الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدل على أنها كانت في منزلة المذكورين في الكثرة والمكانة، وقد عدت في قبائل "الحلة" من العرب ما خلا علافًا وجنابًا1. وأهميتها هذه وكثرة عددها، دفعت العدنانيين والقحطانيين إلى ضم نسب قضاعة إليهم؛ لما كان في هذا الضم من أثر كبير في تقوية مركز أحد الطرفين.
ويذكر "ابن سعد" أن ولد "معد" تفرقوا في غير بني معد سوى "نزار"2 وقد أدرك "ابن سعد" وأمثاله ذلك من اختلاطهم باليمانيين، الأمر الذي أدى إلى تداخل النسب، فصارت أنسابهم لذلك مترجحة بين قحطان وعدنان.
1 المحبر "ص179".
2 الطبقات: "1/ 59".
نزار:
وهو جد القبائل "النزارية" المنحدرة على رأي النسابين من نزار بن معد من زوجه "معانة بنت جوشم بن جلهمة"، أو "معانة بنت جهلة" من جرهم1. وهو على زعم الأخباريين والد أربعة أولاد، هم: ربيعة، ومضر، وأنمار، وإياد2، وهم أجداد قبائل كثيرة في الوقت نفسه. وقد انتشرت هذه القبائل في أواسط بلاد العرب وشماليها، وهناك أسطورة رواها المؤرخون والنسابون عن اختصاص كل ولد من أولاد نزار وعن المناطق التي نزلت بها قبائلهم واحتكامهم إلى "الأفعى الجرهمي3" أو "أفعى نجران4".
وقد زعم بعض أصحاب الأخبار أن أم ربيعة وأنمار: "حدالة""جدالة" بنت وعلان بن جوشم بن جلهمة بن عمرو، من جرهم، وأن أم "مضر"
1 تاج العروس "3/ 563"، السهيلي، روض الأنف "1/ 8"، الطبري "2/ 190"، الطبقات "جـ1، ق1، ص30"، المحبر "ص132".
2 Enc، vol.، p.، 939، wuestenfeld، geneal. Tab.، a. 3
3 الفاخر "ص155 فما بعدها"، حكم الأفعى، الطبري "1/ 1108"، مروج "2/ 35"، طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد، لقد تأثر بهذه القصة الفيلسوف الفرنسي "فولتير" في Enc.، Vol.، 3، P.، 940.، "Zadig"
4 ابن خلدون "2/ 300"، البلاذري، أنساب "1/ 29".
"سودة بنت عك"1، كما زعم بعض المورخين أن إيادًا وأنمارًا هما من أبناء معد. وأما نزار، فقد كان من عقبه البطنان: ربيعة، ومضر2.
وقد نعتت مضر بـ "الحمراء"، فقيل:"مضر الحمراء"3، ونعتت إياد بـ"الشمطاء"، و"البلقاء"، وقيل لربيعة "الفرس"، ولأنمار "الحمار"4.
ويقال للنزاريين: "نزارية" و"بنو نزار" و"أبناء نزار". أما التنزر، فالانتساب إلى نزار، ويقال: تنزر الرجل، إذا تشبه بالنزارية، أو أدخل نفسه فيهم5. واستعملت "النزارية" في مقابل "اليمانية" في أيام الأمويين6.
ويرى "ليفي ديلافيدا" أن "النزارية" فكرة سياسية نجمت في العصر الأموي، في وسط ذلك الصراع الحزبي المعروف، وعلى الأخص بعد معركة "مرج راهط"، وأنها لا تمثل حقيقة تأريخية، فهي لا تعني رابطة قبائل بالمعنى المفهوم. ومن رأيه أن هذا الموضوع لم يدرس دراسة كافية بعد، وأن المواد اللازمة لدراسته غير متوافرة7.
وقد ذهب أيضا إلى أن أقدم من ذكر اسم "نزار" من الشعراء الجاهليين هو "بشر بن أبي خازم"8، و"كعب بن زهير" من الشعراء المخضرمين9، ويرى أن "بني نزار" الواردة في شعر "حسان بن ثابت" لا تعني النزارية، أي: أبناء نزار بن معد بن عدنان على نحو ما يذهب إليه أهل الأنساب، بل
1 الطبري "2/ 198"، خبية بنت عك بن عدنان، نسب قريش "ص6".
2 ابن خلدون "2/ 300".
3 قال بشر بن أبي خازم الأسدي:
دعوا منبت السيفين إنهما لنا
…
إذا مضر الحمراء شبت حروبها
4 اللسان "7/ 59".
5 ديوان حسان "ص36"، الجمحي، طبقات الشعراء "ص5"، اللسان "7/ 59"،
Enc.، Vol.، 3، P.، 940.
6 التنبيه "ص70".
7 Enc.، Vol.، 3، P.، 940.f.
8 المفضليات "ص667"، قال بشر بن أبي خازم:
مضى سلافنا حتى حللنا
…
بأرض قد تحامتها نزار
ديوان بشر "ص67"، المفضليات "ص162"، "السندوبي"،
Enc.، Vol.، 3، P.، 940.
9
صدموا عليًّا يوم بدر صدمة
…
ذلت لوقعتها جميع نزار
الجمحي، طبقات "ص21"، الطبري "1/ 1106"، "طبعة أوروبا".
