الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف الْجِيم)
جَاءَ الْخَبَر. اسْمه فائد. /
197 -
جَابر بن عبد الله الحراشي بمهملتين مفتوحتين وَبعد الْألف مُعْجمَة وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة، وَتردد فِي التِّجَارَة لمَكَّة كثيرا ورزق فِيهَا حظا وخدم السَّيِّد حسن بن عجلَان وَكَانَ نَظِير الشاد لَهُ فِي أُمُور مَكَّة، واشتهر بالامانة وَالْحُرْمَة وَبِحسن الْمُبَاشرَة حَتَّى قرر لبني حسن الرسوم وَزَادَهُمْ، وَبنى بجدة فرضة ثمَّ تغير على مخدومه لكَونه تنكر عَلَيْهِ فِي رَمَضَان سنة تسع فَقبض عَلَيْهِ ثمَّ أفرج عَنهُ فَتوجه إِلَى الْيمن ثمَّ قدم مصر موليا عَلَيْهِ فَمَا أَفَادَهُ ذَلِك فَرجع ووالى أَصْحَاب يَنْبع وباشر لَهُم. وَعمل لَهُم قلعة ولمدينتهم سورا، وَكَانَ قد دخل أَيْضا مصر فثار عَلَيْهِ النَّاصِر وصادره وَحمله فِي الْحَدِيد إِلَى مخدومه فتسلمه ثمَّ أفرج عَنهُ وَأَعَادَهُ إِلَى ولَايَة جدة فباشرها على عَادَته فاتهمه بموالاة ابْن أَخِيه رميثة بن مُحَمَّد بن عجلَان وَكَانَ رميثة قد هجم على مَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ عشرَة وهجم على جدة مِنْهَا فَقَامَ جَابر فِي الصُّلْح فَلم يفده ذَلِك عِنْد مخدومه الا التُّهْمَة بموالاة رميثة ثمَّ ظفر بِهِ فشنقه على بَاب الشبيكة فِي منتصف ذِي الْحجَّة مِنْهَا بعد أَن أرسل بِهِ النَّاصِر أَيْضا إِلَيْهِ فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَدفن بالمعلاة وَكَانَ داهية مَاكِرًا دَاعِيَة إِلَى مَذْهَب الزيدية زَائِد الظُّلم بِحَيْثُ كثر الدُّعَاء عَلَيْهِ خُصُوصا فِي موسم هَذِه السّنة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَطوله التقي الفاسي فِي مَكَّة عَن هَذَا
198 -
جارقطلي وَهُوَ على ألسن الْعَامَّة بالشين الْمُعْجَمَة بدل الْجِيم سيف الدّين الاشرفي / من عُتَقَاء الظَّاهِر برقوق نَائِب الشَّام. تنقل فِي الخدم إِلَى أَن ولي نِيَابَة حماة فِي الدولة المؤيدية. ثمَّ نَقله الاشرف لنيابة حلب عوضا عَن تاني بك البجاسي فَكَانَ دُخُوله لَهَا فِي شَوَّال سنة سِتّ وَعشْرين ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة فَأمر تقدمة ثمَّ عمل أتابكا ثمَّ نَائِب دمشق فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ بعد سودون من عبد الرَّحْمَن وَمَات بهَا بعد سنة فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ تَاسِع عشر رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ، قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه وَكَانَ شهما مُسْرِفًا على نَفسه يحب الْعدْل والانصاف وَلم يخلف ولدا، وَذكره ابْن خطيب الناصرية فَقَالَ انه كَانَ أَمِيرا كَبِيرا شجاعا مشكور الْأَيَّام بِدِمَشْق مَعَ حِدة يُبَادر بهَا إِلَى سفك الدِّمَاء.
199 -
جَار الله بن احْمَد بن جَار الله بن زَائِد السنبسي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ،)
أرخه ابْن فَهد.
200 -
جَار الله بن بحير من أهل وَادي أبي عُرْوَة ثمَّ نزيل مَكَّة. / مِمَّن سمع مني
بهَا فِي سنة أَربع وَتِسْعين وَلم يلبث أَن قتل بجدة وَرَاح هدرا:
201 -
جَار الله بن حسن بن مُخْتَار. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين، وَسَيَأْتِي أَبوهُ.
202 -
جَار الله بن جويعد بن حَازِم بن عبد الْكَرِيم بن أبي نمي الشريف الحسني النموي. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
203 -
جَار الله بن صَالح بن أبي الْمَنْصُور احْمَد بن عبد الْكَرِيم بن أبي الْمَعَالِي يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن شيبَة بن اياد بن عَمْرو بن الْعَلَاء بن مَسْعُود جلال الدّين الشَّيْبَانِيّ الطَّبَرِيّ الاصل الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ وَالِد احْمَد وَعلي وَمُحَمّد. / سمع من خَلِيل الْمَالِكِي والعز بن جمَاعَة وَابْن بنت أبي سعد والشهاب الهكاري والنور الْهَمدَانِي والموفق الْحَنْبَلِيّ والكمال ابْن حبيب وَابْن عبد الْمُعْطِي فِي آخَرين، وَأَجَازَ لَهُ ابراهيم بن مُحَمَّد بن يُونُس بن القواس والشهاب احْمَد بن مُحَمَّد بن عمر زغلس وَمُحَمّد بن ابراهيم بن أزبك وَخلق، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء رَغْبَة فِي اسْمه وَمِمَّنْ سمع مِنْهُ التقي الفاسي، وَذكره فِي تَارِيخ مَكَّة وَشَيخنَا قَرَأَ عَلَيْهِ أَحَادِيث من التِّرْمِذِيّ بِمَدِينَة يَنْبع، وَقَالَ فِي مُعْجَمه كَانَ خيرا عَاقِلا، زَاد غَيره أحد المنزلين بدرس يلبغا بِمَكَّة، تردد إِلَى الْقَاهِرَة مرَارًا وأدركه أَجله بهَا فِي آخر سنة خمس عشرَة بخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَدفن بمقبرة صوفيتها وَقد بلغ السّبْعين، وَهُوَ الْقَائِل فِيهِ الصَّدْر بن الادمي مَا اشْتهر مِمَّا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمته وَذكره المقريزي فِي عقوده بِزِيَادَة مُحَمَّد فِي نسبه بعد صَالح.
204 -
جَار الله وَيُسمى الْمُحب أَبَا الْفضل مُحَمَّدًا وَلكنه بجار الله أشهر بن عبد الْعَزِيز بن عمر بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْمَكِّيّ وَيعرف كسلفه بِابْن فَهد سبط عَم أَبِيه أبي بكر بن مُحَمَّد بن فَهد أمه كمالية. / ولد فِي لَيْلَة السبت لعشرين من شهر رَجَب سنة احدى وَتِسْعين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ وَحضر عَليّ وَهُوَ فِي الرَّابِعَة فِي مجاورتي الرَّابِعَة من لَفْظِي وبقراءة أَبِيه وَغَيره أَشْيَاء ثمَّ سمع عَليّ بعد ذَلِك أَشْيَاء وَكَذَا أحضر على الْمُحب الطَّبَرِيّ الامام ختم مُسلم وثلاثيات البُخَارِيّ وَالرّبع الأول من تساعيات الْعِزّ بن جمَاعَة كل ذَلِك بعد المسلسل وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة كَعبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ وَغَيره، مِمَّن أجَاز لَهُ عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي)
وَالشَّمْس مُحَمَّد بن الشهَاب البوصيري وَغَيره مِمَّن سمع عَليّ ابْن الكويك.
205 -
جَار الله بن عبد الله الْمَكِّيّ الْمُؤَدب. / مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة ثَمَانِي عشرَة وَدفن بالمعلاة. أرخه ابْن فَهد نقلا عَن خطّ ابْن مُوسَى.
206 -
جَار الله بن مبارك الصَّفَدِي الْقَائِد. / سمع عَليّ ابْن سَلامَة والتقي بن فَهد فِي
سنة سبع وَثَلَاثِينَ.
مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ بِمَكَّة. أرخه ابْن فَهد.
207 -
جَار الله الهذباني الشريف الحسني. / مَاتَ فِي سلخ شعْبَان سنة سِتّ وَسبعين بوادي الْآبَار وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بهَا. أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
208 -
جانباي الأشرفي قايتباي بل هُوَ ابْن أُخْته وَأحد العشرات، / تلقى أقطاع نَائِب اسكندرية قَائِم قُشَيْر عَنهُ وَلم يلبث أَن مَاتَ مطعونا فِي سنة احدى وَثَمَانِينَ.
209 -
جَانِبك بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاون سيف الدّين بن الامير شرف الدّين ابْن النَّاصِر بن الْمَنْصُور / ولد سنة بضع وَخمسين وَأمر طبلخاناه فِي سلطنة أَخِيه الْأَشْرَف شعْبَان وَلما زَالَت دولة آل قلاون اسْتمرّ سَاكِنا فِي القلعة مَعَ أهل بَيته وَكَانَت عدتهمْ اذ ذَاك سِتّمائَة نفس فَمَا زَالَ الْمَوْت يقلل عَددهمْ إِلَى أَن تسلطن الاشرف برسباي فَأَمرهمْ بِالسُّكْنَى حَيْثُ شَاءُوا من الْقَاهِرَة فتحولوا وَلم يكن فيهم يَوْمئِذٍ أقعد نسبا من صَاحب التَّرْجَمَة بل كَانَ قبله بِقَلِيل ولد النَّاصِر حسن، مَاتَ فِي سنة احدى وَثَلَاثِينَ وَقد زَاد على السّبْعين، قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره المقريزي فِي عقوده.
210 -
جَانِبك من أَمِير الأشرفي برسباي وَيعرف بالظريف. / كَانَ من صغَار خاصكية أستاذه ثمَّ عمله الظَّاهِر خازندارا صَغِيرا ثمَّ دوادارا صَغِيرا ثمَّ أمره عشرَة ثمَّ صيره من رُءُوس النوب فَلَمَّا تسلطن اينال كَانَ من حزبه وَلم يراع للظَّاهِر حَقه فِي وَلَده فعمله طبلخاناه وخازندارا وَعظم ونالته السَّعَادَة رساق الْمحمل وَتزَوج بابنة الظَّاهِر واستولدها، وَقدمه الظَّاهِر خشقدم بل وَعَمله دوادارا ثَانِيًا فخف وطاش وتعاظم وتفاقم فَقبض عَلَيْهِ وحبسه باسكندرية ثمَّ أخرجه إِلَى الْبِلَاد الشامية فحبسه بقلعة صفد حَتَّى مَاتَ فِيهَا سنة سبعين وَهُوَ فِي عشر الْخمسين، وَكَانَ مليح الشكل حُلْو الْوَجْه عَارِفًا بأنواع الفروسية وَنَحْوهَا مَعَ مزِيد بخل وجبروت وَخَلفه على زَوجته الْأَمِير أزبك من ططخ الظَّاهِرِيّ.
211 -
جَانِبك من ططخ الظَّاهِرِيّ جقمق ويدعى بالفقيه، / كَانَ أبي يلبغا الجركسي رَأس نوبَة الناصري)
مُحَمَّد بن الظَّاهِر، وَمَات أستاذه وَهُوَ أحد الجمدارية ثمَّ صَار فِي أَيَّام الاشرف اينال خاصكيا ثمَّ أمره الظَّاهِر خشقدم عشرَة وطبلخاناه وَعَمله أميراخور ثَانِي ثمَّ مقدما ثمَّ أميراخور أول ثمَّ صَار أَمِير سلَاح، وَحج بِالنَّاسِ وَهُوَ كَذَلِك فِي سنة ثِنْتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَلم يحمد تصرفه فِي سيره وَأمْسك لبَعض الاغراض بِالْعقبَةِ فِي رُجُوعه وَتوجه بِهِ إِلَى الْقُدس منفيا فَلم يلبث أَن مَاتَ بِهِ فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَكَانَ فِيهِ خير وبر وتواضع مَعَ الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَله تربة جوَار تربة خشقدم قرر فِيهَا جمَاعَة وَكَذَا عمل سَبِيلا عِنْد رَأس سويقة منعم
ثمَّ هَدمه الدواد للْمصْلحَة زعم لكَونه كَانَ فِي الطَّرِيق وَهُوَ المغري للسُّلْطَان بِهِ بِحَيْثُ أَنه لما جَاءَ مُبشر الْحَاج وَكَانَ من أجناد ابْن عُثْمَان قَالَ من يروم السلطنة يُرْسل قاصده هَذَا اشارة إِلَى عدم تَدْبيره وَنقص عقله عَفا الله عَنهُ.
212 -
جَانِبك من يلخجا الظَّاهِرِيّ جقمق. / صاهر الامين الاقصرائي على ابْنَته زَيْنَب واستولدها ولدا ذكرا، وَمَات عَنْهُمَا فِي طاعون سنة سبع وَأَرْبَعين وَلم يكمل الثَّلَاثِينَ وَكَانَ قد جود الْخط وَكتب بِهِ عدَّة مصاحف وَغَيرهَا كالشفا وقرأه على صهره وَوَقفه فتنظر من عِنْد جقمق الَّذِي خَلفه على زَوجته.
جَانِبك الأبلق هُوَ الظَّاهِرِيّ / يَأْتِي.
213 -
جَانِبك الأبو بكري الاشرفي برسباي، / أحد من تَأمر فِي الْأَيَّام الاينالية وتنمر ثمَّ بَطل وشاخ وَكَانَ يسكن جوَار جَامع ابْن ميالة بَين السورين. مَاتَ فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكنت الْمُصَلِّي عَلَيْهِ اماما اتِّفَاقًا بمصلى بَاب النَّصْر.
214 -
جَانِبك الأشرفي الخاصكي / مِمَّن قتل على يَد الْعَرَب فِي تجريدة للبحيرة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ
215 -
جَانِبك الاشرفي برسباي / اُحْدُ المقدمين وَيعرف بالمشد، اسْتَقر بِهِ الاشرف اينال فِي الشربخاناه ثمَّ اضاف إِلَيْهِ الظَّاهِر خشقدم مَعهَا التقدمة إِلَى أَن أمْسكهُ فِي جمَاعَة من الاشرفية وسجن باسكندرية ثمَّ نقل إِلَى الْقُدس ثمَّ افرج عَنهُ الاشرف قايتباي وَقدم فَأَقَامَ ببيته بِالْقربِ من بَاب سر جَامع قوصون واختص بِهِ التقي الحصني. وَمَات بطالا فِي رَمَضَان سنة احدى وَثَمَانِينَ وَكَانَ لَهُ مشْهد حافل وَشهد السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى المؤمني وَدفن بتربة قريبَة من تربة استاذه، وَكَانَ راميا معدودا متدينا مبجلا رحمه الله.
216 -
جَانِبك الأشرفي برسباي. / اشْتَرَاهُ صَغِيرا فرقاه إِلَى أَن إمرة طبلخاناه فِي محرم سنة سِتّ)
وَعشْرين وأرسله إِلَى الشَّام لتقليد النواب فَأفَاد مَالا جزيلا وتقرر أَولا خازندارا ثمَّ دويدارا ثَانِيًا بعد سفر قرقماش إِلَى الْحجاز وَصَارَت غَالب الْأُمُور معذوقة بِهِ وَلَيْسَ للدوادار الْكَبِير مَعَه كَلَام، وَتمكن من أستاذه غَايَة التَّمَكُّن حَتَّى صَار مَا يعْمل بِرَأْيهِ يسْتَمر وَمَا لَا ينْتَقض عَن قرب وَشرع فِي عمَارَة الْمدرسَة الَّتِي بالشارع عِنْد القربيين خَارج بَاب زويلة وابتدأ بِهِ مَرضه بالمغص ثمَّ انْتقل إِلَى القولنج وواظبه الاطباء بالأدوية والحقن ثمَّ اشْتَدَّ بِهِ الامر فعاده سَائِر أهل الدولة بعد الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة فحجبوا دونه فَلَمَّا بلغ السُّلْطَان نزل إِلَيْهِ الْعَصْر فعاده واغتم لَهُ وَأمر بنقله إِلَى القلعة وَصَارَ يُبَاشر تمريضه بِنَفسِهِ مَعَ مَا شاع بَين النَّاس أَنه سقى السم وعولج بِكُل علاج إِلَى أَن تماثل وَدخل الْحمام وَنزل لداره
فانتكس أَيْضا لِأَنَّهُ ركب إِلَى الصَّيْد بالجيزة فَرجع موعوكا وَتَمَادَى بِهِ الامر حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الاول سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ عَن خمس وَعشْرين سنة تَقْرِيبًا فَنزل السُّلْطَان إِلَى دَاره وَجلسَ بحوشه على دكة حَتَّى فرغ من غسله وتكفينه، ثمَّ توجه رَاكِبًا لمصلى الْمُؤمنِينَ وَمَشى النَّاس بأجمعهم مَعَه ثمَّ دفن بمدرسته.
ذكره شَيخنَا فِي أنبائه قَالَ وَكَانَ شَابًّا حاد الْخلق عَارِفًا بالامور الدُّنْيَوِيَّة كثير الْبر للْفُقَرَاء شَدِيدا على من يتعانى الظُّلم من أهل الدولة وهم أستاذه غير مرّة أَن يقدمهُ فَلم يقدر ذَلِك وَكَانَ هُوَ فِي نَفسه وحاله أكبر من المقدمين، وَلم تلبث زَوجته بعده سوى سِتَّة أَيَّام فَيُقَال انه كَانَ جَامعهَا لما أَفَاق قبل النكسة فأصابها مَا كَانَ بِهِ، وَنقل السُّلْطَان أَوْلَاده عِنْده وَبنى لَهُم خَان مسرور وَكَانَ قد استهدم فَأخذ بِالربعِ وعمره عمَارَة متقنة بِحَيْثُ صَار الَّذِي يتَحَصَّل من ريعه يَفِي لأهل الرّبع بِالْقدرِ الَّذِي كَانَ يتَحَصَّل لَهُم من جَمِيعه وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ شَيخنَا بقوله:
(الدوادار قَالَ لي أَنا أَقْْضِي مآربك
…
قُم زن المَال قلت لَا حفظ الله جَانِبك)
وَذكره المقريزي فِي عقوده.
217 -
جَانِبك الْأَشْقَر وَيُقَال لَهُ أَيْضا المغربي الاشرفي قايتباي. / أَصله من مماليك قانباي المؤيدي أحد أُمَرَاء الْبِلَاد الشامية فأهداه لقايتباي حِين توجه فِي إمرته لتقليد برد بك البشمقدار واختص بِهِ حَتَّى عمل دواداره فَلَمَّا تسلطن أمره عشرَة وصيره من جملَة الدوادارية وسافر أَمِير الأول مرّة ثمَّ أَمِير الْمحمل مرَّتَيْنِ، وَكَانَ مشكورا فِي الْجُمْلَة. مَاتَ فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ بعد تعلله نَحْو شهر وَصلى عَلَيْهِ السُّلْطَان فِي مشْهد حافل بمصلى الْمُؤمنِينَ وَدَفنه فِي تربته.
