الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جهز لَهُ فداوي فَدخل عَليّ وَهُوَ جَالس مَعَ جمَاعَة فيهم إِمَام النَّائِب بِحَيْثُ لم يشْعر بِهِ سيف إِلَّا وَهُوَ على رَأسه فطعنه بسكين مَعَه وبادر سيف مختبلا ليقْتل فَعَادَت ضَربته على نَفسه وأدركه أَصْحَابه فَقتلُوا الفداوي بعد قَتله الْجَمَاعَة الَّذين كَانُوا عِنْد سيف وَاحْتَملُوا سَيْفا وَهُوَ حَيّ وَآل أمره إِلَى أَن قَتله ابْن عَمه عَامر بن عجل أخذا بثأر سُلَيْمَان بن عساف ابْن عَم سيف لكَونه كَانَ قَتله أَيْضا وَذَلِكَ فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ إِمَّا فِي آخر صفر أَو أول الَّذِي يَلِيهِ.
سيف بن عِيسَى سيف الدّين السيرامي. يَأْتِي فِي يُوسُف.
سيف بن بن جُبَير /.
(حرف الشين الْمُعْجَمَة)
شَاذ بك آخوخ يَعْنِي بِهِ جنسه، / يَأْتِي قَرِيبا.
1102 -
شاذبك الأشرفي برسباي وَيعرف بفرفور أتابك حماة /. مَاتَ فِي الْوَقْعَة السوارية سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين.
1103 -
شاذبك الأشرفي برسباي وَيعرف بشاذبك بشق / كَانَ من صغَار مماليك أستاذه وَأخرج بعده إِلَى الْبِلَاد الشامية وتنقل فِي عدَّة ولايات متخللا ذَلِك ببطالات إِلَى أَن صَار بِأخرَة أَمِير مائَة بِدِمَشْق ودوادار السُّلْطَان بهَا وسافر أَمِير الركب الشَّامي، فَمَاتَ فِي رُجُوعه بِالْقربِ من الكرك أَوَاخِر الْمحرم سنة ثَلَاث وَسبعين وَقد زَاد على الْخمسين.
1104 -
شَاذ بك الأشرفي قايتباي وَيُقَال لَهُ شَاذ بك آخوخ الطَّوِيل، / عمله أستاذه خاصكيا ثمَّ أَمِير عشرَة ثمَّ رَأس نوبَة مُضَافا لَهَا ثمَّ نَاب عَن ملج فِي نِيَابَة القلعة ثمَّ اسْتَقل بهَا بعد وَفَاته فَلَمَّا عَاد من التجريدة سنة أَربع وَتِسْعين اسْتَقر بِهِ دوادارا ثَانِيًا عوضا عَن قانصوه الألفي بِحكم انْتِقَاله مقدما، وَيذكر بفروسية وشكر لبَعض أَحْكَامه وَأَنه رفع الرَّسْم من رَأس نوبَته وبردداره وَأَنه لَا يَأْخُذ على الْأَحْكَام إِلَّا قدرا يَسِيرا وَأكْثر من التبرم من الدوادارية فصرف عَنْهَا بماميه وَأعْطى تقدمة مَعَ تعزز واظهار برغبته فِي التخلي عَن الامرة.
شاذبك بشقن / تقدم قَرِيبا.
1105 -
شاذبك الجكمي جكم من عوض /. تنقل بعد أستاذه إِلَى أَن اتَّصل بِخِدْمَة ططر، فَلَمَّا تسلطن عمله خاصكيا ثمَّ تَأمر عشرَة فِي أَوَائِل الدولة الأشرفية وَصَارَ من رُؤْس النوب ثمَّ من الطبلخاناه ثمَّ رَأس نوبَة ثَانِي ثمَّ ولي نِيَابَة الرها ثمَّ صرف على طبلخاناه بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قدمه الظَّاهِر وَصَارَ أَمِير الْمحمل ثمَّ نَاب بحماة ثمَّ وَجه إِلَى الْقُدس بطالا ثمَّ حبس بقلعة المرقب ثمَّ أُعِيد إِلَى الْقُدس فَلم يلبث أَن مرض وَطَالَ مَرضه حَتَّى مَاتَ فِي ربيع الأول سنة أَربع وَخمسين وَهُوَ فِي عشر السِّتين
تَقْرِيبًا، وَكَانَ قَصِيرا جدا وَعِنْده حِدة وَبَعض خفَّة متوسط السِّيرَة فِي فروسيته وأفعاله.
1106 -
شاذبك الجلباني أتابك دمشق / وَصَاحب الْمدرسَة الَّتِي بالقنوات مِنْهَا. مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَدفن بمدرسته. أَخْبرنِي بذلك امامها.
1107 -
شاذبك الصارمي إِبْرَاهِيم بن الْمُؤَيد شيخ /. صَار بعد موت سَيّده من مماليك وَالِده)
الْمُؤَيد ثمَّ أخرج إِلَى الْبِلَاد الشامية وتأمر هُنَاكَ وتنقل بالبذل حَتَّى صَار حَاجِب الْحجاب بطرابلس ثمَّ أتابك حلب ثمَّ نَائِب غَزَّة، وَلم يلبث أَن مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسِتِّينَ، وَقد قَارب السِّتين.
1108 -
شاذبك من صديق الاشرفي برسباي / شاد العمائر السُّلْطَانِيَّة وَأحد العشرات عوضا عَن بردبك المحمدي الطَّوِيل. مِمَّن رقاه الْأَشْرَف قايتباي للامرة وَغَيرهَا، وسافر فِي التجاريد غير مرّة.
1109 -
شاذبك طاز الخاصكي أحد مماليك الْأَشْرَف اينال. مَاتَ بالطاعون فِي يَوْم الْأَحَد منتصف ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَهُوَ أول مطعون فِيمَا قيل.
شاذبك فرفور. / مضى قَرِيبا.
1110 -
شاذبك الْفَقِيه /. أَمِير الراكز بِمَكَّة والمستقر بعد بيبرس الطَّوِيل. مَاتَ فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَاسْتقر بعده ازدمر قَصَبَة.
1111 -
شاذبك الْفَقِيه. / مَاتَ سنة أَربع وَسِتِّينَ فَينْظر إِن لم يكن أحد من سلف.
1112 -
شَاذ بك دوادار قجماس / نَائِب الشَّام. قتل فِي مصاففة بَين عَسْكَر الْأَشْرَف وعَلى دولات بمَكَان يُقَال لَهُ الأندرين فِي صفر سنة تسع وَثَمَانِينَ.
1113 -
شاذي الْهِنْدِيّ / عَتيق السراج عبد اللَّطِيف قَاضِي الْحَنَابِلَة بِمَكَّة. مَاتَ بِمَكَّة فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ.
1114 -
شَارِب بن عِيسَى وَيُسمى مُحَمَّدًا الصَّنْعَانِيّ / شيخها والمرجوع إِلَيْهِ فِيهَا. مِمَّن قدمه إِمَام صنعاء النَّاصِر بن مُحَمَّد، فَلَمَّا مَاتَ الإِمَام وثب عَامر بن طَاهِر عَلَيْهَا فملكها وَأقَام بهَا جمَاعَة من أَتْبَاعه، وأسكن مُحَمَّدًا ولد النَّاصِر فِيهَا ثمَّ عَن لَهُ اخراجه إِلَى تعز ليأمن على الْبَلَد مِنْهُ وَمن أَتبَاع أَبِيه واستشعر الْوَلَد بذلك فَكتب لشارب وَهُوَ فِي الْحُصُون ليأخذه عِنْده فبادر إِلَى الْمَجِيء لبابها القبلي فَكَسرهُ، وَأخذ الْوَلَد مظْهرا أَنه لَا رَغْبَة لَهُ فِي غير أَخذه لعلمه بعجزه عَنْهَا ثمَّ بدا لَهُ نهب بَيت يحيى الكراز شيخ من أَتبَاع عَامر بل توجه فرجم قصرهَا فَلم يكن بأسرع من خُرُوج أَتبَاع عَامر مِنْهُ عَجزا وَغَلَبَة وملكها شَارِب وَاسْتقر بهَا الْوَلَد وَبلغ ذَلِك عَامِرًا فجَاء ليستنقذها مِنْهُ فخذل، وَكَانَ ذَلِك سَبَب قَتله وَدفن هُنَاكَ وَأرْسل
أَخُوهُ عَليّ يسْأَل فِي نَقله إِلَى المعرانة فَمَا أذعنوا لذَلِك محتجين بِأَنا نتبرك بقبره وَكَأَنَّهُ للاستهزاء، وَيُقَال إِنَّه)
نقل، وشارب الْآن سنة سبع وَتِسْعين فِي قيد الْحَيَاة على شياخته وَهُوَ من عوام الزيدية.
1115 -
شَارِع بن سرعَان بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان الحسني الْمَكِّيّ /. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة خمس وَسِتِّينَ
1116 -
. شار بن إِبْرَاهِيم بن حسن بن عجلَان الحسني. / مَاتَ فِي ربيع الأول سنة ثَمَانِينَ بصوب الْيمن.