جماعة أخرى هي من نسل "نزار بن معيص بن عامر بن لؤي" من قريش1.
ويرى "ليفي ديلافيدا" أيضا أن ما ورد في شعر "أمية بن أبي الصلت" من شعر، نسب فيه ثقيفًا إلى نزار2، وما ورد في قصة "الأقرع بن حابس التميمي" من ذكر "نزار"، لا يمكن أن يبعث الثقة إلى النفوس ولا الاطمئنان إلى القلوب، بل يظهر أن ما ورد إنما وضع لأغراض واضحة هي على زعمه إلحاق نسب ثقيف بنزار، وقد كان ذلك موضع جدل في ذلك العهد، وإثبات نسب "بجيلة" وهو نسب كان موضع جدل أيضا3.
أما أنا، فأرى أن "نزارًا" من القبائل التي كانت معروفة في القرن الرابع بعد الميلاد، بدليل ورود اسمها في النص المعروف بـ"نص النمارة" الذي وضع على قبر "امرئ القيس"، ويعود عهده إلى سنة "238" للميلاد. فقد ذكرت في جملة القبائل التي خضعت لحكمه، ولكن النص لم يتحدث عن نسب نزار ومواضعها في ذلك الزمن. وفي الجملة: إنها ذكرت مع قبيلة "أسد".
وتتألف القبائل النزارية من ربيعة ومضر وإياد وأنمار4، على رأي من جعل أنمارًا ابنًا من أبناء نزار. فأما إياد، فقبيلة كانت مواطنها تهامة إلى حدود نجران، ثم انتشرت بسبب حروب وقعت بينها وبين ربيعة ومضر، فارتحل قسم منها إلى العراق، وانضم قسم آخر إلى قضاعة وأقام بالبحرين، وسكن قسم منها في "وادي بيشة"، وهاجر آخرون إلى بلاد الشام5.
وقد كانت رئاسة مضر إلى ربيعة في أيام "كليب بن ربيعة"، المعروف أيضا بـ"كليب وائل"6. وقد كانت مضر وربيعة متجاورتين ومتحالفتين، ودليل ذلك اقتران اسم إحداهما بالأخرى، وجعل أهل الأنساب مضر شقيقًا لربيعة غير أن تحاسدًا شديدًا كان يقع بين سادات مضر وسادات ربيعة، وطالما كانت
1
وكل محارب وبني نزار
…
تبين في مشافره الرضاع
ديوان حسان "ص36"، البرقوقي، شرح ديوان حسان "ص266".
ENC.، VOL.، 3، P.، 940، wuestenfeld، genea.، s.، 15
2 ديوان أمية "ص69"، وهو من الشعر المنسوب إليه، Enc.، Vol.، 3، P.، 940
3 النقائض "طبعة بيفان"، "ص141 فما بعدها"، ابن هشام "1/ 50"، "طبعة وستنفلد" Enc.، Vol.، 3، P.، 940
4 ابن خلدون "2/ 300"، ابن حزم، جمهرة "ص9".
5 Enc.، Vol.، 2، P.، 565، Wuestenfeld، Register
6 الفاخر "ص75 وما بعدها".
إحداهما تفتخر على الأخرى، وترى أنها أعز مكانةً ونفرًا من شقيقتها، كالذي يحدث بين القبائل.
ويظهر أن الأمر قد اختلط على بعض أهل النسب في قضية "إياد"، فجعلوا إيادًا ابنًا من أبناء معد، أي: شقيقًا لنزار، وجعلوه ابنا لنزار، فصيروه شقيقا لربيعة ومضر وأنمار. وقد ذكر المسعودي أن إيادا ينسبون إلى القبيل الأكبر، وليست لهم قبائل مشهورة. ويذكر قوم أن ثقيفا من إياد، ويرى فريق أنهم من قيس عيلان1.
وأما "قنص بن معد" فيزعم قوم أن "آل المنذر" ملوك الحيرة منهم2، ويظهر من عدم ذكر أسماء قبائل تنسب إلى قنص أن قنص لم تكن من القبائل الكبرى، وأنها دخلت في القبائل الأخرى قبل الإسلام، فنسيت، فلما دون أهل الأخبار الأنساب، لم يكن لها شأن يذكر عندئذ غير الاسم.
ويلاحظ أن النسابين الذين جعلوا "آل نصر" من "قنص بن معد"، أي من العدنانيين، يذكرون أنفسهم ويروون في كتبهم أن نسبهم هو من اليمن، وأنهم من أصل قحطاني.
ويذكر أهر الأخبار أن ربيعة ومضر حاربوا أبناء قنص بن معد وتغلبوا عليهم، حتى أخرجوهم من ديارهم فتفرقوا في البلاد، وذهب جمع منهم إلى سواد العراق، ولكنهم اصطدموا بالنبط الأرمانيين من ملوك النبط، فتراجعوا واستقر قسم منهم في الأنبار والحيرة3.
وأما "مضر بن إلياس" فولد "إلياس بن مضر"، وإلياس، وهو قيس عيلان. وعرف أبناء "إلياس" بـ"خندف" نسبة إلى أمهم "خندف"، وهم: مدركة، وطابخة، وقمعة4. وذكر المسعودي أن مضر ترجع إلى حيين،
1 المعارف "ص29".
