المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(من اسمه حسن) - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ٣

[السخاوي]

الفصل: ‌(من اسمه حسن)

تزوج خَدِيجَة ابْنة عَمه نَاصِر الدّين مُحَمَّد فِي سنة سبع وَخمسين، وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل ثمَّ دفن بتربتهم بِالْقربِ من مصلى بَاب النَّصْر.

369 -

حسن بن ابراهيم بن حُسَيْن بن ابراهيم بن حَمْزَة بن أبي بكر بن عمر الْبَدْر الخالدي المَخْزُومِي التلوي بمثناة ثمَّ لَام ثقيلتين ثمَّ وَاو مَكْسُورَة نِسْبَة لتلو قَرْيَة بِظَاهِر أسعرد. / ولد بهَا فِي سَابِع عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا مَعَ أَبِيه فِي تجريدة آمد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ حَتَّى دخل الْقَاهِرَة فحفظ بهَا الْمِنْهَاج وَعرضه على شَيخنَا، وَاسْتمرّ كأبيه شافعيا إِلَى أَن تحول أول سلطنة الظَّاهِر جقمق حنفيا، وَقَرَأَ على الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وتعانى النّظم فَأكْثر مِنْهُ وأتى بِمَا يستحسن وَأَكْثَره قصائد. هَذَا مَعَ كِتَابَة الْخط الْجيد بِحَيْثُ يتدرب بِهِ فِيهِ واستحضاره لجملة من التَّارِيخ سِيمَا الاتراك الْمُتَأَخِّرين وَنَحْوهم والمام بِالْعَرَبِيَّةِ وَفهم جيد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الشّعْر وَقد كَانَ يُوسُف بن تغري بردي مِمَّن يطريه ويصفه بالفاضل بدر الدّين ويورد فِي تَارِيخه من نظمه، وَهُوَ يَقُول عَنهُ انه كَانَ عاميا وَقد أمره الظَّاهِر بالتزيي للترك وأدرجه فِي الخاصكية وسافر عَنهُ رَسُولا لبَعض مُلُوك الشرق ثمَّ)

ولاه الظَّاهِر خشقدم نِيَابَة دمياط فَأَقَامَ بهَا دون السنتين، وَكَذَا نَاب فِي بعض الْبِلَاد الشامية بل نَاب سنة سبع وَثَلَاثِينَ فِي حصن الاكراد ودام بِهِ نَحْو سنتَيْن أَيْضا ثمَّ تحول فسكن بعلبك فَلَمَّا كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ واجتاز الْأَشْرَف قايتباي بِتِلْكَ النواحي فِي السفرة الشمالية ولاه نظر مقَام نوح بالكرك وَاسْتمرّ فِي ركابه إِلَى الشَّام وتكرر دُخُوله الْقَاهِرَة وَهُوَ بهَا فِي سنة تسع وَثَمَانِينَ، كتب عَنهُ غير وَاحِد مِمَّن أَخذ عني من نظمه وَمن ذَلِك فِي الْآثَار:

(ان يكن عز وُصُول ولقا

من حبيب رَبنَا صلى عَلَيْهِ)

(فَلَقَد نلْت المنى يَا مقلتي

هَذِه آثاره إِن لم تريه)

وَقَوله:

(فديتك قد مَرَرْت وَلم تسلم

فحركت السواكن من شجوني)

(فَهَب خفت السَّلَام من اللواحي

أقل من الاشارة بالعيون)

وَقَوله وَقد عَبث عفريت الْمحمل بالخواجا سُلَيْمَان تَاجر المماليك:

(أرى كل شَيْء يَسْتَحِيل بضده

وَلم أر شَيْئا فِي زماني كَمَا كَانَا)

(سُلَيْمَان كم أردى العفاريت فِي بلَى

وعفريت هَذَا الدَّهْر أردى سليمانا)

وَلكنه انما قَالَ أرمي فِي الْمَوْضِعَيْنِ. وَهُوَ مِمَّن قرض مَجْمُوع البدري.

(من اسْمه حسن)

370 -

حسن بن ابراهيم بن عمر بدر الدّين بن الْبُرْهَان الْحَنْبَلِيّ الْمَاضِي / أَبوهُ وَيعرف بِابْن الصَّواف.

وَحفظ الْمُحَرر وَأخذ عَن وَالِده والبرهان بن حجاج الابناسي

ص: 91

وتكسب بِالشَّهَادَةِ فِي حَانُوت بَاب الْفتُوح، رَأَيْته كثيرا وَكَانَ فَاضلا منزلا فِي الْجِهَات ذَا عزم وجلادة على الْمَشْي بِحَيْثُ كَانَ يمشي غَالب اللَّيَالِي لبولاق لسكناه ظنا هُنَاكَ مَعَ ثروته وقرابته من الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ قَاضِي مذْهبه وَلذَا لما مَاتَ أسْند وَصيته إِلَيْهِ وَجعل لَهُ إِمَّا مائَة دِينَار أَو نصفهَا.

حسن بن ابراهيم الخالدي. / مضى فِيمَن جده حُسَيْن بن ابراهيم قَرِيبا.

371 -

حسن بن ابراهيم الصَّفَدِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ الْخياط /. قَرَأَ عَلَيْهِ الْعَلَاء المرداوي وَوَصفه بالامام الْمُحدث الْمُفَسّر الزَّاهِد.

372 -

حسن بن ابراهيم السي من أهل حصن كيفا /. قَالَ شَيخنَا فِي مُعْجَمه انه جمع لَهَا تَارِيخا وَكتب إِلَيّ بِبَعْضِه سنة بضع وَعشْرين.

373 -

حسن بن احْمَد بن حرمي بن مكي بن فتوح بدر الدّين ابو مُحَمَّد بن الشهَاب ابي الْعَبَّاس بن الْمجد العلقمي القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد / الْآتِي. ولد بالعلاقمة قبيل السّبْعين وَسَبْعمائة وَقدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية ابْن مَالك وَغَيرهَا، وَعرض فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ فَمَا بعْدهَا على الأبناسي وَابْن الملقن والكمال الدَّمِيرِيّ وَبدر بن عَليّ القويسني فِي آخَرين وأجازوا لَهُ والبرهان بن جمَاعَة والبدر الزَّرْكَشِيّ وَطَائِفَة مِمَّن لم يجز، وَأخذ الْفِقْه عَن البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والقراءات عَن الْفَخر البلبيسي إِمَام الازهر وَكَذَا أَخذ عَن مُوسَى الدلاصي وَغَيرهم، وناب فِي الْقَضَاء عَن الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فَمن بعده بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا وَكَانَ نَاظر الاوقاف، وَعرف بالرياسة والحشمة. مَاتَ فِي سادس عشر رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ عَن نَحْو من خمس وَسِتِّينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه جَازَ السِّتين، وَكَانَ حسن الْعشْرَة والأخلاق بساما.

374 -

الْحسن بن أَحْمد بن حسن بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي الْبَدْر أَبُو يُوسُف بن الشهَاب الْقرشِي الْعمريّ العبدوي الْقُدسِي الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ / الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن عبد الْهَادِي وبابن الْمبرد. ولد بالصالحية وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والخرقي واشتغل وَسمع الحَدِيث عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن الْعِزّ مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن)

حَمْزَة الْجُزْء الثَّانِي من حَدِيث عِيسَى بن حَمَّاد زغبة عَن اللَّيْث وَحدث بِهِ قَرَأَهُ عَلَيْهِ نَاصِر الدّين بن زُرَيْق وناب فِي الْقَضَاء عَن الْعَلَاء ابْن مُفْلِح، وَكَانَ مَحْمُود السِّيرَة عفيفا دينا متواضعا ذَا مُرُوءَة وهمة وكرم طارحا للتكلف. مَاتَ عَن بضع وَسِتِّينَ فِي سنة ثَمَانِينَ بالصالحية وَدفن بالروضة رحمه الله وايانا. وَهُوَ وَالِد جمال الدّين يُوسُف والشهاب أَحْمد.

ص: 92

375 -

الْحسن بن أَحْمد بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بدر الدّين ابْن الامام الشهَاب الاذرعي وَالِد مُحَمَّد مامش، وَأمه جركسية فتاة لِأَبِيهِ. / حفظ الْقُرْآن وجوده على أَبِيه وَبَعض الْمِنْهَاج وَسمع ختم البُخَارِيّ بالظاهرية، وَمَات وَقد تكهل سنة ثَمَانِينَ تَقْرِيبًا.

376 -

الْحسن بن أَحْمد بن حسن الْبَدْر العاملي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل سعيد السُّعَدَاء / وَأحد أئمتها.

ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بمنية عَامل وَقدم الْقَاهِرَة أَوَائِل الْقرن فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والملحة، وَأخذ فِي الْفِقْه عَن الْبُرْهَان البيجوري وَحضر فِي الْفَرَائِض عِنْد الشهَاب العاملي وَصَحب نَاصِر الدّين الشاطر وَمُحَمّد الاسيوطي وَغَيرهمَا، وَكَانَ صَالحا دينا ورعا زاهدا كثير التِّلَاوَة محافظا على قيام اللَّيْل جَلَست مَعَه كثيرا وَصليت خَلفه وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَهُوَ مِمَّن تصدى لتعليم الاطفال بمكتب السابقية دهرا وانتفع بِهِ فِي ذَلِك وَمِمَّنْ قَرَأَ عِنْده الولوي الاسيوطي وتلطف فِي رد شَهَادَته بتعديل بَعضهم مَعَ اعترافه بصلاحه وَالشَّمْس بن الفالاتي والبدر ابْن شَيخنَا، ثمَّ شاخ فَترك ذَلِك وَاقْتصر على وظائف الْخَيْر تِلَاوَة وتهجدا وصوما وَتردد إِلَيْهِ لقصد بركته ودعائه. عمر وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَسبعين رحمه الله.

377 -

الْحسن بن أَحْمد بن صَدَقَة بن مُحَمَّد بن عين الدولة الْبَدْر الشكري الحصوني الْحلَبِي الشَّافِعِي /.

ولد فِي أَوَائِل سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة وَحفظ الْقُرْآن وَالْحَاوِي الصَّغِير وحله حلا حسنا، وَمن شُيُوخه فِي الْفِقْه الشهَاب الاذرعي والزين بن الكركي وَفِي النَّحْو أَبُو جَعْفَر الغرناطي والسراج الفوي وَالسَّيِّد الاخلاطي وَمُحَمّد الكازروني وَعنهُ أَخذ الْمنطق وَعَن الفوي والسحري الاصول، وَقد أعرض بِأخرَة عَن الِاشْتِغَال مَعَ فقهه، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجمال الحسفاوي وَله نظم حسن لَكِن رُبمَا يدعى الشَّيْء مِنْهُ وَيكون جَمِيعه أَو بعضه لغيره أَو يَأْخُذ مَعْنَاهُ ثمَّ يحوله لبحر آخر، وَهُوَ كثير المجون محب للخلاعة وَاللَّهْو عَارِف بعض الْآلَات المطربة وَقد كتب عَنهُ صاحبنا النَّجْم بن فَهد قصيدة رائية فِي شَيخنَا أودعتها الْجَوَاهِر وَكَذَا كتب عَنهُ فِي مدحه غَيرهَا. وَمَات قريب الاربعين ظنا.)

378 -

الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بدر الدّين بن شهَاب الدّين الْمصْرِيّ ثمَّ الدمياطي الشَّافِعِي وَيعرف فِي دمياط بِحسن الْمَوَّاز وَقبل بِابْن قرمش بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْمِيم ثمَّ مُعْجمَة. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة بفندق الكارم

ص: 93

من مصر العتيقة وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وَصلى بِهِ وَحفظ الْعُمْدَة وعرضها على الْبَدْر بن الصاحب وَالشَّمْس المراغي فَلَمَّا توفّي وَالِده خدم القَاضِي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز إِلَى أَن انْتقل لدمياط بعد سنة خمس وَتِسْعين فقطنها وخدم الْفُقَرَاء، وَحج فِي سنة عشر وأسره الفرنج عقب حجه من صيدا وَأقَام عِنْدهم ثَلَاثِينَ شهرا ثمَّ خلص وَعَاد إِلَى مَحَله ثمَّ سَافر إِلَى الشَّام تَاجِرًا وَدخل حلب فَمَا دونهَا وزار بَيت الْمُقَدّس وَاجْتمعَ بأكابر أهل تِلْكَ الْبِلَاد ولقيه صاحبنا النَّجْم بن فَهد وترجمه وَمَا علمت وَفَاته وَكَذَا لقِيه البقاعي وَكَأَنَّهُ مَاتَ قريب الاربعين.

379 -

الْحسن بن أَحْمد بن عَليّ بدر الدّين الشيشيني. / سمع عَليّ شَيخنَا قلعة من متبايناته بِقِرَاءَة الفتحي وَوَصفه بالشيخ.

380 -

الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَلامَة بن عطوف بن يعلى الْبَدْر السّلمِيّ الْمَكِّيّ الْبَزَّار أَخُو النُّور / على الْآتِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد سنة احدى وَخمسين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء أَخِيه الصّلاح بن أبي عمر وَابْن أميلة وَابْن الهبل وَابْن رَافع والبهاء بن خَلِيل وَأَبُو الْبَقَاء بن السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارئ وَابْن قواليح وَغَيرهم، وَحدث سمع مِنْهُ التقي بن فَهد وَغَيره، وَهُوَ أحد الشُّيُوخ الَّذين خرج لَهُم الْجمال بن مُوسَى. وَكَانَ يَبِيع الْحَرِير والبز ويذاكر بأشعار فِي وُلَاة مَكَّة من الاشراف ويجهر بِالْقِرَاءَةِ لبلاغته ويطيل فِي ذَلِك. وأضر بِأخرَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الاولى سنة سبع وَعشْرين وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة ثمَّ ابْن فَهد فِي مُعْجَمه.

381 -

الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله الدواخلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل طيبَة وأخو مُحَمَّد / الْآتِي وَذَاكَ أكبره مِمَّن حفظ الْقُرْآن واشتغل وجاور بالحرمين مُدَّة وَسمع منى فيهمَا ثمَّ تزوج فتاة يحيى بن فَهد بعد مَوته وَأقَام بهَا فِي الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة، وَصَارَ بوابا بمدرسة السُّلْطَان هُنَاكَ وَلَا بَأْس بِهِ.

382 -

الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عُثْمَان الْبَدْر أَبُو عَليّ الطنتدائي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ الضَّرِير وَالِد الْبَهَاء مُحَمَّد وشقيقيه أَحْمد ثمَّ يحيى /، ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بطنتدا وَحفظ بهَا الْقُرْآن ثمَّ تحول مِنْهَا فِي سنة تسع عشرَة إِلَى الْقَاهِرَة فحفظ الْعُمْدَة والشاطبية وألفية)

ابْن مَالك، وَعرض بَعْضهَا على شَيخنَا والبساطي وَابْن مغلى والتلواني والمحب الاقصرائي فِي آخَرين، وَجمع للسبع على الشَّمْس العاصفي وحبِيب وَالْبَعْض على ابْن الْجَزرِي والزراتيتي، وَحضر فِي الْفِقْه عِنْد القاياتي والونائي، وَأخذ عَن الشَّمْس بن هِشَام فِي الْعَرَبيَّة وَقَرَأَ على شَيخنَا فِي البُخَارِيّ حفظا إِلَى أول الْجَنَائِز، وَكَانَ يطلع إِلَى الظَّاهِر جقمق أَحْيَانًا لصحبة بَينهمَا قبل

ص: 94

السلطنة وميله إِلَيْهِ بِحَيْثُ عمل لَهُ راتبا على الجوالي وَرُبمَا أحسن إِلَيْهِ بِغَيْر ذَلِك، وَكَانَ خيرا سليم الصَّدْر منعزلا على التِّلَاوَة وَرُبمَا اسْتَعَانَ بِمن يطالع لَهُ فِي شرح الْمِنْهَاج للدميري وَنَحْوه، وَكنت مِمَّن يقصدني لذَلِك وللسؤال عَن أَشْيَاء قانعا باليسير سِيمَا بِأخرَة متعففا. انْقَطع ببيته مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر دفن هُنَاكَ رحمه الله وايانا.

383 -

الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن وفا أَبُو الْجُود بن الشهَاب السكندري الاصل الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَخُو ابراهيم وَعبد الرَّحْمَن مُحَمَّد وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد وَيحيى، وَيعرف كسلفه بِابْن وفا / مَاتَ فِي حَيَاة أَبِيه سنة ثَمَان وَهُوَ ابْن تسع عشرَة سنة.

384 -

الْحسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْبَدْر البرديني ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / ولد بقرية بردين من الشرقية فِي حُدُود الْخمسين وَسَبْعمائة، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه إِنَّه قدم يَعْنِي مِنْهَا وَنَشَأ بِالْقَاهِرَةِ فَقِيرا ونزله أَبُو غَالب القبطي الْكَاتِب بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بجوار بَاب الخوخة فَقَرَأَ على الشَّمْس الكلائي وَلم يتَمَيَّز فِي شَيْء من الْعُلُوم وَلكنه لما ترعرع تكسب بِالشَّهَادَةِ ثمَّ ولي التوقيع واشتهر بِهِ مَعَ معرفَة بالأمور الدُّنْيَوِيَّة فراج بذلك على ابْن خلدون فَنَوَّهَ بِهِ والصدر الْمَنَاوِيّ. قلت ورأيته شهد على الصَّدْر الابشيطي فِي إِذْنه للجمال الزيتوني بالتدريس والافتاء فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة، قَالَ وَلم ينْتَقل فِي غَالب عمره عَن ذَلِك وَلَا عَن ركُوب الْحمار حَتَّى كَانَ بآخر دولة الْجمال الاستادار فان كَاتب السِّرّ فتح الله نوه بِهِ فَركب حِينَئِذٍ الْفرس وناب فِي الحكم وَطَالَ لِسَانه واشتهر بالمروءة والعصبية فهرع إِلَيْهِ النَّاس فِي قَضَاء حوائجهم وَصَارَ عُمْدَة القبط فِي مهماتهم يقوم بهَا أتم قيام فَاشْتَدَّ ركونهم إِلَيْهِ وخصوه بهَا بِحَيْثُ لَا يَثِق أحد مِنْهُم فِيهَا بِغَيْرِهِ فَصَارَت لَهُ بذلك سمعة وَكَانَ يتجوه على كل من فتح الله كَاتب السِّرّ وَابْن نصر الله نَاظر الْجَيْش بِالْآخرِ وعَلى سَائِر الاكابر بهما فحوائجه مقضية عِنْد الْجَمِيع، وَلما بَاشر نِيَابَة الحكم أظهر الْعِفَّة وَلم يَأْخُذ على الحكم شَيْئا فَأَحبهُ النَّاس وفضلوه على غَيره من المهرة لذَلِك)

وحفظت عَنهُ كَلِمَات مُنكرَة مثل انكاره أَن يكون فِي الْمِيرَاث خمس أَو سبع لِأَن الله لم يذكرهُ فِي كِتَابه وَغير ذَلِك من الخرافات الَّتِي كَانَ يسميها الْمُفْردَات، بل حج بِأخرَة فَذكر لي عَنهُ الصّلاح بن نصر الله أمورا مُنكرَة من التبرم والازدراء نسْأَل الله الْعَفو وَكَانَ مَعَ شدَّة جَهله عريض الدَّعْوَى غير مبال بِمَا يَقُول وَيفْعل. مَاتَ فِي رَجَب سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَتغَير عقله وَله فِي هدم الاماكن الَّتِي أَخذهَا الْمُؤَيد حِين بنى جَامعه بِبَاب زويلة مصائب استوعبها المقريزي

ص: 95

فِي تَارِيخه وَذكره فِي عقوده مطولا، وَسَيَأْتِي لَهُ ذكر فِي تَرْجَمَة صهره الشَّمْس مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُوسُف بن مُحَمَّد الزعيفريني.

385 -

الْحسن بن احْمَد البعلي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن الْفَقِيه. / ولد فِي نصف شعْبَان سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة وَسمع من أَحْمد بن عبد الْكَرِيم البعلي صَحِيح مُسلم وَمن يُوسُف بن الحبال السِّيرَة لِابْنِ اسحق.

386 -

الْحسن بن أَحْمد النويري الطرابلسي الْحَنَفِيّ، / عرض عَلَيْهِ الصّلاح الطرابلسي الشاطبية فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَقَالَ انه كَانَ قَاضِي الْحَنَفِيَّة بِبَلَدِهِ.

387 -

الْحسن بن اسماعيل الْبَدْر البنبي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَالِد الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي، قَرَأَ على السراج البُلْقِينِيّ بعض تصانيفه وَوَصفه بالفاضل الْعَالم وَأَنه بحث وأجاد فِيمَا يبديه وَأَجَازَ لَهُ وأرخ ذَلِك فِي صفر سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة وصاهر الْبَدْر بن الامانة على أُخْته، وَكَانَت وَفَاته بعد سنة احدى فان مولد وَلَده فِيهَا وَلكنه لم يُدْرِكهُ ادراكا بَينا.