1117 -
شَاكر بن عبد الْغَنِيّ بن شَاكر بن ماجد بن عبد الْوَهَّاب بن يَعْقُوب علم الدّين بن فَخر الدّين بن علم الدّين الْمصْرِيّ الأَصْل القاهري / أحد الْأَعْيَان، وأكبر أشقائه الْخَمْسَة أمّهم ابْنة مجد الدّين كَاتب المماليك فِي الْأَيَّام الناصرية، وَيعرف كسلفه بِابْن الجيعان. ولد فِي سنة تسعين وَسَبْعمائة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا وتدرب بِأَبِيهِ وجده لأمه وَغَيرهمَا فِي الْخدمَة الْمُبَاشرَة وَغَيرهَا إِلَى أَن مهر وبواسطة جده لأمه اشْتهر فِي الدولة فَإِنَّهُ كَانَ يُبَاشر عَنهُ إِذا غَابَ وَاسْتقر بعد وَالِده فِي كِتَابَة الْجَيْش ثمَّ قَرَّرَهُ الْمُؤَيد بسفارة الزيني عبد الباسط فِي عمالة المؤيدية واقتدى بِهِ فِي ذَلِك الاشرف برسباي وَفِي أَيَّامه كَانَ يتَكَلَّم عَن الزين الْمشَار إِلَيْهِ فِي الخزانة وَغَيرهَا ورقاه جدا ثمَّ صَارَت الخزانة بعد اليهم مُضَافا لما كَانَ مَعَهم من اسْتِيفَاء ديوَان الْجَيْش، وَلَا زَالَ فِي ارتقاء وعلو إِلَى أَن صَار مرجعا فِي الدول وَعرف بجودة الرَّأْي وَحسن التَّدْبِير ووفور الْعقل وَقُوَّة الْجنان وَعدم المهابة للملوك فَمن دونهم من غير إخلال بالمداراة مَعَ السّكُون والتواضع والبذل الْخَفي، وَله مآثر وَقرب مِنْهَا الْجَامِع الَّذِي بِالْقربِ من أَرض الطبالة الْمَعْرُوفَة الْآن ببركة الرطلي وجامع بالخانقاه السرياقوسية وخطبة بمَكَان الْآثَار الشريف كَانَت نِيَّته فِيهَا صَالِحَة وَإِن كَانَ الْوَقْت غير مفتقر إِلَيْهَا وبر كثير للْفُقَرَاء وَأهل الْحَرَمَيْنِ بل وغالب من يَقْصِدهُ وَقرب من المنسوبين للصلاح والاكثار من زيارتهم والتأدب مَعَهم والمبادرة لمآربهم وَالْحِفْظ لأهل الْبيُوت والتوجع لمن يتَأَخَّر مِنْهُم واستجلاب من يفهم عَنهُ نوع جفَاء بالاحسان وَمن محاسنه انه اضْطر بالزحام للوقوف عِنْد سَبِيل الْمُؤَيد بالشارع وشاعرا يقْرَأ على الْمُتَوَلِي للسقي فِيهِ وظهره للمارة قصيدة لَهُ يهجو فِيهَا بعض الاقباط من غير تَعْيِينه فَسمع مِنْهَا إِلَى أَن زَالَ الزحام ثمَّ انْصَرف وَأمر من مَعَه بِطَلَب الشَّاعِر لَهُ إِلَى بَيته
فَقَالَ لَهُ من هَذَا التعس الَّذِي وَصفته بِمَا سمعته فَأعلمهُ بِهِ وَذكر لَهُ السَّبَب الْمُقْتَضِي لذَلِك فعذره وَبَالغ فِي تقبيح المهجو ثمَّ قَالَ أيمكنك أَن تُعْطِينِي هَذِه القصيدة وتمحو مسودتها إِن كَانَت)
وأصالحك عَنهُ بِكَذَا فأذعن أَو معنى هَذَا، وليتني أعلم من يغار من الْفُقَهَاء لأبناء جنسه كَهَذا، وَحج مرَارًا وفجع بِجَمِيعِ اخوته فَصَبر. قَالَ فِيهِ ابْن تغري بردى وهم أَي الاخوة أَصْحَاب الْحل وَالْعقد فِي الدولة فِي الْبَاطِن وَإِن كَانَ غَيرهم فِي الظَّاهِر فهم الاصل قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فهم أصلح أَبنَاء جنسهم انْتهى. وأنجب أَوْلَادًا أَجلهم علما وحلما وتواضعا ومحاسن الشرفي يحيى بل هُوَ فريد فِي مَجْمُوعه وَلم يزل على وجاهته حَتَّى مَاتَ فِي لَيْلَة الْجُمُعَة رَابِع عشر ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ بمنزله ببركة الرطلي وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد برحبة مصلى بَاب النَّصْر فِي مشْهد حافل جدا مَعَ غيبَة الْعَسْكَر ثمَّ دفن بتربتهم جوَار الاشرفية برسباي من الصَّحرَاء وَرَأَيْت لَهُ بعد مديدة مناما يشْهد بِخَير ثمَّ آخر، وَكَانَ قد أجَاز لَهُ باستدعاء مؤرخ بشعبان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة من أجل اخْتِصَاص عَمه التَّاج عبد اللَّطِيف بِبَعْض الْمُحدثين جمَاعَة كَثِيرُونَ مِنْهُم ابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي والزين المراغي وَالْمجد اللّغَوِيّ وَالصَّلَاح الارموي وَالْجمال الْحَنْبَلِيّ فاستجيز لذَلِك رحمه الله وإيانا وَعَفا عَنَّا.
1118 -
شامان بن زُهَيْر بن سُلَيْمَان السَّيِّد الْحُسَيْنِي / خَال صَاحب مَكَّة الجمالي مُحَمَّد. مَاتَ خَارِجهَا بالغد فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَحمل إِلَيْهَا فَدفن بهَا بعد أَن عاث فِي جازان وأفسد فَمَا كَانَ بأسرع من قصمه، وَكَانَ مَذْكُورا بالتجاهر بالرفض كبني حُسَيْن. أرخه ابْن فَهد وَسَيَأْتِي ابْنه فَارس
1119 -
. شاه رخ القان معِين الدّين سُلْطَان بن تيمور / ملك الشرق وسلطان مَا وَرَاء النَّهر وخراسان وخوارزم وعراق الْعَجم ومازندران ومملكة دُلي من الْهِنْد وكرمان وأذربيجان.
ذكره المقريزي فِي عقوده مطولا.
1120 -
شاهين الاشرفي / أحد الْحجاب قتل فِي تجريدة الْبحيرَة على يَد الْعَرَب فِي سنة ثَمَان وَسِتِّينَ.
1121 -
شاهين الأفرم الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بشاهين كتك بِفَتْح الْكَاف وَضم الْمُثَنَّاة الفوقانية وَمَعْنَاهُ أفرم. / مَاتَ فِي الرملة عِنْد توجههم إِلَى قتال نوروز فِي سنة سبع عشرَة. قَالَ شَيخنَا فِي انبائه وَكَانَ مَشْهُورا بقلة الدّين بل كَانَ بعض النَّاس يتهمه فِي اسلامه وَذكر لي الْبُرْهَان بن رِفَاعَة شَيْئا من ذَلِك وَوَصفه الْعَيْنِيّ بأدمان الْخمر واللواط قَالَ وَلم يشْتَهر عَنهُ خير وَلَا مَعْرُوف مَعَ كَثْرَة أَمْوَاله انْتهى
وَذكر غَيره أَن الظَّاهِر أنعم عَلَيْهِ بإمرة عشرَة فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بعد ركُوب عليباي عَلَيْهِ لكَونه قَاتل عَسْكَر عليباي أَشد قتال بِحَيْثُ أظهر من الفروسية والشجاعة مَا هُوَ غَايَة وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك اتِّفَاقًا وَإِلَّا فَهُوَ مِمَّن لم يكن رَاكِبًا مَعَ السُّلْطَان حِينَئِذٍ ثمَّ إِنَّه لم يفخر بذلك بل وَلَا طلع فِي يَوْمه القلعة فأعجب السُّلْطَان مِنْهُ ذَلِك كُله وأنعم عَلَيْهِ بِمَا تقدم، ثمَّ رقاه النَّاصِر ابْنه حَتَّى صَار أحد المقدمين ثمَّ أَمِير سلَاح ثمَّ كَانَ أحد من عين فِي الجالسين بَين يَدي النَّاصِر لقِتَال شيخ ونوروز فلحق بهما وَصَارَ من حزبهما فَلَمَّا قتل النَّاصِر اسْتَقر بِهِ شيخ قبل سلطنته ثمَّ بعْدهَا على عَادَته فِي إمرة سلَاح إِلَى أَن مَاتَ برملة لد وَهُوَ رَاجع مَعَ الْمُؤَيد بعد قَتله لنوروز وَهُوَ فِي أَوَائِل الكهولة قَالَ هَذَا المترجم وَكَانَ شجاعا مقداما عَاقِلا سيوسيا هادئا كَرِيمًا عَارِفًا بفنون الفروسية وركوب الْخَيل وأنواع الملاعب.
1122 -
شاهين الايدكاري الناصري / أحد أُمَرَاء حلب وَهُوَ غير الَّذِي قبله بل هُوَ مُتَأَخّر عَنهُ جدا.
1123 -
شاهين الجمالي نَاظر الْخَاص يُوسُف بن كَاتب جكم. / ولد تَقْرِيبًا فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وَقدم فِي سنة ثَلَاث وَخمسين وَقد بلغ ترقى إِلَى أَن عمل شادية جدة سِنِين وحمدت مباشراته بِالنِّسْبَةِ لغيره لعقله ورفقه وفهمه وَعدم هرجه وسكونه مَعَ اقباله على الْعلم وتطلعه للْقِرَاءَة فِيهِ بِحَيْثُ قَرَأَ على الزين قَاسم بن قطلوبغا شَرحه لختصر الْمنَار فِي أصولهم والقدوري عَلَيْهِ وعَلى الصّلاح الطرابلسي وعَلى النَّجْم ابْن قَاضِي عجلون الصّرْف والعربية وعَلى الْبَدْر المارداني فِي الْفَرَائِض والحساب وعَلى الْبَدْر بن خطيب الفخرية فِي الْعَرَبيَّة وعَلى الْفَخر الديمي فِي البُخَارِيّ والشفا غير مرّة وَغير ذَلِك فِي آخَرين، وَقد سمع عَليّ ومني أَشْيَاء وندبه السُّلْطَان للوقوف على عِمَارَته فِي البندقانيين والخشابين فَشكر، وَقد تزوج ابْنة أستاذه بعد موت خير بك ثمَّ فَارقهَا مَعَ كَونهَا ولدت مِنْهُ غير مرّة وماتوا ثمَّ تزوج حفيدته ابْنة الكمالي نَاظر الْجَيْش وَلكنه لم يدْخل بهَا إِلَى الْآن، وَاسْتقر بِهِ فِي مشيخة الخدام بِالْمَدِينَةِ وَفِي أثْنَاء ذَلِك رسم بتوجهه لنيابة جدة وأضاف لذَلِك فِي ثَانِي سنيها عمَارَة بِالْمَسْجِدِ الْمَكِّيّ كعلو بِئْر زَمْزَم ورفرف الْمقَام الْحَنَفِيّ ثمَّ سِقَايَة الْعَبَّاس، واجتهد بعد ذَلِك فِي إِجْرَاء عين حنين وتخلف عَن توجهه للمدينة بِمَكَّة سنة خمس وَتِسْعين لذَلِك وساعدته الْقُدْرَة الالهية بالأمطار، وَكَانَ أَمِير الركب الأول فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وتعب كثيرا بِمن كَانَ مَعَه ثمَّ عَاد لمباشرة المشيخة وَعمر الْمكتب والسبيل وَغَيرهمَا مِمَّا كَانَ وَهِي من عمَارَة الْملك، وَهُوَ كفؤ لكل مَا يُفَوض إِلَيْهِ
حسن)
النّظر والتأمل، وَله بِالْمَدِينَةِ مآثر وَقرب مَعَ تَجْدِيد أَمَاكِن واحياء أُخْرَى وانفاد أوقاته بِالْعبَادَة والتلاوة وَسَمَاع الحَدِيث والمطالعة والتطلع إِلَى الترقي فِي الْفَضَائِل، وَعِنْده من تصانيفي عدَّة مُضَافَة لما حواه من كتب الْعلم، وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ نادرة فِي أَبنَاء جنسه حَسَنَة من حَسَنَات الْوَقْت ومحاضرته جَيِّدَة وأدبه كثير وعقله شهير وَأهل طيبَة مسرورون بِهِ.
1124 -
شاهين الحسني الطواشي / تقدم فِي دولة النَّاصِر وَحج بِالنَّاسِ وَولي نظر البيبرسية وَغَيرهَا. ذكره الْعَيْنِيّ وأرخ وَفَاتَ سنة خمس عشرَة.
1125 -
شاهين دست الاشرفي الجمدار. / مَاتَ سنة سبع.
1126 -
شاهين الدوادار الشيخي / عمل دواداريته قبل سلطنته وَكَانَ شَابًّا حسنا عَاقِلا شجاعا مَيْمُون النقيبة مائلا إِلَى الْعدْل وَالْخَيْر يُقَال انه جدد جَامع التَّوْبَة بِدِمَشْق. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة ثَلَاث عشرَة حِين توجهه إِلَى مصر بَين الغرابي والصالحية وَحمل فَدفن بالصالحية، وحزن عَلَيْهِ أستاذه كثيرا. ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ شَيخنَا انه كَانَ من خِيَار الْأُمَرَاء شجاعا مقداما، لكنه أرخ وَفَاته فِي شعْبَان بالصالحية وَنسبه شجاعيا، وَأَظنهُ تحرف من الْكَاتِب.
1127 -
شاهين الرُّومِي النوري الانبابي / نَائِب كَاتب السِّرّ. قَرَأَ الْقُرْآن وجود الْكِتَابَة على الْبُرْهَان الفرنوي ثمَّ يس وتميز فِيهَا، وَكتب عدَّة مصاحف وَغَيرهَا وَقدم بَعْضهَا للاشرف قايتباي.
