المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(من اسمه خالد) - الضوء اللامع لأهل القرن التاسع - جـ ٣

[السخاوي]

الفصل: ‌(من اسمه خالد)

فَحَمدَ فِي هَذَا كُله وَقرب الصلحاء وَالْفُقَهَاء وَالْعُلَمَاء وَأهل الْقُرْآن خُصُوصا الغرباء سِيمَا أَبنَاء الْعَرَب وتزايد إكرامه لَهُم وللوافدين عَلَيْهِ مَعَ تحاميه عَن الْمُنْكَرَات وملازمته للْقِيَام والتلاوة بِحَيْثُ يَأْتِي على الْخَتْم فِي أُسْبُوع مَعَ جمَاعَة رتبهم برواتب مقررة ودام مُدَّة تخلها صرفه بِأَحْمَد الْمَدْعُو خداوندخان عَن الوزارة خَاصَّة حَتَّى انه حِين حَبسه وتأمين سراح الْملك عَلَيْهِ كَانَ يجىء وَهُوَ فِي قيوده لفتح الخزانة هَذَا مَعَ زعم خَصمه تَقْصِيره بهَا وَلكنه لم يثبت ذَلِك عِنْد سُلْطَانه ثمَّ أفرج عَنهُ وَحبس خَصمه عوضه لظُهُور خيانته، وَاسْتمرّ هَذَا مُنْفَصِلا عَن الوزارة حَتَّى مَاتَ، وَقد قَارب السّبْعين فِي ربيع الآخر سنة سِتّ وَتِسْعين بعد توعك يسير وَدفن فِي وسط جَامعه الَّذِي أنشأه بِأَحْمَد اباد وَكثر تأسلهم عَلَيْهِ. ذكره لي الْفَخر أَبُو بكر السّلمِيّ الْمَكِّيّ وَكتب لي تَرْجَمته مُطَوَّلَة وَأثْنى عَلَيْهِ جدا وَأَنه صرفه عَن اعْتِقَاد ابْن عَرَبِيّ بعد اعْتِقَاده كَأَهل تِلْكَ النواحي فِيهِ وَقِرَاءَة كتبه بالمساجد قَالَ وَلم يخلف هُنَاكَ مثله وانه اسْتَقر بعده فِي الخزائن ابْنه أَحْمد ولقب مجد الْملك رحمه الله.

654 -

خاطر بن عَليّ بن ربيعَة بن وَحشِي بن خَليفَة بن عَمْرو السرميني الشَّافِعِي / خطيب قريبَة الحراجة من غربيات حلب. ولد فِي الْمحرم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بسرمين واشتغل فِي الْفِقْه والنحو على الْعِزّ الحاضري وَوَصفه النَّجْم بن فَهد فِي مُعْجَمه بالذكاء وَالْخَيْر والديانة وَالْكَرم وَتَمام الْمُرُوءَة قَالَ وَله نظم حسن جيد مَعَ إِلْمَام بِعلم الْعرُوض انْتهى، وَكتب عَنهُ. مَاتَ سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَإِن صَحَّ فَلَعَلَّهُ بعد مولد النَّجْم وَيكون قد أجَازه فِيهَا.

(من اسْمه خَالِد)

655 -

خَالِد بن أَحْمد الرهينة / صَاحب الْجب بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمُوَحدَة وَاد على يَوْمَيْنِ من جازان بَينهَا وَبَين حلي شرِيف كَانَت عِنْده شهامة وشجاعة فتغلب وتصلب، وَمَات حريقا فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَظهر بذلك آيَة من آيَات الله فَإِن الْجب كَانَ أَولا فِي حكمه فتغلب عَلَيْهِ ابْن عَمه طير وَأخرجه مِنْهُ فَبعد مُدَّة توجه إِلَيْهِ خَالِد وأحرق الْقرْيَة فَاحْتَرَقَ ابْن عَمه طير بِدُونِ قصد من خَالِد فَقدر الله احتراق خَالِد وَهُوَ حَيّ بل قيل إِنَّه أحاطت بِهِ النَّار وَهُوَ على فرسه فَلم يجد مجالا فَهَلَك عَفا الله عَنهُ.

656 -

خَالِد بن أَيُّوب بن خَالِد الزين المنوفي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وَالصَّلَاح أَحْمد /. ولد بعد الْقرن بِيَسِير بِأبي الْمشْط من جَزِيرَة بني نصر الدَّاخِلَة فِي أَعمال منوف وانتقل مِنْهَا لمنوف فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة عِنْد الْخَطِيب جمال الدّين يُوسُف وَالِد زين الصَّالِحين وأخيه شرف الدّين، ثمَّ قدم

ص: 170

الْقَاهِرَة فقطن جَامع الْأَزْهَر وَحفظ فِيهِ الْمِنْهَاج الفرعي والأصلي وألفية النَّحْو وَعرض على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَغَيره واشتغل بالفقه على الشَّمْس بن النصار الْمَقْدِسِي نزيل القطبية، وَكَذَا أَخذ عَن الشَّمْس الْبرمَاوِيّ فِي الْفِقْه وَغَيره، وَحضر تَقْسِيم التَّنْبِيه عِنْد التلواني ولازم القاياتي حَتَّى كَانَ جلّ انتفاعه بِهِ وَقَرَأَ على التقي الشمني القطب شرح الشمسية فِي الْمنطق والمختصر فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان، وَسمع على الشَّمْس الشَّامي الْحَنْبَلِيّ بِقِرَاءَة الكلوتاتي فِي سنة سبع عشرَة بعض الْمقنع لِابْنِ قدامَة، وتصدى لنفع الطّلبَة فَأخذ عَنهُ جمَاعَة، وَحج وَولي مشيخة سعيد السُّعَدَاء بعد ابْن حسان بعناية الشّرف الْأنْصَارِيّ وَصَارَ كل من واقفها وشيخها وخادمها ابْن أَيُّوب وَهِي اتفاقية حَسَنَة، وَكَانَ خيرا متواضعا كثير التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة ملازما للصمت مَعَ الْفضل والمشاركة فِي فنون وَالْغَالِب عَليّ الصّلاح وَالْخَيْر وَكنت مِمَّن أحبه فِي الله. مَاتَ فِي ثَانِي شَوَّال سنة سبعين وَدفن بتربة طشتمر حمص أَخْضَر، وَنعم الرجل كَانَ رحمه الله ونفعنا بِهِ.

657 -

خَالِد بن جَامع بن خَالِد الزين الْبِسَاطِيّ ثمَّ القاهري ابْن عَم القَاضِي شمس الدّين الْمَالِكِي /. ذكره شَيخنَا الزين رضوَان وَقَالَ انه سمع على الشهَاب الْجَوْهَرِي السّنَن لِابْنِ مَاجَه بفوت وَأَنه سمع على الْجمال الْحَنْبَلِيّ بعض ثمانيات النجيب وأرشد الطّلبَة إِلَيْهِ وأظن البقاعي مِمَّن لقِيه. مَاتَ قريب الْأَرْبَعين ظنا.) :::

658 -

خَالِد بن حَمْزَة بن الاسل. / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

659 -

خَالِد بن سُلَيْمَان بن دَاوُد بن عياد بالتحتانية المنهلي الْأَزْهَرِي أَخُو عبد الرَّحْمَن الْآتِي وَهُوَ الْأَكْبَر بل هُوَ الَّذِي كفله بعد موت أَبِيهِمَا. وَكَانَ مُقيما برواق ابْن معمر من جَامع الْأَزْهَر خيرا صَالحا، مَاتَ قبل أَخِيه بِكَثِير.

660 -

خَالِد بن عبد العال بن خَالِد السفطي / أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحَمَّد الغمري كَانَ خيرا مديما للتلاوة وَالذكر مرجعا لفقراء ناحيته حضر عِنْدِي يَسِيرا، وَمَات فِي ربيع الثَّانِي سنة خمس وَثَمَانِينَ وَأَظنهُ قَارب السّبْعين رحمه الله.

661 -

خَالِد بن عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن أَحْمد الجرجي الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي النَّحْوِيّ وَيعرف بالوقاد /. ولد تَقْرِيبًا سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بجرجة من الصَّعِيد وتحول وَهُوَ طِفْل مَعَ أَبَوَيْهِ إِلَى الْقَاهِرَة فَقَرَأَ الْقُرْآن والعمدة ومختصر أبي شُجَاع وتحول إِلَى الْأَزْهَر فَقَرَأَ فِيهِ الْمِنْهَاج وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على يعِيش المغربي نزيل سطحه وَدَاوُد الْمَالِكِي والسنهوري وَعنهُ أَخذ ابْن الْحَاجِب الْمصْرِيّ والعضد

ص: 171

ولازم الْأمين الاقصرائي فِي الْعَضُد وحاشيته والتقي الحصني فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان والمنطق وَالْأُصُول وَالصرْف والعربية وَكَذَا أَخذ قَلِيلا عَن الشمني وداوم تَقْسِيم الْعَبَّادِيّ سِنِين، وَكَذَا المقسي بل والمناوي وَقَرَأَ على الْجَوْجَرِيّ وَإِبْرَاهِيم العجلوني والزين الأبناسي وَأخذ الْفَرَائِض والحساب عَن السَّيِّد على تلميذ ابْن المجدي واليسير عَن الشهَاب السجيني، والزين المارداني، وَسمع مني يسرا، وبرع فِي الْعَرَبيَّة وشارك فِي غريها، وأقرأ الطّلبَة ولازم تغري بردى القادري فقرره فِي الْمَسْجِد الَّذِي بناه الدوادار بخان الخليلي وَمَشى حَاله بِهِ وَبِغَيْرِهِ قَلِيلا وتنزل فِي سعيد السُّعَدَاء وَغَيرهَا، وَشرح الجرومية وَغَيرهَا وَكتب على التَّوْضِيح لِابْنِ هِشَام، وَهُوَ انسان خير رَأَيْت كراسة بِخَط الحليبي انتقده فِيهَا وقرضها لَهُ الكافياجي وَغَيره

662 -

. خَالِد بن قَاسم بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن خَالِد بن فائد بن أبي بكر بن مُحَمَّد ابْن فائد الزين أَبُو الْبَقَاء الشَّيْبَانِيّ الواني ثمَّ العاجلي الْحلَبِي، / وعاجل قَرْيَة من قراها الْحَنْبَلِيّ ولد فِي مستهل رَمَضَان سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة، وَقدم حلب فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ فَسمع بهَا من أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن المرحل أربعي الفراوي وثلاثيات عبد وموافقاته وَكَذَا سمع من أبي بكر بن مُحَمَّد بن يُوسُف الْحَرَّانِي، وَكَانَ قد لَازم القَاضِي شمس الدّين بن فياض وَولده أَحْمد، وَأخذ)

عَن الشَّمْس ابْن اليانونية ببعلبك، وَأحب مقَالَة ابْن تَيْمِية، وَكَانَ من رُءُوس القائمين مَعَ أَحْمد بن الْبُرْهَان على الظَّاهِر فَأحْضرهُ فِي جُمْلَتهمْ إِلَى الْقَاهِرَة مُقَيّدا فِي سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ فمرت بِهِ مَعَه تِلْكَ المحنة الشنيعة، وَيُقَال إِن سَببهَا غفلته وَقلة يقظته، وَلما قدمهَا سمع بهَا على التنوخي وعزيز الدّين المليجي وَالْمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ وَغَيرهم وَلم يزل بهَا حَتَّى استوطن رِبَاط الْآثَار عدَّة سِنِين ونزله الْمُؤَيد حنابلة مدرسته وَغلب عَلَيْهِ حب المطالب وَلم يظفر مِنْهُ بطائل. مَاتَ بالرباط الْمَذْكُور فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشر ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَدفن بالقرافة، وَهُوَ آخر القائمين مَعَ ابْن الْبُرْهَان موتا، وَقد حدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء كالزين رضوَان وَابْن مُوسَى والابي وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه. وأرخه فِي أنبائه بثالث ذِي الْحجَّة، وَذكره المقريزي فِي عقوده وَنسبه خَالِد بن مُحَمَّد بن قَاسم بن يُوسُف بن خَالِد بن فائد إِلَى آخِره وأرخه كَالْأولِ، وَقَالَ كَانَ دينا فَاضلا جميل المحاضرة رحمه الله.

663 -

خَالِد بن مُحَمَّد بن خَالِد بن أَحْمد بن زيد بن شَدَّاد زين الدّين بن الشَّمْس ابْن زين الدّين القاهري وَالِد أبي الْفَوْز مُحَمَّد وَيعرف بِابْن زين الدّين. / سلك مَسْلَك أَبِيه فِي التكسب بِالشَّهَادَةِ بحانوت الْمَالِكِيَّة دَاخل بَاب الشعرية وخطب بِجَامِع

ص: 172

مَعْرُوف بهم، وَحج فِي سنة سبعين وَصَحب ابْن الاهناسي ومسه بِسَبَبِهِ بعض الْمَكْرُوه وَكَانَت فِيهِ همة ورغبة فِي الْخَيْر فِي الْجُمْلَة. مَاتَ وَقد جَازَ السِّتين بِقَلِيل فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر، وَدفن بتربة هَذِه جوَار تربة الأسنوي سامحه الله وإيانا.

664 -

خَالِد بن يحيى المغربي / كَاتب الْوَزير اللباني، كَانَ صَالحا عَالما لَهُ نظم وَرِوَايَة أعرض عَن الْكِتَابَة للوزير وَلزِمَ الْمَسْجِد حَتَّى مَاتَ فِي سنة تسع وَسِتِّينَ. تَرْجمهُ لي بعض أَصْحَابنَا المغاربة.

665 -

خَالِد المغربي الْمَالِكِي. جاور بِمَكَّة / كثيرا من سِنِين كَثِيرَة، وَكَانَ فِي أَثْنَائِهَا يُقيم أشهرا بوادي ليه بقرية هُنَاكَ ويحج غَالب السنين وَرُبمَا زار غير مرّة. وَله حَظّ من الْعلم وَالْعِبَادَة وَالْخَيْر وَحسن السمت وَلِلنَّاسِ فِيهِ اعْتِقَاد حسن. مَاتَ فِي أَوَائِل سبع عشرَة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي سنّ الكهولة فِيمَا أَحسب قَالَه الفاسي.

666 -

خَالِد الْمَقْدِسِي / نَائِب إِمَام الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. مَاتَ فِي طاعون سنة ثَلَاث وَسبعين بِالْقَاهِرَةِ، قَالَه ابْن فَهد.) (سقط)

ص: 173

خربندا فِي خذابنده وانه مُحَمَّد بن أرغون بن ايغا / يَأْتِي.

خرز وَقيل بِالسِّين بدل الزَّاي الشَّامي. هُوَ ابراهيم بن عبد الله / مضى.

671 -

خرص بن عَليّ الفلح، / جرده ابْن فَهد هَكَذَا.

672 -

خروف المجذوب المعتقد. /

خسرو / نَائِب الشَّام. كَذَا سَمَّاهُ الْعَيْنِيّ وَصَوَابه قصروه وَسَيَأْتِي فِي الْقَاف.

673 -

خشرم بن دوغان بن جَعْفَر بن هبة بن جماز بن مَنْصُور بن جماز بن شيحة الْحُسَيْنِي أَخُو حديرة / الْمَاضِي، قتل فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ كَمَا ذكره شَيخنَا فِي عجلَان بن نعير من أنبائه وَأَظنهُ الْمَذْكُور فِي نابت بن نعير.

674 -

خشرم بن مجاد بن ثَابت، / مَاتَ سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ.

675 -

خشرم الحسني. / مَاتَ فِي رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة بصوب الْيمن وَحمل لمَكَّة فَدفن)

بمعلاتها قَالَه ابْن فَهد.

676 -

خشقدم الارنبغاوي. أَصله لارنبغا / نَائِب قلعة صفد ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة نَائِب الشَّام قانباي الحمزاوي وَصَارَ دواداره فَلَمَّا مَاتَ اسْتَقر فِي حجوبية طرابلس بِمَال كثير وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَسِتِّينَ.

677 -

خشقدم الرُّومِي اليشبكي يشبك الشعبان الاتابكي. / أَصله لنائب الشَّام تغرى بردى البشبغاوي الظَّاهِرِيّ فقدمه للظَّاهِر برقوق فأنعم بِهِ على مَمْلُوكه فَارس حَاجِب الْحجاب وَاشْتَرَاهُ يشبك من تركته فَلَمَّا قتل عَاد لَهُ فَلَمَّا مَاتَ صَار جمدارا عِنْد الْمُؤَيد ثمَّ نَاب بعده فِي تقدمة المماليك ثمَّ نَقله الاشرف إِلَى التقدمة نَفسهَا فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ ثمَّ قبض عَلَيْهِ الظَّاهِر وسجنه باسكندرية لممالأته مَعَ الْعَزِيز ثمَّ أطلقهُ ورسم لَهُ بالاقامة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة ثمَّ أذن لَهُ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْقَاهِرَة حَتَّى مَاتَ فِي شَوَّال سنة سِتّ وَخمسين وَقد ناف على السّبْعين وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي بقنطرة طقز دمر والتربة الَّتِي دفن فيا بالصحراء بِالْقربِ من تربة أستاذه يشبك، وَكَانَ جسيما طوَالًا جميلا مترفعا مَعَ نَقصه فِيمَا قبل.

678 -

خشقدم الزيني يحيى الاستادار / أحد الْكَشَّاف. وسط فِي ذِي الْحجَّة سنة تسع وَسبعين مَعَ تكَرر الشَّفَاعَة فِيهِ بِدُونِ سَبَب ظَاهر

679 -

. خشقدم السودوني من عبد الرَّحْمَن / نَاب بالقدس أَيَّام الظَّاهِر جقمق مرَارًا أضيف إِلَيْهِ فِي الثَّانِيَة كشف الرملة ونابلس وَمَات بِهِ فِي الْمرة الثَّالِثَة فِي ربيع الأول سنة ثَلَاث وَخمسين، وَاسْتقر بعده قراجا الْعمريّ الناصري وَكَانَ صَاحب التَّرْجَمَة مَشْهُورا بالشجاعة عَفا الله عَنهُ.

ص: 174

680 -

خشقدم الظَّاهِرِيّ برقوق الخصني. / تنقل إِلَى أَن صَار خازندارا فِي الْأَيَّام الاشرفية ثمَّ صرف عَنْهَا وَاسْتقر زماما حَتَّى مَاتَ وَخلف مَالا جزيلا يُقَارب فِيمَا يُقيم مائَة ألف دِينَار مِنْهُ غلال مخزونة قومت بِسِتَّة عشر ألف دِينَار وَصَارَ للسُّلْطَان من تركته مَال كثير. مرض بالقولنج فِي أَوَائِل سنة تسع وَثَلَاثِينَ وتعافى ثمَّ انتكس مرَارًا إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى منا وَدفن بِالْقربِ من مشْهد اللَّيْث من القرافة الصُّغْرَى وَهُوَ فِي عشر السّبْعين وَاسْتقر جَوْهَر اللالا بعده زماما. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: وَكَانَ شهما يحب الصَّدَقَة وَفِيه عصبية مَعَ سوء خلق إِلَى الْغَايَة وَقد أنشأ مَكَانا بِالْقربِ من الاخفافيين ليجعله مدرسة وابتدأ بِبِنَاء صهريج ثمَّ بِعَمَل سَبِيل لسقي المَاء وانتهيا فِي مُدَّة ضعفه، وأهين الشَّمْس الرَّازِيّ الْحَنَفِيّ من جِهَة السُّلْطَان لكَونه أثبت وقفية دَاره فِي مرض مَوته، وَقَالَ الْعَيْنِيّ لم يسكن مشكور السِّيرَة، وَقَالَ غَيره إِنَّه صَاحب الخانقاه الزمامية بِمَكَّة وعدة عمائر وَأَنه حج أَمِير الركب الأول سنة أَربع وَثَلَاثِينَ صُحْبَة خوند جلبان زَوْجَة الْأَشْرَف وَأم الْعَزِيز وَلم يتَمَكَّن الزيني عبد الباسط من استبداده بالتكلم بعد تفاحشهما وانتصاف خشقدم بِحَيْثُ خضع الآخر إِلَى أَن عَاد، قَالَ وَكَانَ طوَالًا رَقِيقا غير مليح الْوَجْه شرس الاخلاق سَفِيه اللِّسَان بَخِيلًا محبا لجمع المَال قوي الْحُرْمَة ذَا سطوة وجبروت اسْتَغَاثَ لَهُ بعض من ظلمه برَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ الله يشق عَيْنَيْك يَا مَلْعُون فَمَا مَضَت إِلَّا أَيَّام ورمد بِحَيْثُ أشرف على الْعَمى وانشقت عَيناهُ وَضعف بَصَره حَتَّى مَاتَ. وَهُوَ صَاحب الدَّار الَّتِي تعرف الْآن بالاتابك أزبك بِالْقربِ من جَامع المغربي بجوار قنطرة الموسكي وَالَّذِي كَانَ للشمس النشاي مُخْتَصًّا بِهِ.

