المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(من اسمه صالح) - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ٣

[السخاوي]

الفصل: ‌(من اسمه صالح)

انشاء بُسْتَان حوله فَمَا تمّ إِلَى غير ذَلِك وترجمته نَحْو كراسين من عُقُود المقريزي)

شيخ أميراخور وطبلخاناه. / هُوَ شيخ الركني مضى.

1191 -

شيفكي إِمَام الدّين. كَانَ بحرا فِي الْعَرَبيَّة مِمَّن أَخذ عَن السَّيِّد الْجِرْجَانِيّ وَعنهُ عبد الأول المرشدي بِمَكَّة وَهُوَ تَرْجمهُ.

(حرف الصَّاد الْمُهْملَة)

(من اسْمه صَالح)

1192 -

صَالح بن أَحْمد بن أبي بكر بن مُحَمَّد علم الدّين بن الشهَاب بن الرداد التَّيْمِيّ الْقرشِي الْيَمَانِيّ /، سلك على مَذْهَب أَبِيه فِي اقتفاء طَرِيق الشَّيْخ إِسْمَاعِيل الجبرتي، وَكَانَ لَهُ ذوق وَشعر، وَله فِي السماع فهم وحركة مزعجة سامحهم الله.

1193 -

صَالح بن أَحْمد بن صَالح بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد صَلَاح الدّين بن الشهَاب بن السفاح الْحلَبِي أَخُو عمر / الْآتِي، وهما توءمان سبط قاضيها الشّرف الانصاري. ولد سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة، وأحضر على ابْن أيدغمش، وَسمع على ابْن صديق، وَقَرَأَ شَيْئا فِي النَّحْو ثمَّ لما ولي أَبوهُ كِتَابَة السِّرّ اسْتَقر فِي توقيع الدست، وناب عَن أَبِيه وَكَانَ محتشما متوددا إِلَى النَّاس وافر الْعقل. مَاتَ فِي الطَّاعُون فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَعشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه

1194 -

. صَالح بن أبي بكر بن يحيى بن أبي بكر بن أَحْمد بن مُوسَى بن عجيل الشهَاب بن الرُّكْن الْيَمَانِيّ، وَيعرف كسلفه بِابْن عجيل. / نَاب بقرية جده الْأَعْلَى الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى إِلَى أَن مَاتَ فِي سنة أَربع وَخمسين وَكَانَ فَقِيها جَلِيلًا رحمه الله.

1195 -

صَالح بن خَلِيل بن سَالم بن عبد النَّاصِر بن مُحَمَّد بن سَالم تَقِيّ الدّين الْكِنَانِي الْغَزِّي الشَّافِعِي نزيل بَيت الْمُقَدّس. / ولد سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة وتفقه وَتقدم وناب فِي الحكم ولقيه شَيخنَا بِبَيْت الْمُقَدّس فحدثه بالمسلسل عَن الْمَيْدُومِيُّ فيا يظنّ شَيخنَا، وَقَرَأَ عَلَيْهِ مشيخة قَاضِي المرستان الصُّغْرَى تَخْرِيج أبي سعد السَّمْعَانِيّ بِسَمَاعِهِ لَهَا على الْمَيْدُومِيُّ جُزْء ابْن عَرَفَة وجزء الدارع. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع بِبَيْت الْمُقَدّس. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وإنبائه والمقريزي فِي عقوده

1196 -

. صَالح بن صَالح بن حُسَيْن الْبَصْرِيّ الضَّرِير الشَّافِعِي نزيل مَكَّة. / مِمَّن تَلا بالسبع على عمر النجار وَالِد يروطي وَسمع التقي بن فَهد وَغَيره، وَحضر دروس أبي البركات الهيثمي والبرهاني وَغَيرهمَا، وَكَانَ يكثر الصخب والصياح وَرُبمَا يُقَام. مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ.

1197 -

صَالح بن صَالح / وَزِير فاس. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين.