2 المعارف "ص29"، الطبري "1/ 611"، "دار المعارف"، ابن حزم، جمهرة "ص8"، البكري معجم "1/ 52" ابن هشام "1/ 5".
3 البكري معجم "1/ 52 وما بعدها""طبعة السقا".
4 المعارف "ص30"، "وكانت أمهم ليلى بنت حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة وهي خندف، فغلب على من ذكرنا الألقاب، ونسب ولد إلياس إلى أمهم خندف"، مروج "1/ 396"، نسب عدنان "ص1"، ابن حزم، جمهرة "9" البلاذري، أنساب "1/ 31".
هما: خندف، وقيس1.
ومن النسابين من يزعم أن "قمعة"، واسمه "عمير"، هو والد خزاعة، أما خزاعة، فتأبى ذلك، وترجع نسبها إلى غسان2.
وورد في شعر الشعراء المعاصرين لبني أمية: "ابنا نزار"، وقد قصدوا بذلك "ربيعة" و"مضر"3، كما ورد "بحرا نزار" في المعنى نفسه4. وجعل "ابن جني"، اللغة العربية التي نزل بها القرآن "لغة ابني نزار"5.
وقد سمى "الفرزدق""قيس علان"، و"خندفًا" بـ"الحيين" المكونين لمعد6. وورد في شعر للعجاج "حيَّيْ مُضَر"7، وجاء في شعر لجرير:
إذا أخذت قيس عليك وخندف
…
بأقطارها، لم تدر من حيث تسرح8
مما يدل على أن قيسًا وخندفًا، كانا من القبائل القوية في هذه الأيام.
ويظهر من تقسيم النسابين قبائل مضر إلى حيين: خندف وقيس عيلان، أن تلك القبائل كانت حلفًا في الأصل، ثم انفصمت عراه، أو أن خندف تحالفت مع قبائل قيس عيلان، وربطت نسبها بنسب مضر. وتتألف خندف من
1 مروج "1/ 396".
2 نسب قريش "8".
3 قال جرير:
وابنا نزار أحلَّاني بمنزلة
…
في رأس أرعن عادي القداميس
الجمحي، طبقات "ص89".
وقال الراعي:
تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسبًا
…
وابنا نزار فأنتم بَيْضَةُ البلد
الجمحي، طبقات "ص118".
4 قال الكميت:
أضحت عداوتهم إياي إذ ركبوا
…
بحري نزار بهم منفَشَّة القرب
المعاني الكبير "2/ 855"، "3/ 1134".
5 "وبعد فلسنا نشك في بعد لغة حمير ونحوها عن لغة ابني نزار"، الخصائص "1/ 392".
6
إذا اجتمع الحيان قيس وخندف
…
فثم معد هامها وعديدها
ديوان الفرزدق "189".
7 نسب عدنان "ص2".
8 نسب عدنان "ص2".
قبائل مهمة، منها: ضبة، وتميم، وخزيمة، وهذيل، وكنانة، وقريش، وأسد، وغيرها. وأما قيس عيلان، فمن قبائلها: فهم، وعدوان، وغطفان، وعبس، وذبيان، وسُليم، وهوازن، وباهلة، وغنى، وغيرها من قبائل سيأتي ذكرها بعد قليل.
وأما مدركة بن إلياس، فولد: خزيمة، وهذيلا، وأسدا، وكنانة. فأما هذيل، فأولد ثلاثة: سعدا، ولحيانا، وعميرا، والعدد في سعد بن هذيل: تميم، وحريث، ومنعة، وخزاعة، وجهامة، وغنم، وولد تميم: معاوية والحارث1.
وجعل "مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري" أولاد مدركة ولدين، هما خزيمة وهذيل. أما أسد وكنانة، فهما عنده ولدان من أولاد خزيمة2.
وأما خزيمة، فله من الولد كنانة، وأسد، وأسدة، والهون3، وولد أسد دودان، وكاهلا، وعمرا وحملة. فهؤلاء "بنو أسد"، ومنهم تفرقت أسد كلها. ومن بطونهم المشهورة:"بنو فقعس"، وبنو الصيداء، وبنو نصر بن قعين، وبنو الزينة، وبنو غاضرة، وبنو نعامة. أما ولد الهون، فهم: القارة، ومن القارة: عضل، والديش، وهما قبيلا الهون، وقد اشتهرت القارة بالرماية4. وجعل "الزبيري" ولد الهون ثلاثة، هم: عضل، والديش، والقارة5.
ويذكر "الزبيري"، الذي أدخل أسدة في أولاد خزيمة، أن أسدة يزعمون أنه جذام، ولخم، وعاملة، وقد انتسبوا في اليمن، ويظهر أن قبائل "أسد بن خزيمة" ادعت، حين مجيء لخم وجذام مع خالد بن عبد الله القسري إلى العراق، أنها والقبائل القادمة من دم واحد، هو دم خزيمة بن مدركة، وأنها أرادت إلحاق نسبها بهذا النسب6.
1 المعارف "ص30"، وقد جعل "ابن قتيبة" قريشًا ضمن أبناء مدركة، ونسي خزيمة.
2 نسب قريش "ص8".
3 المعارف "ص30"، ولم يذكر صاحب كتاب "المعارف" أسدة في أولاد خزيمة، والذي أدخلهم هو "الزبيري"، نسب قريش "ص8".
4 المعارف "ص30".
5 نسب قريش "ص9".
