الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3979 -
قَالَتْ وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ. إِنَّمَا قَالَ «إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ» . ثُمَّ قَرَأَتْ (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى)(وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) تَقُولُ حِينَ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنَ النَّارِ. طرفه 1371
3980، 3981 - حَدَّثَنِى عُثْمَانُ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ وَقَفَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَلِيبِ بَدْرٍ فَقَالَ «هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ثُمَّ قَالَ إِنَّهُمُ الآنَ يَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ» . فَذُكِرَ لِعَائِشَةَ فَقَالَتْ إِنَّمَا قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «إِنَّهُمُ الآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ الَّذِى كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ هُوَ الْحَقُّ» . ثُمَّ قَرَأَتْ (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى) حَتَّى قَرَأَتِ الآيَةَ. طرفاه 1370، 1371
9 - باب فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا
3982 -
حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
وهم (قام على القليب) هو الطوي المذكور، والحديث قد تقدم مع الجواب آنفًا.
3980 -
3981 - (عَبْدة) بفتح العين وسكون الباء (قالت عائشة: إنما قال إنهم ليعلمون
الآن أنما كنت أقول لهم حق ثم قرأت {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: 80]) تقدم من قول ابن
عباس في تفسير قوله: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [إبراهيم: 28] أي النار يوم بدر، ومن
الناس من فهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا الكلام يوم القيامة إذا دخل المشركون النار
استدلالًا بقوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ} [الأعراف: 44] وأنت تعلم أن هذا كلام
لا تعلق له بالمقام، فإن عائشة خالفت في أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو الآن يعلمون في
النار لا السماع، ولو كان المعنى ما توهمه هذا القائل أنكرت على ابن عباس تفسيره بدخول
النار يوم بدر، كما أنكرت على ابن عمر سماع الموتى.
فضل من شهد بدرًا
3982 -
(أبو إسحاق) الفزاري إبراهيم.
عَنْ حُمَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا - رضى الله عنه - يَقُولُ أُصِيبَ حَارِثَةُ يَوْمَ بَدْرٍ وَهْوَ غُلَامٌ، فَجَاءَتْ أُمُّهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْتَ مَنْزِلَةَ حَارِثَةَ مِنِّى، فَإِنْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَصْبِرْ وَأَحْتَسِبْ، وَإِنْ تَكُ الأُخْرَى تَرَى مَا أَصْنَعُ فَقَالَ «وَيْحَكِ أَوَهَبِلْتِ أَوَجَنَّةٌ وَاحِدَةٌ هِىَ إِنَّهَا جِنَانٌ كَثِيرَةٌ، وَإِنَّهُ فِي جَنَّةِ الْفِرْدَوْسِ» . طرفه 2809
3983 -
حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ حُصَيْنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىِّ عَنْ عَلِىٍّ - رضى الله عنه - قَالَ بَعَثَنِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا مَرْثَدٍ وَالزُّبَيْرَ وَكُلُّنَا فَارِسٌ قَالَ «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا امْرَأَةً مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مَعَهَا كِتَابٌ مِنْ
ــ
(أصيب حارثة يوم بدر) هو حارثة بن سراقة بن الحارث النجاري، وأمه: الرُّبيّع -بضم الراء وفتح الباء، وتشديد المثناة- مصغر بنت النضر بن ضمضم عمة أنس بن مالك (إن تك في الجنة أصبر، وإن تك الأخرى ترى ما أصنع) جُزِم على أنه جزاء الشرط (ويحك) كلمة ترحم (أوَهَبِلتِ) -بفتح الهاء وكسر الباء- يقال هَبلته أمه أي ثكلته، وهبلت، المرأة: إذا طاش عقلها من فقد الولد.
فإن قلت: في "مسند الإمام أحمد" أن هذا القول إنما هو في حارثة بن النعمان، قلت: هنا قضيتان، وحارثة بن النعمان قتل شهيدًا في أحد وأما حارثة بن سراقة كان غلامًا خرج في النظارة إلى بواط وكان على الحوض يشرب الماء فجاءه سهم غرب، وقيل رماه حبان بن العرقة.
