الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: عقائد القرآنيين
المطلب الأول: القرآنيون ورسول الله محمدٌ صلى الله عليه وسلم:
لم يعُد يخفى أنّ مذهب القرآنيين يقوم على إنكار السنة النبوية وعدم الإيمان إلا بالقرآن، وهذا هو صريح قولهم، بل شعارُهم!
فمن شروط النشر التي وضعها زعيمُهم في موقعهم المعتمد ما يلي:
1 -
موقع أهل القرآن تم إنشاؤه خصيصاً من أجل هدفٍ واحد، وهو توحيد كلمة كل من يؤمن بالقرآن الكريم كمصدر «أوحد» لتعاليم الإسلام وتوجيهاته وتفسير تشريعاته ومنهاجه، ومن ثم فلن يسمح الموقع لمن يتخذ من ما يطلق عليه «الحديث النبوي» أو «السنة النبوية» وسيلةً أو مرجعاً لإثبات وجهة نظر معينه أو تفسير آيات القرآن الكريم.
وفيه: 6 ـ عدم التقوُّل على الله تعالى أو على رسوله بما يعرف بالحديث القدسي أو الحديث النبوي. (1).
وفي نفس الصفحة هناك ما سَمَّوه «منهج أهل القرآن» ، وفيه:
«موقع أهل القرآن» يفتح أبوابه لكل فكر حرٍّ؛ بشرط ألاّ يسند الكاتب حديثاً لخاتم النبيين محمد عليه السلام عبرَ ما يعرف بالسنة، أو أن ينسب قولاً لله تعالى خارج القرآن عبر الأكذوبة المسماة بالحديث القدسي.
إلى أن قال: الموقع البسيط قد يكون الوحيد الذي ينصر الله تعالى ورسوله وينفي الأكاذيب المسماة بالحديث النبوي والحديث القدسي. (2).
وعلى الرغم من بعض محاولات تلطيف دعوتهم يقومون بها أحياناً بمخادعاتٍ لم تعد تنطلي على أحد؛ من مثل خروج المدعو علي عبد الجواد بمقال
ويقول في مقال «أنا قرآني» :
«أنا قرءاني لا أنكر السنة، وأنكر كل الروايات المخالفة للقرءان.
والله أنا قرءانى حتى ولو جعلوا القرءان سبّةً للمسلمين.
(1)«موقع أهل القرآن» : «شروط النشر» .
(www.ahl-alquran.com/arabic/terms.php#terms.php)
(2)
«موقع أهل القرآن: «منهج أهل القرآن» .
(www.ahl-alquran.com/arabic/terms.php#terms.php)
عنوانه: «أنا قرآني لا أنكر السنة» ، ويصدّره بقوله:«أنا قرءاني لست منكراً لسنة النبي (1) ولكني منكر لرضاع الكبير وشرب الأبوال» (2).
حيث صدق الله: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [سورة الفرقان: الآية 30]. أنا قرءاني كما أمرني رسول الله .... » (3).
وذكر حديثَ «ألا إنها ستكون فتنة .... » وخرّجه بإسنادِه من الترمذي (2831) والدارمي (3197) و (3197)[كذا].
ثم أخذَ يُشوّشُ ويُهوِّشُ بقوله: «فما هو رأي المسلمين في هذا الحديث؟ ؟
سيقول لك العقلاء: هذا حديث يوافق القرءان والعقل وليس فيه علة ولا شذوذ.
(1) كذا.
(2)
«موقع أهل القرآن» : «أنا قرآني لا أُنكر السنة» تاريخ نشره 21/ 6/2007.
(www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php? main_id=2010).
(3)
كذا.
والحديث بتمامه قد أخرجه الترمذي في «جامعه» برقم (2906) ـ واللفظ له ـ والدارمي في «مسنده» برقم (3331) و (3332) باختلاف وإيجاز عن الحارث قال: مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على عليٍّ فقلت: يا أمير المؤمنين ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث. قال: وقد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أمَا إني قد سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا إنها ستكون فتنة» ، فقلتُ: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: «كتاب الله: فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي لم تنته الجن إذا سمعته حتى قالوا: {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [سورة الجن: الآيتان 1 - 2] من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُديَ إلى صراط مستقيم» ، خُذها إليك يا أعورُ!
قال أبو عيسى: هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول وفي الحارث مقال.
هذا حديث جامع يبين فضائل القرءان ولا يحتاج إلى شرح ولا تعليل ولا تبرير،
فيرد عليهم رجالُ النقل بلا عقل ويقولون: إن في سند هذه الرواية مجهول ومتشيّع (1).
أي: إنها رواية ضعيفة؟ ؟
فيتسائل (2) المسلم العادي: يعنى نصدق الحديث أو نكذبه؟ ؟
يعنى نصدق أن القرءان فيه الصفات المذكورة أم نكذبها؟ ؟
يعني القرءان كويس ولا وحش؟ ؟ (3).