1198 -

صَالح بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله السلجماسي المغربي نزيل مَكَّة /

ص: 311

فهرس كتب رِبَاط الْمُوفق بهَا فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمَات بعد ذَلِك. صَالح بن عمر بن رسْلَان بن نصير بن صَالح شَيخنَا القَاضِي علم الدّين أَبُو الْبَقَاء بن شيخ الاسلام السراج أبي حَفْص الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي البُلْقِينِيّ الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَأول من سكن بلقينة من أُصُوله صَالح الْأَعْلَى. ولد فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ، وَنَشَأ بهَا فِي كنف وَالِده فحفظ الْقُرْآن، وَصلى بِهِ للنَّاس التَّرَاوِيح على الْعَادة بمدرسة وَالِده فِي سنة تسع وَتِسْعين، والعمدة وألفية النَّحْو ومنهاج الْأُصُول والتدريب لِأَبِيهِ إِلَى النَّفَقَات والمنهاج من ثمَّ إِلَى آخِره، وَعرض بعض محافيظه على أَبِيه والزين الْعِرَاقِيّ وَجَمَاعَة وجميعها على أَخِيه وَكَانَ أَحْيَانًا يرمل الفتاوي بَين يَدي وَالِده وَحضر دروسه وَصحح عَلَيْهِ فِي التدريب، وَكَانَ متصونا متقللا من الدُّنْيَا غَايَة فِي الذكاء وَسُرْعَة الْحِفْظ فلازم الِاشْتِغَال فِي الْفِقْه وأصوله والعربية والْحَدِيث وَغَيرهَا من الْعُلُوم، وانتفع فِي ذَلِك كُله بأَخيه خُصُوصا حِين عَزله بالهروي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَكتب بِخَطِّهِ من تصانيفه جملَة وَقرأَهَا عَلَيْهِ، كَذَا أَخذ فِي الْفِقْه وَغَيره عَن الْمجد الْبرمَاوِيّ والبيجوري وَالشَّمْس الغراقي، وَفِي الْأُصُول عَن الْعِزّ بن جمَاعَة، وَفِي النَّحْو عَن الشَّمْس الشطنوفي وَفِي الحَدِيث عَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ مجَالِس من أَمَالِيهِ بِحُضُور الهيثمي وَرَأَيْت المملي أثبت اسْمه فِي بَعْضهَا وَسمع على وَالِده جُزْء الْجُمُعَة للنسائي وَختم دَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي وَأَشْيَاء وعَلى الشهَاب بن حجي جُزْء ابْن بخيد، بل قَرَأَهُ هُوَ عَلَيْهِ بعض مشيخة الْفَخر وَسمع على أَخِيه عشارياته تَخْرِيج شَيخنَا أبي النَّعيم الْمُسْتَمْلِي وَغير ذَلِك فِي آخَرين كالجمال بن الشرائحي، وَأَجَازَ لَهُ التنوخي وَآخَرُونَ باستدعاء شَيخنَا وَغَيره. وَحج فِي سنة أَربع عشرَة وَلَقي الْحَافِظ الْجمال بن ظهيرة وَغَيره، وَدخل دمياط فَمَا دونهَا وَلم يزل ملازما لِأَخِيهِ حَتَّى تقدم وَأذن لَهُ فِي الافتاء والتدريس بعد عزل الْهَرَوِيّ وَعوده إِلَى الْقَضَاء، وَوَصفه بالعالم المفنن، وخطب بالمشهد الْحُسَيْنِي حِين أحدث فِيهِ ابْن النُّسْخَة الْخطْبَة ليتمرن فِيهَا وَبِغَيْرِهِ، وَقَرَأَ البُخَارِيّ عِنْد الْأَمِير)

اينال الصصلاي وَألبسهُ يَوْم الْخَتْم خلعة، وعاونه حَتَّى اسْتَقر فِي توقيع الدست كَمَا وَقع لأخويه وناب فِي الْقَضَاء عَن أَخِيه بدمنهور وأنشده بعض أهل الْأَدَب عقب عمله ميعادا بالنحرارية:

(وعظ الْأَنَام إمامنا الحبر الَّذِي

سكب الْعُلُوم كبحر فضل طافح)

ص: 312

(فشفا الْقُلُوب بِعِلْمِهِ وبوعظه

والوعظ لَا يشفى سوى من صَالح)