جَانِبك الاشرفي اينال وَيعرف بالاشقر.)
218 -
جَانِبك السيفي اقبردي ثمَّ الاشرفي برسباي / وَالِد نَاصِر الدّين مُحَمَّد أحد جمَاعَة الصرغتمشية.
مَاتَ فِي لَيْلَة ثَانِي جُمَادَى الاولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
219 -
جَانِبك الاينالي الاشرفي برسباي، وَيعرف بقلقسين. / مِمَّن سجن فِي أول الايام الظَّاهِرِيَّة جقمق ثمَّ أطلق وَتعلم الْكِتَابَة على كبر ثمَّ لَا زَالَ يترقى فِي الامرة وَاسْتقر مَعَ تقدمته فِي الحجوبية الْكُبْرَى أَيَّام الظَّاهِر خشقدم، وَحج أَمِير الْمحمل فِي سنة تسع وَسِتِّينَ وَعمل الاتابكية وَكَانَ وَهُوَ كَذَلِك مِمَّن أسر فِي كائنة سوار وشل ابهام يَده ثمَّ تخلص وَولي نِيَابَة الشَّام حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ، وَكَانَ فِي الفروسية بمَكَان. جَانِبك البواب. يَأْتِي قَرِيبا.
220 -
جَانِبك التاجي نِسْبَة للتاج الْوَالِي الجركسي المؤيدي / شيخ. صَار
خاصكيا بعد شيخ إِلَى أَن استنابه الظَّاهِر فِي بيروت وأثرى فتحول إِلَى غَزَّة ثمَّ صفد ثمَّ حماة كل ذَلِك بالبذل ثمَّ حلب إِلَى أَن عَزله الظَّاهِر خشقدم فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ ليَكُون على أقطاع برد بك البشمقدار حَاجِب الْحجاب بِالْقَاهِرَةِ، وَلم يلبث أَن تمرض أَيَّامًا قبل خُرُوجه مِنْهَا وَبعد تأهبه ثمَّ مَاتَ بدار السَّعَادَة مِنْهَا فِي جُمَادَى الثَّانِيَة من السّنة وَهُوَ فِي عشر السّبْعين، وَكَانَ قد حرج إِلَيْهِ التَّقْلِيد بنيابة الشَّام بعد تنم فَمَاتَ وَجَاء الْعلم والقاصد المتوجه بذلك فِي قطيا فاستقر برسباي.
221 -
جَانِبك الثور السيفي / أَمِير التّرْك بِمَكَّة بل ولي نِيَابَة جدة وناب باسكندرية وقتا وَكَانَ اُحْدُ الطبلخاناه والحاجب الثَّانِي. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة احدى واربعين. ارخه ابْن فَهد وَغَيره، قَالَ المقريزي ومستراح مِنْهُ. جَانِبك الجداوي يَأْتِي قَرِيبا.
222 -
جَانِبك الجكمي جكم من عوض المتغلب على حلب. / صيره الظَّاهِر جقمق اُحْدُ العشرات ورءوس النوب حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة ارْبَعْ وَخمسين وَكَانَ متوسطا.
223 -
جَانِبك الجكمي أَيْضا الظَّاهِرِيّ /. تنقل فِي الخدم والولايات إِلَى أَن نَاب فِي ملطية مُدَّة حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَقد اسن وَاسْتقر بعده فِي ملطية اينال الْأَشْقَر الْوَالِي.
جَانِبك حبيب هُوَ العلائي /.
جَانِبك حرامي شكل. هُوَ المؤيدي /.
224 -
جَانِبك الحمزاوي. / ولي نِيَابَة غَزَّة وَمَات قبل وُصُوله إِلَى آمد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَدفن بِدِمَشْق وَلم يكن مشكورا.
225 -
جَانِبك الزيني المؤيدي شيخ. / صَار خاصكيا فِي دولة المظفر احْمَد بن استاذه وتأمر عشرَة ثمَّ طبلخاناه كِلَاهُمَا فِي ايام خشقدم، ثمَّ سَافر فِي المجردين إِلَى سوار فَعَاد وَهُوَ مَرِيض وَلزِمَ)
الْفراش اشهرا ثمَّ مَاتَ فِي مستهل رَجَب سنة أَربع وَسبعين وَقد ناهز السّبْعين، وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا صينا قَلِيل الشَّرّ.
226 -
جَانِبك الزيني عبد الباسط. / ولي الاستادارية فِي الدولة الاشرفية برسباي حِين كلف استاذه بسدها وَاسْتمرّ إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ الظَّاهِر فِي جملَة حَوَاشِي مَوْلَاهُ وَقرر فِيهَا دواداره مُحَمَّد بن أبي الْفرج، وَلما أفرج عَن سَيّده حج مَعَه ثمَّ رجعا إِلَى الشَّام وَأقَام هُنَاكَ إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الاشرف اينال فَأَقَامَ بهَا يَسِيرا، وَمَات فِي رَجَب سنة ثَمَان وَخمسين وَدفن بتربة سَيّده خَارج بَاب النَّصْر من الصَّحرَاء.
227 -
جَانِبك السُّلَيْمَانِي / أحد أُمَرَاء دمشق وَإِلَيْهِ ينْسب خَان السُّلَيْمَانِي بظاهرها ظنا. مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبع وَخمسين.
228 -
جَانِبك السودوني من عبد الرَّحْمَن / نَائِب رَأس نوبَة الجمدارية. مِمَّن قتل
على يَد الْعَرَب فِي تجريدة الْبحيرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
جَانِبك السيفي. / مضى فِي جَانِبك الثور قَرِيبا.
229 -
جَانِبك الشمسي المؤيدي /. اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد فِي أَيَّام أتابكيته، وترقى من بعده حَتَّى صَار من أُمَرَاء طرابلس، ثمَّ ولي حجوبية الْحجاب بحلب ثمَّ عزل وَتوجه إِلَى دمشق فأنعم عَلَيْهِ بامرة طبلخاناه بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِيهَا فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة أَو أَوَائِل الَّذِي بعده سنة تسع وَخمسين. جَانِبك شيخ.
هُوَ المؤيدي / يَأْتِي.
230 -
جَانِبك الصُّوفِي الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد المقدمين وَصَاحب تِلْكَ الوقائع والحروب. فر من محبسه باسكندرية وأعيا السُّلْطَان تطلبه، وامتحن جمَاعَة بِسَبَبِهِ إِلَى أَن ظهر عِنْد ابْن دلغادر. مَاتَ فِي منتصف ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَاخْتلف فِي سَبَب قَتله، وَكَانَ فِيمَا قَالَه المقريزي ظَالِما عاتيا جبارا لم يعرف بدين وَلَا كرم.
231 -
جَانِبك الطياري الظَّاهِرِيّ / مُتَوَلِّي مكس جدة. مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم، وَيُحَرر مَعَ الْآتِي بعد ثَلَاثَة.
232 -
جَانِبك الطَّوِيل الأشرفي قايتباي /. رقاه أستاذه لنيابة صفد ثمَّ الكرك ثمَّ لدواداريته بِدِمَشْق، وَتزَوج ابْنة جانم زوج النجمي وَأم وَلَده فاشترت لَهُ دَار إِبْرَاهِيم بن بيغوت، وَهِي من أجل دور دمشق بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار واتحد مَعَ حاجبها اينال الخصيف فِي الظُّلم والمعاصي)
والمخالفة على نائبها فِي الْخُرُوج مَعَ التجريدة حَتَّى كَانَت منيته بعد انْفِصَال نائبها عَنْهَا للتجريدة إِمَّا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين. واستراح الدمشقيون مِنْهُ.
233 -
جَانِبك الظَّاهِرِيّ الأبلق / أحد العشرات مِمَّن سَاق الْمحمل فِي جملَة الباشات قَتله الفرنج فِي الماعوصة بِجَزِيرَة قبرس فِي أحد الجمادين سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
234 -
جَانِبك الظَّاهِرِيّ البواب عفريت، / مِمَّن قتل على يَد الْعَرَب فِي تجريدة الْبحيرَة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
235 -
جَانِبك الظَّاهِرِيّ جقمق الجركسي الدوادار شاد جدة. / أَصله فِيمَا قيل لجرباش المحمدي الناصري ثمَّ ملكه قبل بُلُوغه اسنبغا الطياري وَاشْتَرَاهُ مِنْهُ الظَّاهِر قَرِيبا من سنة سبع وَثَلَاثِينَ، وَأعْتقهُ وسافر مَعَه فِي تجريدة أرزنكان فَلَمَّا تسلطن صيره خاصكيا، ثمَّ ولاه النّظر على الْكَنَائِس وَهدم مَا تجدّد فِيهَا ثمَّ شادية جدة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين، فَنَهَضَ بخبرته فِي الظُّلم لما لم يصل إِلَيْهِ من قبله
وَعَاد بِشَيْء كثير لَهُ وللسلطان فَزَاد عِنْده حظوة، وَظَهَرت لَهُ كفاءته وَلَا زَالَ أمره فِيهَا فِي نمو وَزِيَادَة وَعظم حَتَّى قيل لَهُ نَائِب جدة، ثمَّ بعد أستاذه اسْتَقر بِهِ الْمَنْصُور فِي الاستادارية وَتعذر لذَلِك توجهه لجدة فِي تِلْكَ السّنة، بل تخلف عَنْهَا فِيمَا تقدم أَحْيَانًا، ثمَّ كَانَ فِي أَيَّام الْأَشْرَف اينال أعز طائفته بِحَيْثُ انْتفع بسفارته من شَاءَ الله من الظَّاهِرِيَّة، وأعفى من الاستادارية وَاسْتمرّ على تكَلمه فِي جدة بل زيد من الأقطاعات وَصَارَ من أُمَرَاء الطبلخانات وأثرى وَحصل بِالشِّرَاءِ وَغَيره من الْقرى والضياع بديار مصر وَغَيرهَا الْكثير وَأَنْشَأَ التربة الجميلة خَارج بَاب القرافة الْمُشْتَملَة على الْمدرسَة والتصوف وَكتاب الايتام والحوض وَغير ذَلِك، والبستان الهائل الْفَائِق الْوَصْف وَمَا احتوى عَلَيْهِ من البحرة، وَكَذَا القبتين والرصيف تجاههما الدَّال على علو همته والبستان والسبيل ظَاهر مَكَّة قَرِيبا من العسيلات بطرِيق منى وَغير ذَلِك وَملك الاشرفية فضلا عَن الظَّاهِرِيَّة بالعطاء والبذل انقادت لَهُ العظماء، وانثالت عَلَيْهِ الاموال من كل وَجه لَا سِيمَا من بِلَاد الْحجاز فَهُوَ الْمُتَصَرف فِيهِ بِحَيْثُ كَاتبه أكَابِر مُلُوك الْهِنْد وَغَيرهَا وجلبوا إِلَيْهِ التحف وَلذَا لم يتَخَلَّف عَن الْمسير اليها فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ مَعَ كَونه مقدما بل كَانَ هُوَ الْقَائِم بخلع المؤيدي مَعَ مزِيد ترفقه بِهِ واستجلابه لَهُ ثمَّ بِرُجُوع جانم وانحلال أمره لقُوَّة شوكته من خجداشيته وحواشيه وَبعد ثَلَاثَة أَيَّام من اسْتِقْرَار الظَّاهِر خشقدم اسْتَقر بِهِ فِي الدوادارية الْكُبْرَى بعد موت يُونُس الاقباي، وَصَارَ مُدبر المملكة وَصَاحب حلهَا)
وعقدها ومحط الرّحال وزادت عَظمته وشاع ذكره وَبعد صيته فِي الْآفَاق، وكاتبه الْمُلُوك وَقصد فِي الْمُهِمَّات الَّتِي لَا يسدها غَيره وسمح بالبذل بِمَا يفوق الذّكر كألفي دِينَار دفْعَة وَمِائَة نَاقَة وَدون ذَلِك وفوقه، وَكَانَ مهابا شهما حاذقا حسن الشكالة فصيح الْعبارَة باللسانين قصير الْقَامَة كيسا سيوسا، ومحاسنه كَثِيرَة وضدها أَكثر وأفحش. مَاتَ مقتولا بيد الاجلاب وَقت الاسفار من يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسِتِّينَ عِنْد بَاب سر الْجَامِع الناصري فَجهز ثمَّ صلى عَلَيْهِ عِنْد بَاب الْقلَّة ثمَّ دفن بتربته بِبَاب القرافة وَمَا تبعه إِلَّا دون عشرَة من مماليكه من أَكثر من مِائَتي مَمْلُوك فسبحان الْمعز المذل الفعال لما يُرِيد وَمَا أحسن مَا قيل:
(باتوا على قلل الاجبال تحرسهم
…
غلب الرِّجَال فَلم تمنعهم القلل)
(واستنزلوا من أعالي عز معقلهم
…
فأسكنوا حُفْرَة يَا بئس مَا نزلُوا)
(ناداهم صارخ من بعد مَا دفنُوا
…
أَيْن الأسرة والتيجان وَالْحلَل)
(أَيْن الْوُجُوه الَّتِي كَانَت محجبة
…
من دونهَا تضرب الاستار والكلل)
(فأفصح الْقَبْر عَنْهُم حِين سَاءَ لَهُم
…
تِلْكَ الْوُجُوه عَلَيْهَا الدُّود يقتتل)
(قد طالما أكلُوا دهرا وَمَا نعموا
…
فَأَصْبحُوا بعد ذَاك الاكل قد أكلُوا)
وَقَالَ الْفَاضِل عَليّ بن برد بك مُشِيرا لقتل تنم رصاص مَعَه:
(الدوادار ضجت الأَرْض مِنْهُ
…
وبقاع الدنا شكت والعراص)
(فأزال الْجَبَّار دُنْيَاهُ عَنهُ
…
وأذيبت كَمَا أذيب الرصاص)
جَانِبك الظريف /.
جَانِبك عفريت. / مضيا.
236 -
جَانِبك العلائي بن اقبرس ثمَّ الأشرفي إينال وَيُقَال لَهُ جَانِبك حبيب، / كَانَ خاصكيا فِي أَيَّام أستاذه بل تَأمر وفر بعده مرّة للغرب وَلابْن عُثْمَان ثمَّ رَجَعَ يطْلب من الاشرف قايتباي وَصَارَ أميراخور ثَانِي وَهُوَ مِمَّن يذكر بِخَير وتقريب للصالحين وَفهم جيد وآداب ومزيد تواضع وكرم، مَعَ تقلل رزقه وفروسية، وأرسله السُّلْطَان فِي أَوَائِل سنة تسعين لملك الرّوم أبي يزِيد بن أبي عُثْمَان رَسُولا فِي طلب الصُّلْح وحسم مَادَّة الْفِتَن، فَعَاد فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة مِنْهَا بخفي حنين ثمَّ هُوَ المنجد للسُّلْطَان حِين كبابه فرسه مرّة فِي بركَة أَو نَحْوهَا وَالثَّانيَِة بالحوش وَحمله فِي كل مِنْهُمَا، وَلم يُكَافِئهُ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ بعد مرض طَوِيل فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَاسْتقر دَفنه بتربة سرُور شاد الحوش الَّتِي أَنْشَأَهَا بحوش الظَّاهِر برقوق، وَلم يقدر)
لَهُ الْحَج مَعَ مزِيد تلفته لذَلِك بل هيأ نَفسه ليَكُون مَعَ السُّلْطَان حِين توجهه لمَكَّة فتلطف بِهِ حَتَّى كف.
جَانِبك الْفَقِيه. / هُوَ من ظطخ الظَّاهِرِيّ أَمِير سلَاح. مضى أَولا.
237 -
جَانِبك القرماني الظَّاهِرِيّ برقوق /. كَانَ مِمَّن خرج على ولد أستاذه النَّاصِر فرج وَوَقعت لَهُ محن بِحَيْثُ سمر فِي بَعْضهَا ورسم النَّاصِر بتوسيطه ثمَّ شفع فِيهِ فأفرج عَنهُ، وَتوجه إِلَى بِلَاد ابْن قرمان وَأقَام بهَا مُدَّة طَوِيلَة وَلذَا نسب إِلَيْهِ، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة وترقى بعد الْمُؤَيد إِلَى إمرة عشرَة ثمَّ إِلَى طبلخاناه فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق ثمَّ إِلَى التقدمة ثمَّ إِلَى الحجوبية الْكُبْرَى، كِلَاهُمَا فِي أَيَّام الْأَشْرَف إينال ثمَّ كَانَ من المجردين إِلَى بِلَاد ابْن قرمان. وَمَات فِي رُجُوعه بِالْقربِ من الصالحية فَحمل إِلَى الْقَاهِرَة، وَدفن بِالْقربِ من بَاب القرافة فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ. وَكَانَ عَاقِلا سَاكِنا عَارِفًا بأنواع الرمْح غير متجمل فِي مركبه وملبسه لشحه فِيمَا قيل.
238 -
جَانِبك قصروه. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ. أرخه ابْن عزم.
جَانِبك قلقسيز، هُوَ الاينالي الاشرفي. / مضى.
239 -
جَانِبك القوامي المؤيدي شيخ، / خرج بعد مَوته بِمدَّة إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ تَأمر بِدِمَشْق إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم فَأمره عشرَة فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَسِتِّينَ، وَقد زَاد على السِّتين، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ. وَكَانَ عَاقِلا رَئِيسا كثير الْأَدَب والتواضع حسن الشكل عديم الشَّرّ رحمه الله.
240 -
جَانِبك كوهيه / أحد المقدمين غير أَنه بَطل قبل وَفَاته من التقدمة لضَعْفه. مَاتَ وَأَنا بِمَكَّة فِي سنة.
241 -
جَانِبك المحمودي المؤيدي أَخُو قانبك / الْآتِي. اشتراهما الْمُؤَيد وأعتقهما وَصَارَ هَذَا بعده خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَجعله من رُءُوس النوب لكَونه مِمَّن قَامَ مَعَه وَخَوف الاشرفية إِن دَامَ ابْن أستاذهم عاقبته وَلذَا اخْتصَّ بِهِ، وَصَارَت لَهُ كلمة ووجاهة مَعَ طيش وخفة وَعدم حشمة إِلَى أَن قبض عَلَيْهِ فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسجنه بالبرج من القلعة وَأعْطى اقطاعه لخير بك المؤيدي الْأَشْقَر ثمَّ نَقله إِلَى اسكندرية ثمَّ إِلَى الْبِلَاد الشامية إِلَى أَن قدمه بحلب فَلم يلبث أَن أثار فتْنَة ووثب على نائبها قانباي الحمزاوي، وَقبض عَلَيْهِ وسجن)
بالبلاد الشامية إِلَى أَن فرج عَنهُ، وأنعم عَلَيْهِ الاشرف إينال بأمرة طبلخاناه بطرابلس إِلَى أَن مَاتَ فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ، وَقد ناهز السِّتين تَقْرِيبًا.
