الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جواب سؤال في قوله تعالى {إلا من ظلم}
تأليف العلامة
محمد بن علي الشوكاني
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه
محمد صبحي بن حسن حلاق
أبو مصعب
ملحوظة:
السؤال من القاضي العلامة لطف الله بن أحمد جحاف (1)
إلى شيخ الإسلام محمد بن علي الشوكاني- رحمه الله حاصله: هل الاستثناء في قوله تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} (2)
متصل أو منقطع؟، وقد أشار في الكشاف (3) إلى الوجهين، وأشار السائل إلى ترجيح الانقطاع. مما ذكره العلامة المقبلي (4) رحمه الله.
انتهى نقلا من الأم بقلم الوالد العلامة القاضي عبد الله بن عبد الكريم الجرافي (5) رضي الله عنه.
(1) لطف الله بن أحمد بن لطف الله جحاف الصنعاني المولد والدار والمنشأ.
ولد سنة 1189 وأخذ العلم عن جماعة من علماء العصر منهم شيخنا العلامة السيد على بن إبراهيم ابن عامر والسيد العلامة على بن عبد الله الجلال.
قال الشوكاني في ترجمة- لطف الله- في الدر رقم (392) ولازمني دهرا طويلا فقرأ علي في النحو والصرف والمنطق والمعاني والبيان والأصول
…
".
ودرس في فنون وصنف رسائل أفرد فيها مسائل. ونظم الشعر الحسن وقد كتب إلي من ذلك - من مباحثه- لكثر بحيث لو جمع هو وما أكتبه عليه من الجوابات لكان مجلدا. توفي بصنعاء سنة 1243 هـ.
من مصنفاته:- المرتقى شرح به المنتقى لابن تيمية.
- العباب بتراجم الأصحاب.
انظر: البدر الطالع رقم (391) ونيل الوطر (2/ 169) التقصار ص 390.
(2)
[النساء: 148].
(3)
(2/ 169 - 170).
(4)
في " المنار في المختار من جواهر البحر الرخار"(2/ 508 - 509).
(5)
هو القاضي المؤرخ الهمام عبد الله بن عبد الكريم لن محمد بن أحمد بن على بن حسين الجرافي الصنعاني. ولد سنة 1319.
قال السائل:
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى: {لا يحب الله الجهر بالسوء من القول} (1) أي من أحد من الخلق، ولكن يقول من ظلم فانتصر بمثل ما ظلم فليس عليه جناح. ومن ذلك قول الله- عز وجل {وجزاؤ سيئة لسيئة مثلها} (2) فانظر كيف سمى تعالى نفس الرد سيئة، والسيئة لا تكون لديه محبوبة، فقد دلت هذه الآيات الواضحة، والأحاديث المحتج ها مع كونها حسنة على أن الراد ليس عليه سبيل ولا جناح، وأن الرد في حقه رخصة له، قد أبيحت لا يأثم معها إلا إذا تجاوز في الانتصار، ولذا قال تعالى:{إنه ولا جب الظالمين} (3) عقيب قوله تعالى: (وجزاؤ سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين & (2) وأخرج ابن جرير (4) عن السدي قال: والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون. قال: ينتصرون ممن بغى عليهم من غير أن يعتدوا. وفي بعض الآثار (5) فإذا شتمك فاشتمه من غير أن تعتدي عليه، فتبين أن المحبوب إليه تعالى هو العفو. يد! ك على أن المحبوب ليس هو الرد ما أخرجه الإمام أحمد (6) وأبو داود (7) عن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر- رضي الله عنه والنبي- صلى الله عليه وسلم جالس، فجعل النبي- صلى الله عليه وسلم يعجا ويبتسم فلما كثر عليه رد عليه- رضي الله عنه بعض
(1)[النساء: 148]
(2)
[الشورى: 40]
(3)
[الشورى: 40]
(4)
في "جامع البيان "(13/ ح25/ 37).
(5)
أخرجه ابن جرير في " جامع البيان "(13/ ج25/ 14) عن السدي.
(6)
في المسند (2/ 418) بسند جيد.
(7)
في السنن رقم (4897). وهو حديث حسن لغره.
قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فقام فلحقه أبو بكر فقال: يا رسول الله، إنه كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت، قال: إنه كان ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان، قال العلامة المقبلي: ولذا رغبهم في العفو في هذه الآية حيث قال: وجزاؤ سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح {(1) إلخ. وفي آية} لا يحب {. قال:} إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سؤ فإن الله كان عفوا قديرا {(2) فهما مكروهان عنده لا مطلوبان محبوبان، وشبههما التخيير بين التداوي والتوكل (3) فضيلة والتداوي (4) مباح، انتهى بلفظه.