6 نسب قريش "ص8 فما بعدها".
وأما كنانة1، فولد النضر، ومالكا، وملكان، وعبد مناة، وهو علي، وربما قالوا مسعودًا2، وآخرين ذكرهم "الزبيري3. فأما بنو ملكان، فلهم بقية، وليس لهم شرف بارع، مما يدل على أنهم لم يكونوا كثيري العدد. وأما بنو مالك، فمن قبائلهم بنو فقيم وبنو فراس، ومن بني فقيم "القلامس" نَسَأة الشهور. وأما عبد مناة، فمنهم "بنو مُدلج" القافة، ومنهم بنو جذيمة، ومنهم بنو ليث، ومنهم الدئل، ومنهم بنو ضمرة، ومن بني ضمرة: غفار، ومنهم بنو عريج4.
وأما "النضر"، فولده مالك والصلت5. فأما "الصلت"، فصاروا في اليمن، ويقول قوم: إنه أبو خزاعة6، ورجعت قريش إلى مالك كلها، فهو أبوها كلها. وولد مالك بن النضر فهرًا والحارث7. فأما "الحرث" الحارث بن مالك، فهو من المطيبين، ويقال: إن الخلج منهم، ويقال: كانوا من عدوان، فألحقهم عمر بن الخطاب بالحارث، وسموا خلجًا؛ لأنهم اختلجوا من عدوان، وهم بالمدينة كثير8.
وأما فهر بن مالك، فمنهم تفرقت قبائل قريش، فقيل لهم "بنو فهر"، وولده: غالب بن فهر، ومحارب بن فهر9. فأما "محارب"، فمنهم ضرار بن الخطاب شاعر قريش في الجاهلية. وأما غالب بن فهر، فولده لؤي وتيم، فأما تيم، فهم بنو الأدرم من أعراب قريش10.
ويذكر بعض أهل الأخبار أن قريشًا كانوا متفرقين في "بني كنانة"، فجمع "قصي" إلى مكة "بني فهر بن مالك" فجذم قريش كلها "فهر بن مالك"
1 ممن ذكر "كنانة" من الجاهليين "بشر بن أبي خازم الأسدي"، قال:
فَأَبلِغ إِن عَرَضتَ بِنا رَسولًا
…
كِنانَةَ قَومَنا في حَيثُ صاروا
ديوان بشر "ص73".
2 المعارف "ص30 فما بعدها".
3 نسب قريش "ص10".
4 المعارف "ص30".
5 نسب قريش "ص11"، المعارف "ص31".
6 نسب قريش "ص11"، الإنباه "ص94".
7 المعارف "ص31"، نسب قريش "ص12".
8 المعارف "ص31".
9 وأضاف "الزبيري" إليهما "الحارث"، نسب قريش "ص12".
10 المعارف "ص31 فما بعدها".
فما دونه "قريش" وما فوقه عرب، مثل كنانة وأسد وغيرهما من قبائل مضر، فإنما قريش إلى "فهر بن مالك" لا تجاوزه1. ثم يفسرون معنى "قريش" بالتقرش أي: التجمع، أو جمع المال والتجارة، أو غير ذلك مما سأتحدث عنه فيما بعد2. مما يدل على أن تلك التسمية لم تكن قديمة، وإنما هي لقب في الأصل أطلق على جماعة من بني فهر كانوا يسكنون مكة، فعرفوا به حتى غلب على اسمهم، وصار اللقب اسمًا، ومن هنا اشتهر بين النسابين أنه اسم إنسان وجدّ قبيلة.
وأما لؤي، فإليه ينتهي عدد قريش وشرفها، وولده: كعب بن لؤي، وعامر بن لؤي، وسامة بن لؤي، وسعد بن لؤي، وخزيمة بن لؤي، والحارث بن لؤي، وعوف بن لؤي3. فأما عامر، فولده: حسل ومعيص، ومن حسل سهل وسهيل والسكران بنو عمرو. وأما سامة، فوقع بعمان، وهلك بها فولده هناك. وأما سعد بن لؤي، فهو أبو ولد بنانة، وأما خزيمة بن لؤي، فمنهم عائذة، وهم في بني شيبان. وأما كعب بن لؤي، فولده: مرة، وهصيص، وعدي4. فأما هصيص، فمنهم بنو سهم، وبنو جمع. وأما عدي، فمنهم عمر بن الخطاب. وأما مرة، فمنهم تيم بن مرة رهط أبي بكر، وآل المكندر، ومنهم مخزوم بن يقظة بن مرة، ومنهم كلاب بن مرة وولد زهرة بن كلاب وقصي بن كلاب5.
وأما قصي بن كلاب، فإنه أول من جمع قبائل قريش، وأنزلها بمكة، وبنى دار الندوة، وأخذ مفتاح الكعبة من خزاعة. وكان له من الولد: عبد مناف، وعبد الدار، وعبد العزى، وعبد6. فأما عبد، فبادوا. وأما عبد العزى، فمنهم خويلد بن أسد أبو خديجة. وأما عبد الدار، فمنهم آل أبي طلحة، ومنهم شيبة بن عثمان، وقد أعطاه النبي مفتاح الكعبة، وصار في
1 العقد الفريد "3/ 313"، ابن حزم، جمهرة "11" الإنباه "66"، البلاذري، أنساب "1/ 39".