388 -

الْحسن بن الياس الرُّومِي / من أَعْيَان التُّجَّار ذَوي الوجاهات بِحَيْثُ انتسب إِلَيْهِ جمَاعَة من الخدام مِنْهُم لولو الحسني ومرجان الحسني، وَمَات بِالْحَبَشَةِ وَهُوَ وَالِد الْجمال مُحَمَّد الْآتِي. الْحسن بن أَمِير عَليّ بن سنقر حمام الدّين بن غرلو نِسْبَة لجد لَهُ من جِهَة الْأُم. يَأْتِي فِي آخر من اسْمه حسن.

الْحسن بن أَيُّوب. / يَأْتِي فِي ابْن يُوسُف بن أَيُّوب.

389 -

الْحسن بن أبي بكر بن أَحْمد الْبَدْر بن الشّرف بن الشهَاب الْقُدسِي ثمَّ القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف فِي الْقُدس بِابْن بقيرة وبقيرة لقب أَبِيه. ولد سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِبَيْت الْمُقَدّس وَأخذ فِيهِ عَن عَمه الشهَاب أَحْمد والشريحي وَخير الدّين والطبقة. قَالَ شَيخنَا فِي الانباء انه اشْتغل قَدِيما من سنة ثَمَانِينَ وهلم جرا بالقدس ثمَّ بِدِمَشْق ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ)

وَكَانَ فَاضلا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وناب فِي الْقَضَاء عَن التفهني ثمَّ اسْتَقر فِي مشيخة الشيخونية لما أُعِيد التفهني إِلَى الْقَضَاء فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ، قَالَ الْعَيْنِيّ انه قدم مصر وَهُوَ لَا يلْتَفت إِلَيْهِ مثل آحَاد الطّلبَة وَاسْتقر شَاهدا فِي سوق الْجوَار ثمَّ ترقى إِلَى الشيخونية من غير أَن يخْطر ببال أحد لِأَنَّهُ لم يكن كُفؤًا لَهَا وَلَكِن الزَّمَان تغير وَالرِّجَال قلوا، وَكَذَا ولي تدريس مدرسة سودون من زَاده والامامة بهَا وتدريس مدرسة إينال بالشارع والتدريس بِجَامِع المارداني والخطابة بالبرقوقية. مَاتَ فِي ثَالِث ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَقد قَارب السّبْعين وَدفن

ص: 96

فِي جَامع شيخون بالفسقية الَّتِي فِيهَا الْعِزّ الرَّازِيّ، وَاسْتقر فِي الشيخونية بعده باكير وَفِي جَامع المارد اني الْمُحب الأقصرائي وَكَانَ اسْتَقر فِيهِ سعد الدّين ابْن الديري قبله، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي النَّحْو الشهَاب المنصوري الشَّاعِر.

390 -

الْحسن بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن أَحْمد بن عمر بن سَلامَة الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد المارديني ثمَّ الْحلَبِي الْحَنَفِيّ أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن سَلامَة. ولد سنة سبعين وَسَبْعمائة بماردين وَكَانَ أَبوهُ مدرسها فانتقل وَلَده هَذَا إِلَى حلب فقطنها وَحج وجاور فَسمع هُنَاكَ عَليّ ابْن صديق الصَّحِيح وَعلي الْجمال بن ظهيرة واشتغل كثيرا عَليّ أَخِيه بل شَاركهُ فِي الطِّبّ وَحفظ الْكَنْز والمنار وعمدة النسفى والحاجبية وساح ثمَّ أَقَامَ وتكسب بِالشَّهَادَةِ مَعَ السذاجة وَأم فِي البانية بِجَامِع حلب وَنزل لَهُ أَخُوهُ عِنْد مَوته عَن تدريس الحدادية. وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ بحلب بعد أَن انهرم بعد سنة خمسين ظنا.

391 -

الْحسن بن ثقبة بن رميثة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ مِمَّن تغير عَلَيْهِ ابْن عَمه أَحْمد بن عجلَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه احْمَد وَابْنه عَليّ وعنان بن مغامس ثمَّ كحلوا خلا عنانا. وَمَات على ضَرَره فِي شعْبَان سنة سِتّ عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَقد بلغ السِّتين أَو قاربها وَهُوَ آخر بني أَبِيه موتا قَالَه الفاسي فِي مَكَّة ودكره المقريزي فِي عقوده.

392 -

حسن بن جَعْفَر / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَلَعَلَّه ابْن مُحَمَّد بن جَعْفَر يَأْتِي.

393 -

الْحسن بن جودي المارديني / لَهُ نظم على مَجْمُوع البدري أَوله:

(لله مَجْمُوع لَهُ قد تشهد المجامع

بِأَنَّهُ قطب لَهَا نعم وفرد جَامع)

وخطه بديع.

394 -

حسن بن حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن جوشن. / كَذَا كتبه ابْن فَهد وأرخه فِي رَجَب سنة أَربع وَسبعين.

395 -

حسن بن حسن بن عَليّ الْبَدْر النائي نِسْبَة لناي بالقليوبية القاهري الشَّافِعِي الرِّفَاعِي، / ولد سنة تسع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ يَتِيما فحفظ الْقُرْآن وَصلى بِهِ بالجمالية نَاظر الْخَاص والمنهاج الفرعي وألفية النَّحْو وَجمع الْجَوَامِع وَكَذَا منظومة ابْن الوردي النحوية فِي لَيْلَة كَمَا قَالَ وَعرض على ابْن البُلْقِينِيّ والمناوي والكمال بن إِمَام الكاملية ثمَّ ترقى للأخذ فِي الْفِقْه عَنْهُم وَعَن الْفَخر المقسي والعبادي بل وَقَرَأَ فِي شرح جمع الْجَوَامِع للمحلى على الْكَمَال بن أبي شرِيف وَفِي العقليات عَن الكافياجي وَسيف الدّين وقاسم الحنفيين، وَحج غير مرّة أَولهَا فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَقَرَأَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة على أبي الْفرج المراغي أَوَائِل الْكتب السِّتَّة

ص: 97

بِحَضْرَة الشهَاب الابشيطي وقاضيها الشَّمْس بن القصبي وَصَحب راجحا وَأَبا الصَّفَا وَآخَرين وتلقن من إِمَام الكاملية وَلبس مِنْهُ الْخِرْقَة واختص بشاهين الجمالي وأخيه وَغَيرهمَا وحمدوا عقله ودربته وأدبه وسياسته وَهُوَ أحد كتاب الزردخانات مَعَ جِهَات مُضَافَة إِلَيْهِ وهمة علية، وَبَلغنِي انه هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد من فلاحي ناي وطلبا ليقيما بهَا فتعصب لَهُ الْمَذْكُورَان وأخذا لَهُم مربعة من الظَّاهِر خشقدم بأعقابهما واستقرا بِهِ عريف كتاب الايتام بمدرسة أستاذهما وانه انما حفظ مَعَ الْقُرْآن قِطْعَة من الْمِنْهَاج وَلم يشْتَغل الا عَليّ الْبَدْر بن خطيب الفخرية فَالله أعلم.

396 -

الْحسن بن حُسَيْن بن احْمَد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن عَليّ الْبَدْر بن الطولوني الْحَنَفِيّ سبط القَاضِي جمال الدّين مَحْمُود القيصري / والماضي جده فِي الأحمدين وَيعرف كسلفه بِابْن الطولوني. ولد سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ. ولازم الْأمين الاقصرائي والزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَكَذَا أَخذ عَن غَيرهمَا بل أَخذ عني أَشْيَاء وكتبت لَهُ اجازة. وَحج وعانى الانغام فِي الْقرَاءَات وَالْأَذَان وَغَيرهمَا، وسَاق الْمحمل فِي الْأَيَّام الأشرفية إينال بل اسْتَقر بِهِ فِي المعلمية لكَونه قَامَ مَعَه فِي المحاصرة قيَاما كَبِيرا فراعى لَهُ ذَلِك، وَصرف عَنْهَا يُوسُف شاه وَذَلِكَ فِي أَوَائِل سلطنته وقتا، ثمَّ بَاشَرَهَا بعناية الدوادار الْكَبِير يشبك من مهْدي لاختصاصه بِهِ فِي الْأَيَّام الأشرفية قايتباي. وَكَانَ قَائِما على بِنَاء جَامع الرَّوْضَة الْمَعْرُوف بالمقسي وَسكن هُنَاكَ وللملك إِلَيْهِ بعض الْميل والملاطفة بالْكلَام وَرُبمَا يكلمهُ فِيمَا يتوسل بِهِ عِنْده فِيهِ، وَفِيه خير وأدب وتواضع وتودد للطلبة وإحسان للْفُقَرَاء مَعَ اعتنائه بالتاريخ ومذاكرته فِي أَشْيَاء مِنْهُ وَقد اراني جمعا لَهُ فِيهِ وَسمعت أَنه شرح مُقَدّمَة أبي اللَّيْث والجرومية وَنعم الرجل، وَقد حج)

فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين موسميا وَكَانَ على خير وهيئة حَسَنَة بِحَيْثُ قل أَن رَأَيْت فِي الركب مِمَّن يذكر على طَرِيقَته مَعَ الافضال جوزي خيرا ومحاسنه جمة زَاده الله فضلا.

397 -

الْحسن بن حُسَيْن بن عَليّ بن عبد الدَّائِم بدر الدّين الأميوطي القاهري الْحُسَيْنِي سكنا وَالِد الْمُحب مُحَمَّد / الْآتِي تعانى التَّوْكِيل فِي أَبْوَاب الْقُضَاة فازدحم النَّاس عَلَيْهِ لحذقه فِيهَا وَلَا زَالَ حَتَّى اسْتَقر بِهِ العلمي البُلْقِينِيّ فِي نقابته بل صَار هُوَ المبرم للقضايا لَيْسَ لَهُ فضلا عَن رَفِيقه فِيهَا وَهُوَ الشريف الجرواني مَعَه أَمر والنواب تَحت قهره حَتَّى أَنه تعدى إِلَى إزدراء أقَارِب أستاذه كَأبي الْعدْل قَاسم ابْن أَخِيه وَلما ضَاقَ الخناق مِنْهُ قَامَ عَلَيْهِ الولوي البُلْقِينِيّ فِي أول ولَايَة الظَّاهِر بمساعدة ابْن عَم أَبِيه قَاسم الْمَذْكُور وَجَمَاعَة وَكتب فِيهِ محضرا شهد عَلَيْهِ فِيهِ بِأُمُور معضلة

ص: 98

بَعْضهَا يَقْتَضِي الزندقة والاستهزاء بالشريعة وَأَهْلهَا وَغير ذَلِك من ارْتِكَاب كَبَائِر من لواط وَشرب خمر، وَمِمَّنْ كتب فِيهِ التقي القلقشندي والشهاب السيرجي وَقَالَ ان فوض إِلَيّ أمره حكمت بسفك دَمه أَو كَمَا قَالَ والبقاعي وَشَكَوْهُ إِلَى السُّلْطَان فَأمر بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ وبلغه ذَلِك فَاسْتَجَارَ بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز فسعى لَهُ ثمَّ قبض عَلَيْهِ بعض الأعوان وَجمع من الشَّرْط لَيْلًا ففر مِنْهُم إِلَى بَيت ابْن الكويز فَأصْبح الْقَوْم فَرفعُوا أَمرهم ثَانِيًا إِلَى السُّلْطَان فَأمر الْوَالِي ونقب الْجَيْش بالجد فِي طلبه فَلم يقدروا عَلَيْهِ وَاسْتمرّ توريه إِلَى ان شفع فِيهِ تنم الْمُحْتَسب ودولات باي أميراخور عِنْد نَاظر الْجَيْش لكَون الولوي مِمَّن ينتمي إِلَيْهِ فَتكلم مَعَ شَيخنَا فِي سَماع الدَّعْوَى عَلَيْهِ وَالْحكم بحقن دَمه فَأجَاب وَحِينَئِذٍ آمن على نَفسه وَظهر وَلَكِن لم يَقع حكم لَهُ وَلَا عَلَيْهِ وصادف قرب الْقرب على نَاظر الْجَيْش فَتحَرك صَاحب التَّرْجَمَة وساعده السفطي حَتَّى وقف للسُّلْطَان وأنهى أَن الولوي تعصب عَلَيْهِ بجاهه وَمَاله وان الَّذين كتبُوا فِي حَقه رَجَعَ أَكْثَرهم وَأظْهر خطوط بَعضهم بذلك فَأمر بِعقد مجْلِس بالقضاة وَالْعُلَمَاء فعقد بالصالحية فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَادّعى عَلَيْهِ بِأُمُور معضلة فَسمع الدَّعْوَى عَلَيْهِ بِبَعْضِهَا شَيخنَا وببعضها الْحَنَفِيّ وَأمر الْحَنَفِيّ بحبسه ليبين مَا ادَّعَاهُ من الطعْن فِي الشُّهُود وَاجْتمعَ بِسَبَب ذَلِك من لَا يُحْصى عددا من النَّاس بِحَيْثُ قاسى فِي توجهه إِلَى الْحَبْس من الاهانة والصفع مَا لَا يزِيد عَلَيْهِ وَلَوْلَا دفع نقيب الْجَيْش عَنهُ لقتل فِيمَا قيل ثمَّ أخرج فِي الْيَوْم الثَّانِي من الشَّهْر الَّذِي يَلِيهِ لمجلس الْحَنَفِيّ فَضرب على ظَهره مُجَردا نَحْو أَرْبَعِينَ وأهين فِي أثْنَاء ذَلِك إهانة عَظِيمَة ثمَّ أُعِيد إِلَى الْحَبْس وَاجْتمعَ من النَّاس أَيْضا من لَا يعد كَثْرَة)

وَلَوْلَا الْوَالِي لقتلوه فِي رُجُوعه بِهِ، ثمَّ أخرج ثَانِيًا بعد أَيَّام إِلَى الْحَنَفِيّ أَيْضا وَادّعى عَلَيْهِ ثَانِيًا وَلم يكن مَا كَانَ يظنّ، ثمَّ أُعِيد إِلَى الْحَبْس ثمَّ أخرج عَنهُ فِي الْحَال وسكنت الْقَضِيَّة بعد أَن كَانَ يظنّ إِرَاقَة دَمه لَا محَالة وَلما خلص توصل إِلَى الدوادار دولات باي وأعلمه بِأَن تَقِيّ الدّين البُلْقِينِيّ وَالِد غَرِيمه الْمشَار إِلَيْهِ أوصى من ثلثه بعمارة ميضأة جَامع الْحَاكِم الْجَارِي تَحت نظر الْأَمِير حِينَئِذٍ فَأرْسل إِلَيْهِ نقباءه فَمَا خَالف وَمَا تمكن من مكافأته لأكْثر من هَذَا واجتهد فِي أَخذ الْمحْضر حَتَّى عجز وَلزِمَ التَّرَدُّد إِلَى الأكابر كالجمالي نَاظر الْخَاص وَصَارَ إِلَى ضخامة وَبنى دَارا هائلة بِالْقربِ من صليبة الحسينية وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمس وَخمسين قبل إِكْمَال السِّتين وَلم يتمتع هُوَ وَلَا ابْنه وَلَا أحد مِمَّن ملكهَا بعده بِالدَّار الْمشَار اليها بل هِيَ مجمولة مشئومة وَيُقَال انه سمع فِي قَبره عوي، وَكَانَ من سيئات الدَّهْر عَفا الله عَنهُ.

ص: 99

398 -

الْحسن بن حَمْزَة بن يُوسُف بن الْأَمِير الْحلَبِي نزيل الْقَاهِرَة / ووالد.

399 -

الْحسن بن خَاص بك الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الْحَنَفِيّ. / كَانَ جنديا بارعا عَالما مفننا فِي الْفِقْه وأصوله والعربية مشاركا فِي غَيرهَا، تصدى للافتاء والتدريس مُدَّة وانتفع بِهِ الطّلبَة مَعَ وجاهته عِنْد الأكابر من الْأُمَرَاء وَغَيرهم بِحَيْثُ لَا ترد رسَالَته. قَالَ المقريزي بعد ثنائه عَلَيْهِ بِأَنَّهُ أحد أَعْيَان الْحَنَفِيَّة ومقدمي المماليك السُّلْطَانِيَّة وَسمي وَلَده لاجين، سمعنَا بقرَاءَته بِمَكَّة فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة الصَّحِيحَيْنِ وَمَات سنة ثَلَاث عشرَة عَن نَحْو سِتِّينَ سنة، وَسَماهُ شَيخنَا فِي الأنباء مُحَمَّدًا وَسَيَأْتِي.

400 -

الْحسن بن خَلِيل بن خضر بدر الدّين القاهري الْحَنَفِيّ أَخُو نَاصِر الدّين مُحَمَّد الكلوتاتي / الْآتِي.

كَانَ قد اشْتغل عِنْد الزين قَاسم الْحَنَفِيّ وَغَيره وَفضل وَحج وجاور وداوم الْعِبَادَة مَعَ الانجماع واليبس الَّذِي يُؤَدِّي بِهِ إِلَى نوع ترفع وَكَانَ يقصدني كثيرا للمراجعة فِي شَيْء كَانَ يجمعه فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَنَحْو ذَلِك وَأَخْبرنِي انه رأى كَأَنَّهُ فِي الرَّوْضَة النَّبَوِيَّة وَالنَّاس وقُوف ينتظرون فتح الْحُجْرَة وَأَنه قيل لَهُم إِن الْمِفْتَاح مَعَ الْخَادِم وسيجئ الْآن قَالَ فَلم يكن بأسرع من مجيئك ففتحت الْحُجْرَة الشَّرِيفَة وَدخل النَّاس أَو كَمَا قَالَ وَهُوَ عِنْدِي بِخَط بعض الْفُضَلَاء مِمَّن سَمعه مِنْهُ، مَاتَ فِي ربيع الاول سنة ثَمَانِينَ بَين الخطارة وبلبيس وَحمل حَتَّى دفن ببلبيس رحمه الله وايانا.

401 -

الْحسن بن خَلِيل بن عَليّ بن حسن بن يُوسُف بن خازم بمعجمتين ابْن هَاشم الْبَدْر الانصاري الخزرجي السَّعْدِيّ الْعَبَّادِيّ البقاعي الجديثي بِفَتْح الْجِيم وَكسر الْمُهْملَة وَآخره مُثَلّثَة الشَّافِعِي نزيل بيروت /. ولد سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. وَمَات فِي حُدُود سنة خمسين ظنا. قَالَه البقاعي.

الْحسن بن دَاوُد بن حُسَيْن الاطفيحي ثمَّ الطنتدائي الغمري / قاضيها وَيعرف بِفَارِس ياتي

402 -

الْحسن بن ريس بن حُسَيْن السفطي. / مِمَّن سمع منى بِالْقَاهِرَةِ.

403 -

حسن بن زبيري بن قيس بن ثَابت بن نغير بن مَنْصُور الْبَدْر الْحُسَيْنِي / أَمِير الْمَدِينَة. وَليهَا بعد أَبِيه الْآتِي فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ عَن الشريف مُحَمَّد بن بَرَكَات، وَهُوَ مَعَ صغره يُوصف بعقل، وَقد رَأَيْته بِالْمَدِينَةِ سنة ثَمَان وَتِسْعين.

404 -

الْحسن بن زَكَرِيَّا من يُوسُف البلبيسي. / مِمَّن سمع منى أَيْضا بِالْقَاهِرَةِ.

405 -

الْحسن بن سودون بدر الدّين الْفَقِيه صهر الظَّاهِر ططر وخال وَلَده الصَّالح مُحَمَّد. / كَانَ وَالِده كَمَا سَيَأْتِي جنديا من المماليك الظَّاهِرِيَّة برقوق فَتزَوج ططر بابنته شَقِيقَة صَاحب التَّرْجَمَة فَصَارَ فِي خدمته فَلَمَّا تسلطن قربه وَعظم وأنعم

ص: 100

عَلَيْهِ الصَّالح بأمرة طبلخاناه ثمَّ بتقدمة، وَلم تطل أَيَّامه وَلَا متع بالامرة لكَونه لم يزل موعوكا إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة ثَالِث عشر صفر سنة خمس وَعشْرين وَورثه أَبوهُ وَقد أَسف عَلَيْهِ وَلكنه صَبر وتجلد. وَكَانَ فِي حَال شبيبته أَيَّام الْمُؤَيد حسن الشكالة بارع الْجمال ثمَّ حصل لَهُ فِي إِحْدَى عَيْنَيْهِ خلل من رمد غشاها مَعَ خلوه عَن الْفَضَائِل فِيمَا قيل، وَمَوته كَانَ سَببا للتغير والمنافرة بَين الأميرين الكبيرين طراي وبرسباي. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه مُخْتَصرا.

الْحسن بن سودون الفيه. / هُوَ الَّذِي قبله.