فيقولون لك: السند (أي: فلان عن فلان) فيه رواة مجروحين (4)، منهم ابي (5) المختار الطائي مجهول؟ ؟ ومنهم بن (6) أبي الحارث مجهول أيضاً.
أي: مشكوك فيهم ولكن المتن سليم لا شذوذ فيه ولا علة فيمكن الأخذ به.
وأنا اتسائل (7)؟ ؟ اذا كان الرواة مجهولين فلماذا كتب الحديث أصلا؟ ؟ وكيف روى الرواة عن رجل لا يعرفه أحد» (8).
وهذا يُبيّنُ مقدار علم هذا المتحذلق المتفيهق بعلم مصطلح الحديث الذي يسخر منه.
(1) كذا.
(2)
كذا، وفيها خطآن: الأول: رسم الهمزة الذي يجب أن يكون على السطر.
والثاني أنّ «تساءَل» على وزن «تفاعَل» ، وهو يحمل معنى الاشتراك بين طرفين أو أكثر في السؤال، ولا يصح أن يكون فاعلُهُ مُفرَداً معنىً.
(3)
كذا بالعامية المصرية.
(4)
كذا.
(5)
كذا.
(6)
كذا.
(7)
كذا.
(8)
«موقع أهل القرآن» : «أنا قرآني» تاريخ نشره 18/ 6/2007.
(www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php? main_id=1992)
إضافةً إلى إنكار السُّنّة المطهَّرة فإنّه لدى القرآنيين سلبُ النبيّ صلى الله عليه وسلم حقّ التشريع والحُكم.
وقد ردّدوا ذلك وأكّدوه مراراً وتكراراً، فمن ذلك على سبيل المثال:
يقول كبير الطائفة أحمد صبحي منصور في مقال له يعترض فيه على تحريم التدخين: «واكتمال الإسلام باكتمال القرآن ينفي أن باب التشريع بالتحريم والتحليل لا يزال مفتوحاً لأي بشر بعد موت النبي عليه السلام الذي كان يوحى إليه.
بل إن النبي نفسه كان ممنوعاً من أن يحرم شيئاً برأيه الشخصي خارج المحرمات التي حددها الله تعالى في القرآن الكريم، وحين حرم النبي علي نفسه ـ في حياته ـ بعض الأشياء برأيه الشخصي خارج المحرمات التي حددها الله تعالي في القرآن الكريم نزل الوحي يقول له:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} [سورة التحريم 66: الآية 1].
مع ملاحظة أن النبي حرم ذلك الشيء على نفسه ولم يحرمه على غيره كما يفعل الفقهاء السنيون الذين يحرمون ما لم يرد في القرآن تحريمه ويُلزمون بذلك المسلمين، ويرفعون أنفُسهم فوق مكانة النبي عليه السلام الذي لم يكن له حق التشريع، بل كان فقط مُبلِّغاً للتشريع الإسلامي، حيث إن التشريع الإسلامي حقٌّ لله تعالى وحده، وحيث إن الدين كله لله تعالى وحده» (1).
وقال المدعوّ علي عبد الجواد أحد نشطاء موقع القرآنيين في مطلع مقال له:
«الرسول (2) لا يحرم؛ لقول الله (3): {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة التحريم 66: الآية 1].
(1)«موقع مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي» : مقال «القول المبين في اختلاف السُّنّيين في معركة التدخين» مؤرخ بتاريخ 28/ 10/2008.
(www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp? t=2&aid=151595).
(2)
كذا دون صلاة أو سلام أو أيّ شيءٍ آخر.
(3)
كذا دون عبارة تنزيه أو تمجيد.
الرسول لا يحلل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ} [سورة الأحزاب 33: الآية 50]» (1).
وأكّد في تعقيبٍ حواريٍّ له مع بعض أضرابه حول مقاله المشؤوم:
«والقاعدة هي أن رسول الله لا يحرم ولا يحلل» .
وفاضحةُ موقف القرآنيين الحاقد على رسول الله صلى الله عليه وسلم شخصيّاً تتكشف في قول كبيرهم أحمد صبحي منصور:
ثمّ إنّ صفاقته لم تقف عند هذا الحدّ بل تعدّت إلى الامتعاض من انتسابِ الأمة إلى رسول الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فبدت من فيه عبارةٌ عنونَ بها مقالاً هو: «أمر الله المسلمين بأن يقولوا: لا نفرق بين أحد من رسله، فقال المحمديون: سمعنا وعصينا» (6).
وصدق الله العظيم القائل: {لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ} [سورة آل عمران 3: الآية 118].
(1)«موقع أهل القرآن» : مقال «لبس الذهب للرجال حلال» .
(www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php? main_id=2781)
(2)
كذا
(3)
كذا
(4)
كذا.
(5)
«موقع أهل القرآن» : مقال «التواتر» .
(www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php? main_id=3302).
(6)
«موقع مركز الدراسات والأبحاث العلمانية في العالم العربي» .
(www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp? t=2&aid=152895).