فإن قلت على جعل الاستثناء (5) منقطعا كيف المعنى؟ قلت: المعنى: لا يحب الله الجهر بالمؤمن القول لكن من ظلم فقد أبيح له ذلك للانتصار، فصح على هذا دعوى من جعل الاستثناء منقطعا على قراءة المبني للمجهول، والمطلوب والمعول الترجيح. بما يقتضيه النظر الصحيح.
(1)[الشورى: 40]
(2)
[النساء: 149]
(3)
للحديث الذي أحرجه البخاري رقم (5652) ومسلم رقم (45/ 2576) عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتته امرأة سوداء فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك قالت: أصبر ".
(4)
للحديث الذي أخرجه مسلم رقم (69/ 2204) عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله ".
(5)
انظر: 11 إعراب القرآن " محيى الدين الدرويش (2/ 366) قال:} إلا من ظلم & إلا أداة استثناء ومن مستثنى منقطع لأن جهر المظلوم لا يندرج في عداد الذين يجهرون بالسيئ من القول.
وانظر التبيان في إعراب القرآن لأبي البقاء (1/ 402).
- الجواب لشيخ الإسلام- رحمه الله
أحمدك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأصلى وأسلم على رسولك وال رسولك، وبعد: فإنه وقفص الحقير على هذا الروض الأريض (1)، والديبلج النضير، وطلب منط من لا تسعني مخالفته إمعان النظر في تحقيق الحق في شأن الاستثناء المذكور في الآية الكريمة، وها أنا أقدم في ذلك مقدمة تنبني عليها معرفة صوب الصواب، وينكشف بعد تحقيقها عن وجه الإشكال كل جلباب، فأقول: ما شرعه الله لعباده، وجعله حلالا طلقا، فلا ريب أنه يحبه، والمراد من هذه المحبة ما هو مقابل للبغضاء، وسواء كان ذلك الحب مطلقا عن قيد وجوب وندب، أو مقيدا هما، إلا أن المقيد أحب، ولا ينافي ذلك كون المطلق محبوبا لا لغة، ولا شرعا، ولا عرفا. وقد تقرر أن المفضل والمفضل عليه يشتركان في أصل الفضل، فإذا قلت: زيد أفضل من عمرو فقد دل هذا التركيب على آنا عمرا فاضل، فكيف يدعي عارف بالقوانين العلمية أن هذا التركيب يدل على نفى الفضل عن المفضل عليه!.
نعم، وإذا نددت صورة فيها دلالة على عدم المشاركة كما وقع في الأمثلة النحوية، فذلك مجاز يحتاج إلى علاقة وقرينة، ونادر غاية الندور لا ينبغي الحمل عليه عند النزاع، وهذا لا يخالف فيه مخالف، إذا تقرر هذا فالذي في الآية الكريمة نفي: محبة الجهر بالسوء من القول، وجميع تلك التفاسير يصح إدراجها تحت عموم الآية، لأن الفعل المنفي يتضمن النكرة والنكرة في سياق النفي (2) من صيغ العموم، وكذلك النفي (3) والاستثناء، ثم إنه
(1) من أرض: أرضت الأرض تأرض أرضا إذا خصبت وزكا نباتها وأرض أريضة أي معجبة. كثيرة العشب.
لسان العرب (1/ 119).
(2)
نعم النكرة في سياق النفي من صيغ العموم.
انظر: الكوكب المنير (13/ 138 - 139)، نهاية السول (2/ 80).
(3)
انظر الكوكب المنير (3/ 281).
تعالى أثبت المحبة لنوع من أنواع الجهر بالسوء؟ وهو جهر المظلوم، لأنه شرع له ذلك، وكل ما شرعه وحلله لعباده محبوب له، وليس. بمبغوض فيقال: جهر المظلوم بالسوء شرعه الله، وكل ما شرعه الله حلال، فجهر المظلوم حلال، ثم يقال: جهر المظلوم حلال، وكل حلال يحبه الله، فجهر المظلوم يحبه الله، وكونه محبوبا له لا ينافي كون غيره أحب منه مثلا، وهو العفو، فإنا لا ننازع في أنه أجب إنما ننازع في كونه أحب لا يستلزم أن غيره مبغوض، بل صيغة التفضيل دالة على أن المفضل عليه محبوب. إذا عرفت هذا فاعلم أن الاستدراك من المقبلي- رحمه الله على كلام الزمخشري (1) إنما نشأ من التباس الأحب بالمحبوب، فتصور الأحب، وحكم على المحبوب بالمكروه ذهولا منه عن كونه تعالى يحب إتيان الحلال، كما يبغض إتيان الحرام، كما ورد في الحديث الصحيح (2):" أيأتي أحدنا شهوته- يا رسول الله- ثم يؤجر عليها؟ فقال: أرأيت لو وضعها في حرام " بم فإنه هاهنا وقع الأجر له مجرد إتيان الحلال، وكم لها من نظائر نحو الكسب (3) على النفس من الحلال جهاد، وإنفاقه (4) على الأقارب صدقة، ومن يتتبع القرآن والسنة وجد من هذا الكثير الطيب، فمن قال فلان ظلمني، أو نحو ذلك فقد فعل ما أحفه الله له بنص القران، وكل حلال محبوب إلى الله وإن كان العفو أحب إليه، ولهذا لم يرض ع! من الصديق- رجمته- إلا. مما يلائم رفيع قدره، وهو إتيان الأحب، وهو العفو دون المحبوب، وهو الانتصاف لأن حسنات ......................
