن عمرو.

وقال رحمه الله (3914): حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا عاصم بن بَهْدَلَة به.

وقال رحمه الله (3943): حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا زائدة به.

وقال (3994): حدثنا عبد الصمد وعفان، قالا: حدثنا حماد به.

وأخرجه أبو يَعْلَى (ج 8 ص 415).

ص: 668

877 -

قال الإمام محمد بن حبان رحمه الله كما في "الإحسان"(ج 8 ص 11): أخبرنا الفيريابي قال: حدثنا علي بن حجر السعدي قال: حدثنا علي بن مسهر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن [ص: 669] مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «نحن الآخرون والأولون يوم القيامة وإن الأكثرين هم الأسفلون إلا من قال هكذا وهكذا عن يمينه وعن يساره ومن خلفه وبين يديه ويحثي بثوبه» .

هذا حديث صحيحٌ.

الفريابي هو جعفر بن محمد الحافظ، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السَّبِيعِيُّ، وأبو الأحوص هو عوف بن مالك.

ص: 668

878 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 11 ص 23): حدثنا نصر بن علي أخبرنا أبو أحمد أنبأنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «إني أنا الرزاق ذو القوة المتين» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 8 ص 261) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 669

879 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 1 ص 394): حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لقد هممت أن آمر رجلًا فيصلي بالناس ثم آمر بأناس لا يصلون معنا فتحرق عليهم بيوتهم» .

ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار"(ج 15 ص 97).

ص: 669

880 -

قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 461): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو بكرة بكار بن قتيبة القاضي بمصر، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن مجاهد، عن عبد الله بن [ص: 670] سخبرة، قال: غدوت مع عبد الله بن مسعود من منى إلى عرفة، وكان عبد الله رجلًا آدم له ضفيرتان، عليه مسحة أهل البادية، وكان يلبي، فاجتمع عليه عرف من عرف الناس، فقالوا: يا أعرابي، إن هذا ليس بيوم تلبية، إنما هو التكبير. قال: فعند ذلك التفت إلي، فقال: جهل الناس أم نسوا؟ والذي بعث محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالحق، لقد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من منى إلى عرفة، فما ترك التلبية حتى رمى الجمرة، إلا أن يخلطها بتكبير أو تهليل.

هذا حديث صحيحٌ على شرط مسلم ولم يخرجاه.

ص: 669

مسند عبد الله بن مغفل رضي الله عنه

881 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 87): حدثنا عفان قال حدثنا ثابت بن يزيد أبو زيد قال حدثنا عاصم الأحول عن فضيل بن زيد الرقاشي -وقد غزا سبع غزوات في إمرة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه-: أنه أتى عبد الله بن مغفل فقال أخبرني بما حرم الله علينا من هذا الشراب فقال الخمر قال هذا في القرآن أفلا أحدثك سمعت محمدًا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم -بدأ بالاسم أو بالرسالة- قال شرعي إني اكتفيت قال نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمقير قال ما الحنتم قال الأخضر والأبيض قال ما المقير قال ما لطخ بالقار من زق أو غيره قال فانطلقت إلى السوق فاشتريت أفيقة (1) فما زالت معلقة في بيتي.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا فضيل بن زيد الرقاشي، وترجمته في "تعجيل المنفعة"، قال ابن مَعِين: رَجُلُ صِدْقٍ ثقة بصري.

والحديث أخرجه الدارمي (ج 2 ص 158) قال رحمه الله: أخبرنا أبو النعمان، ثنا ثابت بن يزيد به.

(1) الأَفِيقَةُ: سِقاء من أدَمٍ، وأنَّثه على تأويل القربة أو الشَّنَّة. اهـ "نهاية".

ص: 671

882 -

قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 4 ص 55): أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد قال حدثنا أشعث عن الحسن عن عبد الله بن المغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «من تبع جنازة حتى يفرغ [ص: 672] منها فله قيراطان فإن رجع قبل أن يفرغ منها فله قيراط» .

