المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌موقف الرافضة من الصحابة رضوان الله عليهم - أصول مسائل العقيدة عند السلف وعند المبتدعة - جـ ٢

[سعود بن عبد العزيز الخلف]

الفصل: ‌موقف الرافضة من الصحابة رضوان الله عليهم

ولمعاوية؟ أسأل الله العافية ثم قال لي: يا أبا الحسن إذا رأيت أحدا يذكر أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بسوء فاتهمه على الإسلام".1

وروى الخطيب في الكفاية بسنده عن أبي زرعة رحمه الله أنه قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى، وهم زنادقة" 2

هذا على العموم منهج السلف رحمهم الله من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وموقفهم منهم ألحقنا الله بهم وغفر لنا بحبهم إنه جواد كريم.

1 اللالكائي في السنة 7/1252 الحجة في بيان المحجة 1/371

2 الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ص: 97 وانظر صب العذاب على من سب الأصحاب لأبي العالي الألوسي ص: 391 وابن عساكر في تاريخ دمشق 10/697

ص: 109

‌موقف الرافضة من الصحابة رضوان الله عليهم

لقد امتلأت قلوب الروافض غيظا وكمدا على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا فيهم أخبث قول وأفسده، وفاقوا بذلك اليهود والنصارى خبثا فقد قيل لليهود من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى عليه السلام وقيل للنصارى من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب عيسى عليه السلام وقيل للرافضة من شر أهل ملتكم؟ قالوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم".1

1 ذكر هذا الشعبي ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة 1/33 وانظر بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود ص: 139

ص: 109

فالروافض يزعمون أن الصحابة كفروا جميعا إلا نفر قليل منهم فروى الكشى عن أبي جعفر أنه قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ قال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي.."1

كما أن للروافض - عليهم من الله ما يستحقون – ولع شديد إلى حد الهوس بلعن وسب شيخي الإسلام وسيدا كهول أهل الجنة وصاحبي الرسول صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما.

ففي كتاب "مفتاح الجنان" عندهم وهو من كتب الأدعية قولهم: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما".2

ويريدون بالصنمين والجبتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وبالبنتين أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما.

ويقول الكليني – صاحب الكافي – عليه من الله ما يستحق: الأول والثاني أبو بكر وعمر في كتب الشيعة: رجسان ملعونان هما الجبت والطاغوت وهما فرعون هذه الأمة وهامانها، هما أشد أهل النفاق نفاقا وعداء للنبي وضررا للإسلام"3.

ويقول صاحب كتاب الوشيعة: لله وراء هذا العالم سبعون ألف عالم في كل عالم سبعون ألف أمة، كل أمة أكثر من الإنس والجن لا هم لهم إلا اللعن على أبي بكر وعمر".4

وهذا المذهب وهو تكفير الصحابة والطعن فيهم هو مذهب وقول عبد الله بن سبأ اليهودي وورثه عنه الروافض إلى زماننا هذا،فهذا الخميني الهالك ينسب إلى الصحابة رضوان الله عليهم تحريف القرآن فيقول: "أولئك الصحابة الذين لم

1 رجال الكشي ص: 12 نقلا عن الشيعة الإمامية في ميزان الإسلام ص: 89

2 مفتاح الجنان ص: 114 نقلا عن الشيعة في ميزان الإسلام ص: 89

3 الكافي 1/44 نقلا عن الشيعة في ميزان الإسلام ص: 89

4 نقلا عن الشيعة في ميزان الإسلام ص: 94

ص: 110

يكن لهم هم إلا الدنيا والحصول على الحكم دون الإسلام والقرآن

ثم يقول: "إن تهمة التحريف التي يوجهونها إلى اليهود والنصارى ثابتة عليهم".1

هكذا يزعم المجرم الهالك، وهذا غره حتى فضل أهل إيران من جنوده الروافض على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فقال:"إنني أقولها بجرأة إن شعب إيران بجماهيره المليونية في العصر الحاضر هو أفضل من شعب الحجاز في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وشعب الكوفة والعراق على عهد أمير المؤمنين والحسين بن علي".2

هكذا يزعم أن أصحابه أفضل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن أصحاب علي رضي الله عنه. وما هذا في الحقيقة إلا تفضيل لنفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علي بن أبي طالب أيضا لأنه فيما يدعي استطاع أن يربي جيلا أفضل من تربية الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولكن الله بحمده وفضله أذله وأظهر خزيه وكذبه فلم يستطع بملايينه أن ينتصر على بعثي علماني وهو حاكم العراق، ثم مات بحسرته بعد أن أعلن استسلامه ولله الحمد والمنة.

