المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر دوابه [صلى الله عليه وسلم] - المختصر الكبير في سيرة الرسول

[العز ابن جماعة]

فهرس الكتاب

- ‌وَبِه نستعين

- ‌نَسَبُ رسولِ الله [صلى الله عليه وسلم] وأَسماؤُه

- ‌أمّ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم]

- ‌مَولِدُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم]

- ‌مَنْ أَرضَعَه وحَضَنه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌خُرُوج النبيّ [صلى الله عليه وسلم] إِلَى الشَّام ثمَّ شهودُه بُنْيَانَ الْكَعْبَة

- ‌مَبعثُ النبيّ [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكُر الهجرتين إِلَى الحَبشة

- ‌حصر قُرَيْش رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فِي الشِعّب

- ‌موت أبي طَالب وَخَدِيجَة ثمَّ خُرُوج النبيّ [صلى الله عليه وسلم] إِلَى الطَّائِف ثمَّ رُجُوعه إِلَى مَكَّة

- ‌الْإِسْرَاء والمعراج

- ‌بدءُ إِسْلَام الْأَنْصَار

- ‌هِجرةُ الْمُسلمين ثمَّ هِجرةُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] إِلَى الْمَدِينَة

- ‌ذكرُ غَزْوَاتِه [صلى الله عليه وسلم] فِي هَذِه المدَّة وَبَعض الْحَوَادِث

- ‌ذِكْرُ صِفتهِ [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكرُ أَخلاقِه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكرُ مُعجزاته [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكرُ أَوْلَاده [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكر أعمامِه وعمّاتِه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذكرُ زوجاتِه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكر سَرارية [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذكرُ خَدَمِه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذكر مَوالِيه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكر كُتَّابِه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكرُ مؤذِّنيه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكر أُمرائه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌فصْل:

- ‌ذكرُ سِلاحِه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكرُ ملابسِه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌فصل:

- ‌ذكرُ دَوابِّه [صلى الله عليه وسلم]

- ‌ذِكرُ وفاتِه [صلى الله عليه وسلم]

الفصل: ‌ذكر دوابه [صلى الله عليه وسلم]

يحملون عَلَيْهِ موتاهم يطْلبُونَ بركَته. وحُمل عَلَيْهِ أَبُو بكر وَعمر رضي الله عنهما.

وَكَانَت لَهُ قَطِيفةٌ، وَكَانَ لَهُ فِراشٌ من أَدَمٍ حَشْوُه لِيفٌ، وسُئَلت حَفصة: مَا كَانَ فراشُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] : قَالَت: مِسْحٌ يَثنيهِ ثَنْيَتَين فينام عَلَيْهِ [صلى الله عليه وسلم] .

‌ذكرُ دَوابِّه [صلى الله عليه وسلم]

فَمن الْخَيل السَّكْبُ، وَهُوَ أوّل فَرَس مَلكَه، اشْتَرَاهُ من أعرابيّ بعشرِ أَواقٍ. وَكَانَ اسْمه عِنْد الأَعرابيّ الضَّرس. أَوّل مَا غزا عَلَيْهِ أُحُدَ، لم يكن مَعَ الْمُسلمين فرسٌ غَيره، وَغير فرسٍ لأبي بُرْدة بن نِيَار؛ يُقَال لَهُ: المُلاوح.

ص: 134

وَكَانَ أغرَّ مُحجَّلاً طَلْق اليَمين كُميتاً. وَقَالَ ابْن الْأَثِير: وَكَانَ أدهم.

وَكَذَا قد رُوِيَ عَن ابْن عبّاس قَالَ: كَانَ لرَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فرسٌ أدْهَمُ يُسمّى السَّكْب. والمُرْتَجِز وَكَانَ أشهبَ، وَهُوَ الَّذِي شهد لَهُ فِيهِ خُزيمة بن ثَابت، فَجعل شهادتَه شَهَادَة رجلَيْنِ. وَقيل هُوَ الطِّرْف، وَقيل: هُوَ النجيب. واللُّحَيْف، أهداه لَهُ ربيعةُ بن أبي الْبَراء، وَقيل: فَروة بن عَمرو الجذامي. واللِّزاز، أهداه لَهُ المقوقِس. والظّرب، أهداه لَهُ فَروة بن عَمرو

ص: 135

الجذامي، فَأعْطَاهُ أَبَا أُسيد الساعديّ، وسَبْحَة، وَهُوَ الَّذِي سابقَ عَلَيْهِ فسبَق، ففرِح بِهِ. والوَرْدُ، أهداه لَهُ تَميمٌ الداريُّ، فَأعْطَاهُ عُمرَ رضي الله عنه فَحمل عَلَيْهِ فِي سَبِيل الله تَعَالَى.