2 الميداني، مجمع الأمثال "2/ 72".
3 المعارف "ص32"، و"الحارث، وهم جشم وهم في همدان"، نسب قريش "ص13".
4 نسب قريش "ص13"، المعارف "ص32".
5 المعارف "ص32" نسب قريش "ص13".
6 نسب قريش "ص14"، المعارف "ص32 فما بعدها".
ولده. وأما عبد مناف، فولده هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل وأبو عمرو1.
وأما طابخة بن إلياس، فولد أدًّا، وولد "أد" مرًّا وعبد مناة وضبة ومزينة وحميسًا والرباب. فأما عبد مناة، فمنهم تيم بن عبد مناة وبطونها، وعدي بن عبد مناة، وعُطْل بن عبد مناة، وهؤلاء الثلاثة من الرباب، وثور بن عبد مناة2. وجعل "الزبيري" ولد أد بن طابخة: مزينة، ومرا، وتميما3.
وأما ضبة بن أد، فولده سعد وسعيد وباسل. فأما باسل، فهو أبو الديلم، وقُتِل سعيد ولا عقب له، وضبة كلها ترجع إلى "سعد بن ضبة"، وهي جمرة من جمرات العرب، وهي من الرباب. وولد سعد الذين تنسب إليهم ضبة بكرًا، وثعلبة، وصريمًا. ومن بطونهم نصر، ومازن، والسيل، وذهل، وعائذة، وتيم اللات، وزبان، وعوف، وشيم. ومن ذهل بجالة، وتيم، وصبيح، وضبة، وكعب. ومن كعب ضرار بن عمرو، وهو بيت ضبة، وبنو صباح، وهم معروفون بالصيد، وشقرة، وهلال4.
وأما مزينة بن أد، فهم مزينة مضر، ومنهم الشاعر زهير. وأما حميس بن أد، فهم قليلون، يكونون في البصرة في بني عبد الله بن دارم وبالكوفة في بني مجاشع. وأما مر بن أد، فولده ثعلبة بن مر، وهم بنو ضاعنة، ونسبوا إلى أمهم، وبكر بن مر وهم الشعيراء، وأراشة بن مر ولحقوا باليمن، فصاروا في جذام، ويقال لهم جديس، والغوث بن مر وصاروا باليمن، ويقال لهم: بنو صوفة، وكانوا يفيضون بالناس قبل بني صفوان وتميم بن مر5.
وأما تميم بن مر، وقبره بـ"مران"، فولده زيد مناة، وعمرو، والحارث. فأما الحارث، فمنهم شقرة، وأما عمرو، فولده العنبر والهجيم وأسيد والقليب والحارث بن عمرو المعروف بـ"الحبط"، ويقال لولده "الحبطات"، ومالك بن عمرو. وأما زيد مناة، فولد سعدًا وفيهم العدد، وعامرًا، وانتسب ولده إلى عامر بن مجاشع والحارث، وهم قليل، وامرؤ القيس، منهم عدي
1 نسب قريش "ص14"، المعارف "ص32 وما بعدها".
2 المعارف "ص34".
3 نسب قريش "ص8".
4 المعارف "ص34".
5 المعارف "ص34".
ابن زيد الشاعر، وقبائلهم بنو عصية، ومالك بن زيد مناة ومنهم ربيعة الجوع، ومنهم البراجم، وهم عمرو وقيس وكلفة وظليم وغالب بنو حنظلة بن مالك، ومنهم بنو يربوع بن حنظلة، وهم بنو كليب بن يربوع، ورياح بن يربوع، وثعلبة بن يربوع، وعُدانة بن يربوع، وحزام بن يربوع1.
ومن تميم بن مر بنو دارم بن مالك بن حنظلة، ومجاشع بن دارم، ونهشل بن دارم، ومنهم بنو العدوية، نسبوا إلى أمهم، وهم: زيد بن مالك بن حنظلة، وصدي بن مالك بن حنظلة، ويربوع بن مالك بن حنظلة، وعوف بن مالك بن حنظلة، وجشش بن مالك بن حنظلة2.
وأما سعد بن زيد مناة بن تميم فهو الفزر، وولده كعب بن سعد، وعمرو بن سعد، والحارث بن سعد، وهم: عوافة، وعبشمي بن سعد، واسمه مقروع، وجشم بن سعد، ومالك بن سعد، وهبيرة بن سعد. فأما كعب بن سعد، ففيهم العدد؛ منهم مقاعس، ومنهم حمان، ومنهم بنو منقر، ومنهم بنو مرة، ومنهم ربيعة. ومن "عوف بن كعب" بهدلة رهط الزبرقان بن بدر، وقريع رهط بني أنف الناقة، ومنهم آل عطارد وآل صفوان بن شجنة الذين كانت فيهم الإفاضة بالناس من عرفة، ومن عطارد بنو عوف3.
وأما قيس بن عيلان، وهو قمعة بن إلياس بن مضر، فولد سعدًا، وعكرمة، وأعصر، وعمرًا، وخصفة. وبعض النساب يزعم أن عكرمة هو ابن حفصة، وأعصر هو ابن سعد4. وأما عمرو بن قيس، فولده فهم وعدوان. فمن فهم تأبط شرًّا، وأما عدوان، فمن بطونهم بنو خارجة وبنو وابش وبنو يشكر وبنو عوف والفرعا وبنو رهم وبنو رباح. ومن عدوان عامر بن الظرب حاكم العرب، وأبو سيارة الذي كان يفيض بالناس، وعدوان أنزلوا ثقيفًا بالطائف، وكانت كثيرة السادة، فتفرقوا يبغي بعضهم على بعض5.
