الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كل غلامٍ بِشاتين، وعَن الْجَارِيَة بشاةٍ. وَكَانَت تَسترضع لَهُم، وتُعدّ ذَلِك قبل ولادِها.
ذِكر أعمامِه وعمّاتِه [صلى الله عليه وسلم]
أَبُو طَالب، واسْمه عبد مَنَاف، والزُّبَيْر، وعَبْدَ الكَعبة، وأمّ حَكيم البَيْضاء، وعاتِكةُ، وبَرَّة، وأَرْوى، وأُمَيْمة بَنو عبد الْمطلب، أُمُّهم فَاطِمَة بنت عَمْرو بن عائِذ بن عمرَان بن مَخزوم، وَهِي أمّ عبد الله وَالِد سيّدنا رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم]
فأمّا أَبُو طَالب فَلهُ من الوَلَد طالِبٌ، وَهُوَ أكبر وَلَده، مَاتَ كَافِرًا، وعَقِيلٌ وجَعفرٌ وعليٌّ وأُمُّ هَانِئ وجُمَانة، لَهُم صُحْبَة.
فَأَما الزُّبير فَكَانَ من أَشْرَاف قريشٍ، وَكَانَ شَاعِرًا، وَلم يدْرك الإِسلامِ، وَإِلَيْهِ أوصى عبد الْمطلب. ولَدُه عبد الله، شهدَ مَعَ النبيّ [صلى الله عليه وسلم] حُنيناً وثبتَ يومئذٍ، واستُشهد بأَجْنَاديْن بعد أنْ قَتلَ سَبْعَة.
وأَخواتُه ضُباعةُ وأمُّ الحكم وَيُقَال: أمّ حَكيم، وأمّ الزُّبير بناتُ الزُّبير، لهنَّ صحبةُ، وَأما عبد الْكَعْبَة فَلم يُدرك الإِسلام، وأمّا أُمّ حَكِيم الْبَيْضَاء فَهِيَ الَّتِي
تَقول: وَالله إِنِّي لحَصَانٌ فَلَا أُكلَّمُ، وصَنَاعٌ فَلَا أُعلَّم. وَهِي تَوْأمةُ عبد الله، وَالِد رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] وَهِي جَدَّةُ عُثْمَان، أمُّ أَروى بنت كُرَيز بن ربيعَة بن حَبيب بن عبد شمس.
وَأما عاتِكةُ فاختُلف فِي إسْلَامهَا، وَهِي صَاحِبَة الرُّؤْيَا فِي بدر، وَهِي أُمّ عبد الله وَزُهَيْر وقُريْبَة الْكُبْرَى، إِخوة / 23 ظ. أُمّ سَلَمة لأَبِيهَا. أسلم عبد الله وشهدَ فتحَ مَكَّة وحُنيناً والطائف، ورُميَ الطَّائِف بسهمٍ فقُتل. وَذكر بَعضهم قُرَيْبة فِي الصَحابيات.
وَأما برّة فَولدت أَبَا سَلَمة عبد الله بن عبد الْأسد بن هِلال بن عبد الله بن عمر بن مَخْزُوم، أَخا النبيّ [صلى الله عليه وسلم] من الرَّضَاع، ثمَّ أَبَا سَبْرة بن أبي رُهْم بن عبد العُزّى بن أبي قَيس بن عبد وُدّ بن نصْر بن مَالك بن حِسْل بن عَامر بن لُؤَيّ، وهما قَدِيما الإِسلام.
وَأما أروى فاختُلف فِي إسْلَامهَا، وَالصَّحِيح أَنَّهَا أَسلمت، وَولدت طُلَيْب بن عُمَيْر بن وَهَب بن عَبْد بن قُصَيّ، كَانَ من الْمُهَاجِرين الأوّلين، شهد بَدْرًا واستُشهد بأَجنادين، لَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.