406 -

الْحسن بن سُوَيْد بدر الدّين الْمصْرِيّ الْمَالِكِي وَالِد عبد الرَّحْمَن / الْآتِي وَيعرف بِابْن سُوَيْد. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه أَصله من وسق شنودة، وسلفه من القبط وَيُقَال إِن وَالِده كَانَ يَبِيع الفراريج، ذكر لي ذَلِك بعض ثِقَات المصريين عَن شَيخنَا شمس الدّين المراغي أَنه شَاهده، ورزق من الْأَوْلَاد جمَاعَة نبغوا وصاروا من أَعْيَان الشُّهُود بِمصْر مِنْهُم شمس الدّين الْأَكْبَر صَاحب التَّرْجَمَة فلازم الِاشْتِغَال وَحُضُور دروس شَيخنَا الشَّمْس الْمَذْكُور ومركز الشَّافِعِيَّة بِبَاب الْعِيد والمتجر الكارمي ومجلس الْفَخر القاياتي، ثمَّ حصل مَالا واتجر فِيهِ إِلَى الْيمن سنة ثَمَانمِائَة ثمَّ عاود الْبِلَاد مرَارًا واتسع أمره جدا وَتزَوج أم هاني ابْنة الهوريني سبطة الْفَخر)

الْمَذْكُور بعد موت زَوجهَا وَالِد السَّيْف الْحَنَفِيّ وَإِخْوَته فاستولى على تَرِكَة جدها بعد مَوته وَأدْخل مَعَه فِيهَا من شَاءَ، وَبنى مدرسة مُقَابل حمام جندر مَاتَ قبل اكمالها وَأوصى لتكمينها بأَرْبعَة آلَاف دِينَار فصيرها بنوه بعد جَامعا وأبطوا مَا كَانَ صيره هُوَ من كَونهَا مدرسة والتدريس الَّذِي كَانَ بهَا وَحصل فِي ذَلِك خبط كَبِير. مَاتَ فِي أَوَائِل صفر سنة تسع وَعشْرين.

407 -

حسن بن طَلْحَة الْيَمَانِيّ الدَّلال، / كَانَ حَافِظًا لِلْقُرْآنِ كثير التِّلَاوَة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَسِتِّينَ

408 -

. الْحسن بن عَبَّاس بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد الصَّفَدِي ثمَّ الدمياطي الزيات بهَا. / ولد بنواحي الشَّام فِي عشر التسعين وَسَبْعمائة وانتقل إِلَى دمياط بعد بُلُوغه بِيَسِير فقطنها، وَحج وَدخل الْقَاهِرَة وَكَانَ عاميا خيرا متوددا للنَّاس لَقيته بدمياط وكتبت عَنهُ من نظمه فِي شَيخنَا وَغَيره.

وَمَات بعد ذَلِك أَظُنهُ قريب السِّتين

409 -

. الْحسن بن عبد الله بن تَقِيّ بدر الدّين القاهري القباني المقرىء وَيعرف بِابْن تَقِيّ بمثناة مَفْتُوحَة ثمَّ قَاف مَكْسُورَة. / ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلا بالسبع على أَئِمَّة عصره حَتَّى أتقنها واشتغل فِي غَيرهَا

ص: 101

وَتزَوج بابنة الشَّمْس بن الصَّائِغ خَالَة التقي المقريزي ثمَّ تعلم الْوَزْن بالقبان فاستمر، وَكَانَ يؤم شَيخنَا فِي التَّرَاوِيح بِالْمَدْرَسَةِ المنكوتمرية إِلَى أَن مَاتَ وَوَصفه فِي تَارِيخه بقوله كَانَ خيرا كثير التأني أتقن السَّبع قَالَ وَذكر لنا التقي المقريزي أَنه كَانَ شَابًّا وَصَاحب التَّرْجَمَة رجل. مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين عَن سنّ عالية تقرب من التسعين انْتهى، وَقد صليت خَلفه وَسمعت قِرَاءَته وَكَانَ لكبره يكثر توقفه فِي الْقِرَاءَة أَو غلطه فَيفتح عَلَيْهِ شَيخنَا رحمهمَا الله وإيانا

410 -

. الْحسن بن عبد الله الْبَدْر الطرابلسي المشير وَيُقَال لَهُ الْأَمِير وَيعرف بِابْن محب الدّين. /

كَانَ أَبوهُ من مسلمة طرابلس فتسمى بعد اسلامه مُحَمَّدًا وَكَانَ مِمَّن تعاني الخدم فِي الدِّيوَان فَنَشَأَ وَلَده على ذَلِك وَولى كِتَابَة سر بَلَده واتصل بشيخ حِين كَانَ نَائِب طرابلس وَلزِمَ خدمته حَتَّى صَار كافل مملكة الْخَلِيفَة المستعين بِاللَّه فاستقر بِهِ حِينَئِذٍ أستادارا، فباشرها بِحرْمَة وعظمة وتزايدت عَظمته لما تسلطن الْمُؤَيد وولاه الاشاعره ثمَّ عزل بالفخر عبد الْغَنِيّ بن أبي الْفرج فِي سنة سِتّ عشرَة وَتَوَلَّى نِيَابَة اسكندرية عوضا عَن خَلِيل التوريزي ثمَّ عزل وأعيد إِلَى الاستادارية وتزايد ظلمه وعسفه فَقبض عَلَيْهِ الْمُؤَيد بعد أَن أوسعه سبا وهم بقتْله فشفع فِيهِ)

عِنْده على مَال كثير بعد عصره وعقوبته وعقوبة أَتْبَاعه حَتَّى عوقبت زَوجته الشَّرِيفَة الْقَدِيمَة دون زَوجته خوند حَاج ملك الكركية زَوْجَة الظَّاهِر برقوق ثمَّ أفرج عَنهُ ثمَّ اسْتَقر فِي كشف الْوَجْه القبلي وَتوجه فظلم أَيْضا، وَلم يلبث أَن صودر وأهين وَكَذَا ولى الْوزر فِي أَيَّام الْمُؤَيد وقتا ثمَّ بعد مُدَّة أعْطى تقدمة بطرابلس فَلَمَّا عصى جقمق على ططر انْتَمَى إِلَيْهِ فصادر النَّاس وَجمع الْأَمْوَال، فَلَمَّا سَافر الأتابك ططر إِلَى الشَّام أمسكوه وضربوه وعصروه، وَلَا زَالَ تَحت الْعقُوبَة إِلَى أَن هلك فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ ظَالِما منهمكا فِي اللَّذَّات قَلِيل الْخَيْر كثير الشَّرّ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ أَنه كَانَ أهوج ظَالِما عسوفا طماعا.

411 -

الْحسن بن عبد الْأَحَد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن هبة الله بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الْقرشِي التَّيْمِيّ الْبكْرِيّ الْحَرَّانِي الرَّسْعَنِي الْحَنْبَلِيّ الْمُؤَدب. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة بِمَدِينَة رَأس الْعين مُعَاملَة ماردين وَحضر فِي الرَّابِعَة على الْبَهَاء عبد الله بن مُحَمَّد الدماميني منتقي من مشيخة السفاقسي تَخْرِيج مَنْصُور بن سليم وَحدث بِهِ سَمعه مِنْهُ الْفُضَلَاء وجاور بِمَكَّة سِنِين وأدب بهَا الْأَطْفَال بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام وَكَانَ خيرا متعبدا سَاكِنا. مَاتَ فِي أحد الربيعين سنة سِتّ وَعشْرين بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة رحمه الله. تَرْجمهُ الفاسي فِي مَكَّة وَابْن فَهد فِي مُعْجَمه.

ص: 102

412 -

الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن شُجَاع الْبَدْر بن الزين المقرىء / قَالَ إِمَام الْأَقْصَى كريم الدّين عبد الْكَرِيم بن أبي الوفا أَنه تَلا عَلَيْهِ للسبع الْفَاتِحَة وَالْبَقَرَة وَوَصفه بالامام الْعَالم.

413 -

الْحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عُثْمَان فَخر الدّين الشارمساحي الاصل الغمري ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الموقت. / ولد سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا ببساط فِي توجه أَبَوَيْهِ لمنية غمر وَنَشَأ بمنية غمر فحفظ الْقُرْآن وَقدم الْقَاهِرَة وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري وَعمل الرياسة بجامعه والترقية، وَهُوَ مِمَّن أَخذ فِي الميات عَن عبد الرَّحِيم بن رزين بل أَخذ يَسِيرا عَن الشهَاب بن المجدي ثمَّ عَن الْبَدْر المارداني وتميز فِي ذَلِك واشتغل بالفقه والعربية قَلِيلا وَسمع على شَيخنَا وَغَيره بل قَرَأَ البُخَارِيّ على الْبَهَاء بن الْمصْرِيّ وَكَذَا قَرَأَ عَليّ ولازمني وباشر الرياسة بأماكن وأقرأ الابناء ثمَّ بِأخرَة تكسب أَيْضا بِالشَّهَادَةِ وَرُبمَا خطب نِيَابَة وَحج عشرا وجاور غير مرّة وَكَذَا أَقَامَ بِبَيْت الْمُقَدّس نَحْو سنتَيْن ثمَّ رَجَعَ وَمَات فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين

414 -

الْحسن بن عبد الرَّحْمَن الْبَدْر التعزي الْيَمَانِيّ الشَّافِعِي بن الصباحي /. كَانَ أَبوهُ أَو عَمه وزيرا للمسعود من بني رَسُول فَنَشَأَ هَذَا طَالب علم وَأخذ عَن الْفُقَهَاء عمر الفتي ويوسف المقرىء وَغَيرهمَا بزبيد وَغَيرهَا، وتميز فِي الْفِقْه والفرائض والحساب والجبر والمقابلة بِحَيْثُ كَانَ مدَار الْفتيا بتعز عَلَيْهِ، وَولى تدريس زِيَادَة عبد الْوَهَّاب بن طَاهِر بالجامع المظفري وانتفع بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع عشر شَوَّال سنة ثَمَان وَتِسْعين بتعز وَقد جَازَ الكهولة، وَله نظم رائق كل ذَلِك فِيمَا بَلغنِي رحمه الله.

415 -

الْحسن بن عبد الْوَلِيّ الاسعردي الصَّالِحِي / من كبار التُّجَّار بِدِمَشْق. مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

416 -

الْحسن بن السُّلْطَان عُثْمَان بن الْعَادِل سُلَيْمَان الأيوبي / صَاحب مَدِينَة حصن كيفا. قَتله ابْن عَمه سنة تسع وَخمسين وَاسْتقر فِي المملكة عوضه

417 -

. حسن بن عجلَان بن رميثة بن أبي نمى مُحَمَّد بن أبي سعد حسن بن عَليّ ابْن قَتَادَة بن إِدْرِيس بن مطاعن السَّيِّد الْبَدْر أَبُو الْمَعَالِي الحسني الْمَكِّيّ أميرها ونائب السلطنة بالبلاد الحجازية. ولد فِي سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كَفَالَة أَخِيه أَحْمد فَلَمَّا مَاتَ قدم الْقَاهِرَة فِي أَوَائِل سنة تسعين لتأييد أَمر أَخِيه عَليّ وَعَاد إِلَى مَكَّة فِي ثَانِي ربيعيها أَو الَّذِي يَلِيهِ وَمَعَهُ جمَاعَة من الأتراك أَخِيه ثمَّ سَافر مَعَ أَخِيه ورام الْأَمر لنَفسِهِ فَلم يُمكنهُ إِلَّا بعد مَوته وَكَانَ إِذْ ذَاك معتقلا

ص: 103

بالقلعة، وَوصل مَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمَعَهُ يلبغا السالمي مُسْفِرًا وعدة أتراك يزِيدُونَ على الْمِائَة أَو دونهَا وَمن الْخُيُول دون الْمِائَة، وَلم تتمّ السّنة حَتَّى وَقع بَينه وَبَين بني حسن قتلة أَخِيه مقتلة كَانَ الظفر فِيهَا لَهُ بِحَيْثُ لم يقتل مِمَّن مَعَه غير مَمْلُوك وَعبد، وَقتل من أَشْرَاف الْفَرِيق الآخر سَبْعَة وَمن أتباعهم نَحْو الثَّلَاثِينَ، وَعظم بذلك جدا وساس الْأُمُور بجدة مَعَ التُّجَّار حَتَّى قدومها بعد تَركهم لَهَا، وَاسْتمرّ فِي نمو وَزِيَادَة وهيبة فِي الْقُلُوب إِلَى أَن نَاب عَن السلطنة بالأقطار الحجازية واستناب بِالْمَدِينَةِ عجلَان بن نغير بن جماز بن مَنْصُور وخطب لَهُ على منبرها قبل عجلَان وَبعد السُّلْطَان ثمَّ عزل فِي أثْنَاء سنة ثَمَان عشرَة بالسيد رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان ثن أُعِيد فِي الَّتِي تَلِيهَا ثمَّ استعفى وَسَأَلَ فِي اسْتِقْرَار الْأَمر لِوَلَدَيْهِ بَرَكَات وَإِبْرَاهِيم وأنهما أولى بالامرة مِنْهُ لقوتهما وَضعف بدنه ورغبته فِي التفرغ لِلْعِبَادَةِ وتكرر مِنْهُ ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى وَيُقَال لَهُ لسنا نثق فِي أَمر مَكَّة إِلَّا بك وَأَن أردْت ذَلِك فاستنب أَنْت من شِئْت، وباشر خدمَة الْمحمل والأمراء إِلَى أَن صرف فِي سنة سبع)

وَعشْرين بالشريف عَليّ بن عنان بن مغامس وَلم يلبث أَن أُعِيد فِي موسم الَّتِي تَلِيهَا وَاجْتمعَ بأمراء الحجا، وَحج وسافر إِلَى الْقَاهِرَة وَكَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة تسع وَعشْرين وَدفن بالصحراء بحوش الْأَشْرَف برسباي وَكَانَ فِيهِ خير كثير وَاحْتِمَال وحياء ومروءة عَظِيمَة وصدقات وصلات وَله مآثر مِنْهُ رِبَاط للْفُقَرَاء بِالْقربِ من الْمَسْجِد الْحَرَام وَآخر بأجياد واستأجر البيمارستان المنصوري بالجانب الشَّامي من الْمَسْجِد والقيسارية الْمَعْرُوفَة بدار الْإِمَارَة وعمرهما وَزَاد فِي البيمارستان مَا كثر النَّفْع بِهِ إِلَى غير ذَلِك كتجويد رِبَاط رامشت، وَانْفَرَدَ بذلك كُله عَن أُمَرَاء مَكَّة الْأَشْرَاف وَملك من الْعقار بوادي مر كثيرا وَمن العبيد نَحْو خَمْسمِائَة. ذكره التقي الفاسي فِي نَحْو كراسين من مَكَّة والتقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَقَالَ أَنه أجَاز لَهُ جمَاعَة من مصر وَالشَّام حدث عَنْهُم، وَخرج لَهُ التقي نَفسه أَرْبَعِينَ حَدِيثا حدث بِشَيْء من أَولهَا، وَذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وَأَنه قدم صُحْبَة قرقماش من الْحجاز فِي الْمحرم فَاجْتمع بالسلطان وَقَررهُ فِي الامرة على عَادَته وَالْتزم بِثَلَاثِينَ ألف دِينَار أحضر مِنْهَا خَمْسَة وَأقَام ليتجهز فَتَأَخر سَفَره إِلَى يَوْم الْخَمِيس سادس عشر جُمَادَى الْآخِرَة فَمَاتَ بعد أَن تجهز فِيهِ وَأخرج أنفاله ظَاهر الْقَاهِرَة وَقد زَاد على السِّتين وَكَانَ أول مَا ولى الامرة بعد قتل أَخِيه عَليّ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَتِسْعين، وَكَانَت مُدَّة إمرته اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ سنة سوى مَا تخللها من ولَايَة غَيره وَقدم وَلَده بَرَكَات فِي رَمَضَان فالتزم بِمَا

ص: 104

بَقِي على وَالِده أَن يحمل كل سنة عشرَة آلَاف دِينَار مَعَ مَا جرت بِهِ الْعَادة من كَون مكس جدة لَهُ وَمَا تجدّد من مراكب الْهِنْد يخْتَص بالسلطان، وَطول المقريزي فِي عقوده تَرْجَمته.

418 -

حسن بن عَطِيَّة بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْخَيْر مُحَمَّد بن فَهد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ ابْن عَم صاحبنا النَّجْم عمر، / أمه فَاطِمَة ابْنة الشَّيْخ الْمُوفق النَّحْوِيّ الشهَاب أَحْمد ابْن مُحَمَّد بن كَمَال الدولوالي. ولد فِي صفر سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ للحنفية بعد مختصراتهم وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا والمقريزي وَالْجمال الكازروني والمحب المطري والبدر بن فَرِحُونَ والزين الزَّرْكَشِيّ وَابْن الْفُرَات وَابْن الطَّحَّان وَابْن بردس وَخلق وَدخل الْقَاهِرَة مرَارًا وَغَيرهَا للاسترزاق، وَسمع مني ثمَّ جلس مَعَ الشُّهُود وتطور وتهور

419 -

. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَطِيَّة البدري نِسْبَة لمنية بدر بالدقهلية الشَّافِعِي / خطيب جَامع بَلَده الَّذِي أنشأه قجماس بهَا. حفظ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِيهِ على أَحْمد بن مصلح الْمَاضِي وَقدم الْقَاهِرَة فَقَرَأَ على الديمي وكاتبه وَمِمَّا قَرَأَهُ عَليّ فِي قدمتين الْمجْلس الَّذِي عملته فِي ختم البُخَارِيّ وَبَعض مُسلم ومجالس من المتجر الرابح للدمياطي، وَنعم الرجل مَعَ فضل وتميز

420 -

. حسن بن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ بن حُسَيْن بدر الدّين بن الْعَلَاء بن الْفَخر الحسني الأرموي / نقيب الْأَشْرَاف كأبيه وجده وَيعرف بنائب قَاضِي الْعَسْكَر. اسْتَقر بعد أَبِيه فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين، كَانَ رَئِيسا ضخما كَرِيمًا لكنه كَانَ مُسْرِفًا على نَفسه وَلَا يزَال بِسَبَب ذَلِك أكثرا لأوقات فِي إملاق حَتَّى أَنه يحْتَاج إِلَى التَّعَرُّض لمن يتَوَهَّم كَونه دخيلا فِي الشّرف مِمَّن يستضعف جَانِبه وَكَذَا كَانَ أَبوهُ، ويحكى أَن وَالِده احْتَاجَ فِي تجهيز ابْنة لَهُ يُقَال اسْمهَا صرغتمش وَسَأَلَ الجمالي الاستادار فِي مساعدته فَكتب لَهُ بِمِائَة ألف، فرام الصَّيْرَفِي دَفعهَا لَهُ فَقَالَ بل امش معي لتباشر شِرَاء مَا أحتاج إِلَيْهِ وتدفع أَنْت الثّمن وَإِلَّا فَمَتَى أَخَذتهَا ضَاعَت فِي غير الْمَقْصُود أَو كَمَا قَالَ فَفعل، وَلما على الجمالي بذلك تحقق صدق مقاله وَأَنه لم يَجْعَل ذَلِك وَسِيلَة فِي الطّلب فزاده مبلغا آخر، وَلَا تصافه بِمَا ذكرته مِمَّا كَانَ السُّلْطَان يعرفهُ إِذْ كَانَ يجىء وَهُوَ أَمِير لِجَار لَهُ تركي اسْمه ارنبغا عَزله عَن النقابة فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين بِحُسَيْن بن أبي بكر الْفراء الْآتِي، وَاسْتمرّ معزولا حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين. وَله أَخ اسْمه حُسَيْن فِي قيد الْحَيَاة سنة إِحْدَى وَتِسْعين يتَصَرَّف فِي أَبْوَاب الْقُضَاة على هَيْئَة إملاق.

421 -

الْحسن بن عَليّ بن أَحْمد بن مُحَمَّد فتح الدّين أَبُو الْفَتْح المنزلي ثمَّ القاهري

ص: 105

الطولوني الْحَنَفِيّ أحد تواب الْحَنَفِيَّة، وَيعرف بالسراجي نِسْبَة لجده لَهُ أَعلَى يُقَال لَهُ سراج. مِمَّن اشْتغل وتميز وَكتب الْخط الْحسن وَمِمَّا كتبه الْقَامُوس بل وأوقفني على قصيدة من نظمه أَولهَا:

(بكأس ثغرك هَل للصب تَعْلِيل

وَهل على الْوَصْل يَا لمياء تعويل)

وَشَرحهَا، وَكَانَ قد لَازم الْجلَال بن السُّيُوطِيّ لكَونه من خطته جوَار جَامع ابْن طولون وَكتب عَنهُ من مجموعاته أَشْيَاء وَقرأَهَا ثمَّ لكَونه لم يمش مَعَه فِيمَا لم يُوَافق باينه، وَفِي غُضُون ذَلِك فِي أول ذِي الْحجَّة سنة خمس وَتِسْعين سمع مني المسلسل بِشَرْطِهِ وحدي زُهَيْر العشاري واستجازني ومدحني وَعِنْده أدب وفضيلة وَفِيه تجمل وحشمة، وَأول من ابتكر نيابته الشَّمْس الْغَزِّي ثمَّ ولاه الاخميمي وَجلسَ بحاوت بخطته، كَانَ الله لَهُ.