1128 -
شاهين الرُّومِي الظَّاهِرِيّ جقمق الطواشي وَيعرف بشاهين غزالي /. أَصله من خدام فَارس نَائِب قلعة دمشق فَرَآهُ جرباش المحمدي كرد الناصري فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين بهَا حِين توجهه بِبَعْض التقاليد فأعجبه جمال صورته، وَأعلم الظَّاهِر جقمق بذلك فراسل بِطَلَبِهِ فَأرْسلهُ لَهُ سَيّده مَعَ تقدمة، وَحِينَئِذٍ أعْتقهُ الظَّاهِر وَجعله خَازِنًا ثمَّ ساقيا إِلَى أَن عمله الظَّاهِر خشقدم رَأس نوبَة الجمدارية بعد عزل خجداشه خشقدم الاحمدي، وَلما اسْتَقر الاشرف قايتباي خالطه مِنْهُ بعد خوف فِي الْبَاطِن فَلم يلبث أَن مرض فِي ربيع الآخر ثمَّ مَاتَ فِي لَيْلَة ثامن إِحْدَى الجمادين سنة ثَلَاث وَسبعين، وَدفن من الْغَد، وَحضر السُّلْطَان الصَّلَاة عَلَيْهِ بالمؤمني وَقد قَارب الْخمسين، وَكَانَ من أحسن أَبنَاء جنسه وَجها وأطولهم قدا وَأَحْسَنهمْ لفظا وأفصحهم لِسَانا وأحلاهم مذاكرة وَأَكْثَرهم أدبا بل هُوَ نادرتهم فِي مَجْمُوع محاسنه رحمه الله وَعَفا عَنهُ.
1129 -
شاهين الرُّومِي الْمزي / عَتيق التقي أبي بكر الْمزي. قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه كَانَ عَارِفًا)
بِالتِّجَارَة على طَريقَة سَيّده فِي محبَّة أهل الْخَيْر ووصاه على أَوْلَاده فرباهم ثمَّ مَاتَ بالقولنج فِي ذِي الْقعدَة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وهم صغَار فأحيط بموجوده فيسر الله الْقيام فِي أَمرهم مَعَ السُّلْطَان حَتَّى اسْتَقر الَّذِي لَهُم فِي ذمَّته بل ظهر لَهُ أَخ شَقِيق فَلَمَّا أثبت نسبه قبض مَا بَقِي من تَرِكَة أَخِيه بعد مصالحة نَاظر الْخَاص.
1130 -
شاهين الزردكاش. / كَانَ أحد المقدمين بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ صَار حَاجِب حجاب دمشق ثمَّ نَائِب حماة ثمَّ طرابلس إِلَى أَن عَزله ططر عَنْهَا ودام بهَا بطالا إِلَى أَن مَاتَ فِي حُدُود الْأَرْبَعين وَورثه الشهَاب أَحْمد بن عَليّ بن اينال لكَونه مولى لِأَبِيهِ أَو جده.
1132 -
شاهين الزيني عبد الباسط. شاهين نزيل الباسطية / وَأَظنهُ مَمْلُوك واقفها. كَانَ خيرا يتفقه ويجيد الْخط ويتدين. مَاتَ فِي رَمَضَان سنة خمس أَو سِتّ وَتِسْعين.
1133 -
شاهين الزيني يحيى الاستادار وَيعرف بالفقيه. / كَانَ دوادارا رَابِعا عِنْد الْأَشْرَف قايتباي بعد أَن كَانَ خصيصا عِنْد مَوْلَاهُ، وَكَانَ خيرا بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه محبا فِي الْعلمَاء والصلحاء وَرُبمَا اشْتغل. مَاتَ فِي رَجَب سنة تسع وَسبعين.
1134 -
شاهين السَّعْدِيّ الطواشي اللالا. / خدم الاشرف فَمن بعده وَتقدم فِي دولة النَّاصِر، وَولي نظر البيبرسية وَغَيرهَا. مَاتَ فِي سنة ثَمَان. أرخه شَيخنَا وَأَظنهُ شاهين الْحسنى الْمَاضِي قَرِيبا وَأحد التاريخين غلط.
شاهين الشجاعي. / مضى فِي شاهين الدوادار
1135 -
. شاهين الشجاعي /. ولي نِيَابَة الْقُدس ودواداري السُّلْطَان بِدِمَشْق. مَاتَ فِي تَاسِع عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ. أرخه ابْن اللبودي
1136 -
. شاهين الشجاعي، ولي حجوبية دمشق، وَحج بالركب الشَّامي وَولي نِيَابَة القلعة بِدِمَشْق. مَاتَ بهَا فِي شَوَّال سنة أَربع وَأَرْبَعين أرخه ابْن اللبودي أَيْضا.
1137 -
شاهين الشيخي شيخ الصفوي / وَالِد خَلِيل الْمَاضِي أبي عبد الباسط الْآتِي. تنقل بعد أستاذه فِي عدَّة خدم إِلَى أَن ولي نظر الْقُدس ونيابته ثمَّ صرف عَنهُ وَأقَام بِالْقَاهِرَةِ بطالا يتَرَدَّد لخدمة أزبك الدوادار كأمير شكار لَهُ وَلَعَلَّه كَانَ فِي خدمته، وَكَانَ شَيخا طوَالًا يجيد لعب الطير من الْجَوَارِح. مَاتَ.
شاهين الشيخي. / فِي شاهين الدوادار.
1138 -
شاهين الطوغاني طوغان الحسني. كَانَ من دوادارية النَّاصِر فرج ثمَّ اتَّصل بِخِدْمَة الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته فَلَمَّا اسْتَقر عمله أحد الدوادارية
الصغار ثمَّ ولاه نِيَابَة قلعة حلب ثمَّ عَزله وولاه بعد مُدَّة نِيَابَة قلعة دمشق إِلَى أَن مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين واحتيط على موجوده، وَكَانَ فِيمَا قيل أَحمَق بَخِيلًا جَبَانًا.
1139 -
شاهين العلائي قطلوبغا الكركي / وَالِد الْجمال يُوسُف سبط شَيخنَا. أقرأه سَيّده الْقُرْآن وَصلى بِهِ ثمَّ صَار من مماليك النَّاصِر ثمَّ من خاصكيته فَلَمَّا سَافر لقِتَال شيخ وَكَانَ صحبته أسره جمَاعَة الْمُؤَيد وَنَقله حَتَّى ولاه الدوادارية الصُّغْرَى وسَاق الْبَرِيد وَحج وَصَارَ أحد العشراوات بِالْقَاهِرَةِ وسَاق الْمحمل فَلَمَّا تسلطن الظَّاهِر ططر أخرج الأمرية عَنهُ وصيره طرخانا إِلَى أَن أنعم عَلَيْهِ الْأَشْرَف بِخمْس امرة عشرَة بِدُونِ خدمَة ثمَّ ألزمهُ الظَّاهِر بِالْخدمَةِ ثمَّ أخرج أقطاعه وَأمر بنفيه لدمشق ورسم لَهُ بِدَرَاهِم يَأْخُذهَا كل يَوْم من أستادارها وأنعم عَلَيْهِ فِي غُضُون ذَلِك بفرس وقماش وَكَذَا قدم على الْأَشْرَف اينال وأنعم عَلَيْهِ بذلك وباقطاع امرة عشرَة، وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ بِدِمَشْق فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتِّينَ وَدفن بمقبرة بَاب الفراديس بِالْقربِ من قبَّة النَّاصِر فرج وَكَانَ قد صاهر شَيخنَا على أكبر بَنَاته وَولدت لَهُ عدَّة أَوْلَاد تَأَخّر مِنْهُم الْجمال الْمَذْكُور، وَقد تَرْجمهُ بأبسط من هَذَا وَقَالَ انه كتب بِخَطِّهِ الشفا والموطأ وَغَيرهَا وخس بالورق فَلم ينْتَفع بهَا وانه كَانَ فِي خلقه شدَّة وزعارة انْتهى. وَاتفقَ أَن الْمُحب بن الْأَشْقَر لحظ إِلَيْهِ وهما فِي مجْلِس صهرهما وَقد توفيت تَحت الْمُحب ابْنة لشَيْخِنَا ثمَّ ثَانِيَة فَقَالَ لَهُ صَاحب التَّرْجَمَة مَالك ترمقني أَتُرِيدُ أَخذ الثَّالِثَة وإقبارها فَضَحِك الْجَمَاعَة.
شاهين غزالي. / فِي شاهين الرُّومِي.
1140 -
شاهين الْفَارِسِي، / مِمَّن أنشأه الْمُؤَيد إِلَى أَن صيره أحد المقدمين ثمَّ قبض عَلَيْهِ ططر فِي أَيَّام نظاميته وحبسه باسكندرية فِي الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين، وَكَانَ من الفرسان ظنا.
شاهين الْفَقِيه /. فِي شاهين الزيني يحيى.
1141 -
شاهين قصقا / وَمَعْنَاهُ الْقصير. كَانَ من الخاصكية فنقله النَّاصِر شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى صَار أحد المقدمين وَمَات عَن قرب فِي ذِي الْقعدَة سنة عشر وَدفن فِي حوش الظَّاهِر. ذكره شَيخنَا فِي إنبائه وَكَذَا الْعَيْنِيّ وَقَالَ انه مَا اشْتهر بِخَير.
شاهين كنك / فِي شاهين الافرم)
(سقط) أرخه الْعَيْنِيّ.
1145 -
شاه رخ بن تيمور الطاغية معِين الدّين / صَاحب هراة وسمرقند وبخارى وشيراز وَمَا والاها من بِلَاد الْعَجم وَغَيرهَا، بل ملك الشرق على الاطلاق والماضي أَبوهُ. ملكهَا بعد ابْن أَخِيه خَلِيل بن أميران شاه وحمدت سيرته وَقدم رسله لمصر غير مرّة وراسله مُلُوكهَا، ثمَّ وَقع بَينه وَبَين الْأَشْرَف برسباي استيحاش لكَونه طلب كسْوَة الْبَيْت وَفَاء لنذره فَأبى الْأَشْرَف وخشن لَهُ فِي الرَّد وَتردد للرسل بَينهمَا مرَارًا ثمَّ أرسل إِلَيْهِ جمَاعَة زعم أَنهم أَشْرَاف وعَلى يدهم خلعة لَهُ فَاشْتَدَّ غَضَبه من ذَلِك ثمَّ جلس بالاسطبل السلطاني واستدعى بهم ثمَّ أَمر بالخلعة فمزقت وضربهم بِحَيْثُ أشرف عظيمهم على الْهَلَاك ثمَّ ألقوا منكسين فِي فسقية مَاء بالاسطبل والاوجاقية ممسكة بأرجلهم يغمسونهم بِالْمَاءِ حَتَّى أشرفوا على الْهَلَاك وَالسُّلْطَان مَعَ ذَلِك يسب مرسلهم جهارا ويحط من قدره مَعَ مزِيد تغير لَونه لشدَّة حنقه، ثمَّ قَالَ لَهُم وَقد جِيءَ بهم إِلَى بَين يَدَيْهِ بعد ذَلِك قُولُوا لشاه رخ الْكَلَام الْكثير لَا يصلح إِلَّا من النِّسَاء وَكَلَام الرِّجَال لَا سِيمَا الْمُلُوك إِنَّمَا هُوَ فعل وَهَا أَنا قد أبدعت فِيكُم كسرا لِحُرْمَتِهِ فَإِن كَانَ لَهُ مَادَّة وَقُوَّة فليتقدم وَكتب لَهُ بذلك وأزيد فتزايد رعبه وَسكت عَن مَطْلُوبه مُدَّة حَيَاة الْأَشْرَف، وَلما اسْتَقر الظَّاهِر أرسل إِلَيْهِ بِهَدَايَا وتحف وَأظْهر السرُور بسلطنته وَأَنه دقَّتْ لذَلِك البشائر بهراة زينت أَيَّامًا فَأكْرم الظَّاهِر قصاده وأنعم عَلَيْهِم ثمَّ بعث إِلَيْهِ فِي الرسلية ششك بغا دوادار السُّلْطَان بِدِمَشْق فَتوجه إِلَيْهِ وَعَاد بأجوبة مرضية، ثمَّ أرسل فِي سنة سِتّ وَأَرْبَعين يسْتَأْذن فِي وَفَاء نَذره فَأذن لَهُ حسما لمادة الشَّرّ ودفعا لحُصُول الضَّرَر بِالْمَنْعِ فصعب على الْأُمَرَاء والأعيان فَلم يلْتَفت السُّلْطَان لكلامهم، وَقد تكَرر مَجِيء قاصده بهَا فِي رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين فِي نَحْو مائَة)
نفس مِنْهُم قَاضِي الْملك وَهُوَ مَشْهُور بِالْعلمِ ببلادهم إِلَى غَيرهم من الأتباع وتلقاهم الْأُمَرَاء والقضاة والمباشرون وَسلم عَلَيْهِ شَيخنَا وأنزلوا وأكرموا، ثمَّ صعدوا إِلَيْهِ بالكسوة وهدية فَأمر أَن يَأْخُذهَا نَاظر الْكسْوَة بِالْقَاهِرَةِ ويبعثها لتلبس من دَاخل الْبَيْت وَانْصَرفُوا فَلَمَّا وصلوا لباب القلعة أَخذهم الرَّجْم من الْعَامَّة والسب واللعن، بل جَاءُوا وَمَعَهُمْ من المماليك السُّلْطَانِيَّة الَّذين بالأطباق نَحْو ثلثمِائة نفس سوى من انْضَمَّ إِلَيْهِم من الغلمان والغوغاء إِلَى الْمحمل النازلين بِهِ فنهبوا مَا فِيهِ مِمَّا يفوق الْوَصْف كَمَا
حكيناه فِي حوادثها وَيُقَال أَنَّهَا مَا كَانَت تَسَاوِي ألف دِينَار مَعَ سَمَاعي من أهل تِلْكَ النواحي الْمُبَالغَة فِي شَأْنهَا بل تحدث بِهِ بعض بني شيبَة فَالله أعلم.