1 المعارف "ص35".
2 المعارف "ص35".
3 المعارف "ص36".
4 المعارف "ص36".
5 المعارف "ص36".
وأما بنو سعد بن قيس عيلان، فهم غطفان1 وأعصر بن سعد. فولد أعصر غنيًّا ومَعْنًا وهو أبو باهلة، وباهلة امرأة من همدان نسب بنو معن إليها، ومنبه بن أعصر وهم الطفاوة. فأما غني، فمنهم بنو ضبينة وبنو بهثة وبنو عبيد، وهم حلفاء في بني كلاب. وأما الطفاوة، فمنهم بنو جسر وبنو سنان، وكانوا في بني شيبان حلفاء. ومن الطفاوة الحبال، وكانوا في الهجيم، وأما معن بن أعصر، فولده قتيبة ووائل، وأمهما من فزارة، وأود، وجاءت أمهما باهلة امرأة من همدان، وفراص، وأبو عليم2.
وأما قتيبة بن معن، فمن ولده غُنْم، وولد غنم سهم بن غنم، ومن بني قتيبة بنو صحب، وهم ينزلون اليمامة. ومنهم عمرو بن عبد واعبد وقعنب وسعد بن عبد وعامر بن عبد، ومن بني سعد بنو أصمع. وأما وائل بن معن، فمنهم بنو سلمة وبنو هلال بن عمرو وبنو زيد وبنو عامر بن عوف وبنو عصية3.
وأما غطفان بن سعد، فولده ريث وعبد الله، فولد ريث بغيضًا وأشجع، فولد بغيض ذبيان وعبسا وأنمارا. وأما عبد الله بن غطفان، فهم في بني عبس، وأما أشجع، فمنهم بنو دهمان. وأما أنمار بن بغيض، فهم قليل. وأما عبس بن بغيض، فولده قطيعة، وورقة، ومعتم، والشرف والعدد في قطيعة. وأما ورقة ومعتم ابنا عبس، فلا يعرف منهما أحد4.
وأما ذبيان بن بغيض، فولده فزارة، وسعد، وهاربة البقعاء، وقد بادت هاربة إلا بقية يسيرة في بني ثعلبة بن سعد. وأما فزارة بن ذبيان، فولده عدي، وظالم، ومازن، وشمخ. فأما ظالم، فقد بادوا إلا قليلًا، وأما شمخ بن فزارة، فولده لؤي وهلال، وأما مازن بن فزارة، فمنهم بنو العشراء، وأما عدي بن فزارة، فولده ثعلبة وسعد5.
وأما سعد بن ذبيان، فولده ثعلبة وعوف. فمن ثعلبة بنو جحاش، وبنو سبيع، وبنو حشور، وفي بني سبيع البيت والشرف. وولد عوف بن سعد
1 التنبيه "ص209، وما بعدها، 216".
2 المعارف "ص36".
3 المعارف "ص37".
4 المعارف "ص37".
5 المعارف "ص37".
مرة وعيدًا. فأما عيد، فقليل، وفي مرة بن عوف الشرف والسؤدد. فولد مرة بن عوف غيظًا، ومالكًا، وحرمة، وسهمًا، وبني صارد، وغيرهم. فولد غيظ نشبة ويربوعًا1.
وأما خصفة بن قيس عيلان، فولده عكرمة ومحارب، وبعضهم ذكر أن عكرمة هو ابن قيس. وأما محارب، فمنهم جسر والخضر، وبنو جسر حلفاء بني عامر بن صعصعة. وأما عكرمة، فولده عامر، ومنصور، وأبو مالك. فأما بنو أبي مالك، فهم في بني تيم الله، وأما عامر، فهم حشوة في بني سليم ولهم بقية بالبادية، وأما منصور بن عكرمة، فولده سليم، وسلامان، وهوازن، ومازن. وأما سليم فولده بهثة، وولد بهثة امرأ القيس وعوفًا. ومن قبائل سليم: بنو حرام، وبنو خفاف، وسماك، ورعل، وذكوان، ومطرود، وبهز، وقنفذ، ورفاعة، وعصبة، وظفر، وبجلة، وحبيب بن مالك، وبنو الشريد، وبنو قتيبة2.
وأما هوازن بن منصور، فولده بكر، وسبيع، وحرب، ومنبه، ولا عقب لسبيع وحرب. وأما منبه، فهو أبو ثقيف في قول بعض النسابين. وولد بكر بن هوازن سعدا ومعاوية وزيدا، ومن ولد معاوية بن بكر: جشم، ونصر، وصعصعة، والسباق، وجسر، وجحش، وجحاش، وعوف، ودحوة، ودحية. فأما دعوة، ودحية، وجحش، وجحاش، فلا عقب لهم، وأما عرف فيقال لهم: الوقعة3.