هذه النصوص وغيرها كثير لدى الروافض وعندهم ما هو أقبح منها وأشنع ومما لا يليق قوله ولا ذكره – تطفح به كتب الروافض، كما تشكل تلك الروايات معتقدهم في خير أمة ظهرت على وجه الأرض وأطهر من مشى على الأرض بعد الأنبياء والمرسلين.

إن الإنسان ليدهش أشد الدهشة من هذا الحقد الدفين والقلوب السوداء الممتلئة غيظا وكمدا على حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأزواجه وأهل بيته الذين عدلهم رب السماء والأرض،وأثنى عليهم،وشهد لهم بالخيرية والفضل. وشهد لهم رسوله صلى الله عليه وسلم وأمر بمحبتهم، لقد أمر الله عز وجل المسلمين أن يترحموا على سلفهم بقوله

1 كشف الأسرار للخميني، ص: 114

2 الوصية الإلهية، ص: 16 للخميني – نقلا عن فرق معاصرة 1/192

ص: 111

عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر10]

فخالف ذلك الرافضة فلعنوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتلأت قلوبهم غلا عليهم.

وإن كل ناظر منصف في تاريخ أولئك الأبرار الأخيار الأطهار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يدرك أنه لم يأت على وجه الأرض مثلهم، فقد قاموا بدين الله حق القيام وبذلوا في سبيل نشره دماءهم وأموالهم وأولادهم ووقتهم،ونحن في هذه الأزمان، بما عندنا من دين وإيمان، وكذلك جميع المسلمين من بعد الصحابة إنما ذلك حسنة من حسنات أولئك الأبرار.

إن الصحابة رضوان الله عليهم جميعا وحشرنا في زمرتهم لا يحتاجون مع ثناء الله عز وجل عليهم وثناء رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ثناء أحد وتعديله ويكفيهم ذلك فخرا وذلك مثل قول الله عز وجل: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً..} [الحشر8]

وقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ

} [الفتح18]

وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم} [التوبة100]

فهذه النصوص وغيرها كثير مما سبق ذكره تبين كفر الروافض وخروجهم من الإسلام بدعواهم أن الصحابة رضوان الله عليهم كفروا، لأن من قال ذلك فقد كذب القرآن ورد كلام الله ولم يقبل تعديله وثناءه جل وعلا على أولئك الأبرار.

وليس من جناية ارتكبها الصحابة ولا جرم لهم عند هؤلاء الروافض في الحقيقة إلا أنهم نصروا الله ورسوله ونشروا الإسلام في أصقاع الأرض وأذلوا دولة الكفر فارس والروم واستولوا على أراضيهما ودخل الناس من أتباعهما في دين الله أفواجا.

ص: 112

وإذا نظرنا في تاريخ الصحابة وخاصة الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم نجد أنهم نشروا الإسلام في أقصى الأرض فبلغت جيوش المسلمين في زمانهم خراسان ودخلت في غرب أفريقيا فتعدت ما يعرف بتونس إلى المحيط الأطلسي وكان لهم في هذا الباب في نشر الإسلام أكثر بكثير مما كان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ففي عهد علي رضي الله عنه لم يقتل كافر في سبيل الله ولم تفتح بلد واحد بل قتل المسلمون بعضهم بعضا وسفكوا دماءهم وكثر بذلك الغم والبلاء على المسلمين مما يبين الفرق العظيم بين عهد أبي بكر وعمر وعثمان وبين عهد علي رضي الله عنهم جميعا. ولكن الروافض قوم بهت.

كما أن كل إنسان يطلع على قول الروافض في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعره ذلك القول والبهتان أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعيش بين جماعة كبيرة من المنافقين والكذبة والأفاكين، كما كان في بيته بين زوجاته يعيش بين مجموعة من النساء الكذابات المحتالات – وحاشا الجميع من ذلك. فأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته هم الطاهرون الأبرار والروافض هم الكذبة الفجار.

كما أن الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته طعن فيه عليه الصلاة والسلام لأن من المعلوم أنه إذا كان رجل يطعن في أهلك وأصحابك فذلك طعن فيك أيضا.

وغاية الروافض أخزاهم الله وأذلهم في الدنيا والآخرة من هذا الطعن في الصحابة إنما هو الطعن في دين الإسلام عموما وإبطاله لأن الصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هم الذين نقلوا إلينا هذا القرآن ونقلوا إلينا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخباره وأحواله فإذا كانوا غير صادقين ولا صالحين فبالتالي يكون كل ما عندنا من شرع ودين باطل وفاسد. هذا غاية ما يقصد إليه الرافضة من هذه الحملة الشعواء الكاذبة على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.

ص: 113