وَأما أُمَيْمةُ فولَدت عبدَ الله المُجدَّع فِي الله، استُشهد بأُحُد، وَأَبا أَحْمد الشَّاعِر الْأَعْمَى، واسْمه عبد. وزَينبَ أمَّ الْمُؤمنِينَ، وأُمَّ حَبيب حَبيبة، وحَمْنَةَ رضي الله عنهم وعُبيدَ الله الَّذِي تنصَّر بِالْحَبَشَةِ، أَوْلَاد جَحْش بن رِئاب. كَذَا ذكر الدمياطي أَوْلَاد جَحْش. فعَدَّ الْبَنَات ثَلَاثًا. وَقَالَ: أُمّ حَبيب حَبِيبَة. وَقَالَ بَعضهم: أُمّ حَبيب. وَلم يُسمِّها، وفرّق بَينهَا وَبَين حَمْنَة. وَالْأَكْثَرُونَ كَمَا قَالَ أَبُو عُمر: قَالُوا أُمّ حَبيب بِغَيْر هَاء. وَقَالَ ابْن عَسَاكِر: أُمُّ حَبيبة وَاسْمهَا حَمْنَة، فَلم يفرِّق بَينهمَا. وَقَالَ السُّهيليّ: كَانَت زَيْنَب تَحت زيد بن حَارِثَة، وأُم حَبيب تَحت عبد الرَّحْمَن بن
عَوْف، وحَمْنَة تَحت مُصعب بن عُمير. وَقَالَ: وَقع فِي الموطّأ وهْمٌ أنّ زيَنب كَانَت تَحت عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، وَلم يقلهُ أَحدٌ، والغَلَطُ لَا يَسلم مِنْهُ بشر. غير أنّ شَيخنَا أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن نجاح أخبرنَا / 24 و. أنّ أُمَّ حبيب كَانَ اسْمهَا زَيْنَب، فهما زَينبان، غَلبت على إِحْدَاهمَا الكُنية، فعلى هَذَا لَا يكون فِي حَدِيث الموطّأ وهمٌ. وَالله أعلم.
وحَمْزةُ، والمُقَوَّم، والمُغيرة، ولقبُه جَحْل، بِتَقْدِيم الْجِيم الْمَفْتُوحَة على الْحَاء الْمُهْملَة الساكنة. وَمَعْنَاهُ السِقَاء الضَخْم وَقيل: بِتَقْدِيم الْحَاء، وَمَعْنَاهُ القَيْد والخَلْخَال، وصَفيّةُ. وَزَاد بَعضهم العَوَّام، بَنو عبد الْمطلب، وأُمُّهم هَالة بنت وُهَيب بن عبد مَنَاف بنت عَم آمِنَة أُمّ النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] .
فأمّا حَمزةُ فَهُوَ أَسدُ الله وأَسَدُ رسولِه، وَأَخُوهُ من الرَضاعة، أَسلمَ قَدِيما فِي السّنة الثَّانِيَة من النبوّة، وَقيل: فِي السّنة السَّادِسَة قبل إِسْلَام عُمر، وَكَانَ
أسنَّ من رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بِأَرْبَع سِنِين، وَقيل: سنتَيْن. وَكَانَ يُقَاتل بَين يَديْ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] بسيفين، وَيَقُول: أَنا أسدُ الله، استُشهد بأُحد بعد أنْ قتل جمَاعَة من الكفّار. وَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] :" حَمزةُ سيّد الشُّهَدَاء ". وَقَالَ: " أيْ عَم، لقد كنتَ وَصُولاً للرحم، فَعولاً لِلخير ". ولَدَ جمَاعَة من الذُّكُور والإِناث، وَانْقطع عَقِبُه رضي الله عنه.
وَأما المقوَّم فَقَالَ بعض الْعلمَاء: إنّه وَعبد الْكَعْبَة واحدٌ. وفرّق بَينهمَا آخَرُونَ. وَبِذَلِك جزم الدمياطي. وأمّا المُغيرة فلَم يُدرك الإِسلام. . وأمّا صَفيّةُ فتزوَّجها فِي الْجَاهِلِيَّة الْحَارِث بن حَرْب بن أُميَّة بن عبد شمس، فولَدت لَهُ صيفيَّ بن الْحَارِث، فَمَاتَ عَنْهَا فتزوَّجها العوّام بن خويلد، فَولدت لَهُ الزُّبيرَ والسائب قُتل يَوْم الْيَمَامَة، وأُمَّ حَبيب. أسلمت صَفيّةُ وَهَاجَرت، وَمَاتَتْ سنة عشْرين، وسِنُّها ثلاثٌ وَسَبْعُونَ سَنة، ودُفنت بِالبَقِيعِ، والعَبَّاسُ / 24 ظ. وضِرَارُ ابْنا عبد الْمطلب، أُمُّهما نَتلة، وَيُقَال: نُتْيلة بنت جَناب بن كَلب بن النَّمر بن قاسط.