هذا حديث حسنٌ إن كان أشعث هو ابن عبد الله الحُدَّاني، وصحيحٌ إن كان أشعث هو ابن عبد الملك الحمراني، وكلاهما روى عنه خالد وهو ابن الحارث، ورويا عن الحسن، وروى عن الحسن أيضًا أشعث بن سَوَّار وأشعث بن براز، كما في "الميزان".

ص: 671

883 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 49): حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل والحسن بن علي قالا حدثنا عبد الرزاق قال أحمد حدثنا معمر أخبرني أشعث وقال الحسن عن أشعث بن عبد الله عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه -قال أحمد: ثم يتوضأ فيه- فإن عامة الوسواس منه» .

هذا حديث حسنٌ.

وأخرجه الترمذي (ج 1 ص 98) وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث أشعث بن عبد الله، ويقال له: أشعث الأعمى.

والنسائي (ج 1 ص 34)، وابن ماجه (ج 1 ص 111).

ص: 672

884 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 13 ص 163): حدثنا موسى بن إسماعيل أخبرنا حماد عن يونس وحميد عن الحسن عن عبد الله بن مغفل: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف» .

هذا حديث صحيحٌ. فحماد هو ابن سلمة، من رجال مسلم.

وقد روى البخاري للحسن، عن عبد الله بن مغفل.

الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 87) فقال رحمه الله: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن به.

[ص: 673] وأخرجه عبد بن حُمَيْدٍ في "المنتخب"(ج 1 ص 453) فقال رحمه الله: حدثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة، عن يونس وحميد، عن الحسن

فذكره.

ص: 672

885 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 85): حدثنا إسماعيل قال أخبرنا يونس عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم وأيما قوم اتخذوا كلبًا ليس بكلب حرث أو صيد أو ماشية نقصوا من أجورهم كل يوم قيراطًا» .

قال: وكنا نؤمر أن نصلي في مرابض الغنم ولا نصلي في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين.

هذا حديث صحيحٌ. فإسماعيل هو ابن عُلَيَّة، ويونس هو ابن عُبَيْد، والحسن هو البصري.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 56): ثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل

فذكر الحديث.

* قال أبو داود رحمه الله (ج 8 ص 47): حدثنا مسدد أخبرنا يزيد أخبرنا يونس عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها فاقتلوا منها الأسود البهيم» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. ويزيد هو ابن زُرَيْع، ويونس هو ابن عُبَيد، والحسن هو ابن أبي الحسن البصري.

الحديث أخرجه الترمذي (ج 5 ص 63) وقال: حديث حسن صحيح.

والنسائي (ج 7 ص 185)، وابن ماجه (ج 2 ص 1069).

[ص: 674] * قال الإمام النسائي رحمه الله (ج 2 ص 56): أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى عن أشعث عن الحسن عن عبد الله بن مغفل: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن الصلاة في أعطان الإبل.

هذا حديث صحيحٌ. وأشعث هو ابن عبد الملك الحُمْرَاني، كما في "تهذيب الكمال" ترجمة يحيى بن سعيد القطان.

* الحديث رواه ابن ماجه (ج 1 ص 253): حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو نعيم عن يونس عن الحسن عن عبد الله بن مغفل المزني قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل فإنها خلقت من الشياطين» .

وسند ابن ماجه ظاهره الصحة، فأبو نعيم هو الفضل بن دُكَيْنٍ، ويونس هو ابن عبيد، ولكن المعلق على ابن ماجه يقول: في "الزوائد": إسناد المصنف فيه مقال. ولم أجد هذا الكلام في "مصباح الزجاجة"، فلعل في المطبوع سقطًا، أو وهم المعلق على ابن ماجه، والله أعلم.

وقد أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في "المسند"(ج 5 ص 55) فقال رحمه الله: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، قال: سئل سعيد عن الصلاة في أعطان الإبل، فأخبرنا عن قتادة، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن عبد الله بن مغفل

فذكره.

وأخرجه عبد بن حُمَيْدٍ (ج 1 ص 450).

ثم قال الإمام أحمد: ثنا يعقوب، ثنا أبي، عن أبي إسحاق، قال: حدثني عبيد الله بن طلحة بن عبيد الله بن كَرِيزٍ الخزاعي، عن الحسن

فذكره.