وَغَيرهَا ودرس الْفِقْه وَهُوَ شَاب بِالْمَدْرَسَةِ الملكية تلقاها عَن ابْن أبي الْفَتْح البُلْقِينِيّ قبل الْعشْرين ثمَّ رغب لَهُ أَخُوهُ عَن درس التَّفْسِير والميعاد بالبرقوقية فِي سنة احدى وَعشْرين وَعمل فِيهَا إِذْ ذَاك إجلاسا حافلا ارْتَفع ذكره بِهِ وَكَذَا نوه أَخُوهُ بِذكرِهِ فِي مناظرات الْهَرَوِيّ بِحَيْثُ أَن القَاضِي كَانَ يخبر أَن الْمُؤَيد رام أَن يوليه الْقَضَاء عوضا عَن أَخِيه فَمَا أجَاب حَيَاء مِنْهُ وأدبا مَعَه وَقدمه أَخُوهُ أَيْضا لخطبة الْعِيد بالسلطان الظَّاهِر ططر حِين سَافر مَعَه وبرز صَاحب التَّرْجَمَة لتلقيه من قطيا فَوجدَ أَخَاهُ ضَعِيفا جدا وصادف ارسال السُّلْطَان يَأْمُرهُ أَن يتجشم الْمَشَقَّة فِي الْخطْبَة بِهِ لكَونه أول عيد من سلطنته والا فليعين من يصلح فَكَانَ هُوَ الصَّالح فَخَطب حِينَئِذٍ السُّلْطَان بالعسكر فَأَعْجَبَهُمْ جهورية صَوته وَاسْتقر فِي أنفسهم أَنه عَالم وَلذَلِك لما مَاتَ أَخُوهُ اسْتَقر عوضه فِي تدريس الخشابية وَالنَّظَر عَلَيْهَا وَحضر عِنْده فِيهِ الْكِبَار من شُيُوخه وَغَيرهم وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ، ورام الظَّاهِر اخراجهما عَنهُ مرّة بعد أُخْرَى بل رام اخراجه من مصر جملَة فَمَا مكنه الله من ذَلِك كُله ثمَّ اسْتَقر بعد صرف شَيْخه الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي قَضَاء الشَّافِعِيَّة بالديار المصرية فِي سادس ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَعشْرين فَأَقَامَ سنة وَأكْثر من شهر وَصرف، وتكرر عوده لذَلِك ثمَّ صرفه حَتَّى كَانَت مُدَّة ولَايَته فِي مَجْمُوع المرار وَهِي سبع ثَلَاث عشرَة سنة وَنصف سنة وَعقد الميعاد بمدرستهم وَولي تدريس الحَدِيث بالقانبهية والميعاد والافتاء بالحسنية وَالْفِقْه بالشريفية بِمصْر مَعَ نظرها وَنظر الخانقاه البيبرسية وجامع الْحَاكِم كَمَا بيّنت كل ذَلِك فِي المعجم والذيل لرفع الأصر، وَكَانَ اماما فَقِيها عَالما قوي الحافظة سريع الادراك طلق الْعبارَة فصيحا يتحاشى عدم الْأَعْرَاب فِي مخاطباته بِحَيْثُ لَا يضْبط عَلَيْهِ فِي ذَلِك شَاذَّة وَلَا فاذة حسن الِاعْتِقَاد فِي الصَّالِحين كثير التودد اليهم بساما بشوشا طلق الْمحيا فاشيا للسلام مهابا لَهُ جلالة وَوَقع فِي صُدُور الْخَاصَّة والعامة لطيف المحاضرة فكها ذَاكِرًا لكثير من الْمُتُون والفوائد الحديثية والمبهمات الَّتِي حصلها حِين كَانَ)

أَخُوهُ يقدمهُ لمناظرة الْهَرَوِيّ مستحضرا لجملة من الرَّقَائِق والمواعظ والاشعار وَكَذَا الوقائع والحوادث العلمية سَمحا بعارية الْكتب باذلا لجاهه وَأَنْشَأَ بقلمه وَلسَانه حَتَّى كَانَ بعض الْفُضَلَاء يَقُول إِن الْحُضُور بَين يَدَيْهِ من المفرحات شهما مقداما لَا يهاب ملكا وَلَا أَمِيرا ذَا بادرة رُبمَا تُؤدِّي إِلَى لومه سريع الْغَضَب وَالرُّجُوع والدمعة وَالْكِتَابَة سليم الصَّدْر لَا يتَوَقَّف عَن قبُول من اعتذر إِلَيْهِ معرضًا من تتبع زلات من يناوئه غير مشتغل بتنقيصه بل رُبمَا يمْنَع من يشْتَغل

