المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بحث في أن إجابة الدعاء لا ينافي سبق القضاء - الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني - جـ ١

[الشوكاني]

الفصل: ‌بحث في أن إجابة الدعاء لا ينافي سبق القضاء

[5]

[23/ 4]

‌بحث في أن إجابة الدعاء لا ينافي سبق القضاء

تأليف

محمد بن علي الشوكاني

حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه

محمد صبحي بن حسن حلاق

أبو مصعب

ص: 387

وصف المخطوط

1 -

عنوان الرسالة: " بحث في أن الدعاء لا ينافي سبق القضاء ".

2 -

موضوع الرسالة: في العقيدة.

3 -

أول الرسالة: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه الأكرمين. اعلم وفقك الله وإياي أنه قد وقع الخلاف بين أهل العلم، وطالت ذيوله.

4 -

آخر الرسالة: فلنقتصر على هذا المقدار، والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على رسوله وآله.

5 -

نوع الخط: خط نسخي معتاد.

6 -

الناسخ: المؤلف: محمد بن علي الشوكاني.

7 -

عدد صفحات الرسالة: (3) صفحات.

الأولى: 18 سطرا. مع هامش على يمين الصفحة.

الثانية: 41 سطرا.

الثالثة: 16 سطرا. مع الهامش في أعلى الصفحة.

8 -

عدد الكلمات في السطر: 11 - 12 كلمة.

9 -

الرسالة من المجلد الرابع من " الفتح الرباني من فتاوى الشوكاني ".

10 -

وجدت العبارة التالية في نهاية المجلد الرابع من " الفتح الرباني ":

" الحمد لله كمل للحقير أحمد بن محمد الشوكاني غفر الله لهما النظر فيه جزى الله مؤلفه أفضل الجزاء، ونفعه بعلمه النافع في دار البقاء وتغشاه برحمته ورضوانه. آمين ".

ص: 389

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله وصحبه الأكرمين. اعلم -وفقك الله وإياي- أنه قد وقع الخلاف بين أهل العلم، وطالت ذيوله، وتشعبت أبحاثه في التعارض بين ما ورد من أن القضاء الأزلي من الله عز وجل لا يتغير ولا يتبدل، وهو المعبر عنه بأم الكتاب [بقوله] (1) تعالى:} لا معقب لحكمه {(2) وقوله:} ما يبدل القول لدي {(3) وبين ما ورد من الإرشاد إلى الأدعية، وطلب الخير من الله عز وجل، وسؤاله أن يدفع الشر، ويرفع الضر، وسائر المطالب التي [يطالبها] (4) العباد من ربهم -سبحانه- (5) كقوله صلى الله عليه وسلم:" لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر " أخرجه الترمذي (6) من حديث سلمان وحسنه، وابن حبان (7)، وصححه، والحاكم (8) وصححه، والطبراني في الكبير (9)، والضياء في المختارة (10) ومثله حديث ثوبان مرفوعًا بلفظ: " لا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في

(1) في المخطوطة [لقوله] والصواب ما أثبتناه.

(2)

[الرعد: 41].

(3)

[ق: 29].

(4)

كذا في المخطوط ولعلها [يطلبها].

(5)

انظر قطر الولي على حديث الولي (ص 424 - 425 وص 479 - 491).

(6)

في السنن رقم (2139) وقال هذا حديث حسن غريب.

(7)

لم يخرجه ابن حبان والحاكم من حديث سلمان.

(8)

لم يخرجه ابن حبان والحاكم من حديث سلمان.

(9)

(6/ 251 رقم 6128). وفي "الدعاء"(2/ 799 رقم 30).

(10)

لم أجده في الأجزاء المطبوعة. قلت: وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 169) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 36 رقم 832 - 833).

وفي سنده أبو مولود اسمه فضة وهو بصري مشهور بكنيته ضعفه أبو حاتم في الجرح والتعديل (9317) وقال عنه ابن حجر في التقريب (2/ 112): فيه لين. وقد أورده المنذري في الترغيب رقم (2437) والدمياطي في المتجر الرابح رقم (1374).

وخلاصة القول أن الحديث حسن بشاهد حديث ثوبان الآتي.