جَانِبك الْمُرْتَد / يَأْتِي قَرِيبا
جَانِبك المشد. هُوَ الاشرفي برسباي /
جَانِبك المغربي / مضيا
242 -
جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بحرامي شكل /، طَالَتْ أَيَّامه فِي الجندية بعد أستاذه إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق فِي أول دولته بأقطاع جيد وَصَارَ بوابا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَيَّام إينال، وَاسْتقر فِي رُءُوس النوب وتزايد حِينَئِذٍ جُنُونه وطيشه حَتَّى كَانَ العبيد وَالصغَار والغلمان يسخرون بِهِ، وَله فِي ذَلِك حكايات مضحكة، مَاتَ بعد مرض طَوِيل عَن نَحْو الثَّمَانِينَ فِي ربيع الاول سنة سبعين، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ.
243 -
جَانِبك المؤيدي الدوادار. مَاتَ سنة سبع عشرَة.
244 -
جَانِبك المؤيدي شيخ وَيعرف بجانبك شيخ. / طَالَتْ جنديته إِلَى أَن أنعم خجداشية الظَّاهِر خشقدم بامرة ضَعِيفَة تقَارب الجندية إِلَى أَن مَاتَ بَعْدَمَا شاخ بطالا فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين.
وَكَانَ من المهملين المنهمكين.
جَانِبك / نَائِب بعلبك. فِي النوروزي قَرِيبا.
245 -
جَانِبك الناصري فرج وَيعرف بالمرتد. / أَصله من عُتَقَاء النَّاصِر ثمَّ
توجه بعده إِلَى جركس ثمَّ عَاد إِلَى مصر وَلذَا قيل لَهُ الْمُرْتَد ثمَّ صَار خاصكيا بعد الْمُؤَيد شيخ إِلَى أَن تَأمر عشرَة فِي أول دولة الظَّاهِر جقمق بعد مُبَاشرَة السِّقَايَة أَيَّامًا ثمَّ صَار من رُؤْس النوب ثمَّ فِي دولة الاشرف من أُمَرَاء الطبلخاناه إِلَى أَن صَار من المقدمين فَلَمَّا كبر وشاخ أخرج الظَّاهِر أقطاعه وَأَعْطَاهُ رزقا يَأْكُلهُ فدام نَحْو سنة. وَمَات فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى وَسبعين وَقد جَازَ الثَّمَانِينَ، وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا بِالْقربِ من التربة الاشرفية الاينالية بالصحراء، وَكَانَ دينا خيرا مكفوف الشَّرّ لين الْجَانِب متواضعا سليم الْبَاطِن مَعَ بخل رحمه الله.
246 -
جَانِبك الناصري فرج /، خدم بعده عِنْد خجداشيه برسباي الناصري حَاجِب دمشق فَلَمَّا خرج إينال الجكمي نَائِب الشَّام ركب هَذَا بِأَمْر أستاذه الْمَذْكُور فِي طَائِفَة حَتَّى قبض عَلَيْهِ وَحمله إِلَى قلعة دمشق، فأنعم عَلَيْهِ الظَّاهِر جقمق لذَلِك بأمرة طبلخاناه بِدِمَشْق ثمَّ صَار حاجبا ثَانِيًا بهَا ثمَّ تنقل حَتَّى نَاب بصفد ثمَّ بحماة بعد جَانِبك التاجي ثمَّ بطرابلس كل ذَلِك بالبذل إِلَى أَن مَاتَ بطرابلس فِي رَجَب سنة تسع وَسِتِّينَ وَقد جَازَ السّبْعين، وشكرت حشمته، وَلم يكن يدْخل)
الْقَاهِرَة الا زَائِرًا.
247 -
جَانِبك النوروزي نوروز الحافظي / نَائِب دمشق وَيعرف بنائب بعلبك. صَار بعد أستاذه للمؤيد ثمَّ عمل بعده خاصكيا إِلَى أَن أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ جهزه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة لقمع المفسدين بهَا، فَأَقَامَ هُنَاكَ سِنِين وحمدت سيرته وشجاعته مَعَ اصابته بجراحة من الْعَرَب فِي رقبته وَدخل سَرِيعا للاستشفاء للقبر الشريف ثمَّ رَجَعَ إِلَى مصر إِلَى أَن أرْسلهُ لمَكَّة أَمِير التّرْك بهَا فَأَقَامَ أَيْضا مُدَّة وأنعم عَلَيْهِ وَهُوَ هُنَاكَ باقطاع شَرِيكه تغري برمش الْفَقِيه ثمَّ رسم بعوده إِلَى مصر بعد اخراج الاقطاع الْمشَار إِلَيْهِ لبردبك التاجي المستقر فِي امرة التّرْك عوضه فَقَدمهَا صبحة خلع الظَّاهِر نَفسه وسلطنة وَلَده فأنعم عَلَيْهِ زِيَادَة على أقطاعه بطبلخاناه إِلَى أَن اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف فِي نِيَابَة اسكندرية بعد يُونُس العلائي سنة ثَمَان وَخمسين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي مستهل صفر سنة خمس وَسِتِّينَ عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَكَانَ شجاعا مقداما كَرِيمًا متواضعا خيرا نادرة فِي أَبنَاء جنسه جمع بَين الشجَاعَة والتواضع وَالْكَرم والديانة رحمه الله.
248 -
جَانِبك النوروزي / أَيْضا. أمره الظَّاهِر جقمق عشرَة ثمَّ ولاه نِيَابَة صهيون. وَمَات بمنزله بالعريش حِين كَانَ قادما الْقَاهِرَة معزولا عَنْهَا فِي رَجَب سنة أَربع وَخمسين. وَكَانَ ذَا شجاعة وإقدام رحمه الله.
249 -
جَانِبك اليشبكي يشبك الجكمي. / صَار بعده خاصكيا فِي الدولة الأشرفية
برسباي ثمَّ ساقيا فِي الظَّاهِرِيَّة ثمَّ تَأمر عشرَة بعد سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَصَارَ رَأس نوبَة ثمَّ ولي ولَايَة الْقَاهِرَة على كره مِنْهُ والججوبية ثمَّ أضيفت لَهُ الحسة فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ عزل عَنْهَا بعد مُدَّة، وَاسْتمرّ على الْولَايَة إِلَى أَن نَقله الْأَشْرَف اينال إِلَى الزردكاشية بعد الْقَبْض على لاجين الظَّاهِرِيّ فَلم يُبَاشِرهَا بل مرض وَلزِمَ الْفراش أَيَّامًا قَليلَة ثمَّ مَاتَ فِي ربيع الاول سنة سبع وَخمسين، وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَدفن بتربة طيبغا الطَّوِيل بالصحراء، وَكَانَ مشكور السِّيرَة فِي أَحْكَامه مَعَ ظرف ورشاقة وَمَعْرِفَة بأنواع الفروسية ومشاركة فِي الْفَضَائِل وَحسن محاضرة وذكاء ويقظة بِحَيْثُ كَانَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه عَفا الله عَنهُ.
250 -
جَانِبك اليشبكي من حيدر. / رباه سَيّده وَتعلم الْكِتَابَة وَقَرَأَ وَفهم وتدرب حَتَّى كَانَ هُوَ بَاب مَوْلَاهُ لمزيد يقظته وخبرته وَلما كَانَ أستاذه أَمِير الاول ثمَّ أَمِير الْمحمل أنبأ هَذَا عَن فروسية وتدبير)
وشجاعة وَقُوَّة قلب وسافرنا مَعَه فِي الاول فحمدناه وَأهْديت لَهُ نُسْخَة من مصنفي الابتهاج بأذكار الْمُسَافِر الْحَاج، وَهُوَ زوج ابْنة أبي بكر بن صلغاي وَله إِلَى بعض التَّرَدُّد ثمَّ سَار مُسلما لحماة حِين اسْتِقْرَار مَوْلَاهُ نائبها، وَقَالَ لَهُ السُّلْطَان الْمعول انما هُوَ عَلَيْك.
251 -
جَانِبك / أحد المقدمين بِدِمَشْق ودوادار السُّلْطَان بهَا أَصله من عُتَقَاء تغري برمش التركماني نَائِب حلب وَكَانَ يزْعم مَعَ جَهله الْعرْفَان قتل فِي تجريدة سوار سنة ثَلَاث وَسبعين
252 -
جَان بلاط الاشرفي اينال، / اخْتصَّ بأستاذه وَعَمله ساقيا ثمَّ امتحن إِلَى أَن أمره الاشرف قايتباي عشرَة، وَمَات فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ طوَالًا مليحا جميل الْهَيْئَة أحسن حَالا من خجداشيته.
253 -
جَان بلاط الأشرفي قايتباي /، أَصله لدولات باي المحجوجب فقدمه حِين كَانَ نَائِبا بملطية للدوادار يشبك فقدمه مَعَ غَيره للاشرف فَأعْتقهُ وَعَمله خاصكيا ثمَّ دوادارا صَغِيرا عوضا عَن أربك قفص بل وصيره الشاد فِي أوقافه والناظر على خانقاه سرياقوس مَعَ دوادارية المناشير لطرابلس وَغَيرهَا من الْجِهَات رَغْبَة فِي تنميته ومحبة لرفعته ثمَّ أمره عشرَة عوضا عَن شاذبك آخوخ حِين اسْتَقر فِي نِيَابَة القلعة وَأمره على الْمحمل فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَلَمَّا عَاد أعطَاهُ إمرة أَرْبَعِينَ وَألبسهُ إمرة الْحَج ثَانِيًا فَلم تتمّ بل سَافر مَعَ المجردين الَّذين باشهم قانصوه الشَّامي إِلَى حلب فدام بهَا ثمَّ عينه رَسُولا إِلَى ابْن عُثْمَان وَذَلِكَ فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَتِسْعين وَعين مَعَه الْبَدْر بن جُمُعَة مَعَ الانعام عَلَيْهِ، وَفِي غيبته أعطَاهُ تِجَارَة المماليك وَلما عَاد وَاسْتقر أَمر ابْن عُثْمَان على الصُّلْح أعطَاهُ تقدمة ثمَّ استبدل
لَهُ بَيت الزيني عبد الباسط تجاه مدرسته ورقاه جدا وَكَانَ قد تزوج ابْنة الْمُؤَيد بن الاشرف اينال وَمَاتَتْ تَحْتَهُ وَزوج ابْنة الزيني كَاتب السِّرّ وَذكر بعقل.
254 -
جانم الاشرفي برسباي وَيعرف بالبهلوان، / كَانَ من خاصكية أستاذه ثمَّ صيره ساقيا ثمَّ امتحن بعده بِالنَّفْيِ وَالْحَبْس، وَأمره الْأَشْرَف اينال عشرَة وَجعله من رُؤُوس النوب وسَاق الْمحمل من جملَة الباشات وَمَات فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة وَكَانَ طوَالًا مليح الشكل تَامّ الْخلقَة شجاعا مقداما كَرِيمًا عَارِفًا بأنواع الفروسية رَأْسا فِي الصراع مُسْرِفًا فِيمَا قيل على نَفسه.
255 -
جانم الأشرفي برسباي بل هُوَ قَرِيبه / وَلذَا استقدمه من جركس ثمَّ عمله خاصكيا ثمَّ أشركه مَعَ)
غَيره فِي إمرة الطبلخاناه ثمَّ قدمه فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ ثمَّ عمله أميراخور إِلَى أَن تجرد صُحْبَة الْعَسْكَر إِلَى أرزنكان وَكَانَ قدومهم بعد موت قَرِيبه فَقبض عَلَيْهِ الأتابك وحبسه باسكندرية مُدَّة ثمَّ نقل مِنْهَا إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ أطلق فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَأرْسل لمَكَّة بطالا ثمَّ للقدس ثمَّ حبس بقلعة الكرك إِلَى أَن أطلقهُ الْأَشْرَف اينال وَقدمه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أعطَاهُ نِيَابَة حلب ثمَّ الشَّام فَلَمَّا تسلطن الْمُؤَيد خَافَ من غائلته لقُوَّة شوكته وَكَاتب أَعْيَان دمشق بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ مَتى أمكنهم وَاتفقَ مجئ وَلَده الشّرف يحيى الْقَاهِرَة شافعا فِي بعض الْأُمَرَاء فوعد بذلك بعد مُدَّة وَكَانَ ذَلِك سَببا لمشيه سرا مَعَ الامراء حَتَّى أذعن جمهورهم لوالده وَأخذ عَلَيْهِم فِي ذَلِك العهود والمواثيق واستكتب خطوطهم وَرجع وَعِنْده ان الامر قد تمّ لِأَبِيهِ وَضم أَبوهُ ذَلِك لما كَانَ يرَاهُ من المنامات وَمَا يبشره بِهِ من يعْتَقد صَلَاحه فبادر بعد أَن وَقعت هجة نهب فِيهَا جَمِيع مَاله من خُيُول وقماش ومتاع وَغير ذَلِك إِلَى الميدان على أقبح وَجه، وَتوقف فِي دُخُوله الْقَاهِرَة كَذَلِك فحسنه لَهُ بعض مفسدي أَتْبَاعه فَمَا أمكنته الْمُخَالفَة وَوصل مطرودا منهوبا إِلَى الصالحية فَبَلغهُ اسْتِقْرَار الظَّاهِر خشقدم فَسقط فِي يَده وَمَا أمكن كل مِنْهُمَا إِلَى المخادعة لصَاحبه حَتَّى اسْتَقر بِهِ على حَاله فِي نِيَابَة دمشق وَعَاد اليها بعد وُصُوله لخانقاه سرياقوس على رغمه وتلافى أمره مَعَ عوام دمشق بالاحسان والمغالطة وسلوك الْعدْل وَكَذَا اسْتعْمل مَعَ السُّلْطَان مَا يَقْتَضِي استجلاب خاطره فَلم ينجر مَعَه بل أرسل لَهُ بعد مديدة بِالْعَزْلِ وَأَن يتَوَجَّه للقدس بطالا فَلم يجب وَخرج من دمشق بمماليكه وحشمه إِلَى جِهَة الشرق وَوَقعت لَهُ أُمُور فِيهِ إِلَى أَن توجه لصَاحب آمد حسن بك فَقَامَ مَعَه وَقدم إِلَى مُعَاملَة حلب فَلم ينْتج أمره فَعَاد إِلَى الرها إِلَى أَن دس عَلَيْهِ فِيهَا من قَتله من مماليكه فِي ربيع الاول سنة سبع
وَسِتِّينَ، وَأرْسل حسن بك بولده الشّرف يحيى مَعَ قَاصد لَهُ لاستعطاف السُّلْطَان عَلَيْهِ فَأمر بتوجهه للقدس بطالا ووبخ القاصد فَاعْتَذر وساعده الامراء حَتَّى رضى عَنهُ وَألبسهُ خلعة وجهز مَعَه أُخْرَى هائلة لمرسله مَعَ هَدِيَّة، وَكَانَ جانم دينا متعبدا مقتفيا اثر السّنة محبا فِي الْفُقَهَاء وَالصَّالِحِينَ منور الشيبة قصير الْقَامَة كثير الافضال والمؤاساة مُجْتَهدا فِي أَحْكَامه متحريا فِي أَحْوَاله بِحَيْثُ عدت حركته وانقياده مَعَ من لم يتدبر الْعَاقِبَة محنة لما نَشأ عَنْهَا من السفك والنهب مَعَ حِدة وبادرة وَسُرْعَة حَرَكَة وَلَكِن محاسنه كَثِيرَة وَمَا رَأَيْت أحدا من ثِقَات أَصْحَابه كالزين قَاسم والبرهان القادريين إِلَّا وَيذكر عَنهُ أوصافا جميلَة وَأَنه لَا مَال لَهُ مَعَهم بل هُوَ فِيهِ)
كأحدهم، وَأما خطيب مَكَّة الْكَمَال أَبُو الْفضل النويري فَلهُ مَعَه الْيَد الْبَيْضَاء خُصُوصا حِين ورد عَلَيْهِ الشَّام فانه مَا رَجَعَ إِلَّا ملكا، وَبِالْجُمْلَةِ فقد عَاشَ سعيدا وَمَا شَهِيدا رحمه الله وإيانا.
256 -
جانم الاشرفي قايتباي ابْن أخي السُّلْطَان /. بَالغ فِي ترقيه مَعَ صغر سنه فَأعْطَاهُ نظر الجوالي ثمَّ الْكسْوَة ثمَّ شاد الشربخاناه وسافر الْبِلَاد الشامية فجبي مِنْهَا شَيْئا يفوق الْوَصْف ثمَّ قدمه وزوجه اخت زَوجته ابْنة الْعَلَاء بن خَاص بك وسيق إِلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك مَا لَا يُحْصى بل عزم حَسْبَمَا استفيض على إِعْطَائِهِ الدوادارية الْكُبْرَى فَلم يلبث أَن مَاتَ مسموما فِيمَا قيل من الدوادار وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الْعشْرين بعد أَن توعك أَيَّامًا بِمَرَض حاد وحول فِي محفة من بَيته بسويقة الْعُزَّى إِلَى بولاق لَيْلًا فَأَقَامَ بِهِ الْيَوْم التَّالِي لَهَا ثمَّ مَاتَ فَحمل وَقت الزَّوَال فِي محفة أَيْضا فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ شهده السُّلْطَان وَجَمِيع الْأُمَرَاء والعسكر والقضاة الا الْحَنَفِيّ وَمَشى الامراء وَنَحْوهم إِلَى تربة السُّلْطَان فَدفن بالقبة الْكُبْرَى مِنْهَا وتأسف هُوَ وغالب النَّاس على فَقده، وَكَانَ شَابًّا سَاكِنا عَاقِلا حييا غَايَة فِي الْجمال عوضه الله الْجنَّة.
257 -
جانم الاشرفي قايتباي وَيعرف بالأشقر / أحد العشرات الْمَذْكُورين بمزيد الفروسية لكنه كَانَ شهما مبغضا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ قد أَمر قبل مَوته بِيَسِير على كشف الْبحيرَة فَمَاتَ قبل توجهه اليها غير مأسوف عَلَيْهِ.
258 -
جانم السيفي تمرباي الزردكاش /. عمل خازندار سَيّده ودواداره وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان فِي الزردكاشية أول أمره بعد أَن كَانَ رَأس نوبَة عَصَاهُ وَأحد العشرات، وَكَانَ مِمَّن سَافر لسوار وَحصل لَهُ من الدوادار جفَاء وَيذكر بثروة لِكَثْرَة مَا مَعَه من الاقاطيع والرزق المشتروات وَغَيرهَا مَعَ عدم خير وَلكنه قد ابتنى بجوار منزله بِالْقربِ من زقاق حلب سَبِيلا ومكتبا للأيتام.
