الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما أُدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة. فيقول: أي ربِّ كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم (1)؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل مُلْكِ مَلِكٍ من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ ربِّ، فيقول: لك ذلك ومثلُهُ، ومثلُهُ، ومثلُهُ، ومثلُهُ، فقال في الخامسة: رضيت ربِّ، فيقول: هذا لك وعشرةُ أمثالِه، ولك
ما اشتهت نفسك، ولذَّت عينُكَ، فيقول: رضيت ربِّ
…
)) الحديث (2).
ثانياً: أهون أهل النار عذاباً وشدة حرارتها، وتفاوتهم فيها:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت النبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي الْمِرْجَل (3) بالقُمْقُمْ)) (4)، وفي رواية لمسلم:((ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً، وإنه لأهونهم عذاباً)) (5).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه: ((ناركم هذه التي يُوقد ابنُ آدم سبعين جزءاً من حَرِّ جهنم، قالوا: والله إن كانت لكافية يا رسول الله! قال: فإنها
(1) أخذوا أخذاتهم: هو ما أخذوه من كرامة مولاهم وحصلوه.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، برقم 189.
(3)
الْمِرْجَل: قِدر من نحاس، وهو الإناء الذي يُغلى فيه الماء، والميم زائدة؛ لأنه إذا نصب كأنه أقيم على أرجل، ويقال لكل إناء يُغلى فيه الماء من أي صنف كان. والقمقم: معروف من آنية العطار، ويقال: هو إناء ضيق الرأس، يسخن فيه الماء، ويكون من نحاس وغيره، ورواه بعضهم:((كما يغلي المرجل والقمقم))، وهو أبين إن ساعدته صحة الرواية. انظر: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 4/ 110، 315، وفتح الباري لابن حجر، 11/ 430 - 431.
(4)
أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، برقم 6562، ومسلم في كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذاباً، برقم 213، واللفظ للبخاري.
(5)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب أهون أهل النار عذاباً، برقم 213/ 364.
فُضِّلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها)) (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اشتكت النارُ إلى ربها فقالت: يا ربِّ أكل بعضي بعضاً، فأذِنَ لها بنفسين: نفسٍ في الشتاء ونفسٍ في الصيف، فهو أشدُّ ما تجدون من الحرِّ، وأشد ما تجدون من الزمهرير)) (2).
وعن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُؤتى بجهنم يومئذٍ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف مَلَكٍ يجرونها)) (3).
وعن سمرة رضي الله عنه أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((منهم من تأخذه النار إلى كعبيه، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم من تأخذه النار إلى حُجْزَته (4)، ومنهم من تأخذه النار إلى ترقُوَتِهِ (5))) (6).
وهذا الحديث نص في تفاوت عقاب أهل النار، نعوذ بالله منها ومن كل ما يقرب إليها من قول أو عمل (7).
(1) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في شدة حر نار جهنم، وبُعد قعرها، وما تأخذ من المعذبين، برقم 2843.
(2)
أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة النار وأنها مخلوقة، برقم 3260، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب الإبراد بالظهر في شدة الحر لمن يمضي إلى جماعة ويناله الحر في طريقه، برقم 617، والزمهرير: شدة البرودة.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم، وبُعد قعرها، برقم 2842.
(4)
حُجزته: هي معقد الإزار والسراويل.
(5)
ترقُوته: العظم الذي بين ثغر النحر والعاتق، شرح النووي، 17/ 186.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب في شدة حر نار جهنم وبُعد قعرها، برقم 2845.
(7)
شرح الأبي على صحيح مسلم، 9/ 287.