وأما صعصعة بن معاوية، فولده عامر ومرة وغاضرة ومازن ووائلة. فأما بنو مرة فيعرفون بـ"بني سلول". وأما عامر بن صعصعة، فولده هلال بن عامر، وسواءة بن عامر، ونمير بن عامر، وهي جمرة من جمرات العرب، وربيعة بن عامر، وولده بنو مجد وينسبون إلى أمهم، وهم عامر بن ربيعة، وكلاب بن ربيعة، وكعب بن ربيعة. فأما عامر بن ربيعة، فمن ولده عمرو بن عامر فارس الضحياء، وبنو البكا بن عامر. وأما كلاب بن ربيعة، فمن ولده جعفر، ومعاوية، وربيعة، وأبو بكر، وعمرو، والوحيد، ورواس،
1 المعارف "ص38".
2 المعارف "ص38".
3 المعارف "ص39".
والأضبط، وعبد الله. وأما معاوية بن كلاب، فمنهم الضباب، وهم حسل وحسيل وضب1.
وأما عمرو بن كلاب، فمنهم بنو دودان. وأما أبو بكر بن كلاب، فمن ولده القرطات: قرط وقريط ومقرط. وأما كعب بن ربيعة، فمن ولده عقيل وقشير والحريش وجعدة وعبد الله وحبيب. وأما عبد الله، فمن ولده بنو العجلان. وأما قشير بن كعب، فمنهم غطيف وغطفان، ومنهم مالك ذو الرقيبة، ومنهم بنو ضمرة. وأما عقيل بن كعب، فمنهم خفاجة، ومنهم الخلفاء، ومنهم الأخيل2.
وأما منبه بن هوازن بن منصور، فولده قسي، وهو ثقيف، فولد ثقيف جشم وعوفا والمسك، فتزوج قاسطٌ المسك، فولدت وائلًا أبا بكر بن وائل. وأما جشم، فولد حطيطا، فولد حطيط مالكا وغاضرة. وأما عوف، فهم الأحلاف؛ وذلك أنهم تحالفوا على بني مالك وصارت غاضرة مع الأحلاف، فثقيف فرقتان: بنو مالك والأحلاف3.
هذا وإننا لنجد بعض النسابين ينسبون ثقيفا إلى "ثمود"، فيقولون: إنهم من بقاياهم، وهو نسب لا يرضى عنه الثقفيون بالطبع، ويزعجهم أن يكونوا من قوم هلكوا بسبب غضب الله عليهم4. ومنهم من جعل نسبهم في إياد، ومنهم من جعل نسبهم من "أبي رغال" إلى غير ذلك من أقوال، يظهر أنها ظهرت في الإسلام كرهًا للحجاج ين يوسف، أحد بني ثقيف، المشهور بتعسفه وبظلمه. وقد قيل: إن قيسًا، وهو اسم "ثقيف" هو من القسوة، وكان غليظا قاسيا5، ولا أظن أن هذا التفسير هو مما يرضي الثقفيين.
وأما ربيعة بن نزار بن معد، فولد أسد بن ربيعة وضبيعة بن ربيعة وأكلب بن ربيعة. فأما أكلب بن ربيعة، فهم في خثعم، وهم بطون كثيرة تنسب إلى خثعم. وأما ضبيعة بن ربيعة، فولد أحمس، والحارث، والقلادة، وأما
1 المعارف "ص39".
2 المعارف "ص40".
3 المعارف "ص41".
4 ابن خلدون "2/ 24".
5 الاشتقاق "2/ 183"، الأغاني "14/ 220"، المبرد، الكامل "1/ 276"، الإنباه "89"، البلاذري، أنساب "1/ 25".
أسد بن ربيعة، فولد جديلة وعنزة وعميرة. فأما عميرة، فهم في عبد القيس، وأما عنزة، فاسمه عامر، وأما جديلة، فولد دعميًّا وولد دعمي أفصى، فولد أفصى هنبًا وعبد القيس، فولد عبد القيس اللبو وأفصى، وولد أفصى شنا ولكيزا. فمن شن الديل بن شن، وولده سعد وجذيمة وعامر وحبيب، ومنهم بنو بهثة بن جذيمة بن الديل بن شن. وأما لكيز، فولد نكرة وصباحًا ووديعة. فأما نكرة، فهم حلفاء جذيمة، ومنهم هنبة بن نكرة، وهم أهل البحرين1. وفيهم العدد والشرف، ومنهم المثقب العبدي الشاعر والممزق الشاعر والمفضل بن عامر الشاعر وصاحب القصيدة المنصفة. وبعمان قوم من نكرة، وباليمن قوم منهم.
وأما وديعة، فولده عمرو وغنم ودهن. فأما دهن، فهم وائلة، نسبوا إلى أمهم، وأما غنم، فولد عمرو بن غنم وعوف بن غنم. وأما عمرو بن وديعة فولده أنمار وعجل ومحارب والديل والعوق وامرؤ القيس. فمن ولد الديل أهل عمان، وأما العوق، فمنهم العوقة، وهم عمانيون قليل. وأما أنمار، فمنهم عصر، ومنهم ظفر، وأما محارب، فولد حطمة وظفرًا أبا محارب2.
وأما هنب بن أفصى، فولد قاسط بن هنب وعمرو بن هنب وخندف بن هنب. وأما عمرو فمنهم عتيب، وهم بنو شيبان. وأما قاسط، فولد عمرو بن قاسط والنمر بن قاسط ووائل بن قاسط. أمهم المسك بنت ثقيف.