ص: 313

فِي مَجْلِسه بذلك، وَهُوَ فِي آخر عمره فِي غَالب مَا أَشرت إِلَيْهِ أحسن حَالا فِيهِ قبله خُصُوصا فِي التَّوَاضُع وَالِاعْتِرَاف بالتقصير ومزيد المداراة غير متأنق فِي مأكله وملبسه متغافلا عَمَّا يحصله أَتْبَاعه بجاهه غير سَائل عَنهُ يقنع باليسير مِمَّا يهدي إِلَيْهِ إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يطول شَرحه ولشاعر الْوَقْت النواجي فِيهِ عدَّة قصائد وَكَذَا لغيره من الْفُضَلَاء، وَقد تصدى لنشر الْعلم قَدِيما وَكَذَا للوعظ والافتاء وَحضر مجْلِس وعظه السَّادة من الشُّيُوخ والرفاق وطارت فَتَاوِيهِ فِي الْآفَاق، وَأخذ عَنهُ الْفُضَلَاء من كل نَاحيَة طقة بعد أُخْرَى حَتَّى صَار أَكثر الْفُضَلَاء من تلامذته وَكَذَا حدث بأَشْيَاء واشتهر اسْمه وَبعد صيته، وَكَانَ القاياتي يَقُول انه تخطى النَّاس بِحِفْظ التدريب وصنف تَفْسِيرا وشرحا على البُخَارِيّ لم يكمله وأفراد فتاوي أَبِيه والمهم من فتاوي نَفسه والتقط حَوَاشِي أَخِيه على الرَّوْضَة بل جمع بَين حَوَاشِي أَبِيه وأخيه عَلَيْهَا وأفرد كلا من تَرْجَمته وترجمة وَالِده وأكمل تدريب أَبِيه وبيض مَا كتبه أَبوهُ على الْمُهِمَّات، وَله القَوْل الْمُفِيد فِي اشْتِرَاط التَّرْتِيب بَين كلمتي التَّوْحِيد والخطب والتذكرة وَغَيرهمَا مِمَّا أثْبته فِي الْكِتَابَيْنِ الْمشَار اليهما وَله نظم ونثر قد يَقع فِي كل مِنْهُمَا الْوسط وَقد قَرَأت عَلَيْهِ أَشْيَاء وَحَضَرت دروسه وَأذن لي بالتدريس والافتاء وَرُبمَا أرسل الي بالفتاوي وقرض لي غير تصنيف وَكَانَ يجلني ويقدمني على سَائِر الْجَمَاعَة بل ويثني على سَائِر الْأَهْل كالأبوين والعمين والجدين للْأَب وَالأُم وَالْخَال، وَاسْتمرّ على جلالته وعلو مكانته حَتَّى مَاتَ بعد أَن توعك قَلِيلا فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس رَجَب سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم فِي محْضر جم تقدمهم ابْن الشّحْنَة القَاضِي الْحَنَفِيّ وَدفن بجوار وَالِده بمدرسته الشهيرة وَأَقَامُوا على قَبره أَيَّامًا يقرؤن وتأسف النَّاس على فَقده، وَلم يخلف بعده مثله رحمه الله وإيانا.

1200 -

صَالح بن عوض بن غنيم بن مُحَمَّد بن صَالح / قَاضِي الزيدية ينبوع مَاتَ سنة سِتّ وَسِتِّينَ.

1201 -

صَالح بن عِيسَى بن ماضي المغربي. / مِمَّن سمع اخْتِلَاف الحَدِيث للشَّافِعِيّ بِقِرَاءَتِي.)

1202 -

صَالح بن عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن دَاوُد بن سَالم الصمادي. كَانَ جده سَالم من مريدي الشَّيْخ عبد الْقَادِر وبنيت لسلفه زَاوِيَة بصماد قبلي بَصرِي، وَنَشَأ هَذَا بزاويته فَكَانَ يضيف الواردين كثيرا وَله أَتبَاع وشهرة وَكلمَة مسموعة عِنْد أهل الْبر مَعَ مزدرعات ومواش. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين عَن نَحْو السّبْعين. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