مَاتَ بعد أَن كَانَ عين لَا مرّة الأول فِي شعْبَان سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَاسْتقر بعده فِي الزردكاشية يشبك الجمالي نَاظر الْخَاص.
259 -
جانم السيفي جَانِبك الجداوي الخازنداري. / قَرَأَ على التَّاج السكندري فِي الْقُرْآن وَحج بِهِ مَعَه ايام أستاذه وتلطف بِهِ فِي ذَلِك مَعَ حلفه لَهُ على تحري الْحل فِي مصروفه فِيهِ، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وأتقنه مَعَ يس الجلالي وَكتب بِهِ أَشْيَاء مِنْهَا مصحف جليل أتقنه وزمكه وَكَانَ وَسِيلَة لتخلصه من الظَّاهِر خشقدم بعد أستاذه وَكَذَا كَانَ يذكر بالفروسية بِحَيْثُ كَانَ أحد الباشات فِي)
سوق الْمحمل، كل ذَلِك مَعَ رغبته فِي ذَوي الْفَضَائِل واحسانه اليهم، وَقد اسْتَقر بِهِ الْأَشْرَف قايتباي بسفارة الدوادار الْكَبِير فِي نِيَابَة حماة على مَال فَأَقَامَ يَسِيرا ثمَّ استعفى رَجَاء عوده إِلَى الْقَاهِرَة فعاكسه السُّلْطَان ورسم أَن يكون بِالشَّام أَمِيرا كَبِيرا وَقرر عوضه فِي النِّيَابَة سيباي الطيوري وَكَانَ قَصِيرا أعرج. مَاتَ فِيمَا بلغنَا بِدِمَشْق سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ.
260 -
جانم / نَائِب قلعة حلب كَانَ وَقَرِيب سُلْطَان الْوَقْت مِمَّن قدمه ورام أَن يُزَوجهُ ابْنَته فَمَاتَ هُوَ واياها فِي سنة سبع وَتِسْعين.
261 -
جانم الظَّاهِرِيّ جقمق / أحد مماليكه ودواداريته وَيعرف بجانم خَمْسمِائَة. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَخمسين بالطاعون.
262 -
جانم ابْن خَالَة يشبك الدوادار / وَصَاحب الْمدرسَة الْمُقَابلَة لباب جَامع قوصون من الشَّارِع وَبهَا خطْبَة خطبهَا يس البلبيسي المظفري مَحْمُود الامشاطي بخصوصيته بصاحبها كَانَ أحد الدوادارية بل تَأمر عشرَة وَتَوَلَّى كشف الصَّعِيد وفتك وَحصل بِحَيْثُ أَخذ مِنْهُ الْملك جملَة وَكَانَ يكره انتماءه لقريبه فِيمَا قيل وسافر فِي عدَّة تجاريد وَأَظنهُ من الاشرفية برسباي بعد أَن كَانَ لبَعض أُمَرَاء الشَّام.
263 -
جانم المؤيدي شيخ. / ولي فِي أَيَّام أستاذه رَأس نوبَة السقاة ثمَّ صَار أَمِير عشرَة ثمَّ من رُءُوس النوب كِلَاهُمَا فِي أَيَّام الاشرف اينال، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا حشما وقورا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ.
264 -
جانم / كَانَ قد أعْطى تقدمة وناب فِي غَزَّة وَفِي حماة وطرابلس، قَالَ الْعَيْنِيّ لم يشْتَهر عَنهُ إِلَّا كل شَرّ، مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة. ذكره شَيخنَا.
265 -
جاهنشاه بن قرا يُوسُف وَالِد بداق / الْمَاضِي.
266 -
جِبْرِيل بن ابراهيم بن مُحَمَّد العطيري الشَّافِعِي / رَأَيْته عرض عَلَيْهِ فِي سنة خمس وَتِسْعين.
267 -
جِبْرِيل بن عَليّ بن مُحَمَّد القابوني ثمَّ الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي. / سمع على الْبُرْهَان
ابراهيم بن جمَاعَة الْأَدَب الْمُفْرد للْبُخَارِيّ وعَلى الْكَمَال بن النّحاس والبدر حسن بن مُحَمَّد البعلي واسمعيل بن ابراهيم بن مَرْوَان وَجَمَاعَة وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء أجَاز لي وَكَانَ ثِقَة صَالحا خيرا مديما للتلاوة. مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمحرم سنة خمس وَخمسين وَقد جَازَ الْمِائَة رحمه الله.
268 -
ججكبغا دوادار السُّلْطَان بِالشَّام /. جهزه الظَّاهِر جقمق لشاه رخ بن تمرلنك ملك مَا وَرَاء النَّهر)
وَقَالَ إِنَّه سالك عَن ابْن حجر وَابْن الديري وَابْن قَاضِي شُهْبَة وَابْن المزلق كل وَاحِد على انْفِرَاده وَأَنا أَقُول طيب أَو بِخَير وَلم يسْأَل عَن غَيرهم ثمَّ قَالَ الْحَمد لله بعد فِي النَّاس بَقِيَّة، وَمَات بعد ذَلِك.
269 -
جخيدب بن جُنْدُب بن جخيدب بن لِحَاف بن رَاجِح. / مَاتَ سنة تسع وَعشْرين. جرقطلي فِي جَار قطلي.
270 -
جرباش كرت الجركسي المحمدي الناصري فرج بن برقوق وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ترقى عِنْد أستاذه حَتَّى صَار سلحدارا وَكَانَ مِمَّن أسْند إِلَيْهِ وَصيته وزوجه ابْنَته شقراء واستولدها أَوْلَادًا وَعمل فِي أَيَّام الظَّاهِر جقمق أميراخور ثَانِي ثمَّ لَا زَالَ يترقى حَتَّى عمل الاتابكية فِي دولة الظَّاهِر خشقدم فَلَمَّا قبض على جمَاعَة من الاشرفية برسباي وثب المماليك وتوجهوا إِلَيْهِ ليملكوه فاختفى ثمَّ توجه لتربته فَأَخَذُوهُ مِنْهَا كرها وأركبوه وَمَعَهُ ابْنه وعدة من المماليك والأمراء ودخلوا بِهِ الْقَاهِرَة إِلَى أَن وصل للبيت الْمُقَابل لباب السلسلة فصرف من كَانَ مَعَه لبيوت الامراء وسَاق هُوَ فَارًّا إِلَى السُّلْطَان وَكَانَ بالاسطبل فَقَامَ إِلَيْهِ وعانقه وخمدت الْفِتْنَة وَمَعَ ذَلِك فحقد عَلَيْهِ ركُوبه مَعَهم إِلَى أَن نَفَاهُ لدمياط مَعَ الاذن لَهُ فِي ركُوب الْخَيل وَصرف خَمْسَة دَنَانِير لَهُ فِي كل يَوْم ثمَّ أحضرهُ إِلَى الْقَاهِرَة وَأقَام ببيته حَتَّى مَاتَ عَن قرب فِي شَوَّال سنة سبع وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ فِي مجمع شهده السُّلْطَان والقضاة وَدفن بتربة الظَّاهِر برقوق. وَقيل لَهُ كرت لكَونه كثير الشّعْر.
271 -
جرباش الاشرفي برسباي. / كَانَ فِي أَيَّامه خاصكيا ثمَّ أمره ابْنه الْعَزِيز عشرَة ثمَّ أخرجه الظَّاهِر جقمق لتابكية غَزَّة وَتُوفِّي بهَا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين، وَكَانَ لَا بَأْس بِهِ.
272 -
جرباش الكريمي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بعاشق. / كَانَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة أَيَّام مُعْتقه ثمَّ صَار فِي أَيَّام ابْنه النَّاصِر خاصكيا ثمَّ سلحدارا ثمَّ أَمِير عشرَة وَرَأس نوبَة ثمَّ أمْسكهُ شيخ وحبسه ثمَّ لما اسْتَقر فِي المملكة أطلقهُ وَأمره بل قدمه ثمَّ ولاه الاشرف برسباي الحجوبية الْكُبْرَى ثمَّ أَمِير مجْلِس ثمَّ نِيَابَة طرابلس ثمَّ انْفَصل وَعَاد إِلَى إمرة مجْلِس ثمَّ نَفَاهُ إِلَى دمياط ثمَّ عرض عَلَيْهِ نِيَابَة غَزَّة فَأبى
وَاسْتمرّ بدمياط حَتَّى قدمه الظَّاهِر جقمق ثمَّ جعله أَمِير مجْلِس ثمَّ أَمِير سلَاح ثمَّ لعَجزه صرفه الْمَنْصُور عَنْهَا وَأخرج أقطاعه، وَاسْتمرّ ملازما لداره فِي سويقة الصاحب حَتَّى مَاتَ فِي الْمحرم سنة احدى وَسِتِّينَ بَعْدَمَا شاخ وَدفن بتربته الَّتِي أَنْشَأَهَا)
بالصحراء، وَكَانَ وجيها ذَا ثروة رَأْسا فِي رمي البندق مَعَ انهماكه فِيمَا قيل فِي اللَّذَّات.
273 -
جركس سيف الدّين القاسمي الظَّاهِرِيّ برقوق المصارع. / كَانَ من خَواص أستاذه وَتقدم بعده فولاه ابْنه النَّاصِر نِيَابَة حلب عوضا عَن دمرشاس فِي سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَلم يَقع بهَا الا مُدَّة اقامة النَّاصِر بهَا يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ، وَرجع مَعَه للقاهرة خوفًا من جكم، وَكَانَ شهما شجاعا قتل فِي سنة عشر بِنَاحِيَة بعلبك. وَهُوَ أَخُو الظَّاهِر جقمق الَّذِي تسلطن بعد دهر. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَابْن خطيب الناصرية.
274 -
جشار النصيح بن احْمَد بن عبد الْكَرِيم بن عبد الله بن عمر الْعمريّ / اُحْدُ القواد بِمَكَّة. قتل فِي مقتلة الْحَدِيد بجدة فِي صفر سنة سِتّ واربعين وَقطع رَأسه وطيف بِهِ ثمَّ دفن آخر يَوْمه.
275 -
جشار بن عبد الله المجاش الشريف الْحِجَازِي / مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَخمسين
276 -
جشار بن قَاسم من بني أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ من اعيان الاشراف شجاعا بدر إِلَى مبارزة كبيش يَوْم أداخر فعقر كبيش فرسه. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة احدى عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة. ذكره الفاسي فِي مَكَّة.
277 -
جشار الخضيري، / مَاتَ فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَخمسين بِمَكَّة.
278 -
جَعْفَر بن ابراهيم بن جَعْفَر بن سُلَيْمَان بن زُهَيْر بن حريز بن عريف ابْن فضل بن فَاضل الزين أَبُو الْفَتْح الْقرشِي الدهني السنهوري القاهري الازهري الشَّافِعِي الْمُقْرِئ /. ولد تَقْرِيبًا كَمَا كتبه بِخَطِّهِ سنة عشر وَثَمَانمِائَة بسنهور الْمَدِينَة وَنَشَأ بهَا فأوقع الله فِي قلبه الْهِجْرَة عَن أَهله أُمَرَاء الْعَرَب ففارقهم إِلَى الْمحلة لأبي عبد الله الغمري، وَأقَام تَحت نظر إِمَام جَامعه ابْن جليدة فَقَرَأَ عِنْده الْقُرْآن ثمَّ تحول إِلَى الْقَاهِرَة فَنزل جَامع الازهر وَجمع للسبع على أبي عبد الْقَادِر والشهاب السكندري، وعَلى ثَانِيهمَا سمع الشاطبية والتيسير والعنوان، وَكَذَا على النُّور الامام لَكِن إِلَى الحزب فِي الْكَهْف وعَلى التَّاج الطوخي إِلَى المفلحون وَمن الْأَحْقَاف إِلَى آخِره وعَلى الشهَاب الطلياوي وَعبد الدَّائِم لغالبه وعَلى الْبُرْهَان الكركي إِلَى النِّسَاء وعَلى الْعَلَاء القلقشندي وَالشَّمْس بن الْعَطَّار والتاج الْمَيْمُونِيّ إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة وعَلى شَيخنَا والزين أبي بكر الْمصْرِيّ وَابْن زين النحراري إِلَى المفلحون وللسبع مَعَ يَعْقُوب عَليّ الزين رضوَان وللعشر إِلَى آل عمرَان على الْفَخر بن دانيال
الْأَعْرَج وللأربعة عشر فِي ختمة على الشَّمْس العفصي ولعاصم وَكَذَا لِابْنِ كثير لَكِن إِلَى رَأس الحزب فِي الصافات على التَّاج بن تَيْمِية وَأخذ عَنهُ فِي بحث)
شرح الشاطبية لِابْنِ القاصح وللكسائي وَكَذَا لنافع لَكِن لأثناء قد أَفْلح عَليّ الزين طَاهِر وَعَلِيهِ سمع فِي الْبَحْث الشاطبية بِاسْتِيفَاء شرحيها للجعبري والفاسي وَلابْن كثير إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة على أبي الْقَاسِم النويري وقاسم الاخميمي، وَأكْثر فِي ذَلِك عَمَّن دب ودرج وَقَرَأَ على الْبُرْهَان الصَّالِحِي من كتب الْفَنّ الشاطبية والعنوان وَالتَّلْخِيص لأبي معشر الطَّبَرِيّ، وأذنوا كلهم لَهُ وَكَذَا اجازه الشَّمْس بن القباقبي فِي آخَرين وَلم يقْتَصر على الْقرَاءَات بل اشْتغل فِي الحَدِيث وَالْفِقْه والاصلين والعربية وَالصرْف والفرائض والحساب وَغَيرهَا فَحَضَرَ دروس الشّرف السُّبْكِيّ فِي تَقْسِيم الْكتب الثَّلَاثَة وَغَيرهَا وَالشَّمْس الْحِجَازِي فِي مُخْتَصره للروضة والقاياتي فِي الْقطعَة للأسنوي مَعَ دروس فِي ألفية الْعِرَاقِيّ وَالصرْف والونائي فِي الرَّوْضَة مَعَ دروس فِي جمع الْجَوَامِع وَابْن المجدي فِي الْحَاوِي وَعنهُ أَخذ كتبا فِي الْفَرَائِض والحساب وَغَيرهَا، وَكَذَا سمع عَليّ الْعَلَاء القلقشندي فِي الْفِقْه والْحَدِيث والنحو، وَعلي الزين طَاهِر الشافية لِابْنِ الْحَاجِب وَشَرحهَا للْجَار بردي بحثا، وَسمع عَلَيْهِ الألفية بِاسْتِيفَاء شرحها لِابْنِ المُصَنّف وتوضيحها لِابْنِ هِشَام ولازم التقي الشمني فِي الاصلين والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَغَيرهَا، وَصَحب أَبَا عبد الله الغمري، وَسمع عَليّ الزين الفاقوسي المسلسل بالأولية ومعظم مُسْند عبد، وعَلى الْمُحب بن نصر الله فِي الْمسند وَغَيره، وعَلى عَائِشَة الكنانية المسلسل بالأولية وبحرف الْعين فِي آخَرين من شُيُوخه الماضين كشيخنا ورضوان والقلقشندي والصالحي والشمني وَمن غَيرهم، وجود الْخط على الزين بن الصَّائِغ وَتقدم فِي الْقرَاءَات، وَلم يذكر بغَيْرهَا، وتصدى لَهَا قَدِيما فَقَرَأَ عَلَيْهِ خلق كَثِيرُونَ وَعم الِانْتِفَاع بِهِ، وَأخذ الْفُضَلَاء عَنهُ طبقَة بعد أُخْرَى وَشهد عَلَيْهِ الأكابر كشيخنا مرّة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَوَصفه بالشيخ الْفَاضِل المجود الْكَامِل الأوحد الماهر الأمثل الباهر، وَوَصفه بعده بالفاضل المجود المفنن ثمَّ فِي سنة وَفَاته بالشيخ الْعَالم الْفَاضِل الْمُقْرِئ المجود المفنن الأوحد بل قرض لَهُ كتابا سَمَّاهُ الْجَامِع الْمُفِيد فِي صناعَة التجويد فَقَالَ: وقفت على هَذَا العقد الفريد والدر النضيد والتحرير الْمجِيد لتلاوة الْقُرْآن الْمجِيد
فَوَجَدته مجموعا جموعا وحاويا لأشتات الْفَضَائِل وللحشو والاسهاب منوعا فَالله يَجْزِي جَامعه على جمعه جَوَامِع الْخيرَات ويعده أَعلَى الغرفات الْمعدة لمن كَانَ لرَبه مُطيعًا وَكَذَا قرضه لَهُ الْعلم البُلْقِينِيّ والعز عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ وَابْن الديري والشمني والكافياجي وَابْن قرقماش والعز الْحَنْبَلِيّ والسكندري وَابْن الْعَطَّار، وَلم يسمح الْمُحب بن نصر الله الْبَغْدَادِيّ بِالْكِتَابَةِ على مؤلف)
البقاعي فِي التجويد إِلَّا بعد شَهَادَة صَاحب التَّرْجَمَة لَهُ بالاجادة فِيهِ، ثمَّ لم يرع البقاعي لَهُ ذَلِك حِين وثب عَلَيْهِ فِي تدريس الْقرَاءَات بالمؤيدية حِين كَاد أَن يتم لَهُ وتقوى عَلَيْهِ بجاه مخدومه بردبك وَكَذَا أَيْضا لَهُ الْجَامِع الازهر الْمُفِيد لمفردات الْأَرْبَعَة عشر من صناعَة الرَّسْم والتجويد وَغير ذَلِك وَمَعَ كَونه قاصرا فِيمَا عدا الْقرَاءَات لم يقْتَصر على اقرائها بل رُبمَا أَقرَأ الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْفِقْه والفرائض والحساب وَله فِيهَا أَيْضا براعة وَغَيرهَا للمبتدئين، وَله فِيمَا سمينا مَا عدا الْفِقْه مُشَاركَة حَتَّى إِنَّه قَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد مِمَّن صَار لَهُ فضل فِي الْمذَاهب كالبدر حُسَيْن بن فيشا الْحُسَيْنِي سكنا الْحَنَفِيّ والبدر السَّعْدِيّ الْحَنْبَلِيّ فِي فقه مَذْهَبهمَا، كل ذَلِك وَهُوَ يتجرع الْفَاقَة ويتقنع باليسير من رزيقات ومرتبات وَرُبمَا أحسن لَهُ بعض الْأُمَرَاء بل رتب لَهُ الدرادار الْكَبِير يشبك من مهْدي فِي كل شهر خَمْسَة دَنَانِير وقمحا فِي كل سنة وَغير ذَلِك، وَنزل بعده فِي سعيد السُّعَدَاء وبيبرس وَقَبله فِي البرقوقية الْحَنَفِيَّة مَعَ كَونه شافعيا وَفِي مُرَتّب يسير بالجوالي وَتكلم فِي نظر جَامع سَار وجا وانصلح حَاله يَسِيرا وطار اسْمه فِي الْآفَاق بالفن حَتَّى أَن النَّجْم القلقيلي لما ادّعى أَن ابْن الشّحْنَة عبد الْبر لَا يحسن الْفَاتِحَة لم يتَخَلَّص الا باعلامه السُّلْطَان حِين قَرَأَهَا عَلَيْهِ ابحضرته بِأَنَّهَا تصح بهَا الصَّلَاة. وَعرض لَهُ رمد بِعَيْنيهِ وقدح لَهُ فأبصر بِوَاحِدَة، وَكَذَا عرض لَهُ فالج دَامَ بِهِ مُدَّة وَبَقِي مِنْهُ بقايا، وَمَعَ ذَلِك لم يَنْفَكّ عَن الْكِتَابَة والاقراء، وَمِمَّا كتبه القَوْل البديع من تصانيفي وَسمع مني بعضه وَكثر تردده الي واستكتابه لي فِي الاشهاد عَلَيْهِ لمن يقْرَأ عَلَيْهِ وهم خلق إِجَازَته لكل مِنْهُم تكون نَحْو مُجَلد، وَمِمَّنْ قَرَأَ عَلَيْهِ أخي عبد الْقَادِر، وَفِي الْأَسَانِيد من الْخَلْط المستحكم مَا يعسر إِصْلَاحه، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ متفرد بِهَذَا الْفَنّ مَعَ مُشَاركَة فِي غَيره وصفاء الخاطر وَطرح التَّكَلُّف وكدر الْمَعيشَة إِمَّا بالفقر وتنكن زَوجته وَإِمَّا بهما وَلذَا فَارقهَا بعد أَن تزوج ابنتهما خَدِيجَة انعام الشريف على الخصوصي ثمَّ لم يزل متعللا حَتَّى مَاتَ ي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَتِسْعين وَدفن بحوش صوفية سعيد السُّعَدَاء وَخلف أُخْتا شَقِيقَة
اسْمهَا فَاطِمَة وَابْنَته الْمشَار اليها رحمه الله وإيانا.
