الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حِين نَام فِي العَريش سعد بن مُعاذ، وحرسَه يَوْم أُحد مُحَمَّد بن مَسْلمة، وَيَوْم الخَنْدَق الزُّبير بن العوّام، وَلَيْلَة بني بصفيَّة أَبُو أَيوب، وبوادي القُرى بلالٌ، وحرسَه سعد بن أبي وقّاص وذَكْوان بن عبد قيس، وَكَانَ على حَرسِه عَبّاد بن بِشر، فَلَمَّا نزل قَوْله تَعَالَى:{وَالله يَعْصِمك من النَّاس} تركَ الحرسَ. وَالَّذين كَانُوا يضْربُونَ الأَعناق بَين يديهِ [صلى الله عليه وسلم] عليٌّ بن أبي طَالب، والزُّبير بن العوّام، والمقداد بن عَمْرو وَمُحَمّد بن مَسْلمة وَعَاصِم بن ثَابت بن أبي الأَقْلح، والضّحاك بن سُفيان الْكلابِي.
وَكَانَ قيس بن سعد بن عُبادة مِنْهُ [صلى الله عليه وسلم] بِمَنْزِلَة صَاحب الشرطة من الْأَمِير. ووقف المُغيرة بن شُعْبة على رَأسه بِالسَّيْفِ يَوْم الحُديبيّة. وَكَانَ بِلال المؤذِّن على نفقاته، ومُعيقيب بن أبي فَاطِمَة الدَّوسيّ على خَاتمه، وَكَانَ ذُؤَيب بن حَلْحَلَة بن / 36 ظ. عَمرو الخُزاعيّ، وَالِد الْفَقِيه قَبيصَة بن ذُؤَيْب صاحبَ بُدْن رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] الَّتِي أَهدى، والناظرَ عَلَيْهَا. وَقد أَذِنَ عَلَيْهِ رَباحٌ الْأسود وأنَسَة موليَاهُ، وَأَبُو مُوسَى الأَشعري. وَكَانَ شعراؤه الَّذين يَذبُّون عَن الإِسلام بألسنتهم: كَعْب بن مَالك السَّلِمي، وَعبد الله بن رَوَاحة، وحسَّان بن ثَابت الأنصاريَّين، وخطيبهُ [صلى الله عليه وسلم] ثَابت بن قيس بن شَمَّاس، وفارسُه أَبُو قَتَادة الْأنْصَارِيّ.
ذكرُ سِلاحِه [صلى الله عليه وسلم]
كَانَ لرَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] تِسْعَة أسيافٍ: مأثور، وَهُوَ أوّل سيف مَلكه، ورِثه من
أَبِيه، والعَضْب، وَذُو الفَقَار، من غَنَائِم بدرٍ، وَهُوَ الَّذِي رأى فِيهِ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] الرؤيّا، فإنّه [صلى الله عليه وسلم] رأى كأنَّ فِي ذُباب سَيْفه ثُلْمةٌ، فأوّلها هزيمَة، فَكَانَت يَوْم أُحُد. وَقيل: أهداه لَهُ الحَجَّاج بن عِلَاط، وَكَانَ لَا يفارِق النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] .
وَكَانَت قائمتهُ وقَبِيعَتُه وحَلْقَته وذُؤَابته وبَكَرَاته ونَصْله من فِضَّة. وَثَلَاثَة أسياف أَصَابَهَا رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] من سلَاح بني قَيْنُقَاع: القَلْعِيّ والبَتَّار والحَتْفُ. وَكَانَ عِنْده [صلى الله عليه وسلم] بعد ذَلِك الرَّسُوب والمِخذَم والقَضيب.
وَكَانَت لَهُ [صلى الله عليه وسلم] سبع أَدراع، ذَات الفُضُول، سُمِّيَت بذلك لطولها، وَهِي
الَّتِي رَهنهَا عِنْد أبي الشَّحْم اليّهوديِّ على شَعِيرٍ لِعِيَالِهِ. وذاتُ الوِشَاح، وذاتُ الحَواشِي، والسَّغْدِيَّةْ، وقيلَ: إِنَّهَا كَانَت درعَ دَاوُد عليه السلام الَّتِي لبِسَها حِين قَتلَ جالوتَ. وفِضّة والبَتْراء، سُمِّيت بذلك لِقصرها. والخِرْنق.