1203 -

صَالح بن قَاسم بن أَحْمد بن أسعد بن مُحَمَّد بن الْفضل بن مياس الْمرَادِي

ص: 314

اليمني الصَّنْعَانِيّ الْحَنَفِيّ نزيل الصَّحرَاء وَيعرف بالشيخ صَالح. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بمخلاف صنعاء، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وَغَيره، واشتغل هُنَاكَ قَلِيلا فِي الْفِقْه والعربية وأصل الدّين ثمَّ ارتحل فِي سنة ثَلَاث وَخمسين فحج وجاور ثمَّ ركب الْبَحْر إِلَى الْقَاهِرَة فَدَخلَهَا فِي رَمَضَان سنة خمس وَخمسين فلازم التقى الشمني فِي الْفِقْه والعربية وَكَانَ مِمَّا أَخذه عَنهُ حَاشِيَته للْمُغني وَشَرحه للنقاية وكتبهما بِخَطِّهِ، وَكَذَا أَخ عَن التقي الحصني الْمنطق والمعاني وَالْبَيَان وأصول الدّين وَغَيرهَا وَعَن الكافياجي أصُول الْفِقْه وسافر إِلَى الشَّام فَأخذ بهَا عَن حميد الدّين فِي أصولهم وَعَن ملا شيخ شَرحه لدرر الْبحار، وَتوجه لتبريز فَقَرَأَ على ملا ظهير الدّين فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَإِلَى الرّيّ فَأخذ عَن ملا عبد الرَّحِيم الْكِنْدِيّ بِفَتْح الْكَاف نِسْبَة لمدينة فِي الرّيّ، ودام فِي غيبته خمس سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة وقطن الصَّحرَاء بهَا، وَحج رَفِيقًا للابناسي وأقرأ الْفُضَلَاء، وتميز فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف والمنطق والمعاني وَالْبَيَان، وَعرف بالصلاح والفصاحة مَعَ تقلله وانجماعه وَعدم مزاحمته لبني الدُّنْيَا بِحَيْثُ عرض عَلَيْهِ النِّيَابَة فِي الْقَضَاء فَأبى.

1204 -

صَالح بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف المرشدي الْمَكِّيّ أَخُو عمر / الْآتِي وخال بني الْمُحب الطَّبَرِيّ الامام. مِمَّن أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن عَيَّاش، وسافر للهند بِجُزْء من شَعْرَة منسوبة لَهُ صلى الله عليه وسلم ودام بهَا مُدَّة ورزق بعض الْأَوْلَاد ثمَّ قدم بهم مَكَّة وَكَانَ سَاكِنا وَمَات فِي صفر سنة سبع وَتِسْعين وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ.

1205 -

صَالح بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد اليافوري فَقِيه الْمَالِكِيَّة بالتكرور /. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين.

صَالح بن مُحَمَّد بن عَليّ النَّاشِرِيّ. / فِي أَخِيه أَحْمد.

1206 -

صَالح بن الْجمال أبي النجا مُحَمَّد بن الْبَهَاء أبي الْبَقَاء مُحَمَّد بن أَحْمد علم الدّين الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ أَخُو أبي الْقسم مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف كسلفه بِابْن الضيا. ولد فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وكتبا وَكنت مِمَّن عرضهَا عَلَيْهِ بل سمع مني بِمَكَّة، وَحضر دروس أَبِيه ثمَّ أَخِيه وَقدم الْقَاهِرَة صُحْبَة الْأمين الاقصرائي فِي سنة وَفَاته فَأَقَامَ مَعَ أَخِيه تَحت نظره ثمَّ بمسجده وَتردد للبرهان الكركي وَغَيره، وَلم يذكر بفضيلة وَلَا همة لَهُ فِي هَذَا الْمَعْنى، وَقد توجه للقاهرة بحرا فِي سنة سبع وَتِسْعين فَبَلغهُ الطَّاعُون بهَا فَالْتَفت إِلَى الْمَدِينَة ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ثمَّ عَاد إِلَى الْقَاهِرَة، وَرجع مَعَ موسم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَبَين الاخوين تبَاين عَظِيم وَذَاكَ أَعلَى وأغلى.

