الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} (1)(2).
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((موضع سوطٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها)) (3).
وعن أنس رضي الله عنه يرفعه: ((غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولَقابُ (4) قوسِ أحدكم أو موضع قدم من الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطّلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها على رأسها - يعني خمارها - خير من الدنيا وما فيها)) (5).
ثانياً: الإنذار من النار:
والمعنى: اعملوا بطاعة الله، وانتهوا عما نهاكم عنه، ومروا أهليكم
(1) سورة السجدة، الآية:17.
(2)
أخرجه البخاري في تفسير القرآن، باب قوله:{فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} ، برقم 4780، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب، برقم 2824/ 4.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، برقم 3250، وفي كتاب الرقاق، باب مثل الدنيا في الآخرة، برقم 6415، والترمذي في كتاب فضائل الجهاد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في فضل الغدو والرواح في سبيل الله، برقم 1648.
(4)
لقاب قوس أحدكم: أي قدره، والقاب معناه القدر، وكذلك القيد، فتح الباري، 6/ 14.
(5)
أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب الحور العين وصفتهن، برقم 2796، وفي كتاب الرقاق، باب صفة الجنة والنار، رقم 6568، وأخرج مسلم الفقرة الأولى منه في كتاب الإمارة، باب فضل الغدوة والروحة في سبيل الله، برقم 1880، 1881.
(6)
سورة التحريم، الآية:6.
بالخير، وانهوهم عن الشر، وعلِّموهم وأدِّبوهم، وساعدوهم على فعل الخير، وأعينوهم عليه، وأوصوهم بتقوى الله تعالى (1).
وقال سبحانه: {فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} (2).
وقال عز وجل: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لا يَصْلاهَا إِلا الأَشْقَى * الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} (3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما أُنزلت هذه الآية: {وأَنذِرْ عشِيرَتَكَ الأَقرَبينَ} (4) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً فاجتمعوا، فعمَّ وخصَّ فقال:
((يا بني كعب ابن لؤي: أنقذوا أنفسكم من النار
…
)) [وذكر في الحديث أنه نادى قريشاً بطناً بطناً إلى أن قال]: ((
…
يا فاطمة! أنقذي نفسك من النار، فإني لا أملك لكم من الله شيئاً، غير أن لكم رَحِماً سأبُلُّها بِبِلالها (5)
…
)) (6).
وعن أنس، عن أبي طلحة رضي الله عنهما أن نبي الله صلى الله عليه وسلم، أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلاً من صناديد قريش، فقُذفوا في طويٍّ من أطواء بدر (7) خَبيث مُخبثٍ، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليالٍ،
(1) انظر: تفسير الإمام ابن كثير، 4/ 392، وتفسير البغوي، 4/ 367.
(2)
سورة البقرة، الآية:24.
(3)
سورة الليل، الآيات: 14 - 16.
(4)
سورة الشعراء، الآية:214.
(5)
سأبلها ببلالها: سأصلها. شبهت قطيعة الرحم بالحرارة، ووصلها بإطفاء الحرارة ببرودة، ومنه:((بلوا أرحامكم)) أي: صلوها. شرح النووي على مسلم، 3/ 80.
(6)
أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب في قوله تعالى:{وأَنذِرْ عشِيرَتَكَ الأَقرَبينَ} ، برقم 204، وبنحوه أخرجه البخاري في كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب، برقم 2753.
(7)
طويّ: بئر مطوية بالحجارة، والركي: البئر قبل أن تطوى. قالوا: فكأنها كانت مطوية ثم استهدمت كالركي.
فلما كان ببدرٍ اليوم الثالث أمر براحلته، فشُدَّ عليها رحلها، ثم مشى وتبعه أصحابه، وقالوا: ما نُرى ينطلق إلا لبعض حاجته حتى قام على شفةِ الركيّ، فجعل يناديهم بأسمائهم، وأسماء آبائهم:((يا فلانُ ابن فلانٍ، ويا فُلانُ ابن فلانٍ، أيسرّكم أنكم أطعتم الله ورسوله؟ فإنَّا وجدنا ما وعدنا ربنا حقَّاً، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقّاً؟)) فقال عمر: يا رسول الله ما تُكلِّم من أجسادٍ لا أرواح لها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمدٍ بيده ما أنت بأسمعَ لِمَا أقولُ منهم)). قال قتادة: أحياهم الله حتى أسمعهم قوله، توبيخاً، وتصغيراً، ونقمةً، وحسرةً وندماً (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَثَلي كمَثَل رجلٍ استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراشُ وهذه الدوابُّ التي في النار يقعن فيها، وجعل يَحْجُزُهُنَّ ويَغْلِبْنَهُ فيَتَقَحَّمْنَ فيها (2). قال: فذلكم مَثَلي ومَثَلُكُم أنا آخذٌ بحُجَزِكُم عن النار، هلمَّ عن النَّار، هلمَّ عن النار، فتَغْلِبُوني تقحَّمون فيها)) (3).
(1) أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل، برقم 3976، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، برقم 2873 - 2875.
(2)
التقحم: هو الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة من غير تثبت، والحجز: جمع حجزة، وهي: معقد الإزار والسراويل، شرح النووي، 15/ 55.
(3)
أخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ومبالغته في تحذيرهم مما يضرهم، برقم 2284/ 18.