وتألم السُّلْطَان لَهُم وَأمْسك بعض من نسب لَهُ ذَلِك، وَقطعت أَيدي جمَاعَة وَضرب جمَاعَة إِلَى غير هَذَا مِمَّا فِيهِ تلافي خاطرهم بل ضم إِلَيْهِم الْمُبَالغَة بالاكرام والبذل وَمَعَ ذَلِك تحرّك صَاحب التَّرْجَمَة للبلاد الشامية فَلَمَّا وصل لنواحي السُّلْطَانِيَّة أهلكه الله وَذَلِكَ فِي سنة إِحْدَى وَخمسين وَكفى الله الْمُؤمنِينَ الْقِتَال. وَكَانَ ضخما وافر الْحُرْمَة نَافِذ الْكَلِمَة نَحوا من أَبِيه مَعَ عفة وَعدل فِي الْجُمْلَة وَتَلفت لكتب الْعلم وَأَهله بِحَيْثُ ورد كِتَابه فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ بترغيب ابْن الْجَزرِي لَهُ على الْأَشْرَف برسباي يَسْتَدْعِي مِنْهُ هَدَايَا، وَمن جُمْلَتهَا كتب فِي الْعلم مِنْهَا فتح الْبَارِي لشَيْخِنَا فَجهز لَهُ مِنْهُ إِذْ ذَاك ثَلَاث مجلدات ثمَّ أعَاد طلبه فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ فَجهز لَهُ مِنْهُ أَيْضا قِطْعَة أُخْرَى ثمَّ فِي زمن الظَّاهِر جهزت لَهُ نُسْخَة كَامِلَة، وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ عدلا دينا خيرا فَقِيها متواضعا محببا فِي رَعيته محبا لأهل الْعلم وَالصَّلَاح مكرما لَهُم قَاضِيا لحوائجهم لَا يضع المَال إِلَّا فِي حَقه وَلذَا يُوصف بالامساك متضعفا فِي بدنه يَعْتَرِيه الفالج كثيرا محبا فِي السماع ذَا حَظّ مِنْهُ، بل كَانَ يعرف الضَّرْب بِالْعودِ بِحَيْثُ كَانَ ينادمه الاستاذ عبد الْقَادِر ابْن الْحَاج غبى وَيخْتَص بِهِ، كل ذَلِك مَعَ حَظّ من الْعِبَادَة والأوراد ومحافظته على الطَّهَارَة الْكَامِلَة وجلوسه مُسْتَقْبل الْقبْلَة والمصحف بَين يَدَيْهِ.
شاه سوار بن سُلَيْمَان بن نَاصِر الدّين بك بن دلغادر /. مضى فِي سوار.
1146 -
شتوان بن بيدر المليكشي. / مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. 1147 شحاتة بن فرج الْأَحْمَر مولى بني عَبَّاس / شُيُوخ فيشا. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين تَقْرِيبًا وَقد جَازَ السّبْعين.
شرباش. / فِي جرباش بِالْجِيم.
1148 -
شربش بن عبد الله بن عَليّ بن جسار بن عبد الله بن عمر بن مَسْعُود الْعمريّ. / مَاتَ فِي جُمَادَى الثَّانِيَة سنة سِتِّينَ خَارج مَكَّة وَحمل فَدفن بمعلاتها، أرخه ابْن فَهد، وَهُوَ بمعجمتين وفتحات ثَلَاث.
1149 -
شرعان بن أَحْمد بن حسن بن عجلَان الشريف الحسني الْمَاضِي وَلَده شَارِع مَاتَ بِمَكَّة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد.
1150 -
شرف بن أَمِيرا السرائي ثمَّ المارديني الْكَاتِب ويلقب شرف الدّين. كَانَ مجيدا للكتابة فِي طريقتي ياقوت وَابْن البواب بِحَيْثُ فاق وَطَلَبه تمرلنك من صَاحب ماردين لذَلِك وألح فِيهِ فَامْتنعَ من الطُّلُوع إِلَيْهِ وأخفى نَفسه كَرَاهَة من
قربه ثمَّ بعد أَن توجه تمرلنك إِلَى بِلَاده خرج من ماردين إِلَى حصن كيفا فسكنها وانتفع بِهِ أَهلهَا فِي الْكِتَابَة، وَقدم حلب فِي توجهه لِلْحَجِّ سنة تسع وَعشْرين فَأَقَامَ بهَا مُدَّة وَكتب بعض النَّاس بهَا وَكَذَا أَقَامَ بِدِمَشْق وَكتب عَلَيْهِ أَهلهَا، وَكَانَ شَيخا سَاكِنا دينا وَهُوَ حَيّ فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ، ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَقَالَ لي الْمُحب بن الشّحْنَة إِنَّه كتب عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِبَعِيد وَكَذَا قَالَ لي التَّاج بن عرب شاه انه كتب عِنْده وانه كتب على عبد الْجَبَّار وَعمر كعمر شَيْخه زِيَادَة على الْمِائَة، ويتأيد من قَالَ انه ولد بِدِمَشْق سنة تسع وَأَرْبَعين وانه متع بحواسه كلهَا وَاسْتمرّ بكتب بِدُونِ مرْآة حَتَّى مَاتَ بِدِمَشْق فِي الْمدرسَة النورية فِي ثَانِي عشر رَجَب سنة إِحْدَى وَخمسين، وَأوردهُ شَيخنَا فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ من إنبائه وَقَالَ إِنَّه قَرَأَ تَرْجَمته فِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية. قلت وَلَيْسَت وَفَاته فِي النُّسْخَة الَّتِي رَأَيْتهَا بل الَّذِي رَأَيْته ان كَانَ حَيا سنة أَربع وَثَلَاثِينَ.
1151 -
شرف بن عبد الْعَزِيز بن قَاسم شرف الدّين الْمدنِي الْمَالِكِي /. أحد الفراشين بِالْمَدِينَةِ وأخو أبي الْفرج مُحَمَّد الْآتِي وَيعرف كل مِنْهُمَا بِابْن قَاسم. مِمَّن سمع مني بِالْمَدِينَةِ.
1152 -
شرف بن عبد الله بن مَحْمُود الشِّيرَازِيّ القَاضِي الشيفكي الشَّافِعِي، / مِمَّن قدم زبيد وتصدى فِيهَا لاقراء الاصلين وَأَخذهمَا عَنهُ الْفُضَلَاء كابراهيم بن جعمان، وَكَانَ شرف يعظمه فِي الصّلاح وَالْعلم وحصلوا لَهُ كتبا جليلة وَأَقْبل عَلَيْهِ عَليّ بن طَاهِر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاده، وَهُوَ الْآن فِي الاحياء.
1153 -
شرف القواس /. أديب شَاعِر ناظم ناثر أفرد من نظمه القَاضِي سري الدّين عبد الظَّاهِر بن الذَّهَبِيّ ديوانا وَمِنْه قَوْله:
(فوض إِلَى الله أمرا أَنْت قاصده
…
وَاعْلَم بِأَن سمين الْمَكْر مهزول)
)
(وَالْبَغي سَوف يعاني قتل صَاحبه
…
وحاكم الْغدر بالتفويض مَعْزُول)
مَاتَ بِدِمَشْق فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ عَفا الله عَنهُ.
1154 -
شرف الْملك الحسني / بَاشر نقابة الاشراف بِدِمَشْق، وَبهَا مَاتَ فِي ربيع الآخر سنة خمسين.
1155 -
شرِيف كرغيف السكندري /. شيخ قيل انه ابْن مائَة وَثَلَاثِينَ سنة أَخذ عَنهُ الزين الخافي، وَذكر أَنه أَخذ عَن أبي الْحسن عَليّ الْحطاب، وَكَانَ ابْن مائَة وست وَثَلَاثِينَ سنة وَهُوَ عَن أبي عبد الله مُحَمَّد الصّقليّ، وَكَانَ ابْن ثلثمِائة وَسِتِّينَ، وَهُوَ عَن المعمر الَّذِي عَاشَ ثَلَاثمِائَة وَسِتِّينَ سنة وَهُوَ عَن سيد الْخلق
وَهَذَا سَنَد بَاطِل جزما، وَسَيَأْتِي نَحوه فِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ الزين الخافي.
شرِيف بِالتَّصْغِيرِ الفيومي الْوَكِيل أَخُو الْعِزّ عبد الْعَزِيز. اسْمه شرف الدّين مُحَمَّد ابْن / سَيَأْتِي.
شعْبَان بن دَاوُد الآثاري. / فِي ابْن مُحَمَّد بن دَاوُد.
1156 -
شعْبَان بن حسن بن كبة ابْن أُخْت عَليّ بن صَدَقَة من أهل اسكندرية / وتجارها. رَأَيْته بِمَكَّة فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين.
1157 -
شعْبَان بن عبد الله بن مُحَمَّد الدمنهوري الشَّافِعِي وَيعرف بِابْن مَسْعُود. / حفظ الْقُرْآن والمنهاج ظنا لِأَنَّهُ كَانَ يكثر النَّقْل مِنْهُ، واشتغل فِي الْفِقْه وَغَيره وَقَرَأَ فِي الْقرَاءَات على الزين جَعْفَر السنهوري وَصَحب بلديه الشَّيْخ مُحَمَّد البلقطري وَتزَوج بعده بابنته، وَحج وتصدى للتسليك والتربية، وَعظم النَّفْع بِهِ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة لمزيد اعْتِقَادهم فِيهِ مَعَ خير كثير واقتفاء للسّنة واعتناء بالترغيب لِلْمُنْذِرِيِّ وإكثاره للنَّقْل مِنْهُ وَمِمَّا يُشبههُ، وَحصل نُسْخَة من القَوْل البديع تصنيفي وَمَعَ مداومة للتلاوة بِحَيْثُ بَلغنِي أَنه لَيْلَة مَوته قَرَأَ ختمة وَالثنَاء عَلَيْهِ كثير. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة تسع وَثَمَانِينَ وَقد جَازَ السِّتين وَحصل التأسف من أهل تِلْكَ النواحي كثيرا عَلَيْهِ رحمه الله وإيانا.
