الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَالشمَال كلَّ الاتِّساع، كَمَا أخبر سَوَاء بِسَوَاء.
ومَسَح ضَرْعَ شَاة لم يَنز عَلَيْهَا الفحلُ فدرَّت. ونَدَرَتْ عَينُ قَتَادة بن النُّعْمَان، فَسَقطتْ، فردَّها [صلى الله عليه وسلم] بيدِه الْمُبَارَكَة المكرَّمة، فَكَانَت أصحَّ عَيْنَيْهِ وأحسنهَما وأجدَّهما. وَكَانُوا يَسمَعُونَ تَسبيحَ الطَّعام بَين يَدَيْهِ. ومعجزاتُه [صلى الله عليه وسلم] أكثرُ من أنْ تُحصى.
ذِكرُ أَوْلَاده [صلى الله عليه وسلم]
أوّلُهم الْقَاسِم، وَبِه كَانَ يُكْنَى، وُلدَ بمكَّةَ قبل النبوّة، وعاش أَيّاماً يسيرَة، كَمَا قَالَ ابْن حزم، وَقيل: عَاشَ سِنِين. وَقيل: عاشَ إِلَى أنْ ركب على الدابّة، وَسَار على النَجيبة. ثمَّ وُلد لَهُ زَيْنَب قبل النبوّة، وَقيل: كَانَت أسنَّ من الْقَاسِم، تزوَّجه أَبُو العَاصِي، واسْمه الْقَاسِم بن الرَّبيع بن عبد العُزَّى بن عبد شمس، وَهُوَ ابْن خَالَتهَا هَالة بنت خُويلد، فولَدت لَهُ عليّاً، أردفه رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يومَ الفَتحِ على راحلتهِ، وَمَات صَغِيرا / 22 و. وأُمامَةَ الَّتِي حملهَا النبيُّ [صلى الله عليه وسلم] فِي الصَّلَاة، وَبَلغت حَتَّى تَزوَّجها عليٌّ رضي الله عنه بعد
موت فَاطِمَة عليهم السلام وَلم تَلِدْ لَهُ، ثمَّ تزوجَّها بعد موت عليٍّ المُغيرةُ بن نَوْفَل بن الْحَارِث بن عبد المطَّلب، فَولدت لَهُ يحيى، وَبِه يُكْنى، وَمَاتَتْ عِنْد الْمُغيرَة؛ وَقيل: إِنَّهَا لم تلِدْ لَهُ.
وَمَاتَتْ زَينب سنة ثمانٍ. ثمَّ وُلد لَهُ [صلى الله عليه وسلم] قبل النبوّة رُقَيَّة، وَفَاطِمَة، وأمُّ كُلْثُوم، وَقيل فِي كلِّ وَاحِدَة منهنَّ أنَّها أسنُّ من أُختها. وَالَّذِي روى هِشَام بن الكلبيّ عَن أَبِيه عَن أبي صَالح عَن ابْن عبّاس: أنّ أسَنَّ الثَّلَاث رُقيّة، فتزوَّجها عُثمان بن عفّانِ رضي الله عنه وَهَاجَر بهَا إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين، وولَدت لَهُ عبد الله، مَاتَ صَغِيرا، وتُوفيت رُقيّة يَوْم قدوم زيد بن حَارِثَة بشيراً بقتلى بدرٍ. ثمَّ تزوَّج عثمانُ أُمَّ كُلثوم، وَدخل بهَا فِي جُمادى الْآخِرَة سنة ثلاثٍ من الْهِجْرَة، وَمَاتَتْ فِي شعْبَان سنة تسعٍ، وَبِهِمَا سُمِّي عُثمان (ذَا النورين) .
وَأما فَاطِمَة رضي الله عنها فتزوَّجها عليٌ رضي الله عنه وَدخل بهَا مرجعَهم من بَدْرٍ، فَولدت لَهُ حَسناً وَحسَيْنا ومُحَسِّناً، مَاتَ صَغِيرا، وأمَّ كُلْثُوم وزينبَ. وتزوَّج زينبَ عبدُ الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب، فولَدت لَهُ عليّاً، لَهُ عَقِبٌ، وَمَاتَتْ فَاطِمَة رضي الله عنها بعد النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] بستةِ أَشهرٍ. وَقيل: بِثمَانِيَة، وَقيل: بثلاثةٍ أَو دونهَا. وَالْقَوْل الأول اختيارُ عبد الْغَنِيّ وجماعةٍ من الْعلمَاء.