422 -

حسن بن عَليّ بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عَليّ الدماطي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الضَّرِير / ودماط من الغربية بِالْقربِ من الْمحلة. قدم الْقَاهِرَة فحفظ الْقُرْآن والتنبيه والمنهاج الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو)

والشاطبية وتوضيح النخبة لشَيْخِنَا وَأَخذه بحثا عَنهُ بقرَاءَته ولازمه كثيرا فِي الرِّوَايَة والدراية وَأذن لَهُ فِي الاقراء وَأثْنى عَلَيْهِ، وَكَذَا أَخذ الْفِقْه عَن الشّرف السُّبْكِيّ والونائي والبلقيني والمناوي وَقَرَأَ عَلَيْهِ فِي بعض التقاسيم وَحضر أَيْضا دروس القاياتي والأمين الاقصرائي والزين طَاهِر وَغَيرهم والقراآت عَن التَّاج بن تمرية والعفصي والزين رضوَان والشهاب السكندري وأكمل عَلَيْهِ والعربية عَن كريم الدّين العقبي وَلم يمهر فِيهَا خَاصَّة بلَى برع فِي الْفِقْه والقراءات، وتصدر للاقراء زَمنا، وانتفع بِهِ الطّلبَة، وخطب بالجامع الْأَزْهَر نِيَابَة وَبِغَيْرِهِ وَسمع على الرَّشِيدِيّ وَجَمَاعَة وَحج تنزل فِي صوفية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ فَقِيها فَاضلا متقنا ضابطا متحريا مقرئا مجودا متعبدا كثير التِّلَاوَة فَقِيرا قانعا. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بعد أَن توعك أشهرا بِحَيْثُ استثقلت بِهِ زَوجته فحول إِلَى البيمارستان من نَحْو شهر، ثمَّ حمل إِلَى الاقبغاوية مَيتا فَبَاتَ بهَا وَختم الْقُرْآن عِنْده ثمَّ غسل من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ فِي مشْهد حافل تقدم الزين زَكَرِيَّا ثمَّ دفن بتربة سعيد السُّعَدَاء عَن نَحْو السِّتين وَنعم الرجل حرمه الله وإيانا.

423 -

حسن بن عَليّ بن أَحْمد حسام الدّين الكجكني الْحلَبِي البانقوسي / نَائِب السلطنة بالكرك. ترقى فِي الخدم إِلَى أَن أَمر بطرابلس وَقدم مَعَ يلبغا الناصري لما انتزع الْملك من برقوق فَأمره بالكرك وَتقدم عِنْد الظَّاهِر برقوق لكَونه خدمه بالكرك ثمَّ قربه وَأمره بِمصْر إمرة خمسين وَبَعثه رَسُولا إِلَى الرّوم فَمَاتَ فِي ثَالِث رَجَب سنة

ص: 106

إِحْدَى. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، زَاد غَيره عَن سِتِّينَ وَدفن فِي تربته تجاه حوش السُّلْطَان ورسم لَهُ السُّلْطَان بثلثمائة دِينَار فِي ختمات واطعام وَنَحْو ذَلِك على قَبره فَتَوَلّى ذَلِك الْعَيْنِيّ بِإِشَارَة أرغون شاه البيدمري لَهُ بذلك، وَكَانَ أَمِيرا جَلِيلًا جميل المحاضرة حُلْو المداعبة تَامّ الْمعرفَة بجياد الْخَيل والجوارح محبا فِي الْعلمَاء وَأهل الْخَيْر عَاقِلا سيوسا، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي

424 -

. حسن بن عَليّ بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مُفْلِح الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ أَخُو عبد الْمُنعم / الْآتِي. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ

425 -

. حسن بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو عَليّ بن الْمُوفق النَّاشِرِيّ الْيَمَانِيّ. / أَخذ عَن أَبِيه وَابْن عَمه الْجمال الطّيب بل وَعَمه الشهَاب القَاضِي وَأم بِمَسْجِد وَالِده وَكَانَ شجى الصَّوْت جيد التِّلَاوَة وَلَا زَالَ متعللا حَتَّى مَاتَ فِي سنة إِحْدَى أَو اثْنَتَيْنِ وَعشْرين.

426 -

حسن بن عَليّ بن أبي بكر بدر الدّين السُّبْكِيّ الأَصْل الريشي ثمَّ القاهري وَالِد خير الدّين مُحَمَّد الْآتِي أحد الشُّهُود. قَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وَعرض على جمَاعَة وَحضر عِنْد الابناسي وَغَيره وَصَحب الزين بن النقاش وجاور مَعَه بِمَكَّة وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ فِي الميعاد ثمَّ جاور فِيهَا بمفرده سِنِين وَتزَوج بهَا، وَجلسَ بِبَاب السَّلَام ينْسَخ وَيشْهد وَكَانَ يكْتب خطا جيدا فَلِذَا كَانَ يكْتب الْعُمر هُنَاكَ فِيمَا بَلغنِي. مَاتَ بهَا فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَخمسين وَدفن بالمعلاة.

427 -

حسن بن عَليّ بن جوشن بن مُحَمَّد الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد القاهري البدوي الركاب بالاسطبلات السُّلْطَانِيَّة كأسلافه ونزيل الخانقاه القوصونية من القرافة الصُّغْرَى. / ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ بعض الْقُرْآن وَاسْتمرّ على حفظه ثمَّ وَفقه الله لملازمة الصَّالِحين والطلبة، وحبب إِلَيْهِ سَماع الحَدِيث فأكب عَلَيْهِ وَسمع من التنوخي وَابْن الشيخة والنجم البالسي والفرسيسي والابناسي والهيثمي والقدسي وَالشَّمْس بن مكين الْمَالِكِي فِي آخَرين وَقَالَ كنت أتوجه من القرافة الْكُبْرَى إِلَى الحسينية للسماع على ابْن الشيخة حَتَّى سَمِعت عَلَيْهِ صَحِيح ابْن حبَان وَسمعت على الفرسيسي سيرة ابْن سيد النَّاس وعَلى الْعِرَاقِيّ وَولده الْوَلِيّ والهيثمي والبلقيني قَالَ وَكَانَ يحبني ويلقبني النجيب وعَلى السويداوي وَابْن حَاتِم وَغَيرهم، وَحج فِي سنة سبع وَسبعين ثمَّ توجه فِي الْقَابِل مَعَ الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن فَلَمَّا رَجَعَ من الْعقبَة رَجَعَ مَعَه، ثمَّ حج بعد تِلْكَ السّنة وسافر إِلَى دمشق

ص: 107

مَعَ الظَّاهِر ططر وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل اسكندرية وَمَا سمع فِي مَوضِع مِنْهَا، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء بل كتب عَنهُ بعض الْجَمَاعَة من نظمه:

(قلبِي بحب الَّذِي أهواه مَشْغُول

وَشرح حَالي فِي تَفْصِيله طول)

(إِن زرتموني فيا بشراي يَا فرحي

يَا من هم بغيتي وَالْقَصْد والسول)

فِي أَبْيَات وَكَانَ خيرا مجيدا محبا للْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ مُعْتَقدًا بَين طائفته وَمن يعرفهُ ذَا منزلَة عِنْد الْمُلُوك وَنَحْوهم مستحضرا لكثير من الحَدِيث وَغَيره سِيمَا الْخَيْر عَلَيْهِ ظَاهِرَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَدفن بالقرافة رحمه الله.

428 -

حسن بن عَليّ بن حسن بن أبي بكر بن صَلَاح الدّين بن الشَّيْخ نصر الْبَدْر النمراوي الشَّافِعِي / أحد أَصْحَاب أبي الْعَبَّاس الغمري وَيعرف بِابْن الطَّوِيل. ولد قبل سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بنمرة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَكَثِيرًا من الْمِنْهَاج الفرعي وَقطعَة من الْأَصْلِيّ وَجَمِيع هَدِيَّة الناصح وألفية النَّحْو والشاطبية ورائية الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الديريني فِي مرسوم الْخط وَحضر فِي دروس الْعَبَّادِيّ وَابْن أَخِيه الشهَاب وَالْفَخْر المقسي والجوجري والبرمكيني فِي آخَرين وشارك فِي الْفَضِيلَة وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء ولازمني فِي الاملاء وَغَيره وخطب بِجَامِع الغمري وَغَيره، وأقرأ مماليك أزدمر المسرطن أحد المقدمين، وَنعم الرجل.

429 -

حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان بن عز الْعَرَب بن عَليّ بن فضَالة بن عز الْعَرَب بن فضل بن فضَالة الْبَدْر أَبُو الضياء بن النُّور الغمريني وَرُبمَا قيل لَهُ التتائي المتوفي ثمَّ القاهري الازهري الْمَالِكِي، وَيعرف بِابْن مشعل. ولد بِكفْر يعرف ببني غمرين مجاور لتتا وَكِلَاهُمَا من قرى منوف الْعليا من الْجِهَة البحرية وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن عِنْد الْفَقِيه هرون وَغَيره، ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَنزل رواق الريافة من الْأَزْهَر وَحفظ الرسَالَة وألفية النَّحْو وَعرض على شَيخنَا والقاياتي وَابْن البُلْقِينِيّ، وَحضر دروس أبي الْقَاسِم النويري وَقَرَأَ على ابْن المجدي فِي النَّحْو والفرائض وعَلى ابْن قديد فِي الصّرْف ثمَّ على السنهوري فِي الْفِقْه وَغَيره، وَصَحب الانصاري وسافر مَعَه فِي سنة خمس وَأَرْبَعين إِلَى حلب وَأخذ بهَا عَن ابْن الشماع وَحج غير مرّة وجاور وزار الطَّائِف وَكَانَ بِمَكَّة مَعَ الانصاري حِين مَاتَ ومسه بعده مَكْرُوه بِسَبَبِهِ وتحول إِلَى الشمام فقطنها وناب عَن قاضيها بل نَاب قبل بِالْقَاهِرَةِ عَن اللَّقَّانِيّ وَذكر أَن وَالِده كَانَ من شُيُوخ أهل تِلْكَ النَّاحِيَة وَأَنه عمر مائَة وثمان سِنِين وَهُوَ كَامِل الْأَعْضَاء والحركات.

430 -

حسن بن عَليّ بن حسن بن عَليّ بن قَاسم الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد بن القَاضِي

ص: 108

عَلَاء الدّين المشرقي الأَصْل ثمَّ التلعفري الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد وَعبد الرَّحِيم الآتيين وَيعرف بالمحوجب. كَانَ أَبوهُ قَاضِي تلعفر من نواحي الْموصل قَالَ ابْن الْأَثِير تبعا لأصله وظني أَنَّهَا التل الأعفر فخففوها وَقَالُوا تلعفر. فولد صَاحب التَّرْجَمَة بهَا ثمَّ قدم قبل استكماله عشر سِنِين مَعَ أَبِيه دمشق وَكَانَ ذَلِك ظنا فِي أَيَّام التَّاج السُّبْكِيّ فاشتغل على أهل تِلْكَ الطَّبَقَة فِي الْفِقْه والقراآت والعربية والفرائض وَمن شُيُوخه فيهمَا الْعَلَاء التلعفري أحد تلامذة ابْن تَيْمِية وَلَيْسَ بِأَبِيهِ بل هُوَ آخر شَاركهُ فِي النِّسْبَة واللقب، صَارَت لَهُ يَد فِي القراآت والفرائض وبراعة فِي الشُّرُوط مَعَ الضَّبْط لدينِهِ ودنياه والوجاهة فِي الْعَدَالَة، ثمَّ لزم بِأخرَة مَسْجِد الْخَوَارِزْمِيّ من القبيبات إِلَى أَن مَاتَ سنة أَربع عشرَة عَن نَحْو التسعين بِتَقْدِيم التَّاء، وَدفن بالقبيبات جوَار التقي الحصني رحمهمَا الله وإيانا.

431 -

حسن بن عَليّ بن حسن بن عبد الرَّحْمَن الْمَنَاوِيّ الأَصْل نِسْبَة لمنية الرخا من بحري البولافي الشَّافِعِي / أحد النواب وَيعرف بِابْن القلفاط حِرْفَة أَبِيه، ويلقب جده بالبدوي. ولد فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وَأمه هِيَ أُخْت الشَّيْخ مُحَمَّد ابْنا عَليّ بن صَلَاح الْمَنَاوِيّ نِسْبَة لمينة ابْن خصيب فَنَشَأَ عِنْد خَاله الْمَذْكُور ببولاق وَحفظ عِنْده الْقُرْآن والعمدة والمنهاج وألفية النَّحْو وَقَرَأَ على النُّور الْمَنَاوِيّ شيخ الاستادارية والشرف مُوسَى البرمكيني فِي التَّقْسِيم وَغَيره ولازم ثَانِيهمَا أَكثر وَكَذَا حضر عِنْد الشّرف الْمَنَاوِيّ وناب عَنهُ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ بعناية البرمكيني وَاسْتمرّ يَنُوب لمن بعده، بل اسْتَقر فِي شَهَادَة أوقافه الْحَرَمَيْنِ برغبة الشهَاب البيجوري لَهُ عَنْهَا فِي الْأَيَّام الولوية رَفِيقًا لِلشِّهَابِ الزعيفريني وَتكلم فِي عمل انبابة وبلقس وَغَيرهمَا وَكَذَا بَاشر حسبَة بولاق فِي أَيَّام يشبك الجمالي ثمَّ أعرض عَن ذَلِك، وَقَرَأَ على القَاضِي زَكَرِيَّا فِي شَرحه للبهجة وَسمع غير ذَلِك، وسافر مَعَ أَبِيه لمَكَّة وَهُوَ صَغِير ثمَّ حج فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وجاور الَّتِي تَلِيهَا، وَكَانَ يجْتَمع على حَتَّى سمع السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام إِلَّا مَجْلِسا وَالْكثير من التَّذْكِرَة للقرطبي، وَهُوَ صهر الناصري مُحَمَّد بن مُحَمَّد مهتار الطشتخاناه للمؤيد بن إينال والمهتار أَبوهُ لَا ابْنه، وَله حَادِثَة أَشَرنَا إِلَيْهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين

432 -

. حسن بن عَليّ بن حسن الحاسم أَبُو مُحَمَّد السَّرخسِيّ الأَصْل الابيوردي. ولد سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بأبيورد الْمُنْتَقل جده إِلَيْهَا، وَنَشَأ بهَا وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ يعرف كل مِنْهُمَا فِيهَا بالخطيب وَلذَا قيل لَهُ الخطيبي. واشتغل بعلوم على جمَاعَة من الْكِبَار وَكَانَ أَبوهُ يمنعهُ فِي الِابْتِدَاء من الِاشْتِغَال بالعقليات ثمَّ أذن لَهُ فسر

ص: 109

بذلك ولازم السعد التَّفْتَازَانِيّ مُلَازمَة جَيِّدَة، ثمَّ رَحل إِلَى بَغْدَاد سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَقَرَأَ بهَا على الشهَاب أَحْمد الْكرْدِي الْحَاوِي فِي الْفِقْه والغاية القصوى، ولازم فِيهَا الشَّمْس الْكرْمَانِي، ثمَّ دَخلهَا أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين قَاصِدا الْحَج من خُرَاسَان فَلم يقدر لَهُ فَأَقَامَ بهَا وَقَرَأَ بهَا صَحِيح مُسلم على النُّور عبد الرَّحْمَن بن أفضل الدّين الاسفرايني، ثمَّ رَحل مِنْهَا فِي أَوَائِل سنة خمس وَتِسْعين ثمَّ رَجَعَ إِلَى خُرَاسَان وارتحل إِلَى قزوين فَقَرَأَ بهَا على الشّرف الْقزْوِينِي وَصَحب بهَا النُّور الشالكاني أحد مَشَايِخ)

الصُّوفِيَّة الْمَذْكُورين بالكشف وَقَرَأَ بهَا الحَدِيث على الصَّدْر أبي الْمَعَالِي أَحْمد بن أبي الْفَضَائِل نصر الله بن مُحَمَّد الْقزْوِينِي الْمَعْرُوف بِابْن الْمولى ورحل إِلَى أَصْبَهَان فَقَرَأَ عُلُوم الرياضات على مَحْمُود الراشاني قَرَأَ عَلَيْهِ التَّذْكِرَة فِي علم الْهَيْئَة وَالِي بخاري فَقَرَأَ بهَا شَيْئا من أول البُخَارِيّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن جلال الدّين الحافظي الجعبري أَنا حَافظ الدّين أَبُو طَاهِر مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد الاوسي انا السراج عمر بن عَليّ الْقزْوِينِي إجَازَة انا الرشيد أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أبي الْقسم عبد الله بن عمر المقرىء انا أَبُو الْحسن عَليّ بن أبي بكر القلانسي بِسَنَدِهِ، وَالِي سَمَرْقَنْد وتركستان وَغَيرهمَا وَتقدم على أقرانه مَعَ كثرتهم وصنف التصانيف الجيدة المفيدة، وَحج سنة أَربع وَثَمَانِينَ ثمَّ سنة أَربع عشرَة وجاور الَّتِي بعْدهَا، ثمَّ سَافر فِي آخرهَا إِلَى زبيد من بِلَاد الْيمن فَحل لَهُ الْقبُول من متوليها ثمَّ إِلَى تعز فَدَخلَهَا فِي الْعشْر الْأَخير من جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتّ عشرَة فَلم يلبث أَن مرض ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم السبت ثَالِث عشر جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا وَكَانَت جنَازَته حافلة رحمه الله. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه وَكَذَا أوردهُ شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار وسمى جده مُحَمَّدًا وَقَالَ: حسام الدّين الابيوردي الشَّافِعِي الْخَطِيب نزيل مَكَّة كَانَ عَالما بالمعقولات ثمَّ دخل الْيمن وَاجْتمعَ بالناصر ففوض إِلَيْهِ تدريس بعض الْمدَارِس بتعز فعاجلته الْمنية وَكَانَ قد أَخذ عَن التَّفْتَازَانِيّ مَعَ الدّين وَالْخَيْر والزهد، وَله من التصانيف ربيع الْجنان فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَغير ذَلِك

433 -

. حسن بن عَليّ بن حسن الْبَدْر السفطي الازهري الشَّافِعِي / اشْتغل يَسِيرا واختص بِالنَّجْمِ بن حجي وَسمع جمَاعَة وَكَانَ يراجعني فِيمَن تَأَخّر من أهل الرِّوَايَات لأخذ خطوطهم على الاستدعاءات فَصَارَت لَهُ بهم براعة وخبرة، وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني.

434 -

حسن بن عَليّ بن حسن الْبَدْر المباشري ثمَّ الشبراوي الملسي / أحد شهودها. قدم الْقَاهِرَة فسكن المنكوتمرية وقتا وَقَرَأَ عَليّ وعَلى غَيْرِي يَسِيرا وَجلسَ مَعَ الشُّهُود ثمَّ رَجَعَ

435 -

. حسن بن عَليّ بن خلف الْبَدْر السجيني الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي خَال الشهَاب

ص: 110

السجيني الفرضي الْمَاضِي، كَانَ يُؤَدب الْأَطْفَال وَيقْرَأ الأجواق رياسة وَرُبمَا وعظ وَأكْثر من النّسخ بِحَيْثُ كتب عدَّة مصاحف وربعات ووقف مِمَّا كتبه صَحِيح البُخَارِيّ على أبي الْعَبَّاس الغمري.

مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَانِينَ وَقد قَارب السِّتين رَحمَه ال

436 -

لَهُ. حسن بن عَليّ بن سَالم بن أَحْمد بن عبد الْخَالِق الْبَدْر الْبُرُلُّسِيّ الشوري ثمَّ القاهري الْمَالِكِي وَيعرف بالشوري. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بشورى قَرْيَة من البرلس وَنَشَأ فحفظ الرسَالَة وغالب ابْن الْحَاجِب الفرعي والأصلي وألفية ابْن مَالك والشاطبية وتلا لعدة قراء على مُحَمَّد الْمصْرِيّ قدم عَلَيْهِم، وَأخذ الْفِقْه وَغَيره عَن الشَّمْس مُحَمَّد بن عرام، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة ثَلَاث وَخمسين فَأخذ عَن طَاهِر فِي الْفِقْه والاصول وَكَذَا لَازم يحيى العلمي فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا والتريكي فِي الْفِقْه وأصوله وَأَبا الْجُود فِي الْفَرَائِض وَأخذ عَن التقي الحصني فنونا وَعَن الكافياجي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ على السَّيِّد النسابة فِي البُخَارِيّ ولازمني فِي كثير من شرح الالفية وَفِي الامالي وَغير ذَلِك، وكتبت عَنهُ من نظمه أبياتا فِي البقاعي عِنْدِي فِي مَوضِع آخر، وَحج سنة سِتِّينَ ثمَّ سنة ثَمَانِينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَحضر عِنْد الْبُرْهَان بن ظهيرة وَكَانَ يتدرب بِهِ أَبُو الْخَيْر الفاسي حِين كَانَ يحكم بهَا، وَفضل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وأقرأ الطّلبَة بِبَلَدِهِ وَكَذَا بِجَامِع الازهر وَغَيره وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالتكلم على النَّاس بل نَاب هُوَ فِي الْقَضَاء عَن اللَّقَّانِيّ ثمَّ ترك وَيُقَال إِنَّه غير مَحْمُود

437 -

. حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد الفيومي القاهري الشَّافِعِي / إِمَام جَامع الزَّاهِد بالمقسم. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَثَمَانمِائَة وَحفظ فِي صغره مَعَ الْقُرْآن الْعُمْدَة والتنبيه فِي الْفِقْه وعرضهما فِي سنة سبع عشرَة على جمَاعَة مِنْهُم الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي آخَرين مِمَّن لم يجز كالبيجوري والبرماوي والبلالي وَابْن النقاش والبوصيري، وَكَانَ أحد الصُّوفِيَّة بِسَعِيد السُّعَدَاء مديما إقراء الاطفال بِجَانِب مَحل إِمَامَته مِمَّن اعتنى بالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ وأتقنه مَعَ النواجي وَغَيره. وَكَذَا قَرَأَ فِيهِ وَفِي غَيره على شَيخنَا ابْن خضر والشهاب الْمحلى خطيب جَامع ابْن ميالة والبرهان الكركي بل سمع فِيهِ على شَيخنَا أَو قَرَأَ وَكتب مِنْهُ عدَّة نسخ بِخَطِّهِ الْمَنْسُوب الَّذِي جوده ظنا على البسراطي المقسي بل قَرَأَهُ على الْعَامَّة بالجامع الْمشَار إِلَيْهِ، وَزَاد اعتناؤه بِهِ حَتَّى حصل فَوَائِد فِي شرح كثير من أَحَادِيثه التقطها فِي طول عمره من بطُون الْكتب مُشْتَمِلَة على الْجيد وَغَيره مَعَ التكرير والتبتير لعدم تأهله وَضم

ص: 111

ذَلِك لتراجم جمَاعَة من رُوَاته وَنَحْوهم وَرُبمَا استمد فِي ذَلِك مني ورام قِرَاءَة مَا كتبه عَليّ وَهُوَ شَيْء كثير يكون نَحْو مجلدين فَأكْثر فَمَا اتّفق، وَتردد بِأخرَة للشمس ابْن قَاسم فَكَانَ مَا استفاده مِمَّا أُشير إِلَيْهِ أَكثر مِمَّا أَفَادَهُ، وَنعم الرجل كَانَ صلاحا وسلامة فطْرَة لكنه كَانَ قَاصِر الْفَضِيلَة. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبعين رحمه الله وإيانا.) :::

438 -

حسن بن عَليّ بن عَامر الجدي /. مَاتَ بساحل جدة فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَخمسين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها.