1158 -
شعْبَان بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم شرف الدّين الْمصْرِيّ الْحَنَفِيّ. / سمع من أَصْحَاب الْفَخر، وَكَانَ بَصيرًا بمذهبه ودرس فِي الْعَرَبيَّة وَحصل لَهُ خلل فِي عقله وَمَعَ ذَلِك فيدرس وَيتَكَلَّم فِي الْعلم، مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَلَاث. أرخه شَيخنَا فِي إنبائه.
1159 -
شعْبَان بن عَليّ بن أَحْمد المغربي الزواوي الأَصْل القاهري القباني، وَيعرف بالزواوي / ولد سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة تَقْرِيبًا بالجودرية وَكَانَ كل من أَبِيه وأخيه يتعانى وضع القبان فَنَشَأَ كهما وَلكنه تميز بِحَيْثُ وضع بضعَة عشر قبانا ألفيا وَصَارَ شيخ الْجَمَاعَة والمشار إِلَيْهِ بَينهم عِنْد الِاخْتِلَاف، وَسمعت غير وَاحِد مِمَّن يَقُول إِنَّه كَانَ فريدا فِي صناعته وَحج غير مرّة وسافر مرّة لاصلاح قبابين الْوَجْه البحري وَكَانَ أَخُوهُ مُحَمَّد إِذْ ذَاك معلما فعز ذَلِك عَلَيْهِ وَرَافِع فِيهِ بِحَيْثُ أحضر فِي الْحَدِيد، وَكَانَ ابْتِدَاء سعده فَإِنَّهُ اسْتَقر حِينَئِذٍ وَصرف أَخُوهُ وَذَلِكَ قريب الْخمسين وَاسْتمرّ حَتَّى مَاتَ فِي مستهل سنة خمس وَتِسْعين عَفا الله عَنهُ.
1160 -
شعْبَان بن عَليّ بن جميل البعلي الْقطَّان وَالِده الْعَطَّار هُوَ. سمع فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة من عبد الرَّحْمَن بن الزعبوب وَمُحَمّد بن عُثْمَان الجردي وَمُحَمّد بن عَليّ بن اليونانية وَمُحَمّد بن عَليّ بن يحيى بن حمود والصدر مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن زيد الْمِائَة المنتقاة لِابْنِ تَيْمِية من البُخَارِيّ قَالُوا أَنا الحجار بِهِ، وَحدث بِهِ سمع مِنْهُ ابْن مُوسَى والأبي قبل الْعشْرين.
1161 -
شعْبَان بن مُحَمَّد بن جميل بِالْفَتْح بن مُحَمَّد بن محَاسِن بن عبد المحسن ابْن عَليّ بن يحيى الصَّالِحِي الْحَنْبَلِيّ وَيعرف بِابْن جميل، / وَأَظنهُ ابْن عَم الَّذِي قبله. ولد فِي ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَسَبْعمائة وَسمع على النَّجْم أَحْمد بن إِسْمَاعِيل ابْن الكشك السِّيرَة النَّبَوِيَّة لِابْنِ هِشَام قَالَ أنابها عبد الْقَادِر بن الْمُلُوك وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء، مَاتَ سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين.
أرخه ابْن اللبودي.
1162 -
شعْبَان بن مُحَمَّد بن دَاوُد زين الدّين الْموصِلِي الأَصْل الْمصْرِيّ الشَّاعِر وَيعرف بالآثاري / وَمُحَمّد فِي نسبه مُخْتَلف فِيهِ وَأَشَارَ لذَلِك شَيخنَا فِي إنبائه فَإِنَّهُ قَالَ ثمَّ زعم أَن اسْم أَبِيه مُحَمَّد بن دَاوُد وَيُقَال إِن دَاوُد مِمَّن تشرف بالاسلام فَأحب أَن يبعد عَنهُ ثمَّ صَار يكْتب الآثاري نِسْبَة إِلَى الْآثَار النَّبَوِيَّة لكَونه أَقَامَ بمكانها مُدَّة، ولد فِي لَيْلَة النّصْف من شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمصْر واشتغل فِي مبدأ أمره بِالْكِتَابَةِ عِنْد أبي عَليّ الزفتاوي حَتَّى تمهر فِي الْمَنْسُوب وَصَارَ رَأس من كتب عَلَيْهِ وَأَجَازَهُ فَصَارَ يكْتب النَّاس ثمَّ اتّفق أَنه شرب البلادر وَهُوَ كَبِير فَحصل لَهُ نشاف وَأقَام مُدَّة عَارِيا من الثِّيَاب بل كَانَ فِي الشتَاء مَكْشُوف الرَّأْس ثمَّ أَفَاق مِنْهُ قَلِيلا وَلزِمَ الِاشْتِغَال عِنْد الغماري والبدر الطنبذي وَغَيرهمَا وَحفظ عدَّة مختصرات فِي أَيَّام يسيرَة ثمَّ تعانى النّظم نظما سافلا ثمَّ لَا زَالَ يستكثر مِنْهُ حَتَّى انصقل قَلِيلا)
ونظم نظما متوسطا وَأَقْبل على ثلب الاعراض وتمزيقها بالهجو المقذع وَتعلق على توقيع الحكم فقرر بِهِ ثمَّ عمل نقيب الحكم بِمصْر ثمَّ اسْتَقر فِي حسبتها بِمَال وعد بِهِ فِي ثَانِي عشر شعْبَان سنة تسع وَتِسْعين عوضا عَن نور الدّين عَليّ بن عبد الْوَارِث الْبكْرِيّ بعد أَن كَانَ يُوقع بَين يَدَيْهِ فَلم ينْهض بِمَا وعد بِهِ فعزل فِي شعْبَان من الَّتِي تَلِيهَا بالشمس الشاذلي ثمَّ أُعِيد ثمَّ عزل بِهِ، وَنُودِيَ عَلَيْهِ فَادّعى عَلَيْهِ جمَاعَة بقوادح فأهين إهانة بَالِغَة ففر إِلَى الْحجاز فِي سنة سبع وَثَمَانمِائَة ثمَّ دخل الْيمن ومدح ملكهَا فأعجبه وأثابه وَكَذَا مدح أعيانها وتقرب مِنْهُم ثمَّ انْقَلب يهجوهم كعادته، وأثار بهَا شرا اقْتضى نَفْيه إِلَى الْهِنْد بِأَمْر النَّاصِر بن الْأَشْرَف فَأَقَامَ بِهِ سِنِين وَأكْرم ثمَّ عَاد إِلَى طبعه فَأخْرج بعد أَن اسْتَفَادَ مَالا أُصِيب بعضه وَعَاد إِلَى الْيمن فَلم يتَغَيَّر عَمَّا عهد مِنْهُ فَأخْرج مِنْهَا بعد يسير فَتوجه إِلَى مَكَّة فجاور بهَا وقطنها نَحْو عشر سِنِين أَيْضا وَجَرت لَهُ أُمُور غير طائلة وَنصب نَفسه غَرضا للذم وَتزَوج جَارِيَة من جواري الْأَشْرَاف يُقَال لَهَا خود اتخذها ذَرِيعَة لما يُريدهُ من الذَّم والمجون وَغير ذَلِك فَصَارَ ينْسب نَفسه إِلَى القيادة والرضى بذلك لعشقه فِيهَا إِلَى غير ذَلِك، وَهُوَ فِي كل هَذَا يتغالى فِي الهجاء ويتطور ويتمضغ
بالأعراض، ثمَّ دخل الشَّام فِي سنة عشْرين ثمَّ الْقَاهِرَة فِي الَّتِي تَلِيهَا بعد غيبته عَنْهَا دهرا فَأكْرمه جمَاعَة من الْأَيْمَان كالزيني عبد الباسط وَكَذَا وقف كتبه وتصانيفه بمدرسته ومدح كَاتب السِّرّ وَغَيره ثمَّ رَجَعَ إِلَى دمشق فاستوطنها وتكرر دُخُوله مِنْهَا إِلَى الْقَاهِرَة مرّة بعد أُخْرَى فَكَانَت منيته ثَانِي يَوْم قدومه وَذَلِكَ سَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَعشْرين. ذكره شَيخنَا فِي مُعْجَمه وَقَالَ انه أجَاز لِابْنِهِ مُحَمَّد وَكتب بِخَطِّهِ أَن تصانيفه الأدبية تزيد على الثَّلَاثِينَ غالبها منظومات وَمِنْهَا مِمَّا حدث بِهِ فِي مَكَّة منظومته فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَرَأَيْت لَهُ قصيدة نونية هَنأ شَيخنَا فِيهَا برمضان كتب بِخَطِّهِ فِي طرتها: تهنئة شعْبَان برمضان، أوردتها فِي الْجَوَاهِر، وَقَالَ فِي إنبائه انه مدحه بقصيدة تائية وَكَأَنَّهَا الْمشَار إِلَيْهَا فِي مُعْجَمه بقوله ومدحني بقصيدة طَوِيلَة، قَالَ وَسمعت من نظمه أَشْيَاء علقتها فِي التَّذْكِرَة وَوصف هُوَ شَيخنَا بقوله سيدنَا وَشَيخنَا وبركتنا. وَمن نظمه:
(رَبِّي لَك الْحَمد كَمَا جدت لي
…
بِنِعْمَة دائمة وافيه)
(قد كَانَ ارى نَائِما وَحده
…
فَصَارَ فِي خير وَفِي عافيه)
وَكتب بِخَطِّهِ أَنه اشْترى عبدا فَسَماهُ خير وَجَارِيَة فسماها عَافِيَة وَكتب تَحت الْبَيْتَيْنِ الْأَسْرَار)
عِنْد الْأَحْرَار. قَالَ شَيخنَا بعد ذكر أَكثر مَا تقدم فِي الانباء وَكَانَ فِيهِ تنَاقض فَإِنَّهُ يتماجن إِلَى أَن يصير أضحوكة ويتعاظم إِلَى أَن يظنّ أَنه فِي غَايَة التصون مَعَ شدَّة الاعجاب بنظمه لَا يظنّ أَن أحدا يقدر على نَظِيره مَعَ أَنه لَيْسَ بالفائق بل وَلَا جَمِيعه من الْمُتَوَسّط بل أَكْثَره سفساف كثير الحشو عرى عَن البديع وَلما قدم الْقَاهِرَة سنة عشْرين هجا الْبَهَاء بن الْبُرْجِي الَّذِي كَانَ يتَوَلَّى الْحِسْبَة قَدِيما وَكَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَى قَوْله عِنْد ميل منار المويدية لكَونه كَانَ نَاظر الْعِمَارَة:
(عتبنا على ميل الْمنَار زويلة
…
وَقُلْنَا تركت النَّاس بالميل فِي هرج)
(فَقَالَت قريني برج نحس أمالني
…
فَلَا بَارك الرَّحْمَن فِي ذَلِك البرج)
قَالَ ثمَّ صَادف أَن ولي الْهَرَوِيّ الْقَضَاء فهجاه ومدح الْجلَال البُلْقِينِيّ وَكَأَنَّهُ بِمَا شَاءَ ذكره فأثابه وَلَعَلَّه أَيْضا هجا البُلْقِينِيّ ثمَّ توجه إِلَى دمشق فقطنها إِلَى أَن قدم الْقَاهِرَة سنة سبع وَعشْرين، ومدحني بقصيدة تائية مُطَوَّلَة وَلَا أَشك أَنه هجاني كغيري، وَقَالَ وَخلف تَرِكَة جَيِّدَة قيل بلغت مَا قِيمَته خَمْسَة آلَاف دِينَار مَعَ أَنه كَانَ مقترا على نَفسه فاستولى عَلَيْهَا شخص ادّعى أَنه أَخُوهُ وأعانه على ذَلِك بعض أهل الدولة وتقاسما المَال. وَمن نظمه وَقد ركب مَعَه بعض الرؤساء الْبَحْر:
(وَلما رَأينَا السفن تحمل عَالما
…
عطاياه للعافين لَيْسَ لَهَا حصر)
(عجبت لَهَا إِذْ تحمل الْبَحْر وَالَّذِي
…
عهدناه أَن السفن يحملهَا الْبَحْر)
وَمِنْه قَوْله لما أُعِيد الْجلَال البُلْقِينِيّ عقب عزل الْهَرَوِيّ وزينت الْقَاهِرَة لذَلِك وللمؤيد وعلق الترجمان فِي الزِّينَة حمارا حَيا:
(أَقَامَ الترجمان لِسَان حَال
…
عَن الدُّنْيَا يَقُول لنا جهارا)
(زمَان فِيهِ قد وضعُوا جلالا
…
عَن الْعليا وَقد رفعوا حمارا)
وَرَأَيْت من أرخ مولده سنة تسع وَخمسين وسمى ألفيته فِي النَّحْو كِفَايَة الْغُلَام فِي إِعْرَاب الْكَلَام قرظها لَهُ البُلْقِينِيّ وَعمل أرجوزة فِي النَّحْو أَيْضا سَمَّاهَا الْحَلَاوَة السكرية وَأُخْرَى سَمَّاهَا عنان الْعَرَبيَّة وَأُخْرَى فِي الْعرُوض سَمَّاهَا الْوَجْه الْجَمِيل فِي علم الْخَلِيل وَأُخْرَى فِي علم الْكِتَابَة ولسان الْعَرَب فِي عُلُوم الْأَدَب وديوان فِي النبويات سَمَّاهُ المنهل العذب وكتابا سَمَّاهُ الرَّد على من تجَاوز الْحَد وَشرح الألفية فِي ثَلَاث مجلدات وَلكنه لم يكمل. قَالَ ابْن قَاضِي شُهْبَة: وَكَانَ مِمَّن يَتَّقِي لِسَانه وَيخَاف شَره وَهُوَ عِنْد ابْن فَهد فِي ذيله لتاريخ مَكَّة، وَقَالَ المقريزي فِي عقوده انه لم يكن مرضِي الطَّرِيقَة وَلَا رَضِي الاخلاق يرميه معارفه بقبائح عَفا الله عَنهُ وإيانا.