ثمَّ وُلِدَ لَهُ عبد الله بعد النبوّةِ، على الصَّحِيح. ويُسمّى الطيِّب / 22 ظ. والطاهرُ على الصَّحِيح. وَقيل: الطِّيبُ والطاهرُ اثْنَان سِواه. وَقيل: كَانَ لَهُ
الطاهرُ والمطهَّر وُلِدا فِي بَطنٍ. وَقيل: كَانَ لَهُ الطيِّب والمطيِّبَ وُلِداً أَيْضا فِي بَطْنٍ. وَقيل: إنَّهم كلَّهم مَاتُوا قبل النبوّة، مَاتَ عبدُ الله بمكّةَ طفْلا، فَقَالَ الْعَاصِ بن وَائِل السهميّ: قد انْقَطع وَلَده، فَهُوَ أَبتر، فَأنْزل الله - تَعَالَى -:{إِن شانئك هُوَ الأبتر}
ثمَّ وُلِدَ لَهُ [صلى الله عليه وسلم] إِبْرَاهِيم بِالْمَدِينَةِ فِي ذِي الحِجَّة سنةَ ثمانٍ، وَكَانَت قابِلَتُه سلمى مولاة رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فَخرجت إِلَى زَوجهَا أبي رَافع مولى النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] عُقَيب ولادَة إِبْرَاهِيم فأَعْلَمْته، فجَاء إِلَى رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فبشَّره بِهِ، فوهب لَهُ عَبداً، وكنّاه بِهِ جِبْرِيل [صلى الله عليه وسلم] فسُرَّ بذلك، وعقَّ عَنهُ [صلى الله عليه وسلم] بكبْشٍ يومَ سابعه، وحَلَقَ رأسَه، حَلَقُه أَبُو هِنْد، فتصدَّقَ زِنَةَ شعرهِ فِضَّةً، وأَمَرَ بِشعرِهِ فدُفن، وسمّاه رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] ليلةَ مولِده.
وَقَالَ الزبير: إِنَّه سمّاه يَوْم سابعه. مَاتَ إِبْرَاهِيم عليه السلام طفْلا فِي
شهر ربيعٍ الأول، فِي السّنة العاشرةَ من الْهِجْرَة عِنْد ظِئْرهِ أمّ بُردة خَوْلَة بنت الْمُنْذر بن زيد بن لَبيد بن خِدَاش بن عَامر بن غنم بن عَدي بن النجّار، بنت عمِّ أُمِّ عبد الْمطلب سلمى بنت عَمْرو بن زيد. وَقد وهم ابْن الْأمين فِي كِتَابه (الِاسْتِدْرَاك عَليّ أبي عَمْرو بن عبد البرّ) فَقَالَ: إِنَّهَا أرضعت النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] وَتَبعهُ بعضُ العصريين فحكوا ذَلِك عَنهُ من غير تَعقُّب.
وصلَّى النبيُّ [صلى الله عليه وسلم] على ابْنه إِبْرَاهِيم - على الصَّحِيح - وَقَالَ: " لأنّ لَهُ ظِئْراً تُتم رَضاعَه فِي الجنَّة " وَقَالَ: " لَو عَاشَ / 23 و. إِبْرَاهِيم لَوضعتُ الجِزيَةَ عَن كلِّ قبطيٍّ " وَقَالَ أَيْضا: " لَو عَاشَ إِبْرَاهِيم مَا رقّ لَهُ خالٌ " وَمَات ابْن سبعين لَيْلَة، وَقيل: ابْن سَبْعَة أشهرِ، وَقيل: ثَمَانِيَة عشر شهرا، وكلُّ أَوْلَاده [صلى الله عليه وسلم] من خَدِيجَة إِلَّا إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ من مارِيَة بنت شَمْعون القِبْطيَّة. وَكَانَت خَدِيجَة تَعقُّ عَن