الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سبب تصنيف هذا الكتاب
وكان من دواعي عملي في هذا الكتاب أني وجدت كثيرًا من المشتغلين بعلم الحديث الشريف في هذا العصر يعتمدون على كلام الحافظ الهيثمي رحمه الله اعتماد كبيرًا، فمن قال فيه الهيثمي:
لا أعرفه، وما شابهه، سلَّموا لكلامه دون أدنى بحث أو تفتيش وراءه، ثم حكموا على الحديث بالضعف، وجعلوا ذلك سبب علته! والواقع خلاف ذلك، فكم من راوٍ قال عنه الهيثمي: لا أعرفه، أو لم أجد له ترجمة، وهو من مشاهير الرواة، وأكثر من قال فيهم ذلك هم من رواة "التهذيب"، على ما سيراه القارئ الكريم في كتابنا هذا.
والمقصود هنا: أنه لا ينبغي لمن تصدَّى لهذا العلم الشريف الاقتصار على كلام الحُفّاظ المتأخرين، ضاربًا بأقوال الأئمة المتقدمين، عرض الحائط ذاهلًا عن البحث في تصانيفهم؛ بل يجب العناية كل العناية بكتب الأصول، وأمهات كتب التراجم لأئمتنا المتقدمين؛ فإنهم كانوا بالعهد النبوي أقرب من غيرهم، ولطرق الحديث وعلله، ومشافهة المشايخ، وسبر أحوالهم أعلم ممن جاءوا من بعدهم.
طريقة عملي في هذا الكتاب:
1 -
يصرّح الحافظ الهيثمي في كتابه "المجمع" بأسماء الرواة تارة فيقول: "فيه فلان لم أعرفه"، وأخرى لا يصرح بشيء، ويكتفي بالقول:"وفي إسناده جماعة لم أعرفهم". ولا يسمي أحدًا منهم، فقمت -أولاً- بترجمة الرواة الذين صرّح بأسمائهم، ورتبتهم على حروف الهجاء، وجعلتهم القسم الأول من الكتاب مع عزو كل راوٍ إلى موضعه من "المجمع".
وأما الرواة الذين أبهمهم، ولم يسم أحدًا منهم فقمت -ثانيًا- بترجمة جميع رواة السند، ورتبتهم على حسب مجيئهم في "المجمع" وجعلتهم قسمًا ثانيًا للكتاب.
2 -
حرصت في كتابي هذا على الاختصار في سياق الترجمة، قدر المستطاع، فمتى وجدت صاحب الترجمة من رجال التهذيب، عزوته لـ"تهذيب الكمال" اللحافظ المزي رحمه الله دون غيره، إلا إذا كان هناك شيء مهم لم يذكره الحافظ المزي، من توثيق وتجريح، أو جمع وتفريق، وما شابه ذلك فسأذكره بعون الله تعالى.
وكذلك الحال إذا كان صاحب الترجمة في كتاب "لسان الميزان"، وقد استُوفيت ترجمته فيه، اقتصرت على العزو إليه دون غيره، إذ الغاية من كتابي هذا الوصول إلى معرفة الراوي دون الإسهاب في ذكر مصادر ترجمته.
3 -
متى عزوت صاحب الترجمة لمصدر من كتب الرجال، وقلت:"وذكر له روايته عن فلان، أو: رواية فلان عنه" ثم قلت: "وهو الراوي عنه حديثه هذا" فالمراد بالحديث هنا هو ما أورده له الهيثمي في "المجمع".
4 -
لعلي أذكر أقوامًا لم أجد فيهم جرحًا ولا تعديلًا، ولكن وقفت على شيء آخر غير ذلك، قد يكون مُعِيْنًا في الوقوف على ترجمته؛ كزيادة نسبة، أو ذكر كنية، أو نسبته لجده، أو زيادة ذكر راوٍ عنه، وما شابه ذلك.
وذلك مثل ترجمة: الأصم بن هرمز، طالب بن قرة، علي بن المبارك الصنعاني، محمَّد بن رجاء، أبي البكرات.
5 -
صنعت مقدمة بيّنت فيها كيفية البحث عن ترجمة للراوي المراد معرفته، مبينًا فيها الأسباب التي تؤدي إلى عدم التوفيق في العثور على تراجم الرواة، والوقوف على مصادر ترجمته.
هذا، ولعلي أكون بهذا الكتاب قد وضعت بعض العناء عن إخواني الكرام -أهل الحديث- في البحث والتفتيش عن تراجم الرواة، ولا سيما أولئك المذكورين في كتاب "مجمع الزوائد".
سائلًا أرحم الراحمين أن يشملني برحمته، وأن يجعل هذا الكتاب في ميزان حسناتي، إنه نعم المولى ونعم النصير.
يا ناظرًا في الكتاب بعدي
…
مجتنيًا من ثمار جهدي
بي افتقار إلى دعاءٍ
…
تهديه لي في ظلام لحدي
أصبحت بعد الغنى فقيرًا
…
وبعد جمع الجموع وحدي
وكتبه
خليل بن محمَّد بن عوض الله العربي
الدوحة - قطر
الاثنين: 14/ 6/ 1419هـ
الموافق: 5/ 10/ 1998 م