681 -

خشقدم الظَّاهِر أَبُو سعيد الرُّومِي النَّاصِر نِسْبَة لتاجره المؤيدي. / اشْتَرَاهُ الْمُؤَيد وَهُوَ ابْن عشر تخمينا ثمَّ أعْتقهُ بعد مُدَّة وَصَارَ من المماليك السُّلْطَانِيَّة ثمَّ فِي دولة ابْنه المظفر خاصكيا ثمَّ فِي دولة الظَّاهِر ساقيا ثمَّ تَأمر عشرَة وَصَارَ من رُءُوس النوب ثمَّ مقدما بِدِمَشْق ثمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَاهِرَة على الحجوبية الْكُبْرَى ببذل فِيمَا قيل على يَد أبي الْخَيْر النّحاس وَغَيره فِي سنة أَربع وَخمسين ثمَّ نَقله الْأَشْرَف إينال فِي أَوَائِل أَيَّامه لامرة سلَاح ثمَّ ابْنه للاتابكية إِلَى أَن بُويِعَ بالسلطنة فِي يَوْم الْأَحَد تَاسِع عشر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ ولقب بِالظَّاهِرِ وَلم يزل يتودد ويتهدد ويعد وَيبعد ويصافي وينافي ويراشي ويماشي حَتَّى رسخ قدمه ونالته السَّعَادَة الدُّنْيَوِيَّة مَعَ مزِيد الشره فِي جمع المَال على أبي وَجه لاسيما بعد تمكنه بِحَيْثُ اقتنى من كل شَيْء أحْسنه وَأَنْشَأَ مدرسة بالصحراء بِالْقربِ من قبَّة النَّصْر

ص: 175

وتربة وَكَثُرت مماليكه الَّذين غطوا مَا لَعَلَّه اشْتَمَل عَلَيْهِ من المحاسن، وَعظم وضخم وهابته مُلُوك الأقطار فَمن دونهم وَانْقطع معاندوه، إِلَى أَن مرض فِي أَوَائِل الْمحرم وَلزِمَ الْفراش حَتَّى مَاتَ بعد ظهر يَوْم السبت عَاشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد ناهز خمْسا وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ بِبَاب الْقلَّة بِحَضْرَة الْخَلِيفَة فَمن دونه ثمَّ دفن بعد عصر يَوْمه بالقبة الَّتِي أَنْشَأَهَا بمدرسته وَكَانَ عَاقِلا مهابا عَارِفًا صبورا بشوشا مُدبرا متجملا فِي شئونه كلهَا حشما مليحا رشقا عَارِفًا بأنواع الملاعب كالرمح والكرة وسوق الْخَيل مكرما للْعُلَمَاء والفقراء مُعْتَقدًا فِيمَن ينْسب إِلَى الْخَيْر وَرُبمَا كَانَ يقْرَأ فِي الْقُرْآن على التَّاج السكندري وَغَيره واستدعى بِي فِي مرض مَوته فَقَرَأت لَهُ الشفا فِي لَيْلَة فاتحته)

وخاتمته بِحَضْرَتِهِ وتأدب كثيرا وأنعم بِمَا قسمه الله وَله فهم وذوق بِحَيْثُ يلم بِبَعْض مَا يتكلمه الْفُقَهَاء عِنْده، ومحاسنه كَثِيرَة مَعَ مساوىء لَا حَاجَة لذكرها رحمه الله وَعَفا عَنهُ. خشقدم الظَّاهِرِيّ جقمق الرُّومِي اللالا وَيُقَال لَهُ أَيْضا الاحمدي لتاجره. لم ينْتَقل فِي أَيَّام أستاذه عَن كَون لالة وَلَده ثمَّ لم ينْتَقل عِنْد وَلَده لكراهته فِيهِ ثمَّ صَار بعد ذَلِك أحد السقاة ثمَّ فِي أَيَّام الاشرف قايتباي رَأس نوبَة السقاة وشاد السواقي وَرَأس نوبَة الجمدارية وترقى حَتَّى عمل وزيرا بمشارفة قَاسم شغيتة فِي نظر الدولة مُضَافا للوظائف الْمشَار إِلَيْهَا فدام بهَا إِلَى أَن اسْتَقر خازندارا زماما بعد موت جَوْهَر شراقطلي فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ مُضَافا للوزر وَشد السواقي مُنْفَصِلا عَمَّا عداهما فظلم وعسف وَذكر بِكُل سوء وأهين مرّة بعد أُخْرَى وتكررت إهانة الاشرف لَهُ وتمقته إِيَّاه ومصادرته مِمَّا هُوَ مُسْتَحقّ لأضعافه لفجوره واقدامه ونمى الْوزر فِي أَيَّامه وَكَانَ يحمل المتوفر مَعَ محاربات بَينه وَبَين قَاسم إِلَى أَن تغير عَن نظر الدولة بموفق الدّين ثمَّ أُعِيد قَاسم وَلم يلبث أَن انْفَصل صَاحب التَّرْجَمَة عَن الْوزر وتأمر على الْحَج فِي سنة سَافر السُّلْطَان حَتَّى انه كَانَ إِذا شكا لَهُ أحد يُرْسِلهُ إِلَيْهِ، وَقبل ذَلِك سَافر لِلْحَجِّ مرّة ثمَّ أُخْرَى مُنْضَمًّا لخوند الاحمدية بِحَيْثُ أَنه جِيءَ بِالْأَمر بنفيه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَلم توَافق على ذَلِك وَرُبمَا كَانَ يَتْلُو الْقُرْآن وَيُصلي فِي اللَّيْل وَيسْتَعْمل بعض الأوراد ويبكي وَعمل أحد قاعاته بِالْقربِ من درب الرملة جَامعا تُقَام فِيهِ الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وجدد زَاوِيَة قطاي تَحت القلعة وَبنى بهَا بُيُوتًا وَنَحْوهَا، وحفر هُنَاكَ بِئْرا تكلّف بنقرها فِي الْحجر وَاسْتمرّ على الزمامية والخازندارية إِلَى أَن رسم عَلَيْهِ لما أظهر عَجزه عَنهُ وَكَاد يضْربهُ وَهُوَ غير منفك عَن فجوره حَتَّى إِنَّه قَالَ لَهُ فِيمَا قل أغضبت الله

ص: 176

وَمَا أرضيتك، وأرسله مَعَ ابْن عمر شيخ هوارية ليرسله إِلَى سواكن فَكَانَت منيته بسواكن فِي شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين ذليلا مهانا، وَأَظنهُ بلغ السّبْعين إِن لم يكن جازها، وَكَانَ يُقَال قبيل انْفِصَاله بِنَحْوِ سنة إِن لَهُ فِي القلعة أَرْبعا وَخمسين سنة رحم الله الْمُسلمين.

683 -

خشقدم الميقاتي /. قَالَ ابْن عزم صاحبنا.

684 -

خشكلدي البيسقي / تَأمر عشرَة وباشر وَهُوَ كَذَلِك الْحِسْبَة فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم ثمَّ عمل شاد الشَّرّ بخاناة فِي آخر أَيَّامه عوضا عَن نانق المحمدي ثمَّ رَأس نوبَة النوب

685 -

. خشكلدي الدواداري الملكي الظَّاهِرِيّ /. أثْبته الفتحي فِيمَن سمع من مُسْند الدَّارمِيّ بقرَاءَته على شَيخنَا.

686 -

خشكلدي الزيني عبد الرَّحْمَن بن الكويز /. رباه سَيّده صَغِيرا ثمَّ أعْتقهُ وَعلمه الْقُرْآن واشتغل يَسِيرا ولازم الخازندار جَوْهَر القنقباي فرقاه حَتَّى عمله خازندارا ثمَّ من جملَة الدوادارية الصغار ثمَّ سعى فِي دوادارية السُّلْطَان بِدِمَشْق ثمَّ انْفَصل عَنْهَا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بأمرة طبلخاناه فِيهَا حَتَّى مَاتَ بهَا فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ عَفا الله عَنهُ.

687 -

خشكلدي العلمي. / قَرَأَ الصَّحِيح أَو بعضه على شَيخنَا كَمَا رَأَيْته فِي البلاغات بِخَطِّهِ بنسخة بالمؤيدية وَوَصفه بالأمير

688 -

. خشكلدي الكوجكي / أحد مقدمي طرابلس. مَاتَ بهَا فِي أَوَاخِر رَمَضَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَكَانَت لَهُ شهرة وَفِيه مَكَارِم ومروءة وناب مرّة بحمص.

689 -

خشكلدي من سَيِّدي بك الناصري فرج، وَيعرف بالجقمقي / جقمق الارغونشاوي لكَونه خدم عِنْده بعد أستاذه ثمَّ اتَّصل بالاشرف وَصَارَ خاصكيا ثمَّ رَأس نوبَة الجمدارية ثمَّ امرة عشرَة وصيره من رُؤْس النوب وانضم بعده فِي حَرْب وَلَده الْعَزِيز فَقبض عَلَيْهِ الظَّاهِر وحبسه ثمَّ أرْسلهُ إِلَى حلب بطالا حَتَّى مَاتَ بعد سنة خمس وَأَرْبَعين تَقْرِيبًا، وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا متواضعا مُسْرِفًا على نَفسه سامحه الله.

690 -

خشكلدي الناصري فرج / أحد أُمَرَاء العشرات ورءوس النوب فِي الايام الظَّاهِرِيَّة جقمق وَيعرف بالبهلوان. مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي حُدُود الْخمسين تَقْرِيبًا.

691 -

خشكلدي اليشبكي يشبك بن ازدمر وَيعرف بدرت قلق يَعْنِي بأَرْبعَة آذان. / ترقى بعد سَيّده حَتَّى صَار خاصكيا فِي أَيَّام الاشرف برسباي بل نَدبه غير مرّة لمهماته ثمَّ ولاه نِيَابَة قلعة صفد إِلَى أَن نَقله الظَّاهِر إِلَى دواداريته بحلب

ص: 177

وأنعم عَلَيْهِ بتقدمة بهَا حَتَّى مَاتَ فِي سني خمس وَأَرْبَعين، وَكَانَ مليح الشكل حُلْو الْعبارَة مَعَ تواضع وَسُكُون.

692 -

خشكلدي / نَائِب المشيخة بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة. أُصِيب فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.

693 -

خضر بك بن القَاضِي جلال بن صدر الدّين بن حاجي إِبْرَاهِيم الْعَلامَة خير الدّين الرُّومِي الْحَنَفِيّ. / أحد عُلَمَاء الرّوم ومدرسيهم وأعيانهم. ولد فِي مستهل ربيع الأول سنة عشر وَثَمَانمِائَة، وَنَشَأ بِمَدِينَة بورسا فتفقه بالبرهان حيدر الخافي والفناري وقرا يَعْقُوب القرماني وَغَيرهم وبرع فِي النَّحْو وَالصرْف والمعاني والبين وَغَيرهَا وصنف وَجمع وَأفَاد ودرس وَمن تصانيفه حَوَاشِي على حَاشِيَة الْكَشَّاف وللتفتازاني وأرجوزة فِي الْعرُوض وَأُخْرَى فِي العقائد وَولي تدريس الْجَامِع الْكَبِير بأذرنة ومدرسة السُّلْطَان مُرَاد وَقدم مَكَّة فِي سنة تسع وَخمسين فَلَقِيَهُ ابْن عزم المغربي وأفادنيه وَقَالَ انه مَاتَ سنة سِتِّينَ.

694 -

خضر بن إِبْرَاهِيم بن يحيى خير الدّين بن برهَان الدّين الروكي نزيل الْقَاهِرَة / كَانَ من كبار التُّجَّار كأبيه. مَاتَ مطعونا فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه، وَذكره الفاسي فِي مَكَّة فَقَالَ الرُّومِي التَّاجِر الكازمي كَانَ ذَا ملاءة وافرة سكن مَعَ أَبِيه عدن عدَّة سِنِين ثمَّ انْتقل إِلَى مَكَّة وَأحب الِانْقِطَاع بهَا، وَمضى مِنْهَا إِلَى مصر وَعَاد إِلَيْهَا بعد موت أَبِيه سنة إِحْدَى عشرَة وَاشْترى بهَا ملكا واستأجر وَقفا ثمَّ أعرض عَن الاقامة بِمَكَّة لتعب لحقه بهَا من جِهَة الدولة وَسكن الْقَاهِرَة وَبهَا مَاتَ فِي ثَالِث ذِي الْقعدَة، قَالَ وَكَانَ ينطوي على دين وَفِيه سماح ومجموع مجاورته بِمَكَّة تزيد على خَمْسَة أَعْوَام.

695 -

خضر بن أَحْمد بن عُثْمَان بن جَامع زين الدّين العثماني القاهري. ذكر شَيخنَا فِي أنبائه فَقَالَ أَصله من وَكَانَ يتجر فِي الزَّيْت ثمَّ فِي الْبر يجلبه ويبيعه، وأنجب وَلَده ابراهيم صاحبنا، وَذكر أَن مولده سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة فَبلغ التسعين فَإِنَّهُ مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ.

وَكَانَ عجز بِأخرَة. وَانْقطع فآواه وَلَده حَتَّى مَاتَ رحمهمَا الله.

696 -

خضر بن شماف أَو شوماف الزين أَبُو الْحَيَاة النوروزي الخاصكي الملكي الظَّاهِرِيّ أَبوهُ القاهري الْحَنَفِيّ / الْآتِي أَبوهُ. ولد فِي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فِي كنف أَبَوَيْهِ فحفظ الْقُرْآن وَغَيره واشتغل على تنم الْفَقِيه ولازمه فِي الْعَرَبيَّة وَالصرْف وَالْفِقْه وَغير ذَلِك ثمَّ نَقله لشيخه ملا شيخ وَكَانَ حِينَئِذٍ بِالْقَاهِرَةِ

ص: 178

فَقَرَأَ عَلَيْهِ الصّرْف وَفِي شرح الارشاد فِي النَّحْو وَفِي شرح الدُّرَر كِلَاهُمَا من تأليفه وَقَرَأَ على الْعِزّ عبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ شرح الْمَار فِي الْأُصُول للاقصرائي وَحمل عَنهُ الشفا مَا بَين قِرَاءَة وَسَمَاع بقرَاءَته لَهُ على الشّرف بن الكويك، وَكَذَا سمع عَلَيْهِ غَيره وَحضر عِنْد ابْن الْهمام وَسيف الدّين، وَقَرَأَ على الشهَاب بن الْعَطَّار فِي البُخَارِيّ وَغَيره بل سمع على شَيخنَا بِجَامِع عَمْرو، وَحج وزار بَيت الْمُقَدّس وَاسْتقر خَازِن الْكتب بالصرغتمشية وَصَحب التَّاج بن المقسي وَغَيره وَعرف بلطف الْعشْرَة والكياسة مَعَ فَضِيلَة وتفنن، وَكَانَ الدوادار يشبك من مهْدي لمصاهرته لجانم دواداره يصغي)

إِلَيْهِ لمحبته لَهُ وَبعده انجمع غَالِبا فِي خزانَة الْكتب الْمشَار إِلَيْهَا، وَفِي مَسْكَنه بالروضة وَغَيرهمَا وَأعْرض عَن تِلْكَ الْأُمُور وتكرر جلوسي مَعَه، وَاتفقَ انه خطبني مرّة لرؤية كتب الخزانة وعرضها عَليّ وَاحِدًا وَاحِدًا، وَكَانَ من جُمْلَتهَا فِيمَا أَظن كتاب الْبَدَائِع للكاساني وَأظْهر تألما لفقد مُجَلد مِنْهُ وفارقته فَلم ألبث أَن حضر إِلَى نَاسخ كَانَ يقْرَأ عَليّ وشكى لي أَن نَاصِر الدّين النبرواي مَاتَ وَله عِنْده أُجْرَة نسخ وَعِنْده مُجَلد كَانَ يكْتب مِنْهُ وأخره رَجَاء التَّوَصُّل بِهِ لأجرته فطلبته مِنْهُ فَكَانَ المجلد الْمشَار إِلَيْهِ فَأَمَرته بالتوجه بِهِ لصَاحب التَّرْجَمَة فَفعل وأنعم عَلَيْهِ بِدِينَار فَكَانَ ذَلِك بِحسن نِيَّته فِيمَا يظْهر، وَلم يزل على طَرِيقَته حَتَّى انْقَطع متعللا نَحْو سنة أَو أَكثر ثمَّ مَاتَ فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس رَجَب سنة خمس وَتِسْعين بمنشية المهراني وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد وَدفن رحمه الله وَاسْتقر بعده فِي الخزانة البرهاني الكركي.

خضر بن عَليّ بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن الْقسم. / فِي مُحَمَّد.

697 -

خضر بن عَليّ بن أبي بكر بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر ابْن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو الْعَبَّاس النَّاشِرِيّ /. ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا، وَأخذ عَن وَالِده القَاضِي موفق الدّين وَعَمه وَصَارَ فَقِيها فَاضلا يتحدث بنوادر مستحسنة، ولي إِمَامَة الواثقية بزبيد وَنظر المؤيدية بتعز وَمَات سنة سبع وَعشْرين.

698 -

خضر بن مُحَمَّد بن الْخضر بن دَاوُد بن يَعْقُوب بن أبي سعيد الْبَهَاء أَبُو الْحَيَاة بن الشَّمْس أبي عبد الله بن أبي الْحَيَاة بن أبي سُلَيْمَان الْحلَبِي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف كأبيه بِابْن الْمصْرِيّ. ولد بحلب سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن واشتغل بِالْعلمِ وَأخذ عَن الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره وبالقاهرة عَن الْبُرْهَان البيجوري وَطَائِفَة وَسمع الحَدِيث بحلب على ابْن صديق وَابْن ايدغمش والشريف الاسحقي وبالقاهرة على الشّرف بن الكويك وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ وَالشَّمْس الشَّامي وَالْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَآخَرين مِنْهُم وَالِده وَالشَّمْس البوصيري وَالشَّمْس مُحَمَّد بن عَليّ

ص: 179

البيجوري والشهاب البطائحي والسراج قاري الْهِدَايَة. وَمن مسموعاته البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَجل مُسْند أَحْمد أَو جَمِيعه والشفا والاستيعاب والسيرة لِابْنِ هِشَام وَجل الشَّمَائِل لِلتِّرْمِذِي، وَكَانَ قدومه الْقَاهِرَة مَعَ وَالِده وَهُوَ صَغِير فاستمر وَحدث بهَا سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ خيرا متواضعا طارحا للتكلف مديما للتلاوة وَالصِّيَام والتهجد متين الدّيانَة منور الشيبة طَوِيل الرّوح حسن الْقِرَاءَة للصحيح وللسيرة اليعمرية كثير الادمان لقراءتهما وَلذَلِك كثر استحضاره لجملة من الْمُتُون والغزوات، كتب الْكثير بِخَطِّهِ، وَاسْتقر بعد موت وَالِده فِي قِرَاءَة الحَدِيث بالاشرفية الجديدة وَقِرَاءَة السِّيرَة بالجمالية وَأم بالناصرية مَحل سكنه، وَكَانَ أحد صوفية الخانقاه السعدية كل ذَلِك مَعَ مقاساة الْعِيَال وَالصَّبْر على تجرع الْفَاقَة حَتَّى أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى الْكِتَابَة فِي عمَارَة الْأَشْرَف اينال ليرتفق بذلك. مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة سبعين رحمه الله وإيانا.

699 -

حضر بن مُحَمَّد بن سمنطح بن عبد الْكَرِيم بن أَحْمد بن عَطِيَّة بن ظهيرة الْقرشِي الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة خمس وَثَمَانمِائَة ابْن صديق والعراقي والهيثمي والمراغي وَابْنَة ابْن عبد الْهَادِي وَغَيرهم.

700 -

خضر بن مُوسَى بن خضر بن عَليّ الْبُحَيْرِي الأَصْل الْجَعْفَرِي ثمَّ القاهري. / رجل عشير فِيهِ ظرف ومجون وطبع يزن بِهِ الشّعْر مِمَّن خالط ابْن عبد الرَّحْمَن صيرفي جدة وَغَيره كبني الجيعان وَصَارَ يتَكَلَّم عَنْهُم فِي بعض جِهَات الأشرفية مَعَ مُحَافظَة على الْجَمَاعَة ومجالس الْخَيْر بِحَيْثُ سمع على غَالب السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَحج غير مرّة، وَقد أثكل ولدا لَهُ كَانَ مُتَوَجها للخير فَصَبر.