439 -

حسن بن عَليّ بن عبد الْعَزِيز بن عبد الرَّحْمَن بن غفاه البدراني وَالِد المحمدين الثَّلَاثَة / الْآتِي ذكرهم. قَرَأَ الْقُرْآن وأقرأه أَوْلَاده وَكَانَ خيرا صَالحا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان بمنية بدران رحمه الله.

440 -

حسن بن عَليّ بن عَليّ بن رضوَان الطلخاوي ثمَّ القاهري الْوَقَّاد / أَبوهُ ثمَّ هُوَ بِجَامِع الغمري ونزيل مَكَّة. ولد سنة ثَلَاث وَخمسين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا واشتغل بِالْقَاهِرَةِ، وقطن مَكَّة من سنة سبع وَسبعين ولازم الشَّمْس المسيري فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا، وَكَذَا قَرَأَ النَّحْو على يحيى العملي وأبى الْعَزْم الْقُدسِي وَالْفِقْه وأصوله على الشّرف الدمسيسي حِين مجاورته وَحضر فِي النَّحْو عِنْد السراج معمر وَقَرَأَ على السَّيِّد عبد الله ثمَّ قَرَأَ على ابْن جرباش شرح العقائد حِين مجاورته، وَحمل عني بهَا وبغيرها أَشْيَاء وَتزَوج بِمَكَّة ورزق الْأَوْلَاد، وَفهم الْفِقْه والعربية مَعَ دربة وتقنع وارتفق بِبَعْض التعاليم وَاسْتقر فِي مدرسة السُّلْطَان بعد أبي الْيمن حفيد أبي السعادات بن ظهيرة وَفِي الزمامية عَن غَيره وَرُبمَا أَقرَأ الْفِقْه والعربية وَنعم الرجل.

441 -

حسن بن عَليّ بن عمر الْبَدْر الاسعردي، / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه صاحبنا بدر الدّين كَانَ من بَيت نعْمَة وثروة فَأحب سَماع الحَدِيث فَسمع فَأكْثر وَكتب الطباق وَحصل الْأَجْزَاء وَسمع من أَصْحَاب التقي سُلَيْمَان وَنَحْوهم وَأحب هَذَا الشَّأْن وَذَهَبت أجزاؤه فِي فتْنَة تمرلنك، وَقد رافقني فِي السماع وَأَعْطَانِي أَجزَاء بِخَطِّهِ، وَبَلغنِي أَنه حدث بِدِمَشْق فِي سنة وَفَاته بِبَعْض مسموعاته. وَمَات بهَا فِي ربيع الأول سنة تسع وَكَذَا قَالَ نَحوه فِي المعجم. وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

442 -

حسن بك بن عَليّ بك بن قرا يلوك عُثْمَان صَاحب ديار بكر وأخو جهانكير الْمَاضِي ووالد أبي المظفر يَعْقُوب صَاحب الشرق وَيعرف بالطويل. / انتزع مملكة الْحسن من بني أَيُّوب بقتْله لزين العابدين الملقب بالصالح وأخويه بني عَليّ بن مَحْمُود بن الْعَادِل سُلَيْمَان وَذَلِكَ فِي سنة سِتّ وَسِتِّينَ. وَمَات فِي جُمَادَى

ص: 112

أَو رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بعد أَن أَخذ ملك الرّوم ابْن عُثْمَان جنده، وَاسْتقر بعده ابْنه الْكبر خَلِيل فحاربه أَخُوهُ الْمشَار إِلَيْهِ يَعْقُوب وَقتل ذَلِك بعد هَذَا الْآن بِيَسِير بل كَانَ أحد أُمَرَاء صَاحب التَّرْجَمَة وَهُوَ بايندر قتل ولدا فِي حَيَاة أَبِيه لَهُ أَيْضا يُقَال لَهُ مُحَمَّد باغرلو

443 -

. الْحسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الْعَلَاء بن الشَّمْس الحصني ثمَّ الْحَمَوِيّ القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بِابْن الصَّواف /. كَانَ جد وَالِده مُبَارَكًا مُعْتَقدًا وخدم وَلَده الْعَلَاء القضامي فِي التِّجَارَة وَغَيرهَا حَتَّى قيل إِن ثروتهم مِنْهُ وتعاني وَلَده التِّجَارَة لنَفسِهِ وَصَارَ ذَا خبْرَة بالابل وانتقل فِي كنف أَبِيه فَارًّا من الْفِتْنَة لحصن الأكراد بَين حماة وطرابلس، وَكَانَ مولد الْبَدْر هَذَا هُنَاكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة فَلَمَّا انْقَضتْ الْفِتْنَة رجعُوا إِلَى محلهم حماة، وَنَشَأ الْبَدْر على طَريقَة وَالِده فِي الْمُعَامَلَة وَالتِّجَارَة وَحفظ الْمُخْتَار والأخسيكتي ومنظومة النَّسَفِيّ وَأخذ الْفِقْه عَن قاضيها نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن عُثْمَان بن الجيني وَسمع فِي صَحِيح مُسلم على الشَّمْس بن الْأَشْقَر وَحج وَقدم الْقَاهِرَة فَحَضَرَ دروس الشَّمْس بن الديري وقاري الْهِدَايَة وَكَانَ مِمَّن عينه أَولهمَا من طلبته لصوفية المؤيدية أول مَا فتحت، وَرجع إِلَى بِلَاده ثمَّ قدم والكمال بن الْهمام إِذْ ذَاك شيخ الاشرفية المستجدة فلازمه وَقَرَأَ عَلَيْهِ نصف التَّحْقِيق شرح الاخسيكتي وَسمع عَلَيْهِ بَاقِيَة مَعَ بعض شرح ألفية الحَدِيث، وَصَارَ ذَا مُشَاركَة فِي الْأُصُول مَعَ حفظ جَانب من الْفِقْه واتفقت وَفَاة شَيْخه ابْن الجيتي والبدر إِذْ ذَاك بِالْقَاهِرَةِ فَقَامَ مَعَه الْجمال بن مصطفى الْحَنَفِيّ أحد أَصْحَابه أتم قيم بملاحظة شَيْخه الْكَمَال وَكَذَا الْأمين الاقصرائي لكَونه مِمَّن كَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ عِنْد بعض الْأُمَرَاء حَتَّى ولى قَضَاء بَلَده فِي أول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ فَأَقَامَ فِيهِ إِلَى أَن مَاتَ وَتقدم بِكَثْرَة الْهَدَايَا والخدم ومزيد الْبَذْل لأرباب الْحل وَالْعقد وَالْمُبَالغَة فِي الضِّيَافَة وَنَحْوهَا للقادمين عَلَيْهِ من ذَوي الوجاهات والمناصب فزادت بذلك وجاهته وانتشرت متاجره ومستأجراته وروعي جَانِبه وَكثر الرَّاغِب فِي الْحُلُول بساحته وطالبه، حَتَّى كَانَ الجمالي نَاظر الْخَاص من المساعدين فِي مآربه والقاهرين لمن يلْتَمس خفض جَانِبه لِكَثْرَة مَا كَانَ يجلبه إِلَيْهِ ويحكمه فِيمَا يَقُول فِيهِ عَلَيْهِ،

ص: 113

وَكَانَ بَينه وَبَين الْمُحب بن الشّحْنَة مزِيد اخْتِصَاص فَرغب فِي تَزْوِيج ابْنه الصَّغِير لابنَة الْبَدْر وَاتفقَ قدومه الْقَاهِرَة والمحب قاضيها فأنزله بجانبه وَكَاد أَمر الْمُصَاهَرَة أَن يتم فطرأت منافرات بَين النِّسَاء اقْتَضَت حُصُول وَحْشَة وحاول جمَاعَة إِزَالَتهَا بِكُل طَرِيق فَمَا أمكن وتكلف الْبَدْر بِسَبَبِهَا قدرا طائلا حَتَّى انْقَطَعت الوصلة وتطرق للسعي فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة بالديار المصرية وساعده الدوادار جَانِبك الجداوي حَتَّى اسْتَقر ببذل مَال بعد صرف الْمُحب الْمشَار إِلَيْهِ، وَلم يلبث أَنْت تعلل ثمَّ مَاتَ وَقد اسْتكْمل خَمْسَة أشهر واياما يُقَال وَهُوَ مَسْمُوم فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي جمع حافل مِنْهُم الاتابك قانم التَّاجِر وَدفن فِي حوش مَنْسُوب للاتابك بِجَانِب تربته بِالْقربِ من تربة الظَّاهِر برقوق، وَقد أطلت تَرْجَمته فِي الْقُضَاة والوفيات، وَكَانَ صَالحا تَامّ الْعقل متواضعا محبا فِي المذاكرة بمسائل الْعلم وَالْأَدب بل يُقَال انه من المتميزين فِي الْفِقْه والاصول وَقد جَلَست مَعَه مرّة أَو مرَّتَيْنِ قبل ولَايَته وسألني عَن بعض الْأَحَادِيث مرّة بعد أُخْرَى رحمه الله وإيانا.

444 -

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الرَّزَّاق بن القطب عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عمر بن عُثْمَان بن أبي بكر بن عبد الرَّزَّاق بن القطب عبد الرَّحْمَن الشَّمْس الانصاري الخزرجي الدَّمِيرِيّ الْمَالِكِي /، ولد فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة وَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو على وَالِده واشتغل فِي الْفِقْه على الْبِسَاطِيّ وَالْجمال الاقفهسي والتاج بهْرَام وَكَانَ خَال وَالِده والزينين خلف النحريري وقاسم النويري فِي آخَرين وَكَانَ يزْعم أَن ابْن شاوسن صَاحب الْجَوَاهِر وَابْن المكين الْمصْرِيّ من أقاربهم وَأَن أُصُوله كلهم مالكية إِلَّا جده فَكَانَ شافعيا، وَأَن وَالِده تَلا بالسبع على النُّور على بن عبد الله أخى شَيْخه بهْرَام عَن أبي بكر بن الجندي، وَأخذ هُوَ النَّحْو عَن الشموس الشطنوفي والعجيمي والبساطي ولازمهم بل لَازم الشَّيْخ قنبر نَحْو السنتين فِي الْعُلُوم الَّتِي كَانَ يقرئها وَقَرَأَ بِأخرَة على القاياتي فِي سعيد السُّعَدَاء جَمِيع ابْن المُصَنّف، وَسمع الحَدِيث على الصّلاح الزفتاوي وَابْن الشمني وَابْن الابناسي والمراغي والغماري والسويداوي والحلاوي وَغَيرهم، وأجازت لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي فِي آخَرين وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء فرأت عَلَيْهِ وَكَانَ ظَاهر الْعَدَالَة حاد اللِّسَان محبا فِي الحَدِيث وَأَهله مستكثرا من زِيَارَة الصَّالِحين وتعاهد قُبُورهم بِحَيْثُ صَارَت لَهُ فِيمَا بَلغنِي مهارة فِي تَعْيِينهَا مَوْصُوفا قبل ذَلِك بالفضيلة لكنه جلس للتكسب بِالشَّهَادَةِ فاشتغل بهَا ولتقدم سنه مَعَ فاقته ومعرفته بالخطوط كَانَ مَقْصُودا للشَّهَادَة عَلَيْهَا، وَقد أَقَامَ مُدَّة

ص: 114

بحانوت الخيميين رَفِيقًا للزين أبي بكر المشهدي الْآتِي إِن شَاءَ الله إِلَى أَن مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين رحمه الله.

445 -

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الاذرعي ثمَّ الصَّالِحِي / قَاضِي أَذْرُعَات وَالِد الشهَاب أَحْمد الإِمَام وَعبد الله وأخو حُسَيْن الْمَذْكُورين. سمع من شَيخنَا وَكَانَ بَينهمَا مَوَدَّة بل سمع شَيخنَا من نظمه.

446 -

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر أَبُو الْمجد الطلخاوي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي. / ولد فِي لَيْلَة الْأَحَد مستهل رَمَضَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بطلخا من الغربية، وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن ومختصر أبي شُجَاع وتلقن الذّكر من يُوسُف الازهري أحد أَصْحَاب الغمري الْكَبِير ثمَّ تحول مَعَ خَاله الْحَاج عَليّ إِلَى الْقَاهِرَة فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فقطنها، وَأقَام بالازهر فجود الْقُرْآن وَحفظ الْمِنْهَاج وألفية النَّحْو وألفية الْفَرَائِض لِابْنِ الهائم واللمحة للعفيف فِي الطِّبّ وغالب جمع الْجَوَامِع وألفية الحَدِيث وَالتَّلْخِيص وَأخذ الْفَرَائِض والحساب والميقات والهيئة والهندسة والجبر والمقابلة وَحل الشَّمْس بطرِيق الدّرّ الْيَتِيم عَن الشهَاب السجيني وَرُبمَا رَاجع الشرفي بن الجيعان فِي شَيْء من الْفَرَائِض والحساب والهيئة مَعَ الوضعيات عَن الْمُحب بن الْعَطَّار والوضعيات فَقَط عَن ابْن ولي الدّين صهر الغمري والميقات فَقَط عَن نور الدّين النقاش وَولده والبدر المارداني والحرف عَن نَاصِر الدّين بن قرقماس والرمل عَن مُحَمَّد النحريري وَالْفِقْه عَن الْعَبَّادِيّ والوروري وَإِمَام الكاملية وزَكَرِيا والشرف مُوسَى البرمكيني والبرهان العجلوني وَالْفَخْر المقسي وَعبد اللَّطِيف الشارمساحي والزين الابناسي وَالشَّمْس الْجَوْجَرِيّ وَعَن الشّرف وَكَذَا ابْن قَاسم وَالْجمال الكوراني أَخذ أصُول الدّين بل أَخذه أَيْضا عَن الكافياجي وَعَن العجلوني والشرف والكوراني أَخذ الْمنطق وَكَذَا أَخذ عَن العجلوني وَإِمَام الكاملية وَابْن المرخم والابناسي أصُول الْفِقْه وَأَخذه أَيْضا مَعَ الْمعَانِي وَالْبَيَان عَن الشهَاب بن الأقيطع وَعَن السنهوري وَابْن يُونُس المغربي ونظام الْحَنَفِيّ وَكَذَا الابناسي والكوراني والوروري الْعَرَبيَّة، وَكَذَا أَخذهَا مَعَ الصّرْف عَن السُّهيْلي وَعَن مظفر الامشاطي الطِّبّ قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للمحة وَغَيره وَكَذَا أَخذ فِي الطِّبّ عَن التقي الشمني وَعَن كريم الدّين الهيثمي الوراقة والشروط ولازم الْبَدْر بن الْقطَّان فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير والمعاني وَالْبَيَان والاصلين والمنطق والابناسي فِي التَّفْسِير والْحَدِيث والمعاني وَالْبَيَان وَالصرْف، ولازمني فِي الحَدِيث رِوَايَة ودراية بِحَيْثُ حمل عني شرح ألفية الْعِرَاقِيّ

ص: 115

لناظمها وَالْكثير من شرحي وَقَرَأَ عَليّ فِي شرح الْعُمْدَة لِابْنِ دَقِيق الْعِيد بل أَخذ عني دروسا من شرح ألفية النَّحْو، وَبَعض هَؤُلَاءِ فِي الْأَخْذ أَكثر من بعض وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس فدرس وناب فِي الْقَضَاء، وَحج وتكسب)

بالطب قَلِيلا ثمَّ أعرض عَن ذَلِك وَلزِمَ التكسب بِالشَّهَادَةِ، وَصَارَ مرجع خطته إِلَيْهِ فِيهَا وداوم الْجُلُوس فِي بعض الْمَسَاجِد لَهَا وللاقراء وَلم يتعاط من الاحكام إِلَّا قَلِيلا مَعَ تواضعه وانطراح نَفسه واقباله على مَا يهمه، وَكتب بِخَطِّهِ أَشْيَاء مَعَ ثروة وَشدَّة حرص اقْتضى تَعبه من قبل بنيه وَنَحْوهم.

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر أَبُو عبد الله بن الصَّواف. /. مضى فِيمَن جد أَبِيه عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد تَقْرِيبًا.

447 -

حسن بن عَليّ بن الزكي مُحَمَّد بن مُوسَى بن مراج الْمَكِّيّ الْعَطَّار الْبَزَّار / بقيسارية دَار الامارة مِنْهَا، وَيعرف بِابْن الزكي. ولد قبيل الاربعين وَسَبْعمائة بِيَسِير، وَسمع عَليّ الْفَخر بن النويري وَابْن الصفي الطَّبَرِيّ والسراج الدمنهوري والتاج ابْن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الْهَمدَانِي والعز بن جمَاعَة فِي آخَرين كالقطب مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن المكرم سمع عَلَيْهِ جُزْء الْخرقِيّ ومجالس من أمالي التنوخي. قَالَ الفاسي وَمَا عَلمته حدث لكنه أجَاز فِي بعض الاستدعاءات، وَكَانَ خيرا عطارا بِمَكَّة. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَدفن بالمعلاة. ترجه الفاسي بِمَكَّة ثمَّ التقى بن فَهد فِي مُعْجَمه

448 -

. حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر البهوتي القاهري الْمَالِكِي نزيل مدرسة حسن بالرميلة / وَأحد الْعُدُول على بَاب خانقاه شيخو. ولد سنة خمس وَسبعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة والرسالة فِي الْفِقْه، واشتغل بالفقه على التَّاج بهْرَام وَالشَّمْس بن مكين الْمصْرِيّ والبساطي وبالنحو على الشَّمْس الشطنوفي، وَسمع المئة الَّتِي انتقاها ابْن تَيْمِية من البُخَارِيّ عَليّ الشَّمْس مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن سراج الكفربطناوي الدِّمَشْقِي قدم عَلَيْهِم أَنا بِهِ الحجار وَكَذَا أخبر أَنه سمع عَليّ الغماري والعراقي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَحج غير مرّة أَولهَا سنة تسعين سنة بُلُوغه، وَدخل اسكندرية فرابط بهَا شهرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ. مَاتَ فِي أَيَّام عيد النَّحْر سنة خمس وَأَرْبَعين رحمه الله، وَهُوَ يشْتَرك مَعَ الْبَدْر الدَّمِيرِيّ الْمَاضِي قَرِيبا فِي الِاسْم وَاسم الْأَب وَالْجد وَالْمذهب والحرفة وَالْعصر وَإِن تَأَخّر ذَاك.

ص: 116

449 -

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر الفيشي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / إِمَام المؤيدية.

اشْتغل عِنْد الشريف النسابة وَغَيره، وأتقن الْقرَاءَات مَعَ الزين عبد الْغَنِيّ الهيثمي وَغَيره وَأم بالمؤيدية نِيَابَة وازدحم الْعَامَّة على سَمَاعه خُصُوصا فِي ليَالِي رَمَضَان، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ)

فِي رُجُوعه من الْحَج ببدر فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين وَأَظنهُ زَاد على الْخمسين رحمه الله.