(1) في الكشاف (2/ 169 - 170).
(2)
أخرجه مسلم ي صحيحه رقم (53/ 1006) من حديث أبي ذر.
(3)
انظر: " الترغيب والترهيب " للمنذري (2/ 510 - 514): " الترغيب في الاكتساب بالبيع وغيره " رقم الحديث: (2506، 2557، 2558، 2509، 2515، 2511، 2512، 2513، 2514، 2515، 2516).
(4)
انظر " الترغيب والترهيب " للمنذري (1/ 681 - 683): " الترغيب في الصدقة على الزوج والأقارب وتقديمهم على غيرهم " رقم الحديث (1359، 1310، 1311، 1312، 1313).
الأبرار (1) سيئات المقربين. وأما سيئات المقربين. وأما التمسك بقوله تعالى: {وجزاؤ سيئة سيئة مثلها} (2) فكلام ظاهري عن التحقيق بمعزل لأن أئمة التفسير والبيان قد صرحوا بأن إطلاق لفظ السيئة على ما وقع خبرا عن المبتدأ من باب المشاكلة (3)، والمصير إلى ذلك متحتم {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} (4)، {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} (5) وغير ذلك مما يكثر تعداده.
وما أدري كيف وقع. اللبس في مثل هذا على المقبلي- رحمه الله؛ فإن ما وقع التمسك على حمل الاستثناء (6) على الانقطاع هو منادى، ثم مناداه على .... ....
(1)"حسنات الأبرار سيئات المقربين " ليس بحديث وهو من كلام أبي سعيد الخراز كما رواه ابن عساكر في ترجمته وهو من كبار الصوفية مات في سنة،28 هـ.
وانظر: " كشف الخفاء " رقم (1137)" الشذرة في الأحاديث المشتهرة "(4/ 254 رقم 357) و" المقاصد " رقم (404).
(2)
[الشورى: 40]
(3)
المشاكلة: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته تحقيقا أو تقديرا.
قوله: {وجزاؤ سيئة سيئة مثلها} [الشورى: 40] لأن الجزاء حق لا يوصف بأنه سيئة.
وسمي سبحانه جزاء الاعتداء سيئة لوقوعه في نظم الكلام تحقيقا. وقال محط الدين قي " إعراب القرآن "(9/ 45): جناس المزاوجة ي قوله: {وجزاؤ سيئة سيئة مثلها} جناس المزاوجة اللفظي وإن السيئة الثابتة ليست سيئة وإنما هي مجازاة عن السيئة، سميت باسمها لقصد المزاوجة. ومتله في سورة البقرة قوله تعالى:{فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} فقد سمي سبحانه وتعالى جزاء الاعتداء اعتداء ليكود في نظم الكلام مزاوجة وبعضهم يعبر عنها بالمشاكلة.
وانظر: " معترك الأقران "(1/ 312).
(4)
[الشورى: 41]
(5)
[البقرة: 194] انظر التعليقة السابقة.
(6)
تقدم التعليق على دلك.
الاتصال (1)، انظر الحديث المذكور سابقا.
قوله: وإن صبر (2) فهو خير له؟ فإن هذا التركيب يدل على أن عدم الصبر، وهو المواجهة بالإنصاف مشارك في أصل الخير، لأن أصل الخير أخير، فهو أفعل تفضيل كما تقرر في علم النحو. (فيا لله العجب) كيف يستدل المحقق المقبلي بقوله تعالى: & وجزا سيئة سيئة مثلها! (3) على أن الجميع مكروه عند الله لا محبوب! فإن كان. بمجرد التسمية فقد عرفت ما فيه، وإن كان بغير ذلك فما هو؟.