1207 -

صَالح بن مُحَمَّد بن مُوسَى بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن ابراهيم بن عَليّ / وَاخْتلف

ص: 315

فِيمَن بعده الشَّيْخ مجد الدّين أَبُو مُحَمَّد الحسني الريَاحي المدوكالي مولدا الذوادي مربي المغربي الْمَالِكِي وَيعرف بالزواوي وَهُوَ لقب كَمَا قَالَ. ولد فِيمَا قرأته بِخَطِّهِ على رَأس السِّتين وَسَبْعمائة بقرية مدوكال من أفريقية بَين بسكرة وَعمرَة وانتقل مِنْهَا وَهُوَ صَغِير إِلَى ذواد فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالعلوم.

وَقدم الْقَاهِرَة فَسمع بهَا عَليّ الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ والعز بن جمَاعَة وَحميد الدّين حَمَّاد التركماني والكمال بن خير والنورين الفوي والابياري اللّغَوِيّ وَالْفَخْر الدنديلي والشموس الشَّامي والزراتيتي والبيجوري والصدر السويفي والزين بن النقاش وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا وَآخَرين، وَحج فَسمع بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة عَليّ الزين المراغي الْكثير وَعبد الرَّحْمَن الصبيبي ورقية ابْنة ابْن مزروع فِي آخَرين وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَأثْنى عَلَيْهِ شَيخنَا فِي تَارِيخه فَقَالَ كَانَ خيرا ذَاكِرًا لكثير من الْفِقْه ملازما لحضور مجَالِس الْعلم، جاور بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة مُدَّة وحصلت لَهُ جذبة ويحكي أَنه كَانَ يسمع تَسْبِيح النّخل فِي مروره بَين الينبوع فِي النّخل أَيَّام الرطب بل سَمعهَا تَقول لَهُ يَا صَالح كل مني وَكَذَا اتّفق لَهُ وَهُوَ بِمَكَّة أَنه وجد بعض الحطابين وَمَعَهُ حطب فَسَأَلَهُ أهوَ من الْحل أم من الْحرم فَقَالَ من الْحل فَاشْتَرَاهُ وَجَاء بِهِ إِلَى منزله فَلَمَّا أوقد النَّار صَاح الْحَطب فَقَالَ وَالله يَا صَالح أَنا من حطب الْحرم فأطفأه وَلم يقد بعد ذَلِك بِمَكَّة نَارا وهاجت مرّة مركب فِي الْبَحْر وَهُوَ فِيهَا بِحَيْثُ أشرفت على الْغَرق فَقَامَ وَرفع يَدَيْهِ وَقَالَ قد أَمْسَكت الْملك الْمُوكل بِالرِّيحِ فسكن الرّيح فِي الْحَال، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وَسكن وقتا بتربة الظَّاهِر برقوق بالصحراء وَحسن ظن كثير من النَّاس فِيهِ ثمَّ سكن غَيرهَا من الْقَاهِرَة وتنزل بدرس الحَدِيث فِي المؤيدية ورتب لَهُ فِي الجوالي وَدخل فِي وَصَايَا كَثِيرَة لَكِن لم نسْمع عَنهُ سوءا فِي تصرفه وَكَانَ يصل إِلَيْهِ كل سنة من سُلْطَان الْمغرب مبلغا، كل ذَلِك مَعَ الشهامة)

وَالْقِيَام فِي الْحق عِنْد الظلمَة وَعدم المبالاة بهم أجَاز لأولادي انْتهى. وَوَصفه أَبُو النَّعيم الْمُسْتَمْلِي بالصلاح وَالْعلم وَكَذَا سَمِعت الثَّنَاء عَلَيْهِ من غير وَاحِد وانه فِي حَال جذبته اشْتريت لَهُ نَاقَة ليحج عَلَيْهَا فَكَانَ يسْمعهَا تَقول يَا صَالح أَتعبت ظَهْري فَينزل عَنْهَا وَيَمْشي فَتَقول لَهُ اركب يَا صَالح فقد استرحت إِلَى غير ذَلِك، وَبَلغنِي أَن الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ أوصى بِأَن يُصَلِّي عَلَيْهِ فبرز المستقر عوضه فِي المنصب وَهُوَ العلمي صَالح البُلْقِينِيّ وَقَالَ انه هُوَ المُرَاد لَا صَاحب التَّرْجَمَة ثمَّ صلى فَالله أعلم. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن من الْغَد بجوار الزين الْعِرَاقِيّ خَارج بَاب البرقية قَالَ البقاعي

ص: 316