1163 -
شعْبَان بن مُحَمَّد بن عوض بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد نَاصِر الدّين أَبُو البركات بن الشَّمْس السكندري الْمَالِكِي القادري سبط الانصاري / الْآتِي أَبوهُ وَيعرف بِابْن جنيبات بجيم وَنون بعْدهَا تَحْتَانِيَّة ثمَّ مُوَحدَة وَآخره فوقانية مصغر. ولد فِي شعْبَان سنة سِتّ وَثَمَانمِائَة باسكندرية وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وَحفظ الرسَالَة وَقطعَة من الْمُخْتَصر كِلَاهُمَا فِي الْمَذْهَب وألفية ابْن مَالك والسراجية والرحبية فِي الْفَرَائِض وَنَحْو الثُّلثَيْنِ من نَاظر الْعين فِي الْمنطق وَغير ذَلِك، وَعرض على جمَاعَة وجود الْقُرْآن عِنْد أبي بكر بن مُحَمَّد بن خلف الْمقري عرف بالفقيه زُرَيْق والشهاب السكندري القلقيلي وَابْن عَيَّاش وَغَيرهم وَأخذ الْفِقْه عَن سعيد الْهِنْدِيّ وَعبد الرَّحْمَن الحصيني والزين عبَادَة وَأبي الْقسم النويري وَغَيرهم وَسمع عَليّ الْكَمَال بن خير ثمَّ شَيخنَا فِي آخَرين، وَحج فِي سنة خمس وَعشْرين وَبعدهَا دخل الْقَاهِرَة غير مرّة وناب فِي الْقَضَاء بِبَلَدِهِ وتصدر فِي بعض مدارسها ثمَّ اسْتَقل بقضائها وقتا، وناله بعض الْمَكْرُوه بِسَبَب ذَلِك وَتقدم فِي الصِّنَاعَة مَعَ ذكاء وَفضل ومشاركة فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا، وبراعة فِي الْفَرَائِض وذوق فِي فن الْأَدَب وَحسن عشرَة وتواضع وَقد لَقيته بِبَلَدِهِ وَغَيرهَا وكتبت عَنهُ قصيدة لَهُ أَولهَا:
(رعى الله أوقاتا سقى وردهَا السمعا
…
حَدِيثا سمعناه فيا طيبه سمعا)
وَقَوله:
(مسَائِل قد خصت بِحكم قضاتنا
…
وَلَاء ومل للْيَتِيم وغيب)
(وحد قصاص ثمَّ رشد وضده
…
كَذَا نسب ايصا وَحبس معقب)
مَاتَ بِبَلَدِهِ فِي ذِي الْحجَّة سنة سبع وَسبعين وَدفن بتربته المنفذة لجامع صَفْوَان رحمه الله وإيانا
1164 -
شعْبَان بن مُحَمَّد بن كيكلدي الْأَمِير شهَاب الدّين الْحلَبِي. / ولد فِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ إنْسَانا حسنا خيرا ذَا عصبية وَمَكَارِم ومحبة للْفُقَرَاء والصلحاء وَالْعُلَمَاء، سمع الحَدِيث على الْبُرْهَان الْحلَبِي وَغَيره، وَصَارَ يستحضر الْكثير من التَّارِيخ وَأَيَّام النَّاس ويذاكر بِهِ. مَاتَ بحلب بعد أَن مرض ثَمَانِيَة أَيَّام بجامعها الْكَبِير تقدم النَّاس شَيْخه الْبُرْهَان، وَدفن على قَارِعَة الطَّرِيق خَارج بَاب الْفرج بِوَصِيَّة مِنْهُ فِي ذَلِك كُله وَكَانَت جنَازَته مَشْهُودَة وَكتب على)
لوح قَبره قَول الأديب الشَّمْس مُحَمَّد الدِّمَشْقِي المزين:
(بقارعة الطَّرِيق جعلت قَبْرِي
…
لأحظى بالترحم من صديق)
(فيا مولى الموَالِي أَنْت أولى
…
برحمة من يَمُوت على الطَّرِيق)
ذكره ابْن خطيب الناصرية، وَكَانَ صديقه.
1165 -
شعْبَان بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مَحْمُود بن أَحْمد المكثر الزين أَبُو الطّيب وَأَبُو المناقب وَيُسمى أَحْمد وَلكنه بشعبان أَكثر بل لَا يكَاد يعرف بِغَيْرِهِ ابْن تَقِيّ الدّين بن ولي الدّين بن قطب الدّين الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي الأَصْل الْمصْرِيّ المولد القاهري الشَّافِعِي وَيعرف كسلفه بِابْن حجر / وَهُوَ حفيد عَم شَيخنَا يجْتَمع مَعَه فِي مُحَمَّد الثَّالِث. ولد فِي شعْبَان سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِمصْر، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة وعرضهما على ابْن الملقن وَغَيره، وسَمعه قَرِيبه وَيُقَال انه كَانَ وَصِيّه على خلق من شُيُوخ الْقَاهِرَة كالعراقي والهيثمي وَابْن الملقن والابناسي والتنوخي وَابْن أبي الْمجد وَابْن الشيخة والمطرز وَالْفَخْر القاياتي والصدر الابشيطي وناصر الدّين بن الْفُرَات والحلاوي والسويداوي والنجم البالسي والشرف بن جمَاعَة وَولده الْعِزّ والتاج الصردي وَأبي عبد الله مُحَمَّد ابْن أَحْمد بن خواجا الْحَمَوِيّ وَمُحَمّد بن يُوسُف بن عبد الدَّائِم الزواوي وَالشَّمْس مُحَمَّد بن يُوسُف الحكار والفرسيسي وَمَرْيَم ابْنة الاذرعي وَخلق وارتحل بِهِ إِلَى اسكندرية فأسمعه أَيْضا على التاجين ابْن مُوسَى وَابْن الْخَرَّاط وناصر الدّين بن الْمُوفق وَالشَّمْس بن الهزبر وَطَائِفَة ثمَّ استصحبه إِلَى الشَّام أَيْضا فَسمع مَعَه بسرياقوس وقطيا وغزة ونابلس والرملة وَبَيت الْمُقَدّس والخليل ودمشق والصالحية وَغَيرهَا على جَمِيع شُيُوخه مَا سَمعه عَلَيْهِم حَسْبَمَا أَخْبرنِي بِهِ بعض أَصْحَابنَا وَأَنه سَمعه من شَيخنَا
ولكنني لم أسمع ذَلِك مِنْهُ وَلَا يبعدنا فإنني لم أر طبقَة بِشَيْء مِمَّا قرىء هُنَاكَ إِلَّا واسْمه فِيهَا وَكَذَا أجَاز لَهُ غَالب من أجَاز لشَيْخِنَا أَو جَمِيعهم أَيْضا مِنْهُم أَبُو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَهُوَ مكثر سَمَاعا وشيوخا، وَكَانَ شَيخنَا قد رام اسْتِعْمَاله فِي كِتَابَة الْأَجْزَاء فَكتب لَهُ بَعْضهَا ثمَّ ترك، وَحج وزار الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَوصل فِي خدمَة قَرِيبه أَيْضا فِي سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ إِلَى حلب فَمَا دونهَا ولازم خدمته ونزله فِي صوفية البيبرسية وَفِي غَيرهَا وَكَانَ يحضر عِنْده فِي مجالسه الْقَدِيمَة وَلم يزل فِي رفده وَتَحْت ظله حَتَّى مَاتَ فَقَامَ بأَمْره وَلَده وَقرر لَهُ مَا يَكْفِيهِ وَيُقَال إِن ذَلِك كَانَ بِوَصِيَّة من وَالِده لَهُ وكف بَصَره وَحصل لَهُ توعك انْقَطع بِسَبَبِهِ وقتا وَأدّى إِلَى ثقل لِسَانه ثمَّ تزايد تعلله وَضعف حركته لَكِن مَعَ صِحَة السّمع وَثُبُوت الْعقل وَعَسَى أَن يكفر عَنهُ بِجَمِيعِ ذَلِك مَا لَعَلَّه اقترفه على نَفسه قبل وَبِالْجُمْلَةِ فَمَا عَرفته إِلَّا بعد أَن تَابَ وأناب وَلزِمَ الاسْتقَامَة وَقد حدث بالكثير من الْكتب أَخذ عَنهُ القدماء وقرأت عَلَيْهِ جملَة من الْكتب المطولة والاجزاء والمشيخات، وَكَانَ شَيخنَا يَقُول لي لَا تقْرَأ عَليّ إِلَّا مَا انْفَرَدت بِهِ عَنهُ فَمَا انْشَرَحَ خاطري لذَلِك مَعَ وجوده نعم قد أكثرت عَنهُ بعد مَوته، وَكَانَ صبورا على التحديث قل أَن يمل أَو يتضجر وَرُبمَا جر ذَلِك إِلَيْهِ بعض الْبر مَعَ شرف النَّفس والقناعة. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَحَد عَاشر رَمَضَان سنة تسع وَخمسين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بتربة القرا سنقرية رحمه الله وإيانا.