279 -
جَعْفَر بن احْمَد بن عبد الْمهْدي. / مَاتَ فِي شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين بِمَكَّة.
280 -
جَعْفَر بن أبي بكر بن رسْلَان بن نصير البُلْقِينِيّ القاهري الشَّافِعِي ابْن أخي السراج عمر وأخو الْبَهَاء رسْلَان وناصر الدّين مُحَمَّد والشهاب احْمَد. / ذكره شَيخنَا فِي تَرْجَمَة وَالِده من أنبائه اسْتِطْرَادًا فَقَالَ كَانَ فَقِيها فَاضلا دينا متواضعا نَاب فِي الحكم وَولي قَضَاء بعض الْبِلَاد كسمنود وَتَأَخر بعد رسْلَان.
281 -
جَعْفَر بن مُحَمَّد بن جَعْفَر البعلي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن الشويخ بمعجمتين مصغر سمع فِي سنة خمس وَتِسْعين وَسَبْعمائة عَليّ الزين عبد الرَّحْمَن ابْن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب الصَّحِيح ببعلبك / وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَمَا لَقيته فِي الرحلة فَكَأَنَّهُ مَاتَ قبلهَا.
282 -
جَعْفَر بن يحيى بن مُحَمَّد بن عبد الْقوي الغياث أَبُو الْغَيْث الْمَكِّيّ الْمَالِكِي أَخُو معمر وَفضل الآتيين وأبوهما وَيعرف بِابْن عبد الْقوي. / ولد فِي ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَخمسين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن وكتبا، وَعرض بِالْقَاهِرَةِ على شيوخها وعَلى كَاتبه واشتغل فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة يحيى العلمي والجوجري بل اختصر شَرحه للشذور من أَجله وَكَذَا أَخذ فِي الْفِقْه عَن أَولهمَا وَحضر السنهوري واللقاني وَغَيرهمَا وَلَكِن جلّ انتفاعه انما هُوَ بأَخيه، ولازمني فِي أَشْيَاء بل قَرَأَ على جلّ المنسك الْكَبِير لِابْنِ جمَاعَة وَقدمه البرهاني ابْن ظهيرة للتوقيع بِبَابِهِ فَسبق من قبله لِثِقَتِهِ وأمانته وعقله وتواضعه وخفة مُؤْنَته بِحَيْثُ أقبل عَلَيْهِ أَصْحَاب الاشغال وتميز فِي ذَلِك. مَاتَ فِي أَوَاخِر شعْبَان سنة أَربع وَتِسْعين وَأَنا بِمَكَّة وَشهِدت الصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه وتأسفنا على فَقده رحمه الله.
283 -
جَعْفَر الزين العجمي الْحَنَفِيّ نزيل المؤيدية /. مِمَّن قَرَأَ عَلَيْهِ الزين زَكَرِيَّا القَاضِي شرح الشمسية وغالب حاشيتها للسَّيِّد وَكَذَا أَخذ عَنهُ الْحِكْمَة وَوَصفه بِالْفَضْلِ والديانة.
284 -
جغنوس الناصري. / ولي نِيَابَة بيروت ثمَّ صرف عَنْهَا. وَمَات فِي أَوَائِل الْعشْر الْأَخير من رَمَضَان سنة سبع وَخمسين.
285 -
جقمق بن جخيدب بن أَحْمد بن حَمْزَة بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة خمسين خَارج مَكَّة وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا. أرخة ابْن فَهد.
286 -
جقمق الصفوي / الْحَاجِب بِدِمَشْق، قبض عَلَيْهِ فِي الْمحرم سنة خمس وَثَمَانمِائَة ثمَّ أرسل إِلَى غَزَّة فَلَمَّا تولى نوروز سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة استصحبه لدمشق وَقَررهُ فِي الحجوبية فَلَمَّا انْكَسَرَ نوروز، مَاتَ فِيهَا، ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
287 -
جقمق الظَّاهِر أَبُو سعيد الجركسي العلائي نِسْبَة للعلاء عَليّ بن الاتابك، اينال اليوسفي / لكَونه اشْتَرَاهُ من جالبه إِلَى مصر الخواجا كزلك وَهُوَ صَغِير ورباه وأرسله إِلَى الْحجاز صُحْبَة وَالِده)
ثمَّ أعْتقهُ وَبَقِي عِنْده مُدَّة حَتَّى عرفه أَخُوهُ جركس القاسمي المصارع الْمَاضِي قَرِيبا. فَكلم أستاذه الظَّاهِر برقوق فِي طلبه لَهُ من سَيّده فَفعل وَأَعْطَاهُ اياه من غير أَن يُعلمهُ بِعِتْقِهِ فَدفعهُ الظَّاهِر لِأَخِيهِ أنيا فِي طبقَة الزِّمَام وأنعم عَلَيْهِ بخيل وقماش ثمَّ جعله خاصكيا بعد ايام كل ذَلِك بسفارة أَخِيه وَلذَا ينتسب ظاهريا أَيْضا ثمَّ صَار فِي الدولة الناصرية ساقيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ قبض عَلَيْهِ النَّاصِر وحبسه بالقلعة لما خرج أَخُوهُ عَن الطَّاعَة ثمَّ أطلقهُ وَاسْتمرّ إِلَى أَن اعطاه الْمُؤَيد إمرة عشرَة ثمَّ طبلخاناه وَجعله خازندارا بعد يُونُس الركني الْأَعْوَر ثمَّ صَار بعد الْمُؤَيد أحد المقدمين ثمَّ اسْتَقر فِي الحجوبية الْكُبْرَى أَيَّام الاشرف برسباي ثمَّ نَقله فِي سنة سِتّ وَعشْرين إِلَى الأخورية الْكُبْرَى وباشر حِينَئِذٍ نظر الخانقاة الصلاحية سعيد السُّعَدَاء وَكَانَ يَنُوب عَنهُ فِيهِ الْغَرْس خَلِيل السخاوي أحد أخصائه ثمَّ نَقله إِلَى امرة سلَاح ثمَّ إِلَى الاتابكية وَاسْتمرّ فِيهَا إِلَى ان مَاتَ الاشرف بعد أَن أوصاه على وَلَده المستقر بعده فِي السلطنة والملقب بالعزيز، وَصَارَ صَاحب التَّرْجَمَة نظاما إِلَى أَن خلع الْعَزِيز بعد يسير وتسلطن فِي يَوْم الاربعاء تَاسِع عشر ربيع الاول سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَاتفقَ فِي ذَلِك ثمَّ فِي أَوَائِل دولته مَا عرف من محاله إِلَى أَن صفا لَهُ الْوَقْت وَظهر بتملكه صِحَة مَا حَكَاهُ النَّجْم بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ الْمصْرِيّ الْمَالِكِي أَنه فِي حُدُود سنة أَربع وَثَمَانمِائَة جَاءَ شخص اسْمه جلال إِلَى الْبُرْهَان بن زقاعة الْغَزِّي ليشفع لَهُ عِنْد النَّاصِر فرج فِي قَضِيَّة فأركبه على فرس فَحل حبشِي عَال أصفر معصم بسواد حسن المنظر قَالَ النَّجْم فَأَعْجَبَنِي ذَلِك الْفرس جدا فَقلت للبرهان لمن هَذَا الْفرس فَقَالَ لمن سيصير ملكا قَالَ فَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي انه لجقمق أخي جركس هَذَا مَعَ انه حِينَئِذٍ لم يكن فِي أهل هَذِه الزمرة بل كَانَ يظْهر الوله والتعامي الزَّائِد والتغفل عَن أَحْوَال النَّاس والتعاطي للأسباب الَّتِي تقلل غَالِبا الهيبة من مزِيد التَّوَاضُع وَسَائِر مَا يُنَافِي أَحْوَال الْمُلُوك وَلَكِن قد ظَهرت كفاءته وبهرت حَسَنَاته وَكَذَا بشر بِهِ قَدِيما جمَاعَة مِنْهُم الشَّيْخ المعتقد الزين عبد اللَّطِيف بن عبد الرَّحْمَن الانصاري الخزرجي وَيعرف بِابْن غَانِم ووعده إِن ولي بِبِنَاء زَاوِيَة لَهُ فِي الْقُدس فَمَا اتّفق ورام حِين سلطنته أَن يتسمى بِمُحَمد تشرفا وَيبْطل اسْمه ثمَّ رأى الْجمع بَينهمَا لما خيل من طمع الْمُلُوك فِيهِ لظنهم كَونه من غير الاتراك وَكتب كَذَلِك على أَبْوَاب كَثِيرَة من الْأَمَاكِن المجددة
كالمنبر الَّذِي جدده للبرقوقية والمدرسة الفخرية بِالْقربِ من سوق الرَّقِيق وَاسْتمرّ فِي المملكة إِلَى أَن عهد لوَلَده الْمَنْصُور أبي السعادات عُثْمَان فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء)
الْعشْرين من الْمحرم سنة سبع وَخمسين وَكَانَت مدَّته خمس عشرَة سنة الا نَحْو شهر وَاتفقَ فِي أَيَّامه مَا شرح فِي الْحَوَادِث مِمَّا يطول إِيرَاده خُصُوصا وَقد أفرد سيرته فِي حَيَاته بالتأليف الرضي مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن الْغَزِّي الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي وَرَأَيْت شَيخنَا ينتقي مِنْهَا. وَكَانَ ملكا عدلا دينا كثير الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالْعِبَادَة عفيفا عَن الْمُنْكَرَات والقاذورات لَا تضبط عَنهُ فِي ذَلِك زلَّة وَلَا تحفظ لَهُ هفوة، متقشفا بِحَيْثُ لم يمش على سنَن الْمُلُوك فِي كثير من ملبسه وهيئته وجلوسه وحركاته وأفعاله، متواضعا يقوم للفقهاء وَالصَّالِحِينَ إِذا دخلُوا عَلَيْهِ ويبالغ فِي تقريبهم وَعدم ارتفاعه فِي الْجُلُوس بحضرتهم وَمَا فعله فِي يَوْم قِرَاءَة تَقْلِيده من جُلُوسه على الْكُرْسِيّ والمعتضد بِاللَّه الْخَلِيفَة دونه بِحَيْثُ اقْتدى بِهِ وَلَده الْمَنْصُور فِي ذَلِك فَكَأَنَّهُ لجَرَيَان الْعَادة بِهِ والا فَهُوَ فِي بَاب التَّوَاضُع لَا يلْحق، ذَا إِلْمَام بِالْعلمِ واستحضار فِي الْجُمْلَة لِكَثْرَة تردده للْعُلَمَاء فِي حَال امرته ورغبته فِي الاستفادة مِنْهُم كالعلاء البُخَارِيّ بل لَا أستبعد أَن يكون لَهُ حُضُور عِنْد السراج البُلْقِينِيّ وطبقته فضلا عَن وَلَده الْجلَال وَنَحْوه وَلِهَذَا انْتفع بِهِ كثير مِمَّن كَانَ يرافقه عِنْدهم فِي تقديمهم للمناصب الجليلة كالقاياتي والونائي وَغَيرهمَا، مديما للتلاوة على بعض مَشَايِخ الْقُرَّاء وجوده فِي حَال كَونه أميراخور على السراج عمر بن عَليّ الدموشي، تَامّ الْكَرم بِحَيْثُ يصل إِلَى التبذير حَتَّى انه أعْطى النَّجْم بن عبد الْوَارِث الْمَاضِي النَّقْل عَنهُ أول تَرْجَمته حِين أعلمهُ بِأَنَّهُ عزم على الْحَج زِيَادَة على ألف دِينَار دفْعَة وَأما قَاضِي الْحَنَابِلَة الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ حِين حج فشيء كثير جدا وَكَذَا الْكَمَال بن الْهمام، وَكَانَ زَائِد الاصغاء اليهما فِي الشفاعات رَاغِبًا فِي إِزَالَة مَا يُعلمهُ من الْمُنْكَرَات غير نَاظر لكَون بعضه من شعار الْمُلُوك كابطاله سوق الرماحة للمحمل حسما لمادة الْفساد الَّذِي جرت الْعَادة بِوُقُوعِهِ عِنْد ادارته لَيْلًا وَنَهَارًا فَمَا عمل فِي جلّ ولَايَته وَذَلِكَ من مُدَّة عشر سِنِين إِلَى أَن مَاتَ ومسايرة أَمِير الْحَاج والمولد الَّذِي يعْمل فِي طنتدا وَمَا كَانَ يعْمل بالقلعة من الزفة بالمغاني والمواصيل والخليلية عِنْد غرُوب الشَّمْس وَعند فتح بَاب القلعة باكر النَّهَار وَبعد الْعشَاء الَّتِي يُقَال لَهَا نوبَة خاتون وَمَا كَانَ يسقاه الْمُلُوك وَمن بجانبهم من المراء بداخل الْمَقْصُورَة وَقت خطْبَة الْجُمُعَة من المشروب بارشاد شَيخنَا لَهُ فِي هَذَا، وخرق جَمِيع مَا مَعَ أَصْحَاب خيال الظل من الشخوص وألزمهم بِعَدَمِ الْعود لفعله وشدد فِي
أَمر المطاوعة جدا كثير التفقد للمحابيس والكشف عَنْهُم والاحسان إِلَى الْأَيْتَام بِحَيْثُ أَنه كَانَ يُرْسل من يحضرهم لَهُ فيمسح رُءُوسهم)
وَيُعْطِي كل وَاحِد مِنْهُم دِينَارا، مائلا لتجديد القناطر والجوامع وَنَحْوهَا من الْمصَالح الْعَامَّة كقناطر بني منجا وقنطرة بَاب الْبَحْر وقناطر تبري الدمسيس وقناطر أَمِين الدّين اللاهون وقناطر الرستن بَين حمص وحماة وَالْجَامِع الْمُعَلق المجاور لكنيسة الملكيين الَّتِي هدمها دَاخل قصر الشمع وَالْمَسْجِد الَّذِي بخان الخليلي وَعمل فِيهِ درسا للشَّافِعِيَّة وَآخر للحنفية وَغير ذَلِك وجامع الظَّاهِر حَيْثُ لم شعثه بالبياض والبلاط وَنَحْو ذَلِك وجامع الْحَاكِم حَيْثُ أَزَال من بعض أروقته مَا كَانَ بِهِ من الاتربة المهولة وسقفته بعد تعطيله دهرا مَعَ تبليط الْجَامِع وحدد مِنْبَر مدرسة أستاذه البرقوقية، وَأَنْشَأَ رصيفا هائلا ببولاق انتهاؤه عِنْد السبكية وجسرا لأسيوط من الْجَبَل إِلَى الْبَحْر وَفِيه قناطر أَيْضا وسورا لخانقاه سرياقوس لم يتم وَقرر لأهل الْحَرَمَيْنِ دشيشة للْفُقَرَاء فِي كل يَوْم ولكثير مِنْهُم رواتب الذَّخِيرَة كل سنة تحمل اليهم من مائَة دِينَار إِلَى عشرَة أَو أَكثر من ذَلِك وَقِرَاءَة البُخَارِيّ بِمَكَّة وَمَا يفوق الْوَصْف مِمَّا كثر الدُّعَاء لَهُ بِسَبَبِهِ وَكَانَ يرى أَن إصْلَاح مَا يشرف على الْهدم أولى من الابتكار وَلذَا لم يبتكر مدرسة بل وَلَا تربة وهادن مُلُوك الْأَطْرَاف وهاداهم وتودد اليهم ولكثير من التركمان حَتَّى بالتزوج مِنْهُم وَكَانَ يُبْدِي مقْصده فِي ذَلِك بقوله كل مَا أَفعلهُ مَعَهم لَا يَفِي بنعل الْخَيل أَن لَو احْتِيجَ إِلَى الْمسير اليهم، وأثكل ولدا لَهُ من نَوَادِر أَبنَاء جنسه فَصَبر واحتسب كل ذَلِك والأقدار تساعده والسعد يعاضده بِحَيْثُ أَنه لم يجرد فِي مدَّته إِلَى الْبِلَاد الشامية وَلَا أرسل تجريدة مُطلقًا سوى مرّة وَاحِدَة وَهِي نوبَة الجكمي أول سلطنته مَعَ حِدة تعتريه وَسُرْعَة بَطش وبادرة مفرطة رُبمَا تُؤدِّي إِلَى مَا لَا يَلِيق بِهِ من ادخال غير وَاحِد من الاعيان حبس أولى الجرائم وَغَيره من الحبوس وضربه لآخرين ونفيه لغَيرهم بِحَيْثُ وَصفه بعض من أَشرت إِلَيْهِ مِمَّن سجنه بقوله: إِنَّه حج فِي حُدُود سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَجَرت لَهُ مَعَ صَاحب الْحجاز قَضِيَّة حقدها عَلَيْهِ فقابله عَلَيْهَا بعد تمكنه، قَالَ وَقد كَانَ أحقد النَّاس وأسوءهم انتقاما لم يكن لَهُ دأب إِلَّا أَن عَاجل كل من كَانَ أغضبهُ يَوْمًا مَا انْتهى وَوَصفه بالحقد الزَّائِد غير صَحِيح وَكم مِمَّن مَسّه مِنْهُ مَكْرُوه مَعَ كَونه من خواصه وأحبابه وَمِمَّنْ لم يبغضه قطّ وَمَا كَانَ ينقم عَلَيْهِ الا أَنه بِمُجَرَّد سَمَاعه عَن أحد مَا يُنكره قابله عَلَيْهِ بِدُونِ تفحص وَلَا تثبت وليت هَذَا الواصف اقْتصر على هَذَا بل أفحش فِي حَقه بِمَا لَا يقبل من مثله جَريا على عَادَته وعَلى كل حَال فالكمال
لله، وَمِمَّا يعاب بِهِ أَيْضا انه كَانَ ينْفد مَا يتَحَصَّل فِي يَدَيْهِ مَعَ كثرته جدا أَولا فأولا حَتَّى انه لم يدع فِي الخزانة مَا)
لَا بل وَلم يتْرك من الزردخاناه والشوب والاسطبلات السُّلْطَانِيَّة الا الرّبع مِمَّا خَلفه الْمُلُوك قبله أَو أقل والاعمال بِالنِّيَّاتِ، وَقد ذكره شَيخنَا مَعَ كَونه مِمَّن ألفته الحساد فِي أثْنَاء أمره عَنهُ وناله مِنْهُ مَا يخْشَى عَلَيْهِ بِسَبَبِهِ فِي تَرْجَمَة الظَّاهِر من نزهة الْأَلْبَاب فِي الألقاب لَهُ فَقَالَ وَآخرهمْ يَعْنِي مِمَّن يلقب بِالظَّاهِرِ سُلْطَان الْعَصْر الْملك الظَّاهِر جقمق فاق مُلُوك عصره بِالْعلمِ وَالدّين والعفة والجود أمتع الله الْمُسلمين بِبَقَائِهِ. قلت وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَأهْديت إِلَيْهِ بعد وَفَاة شَيخنَا بعض التصانيف وأنعم هُوَ عَليّ بِمَا ألهمه الله بِهِ وَصَارَ يكثر من الترحم على شَيخنَا والتأسف على فَقده بل سَمَّاهُ امير الْمُؤمنِينَ، وَهُوَ مِمَّن اِسْعَدْ فِي مماليكه بِحَيْثُ أضيفت المملكة الْعُظْمَى لغير وَاحِد مِنْهُم فضلا عَمَّن دونهَا، وَلم يزل على ملكه إِلَى أَن ابْتَدَأَ بِهِ الْمَرَض وَصَارَ يظْهر الْجلد وَلَا يمْتَنع من الْكِتَابَة وَالْحكم حَتَّى غلب عَلَيْهِ الْحَال وَعجز فَانْحَطَّ وَلزِمَ الْفراش نَحْو شهر ثمَّ مَاتَ وَقد زَاد على الثَّمَانِينَ وَذَلِكَ بَين الْمغرب وَالْعشَاء من لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَالِث صفر سنة سبع وَخمسين فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة والقراء حوله إِلَى أَن جهز من الْغَد وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب الْقلَّة وَحضر وَلَده الْمَنْصُور الصَّلَاة عَلَيْهِ وَكَذَا الْخَلِيفَة وَهُوَ الَّذِي تقدم للصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْجَمَاعَة وَكَانَ يَوْمًا مشهودا لم تَرَ جَنَازَة لملك كجنازته فِي عدم الغوغاء وَكَثْرَة الْأنس والخفر وَدفن بتربة قانباي الجركسي أميراخور كَانَ الَّتِي جددها وأنشأها عِنْد دَار الضِّيَافَة بِالْقربِ من القلعة، وَحكى لي بعض الْخِيَار بعد دهر أَنه رَآهُ بعد مَوته وَكَأَنَّهُ فِي قصر مُرْتَفع وَمَعَهُ جمَاعَة مِنْهُم وَالِده وَالشَّيْخ أَبُو الْجُود وَأَنه سَأَلَهُ عَمَّا فعل الله بِهِ فَقَالَ لَهُ وَالله لقد أَعْطَانَا الْملك من قبل أَن نرد عَلَيْهِ قَالَ الرَّائِي فَقلت فِي نَفسِي هَذَا مُحْتَمل لارادة الْملك الدنيوي وَهُوَ قد أعْطِيه وَأَرَدْت تَحْقِيق الْأَمر فَقلت لَهُ مَا الْملك الَّذِي أعطاكه قَالَ الْجنَّة ثمَّ قَالَ وَجَاء جمَاعَة بَعدنَا لَيْسَ لَهُم فِيهَا وَقت وَلَا مَكَان رحمه الله وإيانا.
