المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

" إبن أبي منصور الدمياطي ": وزير الملك الأشرف من - المرقصات والمطربات

[ابن سعيد المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌بسم الله الرحمن الرحيم

- ‌المرقصات والمطربات

- ‌لله در عصابة نادمتهم يوماً بجلق في الزمان المقبل

- ‌شعراء الإسلام إلى إنقضاء الدولة الأموية

- ‌المخضرمون من شعراء الدولتين

- ‌شعراء المائة الثالثة

- ‌شعراء المائة الرابعة

- ‌شعراء المائة السادسة

- ‌ شعراء المائة السابعة

- ‌ شعراء المغرب من أول الديار المصرية إلى البحر المحيط

- ‌الجاهلية وما بعدها إلى المائة الرابعة عاطلة مما هو من شرط هذا الكتاب

- ‌ شعراء المائة الرابعة

- ‌ شعراء المائة الخامسة

- ‌شعراء المائة السادسة

- ‌القسم الثاني

- ‌أخبار أبي نؤاس وجنان خاصة

- ‌رجع الخبر إلى حديث أبي عيينة

- ‌خبر إبن سريج مع سكينة بنت الحسين عليهما السلام

- ‌صوت

- ‌أخبار ذات الخال

- ‌أخبار حبابة

- ‌أخبار بن مناذر وحبه للجارية

- ‌نسب المتوكل الليثي وأخباره مع الجارية أميمة

- ‌ الحاجري

- ‌ البهاء زهير

- ‌ حسن بن محمد البوريني

- ‌ البهاء زهير

- ‌الجارية ريا مع عتبة " بن الحباب

- ‌أخبار الصمة وصاحبته ريا

- ‌أخبار كعب وصاحبته ميلاء

- ‌القسم الثاني

- ‌فيمن جهل إسمه أو إسم محبوته أو شيء من سيرته أو مآل حقيقته

- ‌فمنهم سامة بن لؤي بن غالب القرشي مشهور

- ‌ومنهم عمرو بن عوف وبيا

- ‌مجنون بني عامر مع ليلاه

- ‌ويبدي الحصى منها إذا قذفت به من البرد أطراف البنان المخضب

- ‌ دلال ووصال

- ‌ دموع الفراق

الفصل: " إبن أبي منصور الدمياطي ": وزير الملك الأشرف من

" إبن أبي منصور الدمياطي ": وزير الملك الأشرف من بلغاء المائة السابعة بالديار المصرية، ومما يشفع في ذكره في هذا الكتاب قوله: صدرنا في بعض العشايا على بعض البساتين المجاورة لبحر النيل فرأينا فيه بئراً عليه دولابان متحاذيان قد دارت أفلاكهما بنجوم القواديس، ولعبت بقلوب ناظريها لعب الأماني بالمفاليس، وهما يئنان أنين أهل الأشواق، ويفيضان دمعاً أغزر من دموع العشاق، والروض قد جلا للاعين زبرجده، والأصيل قد راقه حسنه منثر عليه سجده، والزهر قد نظم جواهره في أجساد الغصون، والسلاسل قد أزالت من سلاسل فضتها كل مصون، والنبت قد إخضر شاؤبه وعارضه، وطرف النسيم قد ركض في ميادين الزهر راكضه، ورضاب الماء قد علاه من الطل لمى، وحيات المجاري جارية تخاف من زمرد النبات أن يدركها العمى، والبحر قد صقل صقيل النسيم درعه، وزعفران العشي قد ألقى في ذيل الجوّ ردعه، فاستحوذ علينا الموضع إستحواذاً، وملأ أبصارنا حسناً وقلوبنا إلتذاذاً، وملنا إلى الولاين شاكين أزمراً حين شجت قيان الطير بألحانها، وشدت على عيدانها، أم ذكر أيام النعيم وطابا، وكانا أغصاناً رطاباً، فنفيا عنهما لذيد الهجوع، ورجعا للنزوع، وأضافا الدموع، طلباً للرجوع.