450 -

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد الْبَدْر الْمَنَاوِيّ ثمَّ القاهري الازهري ثمَّ المرجوشي الشَّافِعِي الْأَعْرَج. / ولد تَقْرِيبًا سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بالمنية الْمُجَاورَة لصافور من الشرقية، وَقدم الْقَاهِرَة فلازم فِي الْفِقْه الْعلم البُلْقِينِيّ، وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْمِنْهَاج الفرعي بِتَمَامِهِ قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق وَفهم وتدقيق، وَأخذ الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهمَا عَن ابْن المجدي والشهاب السيرجي وأذنوا لَهُ فِي الاقراء والافتاء والعربية وَغَيرهَا عَن الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَشَيخنَا ابْن خضر والشريف الْحَنَفِيّ شيخ الجوهرية، وَسمع على شَيخنَا مُسْند الشَّافِعِي إِلَّا الْيَسِير وَغير ذَلِك، وتميز فِي الْفِقْه والفرائض والحساب واختص بِصُحْبَة أبي الْعدْل قَاسم البُلْقِينِيّ بِحَيْثُ كَانَ أحد قراء التقاسيم عِنْده وانتفع كل مِنْهُمَا بِالْآخرِ فَصَاحب لترجمة بِمَا كَانَ يسديه إِلَيْهِ من الْمَعْرُوف والاخر بمذاكرته وَنَحْوهَا وبواسطة سكناهُ بمدرسة البُلْقِينِيّ كَانَ يُؤَدب فتح الدّين تَقِيّ الدّين وَحكى أَنه من شدَّة خَوفه من ضربه أشهد على نفس بِأَمْر يسْتَوْجب الْقَتْل ليخلص من ضربه بِحَيْثُ احْتِيجَ إِلَى حقن دَمه وَالْحكم باسلامه وَبعده لزم الاقامة بِمَسْجِد بِطرف سوق أَمِير الجيوش متقنعا بمعلومه فِي البيبرسية والجمالية وَمَا لَعَلَّه يصل إِلَيْهِ من المبرات سِيمَا مِمَّن يقرىء أَوْلَادهم من التُّجَّار كَابْن عليبة وَنَحْوهم وَإِذا وسع الله وسع مَعَ تردد الطّلبَة إِلَيْهِ حَتَّى انْتفع بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ طبقَة بعد أُخْرَى، وَحج فِي الْبَحْر وجاور بعض سنة، وَكَانَ مِمَّن أَخذ عَنهُ الشهَاب بن عبد السَّلَام والكمال الْحُسَيْنِي الطَّوِيل وَابْن الْعِزّ السنباطي والشرف بن روق وَالْجمال عبيد الضاني، وَلم يَنْفَكّ عَن مُلَازمَة الْمَسْجِد الْمشَار إِلَيْهِ وَلَا عَن المزاح والكلمات الْيَابِسَة وَيُقَال إِنَّه تجرأ على الشَّيْخ سليم، وَله همة عالية وفتوة وكرم وَقد طرقه السراق فِي مَسْجده لَيْلًا وَأخذُوا لَهُ من الثِّيَاب والنقد مَا لم يكن يظنّ بِهِ وَمَا سلمه من الْقَتْل إِلَّا الله، وتحول عَنهُ أَيَّامًا وَأمْسك بعهم وَلم يحصل مِنْهُم على طائل وَلَكِن بره الْخَلِيفَة وَكَاتب النّسَب والاستادار وَغَيرهم ثمَّ عَاد وتزايد عَجزه وهرمه، وَمَعَ ذَلِك لم يَنْفَكّ عَن الاقراء ثمَّ عجز، وسافر مَعَ أُخْته إِلَى بِلَاده ثمَّ عَاد.

ص: 117

حسن بن عَليّ بن مُحَمَّد حسام الدّين الابيوردي. / مضى فِيمَن جده حسن.

451 -

حسن بن عَليّ بن مَحْمُود الشِّيرَازِيّ الْمَكِّيّ الشَّافِعِي. / ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَسبعين، وَنَشَأ فاشتغل قَلِيلا فِي النَّحْو وَالصرْف وَغَيرهمَا ولازمني فِي مجاورتي الرَّابِعَة وَالْخَامِسَة وَسمع مني أَشْيَاء بل قَرَأَ عَليّ فِي الْمشكاة وَغَيرهَا.

452 -

حسن بن عَليّ بن معِين الْبَدْر السنباطي ثمَّ القاهري الكتبي / وَالِده الشَّافِعِي إِمَام الْمُؤَيد أَحْمد. ولد سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَحفظ كتبا جليلة، وَطَاف بِهِ أَبوهُ حَتَّى عرضهَا على من دب ودرج فِي الْقَاهِرَة ومصر وضواحيها ثمَّ قَرَأَ القراآت واشتغل يَسِيرا وَسمع البُخَارِيّ بالظاهرية الْقَدِيمَة وَكَذَا سمع من شَيخنَا وَغَيره وسافر ليحج فانصلع الْمركب بِكُل مَا فِيهِ وَسلم مُجَردا عَن أهل وَمَال، وَلم يلبث أَن توصل إِلَى أَن صَار فِي خدمَة ابْن الْأَشْرَف اينال وحظى عِنْده وَقصد عِنْده بالمهمات فأثرى وَركب الْخُيُول وحمدت عشرته بِالنِّسْبَةِ لغيره وَلم يزل إِلَى أَن انفصلت دولة الاشرف ثمَّ ابْنه الْمُؤَيد فَلَزِمَ حِينَئِذٍ الانجماع مَعَ الْقيام بِخِدْمَة أم الْمُؤَيد وَصَحب فِي أثْنَاء ذَلِك مُحَمَّد ابْن أُخْت الشَّيْخ مَدين مديدة وَلزِمَ الذّكر والتلاوة وَقِرَاءَة الاحياء وَنَحْوه وَصَارَ يحضر مَجْلِسه بعض الْعَوام وتحول للمدرسة البقرية بعد موت شَيْخه، وسافر إِلَى مَكَّة فحج ثمَّ إِلَى الشَّام وَأظْهر تجردا وَتَعَفُّفًا وانجماعا وَلما رَجَعَ قطن البقرية أَيْضا، وَلم يلبث أَن جَاءَ أستاذه من اسكندرية فِي عِلّة أمه فتردد إِلَيْهِ ثمَّ سَافر مَعَه بعد مَوتهَا إِلَيْهَا فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ مَاتَ فِي الْعشْر الْأَخير من ربيع الأول سنة خمس وَثَمَانِينَ، وَأَظنهُ زاحم الْخمسين رحمه الله وإيانا.

453 -

حسن بن عَليّ بن نَاصِر الْحِجَازِي أَخُو حُسَيْن / الْآتِي وأبوهما وَيعرف كأبيه بِابْن نَاصِر.

مِمَّن سمع مني بِمَكَّة وتجرأ كأبيه فَكَانَ يقْرَأ على الْعَامَّة على بعض الكراسي بِالْمَسْجِدِ

454 -

حسن بن عَليّ بن يُوسُف بن سَالم بن عَطِيَّة بن عبد الْغَنِيّ بن صَالح بن حسن بن إِدْرِيس الْبَدْر الْمَكِّيّ، وَيعرف بِابْن أبي الْأصْبع. / ولد فِي عَاشر ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بمنى، وَسمع بِمَكَّة من الْجمال بن عبد الْمُعْطِي والفروي وَأَجَازَ لَهُ النشاوري وَابْن عَرَفَة والتنوخي وَآخَرُونَ. مَاتَ فِي صفر سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره ابْن فَهد فِي مُعْجَمه.

455 -

حسن بن عَليّ بن يُوسُف الاربلي الأَصْل الحصكفي الْحلَبِي الشَّافِعِي / أحد فضلاء حلب الْآن وَيعرف بِابْن السيوفي، وَهِي حِرْفَة أَبِيه. ولد قَرِيبا من سنة خمسين وَثَمَانمِائَة بحصكفا وقرأت بِخَطِّهِ أَنه قَرَأَ الشاطبية وَالْقُرْآن بمضمونها على شيخ الاقراء أبي مُحَمَّد سُلَيْمَان بن أبي)

بكر بن الْمُبَارك شاه الْهَرَوِيّ، وَهُوَ عَليّ

ص: 118

الْجلَال أبي عبد الله يُوسُف بن رَمَضَان بن الْخضر الْهَرَوِيّ وَهُوَ عَليّ ابْن الْجَزرِي وللأربعة عشر عَليّ الزين جَعْفَر السنهوري بِالْقَاهِرَةِ فَإِنَّهُ قدمهَا وَلَكِن قَالَ شَيْخه إِنَّه لم يقْرَأ عَلَيْهِ إِلَّا ثمن حزب أَو دونه، وَأخذ حِينَئِذٍ عَن الشَّمْس الْجَوْجَرِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره يَسِيرا وَعَن الخيضري رِوَايَة وَكَذَا قَرَأَ بعض السَّبع على أبي الْحسن الجبرتي نزيل سطح الْأَزْهَر والشاطبية على الشَّمْس السلَامِي الْحلَبِي بهَا وَعنهُ أَخذ الْفِقْه والْحَدِيث، والْحَدِيث فَقَط عَن أبي ذَر وأصول الدّين والمنطق والمعاني وَالْبَيَان عَن الشَّيْخ عَليّ درويش وَأخذ أَيْضا عَن الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَكَذَا عَن البقاعي ظنا وتميز وأقرأ الطّلبَة وَرُبمَا أفتى وتنافس فِي مباحثه مَعَ عبد النَّبِي المغربي حِين قدم عَلَيْهِم حلب وَقدم الْقَاهِرَة فِي غيبتي مَطْلُوبا بِسَبَب وَصِيَّة.

456 -

حسن بن عَليّ الْبَدْر البشكالسي القاهري الْمَالِكِي /. مِمَّن أَخذ عَن شَيخنَا.

457 -

حسن بن عَليّ الْبَدْر القيمري الشَّافِعِي الريس بِجَامِع قانم بالكبش وبجامع القلعة وَأحد مؤذني الحسنية. كَانَ بارعا فِي الْحساب والفرائض والجبريات وَالْعرُوض والميقات مَعَ مُشَاركَة فِي الْفِقْه والنحو وَمن شُيُوخه ابْن المجدي وَأَبُو الْجُود وَاسْتقر فِي تدريس الْفَرَائِض بمدرسة جَوْهَر الصَّفَدِي من الرملة بعد شَيْخه أبي الْجُود المتلقي لَهَا عَن الْوَاقِف. مَاتَ فِي أثْنَاء الْمحرم سنة خمس وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على السّبْعين، وَكَانَ حسن السِّيرَة انْتفع بِهِ جمَاعَة، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين زَكَرِيَّا إِمَام الحسنية والبرهان الكركي رحمه الله.

458 -

حسن بن عَليّ الْبَدْر المرجوشي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. كَانَ شَيخا تَاجِرًا فِي الشّرْب وَنَحْوه خيرا مقربا للصالحين وَأهل الْفضل، أوردت عَنهُ حِكَايَة فِي تَرْجَمَة شَيخنَا وَهُوَ مِمَّن سمع مِنْهُ. مَاتَ عَن أَزِيد من سبعين سنة بعد الْخمسين رحمه الله.

459 -

حسن بن عَليّ الْجمال الْخَطِيب ابْن قَاضِي الْقُضَاة بالحصن نور الدّين الحصكفي الشَّافِعِي / أَخذ عَنهُ بلديه أَبُو اللطف نزيل بَيت الْمُقَدّس الْمنطق وَالْعرُوض والقوافي وَغَيرهَا.

460 -

حسن بن عَليّ الشّرف بن الْعَلَاء السَّمرقَنْدِي، وَيعرف بعطار، لقِيه الطاووسي / وَقَالَ هُوَ الشَّيْخ الْمُقْتَدِي الْأَعْظَم الْمَشْهُور فِي الْعَالم المتصوف فِي بَاطِن الْأُمَم الخواجه شرف الْملَّة وَالدّين صحبته وَأَجَازَ لي شفاها فِي سنة أَربع عشرَة. قلت وَسَيَأْتِي فِيمَن لم يسم أَبوهُ مِمَّن اسْمه حُسَيْن بِالتَّصْغِيرِ شخص يكنى شرف الدّين أصبهاني شَافِعِيّ الْمَذْهَب أَخذ عَن النُّور)

الايجي وَعنهُ حفيد النُّور صاحبنا الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين، وأجوز أَن يكون هَذَا تحرف فِي أحد الْمَوْضِعَيْنِ.

461 -

حسن بن عَليّ الأمدي بِفتْحَتَيْنِ بِدُونِ مد / قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه:

ص: 119

كَانَ من أهل الحسينية بزِي الْجند ثمَّ توصل بِصُحْبَة بعض الْأُمَرَاء حَتَّى ولي مشيخة سرياقوس وَترك لبس الْجند وَلبس الفقيري. مَاتَ فِي شعْبَان سنة خمس وَقَالَ غَيره شيخ الشُّيُوخ. كَانَ خيرا دينا مُعْتَقدًا.

462 -

حسن بن عَليّ السنباطي الميقاتي وَيعرف بالحاسب. /

463 -

حسن بن عمر بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد بتحتانية الْبَدْر الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي وَيعرف بِابْن زين الدّين. / ولد فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة بِالْمَدِينَةِ، وَحفظ الْقُرْآن والرسالة وألفية النَّحْو وَقطعَة من ابْن الْحَاجِب الفرعي وَمن الكافية وَعرض الرسَالَة على مُحَمَّد بن مبارك، وَعنهُ وَعَن يحيى الهواري وَيحيى العلمي وَأحمد بن يُونُس أَخذ الْفِقْه ولازمهم فِيهِ، وَعَن الْأَخير والشهاب الأبشيطي فِي الْعَرَبيَّة والمنطق وَعَن أَولهمَا فِي الْأُصُول وَعَن ثَانِيهمَا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَسمع عَليّ ابْن الكازروني والمحب المطري وَأبي الْفرج المراغي وَغَيرهم كل ذَلِك بِالْمَدِينَةِ، وَقَرَأَ بِمَكَّة على عبد الْمُعْطِي جلّ الشِّفَاء وعَلى النُّور الزمزمي فِي الْحساب والميقات بل حضر يَسِيرا فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا عِنْد القَاضِي عبد الْقَادِر، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة أَربع وَسبعين فَأخذ عَن الْأمين الاقصرائي أَشْيَاء والفرائض عَن النُّور الطنبذي ثمَّ دَخلهَا فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فَأخذ عَن الديمي رِوَايَة وَكَذَا عني مَعَ دروس فِي الألفية وَشَرحهَا ثمَّ لازمني مُدَّة إقامتي فِي الْمَدِينَة حَتَّى حمل الألفية بكمالا فِي الْبَحْث مَعَ أَمَاكِن من الشَّرْح وَجل الْمُوَطَّأ وَأَشْيَاء أثبتها لَهُ فِي تَارِيخ الْمَدِينَة مَعَ إجَازَة حافلة وَكَذَا الازمني فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين بِالْمَدِينَةِ أَيْضا وَسمع عَليّ وَدخل هجر والبحرين بِلَاد ابْن حبر لصحبة بَينهمَا وزرار من بِالْيَمَامَةِ وتميز وشارك فِي الْفَضَائِل مَعَ همة علية وتودد كَبِير وبشاشة وتواضع وَخير وَنعم هُوَ

464 -

. حسن بن عمر بن عمرَان. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن فَهد.

465 -

حسن بن عمر بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن عمرَان الْمَكِّيّ الْوَكِيل بِأَبْوَاب الْحُكَّام. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ.

466 -

حسن بن عمر بن مُحَمَّد القلشاني أَخُو حُسَيْن وهما توءمان وَمُحَمّد / الآتيين. مِمَّن أَخذ عَن الأحمدين النخلي والصائغ والسلاوي وَغَيرهم وتميز فِي فنون، وَولي قَضَاء الجزيرة الْقبلية لتونس ثمَّ باجة. وَكَانَ أَخُوهُ مُحَمَّد مَسْتُورا بِهِ فِي قَضَاء الْجَمَاعَة فَلَمَّا مَاتَ انْكَشَفَ. مَاتَ سنة ثَلَاث وَسبعين عَن تسع وَثَلَاثِينَ سنة.

467 -

حسن بن غَازِي. / حدث بالخليل فِي سنة أَربع وَثَمَانمِائَة بالمسلسل فِي

ص: 120

جمَاعَة عَن الْمَيْدُومِيُّ. رَوَاهُ لنا عَنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي.

468 -

حسن بن قَاسم بن عَليّ الناصري الأَصْل النابلسي / المولد الْغَزِّي الدَّار هُوَ وَأَبوهُ. سمع منى المسلسل بِالْقَاهِرَةِ.

469 -

حسن بن قراد الْعجْلَاني الْمَكِّيّ الْقَائِد /. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد

470 -

. حسن بن قرا يلوك وَاسم قرا يلوك عُثْمَان /. قتل فِي المعركة سنة خمس وَخمسين كَمَا كتبته فِي الْحَوَادِث وَهُوَ عَم جهانكير وَحسن بن عَليّ بن عُثْمَان قرايلوك

471 -

. حسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أَحْمد ابْن الْبَدْر ابْن شَيخنَا ابْن حجر. / مَاتَ فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَله دون السّنة. أرخه جده شَيخنَا فِي أنبائه.

472 -

حسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن حصن النسابة بن إِدْرِيس النسابة بن الْحسن بن عَليّ بن عِيسَى الْبَدْر وَرُبمَا قيل لَهُ الحسام أَبُو مُحَمَّد بن نَاصِر الدّين بن نجم الدّين الحسني نسبا الْحُسَيْنِي سكنا بل ونسبا أَيْضا القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالشريف النسابة. / ولد فِي أَوَاخِر سنة سبع وَسِتِّينَ بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وتلاه لأبي عَمْرو وَنَافِع على الْفَخر الضَّرِير إِمَام الزهر والشرف يَعْقُوب الجوشني وتفقه بالأبناسي والبيجوري وعظمت ملازمته لَهُ وبالبدر القويسني، وَحضر دروس البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والبدر الطنبذي وَالْجمال الطيماني والشرف عِيسَى الْعزي شَارِح الْمِنْهَاج فِي آخَرين إِلَى أَن برع وَأذن لَهُ الابناسي وَغَيره واشتغل بالنحو يَسِيرا عِنْد الْمُحب بن هِشَام والزين الانطاكي وَجَمَاعَة، وَكَانَ يَقُول أَنه لم يفتح على فِيهِ بِشَيْء، وَسمع الْكثير على الصّلاح الزفتاوي والحلاوي والسويداوي والابناسي والغماري والمراغي وَابْن الشيخة والتنوخي والزين الْعِرَاقِيّ والهيثمي والشرف بن الكويك والتقي الدجوي والتاج بن الفصيح وَالْقَاضِي الْبرمَاوِيّ وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والشهاب البطائحي)

وقاري الْهِدَايَة وَشَيخنَا، وعظمت رغبته فِي حُضُور مجالسه وَكَانَ شَدِيد الاجلال لَهُ بِحَيْثُ أَنه بِمُجَرَّد رُؤْيَته ينْتَصب لَهُ قَائِما وَرُبمَا لَا يشْعر فَإِذا الْتفت وَرَاءه نَهَضَ قَائِما، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْمُحب ولطيفة ابْنة الْعِزّ مُحَمَّد بن مُحَمَّد الاياسي وَغَيرهمَا، وتصدى لأشغال الطّلبَة فَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق لَا يُحصونَ كَثْرَة من الْكِبَار فَمن دونهم طبقَة بعد طبقَة، وَولى مشيخة التربة الطنبذية بعد شَيخنَا الحناوي والتدريس بِجَامِع الخطيري بعد

ص: 121

الشهَاب الطنتدائي والنيابة فِي مشيخة البيبرسية وَغير ذَلِك، وَحدث بالكثير سمع عَلَيْهِ القدماء وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ السّنَن الْكُبْرَى للنسائي الكلوتاتي بزاوية الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وسَمعه الشَّيْخ هُوَ وَأَوْلَاده وَكَذَا قَرَأَهُ عَلَيْهِ الْجمال البدراني وسَمعه مَعَه صاحبنا النَّجْم بن فَهد وأحضروه حِين قرىء على شَيخنَا وَأَخْبرُوهُ بِسَنَدِهِ فِيهِ بعد انْفِصَاله عَنهُ أدبا وَإِلَّا فشيخنا لم يكن مِمَّن يتأثر لذَلِك، وَكثر تحديثه بِهَذَا الْكتاب بِخُصُوصِهِ حَتَّى كَانَ يظنّ هُوَ وَغَيره من جُمْهُور النَّاس تفرده بِهِ، وَحج مرَّتَيْنِ الأولى فِي أَوَائِل الْقرن وَكَانَ يتعانى فِي أول أمره التِّجَارَة ويسافر بِسَبَبِهَا حَتَّى إِنَّه سَافر إِلَى دمشق مرَارًا الأولى قبل الْفِتْنَة وَأخذ عَن الشريشي وَغَيره وَدخل حماة وَأخذ بهَا عَن ابْن خطيب المنصورية وحلب وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل وَدخل ثغر اسكندرية أَيْضا ثمَّ لزم الاقامة فِي بَلَده مُقْتَصرا على الاقراء وَشرح الابريز فِيمَا يقدم على مُؤَن التَّجْهِيز لِابْنِ الْعِمَاد وَكَذَا شرح منظومته فِي العقاد وَسَماهُ نزهة القصاد والتنقيح للْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ، وَغير ذَلِك مِمَّا قرض لَهُ شَيخنَا بعضه. وحصلت لَهُ فِي عَيْنَيْهِ رُطُوبَة لم يكن يَسْتَطِيع مَعهَا المطالعة بل وَلَا الْكِتَابَة إِلَّا نَادرا بتكلف ثمَّ لم يزل يتزايد حَتَّى أشرف على الْعَمى، وَجَاز هَذِه الْمرتبَة الْعُظْمَى وَهُوَ صابر شَاكر، وَكَانَ فَقِيها فَاضلا دينا متواضعا سليم الصَّدْر نير الشيبة حسن الابهة كثير التودد للخاص وَالْعَام محبا فِي الْعلم ومذاكرته وإثارته الْفَوَائِد فِيهِ رَاغِبًا فِي الاشغال ونفع الطّلبَة وترغيبهم فِي الِاشْتِغَال لَا تكَاد مُجَالَسَته تَخْلُو من فَوَائِد ونوادر لازمته مُدَّة وقرأت عَلَيْهِ الْفِقْه والْحَدِيث بل هُوَ أول من قَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث وقرأت عَلَيْهِ كثيرا من تصانيفه وناولني جَمِيعهَا وَكَانَ حَرِيصًا على إذاعتها ونشرها كثير الاجلال لي وَالدُّعَاء سرا وجهرا وَقد بَالغ البقاعي فِي أَذَاهُ فعلا وَكِتَابَة بِمَا قد رأى عُقُوبَته. مَاتَ وَقد عمر فِي مستهل صفر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بحوش من الرَّوْضَة خَارج بَاب النَّصْر وَكثر التأسف على فَقده رحمه الله وإيانا ونفعنا ببركته.)

