الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و"سعد"، و"اب جل"، و"اشر"1، و"بل شمن""بل شمين""بعل شمين"، أي "بعل السماوات""رب السماوات"2، و"جد""جد بعل"، وغيرها.
وعثر في تدمر على مقابر عديدة خارج أسوار المدينة على التلال المشرفة عليها تذكر الأحياء عباد المال بالمصير المحتوم الذي سيواجه كل حي غني أو فقير أو متوسط، تضم رفات من تستقبلهم ثم لا تسمح لهم بالانتقال منها إلى دار أخرى، أنها دور الأبدية والاستقرار، وقد أجاد أهل المدينة كل الإجادة بإطلاقهم "بيت الأبدية" على القبر3. ضمت بيوت الأبدية هذه رفات الآباء والأبناء إلى الأبد: بعضها على هيأة أبراج ذوات غرب تودع فيها الموتى، وبعضها على هيأة بيوت ذوات غرفة واحدة مزينة بالنقوش وأنواع الزخرفة كتبت على جوانبها أسماء ساكنيها في الأبدية ورسمت صورهم عليها4. هذه هي مدينة الأموات تشرف على مدينة الأحياء وتضحك منها.
1 Syria، Xv، 1934، Pp.173، Tome Xviii، 1937، P.9، Xviii، 1937، 198، Baethgen، Beitrage Zur Semitishen Religionglschichte، S.، 84.
2 Syria، Xviii، 1937، P.5، Rep. Epig.، 30، Tome، I، I، P.28.
3 Ency. Brita.، 17، P.162، Syria، Xxvi، 1949، Pp.87، “La Tour Funeraire De Palmyre”، By Ernest Will، Wood، The Ruins Of Palmyra، Pl. 56.
4 Ency. Brita.، 17، P.162.
حصن "زنوبية
":
لم تفكر "الزباء"، على ما يظهر، في نقل عاصمتها إلى موضع آخر، وقد علمت على تقوية "تدمر" وتحصينها وتجميلها، ومعظم الآثار الباقية فيها هي من أيامها. ولو أن كثيرًا من الأبنية التي كانت فيها قبل أيام الملكة قد صيرت باسمها، غير أنها عنيت عناية فائقة بتحسين عاصمتها ولا شك. وابتنت مدينة على نهر الفرات لحماية حدودها من الشرق عرفت بـ "زنوبية" وهو اسمها باليونانية. ويظهر أن هذه المدينة هي التي أشار إليها "الطبري" بقوله:"وكانت للزباء أخت يقال لها زبيبة، فبنت لها قصرًا حصينًا على شاطئ الفرات الغربي"1،
1 الطبري "2/ 32".
فجعل المدينة قصرًا، وصير اسم المدينة وهو "زنوبية""زبيبة" وجعله اسم أخت للزباء. وذكر "المسعودي" أن مدائن الزباء على شاطئ الفرات من الجانب الشرقي والغربي، "وكانت فيما ذكر قد سقفت الفرات وجعلت من فوقه أبنية رومية، وجعلته أنقابًا بين مدائنها"1. وذكر أيضًا أنها حفرت سربًا من تحت سريرها وبنته حتى خرج من تحت الفرات إلى سرير أختها2. وقد أشير إلى هذا النفق في قصة مقتلها. وذكر "ابن الكلبي" أن أبا الزباء اتخذ النفق لها ولأختها، وكان الحصن لأختها داخل المدينة3.
وذكر "البكري" أن المدينة التي بنتها الزباء على شاطئ الفرات هي "الخانوقة"، وزعم أن "الزباء""عمدت إلى الفرات عند قلة مائه فسكر، ثم بنت في بطنه ازجًا جعلت فيه نفقًا إلى البرية وأجرت عليه الماء، فكانت إذا خافت عدوًّا دخلت إلى النفق وخرجت إلى مدينة أختها الزبيبة"4. وسمى "ياقوت الحموي" تلك المدينة "الزباء"، قال: إنها "سميت بالزباء صاحبة جذيمة الأبرش"5. ودعاها في موضع آخر "عزان"6 وقال: إن في مقابلها على الضفة الثانية من الفرات مدينة تدعى "عدان"، وهي لأخت الزباء7.
ويظهر أن هرب "الزباء سرًّا من نفق سري، يمر من داخل المدينة من معبدها أو من قصر الملكة ومن تحت السور إلى الخارج، هو الذي أوحى إلى أهل الأخبار قصة ذلك النفق الطويل الذي زعموا أن الملكة بنته تحت الأرض من قصرها إلى نهر الفرات، حيث مدينتها الثانية، وهو نفق يجب أن يكون طوله مئات الأميال. وقد عثر على بقايا سراديب وقنوات. تحت أسوار تدمر وقلاعها تشير إلى وجود أنفاق للهرب منها عند الاضطرار8، ولكنها لا يمكن أن تكون على شاكلة نفق أهل الأخبار بالطبع.