701 -

خضر بن نَاصِر الْفراش. / مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ.

702 -

خضر زين الدّين الاسرائيلي الزويلي الْحَكِيم /. كَانَ يتعانى الطِّبّ وَلَيْسَ فِيهِ بالماهر لَكِن تحرّك لَهُ نوع سعد فراج عِنْد الصاحب الْبَدْر حسن بن نصر الله ثمَّ عِنْد جمَاعَة من أَعْيَان الدولة تقليدا مَعَ زَعمه الْمُشَاركَة حَتَّى انه ينشد الاشعار ويذاكر بِمَا هُوَ غير منطبع فِيهِ، وَلَا زَالَ يداخل النَّاس إِلَى أَن مرض الْأَشْرَف فَصَارَ يدْخل مَعَ ابْن الْعَفِيف الْأَسْلَمِيّ عَلَيْهِ فِي ملاطفته وانفق طول مَرضه فَظن أَن ذَلِك لتقصيرهما وَأمر عمر الشوبكي الْوَالِي بتوسيط ابْن الْعَفِيف وَمَا تمّ كَلَامه حَتَّى حضر خضر فأضافه إِلَيْهِ وراجعه الْوَالِي مرّة بعد أُخْرَى وَهُوَ لَا يَنْفَكّ وَصَارَ خضر يَقُول عِنْدِي للسُّلْطَان ثَلَاثَة آلَاف دِينَار إِن أبقاني فَلم يفد ذَلِك وَبَقِي يستغيث عمر حَكِيم يوسط ويكرر ذَلِك ويتمرغ حَتَّى جازه السَّيْف على أقبح وَجه

ص: 180

بِخِلَاف ابْن الْعَفِيف فَإِنَّهُ سلم نَفسه فهانت مؤونته، وَذَلِكَ فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين

703 -

خضر الزين أَو خير الدّين الرُّومِي نزيل الْقَاهِرَة الْحَنَفِيّ. / شيخ مَسْجِد يعرف بكعب الْأَحْبَار ووالد الْبُرْهَان الْحَنَفِيّ مِمَّن كَانَ الظَّاهِر جقمق يُكرمهُ ودرس وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ الزين عبد الرَّحِيم المنشاوي وَقَالَ إِنَّه مَاتَ بِبَيْت الْمُقَدّس بعد أَيَّام الظَّاهِر وَأثْنى عَلَيْهِ وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ تغرى بردى بن أبي بكر.

704 -

خضر الْخَادِم بِسَعِيد السُّعَدَاء. / تعصب مَعَه تمراز نَائِب السلطنة فِي أَيَّام النَّاصِر فرج حَتَّى صرف الشَّمْس البلالي بِهِ عَن مشيخة سعيد السُّعَدَاء ثمَّ بعد عشرَة أَيَّام صرف لمجيء الْأَمر بِقَبض تمراز وَرجعت المشيخة لصَاحِبهَا وعد ذَلِك من كراماته. وَمَا رَأَيْت من تَرْجمهُ فَينْظر.

705 -

خضر الْكرْدِي الشَّافِعِي نزيل الشامية البرانية من دمشق /. مِمَّن يقرىء فِي العقليات لتقدمه فِيهَا وَكَذَا يقرىء فِي الْفِقْه مَعَ انطراح نفس وَتَدين بِحَيْثُ لَا يدْخل وَقت صَلَاة وَهُوَ على غير وضوء وَلَا يبْقى على شَيْء وَأكْثر أوقاته زَائِد الاملاق وَلَا يتحامى عَن أَمَاكِن الْخلق وَقَالَ لمن لامه عَن ذَلِك أَنا لم أعلم كَلَام الْعَرَب إِلَّا من هَذَا الْحلق، وَكذب التقي بن قَاضِي عجلون صَرِيحًا بِحَيْثُ قطع معلومه من الشامية، وَقَالَ للبقاعي أَنا كنت وَأَبُوك بالبقاع وَرُبمَا كَانَ يتجاذب مَعَ ضِيَاء نزيل الشامية أَيْضا وَهَذَا أعلم الرجلَيْن، وَذَاكَ أكثرهما احتراما.

706 -

خضير بِالضَّمِّ مصغر بن بَحر العدواني / مَاتَ بِمَكَّة فِي رَجَب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.

707 -

خضير بن مطيرق بن مَنْصُور بن رَاجِح بن مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر ابْن مَسْعُود الْعمريّ. / ذكرهمَا ابْن فَهد فَلم يزدْ.

708 -

خطاب بن عمر الدنجيهي ثمَّ القاهري الْأَزْهَرِي الشَّافِعِي الْمكتب /. حفظ الْقُرْآن وجود الْكِتَابَة على يس الجلالي وَالشَّمْس بن الحمصاني وَالْجمال الهيتي وَمن قبلهم عَليّ ابْن سعد الدّين، وَكتب بِخَطِّهِ زِيَادَة على خمسين مُصحفا وَصَارَ أحد الْكتاب مِمَّن اسْتَكْتَبَهُ يشبك الدوادار الْقَامُوس وَغَيره بل وَالسُّلْطَان فِي مصحف وتنزل فِي كثير من الْجِهَات، وَكَانَ كثير الْعِيَال ذَا زَوْجَات ثَلَاثَة وَأَبَوَاهُ وَعَمَّته وَغَيرهم فِي كفَالَته، وَمن وظائفه التصدر للتكتيب بالجامع الأزبكي مَعَ قِرَاءَة مصحف فِيهِ وَكَذَا قِرَاءَة البُخَارِيّ وَقِرَاءَة مصحف بتربة السُّلْطَان، وَبَلغنِي أَنه كَانَ يتَعَلَّق بالأدب ويشارك فِي الْعَرَبيَّة مَعَ دين. مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَتِسْعين عَن نَحْو الْأَرْبَعين.

709 -

خطاب بن عمر بن مهنى بن يُوسُف بن يحيى الزيني الغزاوي بِالتَّخْفِيفِ

ص: 181

نِسْبَة إِلَى الْقَبِيلَة الشهيرة بعجلون / وَأَبوهُ وجده من أُمَرَاء عرب تِلْكَ النواحي العجلوني ثمَّ الدِّمَشْقِي)

الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ ولد فِي رَجَب سنة تسع وَثَمَانمِائَة بعجلون وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ بعض الْقُرْآن ثمَّ قتل أَبوهُ فتحول مَعَ أمه إِلَى أَذْرُعَات ثمَّ إِلَى دمشق فأكمله بهَا وَصلى بِهِ فِي سنة إِحْدَى وَعشْرين بِجَامِع بني أُميَّة وَحفظ التَّنْبِيه والمنها الْأَصْلِيّ وألفية النَّحْو والشاطبية وَبَعض الطّيبَة لِابْنِ الْجَزرِي وَعرض على جمَاعَة مِنْهُم الْبُرْهَان بن خطيب عذراء والشمسان الْبرمَاوِيّ والكفيري وَبِه وبالتقي بن قَاضِي شُهْبَة والتاج بن بهادر وَآخَرين تفقه وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الشَّمْس البيجوري والْعَلَاء القابوني وَالْأُصُول عَن حسن الْهِنْدِيّ والشرواني وتلا بالسبع إفرادا ثمَّ جمعا إِلَى أثْنَاء الْبَقَرَة على ابْن الْجَزرِي وَكَذَا جمع على غَيره فَلم يكمل أَيْضا، وَسمع على ابْن الْجَزرِي والمحيوي الْمصْرِيّ والشهاب بن الحبال وَابْن نَاصِر الدّين وَشَيخنَا وَغَيرهم، وَدخل الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين، وَكتب عَن شَيخنَا فِي الاملاء، وَحضر دروس القاياتي وَغَيره وَتقدم فِي الْفُنُون وبرع فِي الْفَضَائِل بوفور ذكائه، وجاور بِمَكَّة وأقرأ بهَا وَكَذَا تصدى بِدِمَشْق للاقراء فَانْتَفع بِهِ خلق وَصَارَ بعد البلاطنسي شيخ الْبَلَد بِلَاد مدافع، ودرس أَيْضا فِي عدَّة أَمَاكِن وناب فِي الشامية البرانية عَن النَّجْم بن حجي بعد الْبَدْر بن قَاضِي شُهْبَة واستقل بتدريس الركنية، كل ذَلِك مَعَ طرح التَّكَلُّف وَحسن الْعشْرَة ولطف المحاضرة والمذاكرة بجملة مستكثرة من الْأَدَب والنوادر بِحَيْثُ لَا تمل مُجَالَسَته وإجادة لعب الشطرنج والاسترواح بِهِ فِي بعض الْأَحَايِين وَرمى النشاب، والصدع بِالْحَقِّ والمخاشنة فِيهِ وَالْقِيَام مَعَ الغرباء خُصُوصا أهل الْحَرَمَيْنِ ووفور المحاسن، لَقيته بِدِمَشْق وكتبت عَنهُ مَا كتبه عَنهُ شَيخنَا حَيْثُ أنْشدهُ إيَّاهُمَا:

(لَيْسَ الْمُسَمّى الِاسْم عِنْدِي فَكَذَا

حَقَّقَهُ الْحفاظ من أهل النّظر)

(وشاهدي ظرف ولطف طبعا

فِي شيخ الاسلام الإِمَام ابْن حجر)

وكتبت عَنهُ غير ذَلِك مِمَّا أودعته فِي معجمي، وَلم يزل على جلالته حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَسبعين وَصلى عَلَيْهِ بِجَامِع بني أُميَّة وَكَانَ يَوْمًا مطيرا وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ مشهده حافلا وفدن بالروضة خلف بَاب الْمصلى وَلم يخلف بعده هُنَاكَ مثله فِي كَثْرَة التفنن وَجمع المحاسن رحمه الله وإيانا.

710 -

خلف الله بن سعيد الطرابلسي المغربي القائدي /. مَاتَ سنة بضع وَأَرْبَعين.

711 -

خلف بن أبي بكر بن أَحْمد الزين النحريري الْمصْرِيّ الْمَالِكِي نزيل

ص: 182

الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة /. ولد تَقْرِيبًا سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وَبحث على الشَّيْخ خَلِيل بعض مُخْتَصره وَفِي شرح ابْن)

الْحَاجِب وبرع فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم وَأفْتى ودرس وَسمع من القلانسي الْمُوَطَّأ لأبي مُصعب بفوت، ثمَّ توجه إِلَى الْمَدِينَة فجاور بهَا معنيا بالتدريس والتحديث والافادة والانجماع وَالْعِبَادَة. وحدت سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء وَقَرَأَ عَلَيْهِ أَبُو الْفَتْح بن صَالح البُخَارِيّ فِي سنة عشر وَثَمَانمِائَة وَوَصفه بالعلامة وَعبد الرَّحْمَن بن أَحْمد النفطي وَكَذَا التقي بن فَهد فِي ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْ عشرَة بِالْمَدِينَةِ قَرَأَ عَلَيْهِ جُزْءا فِيهِ ثَلَاثَة عشر حَدِيثا موافقات من الْمُوَطَّأ الْمَذْكُور وَعرض عَلَيْهِ الشَّمْس مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الكازروني فِي سنة أَربع عشرَة، وَأَجَازَ لخلق مِنْهُم التقي الشمني وَآخَرُونَ بَعضهم فِي الاحياء، وَله أجوبة عَن مسَائِل عِنْد صاحبنا النَّجْم بن فَهد. مَاتَ فِي صفر سنة ثَمَان عشرَة بِالْمَدِينَةِ

712 -

. خلف بن حسن بن عبد الله الطوخي القاهري / وَالِد عمر الْآتِي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه: كَانَ كثير التِّلَاوَة ملازما لداره والخلق يهرعون إِلَيْهِ وشفاعاته مَقْبُولَة عِنْد السُّلْطَان وَمن دونه وَهُوَ أحد المعتقدين بِمصْر زَاد غَيره واشتهر ذكره فِي أَيَّام الظَّاهِر برقوق لتردد سودون النَّائِب إِلَيْهِ وَكَذَا كَانَ الْبَدْر مُحَمَّد ابْن فضل الله كَاتب السِّرّ يَأْتِيهِ عَن السُّلْطَان فضخم أمره لذَلِك وَبعد صيته وقصده النَّاس فِي حوائجهم. مَاتَ كَمَا لشَيْخِنَا فِي تَاسِع عشر ربيع الآخر، وَقَالَ غَيره فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ عشري ربيع الأول سنة إِحْدَى، وَهُوَ فِي عُقُود المقريزي رحمه الله.

713 -

خلف بن حسن بن مهيوف بن نَاصِر بن مقدم القحطاني / ملك الْبحار الْقَائِم بدولة الشهَاب أبي الْمَغَازِي أَحْمد متملك كلبرجة من الْهِنْد. ولد فِي حُدُود سنة تسعين وَسَبْعمائة. ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا وَبَالغ فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَإنَّهُ كَانَ جوادا يحب الْعلمَاء والأشراف والفقراء ويواسيهم أعظم مواساة حَتَّى بالارسال لمن يُعلمهُ مِنْهُم بالأماكن النائية سِيمَا أَشْرَاف بني حسن وَلذَلِك لم يزل مظفرا بِحَيْثُ انه مَا توجه لأمر إِلَّا وظفر بِهِ مَعَ صيانته وَمنعه الْفَوَاحِش. قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ أحد أَفْرَاد الْعَالم فِي زَمَاننَا لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الدّين والورع وَالْكَرم والشجاعة ونفوذ الْكَلِمَة ووفور الْحُرْمَة وَبسط الْيَد فِي الدول بِحَيْثُ إِنَّه لما مَاتَ سُلْطَانه الشهَاب أوصى بِهِ ابْنه أَبَا المظفر شاه أَحْمد وَقَالَ إِن أردتم قيام ملككم فَلَا تغيرُوا على الْملك خلف فامتثل وَصيته، وَصَارَ لَهُ من المكانة المكينة مَا لم يزل لَهُ وأقامه فِيمَا أَقَامَهُ فِيهِ أَبوهُ وَأنْشد من نظمه فِي قصيدة:

(وَإِن زار دَاري زائر زار دَاره

دَنَانِير تبر خلفهَا الْخَزّ يحمل)

ص: 183

)

وَلم يؤرخ وَفَاته لِأَنَّهُ إِنَّمَا تقل بعده بِزَمن وَكَانَ ممدحا مَقْصُودا بذلك من شعراء مَكَّة وَغَيرهم

714 -

خلف بن عبد الْمُعْطِي صَلَاح الدّين الْمصْرِيّ / نَاظر الْمَوَارِيث والحسبة. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

715 -

خلف بن عَليّ بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن دَاوُد بن عِيسَى المغربي الأَصْل التروجي المولد السكندري الشَّافِعِي. / ولد سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بتروجة قَرْيَة قرب اسكندرية ثمَّ انْتقل بِهِ خَاله الْعَلامَة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّافِعِي بعد موت وَالِده لسكندرية فقطنها، وَقَرَأَ بهَا الْقُرْآن وأربعي النَّوَوِيّ وَالْحَاوِي والمنهاج كلاها فِي الْفِقْه والاشارة فِي النَّحْو للفاكهاني وألفية ابْن ملك وَبَعض الْمِنْهَاج الْأَصْلِيّ، وَأخذ الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد بن إِسْمَاعِيل الفرنوي وخاله الْبُرْهَان وَالْقَاضِي نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن فوز والنجم مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن وَالشَّمْس السنديوني وَالْجمال مَحْمُود بن عُثْمَان بن عبد الْمُعْطِي وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم الرَّشِيدِيّ والنحو عَن أبي الْقسم بن حسن بن يَعْقُوب اليمني التّونسِيّ عرف بالطواب وَلم ينْتَفع فِيهِ بِأحد انتفاعه بالعلامة الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْعقيلِيّ الأندلسي، وَحج مرَارًا أَولهَا سنة تسع وَثَمَانمِائَة وَتردد إِلَى الْقَاهِرَة وَحضر دروس السراج البُلْقِينِيّ وَمن الْمَالِكِيَّة ابْن خلدون وَابْن الْجلَال وَالْجمال الاقفهسي وَأَجَازَهُ ابْن عرفه وَمِمَّا قَرَأَهُ على شَيْخه الفرنوي الْأَرْبَعين النووية، وَسمع عَلَيْهِ كتاب الْمُنْتَخب فِي فروع الشَّافِعِيَّة وَأَجَازَهُ وَذكر عَنهُ أَنه قَالَ لخصت فِي جنايات الْحَاوِي عشرَة آلَاف مسئلة قَالَ وَله الْمُرَتّب فِي الحَدِيث وَالرَّدّ على الْجَهْمِية وفضائل اسكندرية، وَأخْبر السراج عمر بن يُوسُف البسلقوني وَهُوَ ثِقَة أَنه أجَاز لَهُ باستدعائه البُلْقِينِيّ وَابْن الملقن والعراقي والصدر الْمَنَاوِيّ وَقَالَ هُوَ إِنَّه سمع على ابْن الملقن جَمِيع الْمُوَطَّأ حِين قدومه عَلَيْهِم سكندرية وَإنَّهُ سمع الشفا فِي مجْلِس بِقِرَاءَة الْبَدْر بن الدماميني وَالْبُخَارِيّ وَمُسلمًا على التَّاج بن الريفي القَاضِي كِلَاهُمَا بِقِرَاءَة التَّاج بن فوز، وَصَارَ شيخ الشَّافِعِيَّة بل والمالكية بالثغر بِغَيْر مُنَازع وَحكى أَنه عرضت عَلَيْهِ ولايات ومناصب فأباها مَعَ كَونه يرتزق من كسب يَده. قَالَه البقاعي وَقد لقِيه باسكندرية فَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْأَجْزَاء، وَقَالَ إِنَّه بح بِحَضْرَتِهِ مَعَ السراج البسلقوني الْمَذْكُور فِي مسئلة كَانَ الْحق مَعَه فِيهَا فَترك المراء وَأظْهر أَن الْحق مَعَ الْخصم وَأنْشد إِذا قَالَت حذام الْبَيْت. مَاتَ باسكندرية فِي الْعشْر الْأَوْسَط من رَجَب سنة أَربع وَأَرْبَعين رحمه الله وإيانا.)