قال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص 34: فيه دليل -أي حديث سلمان- على أنه سبحانه يدفع بالدعاء ما قد قضاه على العبد، وقد وردت بهذا أحاديث كثيرة، ويؤيد ذلك قوله تعالى:(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)، [الرعد: 39].

ص: 393

العمر إلا البر، وإن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه" (1) وكقوله:" لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة " أخرجه الحاكم في المستدرك (2)، والبزار (3)، والطبراني في الأوسط (4)، والخطيب (5) قال الحاكم: صحيح الإسناد من حديث عائشة مرفوعًا.

(1) أخرجه أحمد في المسند (5/ 277، 282) وابن ماجه رقم (90) والنسائي في السنن الكبرى (2/ 133 - كما في تحفة الأشراف). والحاكم في المستدرك (1/ 493) والطبراني في المعجم الكبير (2/ 100) وابن أبي شيبة في المصنف (10/ 441 - 442) والبغوي في شرح السنة (13/ 6) وابن حبان في صحيحه رقم (872). وهو حديث صحيح.

قال ابن القيم في "الجواب الكافي" ص 27: إن هذا المقدور قدر بأسباب ومن أسبابه الدعاء، فلم يقدر مجردا عن سببه، ولكن قدر بسببه، فمتى أتى العبد بالسبب وقع المقدور، ومتى لم يأت بالسبب انتفى المقدور وهكذا، كما قدر الشبع والري بالأكل والشرب، وقدر الولد بالوطء وقدر حصول الزرع بالبذر، وقدر خروج نفس الحيوان بذبحه، وكذلك قدر دخول الجنة بالأعمال، ودخول النار بالأعمال .. وحينئذ فالدعاء من أقوى الأسباب، فإذا قدر وقوع المدعو به بالدعاء لم يصح أن يقال: لا فائدة في الدعاء، كما لا يقال: لا فائدة في الأكل والشرب، وجميع الحركات والأعمال، وليس شيء من الأسباب أنفع من الدعاء، ولا أبلغ من حصول المطلوب ".

(2)

في المستدرك (1/ 492) وقال الحاكم: هذا حديث " صحيح الإسناد " وتعقبه الذهبي بقوله: زكريا مجمع على ضعفه.

(3)

في مسنده (3/ 29 - 30 رقم 2165 - كشف).

(4)

3/ 66 رقم 2498) وفي الدعاء (2/ 800 رقم 33).

(5)

في تاريخه (8/ 452 - 453).

ص: 394

وقال في مجمع الزوائد (1)(2).

وقد ضعف هذا الحديث بزكريا بن منظور (3)، وكما ذكرته في شرحي للعدة (4).

ومن ذلك ما أخرجه أبو داود (5) والترمذي (6)، وابن ماجه (7) وابن حبان (8) وصححه عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ربكم حيي كريم يستحي

(1)(10/ 146) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه وفيه زكريا بن منظور، وثقه أحمد بن صالح المصري، وضعفه الجمهور وبقية رجاله ثقات.

قلت: وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 359 - 360) وقال: هذا حديث لا يصح وأعله بزكريا ونقل بعض أقوال النقاد فيه.

وأخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 1068) في ترجمة زكريا بن يحيى من طريق زكريا بن منظور عن عطاف بن خالد به.

(2)

أنزلت النص الآتي من صلب الرسالة إلى الهامش؛ لأنه زيادة مقحمة فيه كما يتضح من تحقيق الرسالة.

[رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي، وهو ثقة].

(3)

قال البخاري في " التاريخ الكبير"(3/ 424): " ليس بذاك ". وقال النسائي في " الضعفاء "(ص 109 رقم 221) ضعيف. وقال ابن حبان في المجروحين (1/ 314) منكر الحديث جدا، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه.

(4)

أي تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين ص 35.

يعتلجان: أي يتصارعان. " النهاية "(3/ 286).

قال الشوكاني: فيه دليل على أن الحذر لا يغني عن صاحبه شيئا من القدر المكتوب عليه، ولكنه ينفع من ذلك الدعاء، ولذلك عقبه صلى الله عليه وسلم بقوله: والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.

(5)

في السنن رقم (1488).

(6)

في السنن رقم (3556) وقال: هذا حديث حسن غريب.

(7)

في السنن رقم (3865).

(8)

في صحيحه رقم (876).