1 مروج "2/ 19".
2 مروج "2/ 21".
3 "الطبري "2/ 34" "طبعة المطبعة الحسينية".
4 البكري، معجم "1/ 320"، "طبعة وستنفلد".
5 البلدان "4/ 372".
6 البلدان "6/ 126".
7 البلدان "6/ 126".
8 المشرق، الجزء المذكور "ص 1058".
Oberdick، S.، Iii، Ritter، Erdkunde، Xvii، 2، S.، 1521.
ولا يستبعد احتمال وجود نفق في حصن "زنوبية" على الفرات أيضًا، ساعد وجوده في تثبيت هذه القصة في رواية الأخباريين.
ويرى "هرتسفلد""E.Herzfeld" أن هذه المدينة هي الموضع الذي يعرف اليوم باسم "الحلبية"، ويقابله في الضفة الثانية من النهر موضع آخر يسمى "الزليبية". وهو يعارض رأي من يدعي أن "الزليبية" هي المدينة التي بنتها الزباء. وينسب بناء موضع "حلبية""الحلبية" إلى "الزباء" كذلك1. ويرى بعض الباحثين احتمال كون "الحلبية" القصر الثاني الذي نسب بناؤه إلى الزباء، وذكر في الروايات العربية. وذهب بعض آخر إلى أن "زنوبية" هي "مدينة "السبخة" الحالية2.
ويرى "موسل" أن "الحلبية" هي "دور كرباتي""Dur Karpati""Nibarti Aschur" التي بنيت بأمر "آشور نصربال الثالث""Asurnazirpal" عام "877" قبل الميلاد، وأنها عرفت بـ "زنوبية" ثم "الزباء" فيما بعد3.
ويعزو "سبستيان رتزفال" سبب بناء مدينة "زنوبية" إلى عزم الملكة على إذلال مدينة "فولوغيسية""Vologasia""Vologesias" المعروفة في الكتابات التدمرية باسم "أجليسيا""Ologesia""ألجاشيا"، وهي في نظر بعض الباحثين "الكفل" على نهر الفرات في لواء الحلة بالعراق، بناها "فلوجاس""فوكاس" من ملوك "الأرشكيين""بنو أرشك" حوالي سنة "60" للميلاد. وذلك لاستجلاب التجارات الواردة عن طريق نهر الفرات من أقاصي الهند والشأم وآسية الصغرى4. فرأت "الزباء" منافسة هذه المدينة ببناء مدينة جديدة تقع في منطقة نفوذها على نهر الفرات.
1 المشرق، السنة الأولى، الجزء الـ20، السنة 1898م، "ص 920".
Friedrich Sarre Und Ernst Herzfeid. Archaologische Reise Im Euphart Und Tigris-Gebiet، Berlin. 1911، I، S.، 167، Ii، 365.
2 المشرق، السنة الأولى، السنة 1898م، "ص 495، 920".
Sarre – Herzfeid، Archaologische، I، S.، 164.
3 Musil. Euphrates. P.331، Rawlinson، Cuneiform Inscriptions. “1861-1884”، Vol.، I، Pl. 24. Col.، 3. Ii. 49، Budge And King. Annals، 1902، Pp.360.
4 المشرق، السنة الأولى، السنة 1898م، "ص 495، 920"، سماها "الأب رتزفال""الكفيل"،
Rostovtzeff. Melange Gloz، 749، Seyrig. Syria، XIII، 1932، P.272.
وكانت قوافل "تدمر" تتاجر مع هذه المدينة العراقية "ألجاشيا"، تحمل إليها بضائع الشأم وسواحل البحر المتوسط، وتنقل منها إلى "تدمر" بضائع الهند وإيران والخليج والعراق. يقود هذه القوافل زعماء شجعان خبروا الطرق وعرفوها معرفة جيدة، ولهم في المدينة مقام محترم. وطالما عمل لهم رجال القافلة والمساهمون في أموالها، التماثيل، تقديرًا لهم وتخليدًا لأسمائهم وكتبوا شكرهم لهم على الحجارة، ولدينا نماذج عديدة منها، من ذلك كتابة دونها رجال قافلة لزعيمهم وقائدهم "يوليوس أورليوس زبيد بن مقيمو بن زبيدا عشتور بيدا"؛ لأنه أحسن إليهم حين قاد قافلتهم وأوصلها سالمة إلى "الجاشيا" في العراق. وكتابة أخرى دونها جماعة قافلة تولى قيادتها زعيم اسمه "نسي بن حالا" لمناسبة توفيقه في حمايتهم وحماية أموالهم في أثناء ذهابهم وعودتهم إلى "الفرات" وإلى "ألجيسيا""Ologesia" وقد صنعوا لذلك تمثالًا له في شهر "نيسان" من سنة "142" للميلاد تخليدًا لاسمه1.
