الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ}
سورة حم السَّجْدَةِ
وَقَالَ طَاوُسٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ {ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} أَعْطِيَا {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} أَعْطَيْنَا وَقَالَ الْمِنْهَالُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنِّي أَجِدُ فِي الْقُرْآنِ أَشْيَاءَ تَخْتَلِفُ عَلَيَّ قَالَ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} فَقَدْ كَتَمُوا فِي هَذِهِ الْآيَةِ وَقَالَ {أَمْ السَّمَاءُ بَنَاهَا إِلَى قَوْلِهِ دَحَاهَا} فَذَكَرَ خَلْقَ السَّمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَ {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ إِلَى قَوْلِهِ طَائِعِينَ}
ــ
مصغر المعط بالمهملتين العبشمي قتل يوم بدر كافراً (سورة حم السجدة) قوله تعالى (ائتيا طوعاً أو كرهاً) أي أعطيا الطاعة أي أطيعا و (المنهال) بكسر الميم وإسكان النون ابن عمرو الأسدي الكوفي و (سعيد) ابن جبير و (يختلف على) أي يشكل ويضطرب على إذ بين ظواهرهما تناف وتدافع أو يفيد شيئاً لا يصح عقلاً الأول قال في آية «لا يتساءلون» وفي أخرى «يتساءلون» والثاني علم من آية أنهم لا يكتمون الله حديثاً ومن أخرى أنهم يكتمون كونهم مشركين والثالث ذكر في آية خلق السماء قبل الأرض وفي أخرى بالعكس والرابع أن قول الله تعالى «كان غفوراً رحيماً وكان سميعاً بصيراً» يدل على أنه كان موصوفاً بهذه الصفات في الزمان الماضي ثم تغير عن ذلك فأجاب ابن عباس عن الأول بأن التساؤل بعد النفخة الثانية وعدمه قبلها وعن الثاني بأن الكتمان
فَذَكَرَ فِي هَذِهِ خَلْقَ الْأَرْضِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاءِ وَقَالَ {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} {عَزِيزًا حَكِيمًا} {سَمِيعًا بَصِيرًا} فَكَأَنَّهُ كَانَ ثُمَّ مَضَى فَقَالَ {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ} فِي النَّفْخَةِ الْأُولَى ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ثُمَّ فِي النَّفْخَةِ الْآخِرَةِ {أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} وَأَمَّا قَوْلُهُ {مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} {وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} فَإِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِأَهْلِ الْإِخْلَاصِ ذُنُوبَهُمْ وَقَالَ الْمُشْرِكُونَ تَعَالَوْا نَقُولُ لَمْ نَكُنْ مُشْرِكِينَ فَخُتِمَ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ فَتَنْطِقُ أَيْدِيهِمْ فَعِنْدَ ذَلِكَ عُرِفَ أَنَّ اللَّهَ لَا يُكْتَمُ حَدِيثًا وَعِنْدَهُ {يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} الْآيَةَ وَخَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاءَ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ ثُمَّ دَحَا الْأَرْضَ وَدَحْوُهَا أَنْ أَخْرَجَ مِنْهَا الْمَاءَ وَالْمَرْعَى وَخَلَقَ الْجِبَالَ وَالْجِمَالَ وَالْآكَامَ وَمَا
ــ
قبل إنطاق الجوارح وعدمه بعدها وعن الثالث بأن خلق نفس الأرض قبل السماء ودحوها بعده وعن الرابع بأنه تعالى سمى نفسه بكونه غفوراً رحيماً وهذه التسمية مضت لأن التعلق انقطع و (أما ذلك) أي ما قال من الغفورية والرحيمية فمعناه أنه لا يزال كذلك لا ينقطع فإن الله تعالى إذا أراد المغفرة أو الرحمة أو غيرهما من الأشياء في الحال أو الاستقبال فلابد من وقوع مراده قطعاً ويحتمل أن يكون جوابين أحدهما أن التسمية هي التي كانت ثم مضت لا الغفورية والثانية أن معناه الدوام فإنه لا يزال كذلك فإن ما شاء الله كان ووجه ثالث وهو أن السؤال يحمل على مشكلين والجواب على دفعهما بأن يقال أنه مشعر بأنه في الزمان كان غفوراً ولم يكن في الأول ما يغفر ومن يغفر له
بَيْنَهُمَا فِي يَوْمَيْنِ آخَرَيْنِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {دَحَاهَا} وَقَوْلُهُ {خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} فَجُعِلَتْ الْأَرْضُ وَمَا فِيهَا مِنْ شَيْءٍ فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ وَخُلِقَتْ السَّمَوَاتُ فِي يَوْمَيْنِ {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ أَيْ لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُرِدْ شَيْئًا إِلَّا أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ فَلَا يَخْتَلِفْ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ فَإِنَّ كُلًّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ الْمِنْهَالِ بِهَذَا وَقَالَ مُجَاهِدٌ {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} مَحْسُوبٍ {أَقْوَاتَهَا} أَرْزَاقَهَا {فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} مِمَّا أَمَرَ بِهِ {نَحِسَاتٍ} مَشَائِيمَ {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} قَرَنَّاهُمْ بِهِمْ {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلَائِكَةُ} عِنْدَ الْمَوْتِ {اهْتَزَّتْ} بِالنَّبَاتِ {وَرَبَتْ} ارْتَفَعَتْ {مِنْ أَكْمَامِهَا} حِينَ تَطْلُعُ {لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}
ــ
وبأنه ليس في الحال غفوراً فأجاب أولاً بأنه في الماضي كان مسمى به وعن الثاني بأن معنى «كان» الدوام هذا محتملات كلامه وأما النحاة فقالوا كان لثبوت خبرها ماضياً دائماً أو منقطعاً وأما مسألة الخلقين فأجاب بعضهم عنها بأن ثم لتفاوت ما بين الخلقين لا للتراخي في الزمان وقيل أن ثم لترتيب الخبر على الخبر أخبر أولاً بخلق الأرض ثم أخبر بخلق السماء وقيل خلق بمعنى قدر وقيل استوي ليس بمعنى خلق، قوله (لا يختلف) بالجزم أي قال ابن عباس للسائل فلا يختلف عليك القرآن فإنه من عند الله «ولو كان من عند الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً» . قوله (يوسف بن عدي) بفتح المهملة الأولى وكسر الثانية أبو يعقوب الكوفي مات سنة ثنتين وثلاثين ومائتين و (عبيد الله) ابن عمرو الرقي بالراء والقاف مات سنة ثمانين ومائة و (يزيد) ابن أبي أنيسة مصغر الأنسة بالنون والمهملة مات سنة أربع وعشرين ومائة و (المنهال) هو ابن عمرو المذكور آنفاً. فإن قلت لم علق البخاري عنه أولاً وأسند آخراً قلت لعله سمع أولاً مرسلاً وآخراً مسنداً فنقله كما سمعه وفيه إشارة إلى أن الإسناد ليس بشرط وقال تعالى (لهم أجر غير ممنون) أي محسوب وقال (في أيام نحسات) مشائيم وقال (فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) أي ارتفعت من أكمامها وقال