وأما النمر بن قاسط، فولد تيم الله وأوس الله وعائد الله وأمهم هند بنت تيم بن مر وإخوتهم لأمهم بكر وتغلب، وأخوهم لأمهم أيضا اللبو بن عبد القيس. فأما تيم الله، فولد الخزرج والحريث، وولد الخزرج سعدًا. وأما وائل بن قاسط، فولد بكر بن وائل وتغلب بن وائل وعنز بن وائل، أمهم هند بنت تميم بن مر. فأما عنز بن وائل، فأولد أراشة ورفيدة، فمن أراشة أشجع وغضاضة3.
وأما تغلب بن وائل، فولد غنم بن تغلب والأوس بن تغلب وعمران بن تغلب. فأما غنم بن تغلب، فمنهم معاوية بن عمرو بن غنم، ومنهم الأراقم،
1 المعارف "ص41 فما بعدها".
2 المعارف "ص 42".
3 المعارف "ص42".
وهم: جشم، ومالك، وعمرو، وثعلبة، والحث، ومعاوية بنو بكر بن حبيب بن عمرو. ومن بني تغلب عكب، ومنهم بنو عدي بن أسامة، ومنهم بنو كنانة يقال لهم: قريش تغلب، وهم بنو عكب، ومنهم جشم بن بكر، ومن بني جشم بنو الحارث بن زهير، رهط كليب بن ربيعة، ومن بني زهير بنو عتاب.
وولد بكر بن وائل علي بن بكر، ويشكر بن بكر، وبدن بن بكر، أمهم هند بنت تميم بن مر. ويقال لها أم القبائل. فأما يشكر، فولد كعبا وكنانة وحربا، وفي كعب العدد والشرف. فمن ولد كعب حبيب والعتيك، ومنهم بنو غنم بن حبيب وثعلبة وجشم وعدي بن جشم1.
وأما علي بن بكر، فولده صعب، وولد صعب لُجيمًا وعُكابة ومالكًا. فأما مالك، فمنهم بنو زمان وعددهم في بني حنيفة، وأما لجيم، فولد عجلا وحنيفة، فأما عجل، فولده ربيعة وضبيعة وسعد وكعب، فأما كعب وضبيعة فقليل.
وأما حنيفة بن لجيم، فولده: الدول وعدي وعامر وعبد مناة. فأما عبد مناة فهم قليل، وأما الدول فمنهم بنو هفان.
وولد عكابة بن صعب قيسًا وثعلبة. فأما قيس، فقليل، وعددهم في بني ذهل. وأما ثعلبة بن عكابة، فيقال له الحصن، وولد ثعلبة ذهلًا وشيبان وقيسًا وتيم الله وأتيدًا وضنة. فأما ضنة، فلحقت باليمن فصارت في بني عذرة، وأما أتيد، فهي في بني شيبان، وأما تيم الله بن ثعلبة، فهم اللهازم، وهم حلفاء بني عجل. فولد تيم الله مالكا والحارث وعامرا وهلالا وذهلا وزمانا وحاطمة، فهؤلاء يقال لهم الأحلاف، إلا الحارث وعامرًا ومالكًا، وسمي أولئك أحلافا لأنهم تحالفوا على هؤلاء2.
وأما قيس بن ثعلبة، فولد ضبيعة وتيمًا وسعدًا، وفي ضبيعة العدد. وأما تيم بن قيس وسعد بن قيس فهما الحرقتان. وأما ذهل بن ثعلبة بن عكابة، فولد شيبان وعامرًا. فأما عامر، فيقال لها الوخم. وأما شيبان، فولده سدوس وفيه العدد، وعمرو ومازن وعلباء وعامر وزيد مناة.
1 المعارف "ص43".
2 المعارف "ص44".
فأما علباء، فهم قليل، وأما شيبان بن ثعلبة بن عكابة، فولده: ذهل، وتيم، وثعلبة، وعوف. فأما عوف، فلا عقب له. وأما ذهل بن شيبان، فولد مرة بن ذهل، وربيعة، ومحلمًا، والحارث، وعبد غنم، وعوفا، وصبحا، وشيبان، وعمرو وأمه جذرة، وهم يدعون بني الجذرة، وهم قليل1.
والأنساب التي دونتها ورتبتها، لا تعني أنها أنساب كاملة، كل شجرة منها بأغصانها وأوراقها، لم أترك نسبًا، ولم أهمل اسمًا، بل هي خلاصة الأنساب، أخذتها كما رويت في كتاب "الإكليل" للهمداني وفي كتاب "المعارف" لابن قتيبة. وقد ترك ابن قتيبة أسماء قبائل وبطون وأفخاذ؛ لأنها لم تكن مثل المذكورين في الشهرة، وبين "ابن قتيبة" وغيره من النسابين اختلاف كبير في عرض الأنساب وترتيبها. ولما كان عملي هو وضع مخطط عام في النسب لا غير، فقد رأيت الاكتفاء بهذا الرسم الأولي، وترك التفصيلات ومواطن الخلاف إلى الراغبين في دراسة النسب المتعشقين له؛ ليراجعوا الكتب الخاصة بها. وغايتي من هذا المخطط، هو تقديم جريدة صغيرة إلى القارئ بأسماء قبائل عدنان وقحطان؛ ليقف عليها، فعلى هذه المعرفة يتوقف فهم كثير من الأحداث.
1 المعارف "ص45".