نعم يتجه ههنا أن يقال: ما الدليل على أن جهر المظلوم بالسوء حلال؟ وهل ذلك إلا. بمجرد دعوى الاتصال وهو محل النزاع، فأقول ليس إثبات كون ذلك حلالا. بمجرد ما زعمت، بل بالآيات التي ساقها المحرر للبحث الأول- نفع الله بفوائده-، دع عنك هذا.
هذا رسول الله وير يقول فيما صح عنه في دواوين الإسلام: " لي الواجد ظلم يحل عرضه وعقوبته "(4). فانظر كيف أخبرنا عن نوع من أنواع المعاصي بأنه ظلم، ثم رتب
(1) وقيل يجوز أن بكون متصلا على تقدير حذف مضاف أي إلا جهر من ظلم، أو في محل رفع على البدلية من فاعل المصدر الذي هو الجهر.
والمعني: لا يحب أن يجهر أحد بالسوء إلا من ظلم فيجهر أي يدعو الله بكشف السوء الذي أصابه وظلم بالبناء للمجهول أي لا يؤاخذه الله بالجهر به بأن يخبر عن ظلم ظالمه ويدعو عليه.
انظر: " الدر المصون "(4/ 134). و" معاني القرآن " للفراء (1/ 167).
(2)
أخرج الطبري في " جامع البيان "(4/جـ 6/ 1 - 4) عن ابن عباس، قوله:{لا يحب الله الجهر بالسوء من القول} ، يقول: لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما، فإنه قد أرخص! له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله:{إلا من ظلم} ، وإن صبر فهو حير له.
وذكره ابن كثير في تفسيره (2/ 442).
(3)
[الشورى: 40]
(4)
أخرجه أبو داود رقم (3628) وابن ماجه رقم (2427) والنسائى (7/ 316) وأحمد (4/ 222) والحاكم (2/ 104) وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان رقم (283 - موارد) من حديث عمرو ابن الشريد. وهو حديث حسن.
لي الواجد: بفتح اللام وتشديد الياء أي مطل الواجد الذي هو قادر على وفاء دينه، " ويحل عرضه ": أي يبيح أن يذكر بسوء المعاملة و" عقوبته " حبسه.
انظر: "الجامع لأحاكم القرآن "(6/ 2).
عليه أنه يحل العرض، وهو الجهر بالسوء (1)، ثم زاد عليه أنه يحل العقوبة البدنية، فحفل لنا الجمع له بين عقوبة العرض والمال، وما أحله لنا فهو محبوب له لما تقدم، والبحث يحتمل التطويل، ولعل في هذا المقدار الكفاية- إن شاء الله-. انتهى.
قال في الأم: انتهى من خط المجيب- رحمه الله تعالى-.
(1) قال ابن حرير في "جامع البيان "(4/ جـ 6/ 4): فالصواب في تأويل ذلك: لا يحب الله أيها الناس أن يجهر أحد لأحد بالسوء من القول {إلا من ظلم} . بمعنى: إلا من ظلم فلا حرج عليه أن يخبر. مما أسيء إليه، وإذا كان ذلك معناه: دخل فيه إخبار من لم يقر أو أسيء قراه، أو نيل بظلم في نفسه أو ماله عنوة من سائر الناس وكذلك دعاؤه على من ناله بظلم أن ينصره الله عليه لأن في دعائه عليه إعلاما منه لمن سمع دعاءه عليه بالسوء له، وإذ كان ذلك كذلك، فمن في موضع نصب، لأنه منقطع عما ق! له، وأنه لا أسماء قمله يستثنى منها فهو نظير قوله:{لست عليهم بمصيطر إلا من تولى وكفر} . .
وقال الرازي في تفسيره (11/ 90 - 91): " أن هذا الاستثناء منقطع، والمعنى لا يحبط الله الجهر بالسوء من القول، لكن المظلوم له أد يجهر بظلامته ".
المظلوم مادا يفعل؟ فيه وجوه:
الأول: قال قتادة وابن عباس: لا يحب الله رفع الصوت. مما يسوء غيره إلا المظلوم فإن له أن يرفع صوته الدعاء على من ظلمه.
الثاني في: قال مجاهد: إلا أن يخبر بظلم ظالمه له.
الثالث: لا يجوز إظهار الأحوال المستورة المكتومة، لأن دلك يصير سببا لوقوع الماس في الغيبة ووقوع ذلك الإنسان في الريبة، لكن من ظلم فيجوز إظهار ظلمه بأن يذكر أنه سرق أو غصب وهذا قول الأصم.
الرابع: قال الحسن: " إلا أن ينتصر من ظالمه ".