ص: 395

من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ". وأخرجه أيضًا الحاكم (1)، وقال: حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح. ثم رواه (2) من حديث أنس مرفوعا: " إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه، ثم لا يضع فيهما خيرا " وأخرجه الطبراني (3)، وأبو يعلى (4). ومن ذلك قوله: " لا تعجزوا في الدعاء، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد ". أخرجه ابن حبان (5) من حديث أنس، والحاكم في المستدرك (6)، وقال: صحيح الإسناد، والضياء في المختارة (7) وقد رددت في شرحي للعدة (8) على من ضعفه.

(1) في المستدرك (1/ 497). وهو حديث صحيح.

(2)

أي الحاكم في المستدرك (1/ 498) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: عامر بن يساف ذو مناكير.

(3)

في الأوسط (5/ 270 رقم 5286).

(4)

في مسنده (6/ 3232) بنحوه وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 148). وقال: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

(5)

في صحيحه رقم (871) بإسناد ضعيف لضعف عمر بن محمد بن صهبان.

(6)

في المستدرك (1/ 494) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي: لا أعرف عمرا، تعبت عليه.

(7)

في المختارة (5/ 136 رقم 1760).

(8)

قال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص 37: " وعدم معرفته -أي الذهبي- له لا تستلزم عدم معرفة غيره له، نعم قال الذهبي في الميزان (3/ 207) حاكيا عن أبي حاتم أنه مجهول، وهذا قادح صحيح. ولهذا قال ابن حجر في لسان الميزان (4/ 325) وقد تساهل الحاكم في تصحيحه، ولكن لا يخفاك أن تصحيح ابن حبان والضياء يكفي ولا يحتاج معه إلى غيره، وعلى تقدير أن في إسنادهما هذا الرجل الذي قيل: إنه مجهول، فمعلوم أنهما لا يصححان الحديث المروي من طريقه إلا وقد عرفاه وعرفا صحة ما رواه، ومن علم حجة على من لم يعلم.

قلت: عمر بن محمد هو بن صهبان الضعيف لا ابن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب كما ظن الحاكم وابن حبان والضياء. فقد جاء مصرحا به عند أبي نعيم في أخبار أصفهان (2/ 232) والعقيلي في الضعفاء (3/ 188) وقال العقيلي عمر بن محمد لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 1674) وقال: عمر بن صهبان عامة أحاديثه مما لا يتابعه الثقات عليه. والغلبة على حديثه المناكير.

ومما تقدم يظهر لنا ضعف كلام الإمام الشوكاني رحمه الله. والخلاصة أن الحديث إسناده ضعيف.

ص: 396

ومن ذلك: ما أخرجه الترمذي (1) من حديث أبي هريرة، والحاكم في المستدرك (2)، وقال: صحيح الإسناد، وأقره الذهبي. وأخرجه أيضًا (3) من حديث سلمان وقال: صحيح الإسناد.

ومن ذلك ما أخرجه الحاكم في المستدرك (4) من حديث أبي هريرة، وقال صحيح الإسناد. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض ". وأخرجه أبو يعلى (5) من حديث علي [بهذا اللفظ، وأخرج أبو يعلى (6) من حديث جابر رضي الله عنه](7) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلكم على ما ينجيكم من عدوكم، ويدر لكم أرزاقكم؟ تدعون الله في ليلكم ونهاركم، فإن الدعاء سلاح

(1) في السنن رقم (3370) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.

(2)

في المستدرك (1/ 490): وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. قلت: وأخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (712) والطيالسي في المسند رقم (2585) وأحمد (2/ 362) وابن ماجه رقم (3829). وهو حديث حسن.

(3)

لم يخرجه من حديث سلمان، والله أعلم.

(4)

في المستدرك (1/ 492) من حديث علي وقال: هذا حديث صحيح. قلت: بل ضعيف لجهالة محمد بن الحسن بن أبي يزيد.

(5)

في المسند (1/ 344 رقم 439).

(6)

في المسند رقم (182). وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 147) وقال: رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن أبي حميد وهو ضعيف. وهو حديث ضعيف.

(7)

ما بين الحاصرتين زيادة يقتضيها السياق من "تحفة الذاكرين (ص 38) ".