288 -
جقمق سيف الدّين من أَبنَاء التركمان / وَلكنه اتّفق مَعَ بعض التُّجَّار أَن يَبِيعهُ وَيقسم ثمنه بَينهمَا فَفعل وَلذَا كَانَ يتَكَلَّم بالعربي بِحَيْثُ لَا يشك من جالسه أَنه من بنى الاحرار، وَسمي بَعضهم وَالِده عبد الله وَهُوَ اسْم لمن لَا يعلم اسْمه غَالِبا. تنقل فِي الخدم حَتَّى تقرر دوادارا ثَانِيًا للمؤيد قبل تملكه ثمَّ اسْتمرّ بل عمله دوادارا كَبِيرا ثمَّ ولاه دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين ثمَّ بعد مَوته أظهر الْعِصْيَان وَآل أمره إِلَى أَن أمْسكهُ ططر بقلعة دمشق وعصره وَأخذ مِنْهُ مَالا ثمَّ
أَمر بقتْله فَقتل صبرا فِي الْعشْر الاخير من شعْبَان سنة أَربع وَعشْرين وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا)
بِالْقربِ من شمَالي الْجَامِع الاعظم بِحَضْرَة الخانقاه السميساطية وَكَانَ عَارِفًا شَدِيدا فِي دواداريته على النَّاس. ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا فِي أنبائه.
289 -
جقمق الأرغون شاوي الدوادار. / ولي نِيَابَة دمشق وابتنى فِيهَا فِي جوَار الْجَامِع الاموي مدرسة تعرف بالجقمقية ثمَّ خرج بهَا عَن طَاعَة الْمُؤَيد وَجرى لَهُ مَا جرى. قلت وَهُوَ الَّذِي قبله.
290 -
جقمق المحمدي الاشرفي برسباي. / أحد الخاصكية صاهر الْأمين الاقصرائي على ابْنَته زَيْنَب بعد زَوجهَا جَانِبك. وَمَاتَتْ مَعَه وتهذب بصهره وَصَارَت لَهُ وجاهة وَحفظ الْقُرْآن جيدا وَخَلفه فِي إِنْزَال أهل الْحَرَمَيْنِ وإكرامهم فِي الْجُمْلَة وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان حِين سفر الْعَسْكَر فِي أَوَاخِر ربيع الثَّانِي سنة خمس وَتِسْعين رَأس نوبَة السلحدارية ثمَّ أذن لَهُ فِي التَّكَلُّم عَن الدوادار الثَّانِي شَاذ بك حِين بلغه عَن الْمُتَكَلّم مَا لَا يُعجبهُ، ومولده سنة خمس وَعشْرين تَقْرِيبًا، وَحج غير مرّة وجاور وسافر فِي عدَّة تجاريد، وزار بَيت الْمُقَدّس والخليل. وَنعم الرجل.
جقمق المؤيدي الدوادار / نَائِب الشَّام. مضى قَرِيبا.
291 -
جكم قرا بجيم وكاف كقمر العلائي الظَّاهِرِيّ جقمق وَيعرف بأميراخور الْجمال. / ترقى بعد أستاذه اليها ودام على ذَلِك مُدَّة إِلَى أَن تسلطن الظَّاهِر بلباي فَأمره عشرَة ثمَّ ولاه الاشرف قايتباي كشف الجسور والشرقية بعناية الدوادار الْكَبِير فانه كَانَ مِمَّن تقرب مِنْهُ جدا ولازم خدمته وَالرُّكُوب مَعَه حَتَّى عرف بِهِ وصيره بعد عَليّ كثير من تعلقاته بل جعله نَائِبا عَنهُ بالمؤيدية وَغَيرهَا حِين خرج فِي التجريدة الَّتِي تلف فِيهَا، ثمَّ ولي نِيَابَة اسكندرية بعد اينال الاشرفي قايتباي حِين انْتِقَاله مِنْهَا إِلَى طرابلس، وَتوجه اليها فَلم تطب لَهُ وتوعك بهَا مُدَّة فراسل وَحضر بعد الاسْتِئْذَان إِلَى الْقَاهِرَة ليتداوى فَلم يلبث أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بتربته الَّتِي بناها عِنْد بَاب مقَام الشَّافِعِي. وَكَانَ ذَا همة عالية ورغبة فِي لِقَاء الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ مِمَّن يتَرَدَّد إِلَيْهِ الْفَخر الديمي حَتَّى كَانَ يقْرَأ هُوَ وَغَيره عِنْده، وَكَذَا كَانَ غَيره من عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة يتَرَدَّد إِلَيْهِ للأخذ عَنهُ وَكَثِيرًا مَا كَانَ يحضر دروس التقي الحصني لمجاورته لَهُ، وَيجمع الْكتب العلمية ويقتنيها وَيظْهر التفقه والتدين وَلما مَاتَ التقي دَفنه بتربته وساعد وَلَده، وزارني غير مرّة وَأظْهر همة فِي التَّكَلُّم مَعَ تمراز وَغَيره فِي الصرغتمشية، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من محَاسِن أتراك وقته رحمه الله وايانا وَاسْتقر بعده فِي نِيَابَة اسكندرية بعد أشهر عليبدي المحمدي
الأشرفي قايتباي نقلا لَهُ من نِيَابَة سيس.)
292 -
جكم أَبُو الْفرج الظَّاهِرِيّ برقوق، / أمره أستاذه طبلخاناه فِي سنة مَوته ثمَّ اسْتَقر بعده خَامِس ذِي الْقعدَة سنة احدى رَأس نوبَة بل قيل إِنَّه لم يتأمر فِي أَيَّام استاذه وَأول مَا شهر أمره فِي تَاسِع الشَّهْر الْمَذْكُور نعم ركب على الدوادار يشبك بِالْقَاهِرَةِ فَكَانَت النُّصْرَة لَهُ فاستقر فِي الدوادارية عوضه وَأظْهر الْعدْل ثمَّ اعتقل بقلعة الْمركب ثمَّ نقل إِلَى حلب فحبس بدار الْعدْل ثمَّ إِلَى غَيرهَا ثمَّ أطلق وَآل امْرَهْ إِلَى ان ملك حلب وَأقَام فِيهَا أَيَّامًا ثمَّ اتّفق هُوَ وَجَمَاعَة من الامراء على الْعِصْيَان ووصلوا إِلَى الصالحية فَخرج النَّاصِر وَكَانَت الكسرة على عسكره وَرجع هَارِبا ثمَّ كرّ عَلَيْهِم الْعَسْكَر الْمصْرِيّ ثَانِيًا فَكَانَت النُّصْرَة لَهُم وَآل أَمر جكم إِلَى أَن أَخذ هُوَ وَشَيخ دمشق ودخلاها واستمرا بهَا مُدَّة ثمَّ اخذا أَيْضا حماة وَفِي اثناء ذَلِك ظهر النَّاصِر فرج وتسلطن فَجهز تَقْلِيد شيخ بنيابة دمشق وجكم بحلب ثمَّ أضيف إِلَيْهِ نِيَابَة الرها وَملك عدَّة قلاع كَانَ نعير أَمِير الْعَرَب قد استولى عَلَيْهَا ومزق التركمان كل ممزق وَحصل بحلب وبالرها الْعدْل والامان وَقطع الْخطْبَة للناصر، وخطب وَضربت السِّكَّة باسمه ولقب بالعادل ثمَّ أظهر الدعْوَة وَصرح بخلع النَّاصِر وَتوجه نَحْو آمد لقِتَال قرايلوك فَقتل فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع، وَكَانَ مهابا شجاعا مقداما مُدبرا لَهُ حُرْمَة ومهابة ممدحا مائلا لمجالسة الْعلمَاء ومذاكرتهم مصغيا لنظم الشّعْر محبا لسماعه بل ويجيز عَلَيْهِ الجوائز السّنيَّة يتحَرَّى الْعدْل وَيُحب الانصاف لَا يتَمَكَّن أحد مَعَه من الْفساد، طول ابْن خطيب الناصرية ثمَّ شَيخنَا تَرْجَمته وَكَذَا المقريزي فِي عقوده.
293 -
جكم الاشرفي قايتباي / أحد الخاصكية ويلقب بالبهلوان لتقدمه فِي الصراع. مَاتَ بالطاعون سنة احدى وَثَمَانِينَ.
294 -
جكم الظَّاهِرِيّ خشقدم ابْن اخت الاشرف قايتباي، / امْرَهْ استاذه عشرَة ثمَّ صَار أحد الطبلخاناه وحاجب ثَانِي، مَاتَ بالطاعون فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ عَن نَحْو الثَّلَاثِينَ وَحضر خَاله الصَّلَاة عَلَيْهِ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَكَانَ من مساوئ الدَّهْر.
295 -
جكم الظَّاهِرِيّ برقوق الجركسي / ذكره شَيخنَا مُجَردا فِي سنة ثَلَاث.
296 -
جكم النوري المؤيدي وَيعرف بقلقسيز /. أعْتقهُ الْمُؤَيد وَأقَام فِي جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن عمله الظَّاهِر جقمق خاصكيا ثمَّ ساقيا ثمَّ فَصله عَنْهَا وَجعله من الاجناد ثمَّ عمله الاشرف اينال أَمِير عشرَة ثمَّ من رُؤُوس النوب ثمَّ كَانَ مِمَّن خرج مَعَ المجردين، وَمَات فِي عوده بغزة فِي شَوَّال سنة احدى وَسِتِّينَ.)
297 -
جكم / نَائِب قلعة كركر تحيل عَلَيْهِ جمَاعَة من الاكراد حَتَّى قَتَلُوهُ وَطَائِفَة من مماليكه وملكوها وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
298 -
جلال الاسلام بن نور الاسلام بن مَحْمُود بن عَليّ عضد الدّين بن شهَاب الدّين بن نور الدّين الْكرْمَانِي الشَّافِعِي. / مِمَّن أَخذ عني بِمَكَّة.
299 -
جلبان بن أبي سُوَيْد بن أبي دعيج بن أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ /. كَانَ مَوْجُودا فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين لِابْنِ مقبل بن وَهبة استقبله فَضَربهُ لَيْلًا بِالسَّيْفِ وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة فحمى لجلبان قومه قَالَه ابْن فَهد.
300 -
جلبان الْعمريّ الظَّاهِرِيّ برقوق / أحد أُمَرَاء العشرات والحجاب مِمَّن يمِيل لدين وَخير، ولي حجوبية غَزَّة بعد سنة ثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَمَات فِيهَا بعد ذَلِك بسنيات.
301 -
جلبان الكمشبغاوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بقراسقل / تنقل فِي خدم استاذه إِلَى أَن اسْتَقر فِي نِيَابَة حلب عوضا عَن قرا دمرداش سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَجَرت لَهُ مَعَ التركمان وقْعَة بِالْبَابِ انتصر فِيهَا عَلَيْهِم ثمَّ أُخْرَى مَعَ نغير انتصر فِيهَا أَيْضا ثمَّ قبض عَلَيْهِ أستاذه سنة سِتّ وحبسه مُدَّة بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ أطلقهُ وَعَمله أتابكا بِدِمَشْق ثمَّ كَانَ مِمَّن عصى على وَلَده النَّاصِر، وَقَامَ مَعَ تنم فَأمْسك وَقتل بقلعة دمشق صبرا فِي رَجَب أَو شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَقد أناف على الثَّلَاثِينَ، وَكَانَ جميلا جيدا كَرِيمًا شجاعا سيوسا يحب الْعلمَاء ويعتقد الْفُقَرَاء، ذكره ابْن خطيب الناصرية وَشَيخنَا.
302 -
جلبان المؤيدي / نَائِب الشَّام وَيعرف بالأميراخور. يُقَال انه كَانَ من مماليك تنبك أميراخور الظَّاهِرِيّ المتوفي سنة تسع وَتِسْعين وَسَبْعمائة، فَاشْتَرَاهُ بعد سودون طاز الظَّاهِرِيّ أميراخور وَأعْتقهُ، وتنقل فِي الخدم حَتَّى صَار فِي خدمَة جركس المصارع القاسمي ثمَّ اتَّصل بالمؤيد أَيَّام امرته فَجعله من جملَة أُمَرَاء آخوريته فَلَمَّا تسلطن جعله من الآخورية أَيْضا، ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة ثمَّ جعله أميراخور ثَانِي ثمَّ فِي حُدُود سنة عشْرين جعله من المقدمين ثمَّ لما جهز عسكره إِلَى الشَّام فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين كَانَ من جملَة المقدمين المتوجهين فِيهِ، وَلم يلبث أَن مَاتَ الْمُؤَيد والعسكر هُنَاكَ وَتوجه ططر بالمظفر أَحْمد إِلَى الشَّام فَكَانَ من جملَة الْمَقْبُوض عَلَيْهِم وَحمل إِلَى قلعة صفد فحبس بهَا إِلَى أَن أطلقهُ نائبها اينال حِين خرج عَن طَاعَة الاشرف برسباي فهرب مِنْهُ وَقدم دمشق رَغْبَة فِي طَاعَته وَمَعَ ذَلِك قَبضه الاشرف ثَانِيًا وحبسه أَيْضا)
ثمَّ أطلقهُ بعد يسير وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بِدِمَشْق ثمَّ بنيابة حماة بعد جارقطلو
ثمَّ بنيابة طرابلس بعد موت الأتابك طراباي، ثمَّ نَقله الظَّاهِر إِلَى نِيَابَة حلب بعد عصيان تغري برمش التركماني ثمَّ إِلَى دمشق بعد موت أقبغا التمرازي وَحمل إِلَيْهِ التَّقْلِيد والتشريف دولات باي المحمودي المؤيدي فناله مِنْهُ شَيْء كثير جدا وَاسْتمرّ فِيهَا حَتَّى مَاتَ وَتردد مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة غير مرّة، وَكَانَ مَعَ قصره جدا أَمِيرا جَلِيلًا عَاقِلا سيوسا عَارِفًا بمداراة الْمُلُوك مجربا للوقائع والحروب والمحن متجملا فِي مركبه ومماليكه وحشمه قل ان يتَّفق لأحد مَا اتّفق لَهُ فانه أَقَامَ نَحْو ثَلَاثًا وَأَرْبَعين سنة أَمِيرا بِمصْر وَالشَّام إِلَى غير ذَلِك، وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي صفر سنة تسع وَخمسين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع دمشق وَدفن بتربة عتيقه ودواداره شَاذ بك ظَاهر دمشق قبلي جَامع تنكز رحمه الله.