1166 -
شعْبَان ابْن شيخ الخانقاه البكتمرية. / وسط فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ لكَونه خدع امْرَأَة فخنقها فِي تربة وَأخذ سلبها وَكَانَت لَهُ قيمَة وَظهر أمره بعد أَن أَخذ أَبوهُ وَحبس بالخزانة فَلَمَّا قبض على وَلَده ضرب فاعترف فَقتل بعد أَن سمر ثمَّ وسط. قَالَه شَيخنَا فِي حوادث إنبائه.
1167 -
شعْبَان أَبُو رَجَب / عَامي خير مديم للجماعات خُصُوصا فِي الصُّبْح بالمنكوتمرية وَلَا يَنْفَكّ فِي مَجِيئه لَهُ عَن قنديل يستضيء مِنْهُ أَهلهَا. مَاتَ سنة سِتّ وَخمسين رحمه الله.
1168 -
شعْبَان صهر الْبَدْر بن الحلاوي / وَالِد زَوجته أم وَلَده أبي بكر وَغَيره وبواب دَار الضَّرْب مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَأَرْبَعين وَهُوَ مُتَوَجّه لمَكَّة قبل الاحرام بِيَوْم وَاسْتقر بعده فِي دَار الضَّرْب صهرد.
1169 -
شُعَيْب بن حسن الجابي الْخَاص / أَبوهُ والاطروش جدا. كَانَ فَقِيرا مقلا إِلَى الْغَايَة مِمَّن خدم المظفر الامشاطي وتدرب بِهِ فِي صناعَة التجليد وَصَارَ يعْمل بيُوت الأمشاط فترقع حَاله وتوصل إِلَى الْعِزّ الْحَنْبَلِيّ وَصَارَ يتَكَلَّم فِي الْأَوْقَاف
الْجَارِيَة تَحت نظره للحرمين وَغَيرهَا فنتج وارتقى إِلَى التَّكَلُّم فِي أوقاف الْحَنَفِيَّة أَيَّام الشَّمْس الأمشاطي بسفارة أَخِيه الْمشَار إِلَيْهِ لكَونه خَال زَوجته وَاسْتمرّ وَكبر عمَامَته بِحَيْثُ طرش وسافر يحمل الْجِهَتَيْنِ للحرمين غير مرّة إِلَى أَن استكثر عَلَيْهِ الشَّمْس بن المغربي الغري مَا هُوَ فِيهِ فَوَثَبَ عَلَيْهِ، وَكَانَ بَينهمَا مَا لَا خير فِي شَرحه وَآل أمره إِلَى أَن أزيل من الْجِهَتَيْنِ ثمَّ عَاد لأوقاف الْحَنَفِيَّة خَاصَّة عِنْد ابْن الاخميمي وَيَزْعُم أَنه غير مستريح، وَبَلغنِي إِن وَالِده كَانَ من خِيَار أهل حرفته.
1170 -
شُعَيْب بن عبد الله. / أحد من كَانَ يعْتَقد فِي الْقَاهِرَة من المجاذيب. مَاتَ فِي رَجَب سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ يسكن حارة الرّوم. قَالَه شَيخنَا فِي إنبائه وَكَانَ يعرف بالحريفيش حكى لنا الْجلَال القمصي وَغَيره من كراماته، وأسلفت فِي الصَّدْر سُلَيْمَان بن عبد النَّاصِر الابشيطي بَعْضهَا.
1171 -
شفارة الْمعلم الجرائحي، / مَاتَ سنة خمس وَخمسين.
1172 -
شَفِيع بن عَليّ بن مبارك بن رميثة الشريف الحسني الْمَكِّيّ. / مَاتَ بهَا فِي الْمحرم سنة تسع وَخمسين. أرخه ابْن فَهد.
1173 -
شقرون الْجبلي المغربي. / كَانَ صَالحا زاهدا. مَاتَ تَقْرِيبًا سنة سِتِّينَ. وَمن نظمه:
(شربت عتيقا فَاسْتَنَارَ بسره
…
فُؤَادِي وَأهْدى نشره لجوارحي)
(فصرت بِلَا روح تشعشع فِي الورى
…
وَمَا ذَاك إِلَّا من بوارق سابحي)
أفادنيه بعض أَصْحَابنَا المغاربة.
1174 -
شكر الْقَائِد الحسني عَتيق السَّيِّد حسن بن عجلَان ووالد بديد / الْمَاضِي ووزير مَكَّة لولد سَيّده بَرَكَات. مَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الأولى سنة خمس وَأَرْبَعين بعد أَن أوصِي بِبَيْت من بيوته يَجْعَل رِبَاطًا وبآخر يُوقف عَلَيْهِ وَبعد سِنِين بنى ابْنه رِبَاطًا ووقف الْبَيْت عَلَيْهِ.
1175 -
شكم الْمَكِّيّ شيخ للسفل /. مَاتَ بِمَكَّة فِي الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ.
1176 -
شماف بِضَم الْمُعْجَمَة ثمَّ مِيم خَفِيفَة وَآخره فَاء، / وَهُوَ فَرد لَا نَظِير لَهُ النوروزي وَالِد الْفَاضِل خضر الْحَنَفِيّ الْمَاضِي. خدم بعد سَيّده النَّاصِر فرج، وَحج فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين. مَاتَ فِي ربيع الأول سنة سبع وَسبعين عَن نَحْو الثَّمَانِينَ، وَصلى عَلَيْهِ فِي محفل فِيهِ الشَّافِعِي والدوادار الْكَبِير وَكَانَ خيرا بِالنِّسْبَةِ لأبناء جنسه يحافظ على الصَّلَوَات وَيَتْلُو مَا يحفظ من الْقُرْآن وَهُوَ جُزْء من آخِره كل يَوْم مرَارًا وَلَا يعرف فِيمَا قيل إِلَّا الْخَيْر
. شمس بن عَطاء الله الْهَرَوِيّ /. فِي مُحَمَّد.
1177 -
شمس العقعق التَّاجِر. هُوَ مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن يُوسُف.
1178 -
شميلة بن مُحَمَّد بن حَازِم بن شميلة بن مُحَمَّد أبي نمي الحسني الْمَكِّيّ. / كَانَ من أَعْيَان الاشراف النمويين مرعيا عِنْد أُمَرَاء مَكَّة لشجاعته دخل مصر أَيَّام الظَّاهِر واليمن أَيَّام النَّاصِر بن الاشرف ونال مِنْهُ بعض دنيا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة تسع عشرَة بِمَكَّة وَدفن بالمعلاة وَهُوَ فِي عشر السِّتين ظنا. ذكره الفاسي.) :::
1179 -
شميلة بن مُحَمَّد بن سَالم بن مُحَمَّد بن قَاسم وَيُسمى أَحْمد الحفيصي بِالتَّصْغِيرِ / نِسْبَة لبني حفيص قَبيلَة كَبِيرَة بِالْيمن السَّعْدِيّ فَخذ مِنْهَا الْمَكِّيّ مبَاشر جدة لصَاحِبهَا رَأَيْته بهَا، وَكَانَ فِيهِ خير فِي الْجُمْلَة وَله بعض مآثر كسبيل خَارج بَاب شبيكة انْتفع بِهِ النَّاس مُدَّة ثمَّ تعطل مَاتَ بِمَكَّة فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَهُوَ وَالِد رَاجِح وخرسان الماضيين
1180 -
. شند الطواشي / أحد خدام الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة. أُصِيب فِي الْحَرِيق الْكَائِن بهَا فِي رَمَضَان سنة سِتّ وَثَمَانِينَ رحمه الله.
1181 -
شهَاب الاسلام الْكرْمَانِي الشَّافِعِي /. قدم شيراز فَأخذ عَنهُ ابْن السَّيِّد عفيف الدّين وَوَصفه بِالْعلمِ.
1182 -
شهَاب بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مخلوف ابْن أُخْت الْأمين بن النجار /. مِمَّن سمع مني بِالْقَاهِرَةِ.
1183 -
شهوان بن عجل بن رُمَيْح السَّيِّد النموي صهر صَاحب مَكَّة / على إِحْدَى بَنَاته وَأمه أَيْضا فَاطِمَة ابْنة بَرَكَات. مَاتَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ بِمَكَّة ثمَّ دفن.
1184 -
شَيْخي بن مُحَمَّد بن عَليّ الخواجا التبريزي /. مَاتَ بِمَكَّة فِي شعْبَان سنة خمس وَسِتِّينَ، أرخه ابْن فَهد، ورأيته فِي تَارِيخ مَكَّة سمى أَبَاهُ أَحْمد ابْن عَليّ، وَقَالَ الدّباغ سكن مَكَّة.
1185 -
شيخ الحسني الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بشيخ الْمَجْنُون /. صَار بعد موت الْمُؤَيد أَمِير عشرَة وَمن رُؤْس النوب ونفاه الْأَشْرَف برسباي إِلَى حلب، وَمَات بهَا فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ. أرخه الْعَيْنِيّ، زَاد غَيره انه كَانَ تركي الْجِنْس عِنْده نوع خفَّة وطيش مَعَ عدم معرفَة.
1186 -
شيخ الخاصكي /. كَانَ أجمل مماليك الظَّاهِر برقوق وأقربهم إِلَى خدمته وأخصهم بِهِ وَكَانَ القَاضِي فتح الدّين فتح الله زوج والدته. قَالَه شَيخنَا قَالَ وَرَأَيْت بِخَط المقريزي انه كَانَ بارع الْجمال فائق الْحسن لَدَيْهِ معرفَة وَفِيه حشمة ومحبة للْعُلَمَاء وَفهم جيد نابها صلفا معجبا منهمكا فِي اللَّذَّات توجه إِلَى الكرك فَمَاتَ فِي أَوَائِل سنة إِحْدَى.
1187 -
شيخ الركني بيبرس الأتابك. تنْتَقل إِلَى أَن صَار أميراخور ثَانِي بعد
سودون ميق فِي أَيَّام الاشرف برسباي وطبلخاناه. مَاتَ فِي لَيْلَة الاربعاء رَابِع عشري الْمحرم سنة أَرْبَعِينَ بعد تمرض أَيَّام كَثِيرَة بحمرة، أرخه الْعَيْنِيّ وَزَاد غَيره انه كَانَ كَرِيمًا حشما حُلْو المحاضرة مَعَ دعابة واسراف على نَفسه.
1188 -
شيخ السليمان الظَّاهِرِيّ برقوق وَيعرف بالمسرطن، / تنقل فِي عدَّة نيابات مِنْهَا طرابلس، وَمَات فِي ربيع الآخر سنة ثَمَان خَارج دمشق.
1189 -
شيخ الصفوي وَيعرف بشيخ الخاصكي. / كَانَ من أُمَرَاء الظَّاهِر برقوق وأعيان دولته ألبسهُ فِي الْمحرم سنة ثَمَانمِائَة نِيَابَة غَزَّة فَخرج من يَوْمه إِلَى الخانقاه السرياقوسية ثمَّ استعفى من الْغَد وَسَأَلَ فِي الاقامة بالقدس بطالا فَأُجِيب وَتوجه إِلَيْهِ فَلم يلبث أَن نقل إِلَى حبس المرقب لشكوى المقادسة من تعرضه لأبنائهم واكثاره من الْفساد وَمَات بِهِ فِي ربيع الآخر سنة إِحْدَى. ذكره المقريزي فِي عقوده وَطول الْعَيْنِيّ تَرْجَمته فَقَالَ كَانَ شَابًّا جميل الصُّورَة محتشما سخيا كثير الْمعرفَة والذوق قَلِيل الاذى مشاركا فِي بعض الْمسَائِل بل يحفظ عقيدة الطَّحَاوِيّ، وَلذَا كَانَ صَحِيح العقيدة محبا فِي الْعلمَاء ومجالستهم يلقى عَلَيْهِم الْمسَائِل ثمَّ تغير وَأَقْبل على الملاهي وَعشرَة المساخر، ونصحه السُّلْطَان وَغَيره مرَارًا فَمَا أَفَادَ، وَآل أمره إِلَى أَن نَفَاهُ السُّلْطَان وأبعده، قَالَ وصنفت لَهُ شرحا لطيفا لتحفة الْمُلُوك، وَصدر تَرْجَمته بشيخ الصفوي الخاصكي أَمِير مجْلِس قلت وَأَظنهُ شيخ الخاصكي الْمَاضِي فيحرر.