ص: 673

886 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 4 ص 86): حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني ثابت البناني عن [ص: 675] عبد الله بن مغفل المزني قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعلي رضي الله تعالى عنه «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم» فأخذ سهيل بن عمرو بيده فقال ما نعرف بسم الله الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف قال «اكتب باسمك اللهم» فكتب «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أهل مكة» فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال «اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله» فكتب فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابًّا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأخذ الله عز وجل بأبصارهم فقدمنا إليهم فأخذناهم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم «هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أحد أمانًا؟ » فقالوا لا فخلى سبيلهم فأنزل الله عز وجل: {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرًا} (1).

قال أبو عبد الرحمن (عبد الله بن أحمد): قال حماد بن سلمة في هذا الحديث عن ثابت عن أنس، وقال حسين بن واقد عن عبد الله بن مغفل، وهذا هو الصواب عندي إن شاء الله.

وهذا حديث حسنٌ.

(1) سورة الفتح، الآية:24.

ص: 674

مسند عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه

887 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 423): حدثنا عبد الصمد حدثنا عبد العزيز يعني ابن مسلم حدثنا الحصين عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن ابن أم مكتوم: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى المسجد فرأى في القوم رقة فقال «إني لأهم أن أجعل للناس إمامًا ثم أخرج فلا أقدر على إنسان يتخلف عن الصلاة في بيته إلا أحرقته عليه» فقال ابن أم مكتوم يا رسول الله إن بيني وبين المسجد نخلًا وشجرًا ولا أقدر على قائد كل ساعة أيسعني أن أصلي في بيتي قال «أتسمع الإقامة؟ » قال نعم قال «فأتها» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. والحصين هو ابن عبد الرحمن، وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث.

ص: 676

مسند عبد الله بن يزيد الخطمي رضي الله عنهما

888 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 261): حدثنا الحسن بن علي أخبرنا يحيى بن إسحاق السيلحيني أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن محمد بن كعب عن عبد الله الخطمي قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أراد أن يستودع الجيش قال «أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم» .

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 677

889 -

قال الإمام أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله في "المصنف"(ج 8 ص 549): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَبَّاسٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قَالَ: «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ» .

هذا حديث حسنٌ.

وقد أخرجه أحمد (ج 4 ص 307) فقال رحمه الله: ثنا محمد بن بشر به.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(ج 4 ص 137) فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر (وهو ابن أبي شيبة)، محمد بن بشر به.

وهكذا هو في "مصنف ابن أبي شيبة" ليس فيه صيغة التحديث كما ترى، وتقدر: عن، أو حدثنا، أو سمعت، أو ما يصلح من صيغ التحديث اللائقة بابن أبي شيبة رحمه الله.

ص: 677

مسند عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنهما

890 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 406): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل وزبيد الإيامي عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقرأ في الوتر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} (1) و {قل يا أيها الكافرون} (2) و {قل هو الله أحد} (3) فإذا سلم قال «سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس سبحان الملك القدوس» ورفع بها صوته.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح. وابن عبد الرحمن بن أبزى هو سعيد، كما جاء مصرحًا به في "المسند".

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 406): حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وحجاج قال حدثني شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن زرارة -قال حجاج في حديثه: قال سمعت زرارة- عن عبد الرحمن بن أبزى: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يوتر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

* وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 406): حدثنا بهز حدثنا همام [ص: 679] أخبرنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه: عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في الوتر بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و {قل يا أيها الكافرون} و {قل هو الله أحد} وكان إذا سلم قال «سبحان الملك القدوس» يطولها ثلاثًا.

(1) سورة الأعلى، الآية:1.

(2)

سورة الكافرون، الآية:1.

(3)

سورة الإخلاص، الآية:1.

ص: 678

891 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 407): حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثنا سلمة بن كهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى في الفجر فترك آية فلما صلى قال «أفي القوم أبي بن كعب؟ » قال أُبي يا رسول الله نسخت آية كذا وكذا أو نسيتها؟ قال «نسيتها» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح.

