الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث التاسع عشر: عِظم أجسام أهل الجنة، وعِظم أجسام أهل النار
أولاً: عظم أجسام أهل الجنة، وأعمارهم، وقُوَّتهم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة أهل الجنة، وفيه:((أزواجهم الحور العين على خَلْقِ رجلٍ واحدٍ على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء)) (1).
وعن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يدخل أهل الجنة الجنة جُرداً مُرداً، مكحلين، أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة)) (2).
وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يُعطَى المؤمنُ في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع)). قيل: يا رسول الله أوَ يُطيق ذلك؟ قال: ((يعطى قوة مائة)) (3).
ثانياً: عظم أجسام أهل النار وأضراسهم وغلظ جلودهم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع)) (4).
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضِرسُ الكافر أو ناب الكافر مثل
(1) أخرجه البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء، باب آدم وذريته، برقم 3327، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، برقم 2834.
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في سن أهل الجنة، برقم 2545، وقال:((هذا حديث حسن غريب)). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 313 - 314.
(3)
أخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة، باب ما جاء في صفة جماع أهل الجنة، برقم 2536، وقال:((هذا حديث صحيح غريب)). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 313.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم 6551، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، برقم 2852.
أُحدٍ، وغِلَظُ جلده مسيرة ثلاث)) (1).
وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ} (2).
وقال سبحانه: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} (3)، قد بدت أسنانهم ككلوح الرأس النضيج، أو المُشَيَّط بالنار، حتى بدت أسنانهم، وتقلَّصت شفاههم (4).
وقال تعالى: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا الله وَأَطَعْنَا الرَّسُولاْ} (5).
وإنَّما عَظُمَ خَلْق الكافر في النار ليعظُم عذابُه، ويُضاعَف ألمه وعقابه، ولا شكّ أن أهل النار يتفاوتون في العذاب، كما عُلِمَ من الكتاب والسنة، بدليل الحديث الآخر (6)، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرّ في صور الرجال، يغشاهم الذُّلُّ من كل مكان، يُساقون إلى سِجْنٍ في جهنم، يُسمَّى بولس، تعلوهم نارُ الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار طينة الخَبَال)) (7).
(1) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب النار يدخلها الجبارون والجنة يدخلها الضعفاء، برقم 2851.
(2)
سورة النساء، الآية:56.
(3)
سورة المؤمنون، الآية:104.
(4)
التخويف من النار لابن رجب، ص171.
(5)
سورة الأحزاب، الآية:66.
(6)
فتح الباري، 11/ 423.
(7)
أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة، باب 47، برقم 2492، وأحمد، 2/ 179، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 304، وفي صحيح الجامع، 6/ 327.