1190 -
شيخ المحمودي ثمَّ الظَّاهِرِيّ برقوق الْمُؤَيد أَبُو النَّصْر الجركسي الأَصْل. / ولد تَقْرِيبًا سنة سبعين وَسَبْعمائة فَإِنَّهُ فِيمَا سَمعه مِنْهُ شَيخنَا مِمَّا ذكره فِي إنبائه ومعجمه كَانَ قدومه للقاهرة فِي أول سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ أَو آخر الَّتِي قبلهَا فِي السّنة الَّتِي قدم فِيهَا أنص وَالِد الظَّاهِر برقوق وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة فَعرض وَهُوَ جميل الصُّورَة على الظَّاهِر فَقبل تسلطنه فرام شِرَاءَهُ من جالبه فاشتط فِي الثّمن وَلم يلبث أَن مَاتَ فَاشْتَرَاهُ الخواجا مَحْمُود شاه اليزدي تَاجر المماليك بِثمن يسير فنسب محموديا لذَلِك وَقدمه لبرقوق وَهُوَ حِينَئِذٍ أتابك العساكر فأعجبه فَأعْتقهُ وَنَشَأ ذكيا فتعلم الفروسية من اللّعب بِالرُّمْحِ وَرمى النشاب وَالضَّرْب بِالسَّيْفِ والصراع وسباق الْخَيل وَغير ذَلِك وَمهر فِي جَمِيع ذَلِك مَعَ جمال الصُّورَة وَكَمَال الْقَامَة وَحسن الْعشْرَة وَأول مَا كَانَ فِي الْكِتَابِيَّة ثمَّ فِي الخاصكية ثمَّ فِي السقاة، واختص بسيده إِلَى الْغَايَة مَعَ غَضَبه عَلَيْهِ بِسَبَب نَهْيه غير مرّة عَن التهتك والميل إِلَى اللَّهْو والطرب وَلَكِن لم يعزله عَن وظيفته وَلَا أبعده ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بامرة عشرَة فِي سلطنته
الثَّانِيَة بعد وقْعَة شقحب وَذَلِكَ فِي ثَانِي عشري صفر سنة أَربع وَتِسْعين، وَكَانَ مِمَّن سجن قبل ذَلِك من مماليكه فِي فتْنَة منطاش بخزانة)
شمائل وَنذر حِينَئِذٍ إِن نجاه الله تَعَالَى مِنْهَا أَن يَجْعَلهَا مَسْجِدا فَفعل ذَلِك فِي سلطنته بعد بضع وَعشْرين سنة وتأمر على الْحَاج سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة بعد موت أستاذه وناب فِي طرابلس وَلما نَازل اللنك حلب خرج مَعَ العساكر فَأسر ثمَّ خلص من اللنك بحيلة عَجِيبَة وَهِي أَنه لما أسر اسْتمرّ فِي أسر اللنكية إِلَى أَن فارقوا دمشق ثمَّ رجعُوا فاغتنم وَقت رحيلهم وَألقى نَفسه بَين الدَّوَابّ وستره الله فَمشى إِلَى قَرْيَة من عمل صفد ثمَّ توصل إِلَى طرابلس وَركب الْبَحْر إِلَى الطينة ثمَّ مَشى فِي الْبر إِلَى قطيا فَبَالغ الْوَالِي فِي إكرامه بعد أَن كَانَ جفاه لكَونه لم يعرفهُ وَاعْتذر وَقدم لَهُ خيلا فَركب وَدخل الْقَاهِرَة وأعيد كَمَا كَانَ أَولا لنيابة طرابلس ثمَّ ولي نِيَابَة الشَّام وَجَرت لَهُ من الخطوب والحروب مَا ذكر فِي الْحَوَادِث بل وأشير إِلَيْهِ فِي تَرْجَمته من تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية، وَكَذَا ذكر شَيخنَا بعضه فِي مُعْجَمه وَملك وَكَانَت مُدَّة كَونه فِي السلطنة ثَمَان سِنِين وَخَمْسَة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَأقَام فِي الْملك عشْرين سنة مَا بَين نَائِب ومتغلب وأتابك وسلطان قَالَ شَيخنَا وَكَانَ شهما شجاعا عالي الهمة كثير الرُّجُوع إِلَى الْحق محبا فِي الْعدْل متواضعا يعظم الْعلمَاء ويكرمهم وَيحسن إِلَى أَصْحَابه ويصفح عَن جرائمهم يحب الْهزْل والمجون لَكِن مستترا ومحاسنه جمة، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه حدث بِصَحِيح البُخَارِيّ عَن السراج البُلْقِينِيّ بأجازة مُعينَة أخرجهَا بِخَطِّهِ وَذكر أَنَّهَا كَانَت مَعَه فِي أَسْفَاره لَا يفارقها وحضرنا عِنْده عدَّة مجَالِس، وَكَانَ يحب الْعلمَاء ويجالسهم ويكرمهم ويعظم الشَّرْع وَحَمَلته وَكَانَ مفرطا فِي الشجَاعَة محبا فِي الصَّلَاة لَا يقطعهَا وَإِن عرض لَهُ عَارض بَادر إِلَى قَضَائهَا، قَالَ وافتتح حصونا وخطب لَهُ بقيسارية ثمَّ جهز وَلَده إِبْرَاهِيم فظفر بِابْن قرمان وأحضروه أَسِيرًا وَلما أَصَابَته عين الكتمان مَاتَ ابْنه إِبْرَاهِيم ثمَّ مَاتَ هُوَ بعده بِقَلِيل وَذَلِكَ فِي أول الْمحرم سنة أَربع وَعشْرين قَالَ وَقد ذكرت فِي الوفيات كثيرا من محاسنه وَمَا كَانَ يعاب بِهِ وَأَيْنَ أَيْن مثله سامحه الله وَعَفا عَنهُ، وَقَالَ الْعَيْنِيّ فِي تَارِيخه: لما مَاتَ كَانَ فِي الخزانة ألف ألف دِينَار وَخَمْسمِائة ألف دِينَار من الذَّهَب على مَا قيل فَلم تضم السّنة وفيهَا دِينَار وَاحِد، قَالَ وَهُوَ من طَائِفَة من الجراكسة يُقَال لَهُم كرموك وَيُقَال انه من ذُرِّيَّة اينال بن ركماس ابْن سرماس بن طحا بن جرباش بن كرموك وَكَانَ كرموك كَبِير طائفته وَكَذَلِكَ نسل، وَعمل الْعَيْنِيّ فِي سيرته أرجوزة سَمَّاهَا الْجَوْهَر انتقد مِنْهَا شَيخنَا مَا أفرده
فِي جُزْء سَمَّاهُ قذى الْعين من يعب غراب الْبَين وَكَذَا أفردها ابْن ناهض فِي مُجَلد حافل قرضه لَهُ كل عَالم وأديب ومؤرخ)
وحبِيب، وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية وترجمته فِي تَارِيخه أَكثر من كراس وَنصف انه كَانَ ملكا مهيبا ماجدا أديبا جوادا عالي الهمة جليل الْمِقْدَار عفيفا عَن الْأَمْوَال تَامّ الشكل وَاسع الصَّدْر خَفِيف الركاب مظفرا فِي الوقائع يمْلَأ الْعين ويرجف الْقلب ذَا سطوة عَظِيمَة وحلم وأناة وصبر وإقدام وخبرة كَامِلَة انْتهى، وتكرر نُزُوله فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين إِلَى بَيت الناصري بن الْبَارِزِيّ ببولاق، وعام فِي الْبَحْر غير متستر مَعَ مَا بِهِ من ألم رجلَيْهِ وضربان المفاصل وَقَالَ المقريزي: كَانَ شجاعا مقداما يحب أهل الْعلم ويجالسهم ويجل الشَّرْع النَّبَوِيّ ويذعن لَهُ وَلَا يُنكر على الطَّالِب مِنْهُ أَن يمْضِي من بَين يَدَيْهِ إِلَى قُضَاة الشَّرْع بل يُعجبهُ ذَلِك وينكر على أمرائه مُعَارضَة الْقُضَاة فِي أحكامهم غير مائل إِلَى شَيْء من الْبدع لَهُ قيام فِي اللَّيْل إِلَى التَّهَجُّد أَحْيَانًا لكنه كَانَ بَخِيلًا مسيكا يشح حَتَّى بِالْأَكْلِ لجوجا غضوبا نكدا حسودا معيابا يتظاهر بأنواع الْمُنْكَرَات فحاشا سبابا بذيئا شَدِيد المهابة حَافِظًا لأَصْحَابه غير مفرط فيهم وَلَا مضيع لَهُم وَهُوَ أكبر أَسبَاب خراب مصر وَالشَّام لِكَثْرَة مَا كَانَ يثيره من الشرور والفتن أَيَّام نيابته بطرابلس ودمشق ثمَّ مَا أفْسدهُ فِي أَيَّام ملكه من كَثْرَة الْمَظَالِم وَنهب الْبِلَاد وتسليط أَتْبَاعه على النَّاس يسومونهم الذلة وَيَأْخُذُونَ مَا قدرُوا عَلَيْهِ بِغَيْر وازع من عقل وَلَا ناه من دين وأرخ وَفَاته بعد تنوع الاسقام وتزايد الآلام قبيل ظهر يَوْم الِاثْنَيْنِ تَاسِع الْمحرم وَقد أناف على الْخمسين، وَصلى عَلَيْهِ خَارج بَاب الْقلَّة، وَحمل إِلَى جَامعه فَدفن بالقبة قبيل الْعَصْر، وَلم يشْهد دَفنه كَبِير أحد من الْأُمَرَاء والمماليك، قَالَ وَاتفقَ فِي امْرَهْ موعظة فِيهَا أعظم عِبْرَة، وَهُوَ انه لما غسل لم تُوجد لَهُ منشفة ينشف بهَا فنشف بمنديل بعض من حضر غسله وَلَا وجد لَهُ مئزر تستر بِهِ عَوْرَته حَتَّى أَخذ لَهُ مئزر صوف صعيدي من فَوق رَأس بعض جواريه فَستر بِهِ وَلَا وجد لَهُ طاسة يصب عَلَيْهِ المَاء بهَا حِين غسله مَعَ كَثْرَة مَا خلف من المَال. قلت وَله مآثر كالجامع الَّذِي بِبَاب زويلة قيل انه لم يعمر فِي الاسلام أَكثر مِنْهُ زخرفة وَلَا أحسن ترخيما بعد الْجَامِع الْأمَوِي، وَأَصله خزانَة شمائل تَوْفِيَة لنذره، وَكَذَا عمل خطْبَة بالمقياس من الرَّوْضَة وَله الْمدرسَة الخروبية بالجيزة وعدة سبل ومكاتب، وَعمل جِسْرًا تجاه منشية المهراني وَنزل بِنَفسِهِ فِي مخيم هُنَاكَ وَعمر منظرة الْخمس وُجُوه الَّتِي بِالْقربِ من التَّاج الخراب صرف عَلَيْهَا شَيْئا كثيرا ورام