فَهَذِهِ سَبْعَة أفراسٍ مُتَّفق عَلَيْهَا. وَقد جمعهَا سيّدي وَالِدي: 39 ظ. - تغمَّده الله برحمته، فأسكنه بَحبوحة جَنَّته - فِي بيتٍ نظمه فَقَالَ:

(والخيلَ سَكْبٌ لُحيفٌ سَبْحَةٌ ظرِبٌ

لِزازُ مرتَجِزٌ ورْدٌ لَهَا أسرار)

وأنشدنيه غير مرَّة، وَالَّذِي كَانَ يمتطي عَلَيْهِ ويركب السَّكب. وَقيل كَانَت لَهُ أفراسٌ أُخَر، وَهِي الأَبلق حمل عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه، وَذُو العُقال، وَذُو اللُّمة، والمرتجل، والمراوح. وَيُقَال: المرواح، والسِّرحان، واليعسوب، واليعبوب، وَالْبَحْر، وَهُوَ كميت، والأدهم، وَقيل: هما

ص: 136

وَاحِد. والسحاء، والسِجْل، قَالَ ابْن الْأَثِير: وأخاف أَن يكون السّجل مصحّفاً من الشحاء أَو الْعَكْس. وملاوح، والطرف، والنجيب. وَهَذِه خمس عشرَة فرسا مختلفٌ فِيهَا.

وَمن البِغال دُلْدُل، وَكَانَت شهباء، أهداها لَهُ المقَوقِس، وَهِي أول بَغلة رُكبت فِي الإِسلام، وَعَاشَتْ بعده [صلى الله عليه وسلم] حَتَّى كبُرت وَذَهَبت أسنانها وعَميت، وَكَانَ يُجشُّ لَهَا الشَّعيرُ، وَوَقعت فِي قفيز فَمَاتَتْ بيِنْبُع. وَفِي تَارِيخ دمشق لِابْنِ عَسَاكِر: أَنَّهَا عاشت حَتَّى قَاتل عَلَيْهَا عليٌّ رضي الله عنه الْخَوَارِج. وَيُقَال: إِنَّهَا مَاتَت فِي ولَايَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان. وفِضّة أهداها لَهُ فَرْوَة الجُذامي، فَوَهَبَهَا النبيّ [صلى الله عليه وسلم] لأبي بكر الصّديق رضي الله عنه وَبغلة شَهباء أهداها لَهُ صَاحب أَيْلَة يُحنَّة بن رُؤْبة.

وَبعث صَاحب دُوْمَة الجَنْدَل إِلَى رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بَغلةً، وجُبَّةً من سُنْدُس،

ص: 137

فَجعل أصحابُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يتعجّبون من حُسن الجبّة. فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] : لمَناديلُ سعد بن مُعاذ فِي الجَنّة أحسنُ. يَعْنِي من هَذَا / 40 و.

وروى الثعالبي فِي تَفْسِير سُورَة الْأَنْعَام بإسنادٍ ضَعِيف إِلَى ابْن عَبَّاس: أَن كسْرَى أهْدى النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] بغلة فركبها بحُلٍّ من شَعَرٍ، ثمَّ أردفه خَلفه. وَهَذَا بعيدٌ - كَمَا ذكر الْحَافِظ الدمياطي رحمه الله لأَنَّ كسْرَى مزَّق كتابَ النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] وأمرَ عَامله بِالْيمن بادان بقتْله، وبَعثِ رأسِه إِلَيْهِ، فَأَهْلَكَهُ الله بطغيانه وكفره. وأَخبر رسولُ الله [صلى الله عليه وسلم] رسولَ عامِله بِالْيمن بقتْله ليلةَ قُتل.

وَفِي كتاب (أَخْلَاق النبيّ [صلى الله عليه وسلم] ) لأبي الشَّيْخ بن حيَّان: أَن النَّجَاشِيّ أهْدى لرَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بغلة، وَكَانَ يركبهَا. وَكَانَ سَرج النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] دفّتاه من لِيفٍ. وَمن الحَمير عُفَيْر، وكَان أَشهبَ، أهداه لَهُ المُقوقِس. ويَعفور أهداه لَهُ فَروة بن عَمْرو الجُذاميّ. وَيُقَال: إنّ حمَار المقوقِس يَعفور وحِمار فروةَ عُفير، ونفقَ

ص: 138

يَعفور مُنصرفَ النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] من حَجّة الْوَدَاع. وَقيل: طرحَ نفسَه فِي بِئرٍ يومَ ماتَ النبيُّ [صلى الله عليه وسلم] فَمَاتَ.

وَرُوِيَ أنَّ النبيّ [صلى الله عليه وسلم] لما فتح خَيْبَر أصَاب حِماراً أَسودَ، وَكَانَ يركبه، وكلَّم النبيَّ [صلى الله عليه وسلم] وَلم يثبت ذَلِك. وَفِي كتاب (أَسامي مَنْ أَردفه النبيّ [صلى الله عليه وسلم] ) أَنه [صلى الله عليه وسلم] أَتَى دَار سعد بن عبَادَة فسلّم ثَلَاثًا، وَهُوَ يُجيبُه سِرَّاً، فَانْصَرف رَاجعا. فَخرج سعد فَقَالَ: مَا مَنعني أنْ أَردَّ - يَعْنِي جَهْراً - إلاّ لتِكثرَ علينا السَّلَام. فَدخل، فَلَمَّا أَرَادَ أنْ يرجع أَتَى بحمارٍ عَلَيْهِ قَطيفةٌ، فَأرْسل مَعَه ابْنه لِيردَّ الحِمارَ. فَقَالَ: احمله بَين يَديّ. فَقَالَ سعد: سُبْحَانَ / 40 ظ. الله، نعم هُوَ أحقّ بصَدْر حِمَاره. قَالَ: هُوَ لكَ يَا رَسُول الله. قَالَ: احمله إِذا خَلفي.