ص: 184

(سقط)

(قَالُوا بِمَوْت الْكَامِل الْحصن وهت

وعزها قد حاد عَنْهَا وصدف)

(فَقلت إِن كَانَ مضى كاملها

فَإِن فِيهَا خلفا عَن من سلف)

717 -

خلف بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين أَبُو مُحَمَّد المشالي ثمَّ الشيشيني القاهري الْحَنَفِيّ ثمَّ الشَّافِعِي الشاذلي وَالِد أبي النجا مُحَمَّد / الْآتِي. ولد بمشال من قرى الغربية وَنَشَأ بهَا يَتِيما فَقَرَأَ الْقُرْآن ثمَّ جوده بالنحرارية على ابْن زين ثمَّ قدم الْقَاهِرَة ولازم الشَّيْخ مُحَمَّد الْحَنَفِيّ وَصَاحبه أَبَا الْعَبَّاس السرسي وَبِه انْتفع فِي الْفِقْه وأصوله والعربية وَغَيرهَا وَمِمَّا أَخذه عَنهُ البديع فِي الْأُصُول لِابْنِ الساعاتي بحثا وَأَجَازَهُ بِهِ وَبِغَيْرِهِ، وَكَذَا قَرَأَ عَلَيْهِ شَرحه للسراج الْهِنْدِيّ وَقَرَأَ على البسطامي أصُول الدّين وعَلى ابْن الْهمام أَشْيَاء من العقليات والنقليات وَمِنْهَا المسايرة فِي العقائد المنجية فِي الْآخِرَة من تأليفه، وَكتب لَهُ إجَازَة وَصفه فِيهَا بالأخ فِي الله الشَّيْخ الْأَجَل نفع الله بِهِ وَقَالَ قِرَاءَة بحث وَتَحْقِيق فَلَقَد أحسن الاستفادة والافادة وصادفت أَهْلِيَّته مُتَقَدّمَة على الْقِرَاءَة فَوَجَبت إِجَازَته بهَا بل وكل مَا كَانَ فِي مَعْنَاهَا فأجزته بِهَذَا الْفَنّ وَبِمَا أجزت بِهِ من أصُول وعربية ومنقول ومعقول، والمسئول مِنْهُ تذكرى بدعائه الصَّالح وَالله تَعَالَى يديم النَّفْع بِهِ إِنَّه سميع قريب جواد مُجيب، وَبَلغنِي أَنه لما رام قِرَاءَة المسايرة عَلَيْهِ أَشَارَ ببحثه لَهُ أَولا مَعَ أبي الْعَبَّاس السرسي فَفعل وَكَذَا اجْتمع بالقاياتي وَسمع عَلَيْهِ وبشيخنا وقرض لَهُ فِيمَا قيل بعض مناظيمه وَهِي كَثِيرَة فاثنتان فِي أصُول الدّين وَوَاحِدَة فِي علم)

الحَدِيث وَأُخْرَى فِي السِّيرَة النَّبَوِيَّة وَأُخْرَى فِي أَحْوَال الْمَوْت سَمَّاهَا المبشرة وَأُخْرَى فِي الْعَرَبيَّة وَأُخْرَى

ص: 185

فِي فقه الْحَنَفِيَّة وَأُخْرَى فِي شرح الْكَنْز وَأُخْرَى فِي أصُول الشَّافِعِيَّة فَم تكمل وَاحِدَة من الثَّلَاثَة وَأُخْرَى اسْمهَا وُجُوه الْقُرْآن وَشَرحهَا وَعمل رِسَالَة فِي علم الْكَلَام سَمَّاهَا السلسلة وَشَرحهَا وَشرح الحكم لِابْنِ عَطاء الله وَغير ذَلِك كنظم التَّلْخِيص، ولقيته فِي زَاوِيَة القادرية بالقرافة فَسمِعت من لَفظه أَشْيَاء لم أَكتبهَا، وَكَانَ فَاضلا مِمَّن يمِيل إِلَى ابْن عَرَبِيّ وَينظر فِي فتوحاته المكية وَقَامَ عَلَيْهِ أَبُو الْقَاسِم النويري بِسَبَب ذَلِك كَمَا بَلغنِي، وَفِي الآخر اسْتَقر فِي مشيخة جَامع ابْن نصر الله بِقُوَّة وتصدى للاقراء والافتاء على مَذْهَب الشَّافِعِي وَحفظ الْمِنْهَاج حِينَئِذٍ فِي مُدَّة يسيرَة وَكَذَا حفظ إِذْ ذَاك الْمَشَارِق للصغاني وَتَفْسِير الديريني المنظوم كل هَذَا وَقد ناف على السّبْعين وَاسْتمرّ بِقُوَّة حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس ثَالِث الْمحرم سنة أَربع وَسبعين وَدفن دَاخل مقَام أبي النجا فِيهَا رحمه الله وَعَفا عَنهُ. وَرَأَيْت لَهُ قصيدة تسمى زهر الكمام فِي شرح حَال الْوضُوء وَالصَّلَاة وَالصِّيَام على مَذْهَب الشَّافِعِي أرخ هُوَ كِتَابَته لَهَا فِي ربيع الأول سنة عشْرين وَكَذَا رَأَيْت بِخَطِّهِ المؤرخ كَذَلِك لَهُ عقيدة أهل الْحق وَطَرِيقَة أهل الصدْق من أهل السّنة من الْخلق قرضها لَهُ الْعَلَاء القطبي وَالِد إِبْرَاهِيم وأخيه وَعِنْدِي فِي تَرْجَمته من معجمي من نظمه ألغاز نحوية. وترجمه وَلَده بِأَنَّهُ كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ التصوف ومطالعة كَلَام أَهله والاكثار من نَقله وَأَنه أَخذ الطَّرِيق عَن جمَاعَة كَانَ يُشِير من بَينهم لمُحَمد الْحَنَفِيّ وَكَانَ محبا لجمع الْعَامَّة على الذّكر كثير السَّآمَة من طول الاقامة فِي بلد فَأَقَامَ بِكُل من الْقَاهِرَة والبرلس واسكندرية ثمَّ بِالْقَاهِرَةِ مُدَّة حَتَّى كَانَت منيته بِقُوَّة وَكَانَ قدمهَا وَهُوَ شَاب فَبَاتَ بضريح أبي النجا فِيهَا وصادف رجلا صَالحا فَتَذَاكَرَ مَعَه فِي علم الطَّرِيق بِحَيْثُ طابا وَسمع للتابوت قعقعة عَجِيبَة وانه لم يغتب أحدا مذ عقل أمره وَلَا مكن من ذَلِك بِحَضْرَتِهِ مَعَ المداومة على التَّهَجُّد حَتَّى فِي الْبرد الشَّديد وَبعد الشيخوخة وملازمة المطالعة وَقلة الْكَلَام وسعة الخاطر والتأني والمحبة فِي الخمول وَعدم التأنق فِي معيشته وَسَائِر أَحْوَاله رحمه الله وإيانا وَعَفا عَنهُ.

خلف الايوبي صَاحب حصن كيفا. / فِي ابْن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان.

718 -

خلف الْمصْرِيّ. / مَاتَ بالبيمارستان النَّوَوِيّ من دمشق فِي ثامن ربيع الأول سنة سبع وَخمسين وَكَانَ مجاورا بِجَامِع دمشق أَكثر من عشْرين سنة يخْدم الْعلمَاء والصلحاء رحمه الله ونفعنا بِهِ.

719 -

خَليفَة بن عبد الرَّحْمَن بن خَليفَة بن سَلامَة المتناني بِفَتْح الْمِيم ثمَّ الْمُثَنَّاة وَبعدهَا نون مُشَدّدَة ثمَّ البجائي الْمَالِكِي أحد الْفُضَلَاء الصلحاء مِمَّن لَقِيَنِي بِالْمَدِينَةِ

ص: 186

بل قَالَ انه لَقِيَنِي بِالْقَاهِرَةِ مَعَ أَحْمد زَرُّوق وَحمل عني الالفية بحثا سَمَاعا وَقِرَاءَة وَسمع مني وعَلى الْكثير وكتبت لَهُ إجَازَة ثمَّ لَقيته بِمَكَّة وَكَانَ يحضر عِنْد قاضيها وَغَيره، وسافر مَعَ بني جبر مخطوبا فِي ذَلِك ليقيم عِنْدهم مدرسا أَو قَاضِيا.

720 -

خَليفَة بن مُحَمَّد بن خَليفَة بن سَالم الْخُزَاعِيّ الفاخوري الْمَكِّيّ /. حضر فِي الرَّابِعَة سنة سبع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة على الْعِزّ بن جمَاعَة السِّيرَة النَّبَوِيَّة الصُّغْرَى لَهُ وَأَجَازَ فِي الاستدعاءات، وَكَانَ خَادِم المولد النَّبَوِيّ بِرَأْس شُعَيْب بني هَاشم من مَكَّة، خيرا دينا أضرّ بِأخرَة وَانْقطع بمنزله، وَمَات فِي مستهل الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِمَكَّة، وَدفن بالمعلاة. ذكره التقي بن فَهد فِي مُعْجَمه.

721 -

خَليفَة بن مَسْعُود بن مُوسَى المغربي الجابري الْمَالِكِي نزيل بَيت الْمُقَدّس ووالد مُحَمَّد / الْآتِي وَيُسمى عبد الرَّحْمَن أَيْضا وَلكنه بخليفة أشهر وَنسبه بَعضهم فَقَالَ خَليفَة بن مَسْعُود بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ فَالله أعلم. أَقَامَ بِبَيْت الْمُقَدّس دهرا وَولى مشيخة المغاربة وَصَارَت لَهُ وجاهة وجلالة وتزايد اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ وذكروه بالصلاح والتعبد وَالْفضل، وَلكنه كَانَ يقرىء كَلَام ابْن عَرَبِيّ، وَاعْتذر عَنهُ الْكَمَال بن الْهمام فَإِنَّهُ مِمَّن لقِيه بِبَيْت الْمُقَدّس بِأَنَّهُ لم يكن يعْتَقد مَا ينْسب لِابْنِ عَرَبِيّ وَإِنَّمَا كَانَ يؤول كَلَامه غَلطا مِنْهُ بِتَأْوِيل كَلَامه قَالَ والغلط لَا يخرج الانسان عَن الصّلاح، أَو نَحْو هَذَا مِمَّا سَمعه مِنْهُ صاحبنا الْكَمَال بن أبي شرِيف، وَمِمَّنْ أَخذ عَن خَليفَة هَذَا وَلَده. مَاتَ فِي لَيْلَة السبت مستهل ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بِبَيْت الْمُقَدّس وَدفن بمقبرة ماملا رحمه الله وَعَفا عَنهُ، وبلغنا عَن الشهَاب بن سُلَيْمَان بن عوجان قَاضِي الْمَالِكِيَّة بالقدس وجد ابْن أبي شرِيف هَذَا لأمه أَنه رأى فِي الْمَنَام وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة أَنه لما دخل للسلام عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ سلم على غفير ايلياء إِذا رجعت إِلَيْهَا قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله وَمن هُوَ قَالَ خَليفَة.

722 -

خَليفَة المغربي ثمَّ الْأَزْهَرِي /. شيخ مُعْتَقد انْقَطع بِهِ لِلْعِبَادَةِ نيفا وَأَرْبَعين سنة. مَاتَ فَجْأَة بالحمام فِي حادي عشري الْمحرم سنة تسع وَعشْرين وَصلى عَلَيْهِ بالجامع ثمَّ دفن بالصحراء وَوجد لَهُ شَيْء كثير وَكَانَ مُحْتَرما مهابا زَائِد لخفر رحمه الله.

خَليفَة المغربي نزيل بَيت الْمُقَدّس. / مضى فِي ابْن مَسْعُود بن مُوسَى.

723 -

خَليفَة الضَّرِير نزيل المشهد النفيسي / وإمامه مِمَّن يحضر عِنْدِي فِي الصرغتمشية وَله إِلْمَام بِمَا يشبه الْوَعْظ بِدُونِ إتقان وَلَا ضبط. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

ص: 187

724 -

خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ بن مُوسَى الْغَرْس أَبُو الْجُود بن الْبُرْهَان بن الزين الزبيرِي الْقرشِي الْأَسدي البهوتي الأَصْل الدمياطي القاهري الشَّافِعِي / وَيعرف قَدِيما بالمنهاجي والقرشي ثمَّ الْآن بِإِمَام مَنْصُور ومُوسَى جده الْأَعْلَى مدفون عِنْد الشَّيْخ أبي الْفَتْح الوَاسِطِيّ باسكندرية وَابْنه عَليّ كَانَ ذَا ثروة من بهائم وأراض وَغير ذَلِك فتجرد وَانْقطع إِلَى الله فِي بهوت مُنْفَردا بهَا حَتَّى مَاتَ حَسْبَمَا أَخْبرنِي بذلك صَاحب التَّرْجَمَة وانه ولد فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بدمياط وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ على الْفَقِيه مُوسَى البهوتي وَالِد عبد السَّلَام وَعبد الرَّحْمَن وَحفظ عقيدتي الاسلام للغزالي واليافعي والعمدة وأربعي النَّوَوِيّ والشاطبية والرائية ومقدمة فِي التجويد لِابْنِ الْجَزرِي وَكَذَا للخرفاني وألفية الحَدِيث والمنهاج الفرعي والفصول لِابْنِ المجدي وألفية النَّحْو مَعَ الملحة وَشَرحهَا لمؤلفها وقواعد ابْن هِشَام وتصريف الزنجاني ورسالة الْمِيقَات للجمال المارداني والجداول الزينية فِي الْمِيقَات وبديعية شعْبَان الآثاري وَعرض ذَلِك على عَليّ ابْن مُحَمَّد الهيثمي ثمَّ الطبناوي مَعَ أَخذ الْمِيقَات عَنهُ والتقويم وجداول الْأَهِلّة بقرَاءَته بل وَجَمِيع صَحِيح مُسلم من نُسْخَة كتبهَا بِخَطِّهِ، وَكتب لَهُ إجَازَة بِكُل ذَلِك أرجوزة دون خمسين بَيْتا رَأَيْتهَا، ووقفت بِخَط صَاحب التَّرْجَمَة على أَشْيَاء كرباعيات النَّسَائِيّ وألفية ابْن مَالك وإيساغوجي ورسالة ابْن أَيُّوب فِي الطِّبّ بل قَرَأَ على شَيخنَا حديثين من أول البُخَارِيّ وحديثا من أول الشفا بعد سَمَاعه من لفظ المسمع للمسلسل بِشَرْطِهِ ولسنده بالكتابين بِقِرَاءَة غَيره وَذَلِكَ فِي سادس ربيع الثَّانِي سنة إِحْدَى وَخمسين وكتبت أَنا لَهُ بذلك ثبتا وَصَححهُ شَيخنَا وَفِي تَارِيخه أَيْضا على الزين رضوَان الْمُسْتَمْلِي الْبَعْض من الْكِتَابَيْنِ الْمَذْكُورين بعد سَمَاعه للمسلسل أَيْضا من لَفظه وَأَجَازَ لَهُ وَأثبت ذَلِك بِخَطِّهِ وَقَرَأَ رباعيات النَّسَائِيّ على كل من النَّجْم مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القلقشندي والشرف يحيى العلمي الْمَالِكِي وجود الْقُرْآن على الشَّمْس العطائي إِمَام المعينية الْآتِي وَأخذ فِي الْفِقْه عَن البوتيجي بل قَرَأَ عَلَيْهِ الاذكار، وَقَرَأَ فِي الْفِقْه أَيْضا على النُّور بن القزيط الْمحلي)

محلّة أبي عَليّ الغربية من السنهورية بهَا وَعرض عَلَيْهِ عقيدة الْغَزالِيّ من إحيائه فِي شعْبَان سنة تسع وَخمسين وَوَصفه بِالْعَدْلِ الرضي الْفَاضِل المحصل الْعَالم الْعَامِل وَأخذ الْمِنْهَاج تقسيما كَانَ أحد الْقُرَّاء فِيهِ عَن الْجلَال الْبكْرِيّ وفرائضه خَاصَّة عَن الْبَدْر حسن الْأَعْرَج والنحو وأصول الْفِقْه عَن الشهَاب أَحْمد بن عبَادَة الْمَالِكِي وَكَذَا النَّحْو والمنطق عَن السَّيِّد الْحَنَفِيّ نزيل الجوهرية

ص: 188

وَفِي النَّحْو فَقَط عَن الزين قَاسم النَّحْوِيّ وَيحيى العلمي الْمَالِكِي وَآخَرين وَفِي الْأُصُول فَقَط عَن الْعَلَاء الحصني وَفِي الصّرْف عَن التقي الحصني والميقات عَن حسن الصَّفَدِي والطتاوي وَعَلَيْهِمَا قَرَأَ فِي التصوف وَكَذَا على عمر الحصني وَعلم الدّين الاسعردي بل قَرَأَ على أَولهمَا صِيَانة الانسان من أَذَى النَّبَات والمعدن وَالْحَيَوَان لِابْنِ أَيُّوب القادري فِي دفع السمُوم وعَلى ثَانِيهمَا منظومة لَهُ فِي العقائد فِي سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَجَازَ لَهُ اقراءهما وَجَمِيع تصانيفه وَالْأول بطريقتي القادري والعجمي وَحضر دروس الْعَبَّادِيّ وَآخَرين، وسافر إِلَى طرابلس وبيروت فِي الْبَحْر وَإِلَى غَيرهمَا واختص بمنصور بن صفي وقتا وَسَماهُ امامه وجوهر المعيني وَآخَرين ثمَّ ترقى لأمير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله الْعِزّ عبد الْعَزِيز. وَدخل فِي أَشْيَاء كَالْوَصِيَّةِ على بني أبي الْفضل بن أَسد وَيذكر بهمة وَغَيرهَا، وَقد سمع مني أَشْيَاء كالمسلسل، وَأخذ عني مُؤَلَّفِي فِي مَنَاقِب الْعَبَّاس وَلَا بَأْس بفهمه.

725 -

خَلِيل بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ المالقي القاهري وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد المزور لقبور الصَّالِحين / الْآتِي. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة تسع وَسِتِّينَ وَكَانَ عاميا صَالحا. أرخه ابْنه.

726 -

خَلِيل بن إِبْرَاهِيم العنتابي الْخياط. / فِي أثْنَاء قَاسم بن أَحْمد بن أَحْمد ابْن مُوسَى وانه مَاتَ فِي سنة أَربع عشرَة بِالْقَاهِرَةِ. 727 خَلِيل بن إِبْرَاهِيم / صَاحب شماخي وَمَا والاها مِمَّا يزِيد على ثَلَاثَة آلَاف كورة. أَقَامَ فِي المملكة نَحْو أَرْبَعِينَ سنة بِدُونِ مُنَازع، وَصَارَ من أجل مُلُوك الشرق وَأَحْسَنهمْ سيرة وَأَكْثَرهم سياسة وأحزمهم رَأيا حَتَّى قيل إِن مُرَاد بك بن مُحَمَّد بك بن عُثْمَان أوصاه على ابْنه مُحَمَّد متملك الرّوم الْآن وَأمر وَلَده أَن لَا يخرج عَن طَاعَته ورأيه، وَكَانَ دينا خيرا يحض أَتْبَاعه على إِقَامَة الصَّلَاة وَلَا يتظاهر فِي بِلَاده بِفَاحِشَة بل غالبهم من مريدي الشَّيْخ عَليّ الاردبيلي وَلم يكن لَهُ سوى زَوْجَة بل الظَّن أَنه لم يتَزَوَّج غَيرهَا وَأما السراري فمائة، وَكَانَ مغرى بالصيد حَتَّى ان لَهُ ألف مَمْلُوك برسم حمل الطُّيُور بَين يَدَيْهِ وعساكره زِيَادَة على عشْرين ألف مقَاتل مَاتَ فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَاسْتقر بعده فِي المملكة ابْنه شروانشاه من زَوجته الْمشَار إِلَيْهَا.

728 -

خَلِيل بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أبي بكر بن مُحَمَّد غرس الدّين الدِّمَشْقِي الصَّالِحِي الشَّافِعِي وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي وَيعرف بِابْن اللبودي وبابن عرعر وبالبطائني. ولد وَسمع فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة الرائية من الزين عمر بن مُحَمَّد ابْن مُحَمَّد بن اللبان المقرىء بِسَمَاعِهِ لَهَا من التنوخي، ولقيته بِدِمَشْق فَسمِعت كَلَامه وَكتب على بعض الاستدعاءات وَرَأَيْت الْعِزّ بن فَهد أَخذ عَنهُ عَن الشهَاب

ص: 189

أبي الْعَبَّاس بن حجي أَنه سَمعه يَقُول رَأَيْت أبي فِي النّوم فَعرفت أَنه ميت فَقلت لَهُ كَيفَ أَنْت فَقَالَ بعد أَن تَبَسم طيب. فَقلت فأيما أفضل الِاشْتِغَال بالفقه أَو الحَدِيث فَقَالَ الحَدِيث بِكَثِير. مَاتَ.

729 -

خَلِيل بن أَحْمد بن أرغون شاه الشرفي شعْبَان بن حُسَيْن، / كَانَ جده مقدما عِنْده مِمَّن قتل حِين رَجَعَ مَعَه من عقبَة إيلة سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة وَولد لَهُ ابْنه أَحْمد بعد قَتله كَمَا تقدم ثمَّ كَانَ مولد هَذَا فِي سنة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَأمه ابْنة نَائِب عنتاب وَنَشَأ فَقَرَأَ وَحضر عِنْد بعض الْمَشَايِخ وَفِي عدَّة مواعيد وَهُوَ بحارة عبد الباسط، وَكَانَت أُخْته زوجا للناصري مُحَمَّد بن الظَّاهِر جقمق وَلذَا كَانَ حَاضرا كَيفَ صَار أَبوهُ سُلْطَانا وَشرح لي ذَلِك على وَجه مُفِيد.