ص: 397

المؤمن" (1). وأخرج أحمد في المسند (2) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من مسلم ينصب وجهه لله في مسألة، إلا أعطاه إياها، إما أن يعجلها له، وإما أن يدخرها له ". قال المنذري في الترغيب والترهيب (3)، لا بأس بإسناده، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (4)، والحاكم (5).

ويشهد لمعناه ما أخرجه أحمد (6)، والبزار (7)، وأبو يعلى (8). قال المنذري (9)، بأسانيد جيدة من حديث أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ".

وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (10)،

(1) في المخطوطة مكررة.

(2)

(2/ 448). وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 148) وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف.

(3)

(2/ 474 رقم 2426).

(4)

رقم (711).

(5)

في المستدرك (1/ 497) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وهو حديث صحيح لغيره.

(6)

في المسند (3/ 18).

(7)

في مسنده رقم (3134، 3144 - كشف).

(8)

في مسنده رقم (46/ 1019).

(9)

في الترغيب والترهيب (2/ 475 رقم 2427). قلت: وأخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 493) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 148) وقال: رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال أحمد وأبي يعلى وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير علي بن علي الرفاعي وهو ثقة. والخلاصة أن الحديث حسن والله أعلم.

(10)

(10/ 200).

ص: 398

وأبو داود (1)، والترمذي (2)، والنسائي (3)، وابن حبان (4) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة، ثم تلا:} وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي {الآية (5) وصححه الترمذي (6)، وابن حبان (7)، والحاكم (8). وأخرج الترمذي (9) من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء مخ العبادة". وأخرج الترمذي (10) والحاكم في المستدرك (11) وصححه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يسأل الله يغضب عليه ". وفي لفظ: " من لم يدع الله يغضب

(1) في السنن رقم (1479).

(2)

في السنن رقم (3247) وقال: هذا حديث حسن صحيح.

(3)

في السنن الكبرى رقم (11464).

(4)

في صحيحه رقم (890).

(5)

[غافر: 60].

(6)

في السنن (5/ 456).

(7)

في صحيحه (3/ 172).

(8)

في المستدرك (1/ 491) وصححه ووافقه الذهبي.

قلت: وأخرجه أحمد (4/ 267) والبغوي في شرح السنة رقم (1384)، والطيالسي رقم (801) والبخاري في الأدب المفرد رقم (714) وابن ماجه رقم (3828) وأبو نعيم في الحلية (8/ 120) كلهم من حديث النعمان بن بشير. وهو حديث حسن.

(9)

في السنن رقم (3371)، وقال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة.

وقال الألباني: رحمه الله ضعيف بهذا اللفظ.

(10)

في السنن رقم (3373).

(11)

في المستدرك (1/ 491) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. واللفظ: " من لا يدعو الله يغضب عليه ". قلت: وأخرجه أحمد (2/ 442، 443، 447) والبخاري في الأدب المفرد رقم (658) والبغوي في شرح السنة (5/ 188) وابن ماجه رقم (3827).

ص: 399

عليه " أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1)، والحاكم في المستدرك (2) وصححه.

ومن ذلك استعاذته صلى الله عليه وسلم من سوء القضاء كما في صحيح مسلم (3) وغيره (4).

ومن (5) ذلك ما ثبت في قنوت الوتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال فيه: " وقني شر ما قضيت " وهو حديث صحيح، وإن لم يخرجه الشيخان (6) وفيهما الاستعاذة من القضاء المشتمل على الشر والسوء.

ومن ذلك الأحاديث الواردة في صلة الرحم، وأنها (7) تزيد في العمر وهي أحاديث

(1)(10/ 200)

(2)

في المستدرك (1/ 491). والخلاصة: إن الحديث حسن والله أعلم.

(3)

في صحيحه رقم (53/ 2707).

(4)

كالبخاري في صحيحه رقم (6347) كلاهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه كان يتعوذ من سوء القضاء ومن درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، ومن جهد البلاء.

(5)

أخرجه أبو داود رقم (1425، 1426) والترمذي رقم (464) وابن ماجه رقم (1178) من حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما. وهو حديث صحيح.

(6)

وهو كما قال الشوكاني رحمه الله، انظر التعليقة السابقة.