303 -
جلبان المؤيدي / أحد المقدمين فِي الدولة المؤيدية وَرَأس نوبَة الصارمي ابراهيم الْمَدْعُو سَيِّدي.
توفّي بِحَبْس اسكندرية مقتولا سنة أَربع وَعشْرين.
304 -
جماز بن مِفْتَاح الْعجْلَاني الْمَكِّيّ. / أحد القواد. مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد.
305 -
جماز بن مقبل الْعمريّ الْقَائِد، / قتل مَعَ السَّيِّد رميثة فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ بِبِلَاد الشرق، أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
306 -
جماز بن مَنْصُور بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ الْقَائِد بِمَكَّة، / مَاتَ بِنَاحِيَة الْيمن سنة سِتّ وَأَرْبَعين، أرخه ابْن فَهد أَيْضا.
307 -
جماز بن هبة بن جماز بن مَنْصُور الْحُسَيْنِي أَمِير الْمَدِينَة، / مَاتَ مقتولا فِي حَرْب بَينه وَبَين أعدائه سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقد كَانَ أَخذ حَاصِل الْمَدِينَة ونزح عَنْهَا فَلم يُمْهل مَعَ أَنه كَانَ يظْهر إعزاز أهل السّنة ومحبتهم بِخِلَاف ثَابت بن نعير.
308 -
جمال بن عز الدّين بن جمان أَحْمد الكيلاني /. هَكَذَا جرده ابْن فَهد.
جقمق / فِي حوادث سنة عشر.
309 -
جميل بن أَحْمد بن عميرَة بن يُوسُف وَيعرف بِابْن يُوسُف شيخ الْعَرَب بِبَعْض إقليم الغربية والسخاوية من الْوَجْه البحري. / مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَسِتِّينَ عَن أَزِيد من سِتِّينَ سنة وَخلف شَيْئا كثيرا من حَلَال وَحرَام مَعَ أَنه كَانَ يتدين ويعف لَكِن عَمَّا عدا الْمَظَالِم.)
310 -
جَنْبك اليحياوي الظَّاهِرِيّ أتابك العساكر بحلب / وَهُوَ تَخْفيف من جَانِبك قتل فِي وقْعَة حلب بساجورا مَعَ أَحْمد بن أويس وقرا يُوسُف فِي منتصف شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ.
311 -
جنتمر بن عبد الله التركماني الطرنطاي / وَهُوَ تَخْفيف أَيْضا من جَان
تمر. كَانَ قد ولي نِيَابَة حمص ونيابة بعلبك وَأسر فِي المحنة الْعُظْمَى ثمَّ خلص من الْأسر بعد مُدَّة وَحضر إِلَى مصر فَتَوَلّى كشف الصَّعِيد فَقتله عرب ابْن عمر فِي صفر سنة أَربع، وَقتلُوا من حَاشِيَته مِقْدَار مِائَتي نفس ونهبوا جَمِيع مَا كَانَ مَعَهم من الانفال والاحمال والخيول. وَكَانَ حسن المحاضرة بشوشا كَرِيمًا شجاعا مقداما مَعَ ظلم كثير وعسف. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
312 -
الْجُنَيْد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي طَالب عفيف لدين أَبُو عبد الله بن جلال الدّين أبي الْفتُوح الكازروني البلياني الاصل الشِّيرَازِيّ / الْمَذْكُور أَبوهُ فِي الْمِائَة قبلهَا. ولد فِي شَوَّال سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة سمع مَعَ أَبِيه بِمَكَّة من ابْن عبد الْمُعْطِي والشهاب بن ظهيرة وَأبي الْفضل النويري وَجَمَاعَة وَمن آخَرين بِالْمَدِينَةِ وبلاده، وَأَجَازَ لَهُ ابْن أميلة وَالصَّلَاح بن أبي عمر وَابْن كثير والعز بن جمَاعَة والمحب الصَّامِت وَآخَرُونَ مِنْهُم أَبُو عبد الله مُحَمَّد اليزدي والنور الايجي وَسعد الدّين الْمصْرِيّ والزين عَليّ بن كلاه الخنجي وَأَبُو الْفتُوح الطاووسي خرج لَهُم عَنْهُم الشَّمْس الْجَزرِي مشيخة، وَحدث بهَا وَأخذ عَنهُ الطاووسي وَقَالَ كَانَ ملاذ الضُّعَفَاء وَالْمَسَاكِين ذَا كرامات ظَاهِرَة وأحوال شهيرة. مَاتَ فِي يَوْم الْجُمُعَة ثامن عشر ربيع الثَّانِي سنة تسع بعد أَن صَار عَالم شيراز ومحدثها وفاضلها.
ذكره شَيخنَا فِي أنبائه بِاخْتِصَار لَكِن فِي سنة احدى عشرَة وَقَالَ أفادنا عَنهُ وَلَده الشَّيْخ نور الدّين مُحَمَّد لما قدم رَسُولا عَن ملك الشرق بكسوة الْكَعْبَة فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين.
313 -
الْجُنَيْد بن حسن بن عَليّ محب الدّين التخجواني وَرُبمَا يُقَال الاقشواني القاهري الشَّافِعِي خَادِم البيبرسية ووالد مُحَمَّد / الْآتِي وَيُسمى احْمَد. ولد تَقْرِيبًا بعد سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وَكتب بِخَطِّهِ على بعض الاستدعاءات مَعَ أَنا لم نر لَهُ سَمَاعا نعم سمع بِأخرَة عَليّ الشهَاب الوَاسِطِيّ المسلسل والاجزاء الَّتِي اشْتهر بروايتها وَقبل ذَلِك على النُّور الابياري نزيل البيبرسية ثمَّ على الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن ابْن المرخم بل سمع بِقِرَاءَتِي على شَيخنَا وَالسَّيِّد النسابة وَغَيرهمَا، وَلزِمَ وظيفته بصولة وَحُرْمَة حَتَّى شاخ فَانْقَطع، وباشرها ابْنه إِلَى أَن مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَخمسين فاستقر فِيهَا بعده رحمه الله.)
الْجُنَيْد السكرِي. / فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن. وَكَذَا فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد فَقَط فيجمعا.
314 -
جهانشاه بن قرا يُوسُف بن قرا مُحَمَّد التركماني الاصل صَاحب العراقين وَملك الشرق، إِلَى شيراز وممالك اذربيجان. / مَاتَ قتلا فِيمَا قيل بيد أعوان حسن بك بن قرا يلك بِالْقربِ من ديار بكر أَو موتا سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين، وَقد زَاد على السِّتين ونهبت أَمْوَاله وَأرْسل حسن بك بِرَأْسِهِ إِلَى الْقَاهِرَة فعلقت، وَكَانَ من أجلاء الْمُلُوك وعظمائها لَا يتَقَيَّد بدين كأقاربه واخوته مَعَ التعاظم والجبروت وَسَفك الدِّمَاء بِحَيْثُ انه قتل ابْنه بيرشاه بضع بداق صَاحب بَغْدَاد وَرُبمَا احتجب عَن رَعيته الشَّهْر فِي انهماكه. وينسب مَعَ قبائحه إِلَى فضل فِي العقليات وَغَيرهَا وعَلى كل حَال فمستراح مِنْهُ، وَكَانَ مولده فِي اوائل الْقرن تَقْرِيبًا بماردين. وَلذَا قيل انه كَانَ سمي ماردين شاه وَأَن اباه لما ذكر لَهُ ذَلِك غضب وَقَالَ هَذَا اسْم للنسوة وَسَماهُ جهانشاه. وَنَشَأ فِي كنف أَبِيه ثمَّ أَخِيه اسكندر ثمَّ لما ترعرع فر مِنْهُ إِلَى جِهَة شاه رخ ابْن تيمور فَأرْسل إِلَيْهِ من قبض عَلَيْهِ وَجِيء بِهِ إِلَيْهِ فَأَرَادَ قَتله فكفته أمه ثمَّ بعد يسير فر ثَانِيًا وَلحق بشاه رخ فَأكْرمه وأنعم عَلَيْهِ بِعَدَد ومدد عونا لَهُ على قتال أَخِيه إِلَى أَن انْكَسَرَ ثمَّ قَتله ابْن نَفسه شاه فوماطفي ذِي الْقعدَة سنة احدى واربعين وَبعث لِعَمِّهِ صَاحب التَّرْجَمَة بذلك، ورسخت قدمه حِينَئِذٍ فِي مملكة تبريز وَمَا والاها على انه نَائِب شاه رخ، وَعظم وَاسْتمرّ فِي تزايد إِلَى أَن عد فِي مُلُوك الأقطار ثمَّ ملك بَغْدَاد بعد موت أَخِيه أَصْبَهَان وَكَثُرت عساكره وعظمت جُنُوده وَأخذ فِي مُخَالفَة شاه رخ بَاطِنا، وَحج النَّاس فِي أَيَّامه بالمحمل الْعِرَاقِيّ من بَغْدَاد فِي سني نَيف وَخمسين، وَلَا زَالَ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ شاه رخ وَتَفَرَّقَتْ كلمة أَوْلَاده واستفحل أمره لذَلِك جدا بِحَيْثُ جمع عساكره وَمَشى على ديار بكر فِي سنة أَربع وَخمسين لقِتَال جهان كير الْمَذْكُور بعده وَأخذ مِنْهُ أرزنكان بعد قتال عَظِيم والرها بقلعتها وَأرْسل قِطْعَة من عساكره لحصار جهان كير بآمد ووصلت عساكره إِلَى أَرَاضِي ملطية ودوركي ثمَّ أرسل قصاده فِي سنة خمس وَخمسين إِلَى الظَّاهِر بِأَنَّهُ بَاقٍ على الْمَوَدَّة وَأَنه مَا مَشى على جهان كير الاحمية لَهُ ورماه بعظائم فَأكْرم قصاده وَأحسن اليهم وَأرْسل صحبتهم قانم التَّاجِر مَعَه جملَة من الْهَدَايَا والتحف.
جهان شاه هُوَ مَحْمُود بن مُحَمَّد بن قاوان. / يَأْتِي.
315 -
جهان كير بن عَليّ بك بن عثمن الْمَدْعُو قرا يلك بن قطلو بك صَاحب آمد وماردين وأرزنكان / وَغَيرهَا. ولد بديار بكر فِي حُدُود الْعشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ تَحت كنف أَبِيه وجده وَقدم)
مَعَ وَالِده إِلَى الديار المصرية، وأنعم عَلَيْهِ بامرة حلب فَتوجه اليها وَأقَام بهَا مُدَّة إِلَى أَن ولاه الظَّاهِر جقمق الرها، وَعظم
وَكَثُرت جُنُوده ثمَّ ملك آمد بعد موت عَمه حَمْزَة بعد حروب ثمَّ أرزنكان ثمَّ ماردين وَغَيرهَا إِلَى أَن صَار حَاكم ديار بكر وأميرها وَحِينَئِذٍ أظهر الْخلاف على الظَّاهِر وَضرب بعض بِلَاده وانضم إِلَيْهِ بيغوت الْأَعْرَج نَائِب حماة وَمن شَاءَ الله وبينما هُوَ كَذَلِك طرقه جها نشاه الْمَاضِي قبله فشتت شَمله ومزق عساكره، فَلَمَّا ضَاقَ الامر على صَاحب التَّرْجَمَة أرسل بِأُمِّهِ إِلَى الْبِلَاد الحلبية تستأذن نواب الْبِلَاد الشامية وهم بأجمعهم بحلب إِذْ ذَاك فِي قدومها إِلَى الديار المصرية لاسترضاء السُّلْطَان على وَلَدهَا وَكَانَ قد أرسل قبل ذَلِك بولده يسْأَل الدُّخُول تَحت الطَّاعَة فمنعوها فَرَجَعت إِلَى آمد وَفِي غُضُون ذَلِك أرسل بأَخيه حسن فِي شرذمة من عساكره إِلَى عَمه حسن بن قرا يلوك وَهُوَ فِي عَسْكَر كثيف من عَسْكَر جهانشاه فظفر عَمه بِهِ فَقتله وَبعث بِرَأْسِهِ إِلَى أَخِيه صَاحب التَّرْجَمَة بعد أَن قتل حسن الْمَقْتُول جمَاعَة من عَسْكَر جهانشاه الَّذين كَانُوا مَعَ عَمه وَلما بلغ ذَلِك جهانشاه غضب وَاشْتَدَّ حنقه وَقدم إِلَى آمد فحاصرها وَجْهَان كير بهَا
. جوان اللعين صَاحب قبرس. / يَأْتِي فِي صَاحب من الألقاب.
316 -
جوبان الظَّاهِر برقوق الْمعلم. / كَانَ خاصكيا ومعلما للرمح فِي أَيَّام أستاذه تركي الْجِنْس سليم الْبَاطِن انْتَهَت إِلَيْهِ الرياسة فِي تَعْلِيم الرمْح فِي زَمَانه بِحَيْثُ كَانَ حكما بَين أَهله فِي الْأَيَّام المؤيدية ثمَّ الأشرفية برسباي، وَاسْتمرّ على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْقُوَّة فِي تَعْلِيمه حَتَّى بعد شيخوخته. مَاتَ فِي سنة نَيف وَثَلَاثِينَ.
جوكي بن شاه رخ. / مضى فِي أَحْمد.
317 -
جَوْهَر صفي الدّين الارغوني شاوي الحبشي. / خدم بعد موت أستاذه فِي حُدُود سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ عِنْد الظَّاهِر جقمق وَهُوَ أميراخور وسافر مَعَه فِي بعض سفراته إِلَى الْبِلَاد الشمالية فَلَمَّا تسلطن جعله ساقيا وَعظم قدره فِي الدولة وَصَارَت لَهُ كلمة مسموعة مَعَ عقل وأدب وسيرة حَسَنَة مَعَ النَّاس ثمَّ صَار بعد مَوته رَأس نوبَة الجمدارية فزادت بذلك عَظمته وَلم يزل على ذَلِك حَتَّى مَاتَ فِي شعْبَان سنة سبعين وَدفن من الْغَد بتربة قانباي الجركسي وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ وَهُوَ فِي عشر السِّتين وَلم يخلف بعده مثله دينا وأدبا وحشمة ورياسة وتواضعا وعقلا مَعَ محبته فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ وَكِتَابَة للمنسوب وفضيلة فِي الْجُمْلَة رحمه الله وإيانا.)
318 -
جَوْهَر صفي الدّين عَتيق الزهوري الْمصْرِيّ الدَّلال. / سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ ثمانيات النجيب وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين، وَكَانَ وَكيلا بِبَاب الْخرق وَرُبمَا دلل.
319 -
جَوْهَر التَّمْر بغاوي الظَّاهِرِيّ الحبشي. مِمَّن يندبه الاشرف فِي أُمُور من
جُمْلَتهَا بركَة ابْن الجريش بِمَكَّة.
320 -
جَوْهَر التمرازي تمراز الناصري النَّائِب الحبشي. / خدم بعده الْمُؤَيد شيخ وَصَارَ من الجمدارية الْكِبَار ثمَّ بعد دهر ولاه الظَّاهِر جقمق الخازندارية بعد موت جَوْهَر القنقباي فحسنت مُبَاشَرَته وَلم يلبث أَن عزل بفيروز النوروزي الرُّومِي بل وصودر وسجن ثمَّ أطلق وَأقَام بطالا إِلَى أَن ولي مشيخة الخدام بِالْحرم النَّبَوِيّ بعد موت فَيْرُوز الركني، وَتوجه إِلَى الْمَدِينَة فِي سنة تسع وَأَرْبَعين فَأَقَامَ بهَا حَتَّى مَاتَ فِي أَوَاخِر الَّتِي بعْدهَا بعد أَن تمرض أَيَّامًا وَهُوَ فِي الْخمسين تَقْرِيبًا، وَاسْتقر بعده فِي المشيخة فَارس كَبِير الطواشية هُنَاكَ وَكَانَ مليح الشكل كَرِيمًا ذَا حشمة وتواضع وذوق، محبا فِي النادرة والنكتة سريع الْفَهم لَهَا عَفا الله عَنهُ. ذكره الْعَيْنِيّ بِاخْتِصَار.
321 -
جَوْهَر الحبشي فَتى عبد الْقَادِر بن فريوات الْحلَبِي. / مِمَّن سمع مني بِمَكَّة.
322 -
جَوْهَر الحبشي فَتى عَليّ بن الزكي أبي بكر / الْآتِي. مِمَّن سمع مني أَيْضا بِمَكَّة.
323 -
جَوْهَر السيفي / استادار الذَّخِيرَة، وَصرف عَنْهَا بالزين عبد الرَّحْمَن بن الكويز فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين.
324 -
جَوْهَر شرا قطلي الحبشي الخازندار الزِّمَام، / مَاتَ فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ ثمَّ دفن بتربة بِالْقربِ من تربة كنفوش، وَاسْتقر بعده خشقدم الاحمدي اللالا شاد السواقي.
325 -
جَوْهَر الشمسي بن الزَّمن الحبشي. / رباه أحسن تربية وبرع فِي التِّجَارَة، وَصَارَ من أعيانهم وابتنى بعض الدّور بِمَكَّة وَقد رافقته فِي عودي من الْمَدِينَة بِمَكَّة فحمدت عقله وأدبه وخدمته ورغبته فِي الْخَيْر. جَوْهَر الصفوي. يَأْتِي فِي المنجكي قَرِيبا.
326 -
جَوْهَر الْعجْلَاني نِسْبَة لعجلان بن رميثة صَاحب مَكَّة / كَانَ ينطوي على خير وديانة وَهُوَ المربي لوَلَدي سَيّده عَليّ وَحسن مَاتَ فِي سنة تسع أَو عشر وَدفن بالمعلاة، ذكره الفاسي فِي مَكَّة.)