730 -

خَلِيل بن أَحْمد بن جُمُعَة الْغَرْس الْحُسَيْنِي سكنا ثمَّ البهائي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بالفقيه خَلِيل. ولد بعد سنة سبع وَسبعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن وجوده وَحضر دروس الشَّمْس البوصيري والجلال البُلْقِينِيّ وَآخَرين بل لَا أستبعد أَن يكون قَرَأَ على الشهَاب الْحُسَيْنِي الْمَاضِي لرضاع كَانَ بَينهمَا وأتقن الْخط عِنْد الوسيمي أَو غَيره وَسمع من كتاب الْمَغَازِي إِلَى آخر الصَّحِيح على ابْن أبي الْمجد والختم فَقَط مِنْهُ على التنوخي والعراقي والهيثمي وَبَعض سنَن ابْن مَاجَه على الْجَوْهَرِي وَالشَّمْس المنصفي وجزء الْجُمُعَة للنسائي على السراج البُلْقِينِيّ واختص بِهِ وبولديه الْجلَال ثمَّ الْعلم وأدب بعض بني هَذَا الْبَيْت وَأم بمدرستهم، وتكسب بِالشَّهَادَةِ وبالنسخ بِحَيْثُ كتب بِخَطِّهِ الْكثير وَرُبمَا علم الْكِتَابَة، وتنزل فِي صوفية البيبرسية وَحدث بِجُزْء الْجُمُعَة أَخذه عَنهُ غير وَاحِد من أَصْحَابنَا، وَكَانَ خيرا مديما للتلاوة والتهجد وَالْجَمَاعَة قانعا باليسير متقللا من الدُّنْيَا متوددا ظريفا فكها حسن الْخط بارعا فِي الشُّرُوط رَاغِبًا فِي سَماع الحَدِيث بِحَيْثُ أَكثر السماع مسَاء على شَيخنَا رَأَيْته غير مرّة وَسمعت كَلَامه وَكَانَ يكثر من أَخذ مصحفي وتأمله لكَونه من قديم خطه، وَهُوَ مِمَّن كثر اخْتِصَاصه بالوالد، حج غير مرّة وجاور فِي آخر أمره أشهرا وَرجع فَمَاتَ فِي خَامِس عشري ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بعد زيارته النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَدفن بِالرَّوْحَاءِ الْمَعْرُوفَة الْآن ببيرطاز رحمه الله وإيانا.

731 -

خَلِيل بن أَحْمد بن حسن المطري وَيعرف بِابْن كبيبة تَصْغِير كبة وَهُوَ ابْن بركَة / الْآتِيَة فِي مُعْجم النَّسَائِيّ. ولد سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالمطرية وَنَشَأ بهَا وَأَجَازَ لَهُ غير وَاحِد مِنْهُم عَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين أَبُو بكر المراغي

ص: 190

وَالصَّلَاح الأرموي والشرف بن الكويك ولقيته بالمطرية فَقَرَأت عَلَيْهِ حَدِيثا وَاحِدًا. مَاتَ بعد السِّتين تَقْرِيبًا.

732 -

خَلِيل بن أَحْمد بن الْغَرْس خَلِيل بن عنَاق بِفَتْح الْمُهْملَة أَوله ثمَّ نون مُشَدّدَة وَآخره قَاف غرس الدّين أَو صَلَاح الدّين القاهري الْحَنَفِيّ، وَيعرف بِابْن الغرز. / ولد فِي رَجَب سنة سبع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن واشتغل بالنحو وَالْفِقْه وَغَيرهمَا وَمن شُيُوخه فِي النَّحْو نَاصِر الدّين البارنباري، وَكَذَا أَخذ عَن الْعِزّ بن جمَاعَة ولازم الْبَدْر البشتكي كثيرا فِي علم الْأَدَب حَتَّى فاق فِيهِ جدا ومدح الْأَعْيَان كشيخنا وأوردت فِي الْجَوَاهِر من مدحه فِيهِ قصيدة مَعَ لغز أَجَابَهُ عَنهُ وَأول الْجَواب:

(أمولاي غرس الدّين والفاضل الَّذِي

لَهُ ثَمَر الْآدَاب دانية الهذب)

(وَمن لَاحَ حَتَّى فِي ذرى الشرق فَضله

فَأجرى دموع الحاسدين من الغرب)

وَكَذَا أثبت هُنَاكَ تقريضا حسنا لشَيْخِنَا فِي مرثية نونية رثى بهَا صَاحب التَّرْجَمَة وَلَده بعد وَفَاته، وطارح الْفُضَلَاء أَخذ عَنهُ جمَاعَة مِنْهُم شَيخنَا ابْن خضر فَمن دونه وَحج وَدخل الشَّام وَكَانَ فَاضلا مفننا ظريفا كيسا فكها على سمنه مطمئن النَّفس حسن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ جدا يلبس زِيّ الْجند. مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة عَاشر شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بِالْقَاهِرَةِ رحمه الله وَمن نظمه:

(عجوزة حدباء عاينتها

تبسمت قلت استري فَاك)

(سُبْحَانَ من بدل ذَاك البها

بقبح أحداق وأحناك)

وَقَوله:)

(خليلي قد جعنا جَمِيعًا فبادرا

لبيت فلَان مُسْرِعين وسيرا)

(وَإِن تجدا قرقوشة فاجريانها

لنحوي وَإِن ان الْعَجِين فطيرا)

وَقَوله:

(وافيت مَحْبُوب قلبِي فِي جبايته

يَوْمًا وصادف ميعادا بِهِ اقتربا)

(فأخلف الْوَعْد لما جِئْت منتجزا

وَرَاح يمطل حَقًا ظَاهرا وجبا)

وَقَوله:

(خليلي ابسطالي الْأنس إِنِّي

فَقير مت فِي حب الغواني)

(وَإِن تجدا مداما أوقيانا

خذاني للمدامة والقيان)

وَفِي معجمي من نظمه أَشْيَاء وشعره سَائِر.

733 -

خَلِيل بن الشهَاب أَحْمد بن خَلِيل التروجي السكندري نزيل مَكَّة، / كَانَ مَلِيًّا كثير الْمُعَامَلَة للنَّاس. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَبَنوهُ الْآن سنة سبع وَتِسْعين بِمَكَّة.

734 -

خَلِيل بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن غَازِي بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن عبد الله

ص: 191

ابْن ثوران شاه الْملك الصَّالح ثمَّ الْكَامِل أَبُو المكارم بن الْأَشْرَف أبي المحامد ابْن الْعَادِل أبي المفاخر الأيوبي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ يحيى. اسْتَقر فِي مملكة حصن كيفا بعد قتل وَالِده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا على طَرِيقَته فِي محبَّة الْعلمَاء خُصُوصا الشَّافِعِيَّة، وَسَار فِي بِلَاده سيرة حَسَنَة وَنشر الْعدْل. قَالَ وَله نظم وَوَصفه أَيْضا بِأَنَّهُ من أهل الْفضل وَأَنه أرسل بديوان من شعره على عَادَة أَبِيه إِلَى الديار المصرية فقرضه لَهُ الأدباء، وَمن لطيف مَا وقفت عَلَيْهِ مِمَّا كتب لَهُ قَول الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ:

(أَبْرَح الشّعْر إِن غَدَتْ مِنْك فِي قَبْضَة الْيَد

غير بدع فَإِنَّهَا للخليل بن أَحْمد)

قَالَ شَيخنَا، وَقد انتقيت من الدِّيوَان الْمشَار إِلَيْهِ قَلِيلا وَمِنْه:

(بانوا فأجروا عيوني

من بعدهمْ كالعيون)

(فِي حبهم مت عشقا

يَا ليتهم قبلوني)

وانتقى من ديوانه غير ذَلِك، وأظن أَن شَيخنَا مِمَّن قرضه، وَاسْتمرّ فِي المملكة حَتَّى وثب عَلَيْهِ ابْنه فَقتله صبرا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين، ولقب بالعادل وَفِي تَرْجَمته من كتابي التبر المسبوك من نظمه غير ذَلِك، وَكَذَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي أنباء شَيخنَا مَا يُمكن استفادته هُنَا.

735 -

خَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ غرس الدّين السخاوي ثمَّ القاهري وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي، كَانَ فِي مبدئه عِنْد الزين القمني فِي مزوراته ثمَّ استنهضه الشَّيْخ فَصَارَ يرقيه لما هُوَ أَعلَى من ذَلِك مِمَّا يشبه التِّجَارَة وَأخذ هُوَ فِي شَيْء من هَذَا إِلَى أَن صحب الشَّمْس الحلاوي وَكيل بَيت المَال وَأحد خَواص الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته وَصَارَ يتَرَدَّد مَعَه إِلَيْهِ فاستخدمه فِي بعض مهماته بل واستنابه فِي نظر سعيد السُّعَدَاء وقتا وَصَارَت أَمْوَاله بذلك مرعية وَلَا زَالَ فِي نمو فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة هرع الأكابر فَمن دونهم إِلَيْهِ فِي قَضَاء مآربهم وعد فِي الْأَعْيَان وَقَرَأَ عِنْده الشهَاب الزُّهْرِيّ وَغَيره البُخَارِيّ وَولي نظر الْقُدس والخليل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين عوضا عَن طوغان نَائِب الْقُدس وَمَشى فيهمَا كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ مَشى الوزراء وَكتاب السِّرّ قَالَ وَقيل انه كَانَ أول أمره جابيا يجبي وعَلى كتفه خرج وَلم يكن لَهُ يَد فِي طرف من علم من الْعُلُوم بِالْكُلِّيَّةِ بل كَانَ يعد من الْعَوام. قلت لَكِن كَمَا بَلغنِي كَانَ فِيهِ بر وَخير ومعروف وَتَدين وَقد حج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس قبل رياسته وَبعدهَا، وَقد تَرْجمهُ المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَقَالَ انه قدمت بِهِ وبأخيه أمهما إِلَى الْقُدس وهما صبيان فنشآ بهَا

ص: 192

ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فاستوطنها مُدَّة وعانى المتجر وتعرف بالأمير جقمق وَصَحبه سِنِين وتحدث فِي أقطاعه وَمَا يَلِيهِ من نظر الْأَوْقَاف فَعرف بالنهضة وَشهر بِالْخَيرِ والديانة فَلَمَّا تسلطن جقمق لَازم حُضُور مَجْلِسه حَتَّى ولاه نظر الْقُدس والخليل انْتهى. مَاتَ بعد أَن أسن فِي جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين.

736 -

خَلِيل بن أَحْمد بن عِيسَى بن الصّلاح خَلِيل بن عِيسَى بن مُحَمَّد صَلَاح الدّين القيمري الْكرْدِي الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي. ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بالخليل وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن عِنْد إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن مَرْوَان وارتحل إِلَى الْقَاهِرَة فجوده على الزراتيتي والنور عَليّ بن حسب البوصيري وَغَيرهمَا، وَسمع على الشّرف بن الكويك جُزْء ابْن عَرَفَة والبطاقة وَأَشْيَاء وببلده المسلسل على شَيخنَا بالاجازة الشَّمْس أبي عبد الله التدمري وفقيهه ابْن مَرْوَان الْمَذْكُور والشهاب أَحْمد بن حُسَيْن النصيبي وَإِبْرَاهِيم بن حجي الْحُسَيْنِي عظيمات والشحنة الْأَحْنَف قَالُوا أنابه الْمَيْدُومِيُّ، وَكَذَا سمع على ابْن الْجَزرِي وَغَيره وتصدى للقراءات بِمَسْجِد الْخَلِيل وَقَرَأَ على الْعَامَّة فَانْتَفع بِهِ فِي ذَلِك وَحج لَقيته بالخليل فَقَرَأت عَلَيْهِ جزءي ابْن عَرَفَة والبطاقة، وَكَانَ خيرا دينا عَارِفًا بالقراءات. مَاتَ فِي سنة سبع وَسِتِّينَ، وجد أَبِيه مِمَّن أجَاز لشَيْخِنَا أبي هُرَيْرَة القبابي.

737 -

خَلِيل بن إِسْحَاق بن قازان الْغَرْس الخليلي / أحد خدام الْخَلِيل. ولد سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا، وَسمع جُزْء ابْن عَرَفَة التدمري، وَكَانَ يذكر أَنه حضر مجْلِس ابْن الْجَزرِي واسماعه هُوَ والتدمري وَابْن حجي وَيذكر لذَلِك امارات، وَكَانَ إنْسَانا حسنا حَافِظًا لِلْقُرْآنِ حسن المحاضرة يستحضر كثيرا من مقامات الحريري وَطلب مَعَ قَاضِي الْخَلِيل بِسَبَب أَمِير جرم فِي سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَحبس هُنَاكَ مُدَّة ثمَّ أفرج عَنهُ سنة ثَلَاث وَحضر إِلَى بَلَده صُحْبَة دقماق نَائِب الْقُدس وَنظر الْحَرَمَيْنِ فَتوفي بقرية عجلَان على مرحلة من بلد الْخَلِيل فِي شهر جُمَادَى سنة ثَلَاث وَتِسْعين فَنقل إِلَى بلد الْخَلِيل وَدفن بهَا رحمه الله.

738 -

خَلِيل بن إِسْمَاعِيل بن عمر العمريطي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الشَّاهِد أَخُو الشَّمْس مُحَمَّد / الْآتِي. تكسب بِالشَّهَادَةِ وتميز فِيهَا مَعَ جودة الْخط وَلكنه لَيْسَ بالمتين مَعَ أدب وحشمة وَقد حج وَسمع هُنَاكَ على التقي بن فَهد.

739 -

خَلِيل بن أميران شاه بن تيمور كور / الْمَاضِي أَبوهُ وجده ملك سَمَرْقَنْد بعد جده فِي حَيَاة وَالِده وأعمامه لكَونه كَانَ مَعَه عِنْد وَفَاته سنة سبع وَثَمَانمِائَة فَلم يجد النَّاس بدا من سلطنته وَعَاد بجنة جده يُرِيد سَمَرْقَنْد وَقد استولى على

ص: 193

الخزائن وَتمكن من الْأُمَرَاء والعساكر ببذله لَهُم الْأَمْوَال الْعَظِيمَة حَتَّى دخلُوا فِي طَاعَته سِيمَا وَفِيه رفق وتودد مَعَ حسن سياسة وَصدق لهجة وَجَمِيل صُورَة فَلَمَّا قَارب سَمَرْقَنْد تَلقاهُ من بهَا وهم يَبْكُونَ وَعَلَيْهِم ثِيَاب الْحداد وَمَعَهُمْ التقادم فقبلها مِنْهُم ودخلها وجثة جده فِي تَابُوت أبنوس بَين يَدَيْهِ وَجَمِيع الْمُلُوك والأمراء مشَاة مكشوفة رُءُوسهم حَتَّى دفنوه وَأَقَامُوا عَلَيْهِ العزاء أَيَّامًا ثمَّ أَخذ صَاحب التَّرْجَمَة فِي تمهيد مَمْلَكَته، وَملك قُلُوب الرّعية بالاحسان واستفحل أمره وَجَرت حوادث إِلَى أَن مَاتَ بِالريِّ مسموما فِي سنة تسع، ونحرت زَوجته سَاد ملك نَفسهَا بخنجر من قفاها فَهَلَكت من ساعتها ودفنا فِي قبر وَاحِد، ثمَّ قتل وَالِده أميران بعده بِقَلِيل، وَولي مَكَانَهُ بير عمر، وَطول يُوسُف بن تغري بردى تَرْجَمته تبعا للمقريزي فِي عقوده.

740 -

خَلِيل بن أبي البركات بن مُوسَى صَلَاح الدّين بن سعد الدّين وَيعرف كسلفه بِابْن أبي الهول /. أحد كتاب المماليك. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَهُوَ صَاحب الْجَامِع الَّذِي ببركة قرموط، وَكَانَ مَسْجِدا قَدِيما فوسعه وَعمل فِيهِ خطْبَة ورتب فِيهِ أَرْبَاب وظائف، وَحج غير مرّة.

741 -

خَلِيل بن أبي بكر بن عَليّ بن عبد الحميد غرس الدّين الأندلسي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي وَالِد الشَّمْس مُحَمَّد وأخو عمر / الآتيين وَيعرف كسلفه بِابْن المغربل. نَشأ فحفظ الْقُرْآن وَقطعَة من التَّنْبِيه ثمَّ اشْتغل بِالْقيامِ بعياله وَتزَوج صَالِحَة ابْنة النُّور عَليّ بن السراج بن الملقن وأنجبها وَلَده الْمشَار إِلَيْهِ وداوم التِّلَاوَة وَالْعِبَادَة حَتَّى مَاتَ فِي ثامن عشر رَمَضَان سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة.

خَلِيل بن حسن بك بن عَليّ بك بن قرا يلوك. /

742 -

خَلِيل بن حسن بن حرز الله / قَاضِي الفلاحين. كَانُوا يرجعُونَ إِلَيْهِ فِي أُمُور الفلاحة وَكَانَ شَاهدا بِبَعْض المراكز وَقد حضر على الحجار وَغَيره. مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة إِحْدَى. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

743 -

خَلِيل بن خضر العجمي. / حَدِيث بالخليل سنة أَربع وَثَمَانمِائَة فِي جمَاعَة بالمسلسل بالأولية عَن الْمَيْدُومِيُّ. رَوَاهُ لنا عَنْهُم التقي أَبُو بكر القلقشندي.

744 -

خَلِيل بن دنكز / أحد الْأُمَرَاء العشرات. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث. أرخه الْعَيْنِيّ.

745 -

خَلِيل بن سبرج بِكَسْر الْمُهْمَلَتَيْنِ بَينهمَا مُوَحدَة سَاكِنة وَآخره جِيم / وَضَبطه شَيخنَا فِي سنة تسعين من تَارِيخه بِضَم أَوله وثالثه فيحرر غرس الدّين الكمشبغاوي كمشبغا خازندار صرغتمش الْمَالِكِي كَانَ أَبوهُ نَائِب قلعة مصر

ص: 194

فولد لَهُ هَذَا وَذَلِكَ فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَمَات أَبوهُ وَهُوَ ابْن سِتّ فِي سنة تسعين فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشّرف مُوسَى الدفري الْمَالِكِي والرسالة لِابْنِ أبي زيد واللمع للتلمساني، واشتغل يَسِيرا وَسمع بعض التَّرْغِيب للأصفهاني على النجمي البالسي والحلاوي فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَأَجَازَ لَهُ فِيهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَأَبُو الْعَبَّاس بن الْعِزّ وَابْن أبي النَّجْم وَابْن صديق وَابْنَة ابْن المنجا وَآخَرُونَ، وَحدث وأسمع شَيخنَا أَبُو النَّعيم عَلَيْهِ وَلَده ودلني عَلَيْهِ فَقَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا بإجازته من أبي هُرَيْرَة قبل أَن أَقف على مسموعه الْمشَار إِلَيْهِ، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي صفر سنة سبع أَو ثَمَان وَسِتِّينَ رحمه الله.

746 -

خَلِيل بن سعد بن عِيسَى بن عَليّ الْقرشِي القاهري الْقَارِي / امام مدرسة آل مَالك بِالْقربِ من المشهد الْحُسَيْنِي. ولد بعد الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا وعني بالقراءات وَسمع على ابْن الْقَارِي مشيخته تَخْرِيج الْعِرَاقِيّ وَعَلِيهِ وعَلى خَلِيل بن طرنطاي صَحِيح البُخَارِيّ، وَحدث سمع مِنْهُ الطّلبَة سمع عَلَيْهِ من شُيُوخنَا الزين رضوَان وَعبد السَّلَام الْبَغْدَادِيّ والتقي الشمني والعز الْكِنَانِي الْحَنْبَلِيّ وَمن قبلهم الكلوتاتي والكمال الشمني وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه فَقَالَ أجَاز لِابْني مُحَمَّد وَمَات فِي أَوَائِل سنة تسع عشرَة. قلت وَهَكَذَا أرخه المقريزي فِي عقوده وَرَأَيْت من قَالَ سبع عشرَة وَكَأَنَّهُ تحرف فَالله أعلم.

747 -

خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ الْأَذْرَعِيّ القابوني وَالِد شَيخنَا الزين عبد الرَّحْمَن / لَعَلَّه الْآتِي فِي ابْن عبد الله، وقفت على الْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة بِخَطِّهِ.