وقد استولى "خسرو" الأول في حوالي سنة "540" بعد الميلاد على "زنوبية" فدمرها. فلما استرجعها "يوسطنيانوس""جستنيانوس""Justinianus""527-565 م"، أعاد بناء ما تهدم منها. وقد عثر على بقايا المباني التي تعود إلى أيامه، وبعضها من عمل معماريه "يوحنا البيزنطي" و"أزيدوروس الملطي""Isidoros Miletus" حفيد البناء البيزنطي الشهير "أيا صوفيا""Hagia Sophia" كلفهما القيصر إنشاء تلك العمارات2. غير أن إصلاحات هذا القيصر لم تضف إلى حياة المدينة عمرًا طويلًا، لقد كانت نوعًا من أنواع الحقن المقوية تقوم الجسم إلى حين ولكنها لا تمنحه الأبدية. ففي سنة "610" للميلاد. وفي أيام القيصر "فوقاس""Phokas" هاجمها "خسرو" الثاني وأنزل فيها الخراب والدمار3. فقد عبر "شهربراز" "Shahrvaraz" نهر الفرات في اليوم السادس من شهر "أغسطس" من عام "610" للميلاد، واستولى على مدينة "زنوبية" "Zenobia"4. وأخذ نجمها منذ ذلك الحين في الأفول، فلم يسمع
1 Rep. Epig.، I، Vi، P.342.
2 Sarre-Herzfeld، Archaologische Reise، I، S.، 167، Ii، S.، 365.
3 المصدر نفسه، Land، Anecdota Syriaca، I، 16.
4 Musil، Euphrates، P.332.
عنها شيء، حتى إنها لم تذكر في أخبار الفتوح، ويدل هذا على أنها لم تكن شيئًا يذكر في ذلك الحين1.
ويحدثنا المؤرخ "بروكوبيوس" أن الأيام أثرت في مدينة "زنوبية""Zenobia" مدينة "الزباء"، فأنزلت فيها الخراب، وتركها أهلها، فانتهز الفرس هذه الفرصة ودخلوها وتمكنوا بذلك من الولوج في الأرضين الخاضعة للروم دون أن يشعر الروم بذلك، ولذلك أعاد "يوسطنيانوس" بناء هذه المدينة وأحكم حصونها وجدد قلاعها وأنزل الناس فيها، وأسكن فيها حامية قوية جعلها تحت إمرة قائد، وأقام لها سدودًا من الحجارة لحمايتها من فيضان الفرات، وقد كانت مياه الفيضان تصل إليها فتلحق بها أضرارًا جسيمة2.
وذكر المؤرخ "بروكوبيوس" أن الفرس والروم ابتنوا قلاعًا بنيت جدرانها باللبن لحماية كورة "قوماجين "Commagene" وهي الكورة التي كانت تعرف قبلًا باسم "كورة الفرات" "Euphratesia"، وحماية حدود الانبراطورية الفارسية الواسعة المشرفة على البادية من الغزو أيضًا. ومن جملة هذه الحصون ثلاثة حصون أمر القيصر "ديوقلطيانوس" "ديوقليتيانوس" "Diocletianus" ببنائها، منها حصن "Mabri" "Mambri" الذي أصلحه القيصر "يوسطنيانوس" "جستنيانوس "Justinianus" ورممه. ويقع على مسافة خمسة أميال رومية من "زنوبية" Zenobia". و" Mambri"، هو خرائب "شيخ مبارك" على مسافة سبعة كيلومترات من "الحلبية"3.
ولم يبق من آثار عهد "تدمر" في "الحلبية" إلا مقابر خارج أسوار المدينة. وهي على هيأة أبراج تتألف من طابقين أو ثلاثة طوابق وأهرام بنيت على الطريقة التدمرية في بناء القبور، غير أنها دونها كثيرًا في الصنعة وفي الفن، وتشاهد بقايا قبور مشابهة لهذه القبور في المدن الواقعة في منطقة الفرات الأوسط. أي المنطقة التي خضعت لنفوذ حكومة "تدمر"4.