3983 -
(حصين) بضم الحاء مصغر، وكذا (عبيدة عن أبي عبد الرحمن السُلمي) -بضم السين- نسبة إلى سليم، قبيلة من قيس غيلان (أبو مرثد) -بفتح الميم وسكون الراء اسمه كَنّاز بفتح الكاف وتشديد النون، آخره زاي معجمة، روى حديث حاطب لما أرسل كتابًا إلى أهل مكة يخبرهم بقصد رسول الله إياهم، وقد سلف الحديث في أبواب الجهاد، ونشير إلى بعض ألفاظه.
(روضة خاخ) بخاءين معجمتين، موضع بقرب المدينة (فإن بها امرأة من المشركين) اسمها سارة، أو أم سارة.
حَاطِبِ بْنِ أَبِى بَلْتَعَةَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ». فَأَدْرَكْنَاهَا تَسِيرُ عَلَى بَعِيرٍ لَهَا حَيْثُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْنَا الْكِتَابُ. فَقَالَتْ مَا مَعَنَا كِتَابٌ. فَأَنَخْنَاهَا فَالْتَمَسْنَا فَلَمْ نَرَ كِتَابًا، فَقُلْنَا مَا كَذَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ أَوْ لَنُجَرِّدَنَّكِ. فَلَمَّا رَأَتِ الْجِدَّ أَهْوَتْ إِلَى حُجْزَتِهَا وَهْىَ مُحْتَجِزَةٌ بِكِسَاءٍ فَأَخْرَجَتْهُ، فَانْطَلَقْنَا بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِى فَلأَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ» . قَالَ حَاطِبٌ وَاللَّهِ مَا بِى أَنْ لَا أَكُونَ مُؤْمِنًا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم أَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ لِى عِنْدَ الْقَوْمِ يَدٌ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهَا عَنْ أَهْلِى وَمَالِى، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِكَ إِلَاّ لَهُ هُنَاكَ مِنْ عَشِيرَتِهِ مَنْ يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ. فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم «صَدَقَ، وَلَا تَقُولُوا لَهُ إِلَاّ خَيْرًا» . فَقَالَ عُمَرُ إِنَّهُ قَدْ خَانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ، فَدَعْنِى فَلأَضْرِبَ عُنُقَهُ. فَقَالَ «أَلَيْسَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ» . فَقَالَ «لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ وَجَبَتْ لَكُمُ الْجَنَّةُ، أَوْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ» . فَدَمَعَتْ عَيْنَا عُمَرَ وَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. طرفه 3007
ــ
(فأنخناها) أصله فأنخنا بها حذف الياء وأوصل الفعل (فلما رأت الجد أهوت إلى حجزتها) -بضم الحاء وسكون الجيم- معقد الإزار.
فإن قلت: تقدم في أبواب الجهاد أنها أخرجته من عقاصها؟ قلت: أخرجته من أحد الموضعين، وأخفته في الآخر، ثم لما رأت الجد أخرجته لهم.
(لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) قال بعضهم: أي غفرت لكم ما مضى من الذنوب واستدل عليه بأنه لو كان على الاستقبال لقال سأغفر لكم، وأيضًا لو كان على الاستقبال لكان إذنًا في المعاصي، وليس بشيء، أما أولًا فلأنه يرد قوله:"اعملوا"؛ فإنه مستقبلٌ قطعًا، وأما ثانيًا: فلأن قضية حاطب بعد بدر فكيف يصح الاستدلال؟ وسيأتي في البخاري من قول عمران بن حصين: إن علي بن أبي طالب إنما جره، هذا الحديث، قال النووي: معنى الترجي في لعل راجع إلى عمر؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جازمًا بذلك، قلت: رجوعه إلى عمر بعيد عن السياق، وأما كون رسول الله صلى الله عليه وسلم جازمًا ما لا ينافي ذلك؛ فإنه يقوله تأدبًا، ولئلا يتكل السامعون كل الاتكال.