748 -

خَلِيل بن شاهين غرس الدّين الشيخي شيخ الصفوي الظَّاهِرِيّ برقوق وَالِد عبد الباسط / الْآتِي. ولد فِي شعْبَان سنة ثَلَاث عشرَة وَثَمَانمِائَة بالحارة الخاتونية من بَيت الْمُقَدّس فَلَمَّا بلغ خم عشرَة سنة تحول مَعَ أَبِيه إِلَى الْقَاهِرَة وَحفظ الْقُرْآن واشتغل ونظم فَأكْثر، ولازم بعد أَبِيه خدمَة أزبك الدوادار قَلِيلا فِي جملَة مماليكه ثمَّ صَار بعد الْقَبْض عَلَيْهِ من جملَة مماليك الْأَشْرَف برسباي بسفارة صهره زوج أُخْته الخواجا إِبْرَاهِيم بن قرمش ثمَّ ولاه نظر اسكندرية ثمَّ حجوبيتها ثمَّ نظر بيع البهار الْمُتَعَلّق بالذخيرة ثمَّ فِي سنة سبع وَثَلَاثِينَ نيابتها وشكر فِي مباشراته ثمَّ تزوج بأصيل أُخْت خوند جلبان أم الْعَزِيز وحملت إِلَيْهِ إِلَى اسكندرية فَدخل بهَا وَصَارَ عديلا للأشرف ثمَّ استقدمه الْقَاهِرَة على إمرة طلبخاناه وَقرر فِي نظر دَار الضَّرْب ثمَّ نَقله إِلَى الوزارة وَلكنه استعفى مِنْهَا بعد مُدَّة يسيرَة وَأمره أَن يحضر الخدم مَعَ المقدمين ثمَّ سَافر فِي سنة أَرْبَعِينَ أَمِيرا على الْمحمل ثمَّ ولي نِيَابَة

ص: 195

الكرك فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف صرفه الظَّاهِر عَن نيابتها وولاه اتابكية صفد طرخانا ثمَّ ظهر لَهُ نصيحته فولاه نِيَابَة ملطية فاستمر فِيهَا زِيَادَة على أَربع سِنِين تَقْرِيبًا، قدم فِي غضونها الْقَاهِرَة مرَّتَيْنِ نقل فِي الثَّانِيَة مِنْهُمَا عَنْهَا إِلَى أتابكية حلب ثمَّ امتحن بهَا وسجن بقلعتها مُقَيّدا لشكوى نائبها مِنْهُ ثمَّ أطلق بعناية شَيخنَا وَأقَام بحرم الْخَلِيل طرخانا، وأنعم عَلَيْهِ بِمَا يزِيد على كِفَايَته ثمَّ نقل إِلَى نِيَابَة الْقُدس ثمَّ أعفي مِنْهَا بعد مُدَّة وَتوجه إِلَى دمشق على تقدمة بهَا كَانَت مَعَه حِين النِّيَابَة ثمَّ أضيف إِلَيْهِ إمرة عشرَة زِيَادَة على التقدمة ثمَّ صرف عَنْهُمَا ثمَّ ولي إمرة الْحَاج الدِّمَشْقِي مرّة فِي آخر الْأَيَّام الظَّاهِرِيَّة وَأُخْرَى فِي أول الدولة الأشرفية إينال وَأعْطى إمرة عشْرين بطرابلس طرخانا فَتوجه إِلَيْهَا ثمَّ أُعِيد إِلَى)

دمشق على إمرة عشْرين طرخانا ورام الْمُؤَيد اعطاءه تقدمة بِالْقَاهِرَةِ فعوجل وَلَكِن أقره الظَّاهِر خشقدم على امرته الْمشَار إِلَيْهَا بهَا معفيا عَن سَائِر الكلف السُّلْطَانِيَّة بل وَأذن لَهُ بالاقامة فِي الْقَاهِرَة وَأَن يحضر مَجْلِسه فِي الاسبوع مرَّتَيْنِ لمسامرته ومنادمته ثمَّ حقد عَلَيْهِ وَأخرج إمرته وَأمره بالتوجه لبيت الْمُقَدّس فالتمس مِنْهُ أَن يكون بِمَكَّة فَأذن لَهُ وَتوجه مِنْهَا مَعَ الْحَاج الْعِرَاقِيّ إِلَى الْعرَاق وَدخل الْحلَّة وبغداد وَغَيرهمَا، فَلَمَّا مَاتَ الظَّاهِر رَجَعَ إِلَى حلب ثمَّ إِلَى طرابلس فتمرض حَتَّى كَانَت منيته بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَلَاث وَسبعين وَدفن بهَا فِي تربة كَانَ أعدهَا لنَفسِهِ وَكَانَ يتعانى الْأَدَب مَعَ اشْتِغَال ومشاركة فِيهِ ومذاكرة حَسَنَة بالتاريخ وَالشعر وَفهم جيد وَقد خمس الْبردَة وكتبت عَنهُ مَا أَنْشدني لنَفسِهِ مِمَّا أودعته فِي الْجَوَاهِر وخاطب بِهِ شَيخنَا:

(وقائلة من فِي الْقُضَاة بأسرهم

يلازم تقوى الله طرا بِلَا ضجر)

(ويرأف فِي الْأَحْكَام بالخلق كلهم

وَيَدْعُو لَهُم فِي كل ليل إِلَى السحر)

(فَقلت لَهَا فَهُوَ الإِمَام أولو النهى

وَذَاكَ شهَاب الْعَسْقَلَانِي بني الْحجر)

(لَهُ كتب فِي كل فن لقارىء

وَشرح عَجِيب للْبُخَارِيّ من الْخَبَر)

(وَفِي النَّحْو والتصريف لم ير مثله

كَذَا فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَفِي الْأَثر)

فَأَجَابَهُ شَيخا بِمَا كتبته عَنهُ أَيْضا:

(أيا غرس فضل أثمر الْعلم والندى

فَللَّه مَا أزكى وَمَا أطيب الثَّمر)

(يجود وينشي بَالغا مَا أَرَادَهُ

فمستطلع درا ومستنزل الدُّرَر)

(لَك الْخَيْر قد حركت بالنظم خاطرا

لَهُ مُدَّة فِي الْعُمر ولت وَمَا شعر)

(وقلدت جيدي طوق نعماك جائدا

فغالا ونطقا صَادِقا الْخَبَر وَالْخَبَر)

ص: 196

(مُنَاسبَة اسمينا خَلِيل وَأحمد

لرأس أولى النّظم الإِمَام الَّذِي غبر)

وَكَذَا عِنْدِي من مراسلاته مَعَ شَيخنَا غير ذَلِك، وَقد كتبت لي وَلَده تَرْجَمته بِخَطِّهِ وَقَالَ إِن شَيخنَا أجَازه بالفتيا والتدريس بعد أَن لَازمه رِوَايَة ودراية حَتَّى كَانَ مِمَّا سَمعه عَلَيْهِ مَنَاقِب الشَّافِعِي من تأليفه وَشهد لَهُ بِأَنَّهُ شَارك أهل الْعلم فِي فنونهم مُشَاركَة فطن، إِلَى غير ذَلِك مِمَّا أوردهُ شَيخنَا فِي عدَّة سجعات قَالَ وَلَده وَله نَحْو ثَلَاثِينَ مصنفا فِي الْفِقْه وَالتَّفْسِير وَالتَّعْبِير والتاريخ والانشاء وَغَيرهَا سمى يُوسُف بن تغري بردى مِنْهَا الْمَوَاهِب فِي اخْتِلَاف الْمذَاهب)

مُرَتّب على أَبْوَاب الْفِقْه والمنيف فِي الانشاء الشريف، والكوكب الْمُنِير فِي أصُول التَّعْبِير والاشارات فِي علم الْعبارَات والدرة المضية فِي السِّيرَة المرضية، وديوان شعره وَهُوَ فِي عدَّة مجلدات وَقَالَ إِنَّه أنْشدهُ قصيدة قَالَهَا للْملك الظَّاهِر. فِي شرح حَاله حِين عزل عَن أتابكية حلب قصد فِيهَا الْوَزْن والقافية وانه وجد لَهُ مذاكرة بالشعر والتاريخ بِحَسب الْحَال.

749 -

خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد غرس الدّين الْأنْصَارِيّ الخليلي الشَّافِعِي أَخُو إِبْرَاهِيم الْمَاضِي وَيعرف بِابْن قوقب /. ولد سنة ثَمَان وَثَمَانمِائَة وَسمع شَرِيكا لِأَخِيهِ من ابْن الْجَزرِي وَإِبْرَاهِيم بن حجي والتدمري وَأحمد بن الْحسن النصيبي وَآخَرين، ولقيه بعض الطّلبَة فَأخذ عَنهُ واستجازه لبَعض الْأَوْلَاد وَكَانَ خيرا نَاب فِي إِمَامَة مَسْجِد الْخَلِيل وقتا وَعِنْده كَمَا قَالَ أَخُوهُ مُشَاركَة قَالَ وَالظَّاهِر انه قَرَأَ فِي النَّحْو على ابْن رسْلَان. مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي سنة أَربع وَسبعين رحمه الله.

751 -

خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن أَحْمد النويري الْمَكِّيّ. / أجَاز لَهُ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين الْعِرَاقِيّ والبلقيني وَابْن الملقن وَآخَرُونَ. خَلِيل بن عبد الرَّحْمَن صَلَاح الدّين بن الكويز أَخُو الْعلم دَاوُد الْآتِي. قدم مَعَ مؤيد شيخ إِلَى الْقَاهِرَة بعد قتل النَّاصِر فرج سنة خمس عشرَة، وَكَانَ يُبَاشر ديوانه حِين كَانَ نَائِب دمشق فَلَمَّا تسلطن قربه وَأَدْنَاهُ وولاه نظر ديوَان الْمُفْرد. وَعظم وعد فِي الْأَعْيَان حَتَّى مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث وَعشْرين، وَكَانَ الْجمع فِي جنَازَته وافرا إِلَّا أَن السُّلْطَان لم يحضر، وَدفن فِي تربة كمشبغا الْحَمَوِيّ وَأقَام الْقُرَّاء على قَبره أسبوعا على الْعدة، وَكَانَ فِيمَا قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه متواضعا كثير البشاشة حسن الملتقي كثير الصَّدَقَة.

752 -

خَلِيل بن عبد الْقَادِر بن عَليّ بن حمائل بِالْمُهْمَلَةِ أَبُو عبد الْقَادِر النابلسي / كَانَ أَبوهُ نقيب القَاضِي الشَّافِعِي بنابلس، وَرُبمَا حضر عِنْد القلقشندي بِبَيْت

ص: 197

الْمُقَدّس فَكتب من أجل انتمائه لَهُم اسْم وَلَده هَذَا فِي بعض الاستدعاءات المؤرخة برمضان سنة ثَمَان وَتِسْعين الَّتِي أجَاز فِيهَا أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَغَيره، بل سمع على الشَّمْس مُحَمَّد بن سعيد الْمَقْدِسِي جُزْءا فِيهِ منتقى من ثمانيات النجيب سنة عشر وَثَمَانمِائَة أنابه الْمَيْدُومِيُّ وَنَشَأ بعد ذَلِك متصرفا بِأَبْوَاب الْقُضَاة ولقيته بنابلس فَقَرَأت عَلَيْهِ بهَا جُزْءا، وَمَات بعد السِّتين تَقْرِيبًا.

753 -

خَلِيل بن عبد الْقَادِر بن عمر بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم صَلَاح الدّين أَبُو سعيد حفيد شيخ بلد الْخَلِيل السراج أبي حَفْص الجعبري الأَصْل الخليلي الشَّافِعِي سبط الْخَلِيل الشهَاب القلقشندي / الْمَاضِي والآتي أَبوهُ وجده وجد أَبِيه. ولد فِي الْمحرم سنة تسع وَسِتِّينَ وَثَمَانمِائَة بِبَلَد الْخَلِيل وَنَشَأ بِهِ فحفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو والشاطبيتين وَعرض على الشَّمْس بن حَامِد والنجم بن جمَاعَة والبرهان بن أبي شرِيف، وَبحث بِبَيْت الْمُقَدّس على الْأَخير فِي جمع الْجَوَامِع وعَلى أبي الْفضل بن الإِمَام شيخ النحاسية بِدِمَشْق فِي الْمِنْهَاج ثمَّ لَازم الْكَمَال بن أبي شرِيف فِي فنون وَقَرَأَ عَلَيْهِ كتبا، وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه وجده فبحث عَليّ فِي شرح النخبة وَسمع مني المسلسل بل قَرَأَ عَليّ السّنَن للشَّافِعِيّ رِوَايَة الْمُزنِيّ وجزء ابْن بخيت وَغير ذَلِك، وَكَذَا قَرَأَ عَليّ الخيضري والسنباطي والديمي وَسمع عَليّ حفيد يُوسُف العجمي وَأبي السُّعُود الغراقي وَعبد الْغَنِيّ بن الْبِسَاطِيّ وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل الشَّام وَغَيرهَا وَطلب وَكتب وَفِيه نباهة فِي الْجُمْلَة وَفضل وتمييز وقراءته لَا بَأْس بهَا وَكَذَا كِتَابَته وَكَثُرت مراسلاته لي بالأسئلة وَفِي بَعْضهَا: وَوَاللَّه ثمَّ وَالله إِنَّنِي دَاع لكم كثيرا فَإِن فِي حَيَاتكُم للْعَالم غَايَة الْجمال وَكتب لبَعض أَصْحَابه وَإِن تقبلُوا أيادي شَيخنَا وأستاذنا حَافظ الاسلام وحيد دهره الشَّيْخ شمس الدّين السخاوي ختم الله لَهُ بِخَير وفسح فِي أَجله لنفع خدام السّنة الشَّرِيفَة وَسَائِر الْمُسلمين واعلامه أَن الْمَمْلُوك كثير الدُّعَاء فِي صحائفه وَالثنَاء على شيمه الطاهرة.

754 -

خَلِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن دَاوُد بن عَمْرو بن عَليّ بن عبد الدَّائِم الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل المجدلي الْمَقْدِسِي الشَّافِعِي أَخُو أبي الْعَبَّاس أَحْمد الْوَاعِظ / الْمَاضِي. ولد فِيمَا أملاه على بعض الطّلبَة سنة خمس وَعشْرين وَأَنه حفظ الْقُرْآن والمنهاج وَجمع الْجَوَامِع وألفية النَّحْو وَعرض على الْجمال بن جمَاعَة والْعَلَاء بن الرصاص واشتغل على أَخِيه، وَسمع عَلَيْهِ وعَلى الْعِزّ الْقُدسِي وماهر كثيرا بل أَخذ بِدِمَشْق عَن البلاطنسي والبدر بن قَاضِي شُهْبَة والزين الشاوي والتقي الْأَذْرَعِيّ فِي آخَرين وبطرابلس عَن السوبيني وبالقاهرة عَن الْعلم البُلْقِينِيّ والمناوي والمحلي أَخذ

ص: 198

عَنهُ شَرحه لجمع الْجَوَامِع والبامي وخضر عِنْد القاياتي يَسِيرا. وَكَذَا أَخذ فِي العقليات عَن التقي والْعَلَاء الحصنيين، وَمِمَّا أَخذه عَن ثَانِيهمَا حَاشِيَة السَّيِّد على شُرَيْح العقائد ونظام الْحَنَفِيّ وَأَجَازَ لَهُ شَيخنَا وَابْن الديري وَالشَّمْس الشنشي وَغَيرهم وناب فِي الْقَضَاء بِالْقَاهِرَةِ عَن جمَاعَة ثمَّ اسْتَقل بِقَضَاء نابلس وصفد وَأكْثر هَذَا يحْتَاج إِلَى تَوْثِيق، نعم حضر عِنْد الصّلاح المكيني، وناب عَنهُ فِي الْقَضَاء ثمَّ اسْتَقر فِي قَضَاء الْقُدس ومشيخة صلاحيته بسفارة الدواداريشبك من مهْدي وعد أمره فيهمَا من النَّوَازِل، وَآل أمره إِلَى أَن صرف عَنْهُمَا فَعَن الْقَضَاء بالشهاب ابْن عبِّيَّة وَعَن المشيخة بالكمال بن أبي شرِيف، وَكَانَ مجاورا بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَلم أره لاشتغاله فِيمَا بَلغنِي بالضعف حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة مِنْهَا، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ غير موثوق بِهِ كأخيه وَولده عَفا الله عَنْهُم.

755 -

خَلِيل بن عبد الله الْأَذْرَعِيّ وَيعرف بالقابوني / ذكره شَيخنَا فِي أنبائه وَقَالَ كَانَ صَالحا مُبَارَكًا مُنْقَطِعًا عَن النَّاس مثابرا على الْعِبَادَة كتب الْكثير للنَّاس بِخَطِّهِ الْحسن وَمن ذَلِك كَمَا وقفت عَلَيْهِ الْمَوْجُود من صَحِيح ابْن خُزَيْمَة، قَلِيل الْكَلَام كثير الْحَج مَعَ فقره، وَكَانَ النَّاس يأتمنونه على الصَّدقَات الَّتِي يُرِيدُونَ إرسالها إِلَى مَكَّة ويستبشر بِهِ المكيون إِذا حج لِكَثْرَة إحسانه إِلَيْهِم وَكَانَ للشاميين فِيهِ اعْتِقَاد زَائِد. مَاتَ بالطاعون فِي صفر سنة أَربع عشرَة وَله ثَلَاث وَسِتُّونَ سنة، وَكَانَت جنَازَته فِيهَا النَّائِب وَالنَّاس. قلت وَأَظنهُ وَالِد شَيخنَا الزين عبد الرَّحْمَن بن الشَّيْخ خَلِيل القابوني فَإِن يكنه فَهُوَ الصّلاح أَبُو الصَّفَا خَلِيل بن سَلامَة بن أَحْمد بن عَليّ.

756 -

خَلِيل بن عبد الله خير الدّين البابرتي العنتابي الْحَنَفِيّ نزيل الْقَاهِرَة ووالد مُحَمَّد / الْآتِي.

قَالَ الْعَيْنِيّ قدم من الْبِلَاد الشمالية فِي حُدُود سنة خمس وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة فتنزل بالصرغتمشية واشتغل كثيرا ثمَّ بالبرقوقية فِي أَيَّام الْعَلَاء ثمَّ السَّيْف السيراميين ولازم ثَانِيهمَا فِي الْعُلُوم وَتزَوج ابْنَته، وَكَانَ يعاشر الْأُمَرَاء كثيرا فسعوا لَهُ فِي قَضَاء الْحَنَفِيَّة عِنْد النَّاصِر فَأجَاب وَلكنه لم يتم. مَاتَ وَقد زَاد على السِّتين سنة تسع وَخلف كتبا كَثِيرَة، وَكَذَا قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه انه عين مرّة لقَضَاء الْحَنَفِيَّة فَلم يتم وَزَاد أَنه ولي قَضَاء الْقُدس فِي سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَكَانَ فَاضلا فِي مذْهبه محبا للْحَدِيث وَأَهله مذاكرا بِالْعَرَبِيَّةِ كثير الْمُرُوءَة.

757 -

خَلِيل بن عبد الْوَهَّاب بن سُلَيْمَان بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر صَلَاح الدّين بن نجم الدّين الْأنْصَارِيّ بن الشيرجي /. ولد سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة وتفقه قَلِيلا وباشر كثيرا من أوقاف الْمدَارِس كالشامية الجوانية. وَكَانَ قوي

ص: 199

النَّفس كثير الحشمة وَالْكَرم يتَرَدَّد إِلَيْهِ أَعْيَان الْفُقَهَاء وَهُوَ الَّذِي عمر الشاميتين بعد حريقهما فِي فتْنَة اللنك ثمَّ ضعف جَانِبه وَقَوي عَلَيْهِ الْحُكَّام وَصَارَت إِقَامَته بالمجدل وقف الشامية، وَآل أمره إِلَى فقر شَدِيد. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة)

أَربع وَعشْرين وَهُوَ آخر من بَقِي من آل بَيتهمْ. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه.

758 -

خَلِيل بن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْجَلِيل الشَّيْخ أَبُو الصَّفَا الْقَرَافِيّ الْمصْرِيّ المقرىء الْحَنْبَلِيّ ظنا وَيعرف بالمشبب بِمُعْجَمَة وموحدتين أولاهما مُشَدّدَة مَكْسُورَة. / ولد سنة خمس عشرَة وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا سمع من الْبَدْر بالقرافة دهرا طَويلا، وَكَانَ مُنْقَطِعًا بسفح الْجَبَل، وللملك الظَّاهِر برقوق وَغَيره فِيهِ اعْتِقَاد كَبِير وَيقبل الظَّاهِر شَفَاعَته، وَقد اجْتمعت بِهِ وَسمعت قِرَاءَته وَصليت خَلفه، وَمَا سَمِعت أشجى من صَوته فِي الْمِحْرَاب. قَالَه شَيخنَا فِي أنبائه إِلَّا مولده. زَاد فِي مُعْجَمه: وَكَانَ يرتل الْفَاتِحَة وَيُرْسل فِي السُّورَة. وَمن تلامذته الْمَشْهُورين بِحسن الْقِرَاءَة الزرزاري وَابْن الطباخ وَغَيرهمَا وَقد أثبت السراج بن الملقن اسْمه فِي طَبَقَات الْقُرَّاء لَهُ، وبيض لَهُ وَأما ابْن الْجَزرِي فَإِنَّهُ قَالَ مُحَرر ضَابِط مجود دين صَالح من خِيَار عباد الله رَأَيْته بِمَسْجِد اللؤلؤة من القرافة الصُّغْرَى وَأَخْبرنِي أَنه قَرَأَ على إِبْرَاهِيم الحكري والسراج عمر الدمنهوري، قَرَأَ عَلَيْهِ النُّور عَليّ بن مُحَمَّد بن المهتار والنور عَليّ الضَّرِير إِمَام الشَّافِعِي ومظفر الْقَرَافِيّ وَمُحَمّد الزَّيْلَعِيّ وَعبد الْمُعْطِي مُؤذن خانقاه قوصون، وَألف كراسا فِي النَّحْو، وَهُوَ على خير كثير بَارك الله لَهُ ثمَّ أضرّ وأقعد. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى زَاد المقريزي فِي عقوده فِي ربيع الأول، وَقَالَ غَيرهمَا انه كَانَت لَهُ طَريقَة فِي الْقِرَاءَة مَعْرُوفَة، قَالَ وَكَانَ يُنكر على جمَاعَة من قراء الاجواق بِحَيْثُ أَنه كَانَ إِذا مر بهم وهم يقرؤن يسد أُذُنَيْهِ، وَسيرَته حَسَنَة وطريقته جميلَة وَقد حبس رزقه بالجيزية جعل مآلها للحرمين وَجعل النّظر فِيهَا لقَاضِي الْحَنَابِلَة، وَكَأَنَّهُ حنبلي بل يُقَال إِن الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ جزم بذلك رحمه الله ونفعنا ببركاته.