(7)

رأي الشوكاني في المسألة: ذهب الشوكاني إلى أن أجل الإنسان يزيد وينقص، وأن الله سبحانه يمحو ما يشاء مما في اللوح المحفوظ ويثبت ما يشاء منه واستدل على ذلك بأدلة كثيرة:- قال تعالى: (لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)[الرعد: 38 - 39].

وقال الشوكاني عند تفسيره الآية: "أي لكل أمر مما قضاه الله، أو لكل وقت من الأوقات التي قضى الله بوقوع أمر فيها كتاب، الله يكتبه على عباده ويحكم به فيهم: (يمحو الله ما يشاء ويثبت) أي يمحو من ذلك الكتاب، ويثبت ما يشاء منه ثم قال: " وظاهر النظم القرآني العموم في كل شيء مما في الكتاب، فيمحو ما يشاء محوه من شقاوة أو سعادة أو رزق أو عمر، أو خير أو شر

".

وأورد اثني عشر قولا في معنى الآية ورجَّح أن الآية عامة وأن العمر فرد من أفرادها

فالمراد من الآية أنه يمحو ما يشاء مما في اللوح المحفوظ

".

انظر تفصيل ذلك " فتح القدير " للشوكاني (3/ 88) قطر الولي (504 - 506).

ولكن الرأي الراجح أن المحو والإثبات في المكتوب عند الملائكة وأن ما في سابق علمه سبحانه وفي اللوح المحفوظ لا يقع فيه المحو والإثبات، وقد ذكر ذلك ابن تيمية في مجموع فتاوى (14/ 490 - 492) و (8/ 517، 540) وابن أبي العز الحنفي في " شرح العقيدة الطحاوية " ص 152، وابن حجر في الفتح (4/ 353 - 354)(11/ 497).

وعلى هذا القول فإن الكتاب كتابان: أحدهما الكتاب الذي يكتبه الملائكة على الخلق - عن أنس بن مالك قال: " وكل الله بالرحم ملكا فيقول: أي رب نطفة، أي رب علقة، أي رب مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال: أي رب أذكر أم أنثى، أشقي أم سعيد؟ فما الرزق فما الأجل؟ فيكتب كذلك في بطن أمه ".

أخرجه البخاري في صحيحه رقم (6595) ومسلم في صحيحه رقم (2646) - وذلك الكتاب محل المحو والإثبات والكتاب الثاني أم الكتاب أو اللوح المحفوظ، وهو الكتاب المشتمل على تعيين جميع الأحوال العلوية والسفلية، وهو الباقي لا يغير فيه شيء.

انظر: تفسير ابن كثير (2/ 538) زاد المسير (4/ 339) وجامع البيان (13/ 167) لابن جرير.

قال الشيخ عبد الرحمن ناصر السعدي في تيسير الكريم المنان (4/ 117):-

قال تعالى: (يمحو الله ما يشاء) الآية " يمحو الله ما يشاء من الأقدار ويثبت ما يشاء منها، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه وكتبه قلمه. فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير، لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمه نقص أو خلل، ولهذا قال (وعنده أم الكتاب) أي اللوح المحفوظ الذي ترجع إليه سائر الأشياء، فهو أصلها، وهي فروع وشعب فالتغيير والتعديل يقع في الفروع والشعب كأعمال اليوم والليلة التي تكتبها الملائكة، ويجعل الله لثبوتها أسبابا، ولمحوها أسبابا لا تتعدى تلك الأسباب ما رسم في اللوح المحفوظ كما جعل الله البر والصلة والإحسان من أسباب طول العمر وسعة الرزق وكما جعل المعاصي سببا لمحق بركة الرزق والعمر، وكما جعل أسباب النجاة من المهالك والمعاطب سببا للسلامة وجعل التعرض لذلك سببا للعطب، فهو الذي يدبر الأمور بحسب قدرته وإرادته، وما يدبره منها لا يخالف ما قد علمه وكتبه في اللوح المحفوظ.

وعلى هذا فإن زيادة الآجال ونقصها بالنسبة إلى علم الملك الموكل بالعمر، لا بالنسبة إلى ما في سابق علم الله وقضائه، فلا زيادة فيه ولا نقص وهو معنى قوله تعالى:(فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)[الأعراف: 34، النحل: 61].

ومن الأدلة على أن الآجال لا تتغير ما أخرجه مسلم في صحيحه رقم (2663) من حديث عبد الله بن مسعود قال: قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية قال: فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: قد سألت الله لأجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ".