" أبو العباس الغثاني ": كاتب صاحب أفريقية علم في الكتاب تعجز بلاغته ومن فصول نثره قوله: سر إلى جلس يكاد يسير شوقاً إليك، ويطير بأجنحة جواه حتى يحل لديك، فلله كماله إن طلعت بدراً بأعلاه، وجماله إن وضحت غرة بمحياه، فهو أفق قد حوى نجوماً تتشوف إلى طلوع بدرها لتقتبس منه، وقطر قد إشتمل على أنهار تتشوق إلى بحرها المستمد منه وتأخذ الزيادة عنه، فإن مننت بالحضور، وإلا فيا خيبة السرور.

" أبو الوليد بن الحنان ": هو ممن يلحق بهذه الطبقة من بلغاء عصرنا بل يتقدمهم بقوله نحن في روض جلس أغصانه الندماء، وغمامه الصهباء، فبالله عليك إلا ما كنت لروض مجلسنا نسيماً، ولزهر حديثنا شميماً، وللجسم روحاً، وللطيب ريحاً، وبيننا عذراء زجاجها خدرها، وحبابها غرها، بل شقيقه حوتها كمامة، أو شمس حجبتها غمامة، إذا طاف بها معصم الساقي فورده على غصنها، أو شربها مقهقهة فحمامة على فننها، طافت علينا طوفان القمر على المنازل إذ يجول، وأنت وحياتك أكيلنا وقد آن له بالأكاليل حلول.

" علي بن سعيد ": مصنف هذا الكتاب وقع له مما يدخل في هذه الطبقة قوله: السماء قد نشرت عرار الشمس، ونثرت بنفسج الغمام، وغرست سوسن القطر في صفحة كل نهرها الإنتظار بأنداء ورد المدام.

‌المرقصات والمطربات

من محاسن الجاهلية إمامهم وحامل لوائهم أمرؤ القيس، من مرقصاته قوله:

كأن قلوب الطير رطباً ويابساً

لدى وكرها العناب والحشف البالي

وقوله:

كأن عيون الوحش خول خبائنا

وأرجلنا الجذع الذي لم يثقب

وقوله:

سموت إليها بعدما نام أهلها

سمو حباب الماء حالاً على حال

وقوله:

وقد أغتدي والطير في ركناتها

بمنجرد قيد الأوابد هيكل

وهذه المعاني ولد منها شعراء المشرق والمغرب، وتطارحوا في الأخذ منها، " النابغة الذبياني ": له من المرقصات وله في النعمان بن المنذر:

وإنك كالليل الذي هو مدركي

وإن خلت أن المنتأى عنك واسع

ومن المرقص المطرب قوله في الفرج:

وإذ طعنت في مستهدف

رابي المحبة بالعبير مقرمد

وإذا نزعت عن مستحصف

نزع الحزّور بالرشاء المحصد

وإذا يعض تشده أنيابه

عض الكبير من الرجال الأدرد

وقوله للنعمان:

لا تقذفني بركن لا كفاء له

وأن تأثفك الأعداء بالرفد

هذا وحي بالأشارة إلى إغراء أعدائه وأجتماعهم عنده في مضرته. وقوله:

كان مجرّ الرامسات ذيولها

عليه حصير نمقته الصوانع

وقد صار قوله إماماً لكثير من الشعراء حذوا عليه، وأقتبسوا منه، ومنه قوله:

وأنت بيع ينعش الناس سيبه

وسيف أعيرته المنية قاطع

مما وقع له في التمثيل من المرقصات قوله:

نبئت أن أبا قابوس أوعدني

ولا قرار على زأر من الأسد

ومن التشبيهات العقم ندهم قوله في طيور الحرب:

ص: 7

تراهن خلف القوم خزراً عيونها

جلوس الشيوخ في ثياب المرائب

وهي ثياب فيها خطوط " عنترة "، أن كانوا قد جلوه في ترتيب الكتاب المصنف في أشعار الجاهلية آخراً فأنه المتقدم بالنظر إلى معاني الغوص فمن يصدر عن فكرته مثل قوله:

جادت عليه كل عين ثرة

فتركن كل حديقة كالدرهم

وخلا الذباب بها فليس ببارح

غرداً كفعل الشارب المترنم

هزجاً يحك ذراعه بذراعه

قدح المكب على الزناد الأجذم

ومن جملة هذه القصيدة:

ولقد ذكرتك والرماح نواهل

مني وبيض الهند تقطر من دمي

فودت تقبيل السيوف لأنها

لمعت كبارق ثغرك المتبسم

ومن محسناته في التشبيه قوله:

يدعون عنتر والرماح كأنها

أشطان بئر في لبان الأدهم

طرفة: ورد في شعره مرقص كدّره إستغلاق لغته وهو قوله:

يشق حباب الماء حيزومها بها

كما قسم الترب المقابل باليد

وهذا عندهم من التشبيه العقيم يصف به السفينة في شقها البحر وإنقسام الموج عن حريتها والمقابل الملاعب بالتراب الذي يقسمه ليخفي في أحد أقسامه ما يستخرجه صاحبه. ومما يدخل في المطرب قوله:

فسقى ديارك غير مفسدها

صوب الحياء وديمة تهمي

وقوله:

والستر دون الفاحشات وما

يلقاك دون الخير من ستر

لو كنت من شيء سوى بشر

كنت المنّور ليلة البدر

زهير: أكثر ما إشتهرت به الحكم والأمثال مما يدخل في طبقة المقبول، وأستحسنوا له في التشبيه قوله:

كان فتات العهن في كل منزل

نزلن به حب الفنا لم يحطم

وحب الفنا هو عنب الثعلب، وهو إذا لم يحطم أحمر، وقوله:

بكرن بكور أو أستحزن بسحره

فهي لوادي الرأس كاليد للفم

ويدخل له في المطرب قوله:

وأبيض فياض يداه غمامه

على معتفيه ما ثغب فواضله

تراه إذا ما جئته متهللاً

كأنك تعطيه الذي أنت سائل

وقوله:

وفيهم مقامات حسان وجوههم

وأندية ينتابها القول والفعل

على مكثريهم رزق من يعتريهم

وعند المقلين السماحة والبذل

وما يك من فعل أتوه فإنما

بناه لهم آباء آبائهم قبل

وهل بنبت الخطى إلا وشيجة

وتغرس إلا في منابتها النخل

وقوله:

ومن لم يصانع في أمور كثيرة

يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

ومن يعص أطراف الزجاج فإنه

يطيع العوالي ركبت كل لهذم

" علقمة ": قوله معاني الغوص في شعره معدومة، وأقرب ما وقع له:

أوردتها وصدور العيس مسنفة

والصبح الكوكب الدري منحور

يشير إلى أن كوكب الصبح مثل سنان الحربة طعن به فسال منه دم الشفق، وإذا تبين هذا المعنى كان من المرقصات، وقد بينته في قولي:

كم زرته ورواق الليل منسدل

مسهم راق إعجباً بأنجمه

وأبت والصبح منحور بكوكبه

وسائل الشفق المحمّر من دمه

وقوله:

يحملن أترجة نضخ العبير بها

كأن تطيابها في الأنف مشموم

يشير إلى ما نال هذه المرأة من مضض السير، وأصفرار لونها كالأترجة، وأنها ما تحركت زيد طيباً خلافاً للتحرك البشري، " ومنه " أخذ إبن الرومي وغيره تشبيه المرأة بالروضة لطيب غرها في السحر بخلاف أنفاس البشر.

" أعشى بكر ": أكثر ما وقفت عليه من أوصافه الخمرية التي إشتهر بها أعرابية جافية يخرجها جفاء نمطها عن المرقص وإن كانت حسنة التشبيه وأقرب ما له من ذلك قوله:

تريك القذى من دونها وهي دونه

إذا ذاقها يتمطق

ومن مطرباته قوله:

وترى الزق لدينا مترعاً

حبشياً كب عمداً فأنبطح

ومنها قوله:

والشعر يستنزل الكريم كما

ينزل رعد السحابة السبلا

ومن مرقصات قوله:

غراء فرعاء مصقول عوارضها

تمشي الهوينا كما يمشي الوجى الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها

مشي السحابة لا ريث ولا عجل

وقوله:

ص: 8