327 -
جَوْهَر القنقباي نِسْبَة لقنقباي الجركسي الطواشي الحبشي الخازندار الزِّمَام بِالْبَابِ السلطاني، / تنقلت بِهِ الاحوال بعد سَيّده إِلَى أَن خدم عِنْد الْعلم ابْن الكويز فَسَار عِنْده سيرة حَسَنَة لِأَنَّهُ كَانَ يحب أهل الْقُرْآن، ويدرس فِيهِ وَيقرب أَهله ويتدين ويتعفف فَعظم بذلك قدره عِنْده، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ فَحمل قَلِيلا ثمَّ اتَّصل بالأشرف بِوَاسِطَة سميه جَوْهَر اللالا الْآتِي قَرِيبا، فاستخدمه فِي بَاب السُّلْطَان وقربه مِنْهُ فآنس بِهِ لعقله وسكونه وتدينه وَلم يلبث أَن اسْتَقر
بِهِ فِي الخازندارية عوضا عَن خشقدم لانتقاله للزمامية فباشرها فِي أول أمره مُبَاشرَة حَسَنَة وتقرب من النَّاس جدا وتزاحموا على بَابه وَصَارَ يقْضِي حَاجَة من ينتمي إِلَيْهِ فاشتهر بذلك وهرع إِلَيْهِ أَرْبَاب الْحَوَائِج وَأخذ فِي التَّقَرُّب من السُّلْطَان بتحصيل الْأَمْوَال من وُجُوه أَكْثَرهَا لَا يحل، وَكَانَ يغريه ويتبرأ عِنْد النَّاس من ذَلِك وَيظْهر الانكار سرا وَهُوَ السَّبَب الاعظم فِي اطلاق أَمْوَال التُّجَّار وَرخّص بضائعهم وَغَلَبَة الفرنج لَهُم حَتَّى صَار التَّاجِر يغيب السّنة فَمَا فَوْقهَا ويحضر فَلَا يَسْتَطِيع أَن يَبِيع حملا وَاحِدًا من بضاعته وَلَا يجد من يَشْتَرِيهِ ويستدين نَفَقَته على نَفسه وَعِيَاله وَعِنْده مَا يُسَاوِي عشرَة آلَاف دِينَار وبقوا على هَذَا الْبلَاء نَحْو عشر سِنِين بَقِيَّة مُدَّة الاشرف بل تَمَادى الْحَال على ذَلِك بعده، وأضيفت إِلَيْهِ بعد الاشرف وَظِيفَة الزِّمَام عوضا عَن فَيْرُوز الجركسي بسفارة خوند البارزية فانها كَانَت تعرفه حِين كَانَ زوجا لِابْنِ الكويز بِتِلْكَ الْأَوْصَاف هَذَا مَعَ كَونه كَانَ يعرف مَا كَانَ يُعَامل بِهِ النَّاس فِي الْأَيَّام قبله بل كَانَ أحد المنكرين لسيرته وَلكنه أعنى جَوْهَر مَعَ جمعه بَين الوظيفتين ومساعدة خوند لم يتَمَكَّن مِمَّا كَانَ يَفْعَله قبل وَصَارَ خَائفًا يترقب ويتوقع الايقاع بِهِ وَالسُّلْطَان يغضى عَنهُ إِلَى أَن حصل لَهُ فِي مَوضِع مباله دمل فآلمه وَحبس عَنهُ الاراقة ثمَّ فتح فتألم مِنْهُ شَدِيدا مَعَ كَونه استراح بفتحه من الالم وَكَون فِي مَوضِع آخر فَأَقَامَ بذلك نَحْو الشَّهْرَيْنِ وَاشْتَدَّ بِهِ الامر فِي الْعشْر الاوسط من رَجَب وأرجف بِمَوْتِهِ ثمَّ كَانَت وَفَاته فِي لَيْلَة الِاثْنَيْنِ مستهل شعْبَان سنة أَربع وَأَرْبَعين آخر يَوْم من كيك وَقد جَازَ السّبْعين وَله مآثر مِنْهَا الدَّار الَّتِي بدرب الاتراك بِالْقربِ من جَامع الازهر والمدرسة الَّتِي عِنْد بَاب السِّرّ لجامع الازهر من الْجِهَة الْقبلية وَفتح لَهَا شباكا فِي جِدَار الْجَامِع وَأَفْتَاهُ بذلك جمَاعَة وَامْتنع من الْكِتَابَة الْعَيْنِيّ بل حط عَلَيْهِ فِي تَارِيخه بِسَبَبِهِ كثيرا وَكَانَ بِنَاؤُه لَهَا فِي أَوَاخِر عمره وَلما قرب فراغها مَاتَ فَدفن بهَا، وَمن قبائحه انه كَانَ لَهُ قريب من الحبوش فأسكنه فِي دير عِنْد بساتين الْوَزير فعمره وَصَارَ هُوَ وَمن مَعَه يتظاهرون بِمَا لَا)
يتظاهر بِهِ غَيرهم بجاهه فَالله أعلم بسريرته وَأَنه حِين سَافر الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ لدمشق على قَضَائهَا وَكَانَ باسمه قَضَاء دمياط اسْتَقر فِيهِ حِين سفر الولوي بن قَاسم إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة عوضا عَنهُ، وَكَانَ هُوَ مقررا فِيهِ بعد موت ابْن مَكْنُون سَأَلَهُ أَن ينزل لَهُ عَنهُ فَفعل فَجرى على عَادَة ابْن قَاسم فِيهَا لِأَنَّهُ كَانَ يطلع على ذَاك لما بَينهمَا من الصداقة بل زَاد عَلَيْهِ اسْتِئْجَار الْأَوْقَاف بالنزر الْيَسِير بِالنِّسْبَةِ لما يحصل لَهُ مِنْهَا جَريا على عَادَته فِي سَائِر مستأجراته فانه كَانَ
يسْتَأْجر الْقرْيَة بِخَمْسِينَ دِينَارا وَهِي تغل قدر الْمِائَة أَو أَزِيد وَيصرف أجرتهَا على حِسَاب صرف الدِّينَار بِأحد عشر وَربع دِرْهَم وزنا وَهُوَ يُسَاوِي حِينَئِذٍ أَرْبَعَة عشر درهما وَربع دِرْهَم ثمَّ يَبِيع عَلَيْهِم بذلك عسلا يقيمه عَلَيْهِم بِثَلَاثِينَ درهما وَهُوَ يُسَاوِي عشْرين وَنَحْوهَا فَلَا يتَحَصَّل لَهُم من الْجِهَة نَحْو عشْرين وَقس على ذَلِك، وَمن خَالفه فِي شَيْء مِمَّا يرومه لَا يَأْمَن على نَفسه وَلَا مَاله وَفِي الاحيان يمْتَنع من صرف الاجرة أصلا وَيَقُول إِن كَانَت الارض مصرية شَرقَتْ مَعَ أَنه كَانَ رُبمَا اسْتَأْجرهَا مقيلا ومراحا وان كَانَت شامية كَانَت ممحلة من الْمَطَر وَنَحْو ذَلِك وَكَانَت علامته فِي مراسيمه لنوابه فِي دمياط وَنَحْوهم بِخَطِّهِ الدَّاعِي جَوْهَر الْحَنَفِيّ، وَتوسع فِي تَحْصِيل الاقطاع والارصادات إِلَى أَن قيل إِنَّه وجد باسمه بعد مَوته نَحْو خمسين مَا بَين رزق واقطاع ومستأجرات، هَذَا وَهُوَ مَعَ ذَلِك يواظب على الصَّلَاة والتلاوة وَيقرب أهل الْقُرْآن وَيتَصَدَّق فِي فُقَرَاء الْحَرَمَيْنِ بجمل من المَال. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.
328 -
جَوْهَر اللالا عَتيق أَحْمد بن جلبان، / وَكَانَ قبله لعمر بن بهادر المشرف ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الشّرف قبل تملكه فتنقل مَعَه وَقَررهُ لآلة وَلَده الْأَكْبَر مُحَمَّد ثمَّ يُوسُف ثمَّ تقرر زماما بعد موت خشقدم مُضَافا للوظيفة الْأُخْرَى، فَلَمَّا تسلطن الْعَزِيز فخم أمره وشمخت نَفسه وَظن الْأُمُور تَدور عَلَيْهِ فانعكس عَلَيْهِ الْأَمر وَقبض عَلَيْهِ فِي أول دولة الظَّاهِر وسجن بالبرج ثمَّ أفرج عَنهُ وَهُوَ ضَعِيف بِمَرَض القولنج ثمَّ حصل لَهُ الصرع إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين عَن نَحْو السِّتين وَدفن بمدرسته الَّتِي أَنْشَأَهَا بالمصنع وَهِي حَسَنَة كَانَ شيخها شَيخنَا التقي الشمني رحمه الله. وَكَانَ محبا فِي الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ محسنا اليهم مكرما لَهُم، أثنى عَلَيْهِ المقريزي وَغَيره رحمه الله.
329 -
جَوْهَر المحبي بن الاشقر الحبشي /. مِمَّن تردد لسَمَاع الحَدِيث مَعَ أَوْلَادنَا.
330 -
جَوْهَر المعيني الحبشي نِسْبَة لمُعين الدّين الدمياطي الابرص. / كَانَ لَهُ أَخ من جملَة مماليك بردبك الاشرفي اينال فالتمس من سَيّده أَخذه من معِين الدّين فَفعل فبادر لارساله إِلَيْهِ فَأَقَامَ فِي خدمته وَصَارَ لخوند الْكُبْرَى أم خوند زَوْجَة أستاذه إِلَيْهِ بعض الْميل فَقدر سفرهما إِلَى الْحَج فاستصحبته الْكُبْرَى مَعهَا فَلَمَّا وصلت إِلَى مَكَّة أشارت ابْنَتهَا باقامته هُنَاكَ فَأَقَامَ مُدَّة وَضعف بِحَيْثُ أشرف على الْمَوْت وتوسل حَتَّى أذنوا لَهُ فِي الرُّجُوع فَرجع وَصَارَ يتَرَدَّد إِلَى الْكَمَال امام الكاملية وَيقْرَأ عَلَيْهِ أَحْيَانًا فاختص بِصُحْبَتِهِ وَلزِمَ خدمَة خوند الْكُبْرَى
وَابْن أَخِيهَا الْعَلَاء بن خَاص بك وَابْنَته وأحبوه بِالنِّسْبَةِ لابنَة أستاذه فَلَمَّا آل الْأَمر إِلَى الْأَشْرَف قايتباي وَصَارَت ابْنة الْعَلَاء زَوجته هِيَ خوند كَانَ هَذَا من جملَة خدامها وَعمل ساقيا وَذكر بديانة ومحبة فِي الْعلمَاء وَلزِمَ من ذَلِك مساعدته لبني شَيْخه الْكَمَال فِي أَخذ وظيفتي مشيخة الحَدِيث بدار الحَدِيث الكاملية الَّتِي صَارَت إِلَيّ بعد أَبِيهِم بطرِيق شَرْعِي مُتَوَهمًا أَن ذَلِك فِرْيَة سِيمَا وَلم يعْدم مخاصما مِمَّن يتشبه بالفقهاء وَنَحْوهم يحثهم على ذَلِك وَمَعَ ذَلِك فَلم ينجر السُّلْطَان مَعَهم ومللت فسكنت فبذل هَذَا حِينَئِذٍ مَالا حَتَّى اتَّصل كتاب الْوَقْف بشاهدي زور لكَون فِيهِ أَن للنَّاظِر الْعَزْل بجنحة وَغَيرهَا مِمَّا مَعَ ارتكابهم فِيهِ لما أَشرت إِلَيْهِ لَا يَقْتَضِي إِخْرَاج المتأهل وَتَقْرِير غَيره وَآل الْأَمر إِلَى أَن صَارَت لعبد الْقَادِر بن النَّقِيب بنزول مِمَّا ساعده الْمشَار إِلَيْهِ بِقدر يسير كَانَ يُمكن هَذَا لَو كَانَ توجهه صَحِيحا دَفعه وابقاء الْوَظِيفَة مَعَ من هُوَ مُنْفَرد باستحقاقها وَلَكِن شَأْن هَذَا غَالِبا عدم الاهتداء للاصلاح بِحَيْثُ لم يصلح بَين وَلَدي شَيْخه وَلَا بَين وَلَدي النُّور الفاكهي وَنَحْو ذَلِك وَرُبمَا يتَعَلَّق بِأَمْر يتوهمه تدينا، وَمَا أحسن قَول الْقَائِل: من عبد الله بِجَهْل كَانَ مَا يفْسد أَكثر مِمَّا يصلح. وَقد حج فِي خدمَة خوند وابتنى مدرسة بغيط الْعدة بِالْقربِ من نواحي جَامع أَمِير حُسَيْن قرر بهَا مدرسا وقارئا للْبُخَارِيّ وَنَحْو ذَلِك وَصَارَ إِلَى ضخامة ووجاهة، وانتمى إِلَيْهِ غير وَاحِد من الطّلبَة ونالوا بِسَبَبِهِ بعض الْجِهَات وعَلى كل حَال فَهُوَ أولى من خشقدم الزِّمَام ومثقال الْحَبَشَة وَنَحْوهمَا.
331 -
جَوْهَر المنجكي ابراهيم بن منجك صفي الدّين الحبشي الطواشي وَيُقَال لَهُ الصفوي. / صَار من جملَة مقدمي الاطباق مُدَّة حَتَّى ولاه الظَّاهِر جقمق نِيَابَة تقدمة المماليك بعد فَيْرُوز الركني فحسنت حَاله وَعمر مدرسة بِرَأْس سويقة منعم عِنْد عَرصَة الْقَمْح تجاه سَبِيل الْمُؤمنِينَ وَلم يتأنق فِيهَا وَعمل بهَا درسا فِي الْفَرَائِض قرر بِهِ أَبَا الْجُود الْمَالِكِي وَهُوَ الْآن مَعَ عبد الرَّحِيم المنشاوي وَأول مَا أُقِيمَت الْجُمُعَة بهَا فِي رَابِع رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وعزل عَن النِّيَابَة)
بجوهر النوروزي حَتَّى مَاتَ فَجْأَة فِي مستهل ذِي الْحجَّة سنة احدى وَخمسين، وَرَأَيْت من أرخه سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين فَالله أعلم، وَكَانَ طارحا للتكلف رَقِيقا إِلَى الطول أقرب.
332 -
جَوْهَر النوروزي نوروز الحافظي صفي الدّين الحبشي. / أَصله من خدم ابْنة الخواجا الشمسي بن المزلق فَلَمَّا تزوج بهَا الْأَمِير نوروز الْمشَار إِلَيْهِ صَار فِي خدمته فَعرف بِهِ، وَرَأَيْت قَائِل هَذَا قَالَ فِي مَوضِع آخر ان أَصله من خدام أُخْت نوروز فَالله أعلم، ثمَّ خدم بعده جمَاعَة من أَعْيَان الْأُمَرَاء كالأتابك جارقطلي إِلَى أَن
ولي نِيَابَة تقدمة المماليك بعد سميه الَّذِي قَتله فِي حُدُود سنة خمسين ثمَّ اسْتَقر فِي الْخدمَة فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين بعد عزل عبد اللَّطِيف العثماني الرُّومِي ثمَّ انْفَصل فِي سنة أَربع وَخمسين بمرجان العادلي المحمودي الَّذِي كَانَ اسْتَقر عوضه فِي النِّيَابَة وَلزِمَ هَذَا دَاره مُدَّة إِلَى أَن مَاتَ مرجان فِي سنة خمس وَسِتِّينَ فأعيد وباشرها على أجمل وَجه إِلَى أَن اخْتَار الِانْفِصَال عَنْهَا للعجز عَن جلبان الظَّاهِر خشقدم وَاسْتقر عوضه نَائِبه مِثْقَال الْحَبَشَة وَلزِمَ هَذَا دَاره على أحسن حَال، وَقيل إِنَّه أخرج بعد انْفِصَاله بمرجان إِلَى الْقُدس بطالا فَالله أعلم، وَكَانَ متجملا فِي ملبسه ومركبه.
333 -
جَوْهَر اليشبكي الْهِنْدِيّ الْمَعْرُوف بالتركماني / لكَونه على الاشهر مُعتق أُخْت يشبك الجكمي أميراخور زَوْجَة أقبغا التركماني بل قيل انه مُعتق يشبك نَفسه. اتَّصل بعد موت أقبغا بِبَيْت السُّلْطَان وَصَارَ بعد مُدَّة شاد الحوش ثمَّ اسْتَقر فِي دولة الظَّاهِر خشقدم فِي الزمامية والخازندارية بالبذل بعد عزل لولو الاشرفي فِي أَوَائِل سنة خمس وَسِتِّينَ أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا مَعَ كَونه من صغَار الخدام، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بعد تمرضه أشهرا فِي لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ قبل الْجُمُعَة بِالْمُؤْمِنِينَ، وَدفن بالصحراء وَقد ناهز السِّتين وَهُوَ صَاحب الْبُسْتَان الَّذِي أنشأه بقرية دموة بالجيزة.
334 -
جويعد بن بريم بن صَبِيحَة بن عمر الْعمريّ الْقَائِد. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين أرخه ابْن فَهد.
335 -
جياش بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن أبي بكر زين الدّين السنبلي الْيَمَانِيّ / أحد عُظَمَاء الْأُمَرَاء بهَا وَمَات.
336 -
جيرك أَو ميرك القاسمي وَرُبمَا زيد الْفَاء أَوله. / من كبار الْأُمَرَاء تنقل فِي الولايات مِنْهَا نِيَابَة غَزَّة، وَمَات بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الأولى سنة احدى وَعشْرين ذكره شَيخنَا فِي أنبائه)
337 -
جينوس بن جاكم بن بيدو بن أنطون بن جينوس / متملك قبرس ملكهَا بعد أَبِيه فِي حُدُود سنة ثَمَانمِائَة، وَاسْتمرّ بهَا حَتَّى قبض عَلَيْهِ عَسْكَر الاشرف برسباي وجئ بِهِ فِي جملَة اسرى إِلَى الديار المصرية فَأَقَامَ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة ثمَّ أُعِيد إِلَى مَمْلَكَته بعد تَقْرِير شَيْء معِين عَلَيْهِ فِي كل سنة إِلَى أَن هلك فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَاسْتقر بعده ابْنه جوان، وَكَانَ شكلا طوَالًا خَفِيف اللِّحْيَة أشقرها لَهُ ذوق فِي الْجُمْلَة وَمَعْرِفَة لكنه غير عَارِف بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ وداخله من الركب من عَسَاكِر الْمُسلمين ووفور نظامهم مَا اقْتضى لَهُ الْوَصِيَّة لأولاده وَأَتْبَاعه بِعَدَمِ الْخُرُوج عَن طَاعَة سُلْطَان مصر فِيمَا بلغنَا، وَطول المقريزي فِي عقوده بِذكرِهِ.