ص: 401

صحيحة (1).

ومن ذلك الأحاديث الواردة في إجابة دعاء المظلوم على ظالمه (2). والأحاديث الواردة في دعاء الوالدين لولدهما (3). والأحاديث الواردة في دعوة الإمام العادل (4)، والأحاديث

(1)(منها) ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (5986) ومسلم رقم (2557) من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".

(ومنها) ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (5985). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سره أن يُبسط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثره، فليصل رحمه ".

(2)

(منها) ما أخرجه البخاري في صحيحه رقم (1395) ومسلم رقم (19) والترمذي رقم (625) وأبو داود رقم (1584) والنسائي (5/ 52، 55) وابن ماجه رقم (1783). من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب".

(3)

أخرج أبو داود رقم (1536) والترمذي رقم (3448) وابن ماجه رقم (3862) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم ". وهو حديث حسن.

(4)

أخرج الترمذي رقم (1905) وابن ماجه رقم (1752) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء. يقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين". وهو حديث صحيح.

ص: 402

الواردة في إجابة دعوة من دعا الله باسمه الأعظم (1)، وغير ذلك كثير، وجميع ذلك على اختلاف دلالته متواتر.

فليت شعري؟! كيف ذهب جماعة من أهل العلم إلى مخالفة ذلك كله وقالوا: إن أحكام الله وقضاءه في سابق علمه، لا تتغير أصلا (2)؟!. فإن استدلوا بمثل قوله تعالى:} ما يبدل القول لدي {(3)، وما ورد في اللوح المحفوظ، وما كتب فيه، وأنه قد حق القضاء ونحو ذلك، فأي فائدة في مثل قوله عز وجل:} ادعوني أستجب لكم {(4)،

(1) أخرج الترمذي في السنن رقم (3475) وابن ماجه رقم (3857). من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ويدي في يده، فإذا رجل يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الذي لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد دعا الله تعالى باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطي، وإذا دعي به أجاب ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار، أو عذاب القبر كان خيرا وأفضل ".

هذا الحديث صريح في أن الآجال والأرزاق مقدرة لا تتغير. ولهذا جمع العلماء بين هذا الحديث وما في معناه من الآيات.

- قال تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)[الأعراف:34].

- قال تعالى: (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها)[المنافقون: 11].

وبين ما ورد في زيادة العمر لمن وصل رحمه، وأجابوا بأجوبة منها: أن الزيادة كناية عن البركة في العمر، والتوفيق إلى الطاعات، وما يبقى بعده من الثناء الجميل فكأنه لم يمت. انظر: شرح النووي لصحيح مسلم (16/ 114).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية أن تلك البركة وهي زيادة في العمل والنفع هي أيضًا مقدرة مكتوبة

مجموع فتاوى (14/ 491 - 492).

(2)

سبق ذكر التعليقة ص 400.

(3)

[ق: 29].

(4)

[غافر: 60].

ص: 403

فإن هذا أمر منه لعباده بدعائه، وأي فائدة في أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يخبر عباده بأنه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه؟ وأي فائدة في قوله عز وجل[1 ب] مخبرا لعباده.} يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب {(1)، كيف وقد علمنا سبحانه كيف ندعو في نحو قوله:} ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا {إلى آخر الآية، وحكى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في الصحيح أن الله عز وجل قال عن هذه الدعوات: قد فعلت؟؟ وكذلك سائر ما قصه الله علينا في كتابه من إجابته لدعوة أنبيائه كما في قوله [عز وجل] (2).} حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا {(3)؟. وفي مثل:} إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم {(4)، وما يشابه ذلك من الآيات (5) وما شوهد من نبينا عليه الصلاة والسلام من إجابة دعواته في مواطن يتعسر إحصاؤها (6)، وما شوهد من صالحي هذه الأمة في كل قرن من

(1)[الرعد: 39].

(2)

زيادة يقتضيها السياق.

(3)

[يوسف: 110].

(4)

[محمد: 7].

(5)

قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين)[الأنفال: 9].

قال تعالى: (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما)[يونس: 12].

قال تعالى: (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه)[الزمر: 8].

وقال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)[البقرة: 186].