759 -

خَلِيل بن عَليّ بن أَحْمد بن بوزبا بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْوَاو وَفتح الزَّاي بعْدهَا مُوَحدَة غرس الدّين الْمصْرِيّ. / ولد فِي سنة خمس وَعشْرين وَسَبْعمائة وَلم يرْزق السماع على قدر سنه وَلكنه سمع جُزْءا من حَدِيث أبي عَليّ الْحسن بن الْقسم الكوكبي على الشَّمْس مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن نمير المقرىء الْكَاتِب بن السراج وَحدث بِهِ قَرَأَهُ على شَيخنَا وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَن تكسب بِالشَّهَادَةِ وَكَانَ من شُهَدَاء الْقيمَة

ص: 200

أسن جدا وارتعش، وَقَالَ فِي أنبائه أَنه سمع ابْن نمير وَغَيره، وَلَو كَانَ سَمَاعه على قدر سنه لأتى بالعوالي. مَاتَ فِي شعْبَان سنة أَربع، وَهُوَ عِنْد المقريزي فِي عقوده.

760 -

خَلِيل بن عِيسَى بن عبد الله خير الدّين الْقُدسِي الْحَنَفِيّ وَالِد مُحَمَّد / الْآتِي وقاضي الْقُدس. مِمَّن وَأخذ عَنهُ ابْنه وَغَيره، وَمَات مسموما فِي سنة إِحْدَى وَاسْتقر بعده فِي قَضَاء الْقُدس موفق الدّين العجمي.

761 -

خَلِيل بن فرج بن برقوق الْغَرْس بن النَّاصِر بن الظَّاهِر /. ولد بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة أَربع عشرَة تَقْرِيبًا وَأمه أم ولد. دَامَ بِالْقَاهِرَةِ إِلَى أَن ملك الْمُؤَيد شيخ فَأرْسلهُ هُوَ وَأَخُوهُ مُحَمَّد إِلَى اسكندرية فحبسا بهَا فَأَما مُحَمَّد فَمَاتَ بالطاعون فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأما صَاحب التَّرْجَمَة فَبَقيَ فِي محبسه مُدَّة ثمَّ أطلق وَأذن لَهُ الْأَشْرَف بِالسُّكْنَى بهَا وَأَن لَا يركب إِلَّا لصَلَاة الْجُمُعَة على فرس من خُيُول نائبها وَاسْتمرّ إِلَى أَن رسم لَهُ الظَّاهِر بالركوب وَالنُّزُول وارساله فرسا بقماش ذهب، ثمَّ تكلم فِيهِ عِنْد السُّلْطَان بعض مماليكه بِمَا اقْتضى أَخذ الْخَلِيل وَمنعه من الْخُرُوج من بَاب الْبَحْر أحد أَبْوَاب اسكندرية، وَذَلِكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَصَارَ يركب فِي الْمَدِينَة خَاصَّة ثمَّ أذن لَهُ فِي سنة خمس وَخمسين فِي الْخُرُوج من الْبَاب الْمَذْكُور وأنعم عَلَيْهِ بفرس بقماش ذهب، وَلم يلبث أَن رسم لَهُ بِالْحَجِّ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا فَحَضَرَ إِلَى الْقَاهِرَة فِي نصف شَوَّال فَنزل عِنْد أُخْته خوند شقرا زَوْجَة جرباش المحمدي كرد أحد المقدمين حِينَئِذٍ وطلع إِلَى السُّلْطَان بالقلعة فَقَامَ إِلَيْهِ واعتنقه وَبَالغ فِي إكرامه حَتَّى إِنَّه أجلسه فَوْقه، ثمَّ نزل فَأَقَامَ بِبَيْت أُخْته إِلَى أَن سَافر لِلْحَجِّ، وَكنت هُنَاكَ فرأيته بل كنت أَحْيَانًا أرَاهُ بالدرب، وَلما عَاد كَانَ الظَّاهِر قد خلع نَفسه فِي مَرضه، وَاسْتقر وَلَده الْمَنْصُور فطلع إِلَيْهِ فألبسه كاملية بمقلب سمور ثمَّ عَاد الظَّاهِر فِي مَرضه ثمَّ نزل إِلَى تربة أَبِيه النَّاصِر فرج بالصحراء وَتوجه مِنْهَا امتثالا لِلْأَمْرِ إِلَى ثغر دمياط فِي يَوْمه فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَخمسين، وَدفن عِنْد الشَّيْخ فتح الأسمر ثَمَانِيَة أَيَّام ثمَّ نقل إِلَى الْقَاهِرَة فَدفن بتربة وَالِده فِي الْقبَّة الَّتِي تجاه قبَّة جده الظَّاهِر برقوق، وَذَلِكَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة، وَكَانَ فِيمَا قَالَ يُوسُف بن تغري بردى أَخْضَر اللَّوْن إِلَى الطول أقرب نحيف الْبدن أسود اللِّحْيَة عِنْده تمعقل ودهاء وَمَعْرِفَة مَعَ كبر وجبروت واسراف على نَفسه وانهماك فِي اللَّذَّات عَفا الله عَنهُ.

762 -

خَلِيل بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم غرس الدّين الْعَطَّار الْمقري /. ولد سنة خمس وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضها فِي سنة تسع عشرَة على

ص: 201

الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والعز بن جمَاعَة والبرهان البيجوري وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ والشهاب أَحْمد بن عبد الله القلقشندي وأجازوا ل واشتغل يَسِيرا وتعانى قِرَاءَة الجوق فَتقدم فِيهَا، وَصَارَ أحد الْأَفْرَاد استجازه بعض الطّلبَة لبَعض الْأَوْلَاد وَأَظنهُ تَأَخّر إِلَى بعد السِّتين.

763 -

خَلِيل بن مُحَمَّد بن خَليفَة بن عبد العال الحسباني ابْن عَم الشهَاب / الْمَاضِي وصهره على ابْنَته. ولي قَضَاء حسبان وَكَانَ خيرا دينا ورث من أَبِيه مَالا جزيلا غرم أَكْثَره فِي تَزْوِيج ابْنة عَمه الْمَذْكُور ثمَّ كَانَ آخر أمره أَن طلقت مِنْهُ. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْ عشرَة. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه.

764 -

خَلِيل بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ أبي مَدين عَليّ بن أَحْمد الرَّمْلِيّ ثمَّ الْمَقْدِسِي / الْآتِي جده. مِمَّن أَخذ عني

765 -

. خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن الْحَافِظ غرس الدّين وَصَلَاح الدّين أَبُو الصَّفَا وَأَبُو الْحرم وَأَبُو سعيد الاقفهسي الْمصْرِيّ الشَّافِعِي وَيعرف بالأشقر وبالأقفهسي. / ولد فِي سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا. وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه قَلِيلا وَكَذَا اشْتغل بالفرائض والحساب وَالْأَدب وَجلسَ مَعَ الشُّهُود وقتا ثمَّ أحب الحَدِيث قبيل التسعين وَتوجه لطلبه حَتَّى سمع الْكثير من الْكتب والأجزاء بقرَاءَته وَقِرَاءَة غَيره بِالْقَاهِرَةِ ومصر على خلق كثيرين كعزيز الدّين المليجي وَصَلَاح الدّين البلبيسي وتقي الدّين بن حَاتِم والشهاب المنفر وَالصَّلَاح الزفتاوي وَأبي الْفرج بن الشيخة والتاج الصردي وَالشَّمْس الْمُطَرز وَمَرْيَم الأذرعية.

ثمَّ حج فِي سنة خمس وَتِسْعين وجاور فَسمع بِمَكَّة من شيوخها كَابْن صديق وَابْن سكر. وَكَانَ عسرا فِي التحديث فَلم يزل يتلطف بِهِ حَتَّى سهل الله لَهُ. وَكَذَا سمع بِالْمَدِينَةِ من جمَاعَة ثمَّ قدم دمشق فِي سنة سبع وَتِسْعين فَأدْرك بهَا الشَّبَاب أَحْمد ابْن الْعِزّ وَأَبا هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ فَأكْثر عَنْهُمَا وَعَن غَيرهمَا، وَسمع الْكثير من حَدِيث السلَفِي بِالسَّمَاعِ الْمُتَّصِل وبالاجازة الْوَاحِدَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين فَسمع بهَا الْكثير أَيْضا مرافقا لشَيْخِنَا وَغَيره. وسافر صُحْبَة شَيخنَا إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فطلع هُوَ من جدة وَتوجه شَيخنَا وَغَيره. وسافر صُحْبَة شَيخنَا إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر فطلع هُوَ من جدة وَتوجه شَيخنَا إِلَى الْيمن فجاور سنة ثَمَانمِائَة وَأقَام بهَا الَّتِي تَلِيهَا لنذر كَانَ نَذره وَهُوَ إِن ملك ألف دِرْهَم فضَّة أَن يجاور سنة. فَلَمَّا لقِيه شَيخنَا فِي الْحَج سنة ثَمَانمِائَة أَخذ لَهُ من الشهَاب الْمحلي التَّاجِر ألف دِرْهَم فضَّة فَلَمَّا قبضهَا أعلمني بنذره وجاور ثمَّ رَحل إِلَى دمشق مرّة ثَانِيَة فَأَقَامَ بهَا وَقدم عَلَيْهِ شَيخنَا فرافقه فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة وَرجع مَعَه إِلَى الْقَاهِرَة ثمَّ حج فِي سنة أَربع وجاور سنة خمس فَلَقِيَهُ شَيخنَا فِي)

آخرهَا مستمرا على مَا يعهده من الْخَيْر وَالْعِبَادَة والتخريج والافادة وَحسن

ص: 202

الْخلق وخدمة الاصحاب وَخرج وَهُوَ بهَا لِلْحَافِظِ الْجمال بن ظهيرة معجما وبالقاهرة للمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ مشيخة وَاسْتمرّ مجاورا بهَا من تِلْكَ السّنة نَحْو سبع سِنِين مُتَوَالِيَة غير أَنه كَانَ زار الْمَدِينَة من مَكَّة ثَلَاث مرار وزار الطَّائِف مرّة وَلما حج فِي سنة إِحْدَى عشرَة توجه مَعَ قافلة عقيل إِلَى الحسا والقطيف لالزام بعض أَصْحَابه لَهُ بذلك وَركب الْبَحْر إِلَى كنباية من الْهِنْد ثمَّ رَجَعَ إِلَى هرموز ثمَّ جال فِي بِلَاد الْمشرق فَدخل هراة وسمرقند وَغَيرهمَا وَصَارَ يُرْسل كتبه إِلَى مَكَّة بالتشوق إِلَيْهَا وَإِلَى أَهله وَخرج الْكثير لنَفسِهِ وَغَيره سوى مَا تقدم فمما خرجه لنَفسِهِ المتباينات قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه فبلغت مائَة حَدِيث، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه رام إكمالها مائَة فَرَأَيْت بِخَطِّهِ تسعين وَأَحَادِيث الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة، وَمِمَّا خرجه لغيره مَا عمله للزين أبي الْفرج بن الشيخة وَهُوَ أَرْبَعُونَ حَدِيثا من مسموعه فِي الْأَدْعِيَة والأذكار سَمَّاهَا شعار الْأَبْرَار وَلست الْفُقَهَاء ابْنة أخي الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ صحابيا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا من شُيُوخ مَشَايِخ الْأَئِمَّة السِّتَّة عَن أَرْبَعِينَ شَيخا أَجَازُوا لَهَا، وَحدث كل مِنْهُمَا بذلك ونظم الشّعْر الْوسط ثمَّ جاد شعره فِي الغربة وطارح شَيخنَا مرَارًا بعدة مقاطيع وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَابْن مُوسَى والتقي بن فَهد، وَحدث باليسير، قَالَ التقي الفاسي: انه صَار يتَرَدَّد من هرموز إِلَى بِلَاد الْعَجم للتِّجَارَة وَحصل دنيا قَليلَة ثمَّ ذهبت مِنْهُ وَلم يتكسب مثلهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ وَكَانَ ماهرا فِي معرفَة الْمُتَأَخِّرين والمرويات والعوالي مَعَ بصارة فِي الْمُتَقَدِّمين ومشاركة فِي الْفِقْه والعربية وَمَعْرِفَة حَسَنَة للفرائض والحساب وَالشعر، وَله نظم كثير حسن وتخاريج حَسَنَة مفيدة لنَفسِهِ ولغير وَاحِد من شُيُوخه وأقرانه، قَالَ وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة والأخلاق ذَا مُرُوءَة كَبِيرَة وديانة وَقد تبصر فِي الحَدِيث كثيرا بالزين الْعِرَاقِيّ وبولده الْوَلِيّ وبالحافظ الهيثمي وبمذاكرة الحذاق من الطّلبَة وَالنَّظَر فِي التَّعَالِيق والكتب حَتَّى صَار مَشْهُور الْفضل وسمعته يذكر أَنه سمع حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ على عشرَة أنفس وَحَدِيث الحجار على أَزِيد من أَرْبَعِينَ نَفرا من أَصْحَابه وَلم يتَّفق لنا مثل ذَلِك، سَمِعت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة صاحبنا الْحَافِظ ابْن حجر شَيْئا يرويهِ من حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا مِمَّا قَرَأَهُ الْحَافِظ على مَرْيَم بإجازتها من الواني شيخ شَيْخه وشيئا من حَدِيث الْفَخر بن البُخَارِيّ بإجازته الْعَامَّة للموجودين بِدِمَشْق من ابْن أميلة وَكَانَ بهَا حِين الاجازة وَذَلِكَ بقرية الْمُبَارك من وَادي نَخْلَة الشامية وَسمعت مِنْهُ أَشْيَاء)

من شعره لَا تحضرني الْآن وَقَرَأَ عَليّ بعض تواليفي فِي تَارِيخ مَكَّة وَكثر أسفنا على

ص: 203

فِرَاقه ثمَّ مَوته، وَكَانَ مَوته فِي آخر سنة عشْرين ظنا غَالِبا بيزد من بِلَاد الْعَجم فِي مسلخ الْحمام عقب خُرُوجه من الْحمام قَالَ وبلغنا نعيه بِمَكَّة فِي موسم سنة إِحْدَى وَعشْرين، وَوَصفه شَيخنَا فِي مُعْجَمه بالمحدث الْمُفِيد الْحَافِظ قَالَ وَله تعاليق وفوائد وَمَا زَالَ مُنْذُ طلب فِي ازدياد وَهُوَ أمثل رفقتنا مُطلقًا وَقد انتفعت بثبته وأجزائه وَقَالَ انه سمع من لَفظه جُزْءا من حَدِيث الاسواري عَن حكايات الصّقليّ بِسَمَاعِهِ لَهُ على أَحْمد بن أَيُّوب بن المنفر أنابه الواني وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ الفاسي، وأرخ وَفَاته فَجْأَة فِي ذِي الْحجَّة سنة عشْرين وَوصل الْخَبَر بهَا فِي الَّتِي يَليهَا فأرخه بَعضهم فِيهَا وَهُوَ عِنْد الفاسي وَفِي عُقُود المقريزي.

766 -

خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن حسن غرس الدّين الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ اللبان وَيعرف بِابْن الجوازة بجيم مَفْتُوحَة ثمَّ وَاو مُشَدّدَة بعْدهَا زَاي ثمَّ هَاء. / ولد قبل سنة سبعين وَسَبْعمائة على مَا يَقْتَضِيهِ سَمَاعه فَإِنَّهُ سمع فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن الْعِمَاد بن أبي بكر بن أَحْمد بن عبد الحميد الْمَقْدِسِي الأول من أول حَدِيث ابْن السماك وَكَذَا سمع من عمر بن أَحْمد الجرهمي وَغَيره وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء ولقيته بصالحية دمشق فَقَرَأت عَلَيْهِ الْجُزْء الْمعِين وَغَيره، وَكن خيرا مثابرا على الْجَمَاعَات مُقبلا على شَأْنه.

مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَخمسين بالصالحية وَدفن بسفح قاسيون. وَمضى أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان الصَّالِحِي الْعَطَّار وَيعرف بِابْن الجوازة. وَسَيَأْتِي فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُحَمَّد بن شعْبَان وهما أَخَوان، وَكَانَ أَولهمَا عَم صَاحب التَّرْجَمَة وَالْآخر أَبوهُ. وَحِينَئِذٍ فَحسن فِي نسبه غلط.

767 -

خَلِيل بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَحْمُود صَلَاح الدّين بن نَاصِر الدّين بن شمس الدّين ابْن نور الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي عَم الْجمال مُحَمَّد / الْآتِي وَيعرف بِابْن السَّابِق. ولد بعيد الثَّمَانِينَ وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بحماة، وَنَشَأ بالمعرة لكَون أَبِيه كَانَ مباشرا بهَا فحفظ الْقُرْآن عِنْد الشَّيْخ يُوسُف الَّذِي ولي قضاءها بعد والتنبيه على قاضيها وعالمها الملحة فِي النَّحْو والمتقنة فِي الْفَرَائِض، وتدرب فِي توقيع الانشاء بقريبه الناصري بن الْبَارِزِيّ وَفِي الْحساب بالشرف مُوسَى مُسْتَوْفِي حماة فبرع فيهمَا جدا وترقى فِي المحاسن حَتَّى صَار من أَفْرَاد زَمَانه ديانَة وعقلا وجودة ومروءة وَمَكَارِم أَخْلَاق وعفة وعظمة عِنْد الْمُلُوك وَقد بَاشر نظر الدِّيوَان بحماة فَكَانَ النواب من تَحت أمره وَلَا يتقدمه أحد عِنْدهم وَمكث فِي كِتَابَة سرها خمْسا وَعشْرين

ص: 204

سنة، وَاسْتقر بِهِ الظَّاهِر جقمق لسابق خُصُوصِيَّة لَهُ بِهِ فِي نظر جَيش حلب فباشرها نَحْو خَمْسَة أشهر ثمَّ استعفى، وَرجع إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بهَا بطالا نَحْو سنة ثمَّ ولاه الظَّاهِر أَيْضا كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق فِي أَوَائِل سنة أَربع وَأَرْبَعين فباشرها نَحوا من ثَلَاث عشرَة سنة، وحمدت مباشراته كلهَا حَتَّى قَالَ الونائي أَنه رجل صَالح وَالله رافقته بِدِمَشْق مُدَّة فَمَا سمعته قطّ يتَكَلَّم فِي دَار الْعدْل إِلَّا بِمَا يخلصه من الله تَعَالَى، وَقَالَ لي ابْن أَخِيه وَالله مَا أعلم أَنه غش مُسلما وَلَا استشاره أحد إِلَّا وَأَشَارَ عَلَيْهِ بِمَا يُشِير بِهِ على نَفسه وَذكر لي من أَوْصَافه مَا يشْهد لوفور رياسته وديانته، وَقَالَ غَيره أَنه كَانَ من محَاسِن الدُّنْيَا لما اشْتَمَل عَلَيْهِ من الحشمة والرياسة والتواضع والبشاشة وَالدّين مَعَ حسن الشكل. مَاتَ مُنْفَصِلا عَن كِتَابَة السِّرّ بعد مرض طَوِيل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَخمسين وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير وَكَانَت جنَازَته حافلة رحمه الله وإيانا. وَغلط من سَمَّاهُ مُحَمَّدًا.