ص: 679

مسند عبد الرحمن بن حَسَنَة رضي الله عنه

892 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 1 ص 42): حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن حسنة قال: انطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فخرج ومعه درقة ثم استتر بها ثم بال فقلنا انظروا إليه يبول كما تبول المرأة فسمع ذلك فقال «ألم تعلموا ما لقي صاحب بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم البول قطعوا ما أصابه البول منهم فنهاهم فعذب في قبره» .

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين. وعبد الواحد بن زياد وإن كان في روايته عن الأعمش كلام، فقد تابعه أبو معاوية ووكيع عند الإمام أحمد (ج 4 ص 196)، والحديث مما ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاه.

الحديث أخرجه النسائي (ج 1 ص 26)، وابن ماجه (ج 1 ص 124).

ص: 680

مسند عبد الرحمن بن خنبش التميمي رضي الله عنه

893 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 419): حدثنا سيار بن حاتم أبو سلمة العنزي قال حدثنا جعفر يعني ابن سليمان قال حدثنا أبو التياح قال قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي وكان كبيرًا: أدركت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال نعم قال قلت كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة كادته الشياطين فقال إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهبط إليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد قل قال «ما أقول؟ » قال قل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن قال فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى.

حدثنا عفان حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو التياح قال: سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين كادته الشياطين

وسيار في "التقريب": صدوق له أوهام. والراجح ضعفه، قال علي بن المديني: ما كنت أظن أن يحدث عن ذا. وقال القواريري: لم يكن له عقل، كان معي في الدكان. فقال أبو داود للقواريري: يتهم بالكذب؟ قال: لا. وقال أبو أحمد الحاكم: في [ص: 282] حديثه بعض المناكير. وقال العقيلي: أحاديثه مناكير ضعفه ابن المديني، وما وثَّقه سوى ابن مَعِين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: كان جَمَّاعًا للرقائق. اهـ من "تحرير تقريب التهذيب"، وينظر "ميزان الاعتدال"(ج 2 ص 253).

ولكن لم ينفرد به، فقد تابعه عفان كما تقدم.

فالحديث حسنٌ، والله أعلم.

ص: 681

مسند عبد الرحمن بن سَمُرَةَ رضي الله عنه

894 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 7 ص 371): حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا جرير يعني ابن حازم عن يعلى بن حكيم عن أبي لبيد قال: كنا مع عبد الرحمن بن سمرة بكابل فأصاب الناس غنيمة فانتهبوها فقام خطيبًا فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ينهى عن النهبى. فردوا ما أخذوا فقسمه بينهم.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا لبيد لِمَازَةَ بن زَبَّارٍ، وقد وثَّقه ابن سعد.

ص: 683

مسند عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

895 -

قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج 2 ص 864): حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن عاصم بن جعفر المصري حدثنا المفضل بن فضالة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول «ليس على المختلس قطع» .

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن عاصم بن جعفر، وقد وثَّقه عبد الرحمن بن عبد الحكم، وابن يونس، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم كما في "تهذيب التهذيب".

ص: 684

896 -

قال الإمام أبو يَعْلَى رحمه الله (ج 2 ص 161): حدثنا الحسن بن إسماعيل أبو سعيد البصري حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما انتهى إلى عبد الرحمن بن عوف وهو يصلي بالناس أراد عبد الرحمن أن يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن مكانك فصلى وصلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بصلاة عبد الرحمن.

هذا حديث صحيحٌ.

ص: 684

897 -

قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سَلَّامٍ رحمه الله في "فضائل القرآن"(ص 325): حدثنا ابن أبي مريم، عن نافع بن عمر الجمحي، قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن [ص: 685] بن عوف: ألم نجد فيما أنزل علينا أن (جاهدوا كما جاهدتم أول مرة)؟ فإنا لا نجدها. قال: أسقطت فيما أسقط من القرآن.

هذا حديث صحيحٌ. ومعنى قوله: أُسْقِطَتْ، أي: نُسِخَ لفظها.