ص: 122

(إِن الصِّحَاح مُفِيد قد غَدا وَله

من الْفَضَائِل يشفى من بِهِ وَله)

(فَإِن أردْت بِهِ كشفا لمعضلة

فلباب آخِره والفصل أَوله)

وَغير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي التَّارِيخ الْكَبِير. (سقط)

حسن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر. / أُحِيل عَلَيْهِ فِي الْحسن بن جَعْفَر فَينْظر.

474 -

حسن بن مُحَمَّد بن حسن بن إِدْرِيس بن حسن بن عَليّ بن عِيسَى بن عَليّ بن عِيسَى بن عبد الله بن مُحَمَّد بن الْقسم بن يحيى بن يحيى الْبَدْر بن نَاصِر الدّين بن حصن الدّين بن نَفِيس الدّين الحسني سبط الشريف النسابة حسن بن عَليّ بن سُلَيْمَان الْحُسَيْنِي وَعم الْبَدْر حسن بن مُحَمَّد بن أَيُّوب / الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف ذَلِك بالنسابة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ ذكر لي ابْن أَخِيه يَعْنِي الْمشَار إِلَيْهِ أَنه اشْتغل بالقراءات وَالْفِقْه وأجيز بِجَمِيعِ ذَلِك وَجمع مجاميع وتجرد مَعَ الْفُقَرَاء قَدِيما وَخرج لَهُم عَن جَمِيع مَا خَلفه أَبوهُ وَهُوَ كثير جدا وتنقلت بِهِ الْأَحْوَال، وَولى مشيخة الخانقاه البيبرسية مُدَّة وَجَرت لَهُ مَعَ أَهلهَا منازعات فعزل مِنْهَا ثمَّ أُعِيد، وَكَانَ قد سمع من الوادياشي والميدومي وَغَيرهمَا وَحدث أنني سَمِعت عَلَيْهِ شَيْئا لكنني لم أظفر بِهِ الْآن، والتقيت مَعَ مرَارًا وَكَانَت فِيهِ شهامة مقداما جريئا نَازع نقيب الْأَشْرَاف مرّة ورام الْخلَافَة أُخْرَى واعتل بِأَنَّهُ حسني وَأمه من بني الْعَبَّاس قَالَ ووقفت لَهُ على تصنيف لطيف فِي آدَاب الْحمام بِخَطِّهِ قرضه لَهُ عُلَمَاء الْعَصْر فِي سنة سبعين كالبلقيني وَابْنه والابناسي والطنبذي)

وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ والغمادي وَابْن مكين والشرف عبد الْمُنعم الْبَغْدَادِيّ والجلال نصر الله الْبَغْدَادِيّ وَآخَرُونَ، وخفي على الْجَمِيع انه استلبه من مُصَنف جليل ووقفت عَلَيْهِ لمُحَمد بن عبد الله الشبلي الدِّمَشْقِي صَاحب آكام المرجان فِي أَحْكَام الجان وَغَيره وَمَا أَظن المقرضين وقفُوا عَلَيْهِ وَفِيه فَوَائِد كَثِيرَة وَلم يكن الشريف فِي مرتبَة من يَهْتَدِي لذَلِك الْجمع انْتهى. وَكَذَا للشريف أبي المحاسن مُحَمَّد بن عَليّ الْحُسَيْنِي الدِّمَشْقِي الالمام فِي آدَاب دُخُول الْحمام، وَقَالَ شَيخنَا فِي أنبائه ان أَصله من سرسة وتكسب بِالشَّهَادَةِ مُدَّة وَأقَام

ص: 123

فِي مشيخة البيبرسية نَحْو عشر سِنِين، ثمَّ ثار عَلَيْهِ الصُّوفِيَّة لسوء سيرته فيهم فعزل عَنْهُم ثمَّ أُعِيد، وَكَانَ عَارِفًا بأنساب الْأَشْرَاف كثير الطعْن فِي كثير مِمَّن يدعى الشّرف وَكَانَ يذكر أَن أمه حسينية وَقد سَاق شَيخنَا نَسَبهَا وَنسبه، وَيذكر أَيْضا أَن أم أَبِيه من بني الْعَبَّاس وَهِي صَفِيَّة خاتون ابْنة الْخَلِيفَة المستمسك بِاللَّه مُحَمَّد ابْن الْحَاكِم، وَكَانَ يَتَطَاوَل إِلَى الْخلَافَة مَعَ جهل مفرط وَقلة ديانَة. مَاتَ فِي سادس عشر شَوَّال سنة تسع، قَالَ فِي الأنباء وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَفِي المعجم وَقد قَارب التسعين ممتعا بسمعه وبصره. قلت وَقد روى لنا عَنهُ ابْن أَخِيه وَجَمَاعَة وَذكره المقريزي فِي عقوده.

475 -

حسن بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن حُسَيْن بن الزين مُحَمَّد بن القطب مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ الْقُسْطَلَانِيّ الاصل الْمَكِّيّ /. ولد فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة أَو الَّتِي تَلِيهَا، وَدخل الديار المصرية والشامية ورتبت لَهُ المرتبات بل ولي مُبَاشرَة فِي الْحرم الْمَكِّيّ وَفِي الْأَوْقَاف الْحكمِيَّة بِالْقَاهِرَةِ وَكَذَا نظر أوقاف الْحَرَمَيْنِ باسكندرية. وَمَات بِالْقَاهِرَةِ بعد أَن سكنها سِنِين فِي شَوَّال سنة تسع وَقد قَارب الْخمسين. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.

476 -

حسن بن مُحَمَّد بن حسن الصَّالِحِي اللحام وَيعرف بِابْن قندس بِضَم الْقَاف والمهملة وَآخره مُعْجمَة. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة على مَا يظْهر من مسموعه فَإِنَّهُ سمع من لفظ الْمُحب الصَّامِت سنة أَربع وَسبعين قِطْعَة من أول مُسْند عُثْمَان من مُسْند أبي يعلى، وَكَذَا سمع من مُحَمَّد الْبَانِي ابْن الرشيد عبد الرَّحْمَن الْمَقْدِسِي الأول الْكثير من فَوَائِد ابْن بَشرَان وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ فِي الْعشْر الْأَوْسَط من الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ وَدفن بسفح قاسيون

477 -

. حسن بن مُحَمَّد بن حسن الْقرشِي الدخي الْمدنِي أَخُو عبد الحميد الْحَكِيم / الْآتِي. سمع عَليّ الزين المراغي. وَمَات فِي صفر سنة خمس عشرَة.)

ص: 124

(حب النَّبِي وَأَصْحَاب النَّبِي وأه

ل الْبَيْت أَرْجُو بِهِ تَخْفيف أوزاري)

سقط)

(ومذهبي هُوَ مَا صَحَّ الحَدِيث بِهِ

وَلَا أُبَالِي بلاح فِيهِ أوزاري)

وَقَالَ الْعَفِيف كَانَ فَقِيها مقرئا نحويا لَهُ تبصرة أولى الْأَلْبَاب فِي النَّحْو والزراري المسفرة نظم الدرة فِي الْقرَاءَات وَلما فرغه أرسل إِلَيّ بنسخة مِنْهُ لزبيد وَكتب مَعَه أبياتا أَولهَا:

(أَهْدَيْتهَا تَمرا إِلَى خَيْبَر

يقبلهَا ذُو الْحسب الطَّاهِر)

فمشيت عَلَيْهِ وأصلحت لَهُ فِيهِ كثيرا.

481 -

حسن بن مُحَمَّد بن الزين عبد الْعَزِيز بن عبد الْوَاحِد بن عمر بن عياد الْأنْصَارِيّ المغربي الأَصْل الْمدنِي الْمَالِكِي أَخُو حُسَيْن / الْآتِي. ابْن عَم الْبَدْر حسن ابْن عمر الْمَاضِي قَرِيبا وَيعرف كأخيه بِابْن كَمَال. حفظ الرسَالَة وَسمع على الْجمال الكازروني فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. وَمَات

482 -

حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شرشيق الْبَدْر أَبُو مُحَمَّد ابْن شمس الدّين بن محيي الدّين بن نور الدّين بن شمس الدّين الأكحل بن حسام الدّين شرشيق القادري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وأخو عَليّ /. كَانَ أسن الْجَمَاعَة المقيمين بزاوية عدي بن مُسَافر خَارج القرافة الصُّغْرَى الْمَشْهُورَة الْآن بزاوية القادرية، كَانَ صَالحا نيرا سليم الْفطْرَة منجمعا عَن النَّاس قَلِيل الْخِبْرَة بمخالطتهم تزوج صاحبنا الشَّيْخ إِبْرَاهِيم القادري ابْنَته ومؤاخيه قَاسم ابْنة أُخْرَى. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ بالزاوية الْمَذْكُورَة وَصلى عَلَيْهِ هُنَاكَ ثمَّ دفن فِيهَا رحمه الله وإيانا.

483 -

حسن بن مُحَمَّد بن عبد الله الْبَدْر الْحلَبِي الأَصْل الْمَكِّيّ وَيعرف بَرزَة. / ولد بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا وَسمع على الْعَفِيف النشاوري، أجَاز لَهُ فِي سنة سبعين وَسَبْعمائة فَمَا بعْدهَا الأزرعي والاسنوي وَأَبُو الْبَقَاء السُّبْكِيّ وَابْن الْقَارِي والكمال بن حبيب وَالْحُسَيْن بن حبيب وَآخَرُونَ. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ سنة سبع وَعشْرين أَو بعْدهَا. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه سامحه الله.

484 -

حسن بن مُحَمَّد بن عبد الْمُنعم الْبَدْر بن الشَّمْس بن الظهير الْعِرَاقِيّ نزيل مَكَّة وَيعرف بالسهروردي / لانتسابهم فِيمَا قَالَ للشَّيْخ أبي حَفْص. ولد بالعراق فِي سنة ثَلَاثِينَ وَورد مَكَّة فِي سنة خمسين فحج وزار ثمَّ عَاد لمَكَّة وَتردد فِي التِّجَارَة

ص: 125

لكلبرجة وهرموز وقيلان وكنباية وَغَيرهَا ثمَّ عَاد لمَكَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَتوجه مِنْهَا للزيارة أَيْضا وتأهل بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ وَالِد زَوْجَة الْجمال الكازروني سبط أبي الْفرج المراغي الْمدنِي بورك فِيهِ، وَعَاد لمَكَّة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى سنة خمس وَسبعين ثمَّ عَاد إِلَى الْمَدِينَة وَصَارَ يتَرَدَّد مِنْهَا لمَكَّة وتكررت رؤيتي لَهُ بهَا وَهُوَ الْآن سنة ثَمَان وَتِسْعين فِيهَا ثمَّ رَجَعَ فِي موسمها إِلَى طيبَة.

485 -

حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي بكر بن مُحَمَّد الْبَدْر بن الخواجا الشَّمْس الْحلَبِي الأَصْل الدِّمَشْقِي وَالِد إِبْرَاهِيم وَمُحَمّد وأخو أَحْمد وَيعرف سلفه بِابْن المزلق / ولد بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبِيه وسلك طَرِيقه فِي المتاجر وجال الأقطار بِسَبَبِهَا وجاور بِمَكَّة مرَارًا بل ولي إمرة جدة فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين حِين كَانَ سعد الدّين بن الْمرة ناظرها وسافرا فِي الْبَحْر من الطّور وَأعْطى السُّلْطَان صَاحب التَّرْجَمَة خَمْسَة آلَاف دِينَار ليعمر بهَا عين عَرَفَة وَكَذَا قدم الْقَاهِرَة غير مرّة وَولي نظر جَيش الشَّام وَغَيره، وَكَانَ رَئِيسا وجيها عريا عَن الْفَضَائِل وَفِي سَمعه ثقل وَقد لَقِيَنِي بِدِمَشْق وتجمل. مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَسبعين وَدفن بتربتهم.

486 -

حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْعِزّ أَبُو أَحْمد الْعِرَاقِيّ الشَّاعِر نزيل حلب. / كَانَ ذَا نظم جيد يمتدح بِهِ أكَابِر حلب فيجيزونه ويتكسب بِالشَّهَادَةِ كل ذَلِك مَعَ خمول وهيئة رثَّة وينسب للتشيع ورقعة الدّين وَله مؤلف سَمَّاهُ الدّرّ النفيس من أَجنَاس التَّجْنِيس ويشتمل على سبع قصائد يمدح)

بهَا الْبُرْهَان بن جمَاعَة أول القصيدة الأولى مِنْهَا:

(لَوْلَا الْهلَال الَّذِي من حيك سفرا

مَا كنت أنوي إِلَى مغناكم سفرا)

(وَلَا جرى فَوق خدي مدمعي دررا

حَتَّى كَأَن جفوني ساقطت دررا)

(يَا أهل بَغْدَاد لي فِي حيكم قمر

بمقلتيه لعقلي فِي الْهوى قمرا)

وَكَذَا لَهُ عدَّة قصائد نبويات على حُرُوف المعجم. مَاتَ بحلب فِي سَابِع عشر الْمحرم سنة ثَلَاث. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَقَالَ رَأَيْته وَلم أكتب عَنهُ وتبه شَيخنَا فِي أنبائه.

487 -

حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَيْرُوتِي ثمَّ الغمري القاهري البطيخي الشَّافِعِي /. مِمَّن أَخذ عَن الشّرف السُّبْكِيّ وَشَيخنَا وجاد فهمه دون عِبَارَته، وَصَحب الغمري واختص بِهِ وَبعد مَوته لزم وَلَده قَلِيلا مَعَ الِاشْتِغَال بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْفِقْه وَغَيرهمَا ثمَّ انْسَلَخَ من ذَلِك كُله وسلك مسالك السوقة وَبَاعَ الْقصب والبطيخ وَنَحْوهَا وَاسْتمرّ يتناقص حَتَّى مَاتَ فِي تَاسِع رَمَضَان سنة إِحْدَى وَتِسْعين بعد أَن كف وقطن جَامع الغمري وَقد جَازَ السِّتين رحمه الله وعوضه خيرا.

488 -

حسن بن مُحَمَّد بن عَليّ النمراوي صهر بلديه الْبَدْر حسن بن عَليّ بن حسن /

ص: 126

الْمَاضِي.

قَرَأَ الْقُرْآن وهدية الناصح وَسمع مني بِالْقَاهِرَةِ وَرُبمَا حضر بعض الدُّرُوس.

489 -

حسن بن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن هبة الله بن كَامِل بن نَبهَان الْبَدْر الدِّمَشْقِي / الْآتِيَة أمه أَسمَاء، وَيعرف بِابْن نَبهَان. ولد فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة بِدِمَشْق وَنَشَأ بهَا وَسمع على عَائِشَة ابْنة مُحَمَّد بن عبد الْهَادِي الصَّحِيح فِيمَا ذكره بل قيل إِنَّه وجد بِخَط أَبِيه وَقد حدث قَرَأَ عَلَيْهِ بعض الطّلبَة وَأَجَازَ، وَهُوَ ذُو همة علية وكرم ومحبة فِي الحَدِيث وطلبته. مَاتَ بعد عرُوض الفالج لَهُ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَثَمَانِينَ رحمه الله.

490 -

حسن بن مُحَمَّد بن قَاسم بن عَليّ بن أَحْمد التَّاجِر الْكَبِير بدر الدّين الصعدي اليمني نزيل مَكَّة ووالد الْجمال مُحَمَّد وَعلي / الآتيين وَيعرف بالطاهر بِالْمُهْمَلَةِ. كَانَ يذكر أَنه من ذُرِّيَّة حمير بن سبأ وَأَنه ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة أَو الَّتِي قبلهَا بصعدة من الْيمن وَنَشَأ بهَا ثمَّ سَافر مَعَ عَمه إِلَى مَكَّة فحج وَعَاد إِلَيْهَا فَأَقَامَ ثَلَاثَة أشهر ثمَّ سَافر فِي التِّجَارَة إِلَى عدن ثمَّ إِلَى الديار المصرية بل وَدخل أَيْضا عدَّة بِلَاد من الْهِنْد وَكَذَا الْقصير وسواكن وَمَكَّة غير مرّة ثمَّ انْقَطع بهَا من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ فَلم يخرج مِنْهَا إِلَّا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الْقَاهِرَة، وَعمر بهَا دورا بل اسْتَأْجر رِبَاطًا بِبَاب السويقة أحد أَبْوَاب الْمَسْجِد الْحَرَام وعمره ووقف مَنَافِعه على الْفُقَرَاء فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين، وَعمر أَمَاكِن كَثِيرَة من عين حنين وسبيلا فِي دَاره يمنى، وَولى نظر الْمَسْجِد الْحَرَام عوضا عَن القَاضِي أبي الْيمن فِي أَوَائِل سنة خمسين ثمَّ عزل فِي أواخرها ببيرم خجا وَكَذَا ولى شدّ جدة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَكَانَ خيرا سَاكِنا متواضعا وافر الملاة ذَا مُرُوءَة وإفضال بالتصدق وَالْقَرْض لأهل الْحَرَمَيْنِ وَغَيرهم مُعظما فِي الدولة عَارِفًا بِأُمُور الدُّنْيَا بلغ الْغَايَة فِي الْمعرفَة بِأُمُور التِّجَارَة حَتَّى صَار كَبِير التُّجَّار بِمَكَّة ومرجعهم مَعَ صدق اللهجة. رَأَيْته كثيرا وَسمعت كَلَامه. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَسبعين بِمَكَّة وَدفن بمعلاتها رحمه الله وإيانا.

491 -

حسن بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي عبد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن عبد الرَّحْمَن الحسني الفاسي الكلبرجي ثمَّ الْمَكِّيّ الْحَنْبَلِيّ /. ولد بِبِلَاد كلبرجة من الْهِنْد وَحمل إِلَى مَكَّة وَهُوَ ابْن نَحْو عشر سِنِين بعد الثَّلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة، وَسمع بهَا من التقي بن فَهد، وَأَجَازَ لَهُ باستدعاء وَله النَّجْم عمر جمَاعَة، وَدخل مَعَ عَمه عبد اللَّطِيف بِلَاد الْعَجم بعد الْأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة فوصلا إِلَى الرّوم ثمَّ حلب وَكَانَت منيته بهَا وَدفن هُنَاكَ رحمه الله.