فأمّا العَبّاسُ فَكَانَ أصغرَ الْأَعْمَام سِنّاً، وَكَانَ أسنَّ من النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] بِثَلَاث سِنِين، وَقيل: كَانَ أسنَّ مِنْهُ بِسنتَيْنِ أَو ثلاثٍ. وَرُوِيَ أَنه أَسلمَ قبل بَدرٍ، ولكنَّه كَانَ يَكتمُ إِسْلَامه، وَقيل: أَسلم قبل وقْعَة خَيْبَر. وَشهد فتحَ مكّة وحُنيناً والطائفَ، وثبتَ يَوْم حُنين.
وَكَانَ رَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] يجلّه ويعظّمه. وَكَانَ أَيسرَ بني هَاشم. أعتقَ قبل مَوته سبعين مَمْلُوكا، وَكَانَ لَهُ عشرةُ بَنينَ وثلاثُ بناتٍ: الفَضْل، وَبِه كَانَ يُكنى، وَكَانَ أكبرَ وَلَده، وعبدُ الله، وعُبَيْد الله، وقُثَم، وعبدُ الرَّحمن، ومَعْبَد، وعَوْن، وكُثَيّر، والحارثُ، وتَمَّام، وَكَانَ أَصْغَرهم، وآمنة وأُمّ حبيب وصفيّة. تُوفي العبّاس رضي الله عنه فِي شهر رجَب، وَقيل: فِي شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ، وَقيل: سنة أربعٍ وَثَلَاثِينَ. وَقد قَارب التسعين.
وأمّا ضِرَارُ فَمَاتَ أَيَّامَ أُوحي إِلَى النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] وَكَانَ جميلاً سخيّاً. والْحَارث وقُثَم ابْنا عبد الْمطلب أمُّهما صَفية، وَقيل: سَمْراء بنت جُنْدب بن جُحَير بن رِئاب بن حبيب بن سُوَاءة.
فَأَما الحارِثُ فَكَانَ أكبرَ وَلَد عبد الْمطلب، وَبِه كَانَ يُكنى، وَمَات فِي حَيَاة أَبيه، مِن وَلَدِه وَولده ولَدِه جَماعةٌ لَهُم صُحبة.
وَأما قُثَم فَمَاتَ صَغِيرا، وَلم يُدرك الإِسلام. وَقد قيل: إنّ الْحَارِث لَا شقيقَ لَهُ، وقُثَم شَقِيق العبّاس. وَالْأول هُوَ الَّذِي جزم بِهِ الدِّمياطي وَغَيره. وَأَبُو لَهَب عبد العُزَّى بن عَبد الْمطلب، وأُمّه لُبْنى بنت هَاجِر الخُزاعيّة، من وَلَدِه عُتْبَة ومُعَتِّب، أسلما وثَبتا يومَ حُنْين / 25 و. ودُرَّة لَها صُحبة، وعُتَيْبَةُ مَاتَ كَافِرًا،
قَتلَه الأسدُ بالزَّرْقاء بدعوة النبيِّ [صلى الله عليه وسلم] وغلَطَ بَعضهم كَمَا أَفَادَ ابْن الْجَوْزِيّ وغيرُه فَقَالَ: إنّ الَّذِي قَتله الْأسد عُتبة.
مَاتَ أَبُو لَهَب مِيتةً شَنيعةً بعد بَدْرٍ بتسعةِ أَيَّام. والغيْدَاق واسْمه مُصعب، وَقيل: نَوْفَل بن عبد الْمطلب، وأُمُّه مُمنَّعة بنت عَمْرو الخُزاعية، لُقِّب الغَيْدَاق لِأَنَّهُ كَانَ أَجود قُرَيْش. وَأَخُوهُ لأُمِّه عَوْف بن عبد عَوْف بن عبد بن الْحَارِث بن زُهْرة بن كِلاب أَبُو عبد الرَّحْمَن بن عَوْف، أَحد الْعشْرَة. وزعمَ بعضُهم أنّ الغَيْدَاق، وحَجْلاً المتقدِّم وَاحِد. وَالَّذِي جزم بِهِ جمَاعَة مِنْهُم الدمياطي أَنَّهُمَا اثْنَان كَمَا بَيَّنا.
قَالَ ابْن سعد: والعقِب من بني عَبد المطّلب للعبّاس وَأبي طَالب والحارِث وأَبي لَهب. قَالَ: وَقد كَانَ لحمزةَ والمقوِّم وحَجْل والزُّبير بني عبد الْمطلب أَوْلَاد لأصلابهم، فهلكوا، وَالْبَاقُونَ لم يُعْقبِوا. وَأسلم مِنْهُم حَمزةُ والعبّاسُ وصَفيّةُ، واختُلف فِي إِسْلَام عَاتِكَة وأَروى كَمَا بَيَّنا.