(6)

أخرج البخاري في صحيحه رقم (933) ومسلم في صحيحه رقم (897) عن أنس قال: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة يخطب، أتاه أعرابي فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وما نرى في السماء قزعة، فواالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار سحاب كأمثال الجبال، ثم لم ينزل عن المنبر حتى رأيت الماء يتحارد على لحيته فمطرنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى

".

وما أخرجه الترمذي رقم (3514) بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم استجب لسعد إذا دعاك ". فكان لا يدعو إلا استجيب له. سيأتي (ص 1073).

انظر: " تهذيب الخصائص النبوية الكبرى "(ص 335 - 345).

ص: 404

القرون، من إجابة دعواتهم في الحال. ومن جهل هذا، أو بعضه، نظر في مثل حلية الأولياء (1)، ومثل رسالة القشيري (2)، ومثل صفوة الصفوة لابن الجوزي (3)، وغير ذلك مما يكثر تعداده. بل ينظر الدعوات المجابة من الصحابة رضي الله عنهم كما دوَّناه في البحث الذي قبل هذا (4).

كما وقع مع جماعة كثيرة من السلف رحمهم الله أنهم كانوا يقولون في أدعيتهم: " اللهم إن كنت قد كتبتني في ديوان الأشقياء فانقلني إلى ديوان السعداء" بعبارات مختلفة هذه أحدها (5).

وبالجملة فالكتاب العزيز، والسنة المتواترة، ترد عليهم ردا أوضح من شمس النهار. وطائفة قالت: إن الأقضية على نوعين (6): مطلقة ومقيدة. فالمطلقة ما لم تكن

(1) انظر الرسالة رقم (26) من هذا القسم -العقيدة-. فقد تم التعريف بهذه الكتب.

(2)

انظر الرسالة رقم (26) من هذا القسم -العقيدة-. فقد تم التعريف بهذه الكتب.

(3)

انظر الرسالة رقم (26) من هذا القسم -العقيدة-. فقد تم التعريف بهذه الكتب.

(4)

الرسالة رقم (26) من هذا القسم بعنوان " بحث في الاستدلال على ثبوت كرامات الأولياء ".

(5)

أخرجه ابن جرير الطبري في جامع البيان (8\ ص 13/ 167 - 168) عن عمر بن الخطاب، وابن مسعود

(6)

ومثاله كأن يقال للملك: إن عمر فلان مائة مثلا إن وصل رحمه، وستون إن قطعها، وقد سبق في علم الله أنه يصل أو يقطع، فالذي في علم الله لا يتقدم ولا يتأخر. والذي في علم الملك هو الذي يمكن فيه الزيادة والنقص وإليه الإشارة بقوله تعالى:(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) فالمحو والإثبات بالنسبة لما في علم الملك، وما في أم الكتاب هو الذي في علم الله تعالى فلا محو فيه ألبتة - ويقال له القضاء المبرم، ويقال للأول القضاء المعلق. فتح الباري (10/ 416).

وأشار إلى ذلك ابن تيمية في مجموع فتاوى (8/ 517) حيث قال: والأجل أجلان، أجل مطلق يعلمه الله، وأجل مقيد، وهذا يتبين معنى قوله صلى الله عليه وسلم:" من سره أن يبسط في رزقه، وينسأ في أثره فليصل رحمه" - تقدم تخريجه (ص 402) - فإن الله أمر الملك أن يكتب له أجلا وقال: إن وصل رحمه زدته كذا وكذا، والملك لا يعلم أيزداد أم لا؟ لكن الله يعلم ما يستقر عليه الأمر، فإذا جاء ذلك لا يتقدم ولا يتأخر".

ص: 405

مشروطة بشرط، واقعة، وإلا فلا.

وهذا القول وإن كان مردودا مثل الأول، إلا أنه أقل مفسدة منه، وإن كان رأيا بحتا ليس عليه دليل. وبالجملة فالبحث يطول. فلنقتصر على هذا المقدار، والحمد لله أولا وآخرا، والصلاة والسلام على رسوله وآله. الحمد لله، كمل للحقير أحمد بن محمد الشوكاني -غفر الله لهما- النظر فيه - جزى الله مؤلفه أفضل الجزاء، ونفعه بعلمه النافع في دار البقاء، وتغشاه برحمته ورضوانه - آمين [2 أ].

ص: 406