وَفِي الحَدِيث أَنه بَيْنَمَا رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يمشي إِذْ جَاءَ رجل مَعَه حمارٌ، فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] :" أَنْت أَحقّ بصْدْر دابتك إلاّ أنْ تَجْعَلهُ لي ". قَالَ: قد جعلتُه لكَ. فَركب. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ، وَقَالَ: حَدِيث صَحِيح حسن.

وَمن النَّعَم الناقةُ الَّتِي هَاجر عَلَيْهَا من مكّة إِلَى الْمَدِينَة، وتُسمَّى العَضْباء، وَلم يكن يحملهُ إِذا نزلَ عَلَيْهِ الوحيُ غيرُها. كَمَا قَالَ الْحَافِظ محب الدّين الطبريّ رحمه الله اشْتَرَاهَا رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] من أبي بكر الصّديق بأربعمائة درهمٍ، وَهِي القَصْوَاء والجَدْعَاء، وَلم يكن بهَا عَضَبٌ وَلَا جدَعٌ،

ص: 139

وَإِنَّمَا سُمِّيت بذلك. وَقيل: كَانَ بأذنها شَيْء فسُمِّيت بِهِ. وَكَانَت شَهباء وَقيل: هُنّ ثلاثُ، وَهِي الَّتِي سُبِقَت، فشَقَّ على الْمُسلمين. فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] :" إنّ حقّاً على الله أنْ لَا يرْتَفع شيءٌّ من هَذِه الدُّنْيَا إلاّ وَضعَه ". وَقيل الْمَسْبُوق غَيرهَا.

وَعَن قُدَامة بن عبد الله قَالَ: رأيتُ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] فِي حجّته يَرمي على نَاقَة صَهْبَاء، والصَهْباء الشقراء. ووقف رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بعَرَفَةَ فِي حجّة الْوَدَاع على جمَلٍ أَحمر وَكَانَ لَهُ [صلى الله عليه وسلم] جمل يُقَال لَهُ الثَّعْلَب، بعث عَلَيْهِ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] خِراشَ بن أُميَّةِ إِلَى قُرَيْش بمكّة يَوْم الحُديبية لِيُبلّغهم مَا جَاءَ لَهُ، فعَقروا الجَمل، وَأَرَادُوا قتل خِرَاش، فمنعته الأَحابيش. وَهُوَ الَّذِي حَلَق رأسَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يَوْم الحُدَيْبيّة، وغنِمَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يومَ بدرٍ / 41 و. جَملاً مَهْريّاً لأبي جَهْل، فِي أَنفه بُرَّةٌ من فِضَّة، أهداه رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يَوْم الحُديبية ليَغيظ

ص: 140

بذلك الْمُشْركين، وَكَانَت لَهُ عشرُون نَعْجَةً بالغَابة، والغَابة على بَريدٍ من الْمَدِينَة طَرِيق الشَّام. يُراح إِلَيْهِ [صلى الله عليه وسلم] كلَّ ليلةٍ بِقْرَبتينِ عظيمتين من أَلْبَانهَا.

وَكَانَت لَهُ لِقْحة تُدعى بُرْدة، أهداها لَهُ الضحَّاك بن سُفْيَان، كَانَت تَحلِبُ كَمَا تحلب لِقحتان غَزيرَتان، وَكَانَت لَهُ خمس عشرةَ لِقْحةً غِزاراً، كَانَ يرعاها يَسَارٌ مولى رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بِذِي الجَدْر ناحيةَ قُباءٍ قَرِيبا من عَيْرٍ، على ستّة أميالٍ من الْمَدِينَة، فَاسْتَاقَهَا العُرَنيُّون وَقتلُوا يَسَاراً، وَقَطعُوا يَده ورِجلَه، وغَرزوا الشَّوكَ فِي لِسَانه وعَيْنيه حَتَّى مَاتَ. وَبَاقِي قِصّتهم مَشْهُورَة فِي الصَّحِيح. وَكَانَ لَهُ بِذِي الجَدْر أَيْضا سبعُ لَقائح، وَكَانَت لَهُ لِقْحة تُسمّى الحفدة، وَمعنى الحَفْد السُّرعة. وَكَانَت لَهُ لِقْحة اسْمهَا مروة، وَكَانَت لَهُ مَهْريّة أرسل بهَا سَعد بن عُبادة من نَعْم بني عُقَيْل.

وَكَانَت لَهُ مائَة شَاة لَا يُريد أَنْ تَزيد، كلَّما ولد الرَّاعِي بَهِيمَة ذبحَ مَكَانهَا شَاة، وَكَانَت لَهُ شَاة تُدعى غَوْثة وَقيل: غيثة، وشاةٌ تُسمّى قَمَراً، وعَنْز تُسمّى اليُمن.

ص: 141