وَكَانَ عَلَيْهِ يومَ أُحُد دِرعان، ذاتُ الفُضُول وفِضَّة، وَكَانَ عَلَيْهِ يومَ خَيْبَر ذاتَ الفُضُول والسَّعْديّة. كَانَت لَهُ [صلى الله عليه وسلم] / 37 و. سِتّ قِسيّ، الزَّوراء والرَّوحاء والصَفراء من نبعٍ، والبيضاء من شَوْحَطٍ، وقَوسٌ من نَبْعٍ أَيْضا تُدعى الكَتُوم، لانخفاض صَوتهَا إِذا رمى بهَا، كُسِرَت يَوْم أُحُد فَأَخذهَا قَتادة بن النُّعْمَان الظَّفَريُّ، وقوس من نَبْعٍ أَيْضا تُدعى السَّداد.
وَكَانَت لَهُ جَعْبة تُسمّى الجَمع، وتُسمّى الكافور. ومِنْطَقة من أًدِيم مَبشور، فِيهَا ثَلَاث حَلَق من فِضّة، والإِبْزِيم من فِضَّة، والطَرْف من فِضَّة.
وَكَانَ لَهُ تُرْسٌ يُقَال لَهُ: الزَّلوق يزلقُ عَنهُ السِّلَاح، وتُرسٌ يُقَال لَهُ: الفُتق. وأُهدي لَهُ تُرسٌ فِيهِ تِمْثَال عُقاب أَو كَبشٍ، فَوضع [صلى الله عليه وسلم] يَده عَلَيْهَا، فَأذْهب الله ذَلِك التمثال. وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَة أرماحٍ أَصَابَهَا من سلَاح بني قَيْنُقَاع ورُمح يُقَال لَهُ: المُثْوِيّ. من الثوي، أَي أَن المطعون بِهِ يُقيم مَكَانَهُ، ورُمحٌ يُقَال: المتَثنِّي، وَكَانَت لَهُ حَربة يُقَال لَهَا النَّبْعَة، وحربة كَبِيرَة اسْمهَا الْبَيْضَاء، وحَربة صَغِيرَة دون الرُّمْح شِبه العُكّاز يُقَال لَهَا: العَنَزَة، وَكَانَ يَدْعَم عَلَيْهَا وَيَمْشي بهَا وَهِي فِي يَده، وَكَانَت تُحمل بَين يَدَيْهِ فِي العِيد، حَتَّى تُركَزَ
أَمامه فيتَّخذَها سُتْرةً ويُصلّي إِلَيْهَا، وَقيل: إِنَّه أَخذها من الزُّبير بن العوَّام، وَأَخذهَا الزُّبير من النَجاشيّ.
وَكَانَت لَهُ عَنَزَة أُخْرَى، وَكَانَ مِغْفَرٌ من حَدِيد، يُقَال لَهُ: الموشّح، وُشِّحَ بشِبَهٍ، ومِغْفَر آخر يُقَال لَهُ: المسْبوغ أَو ذُو السُّبُوغ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ على رَأسه المكرَّم حِين دخل مكّة يَوْم الْفَتْح. وَكَانَت لَهُ ثَلَاث جُباب يلبَسُها فِي الْحَرْب، فِيهَا جُبَّة سُنْدس أَخْضَر.
وَكَانَ لَهُ مِحْجَن قدْرَ ذِراع، أَو أَكثر يمشي ويركبُ بِهِ، ويُعلِّقُه بَين يديهِ على بعيرِه. وَكَانَت لَهُ مِخْصَرة تُسمَّى العُرْجُون، وقضَيبٌ من الشوْحَط يُسمَّى المَمشُوق.
وَقَالَ القَاضِي عِيَاض فِي فضل أَسْمَائِهِ [صلى الله عليه وسلم] : صاحِب القَضيب أَي السيفِ، وقعَ ذَلِك مفسَّراً فِي الإِنجيل. قَالَ: مَعَه قَضيبٌ من حديدٍ يُقاتل بِهِ، وأُمّته كذِلك. قَالَ: وَقد يُحمَل على أَنه القضيبُ الممشوُق الَّذِي كَانَ يُمسكه، وَهُوَ الْآن عندَ الْخُلَفَاء، وَكَانَت / 37 ظ. لَهُ هِراوَة، وَهِي العَصَا، وَلها ذكرٌ