492 -

حسن شلبي وَمَعْنَاهُ سَيِّدي بن ملا شمس الدّين مُحَمَّد شاه بن الْعَلامَة

ص: 127

الْمولى شمس الدّين مُحَمَّد بن حَمْزَة الرُّومِي الْحَنَفِيّ / الْآتِي جده وَيعرف كسلفه بالفناري وَهُوَ لقب لجد أَبِيه لِأَنَّهُ فِيمَا قيل لما قدم على ملك الرّوم أهْدى لَهُ فنيارا فَكَانَ إِذا سَأَلَ عَنهُ يَقُول أَيْن الفنري فَعرف بذلك. ولد سنة أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة بِبِلَاد الرّوم، وَنَشَأ بهَا فاشتغل على ملا فَخر الدّين وملا عَليّ طوسي وملا خسرو حَتَّى برع فِي الْكَلَام والمعاني والعربية والمعقولات وأصول الْفِقْه وَلَكِن جلّ انتفاعه بِأَبِيهِ وَعمل حَاشِيَة فِي مجدل ضخم على شرح المواقف وَأُخْرَى على المطول كبرى وصغرى وَأُخْرَى على التَّلْوِيح وَغير ذَلِك من نظم بالعجمي والعربي وذكاء تَامّ واستحضار وثروة وحوز لنفائس من الْكتب وتواضع واشتغال بِنَفسِهِ، وَقد قدم الشَّام فِي سنة سبعين فحج مَعَ الركب الشَّامي وَكَذَا تردد للقاهرة قَرِيبا من سنة ثَمَانِينَ فَسلم عَليّ الزين بن مزهر ببولاق وَلم ير فِيمَا زعم من ينزله مَنْزِلَته وَلَا ارتضاها وَلَا أَقرَأ بهَا أحدا سِيمَا مَعَ توعكه فِي مُعظم مدَّته فبادر إِلَى التَّوَجُّه لمَكَّة من جِهَة الطّور فِي الْبَحْر وَمَعَهُ جمَاعَة من طلبته فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا وأقرأ هُنَاكَ، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ ثمَّ الشَّمْس الوزيري الْخَطِيب وَأثْنى هُوَ وَغَيره على فضائله وتحقيقه، وَلما قدم الْقَاهِرَة أخْبرت أَن ابْن الاسيوطي اسْتعَار حَاشِيَته على المطول وَزعم أَنه كتب عَلَيْهَا حَوَاشِي وَأَوْقفهُ هُوَ على كراريس كتبهَا عَليّ الْبَيْضَاوِيّ فَردهَا عَاجلا مُصَرحًا بِعَدَمِ ارتضائها وبادر لطلب حَاشِيَته غير ملتفت لما زَعمه إهمالا لشأنه. مَاتَ ببلاده فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.

493 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح بن أبي الْفضل الْبَدْر بن الْبَهَاء بن الْعَلامَة الشَّمْس البعلي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنْبَلِيّ سبط عبد الْقَادِر بن القرشية / وَلذَا يعرف أَيْضا بِابْن القرشية.

ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وَسمع من جده عبد الْقَادِر وَعبد الرَّحِيم بن أبي الْيُسْر وَزَيْنَب ابْنة الْكَمَال والشهاب الْجَزرِي، وَحدث سمع مِنْهُ شَيخنَا وَغَيره، وَقَالَ فِي مُعْجَمه إِنَّه مَاتَ وَهُوَ مُتَوَجّه إِلَى بعلبك فِي شعْبَان أَو رَمَضَان سنة ثَلَاث بعد انْفِصَال الْعَدو عَن دمشق، وَجزم فِي إنبائه بشعبان، وَتَبعهُ فِي التَّرَدُّد المقريزي فِي عقوده.

494 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْبَدْر الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي وَالِد أبي الْجُود مُحَمَّد وَيعرف بِابْن الشويخ لقب جده. / ولد سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِبَيْت الْمُقَدّس وَنَشَأ بِهِ وَصَحب الشهَاب بن رسْلَان وكناه أَبَا الْبشر وَغَيره من السادات، وَحج مرَارًا كَثِيرَة أَولهَا سنة إِحْدَى وَخمسين وَسمع بِمَكَّة على أبي الْفَتْح المراغي

ص: 128

وَألبسهُ الْخِرْقَة والتقي بن فَهد وَكَذَا تكَرر دُخُوله للقاهرة وَحضر عِنْد العلمي البُلْقِينِيّ وَرَأى شَيخنَا وَغَيره من السادات وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وتكرر اجتماعه عَليّ، وَكَانَ مجاورا سنة ثَمَان وَتِسْعين وَيكثر من الِاجْتِمَاع بالشيخ عبد الْمُعْطِي المغربي وَلَا بَأْس بِهِ.

495 -

حسن بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد البلبيسي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي نزيل مَكَّة وأخو الشَّيْخ مُحَمَّد / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثامن جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بعد الصُّبْح عِنْد بَاب الْكَعْبَة وَدفن بالمعلاة عِنْد الشَّيْخ ابْن مصلح بِالْقربِ من تربة بَيت ابْن عبد الْقوي وَخلف أَوْلَادًا وَكَانَ فَقِيرا يتكسب بالخياطة صَالحا يُقَال إِنَّه كَانَ مديم الِاعْتِمَاد فِي كل يَوْم جُمُعَة وَفِي الْأَشْهر الثَّلَاثَة كل يَوْم وَكثر الثَّنَاء عَلَيْهِ وَهُوَ مِمَّن أَخذ عني وَنعم الرجل رحمه الله.

حسن بن مُحَمَّد بن نصر الله. / يَأْتِي قَرِيبا بِدُونِ مُحَمَّد

496 -

. حسن بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب الطهطاوي الْمَكِّيّ أَخُو عَليّ / الْآتِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.) سقط)

حسن بن مُحَمَّد الْأَمِير الْبَدْر بن الْمُحب الطرابلسي الاسلمي. / مضى فِي ابْن عبد الله.

499 -

حسن بن مُحَمَّد العيثاوي / أحد مشاهير الطّلبَة. ذكر ابْن حجى أَنه كَانَ أفضل أهل طبقته.

مَاتَ فِي أول سنة إِحْدَى وَقد جَازَ الثَّلَاثِينَ. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

500 -

حسن بن مُخْتَار وَالِد جَار الله / الْمَاضِي. مَاتَ بِمَكَّة سنة سبع وَثَلَاثِينَ.

501 -

حسن بن مخلوف آب المركان الرَّاشِدِي المعتقد بالمغرب. / مَاتَ سنة سبع وَخمسين. أرخه ابْن عزم.

502 -

حسن بن مَنْصُور الْبَدْر الْحَنَفِيّ القَاضِي / بل كَانَ أَيْضا قد تولى الْحِسْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي عُقُوبَة اللنك سنة ثَلَاث. قَالَه الْعَيْنِيّ.

503 -

حسن بن مُوسَى بن إِبْرَاهِيم بن مكي الْبَدْر الْقُدسِي الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مكي. / سمع عَليّ الزفتاوي المسلسل وجزء ابْن عَرَفَة وجزء البطاقة ونسخة إِبْرَاهِيم بن سعد وَغَيرهَا وَحدث سمع عَلَيْهِ شَيخنَا وَابْن مُوسَى وَوَصفه بِالْقَاضِي

ص: 129

الرئيس الْفَاضِل والتقي أَبُو بكر القلقشندي والأبي وَولي قَضَاء الْقُدس مرَارًا وَكَانَ مزجي البضاعة فِي الْعلم. مَاتَ عَن سبعين سنة فِي سنة سبع عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وأنبائه وَتَبعهُ المقريزي فِي عقوده.

504 -

حسن بن نابت بن إِسْمَاعِيل بن عَليّ الْبَدْر الزمزمي الْمَكِّيّ. / حفظ الْبَهْجَة والألفية وعرضهما على جمَاعَة وتميز فِي الْفَرَائِض والحساب وَأَخذهمَا عَن قَرِيبه نور الدّين وَفِي الْمِيقَات أَخذه عَن قَرِيبه الْجمال مُحَمَّد بن أبي الْفَتْح وَدخل الشَّام وَغَيرهَا.

حسن بن نَبهَان /. فِي ابْن مُحَمَّد بن عمر بن الْحسن بن نَبهَان.

505 -

حسن بن نصر الله بن حسن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم بن عبد السَّلَام. / هَكَذَا كتبه لي أَخُوهُ فَخر الدّين النَّاسِخ الصاحب بدر الدّين بن نَاصِر الدّين بن بدر الدّين بن شرف الدّين بن كَمَال الدّين بن كريم الدّين بن زين الدّين الأدكوي الأَصْل الفوي القاهري وَيعرف بِابْن نصر الله، وَزَاد بَعضهم مُحَمَّدًا بَينه وَبَين نصر الله وَهُوَ غلط. أَصله من أدكو قريبَة بالمزاحمتين من أَعمال الْقَاهِرَة. كَانَ جده الْأَعْلَى الشّرف مُحَمَّد بن أَحْمد خطيبها ثمَّ بذبي وَبعده تعانى ابْنه الْبَدْر الْمُبَاشرَة وفطن لِلْحسابِ، وباشر عِنْد سيف الدّين الْكِنَانِي مُتَوَلِّي فوة وَولد لَهُ نصر الله فَنَشَأَ بهَا وباشر بهَا ثمَّ باسكندرية عدَّة وظائف وَولد لَهُ صَاحب لترجمة فِي ربيع الأول وَقبل الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بفوة، وَنَشَأ فِي كنفه وزوجه بابنة ناظرها ابْن الصَّغِير وَصَارَ عديل الْفَخر بن غراب وَقدم الْقَاهِرَة فِي حُدُود التسعين وَسَبْعمائة وَهُوَ فَقير جدا ثمَّ بعد ذَلِك وَهُوَ كَذَلِك فَكتب التوقيع بِبَاب القَاضِي نَاصِر الدّين بن التنسي ثمَّ خدم نَحْو الشَّهْرَيْنِ شَاهدا فِي ديوَان أرغون شاه أَمِير مجْلِس فِي الدولة الظَّاهِرِيَّة برقوق ثمَّ انْتَمَى إِلَى مهنى دوادار بكلمش العلائي أَمِير سلَاح وَحسن حَاله وَلَا زَالَ يترقى حَتَّى ولي الْحِسْبَة وَنظر الْجَيْش بالديار المصرية ثمَّ وزارتها ثمَّ الْخَاص بهَا فِي الدولة الناصرية فَرح وَكَذَا ولي الوزارة وَالْخَاص فِي الدولة المؤيدية ثمَّ صودر مرَارًا ثمَّ عمل لاستادارية فِي دولة الصَّالح مُحَمَّد ثمَّ انْفَصل عَنْهَا وأعيد إِلَى الْخَاص عوضا عَن مرجان الخازندار ثمَّ أُعِيد إِلَى الاستادراية فِي الدولة الأشرفية عوضا عَن وَلَده صَلَاح الدّين مُحَمَّد وانفصل عَن الْخَاص بالكريمي عبد الْكَرِيم بن كَاتب حكم فِي أَوَائِل جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَعشْرين ثمَّ انْفَصل عَن الاستادارية وصودر هُوَ وَولده الْمَذْكُور ثمَّ أُعِيد ثَالِثا بعد مُدَّة إِلَى الاستادارية فَلم تطل مدَّته فِيهَا بل عزل عَن قرب، وَلزِمَ دَاره إِلَى أَن مَاتَ وَلَده فاستقر بعده فِي كِتَابَة السِّرّ

ص: 130

وَلم يلبث أَن عَزله الظَّاهِر بالكمالي بن الْبَارِزِيّ وَلزِمَ الْبَدْر منزله واستولت عَلَيْهِ الْأَمْرَاض الْمُخْتَلفَة حَتَّى مَاتَ فِي سلخ ربيع الأول سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَدفن من الْغَد بتربته الَّتِي بالصحراء خَارج الْبَاب الْجَدِيد عِنْد وَلَده صَلَاح الدّين وَكَانَ شَيخا طوَالًا ضخما حسن الشكالة مدور اللِّحْيَة كَرِيمًا شهما مَعَ بادرة وحدة وصياح وإقدام على الْمُلُوك وانهماك فِي اللَّذَّات وتأنق فِي المآكل والمشارب وَله بفوة مدرسة حَسَنَة على الْبَحْر فِيهَا خطْبَة وتدريس ومآثر غير ذَلِك، وَله ذكر فِي حوادث سنة سِتّ عشرَة من أنباء شَيخنَا، وَذكره المقريزي فِي عقوده سامحه الله.

506 -

حسن بن لاجين. / ذكره المقريزي فِي عقوده.

507 -

حسن بن يحيى البير الحجاري نِسْبَة لبئر الحجار / على نَحْو أَرْبَعَة فراسخ من فاس لناحية الْمشرق، كَانَ عَالما صَالحا. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين. أَفَادَهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.

508 -

حسن بن يُوسُف بن أَيُّوب الْبَدْر التركماني وَيعرف بجده، / ولي نِيَابَة الْقُدس والرملة ونابلس والكرك غير مرّة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة، ورأيته غير مرّة مِنْهَا فِي الْقُدس، وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِينَ

509 -

. حسن بن يُوسُف بن حسن بن صَالح الْأنْصَارِيّ / الْمَرْوِيّ نِسْبَة إِلَى المرية من الأندلس الْمَالِكِي واشتغل بالطب والهيئة وَنَحْوهمَا من فقه وَنَحْو عِنْد أَحْمد الْقصار، وَقدم قَرِيبا من سنة تسعين، وَحج من دمشق وجاور ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة فاستمر حَتَّى اجْتمع بِي فِي أثْنَاء سنة سِتّ وَتِسْعين وَسمع منى.

حسن بن عَلَاء الدولة بن أَحْمد بن أويس /. يَأْتِي لَهُ ذكر فِي أَخِيه الْحُسَيْن.

510 -

حسن بن الحمامي بدر الدّين /. ولي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بِبَيْت الْمُقَدّس بعد المحيوي بن جِبْرِيل مَعَ ذكره بأوفر نقص، وَقدم الْقَاهِرَة ثمَّ عَاد فِي أَوَاخِر جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسعين على قَضَائِهِ.

511 -

حسن بن الصعيدي، / شخص كَانَ يتَكَلَّم فِي الْحيرَة ونواحيها عَن الْوَزير وَالسُّلْطَان. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ، وَوجد لَهُ من النَّقْد شَيْء كثير جدا مِمَّا لم تكن هَيئته ومرتبته مُنَاسبَة لَهُ وَلَا لبعضه، فاحتيط عَلَيْهِ للسلطنة غير ملتفتين لولد وَلَا غَيره.

512 -

حسن بن غرلو حسام الدّين جارنا. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ عَن سبعين فَأكْثر وَخلف طفْلا وَهُوَ ابْن أَمِير عَليّ بن سنقر.

513 -

حسن بن قلقيلة بدر الدّين الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ /. أَخذ عَن الْبَدْر الْعَيْنِيّ

ص: 131

وَاسْتقر بِهِ إِمَام مدرسته، وَكَذَا قَرَأَ على الْجمال عبد الله بن الرُّومِي، وَاسْتقر بعده فِي تدريس الْحَنَفِيَّة بِجَامِع الظَّاهِر وَأم بالبرقوقية نِيَابَة وتكسب بِالشَّهَادَةِ وصاهره الشَّمْس بن خَلِيل على ابْنَته وَكَانَت بَينهمَا قلاقل. مَاتَ قريب السِّتين تَقْرِيبًا.

514 -

حسن بدر الدّين بن النح الْبَغْدَادِيّ الشَّافِعِي / أحد الْفُضَلَاء. كتبه عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعَة قَوْله.

(حريري لَهُ خد نضير

تسامى عَن مُرَاعَاة النَّضِير)

(ونادمني بأقوال صِحَاح

فَمَا أحلى مقامات الحريري)

) :::

515 -

حسن بن الْبَدْر الْهِنْدِيّ ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ نزيل حماة. / امام عَالم عَلامَة بَحر مُحَقّق مدقق ذُو فنون عديدة وأقوال سديدة مُتَمَكن من العقليات بِحَيْثُ كَانَ التَّاج بن بهادر يثنى عَلَيْهِ فِيهَا ثَنَاء بَالغا مَعَ فَصَاحَته وَحسن تَقْرِيره وَكَونه متزهدا يلبس اللباد وَنَحْوه وَيُقَال إِنَّه لَازم السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ ثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ الزين عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الشاوي إِنَّه أخبرهُ أَنه بحث على الزين الخوافي، وَقَالَ غَيره إِنَّه رافق الشَّمْس الشرواني فِي الْأَخْذ عَن الرُّكْن الخوافي، وَقد استقدمه الصَّدْر بن هبة الله بن الْبَارِزِيّ إِلَى حماة وَأحسن إِلَيْهِ وزوجه ورتب لَهُ كِفَايَته وَكَانَت إِقَامَته بهَا أَكثر من خمس سِنِين حَتَّى مَاتَ وانتفع بِهِ الطّلبَة فِي النَّحْو وَالصرْف والاصلين وَغَيرهَا وَكَانَ على نمط رَفِيقه الشرواني فِي تربية الطّلبَة وحدة الْخلق، وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الصَّدْر الْمَذْكُور وَالْجمال بن السَّابِق وَأَخُوهُ فرج وَآخَرُونَ مِنْهُم الزين خطاب أَخذ عَنهُ أصُول الْفِقْه والبقاعي قَالَ إِنَّه بحث عَلَيْهِ فِي أَوَائِل الشمسية سنة ثَمَان وَعشْرين، وَمِمَّا أَخذه عَنهُ الْجمال بن السَّابِق الْفِقْه وَالصرْف والعربية فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض ابْن المُصَنّف وتصريف الْعزي ومعظم الخسيكتي والمراح وَقَالَ لي انه مَاتَ فِي لَيْلَة الجمة منتصف جُمَادَى الثَّانِيَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِالْمَدْرَسَةِ المعزية بحماة عَن نَحْو السّبْعين ظنا.

516 -

حسن الْبَدْر الحسني القاهري الْوَاعِظ. / شيخ اشْتغل يَسِيرا وَطَاف الْقرى وَنَحْوهَا فِي الْوَعْظ، ولازمني يَسِيرا بعد أَن منعته من إِيرَاد الأكاذيب وَنَحْوهَا، وَاسْتمرّ على طَرِيقَته حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتّ وَتِسْعين وَأَظنهُ بلغ السّبْعين أَو جازها رحمه الله وَعَفا عَنهُ.

517 -

حسن بدر الدّين الشكلي الكركي /. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ عَارِفًا بِالْمُبَاشرَةِ مشكورا فِيهَا. ولي نظر الْقُدس والخليل مُدَّة فِي أَيَّام الْمُؤَيد وَغَيره. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَزَاد غَيره أَنه ولي غَزَّة أَيْضا.

ص: 132

518 -

حسن بن بدر الدّين الشريف / أحد التُّجَّار باسكندرية. مَاتَ بهَا فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَخمسين وَخلف أَمْوَالًا كَثِيرَة وَكَانَ تَامّ الْخِبْرَة بدنياه متين التوسل فِي التَّوَصُّل لمقاصده، وَقد رَافع فِي الخواجا فَخر الدّين التوريزي حَتَّى أَخذ مِنْهُ السُّلْطَان مَا ينيف على مائَة ألف دِينَار، وَلم يكن مَحْمُود السِّيرَة عَفا الله عَنهُ.

519 -

حسن حسام الدّين /. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين، وَكَانَ قدم من الْقُدس وَولي فِي الْأَيَّام الناصرية فرج فِيمَا بعْدهَا عدَّة نيابات بغزة والقدس وَغَيرهمَا. قَالَه المقريزي وَأَظنهُ نَاظر الْقُدس وَصَاحب الْمدرسَة بِهِ الْمَذْكُور فِي ابْن رسْلَان.

520 -

حسن الشّرف الاصبهاني الشَّافِعِي. / أَخذ عَن النُّور الايجي وَعنهُ السَّيِّد الْعَلَاء بن السَّيِّد عفيف الدّين. لَهُ ذكر فِي الْحسن بن عَليّ.

521 -

حسن الاذرعي الشَّامي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ.

522 -

حسن البدوي / مِمَّن أَخذ عني بِالْقَاهِرَةِ.

523 -

حسن الدمياطي نزيل الحسينية. / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بِحَبْس الديلم وَكَانَ مِمَّن يكثر المرافعة بِحَيْثُ رَافع فِي الشَّافِعِي بِسَبَب خَان السَّبِيل ثمَّ تغير عَلَيْهِ السُّلْطَان لعدم انتظام أمره وأودعه السجْن حَتَّى مَاتَ.

524 -

حسن الديروطي المقرىء /. مَاتَ قَرِيبا من سنة سبعين.

525 -

حسن الرُّومِي وَيعرف بزغل /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد.

526 -

حسن السخاوي / محتسب الغروليين من سوق الشّرْب. مِمَّن اشْتغل بِالْعلمِ قَلِيلا وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ. مَاتَ فِي ربيع الثَّانِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

527 -

حسن السقا نزيل طنبذي من الصَّعِيد وَيعرف بالعريان / وَيذكر بالجذب والكرامات الَّتِي مِنْهَا بشارته للسُّلْطَان شفاها بالتملك بِحَيْثُ بنى لَهُ لما ملك بعد مَوته زَاوِيَة بِالْمحل الْمَذْكُور وَكَانَت سنة ثَلَاث وَسبعين عَن بضع وَسبعين.

528 -

حسن السَّمرقَنْدِي الخواجا /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين.

حسن الشريف السكندري. / مضى فِي الملقبين بدر الدّين قَرِيبا.

529 -

حسن الضاني وَالِد عبيد الْأمين الزيني / قَرَأَ الْقُرْآن عِنْد زَكَرِيَّا، وَعلم بعض الابناء بل واختلى عِنْد الْمَنَاوِيّ وتلقن مِنْهُ الذّكر بِإِشَارَة شَيْخه الشريف الطباطبي، وتكسب بسوق النِّسَاء من سوق الْحَاجِب على طَريقَة جميلَة وَلم يخالط وَلَده فِيمَا دخل فِيهِ بل لما ألزمهُ الْمشَار إِلَيْهِ أَن يكون عوضه أول مَا رسم عَلَيْهِ قعد قَلِيلا ثمَّ وفر لعَجزه وديانته وَهُوَ الْآن حَيّ.

530 -

حسن الصبحي الجدي / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَحمل لمَكَّة فَدفن بمعلاتها.

ص: 133