* الحديث أخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار"(ج 5 ص 273) فقال: حدثنا يوسف بن يزيد قال حدثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد قال حدثنا نافع بن عمر الجمحي عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الرحمن بن عوف: ألم نجد فيما أنزل الله علينا (جاهدوا كما جاهدتم أول مرة) قال بلى قال فإنا لا نجدها قال أسقطت فيما أسقط من القرآن قال أتخشى أن يرجع الناس كفارًا قال ما شاء الله قال لئن رجع الناس كفارًا ليكونن أمراؤهم بني فلان ووزراؤهم بني فلان.

هذا الحديث بسند الطحاوي حسنٌ.

ص: 684

مسند عبد الرحمن بن أبي قُرَادٍ رضي الله عنه

898 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 443): حدثنا عفان حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي جعفر الخطمي قال حدثني عمارة بن خزيمة والحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حاجًّا فرأيته خرج من الخلاء فاتبعته بالإداوة أو القدح فجلست له بالطريق وكان إذا أتى حاجته أبعد.

حدثنا عفان حدثني يحيى بن سعيد قال حدثني أبو جعفر عمير بن يزيد قال حدثني الحارث بن فضيل وعمارة بن خزيمة بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حاجًّا قال فنزل منزلًا وخرج من الخلاء فاتبعته بالإداوة أو القدح وكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا أراد حاجة أبعد فجلست له بالطريق حتى انصرف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت له يا رسول الله الوضوء فأقبل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلي فصب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على يده فغسلها ثم أدخل يده بكفها فصب على يد واحدة ثم مسح على رأسه ثم قبض الماء على يده واحدة ثم مسح على رأسه ثم قبض الماء قبضًا بيده فضرب به على ظهر قدمه فمسح بيده على قدمه ثم جاء فصلى لنا الظهر.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا عمارة بن خزيمة، وهو ثقة ومقرون.

[ص: 687] * وقال الإمام النسائي رحمه الله (ج 1 ص 17): أخبرنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا أبو جعفر الخطمي عمير بن يزيد قال حدثني الحارث بن فضيل وعمارة بن خزيمة بن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الخلاء وكان إذا أراد الحاجة أبعد.

هذا حديث صحيحٌ.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج 1 ص 121)، وابن أبي شيبة (ج 1 ص 106).

ص: 686

مسند عبد الرحمن بن معاذ رضي الله عنه

899 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 436): حدثنا مسدد أخبرنا عبد الوارث عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن بمنى ففتحت أسماعنا حتى كنا نسمع ما يقول ونحن في منازلنا فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار فوضع أصبعيه السبابتين ثم قال بحصى الخذف ثم أمر المهاجرين فنزلوا في مقدم المسجد وأمر الأنصار فنزلوا من وراء المسجد ثم نزل الناس بعد ذلك.

هذا حديث صحيحٌ على شرط الشَّيخين.

ص: 688

مسند عبد الرحمن بن يَعْمَر رضي الله عنه

900 -

قال أبو داود رحمه الله (ج 5 ص 425): حدثنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان حدثني بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو بعرفة فجاء ناس أو نفر من أهل نجد فأمروا رجلًا فنادى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كيف الحج فأمر رجلًا فنادى «الحج الحج يوم عرفة من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع فتم حجه أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه» قال ثم أردف رجلًا خلفه فجعل ينادي بذلك.

قال أبو داود: وكذلك رواه مهران عن سفيان قال «الحج الحج» مرتين ورواه يحيى بن سعيد القطان عن سفيان قال «الحج» مرة.

هذا حديث صحيحٌ، رجاله رجال الصحيح، إلا بكير بن عطاء، وهو ثقة، وقد ألزم الدارقطني البخاري ومسلمًا أن يخرجاه كما في "الإلزامات"(برقم 32).

الحديث أخرجه الترمذي (ج 3 ص 633) و (ج 8 ص 316) وقال: قال ابن أبي عمر: قال سفيان بن عيينة: وهذا أجود حديث رواه الثوري. هذا حديث حسن صحيح.

وأخرجه النسائي (ج 5 ص 256 و 265).

وابن ماجه (ج 2 ص 1003) وقال: قال محمد بن يحيى: ما أرى للثوري حديثًا أشرف منه.

وأخرجه الحُمَيْدِيُّ (ج 2 ص 399).

ص: 689