768 -

خَلِيل بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن أَحْمد بن سُلَيْمَان العباسي القاهري ابْن أخي أَمِير الْمُؤمنِينَ الْعِزّ عبد الْعَزِيز / الْآتِي. ولد فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَخمسين وَقدم مَكَّة لِلْحَجِّ بحرا فِي شَوَّال سنة سبع وَتِسْعين فاجتهد فِي الْعِبَادَة مُنْفَردا متجردا على طَريقَة التَّوَاضُع وَالْخَيْر وَالْأَدب وصحبته صاحبنا الشهَاب الْقُسْطَلَانِيّ وتكرر اجتماعي مَعَه فِي الطّواف وَغَيره، وأعلمني أَنه لم يحجّ أحد من الْخُلَفَاء المصريين وَأَبْنَائِهِمْ إِلَّا يحيى بن المستعين بِاللَّه العباسي الْآتِي

769 -

. خَلِيل بن مُحَمَّد الجندي الصُّوفِي بالخاتونية المقرىء / جمع السَّبع على الشّرف خَادِم السميساطية وأقرأ. مَاتَ فِي صفر سنة ثَلَاث عشرَة، أرخه شَيخنَا فِي أنبائه.

770 -

خَلِيل بن هرون بن مهْدي بن عِيسَى بن مُحَمَّد أَبُو الْخَيْر الصنهاجي الجزائري المغربي الْمَالِكِي نزيل مَكَّة /. اشْتغل بِبِلَاد الغرب بِالْعَرَبِيَّةِ وَغَيرهَا، وَلَقي هُنَاكَ جمعا من الْعلمَاء والصلحاء فحفظ عَنْهُم وَعَمن لقِيه بالديار المصرية والشامية والحجازية أَخْبَارًا حَسَنَة من حكايات الصَّالِحين، وَانْقطع بِمَكَّة نَحْو عشْرين سنة وَتزَوج بهَا زَيْنَب ابْنة اليافعي، وَقَرَأَ بِمَكَّة الْكثير على ابْن صديق والزين المراغي وَالْقَاضِي على النويري والشريف عبد الرَّحْمَن الفاسي وَأبي الْيمن الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وبالمدينة على إِبْرَاهِيم بن فَرِحُونَ وَسليمَان السقا وَجَمَاعَة وببيت)

الْمُقَدّس على أبي الْخَيْر بن العلائي وَالشَّيْخ مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد القرمي، وَعلي بن مُحَمَّد بن أَحْمد البعلي وَإِبْرَاهِيم وَمُحَمّد ابْني إِسْمَاعِيل القلقشندي وَطَائِفَة بِالْقَاهِرَةِ على السراج البُلْقِينِيّ

ص: 205

وباسكندرية على عبد الله بن أبي بكر الدماميني وَمُحَمّد بن يُوسُف بن أَحْمد السلار، وَكَانَ قد قَرَأَ بتونس على ابْن عَرَفَة، وَأَجَازَ لَهُ خلائق وَخرج لَهُ رَفِيقه الْجمال بن مُوسَى فهرستا لبَعض مسموعاته والتقط هُوَ مَا فِي الْكتب من الْأَحَادِيث القدسية وَجمع كتابا فِي الاذكار والدعوات سَمَّاهُ تذكرة الْأَعْدَاد لهول يَوْم الْمعَاد وَهُوَ كتاب جليل الْحسن كثير الْفَوَائِد وَاخْتَصَرَهُ. وَذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه بِاخْتِصَار جدا فَقَالَ اشْتغل بِالْعلمِ وَقَرَأَ الحَدِيث لَقيته بِمَكَّة قَدِيما وَسمعت من فَوَائده انْتهى. وأغفله الفاسي من تَارِيخ مَكَّة وبيض لَهُ المقريزي فِي عقوده فاستدركه ابْن فَهد على أَولهمَا. وَمَات فِي ثامن رَمَضَان سنة سِتّ وَعشْرين بِالْمَدِينَةِ النَّبَوِيَّة وَدفن بِالبَقِيعِ وَقد قَارب السِّتين.

خَلِيل بن أبي الهول. / فِي ابْن أبي البركات.

771 -

خَلِيل بن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم التَّاجِر صهر أخي أبي بكر ووالد أَحْمد الْمَاضِي. كَانَ منجمعا على النَّاس مُقبلا على معيشته وشأنه مسيكا مَعَ نوع توسعة. مَاتَ فِي سنة إِحْدَى وَسبعين عَفا الله عَنهُ.

772 -

خَلِيل بن الْوَزير جمال الدّين بن بِشَارَة الدِّمَشْقِي /. كَانَ شَابًّا فطنا ذكيا محبا للتاريخ جمع تَارِيخا وَكَانَ يؤرخ الْحَوَادِث ويضبطها ويذاكر بأَشْيَاء حَسَنَة إِلَّا أَنه مقبل على اللَّهْو. مَاتَ قبل الكهولة فِي سنة خمس عشرَة. ذكره شَيخنَا فِي أنبائه.

773 -

خَلِيل الْغَرْس الكناوي نِسْبَة لكفر كُنَّا الدِّمَشْقِي الشَّافِعِي أَظُنهُ الْمَعْرُوف باللدي / فَإِن يكنه فقد ولي مشيخة الاقراء بِجَامِع بني أُميَّة بعد الزين خطاب وَكَذَا بدار الحَدِيث الأشرفية وَأم بمقصورة الْجَامِع نِيَابَة وتلقي ذَلِك عَنهُ بعد مَوته الشهَاب الرَّمْلِيّ وَكَانَ قد أَخذ الْعشْر عَن الشَّمْس بن النجار ولازمه وَشرح قصيدة ابْن الْجَزرِي فِي التجويد وَأكْثر الِاشْتِغَال فِي المعقولات حَتَّى برع فِيهَا وأقرأ الطّلبَة. خَلِيل غرس الدّين الْمَقْدِسِي الأَصْل ثمَّ الدِّمَشْقِي الذَّهَبِيّ المقرىء مِمَّن لَازم عبد النَّبِي المغربي بل أَخذ عَن البقاعي حِين كَانَ بِدِمَشْق كتب عَنهُ البدري فِي مَجْمُوعه قَوْله:

(كريم الدّين لَا تبخل بوصل

ورق لعبد رق فِيك مضنى)

)

(وَيَا قلبِي وَيَا كَبِدِي اسعفاني

إِذا لم يرضني عبدا فَأَنِّي)

(خَلِيل الْأَذْرَعِيّ. فِي ابْن عبد الله.

خَلِيل البابرتي. فِي ابْن عبد الله.)

خَلِيل التوريزي نَائِب اسكندرية وَيعرف بالشجاري، انْفَصل عَن النِّيَابَة فِي سنة سِتّ عشرَة وَثَمَانمِائَة أَو بعْدهَا بالبدر حسن بن محب الدّين الطرابلسي. خَلِيل صَاحب شماخي. فِي ابْن إِبْرَاهِيم. خَلِيل اليوسفي المهمندار. يَأْتِي فِي قانباي.

776 -

خَمِيس جرباش الحسني مولى السَّيِّد حسن بن عجلَان الْقَائِد الْمَكِّيّ /. مَاتَ

ص: 206

خَارج مَكَّة فِي رَمَضَان سنة تسع وَأَرْبَعين وَحمل إِلَى مَكَّة فَدفن بمعلاتها. أرخه ابْن

777 -

فَهد خنافر بن عقيل بن وبير الحسني / أَمِير الينبوع. وَليهَا بعد هجان بن مُحَمَّد بن مَسْعُود بعد سنة سِتِّينَ ثمَّ انْفَصل بِسبع بن هجان ثمَّ أُعِيد إِلَى أَن قتل فِي مناطحة بَينه وَبَين سبع فِي سنة خمس وَسبعين.

778 -

خير بك وَقد تثبت فِيهِ الْألف بعد الْمُعْجَمَة من حتيب لَا حَدِيد كَمَا هُوَ على الْأَلْسِنَة الأشرفي برسباي: / صَار من بعد أستاذه فِي أَيَّام وَلَده خاصكيا وخازندارا صَغِيرا ثمَّ قربه الظَّاهِر جقمق لديانته إِلَى أَن جعله فِي أَوَاخِر دولته دوادارا صَغِيرا ثمَّ جعله الْأَشْرَف أَمِير عشرَة ثمَّ الْأَشْرَف قايتباي وَكَانَت بَينهمَا خُصُوصِيَّة أَمِير طبلخاناه ثمَّ صيره أحد المقدمين، فَلَمَّا قتل الدوادار يشبك من مهْدي سَأَلَ فِي اقطاع تقدمته مَعَ وظيفته فحنق مِنْهُ إِمَّا لعلمه بِمَا كَانَ بَينهمَا من التنافر حِين نقض مَا كَانَ انبرم مَعَ سوار حَتَّى أذعن للنزول إِلَيْهِم وَأدّى ذَلِك إِلَى لكم الدوادار لَهُ بِحَيْثُ سَقَطت بخفيفته وَلم ينتطح فِيهَا شَاتَان أَو لغير ذَلِك ثمَّ بعث إِلَيْهِ فِي الْحَال نَفَقَة الْخُرُوج إِلَى السّفر فقبلها لظَنّه اجابته فِيمَا سَأَلَ فِيهِ وَتصرف فِي معظمها فَلم يُحَقّق الْمَنْع امْتنع من السّفر وشافه السُّلْطَان بِمَا زَاده مِنْهُ حنقا ثمَّ توجه إِلَى قريب جَامع قيدان بالسبيل الَّذِي أنشأه هُنَاكَ فَأَقَامَ بِنَاء على أَنه يتْرك ويخلي سَبيله، وَبلغ السُّلْطَان فَبعث من أحضرهُ إِلَيْهِ، ثمَّ أودعهُ البرج واستحضر بركه ويرقه فَلم ير كَبِير شَيْء فَسَأَلَهُ عَن المَال الَّذِي بعث بِهِ إِلَيْهِ ووبخه فِي الْمَلأ وَهُوَ مَعَ ذَلِك قوي الْجنان ثَابت الجأش يتَكَلَّم بالمخاشنة حَتَّى كَانَ من كَلَامه أَنا لَا حَاجَة لي فِي الامرة وَلَا فِي الدُّخُول فِيمَا لَا يعنيني فَأَعَادَهُ إِلَى البرج بسكن نَائِب القلعة وَقَالَ حِينَئِذٍ لبَعض أَصْحَابه والمصحف بَين يَدَيْهِ قد جعلت الْأَمر بِهِ فِي جَانب وَتركهَا وَطلب الْآخِرَة فِي جَانب واستخرت الله مرَارًا فَلم ينشرح خاطري لغير التّرْك وَلما قَالَ مَا تقدم أخرجه مُقَيّدا)

فِي الْحَدِيد إِلَى دمشق صُحْبَة الاتابك أزبك فسجن بقلعتها وَقَالَ لي لم أكن فِي حَالَة أرْضى عَن الله عز وجل فِيهَا من تِلْكَ، إِلَى أَن أفرج عَنهُ وَبعث بإكرامه واحترامه ورسم لعائلته هُنَا بِخَمْسِمِائَة دِينَار وَله من قلعة دمشق بِأَلف دِينَار وَأَن يتَوَجَّه لمَكَّة فَتوجه لَهَا صُحْبَة الركب الشَّامي فوصلها وَكنت هُنَاكَ فَأَقَامَ بهَا على طَرِيقَته فِي الْعِبَادَة الزَّائِدَة والاشتغال بِالذكر والمذاكرة وَفِي أثْنَاء ذَلِك توجه لزيارة الطَّائِف وأجهد نَفسه فِي الطّواف وَالْقِيَام إِلَى أَن تعلل بِمَرَض حاد مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ دخل عَلَيْهِ الاسهال، وَمَات فِي منتصف ربيع الأول سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بالمعلاة

ص: 207

وَكَانَ قد كتب الْخط الْجيد واشتغل بالقراءات وبالفقه وأصول الدّين، وَكَانَ يفهم فِيهِ فِي الْجُمْلَة لَكِن رُبمَا توغل وأبرز أَمْثِلَة لَو سكت عَنْهَا كَانَ أولى بِهِ وحرص كل الْحِرْص على أذكار وأوراد وألفاظ يَأْتِي بهَا ملحنة وَيسْتَعْمل الْأَوْلَاد وَنَحْوهم فِي حفظهَا، كل ذَلِك مَعَ الْعقل ومزيد الدّيانَة والصدع بِالْحَقِّ والشجاعة والسياسة وَالتَّدْبِير ومحبة الْعلم وَالْعُلَمَاء وَالصَّالِحِينَ ومزيد الْأَدَب مَعَهم والتودد إِلَى النَّاس وَالْكَرم وَالْبر وَحسن السمت والفصاحة والبهاء، ومحاسنه كَثِيرَة وَهُوَ فَرد فِي أَبنَاء جنسه وَمن آثاره السَّبِيل الَّذِي أنشأه وَالْمَسْجِد والمكتب بِالْقربِ من جَامع الماس وَالْجَامِع الأنيق بزقاق حلب. وَكَذَا بَيت سكنه بِهِ وَمَا اخترعه بمقعده من الوزرات الرخام الدقي والعمد المموهة زِيَادَة على الْمُعْتَاد وَالْمَكَان الَّذِي عمله بالفيوم وَسَماهُ بالروضة اشْتَمَل على مزدرع قصب وَفَاكِهَة وبستان عَظِيم ومعصرة قصب وطاحون فاسي يَدُور بِالْمَاءِ بِدُونِ دَوَاب، وَصَارَ بَلَدا بِهِ مكَاتب أَطْفَال وَغَيرهَا وَفِيه خطْبَة واجراؤه المَاء بخليج كمل حفره ووسعه وَصَارَ مُتَّصِلا من الْيَمَانِيّ إِلَى الْمحلة قبل أَوَائِل جَرَيَانه بشهرين، وانتفع النَّاس بِهِ كثيرا، إِلَى غير ذَلِك من الدُّرُوس بالحرمين والقرب بهما وبغيرهما مِمَّا لم يشْتَرك مَعَه غَيره فِيهَا، وَقد جَلَست مَعَه كثيرا بل وَحضر عِنْدِي عدَّة مجَالِس بِمَكَّة كَانَ يجلس فِيهَا بِدُونِ حَائِل ويمنعني من ذَلِك رَغْبَة فِي مزِيد الْأَدَب وتعظيما للْعلم وَحَمَلته وَأحسن إِلَيّ بِمَا يثيبه الله عَلَيْهِ مَعَ الِاعْتِذَار، وَقد تزوج خَدِيجَة ابْنة الاتابك جرباش وَأمّهَا خوند شقرا ابْنة النَّاصِر وَله مِنْهَا السِّت فَاطِمَة صاهره عَلَيْهَا جَانِبك حبيب وبواسطتها كَانَ أَمر صدقاته منتظما بعض انتظام وَمَاتَتْ أمهَا فِي حَيَاته وَتزَوج حظية الظَّاهِر جقمق وَمَاتَتْ بعد إِخْرَاجه من الْقَاهِرَة فِي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ. وترجمته عِنْدِي أبسط من هَذَا رحمه الله وإيانا وعوضه الْجنَّة.) :::

779 -

خير بك الأشرفي برسباي البهلوان /. تَأمر عشرَة فِي دولة إينال ثمَّ نَفَاهُ الظَّاهِر خشقدم إِلَى الْبِلَاد الشامية ثمَّ صَار من مقدمي دمشق. وَمَات فِي وقْعَة سوار فِي شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين وَهُوَ فِي عشر السِّتين.

780 -

خير بك الأشرفي /. اسْتَقر فِي نظر الْحَرَمَيْنِ ونيابة الْقُدس بعد دقماق.

781 -

خير بك الأشرفي اينال / أحد العشرات وَيعرف بغمغم. مَاتَ فِي طاعون سنة سبع وَتِسْعين.

782 -

خير بك الظَّاهِرِيّ خشقدم. أَصله من مماليك سودون قرقاش فَاشْتَرَاهُ الظَّاهِر فِي أَيَّام إمرته وَعَمله بعد مُدَّة خازنداره وَلما تسلطن جعله من جملَة الخازندارية

ص: 208

الصغار ثمَّ أمره عشرَة ودام بِهِ على الخازندارية إِلَى أَن نَقله إِلَى الدوادارية الثَّانِيَة فِي شَوَّال سنة سبعين عوض جَانِبك كوهيه، وسافر فِيهَا أَمِير الْمحمل بعد أَن تزوج ابْنة الجمالي نَاظر الْخَاص بن كَاتب حكم واستولدها وحجت مَعَه، وَصَارَ هُوَ والشهباني حفيد الْعَيْنِيّ الْمرجع بِحَيْثُ كَانَا كفرسي رهان بل كَانَ عِنْد موت أستاذه عَظِيم الممالك الظَّاهِرِيَّة الخشقدمية والمتكلم عَنْهُم وَلذَا كَانَت ولَايَة الظَّاهِر بلباي بِرَأْيهِ وتدبيره وَلم يكن لَهُ مَعَه فِي مدَّته سوى الِاسْم ثمَّ نَقله الظَّاهِر تمربغا للدوادارية الْكُبْرَى فكافأه بالوثوب عَلَيْهِ وَأخذ أَتْبَاعه ممحاة الْملك والدرقة مِنْهُ وسلموهما لصَاحب التَّرْجَمَة وأجلسوه مَوضِع السُّلْطَان وَقيل إِنَّه سلطنوه وقبلوا لَهُ الأَرْض ولقبوه بالعادل وَنزل إِلَى الاسطبل السلطاني بخجداشيته الاجلاب مترقبا من يَجِيئهُ من غَيرهم مِمَّن كَانَ متواعدا مَعَه فخذلوه فَغير نقابه والتفت إِلَى جِهَة الظَّاهِر حِين علم الْعَجز وَالْغَلَبَة كل ذَلِك لَيْلًا وكف عَنهُ الظَّاهِر من رام قَتله وَلَكِن حَبسه بالخزانة الصَّغِيرَة من المقعد وَمَا تحرّك إِلَّا والأشرف قايتباي سُلْطَانا وبادر لحبس خير بك بالركب خاناه وَأخذ فِي جلب الْأَمْوَال من قبله ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى اسكندرية فسجن بهَا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ بالتوجه لمَكَّة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة على خير من اشْتِغَال وَنَحْوه ثمَّ شفع فِيهِ ليَكُون بِبَيْت الْمُقَدّس فأجيبت وَبلغ اصهاره ضعفه فَتوجه إِلَيْهِ نَاظر الْجَيْش وَأَخُوهُ ومعهما أختهما زَوجته لتقيم عِنْده فَكَانَ وصولهم إِلَى بلد الْخَلِيل فِي أَوَائِل ربيع الآخر سنة تسع وَسبعين وَثَمَانمِائَة فطرقهم الْخَبَر بِأَنَّهُ على خطر فَأَسْرعُوا إِلَيْهِ فأدركوه بآخر رَمق فأقاموا عِنْده يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ وَمَات، وَقد كنت فِي رَكبه مُتَوَجها إِلَى مَكَّة حَال عزه فَرَأَيْت مِنْهُ إِكْرَاما ومزيد أدب وَحسن عشرَة وَفهم عَفا الله عَنهُ.) :::

783 -

خير بك القصروي /. صَار بعد موت أستاذه من جملَة المماليك السُّلْطَانِيَّة إِلَى أَن ولاه الْأَشْرَف اينال ولَايَة الْقَاهِرَة فتمول بِحَيْثُ سعى فِي نِيَابَة القلعة حَتَّى وَليهَا ثمَّ فِي نِيَابَة غَزَّة فَلم تطل مدَّته فِيهَا، وَنقل إِلَى نِيَابَة صفد فَلم يلبث أَيْضا أَن انْفَصل عَنْهَا لعدم وفائه بِمَا وعد بِهِ فِي هَذِه الولايات وَنقل إِلَى إمرة بطرابلس، ثمَّ وَقعت لَهُ محن وتخومل وافتقر إِلَى أَن مَاتَ.

784 -

خير بك المؤيدي / شيخ الأجرود. صَار بعد أستاذه خاصكيا إِلَى أَن نَفَاهُ الْأَشْرَف إِلَى الشَّام حمية لجانبك اليشبكي جحا ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بإمرة هُنَاكَ ثمَّ جعله الظَّاهِر من مقدميها ثمَّ اتابكها ثمَّ أمْسكهُ فِي سنة سِتّ وَخمسين وحبسه لأمر

ص: 209