1 Land، Anecdota Syriaca، I، 16، Sarre-Herzfeld، Arch.، I، S.، 167، Ii، S.، 365.
2 Procopius، De Bello Persico، Ii، 5. 4-7، Musil، Euphrates، P.332.
3 Musil، Euphrates، P.332. Procopius، De Aedificus، Ii، 8، 4-8.
4 Sarre-Herzfeld. Arch.، Ii. S.، 367.
ويلاحظ انتشار هذا النوع من القبور في المناطق التي سكنها العرب في أطراف الشأم والعراق في العهد البيزنطي، خاصة في "تدمر" وفي "حمص" و"الرها""Edassa" وفي "الحضر" كذلك1. بل وفي "بطرا" أيضًا حيث نجد شبهًا كبيرًا في أشكال القبور المنحوتة من الصخر على هيأة أبراج ذوات رؤوس تشبه الهرم في بعض الأحيان، ولانتشار هذا النوع من القبور في مناطق سكنتها أغلبية من العرب المتحضرين، نستطيع أن نقول إنها نمط خاص من أنماط بناء القبور كان خاصًّا بالعرب المتحضرين2.
وذكر "بطلميوس" أسماء عدد من المواضع جعلها في عداد أماكن "كورة تدمر""Palmyrena"3 وهي: "Resapha" و"Cholle" و"Oriza" و"Putea" و"Adaba" و"Palmyr" و"Adacha" و"Danaba" و"Goaria" و"Aueria" و"Casama" و"Admana" و"Atera" و"Alalis" و"Sura" و"Alamatha"، وتقع هذه المواضع الثلاثة الأخيرة على نهر الفرات4.
أما "Palmyra"، فهي "تدمر" العاصمة، وأما "Resapha"، فهي "الرصافة" وهي مدينة قديمة ورد خبرها في النصوص المسمارية فدعيت فيها بـ "Ra-Sap-Pa" ومن ذلك نص يعود إلى سنة "840" قبل الميلاد، وقد اشتهرت بوجود ضريح القديس "سرجيوس""St.Sergius" بها، المقدس عند الغساسنة5.
وأما "Cholle"، فهي "الخولة""الخلة"، وأما "Oriza"، فهي "الطيبة"، وتقع هذه المواضع على السكة الرومانية الممتدة من الفرات إلى "تدمر"6.
ويرى "موسل" أن "Putea"، هو "Beriarac"، وهو موضع "بيار جحار"، ويقع على السكة الرومانية المارة من "تدمر" إلى موضع "Occaraba"7.
1 Sarre-Herzfeld، Arch.، Ii، S.، 367، W. Andrae، Hatra، Ii، S.، 76-106.
2 Sarre-Herzfeld، Arch.، Ii، S.، 367، Eissfeldt، Tempel Und Kulte Syrischer Stadte In Hellinistisch-Romischer Zeit، 1941.
3 Ptolemy، Geography، V، 14: 19
4 Musil، Palmyena، P.233.
5 Winckler، Keilinschriftliches Textbuch، 1909، S.، 75، Musil، Palmyrena، P.262.
6 Musil، Palmyrena. P.233
7 Musil، Palmyrena. P.233
أما المستشرقان "ميلر""Muller"1 و"موريتس""Moritz"2، فقد ذهبا إلى أنه "أبو الفوارس" الوقاع على مسافة سبعة كيلومترات في غرب جنوب غربي تدمر. وذهب "موريتس" أيضًا إلى احتمال كونه "القطار"، وهو على مسافة خمسة وعشرين كيلومترًا إلى الشمال الشرقي من "تدمر"3.
أما موضع "Adaba"، فكان حصنًا رومانيًّا كذلك، يعرف في الزمن الحاضر بـ "الحير"، ويقع على أربعة عشر كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من "الطيبة""Oriza"، وعند الحافات الغربية لمرتفع "Adidi"، وهو اسم قريب من ""Adaba"4 وقد ذهب "ميلر" إلى أنه الموضع المسمى بـ "خربة العاشجة" "خربة العاشقة" الواقع على الحافات الشمالية لهضبة تدمر5.
ويرى "موسل" أن في كلمة ""Adacha" بعض التحريف، وأن الأصل الصحيح هو "Archa" و"Harac"، وهو "أرك" "رك" الواقع على طريق تدمر وفي الشمال الشرقي من المدينة6.
وأما "Danaba"، فيقع على طريق "دمشق""تدمر"، وهو موضع خرائب "البصيري" على رأي "موسل"7.
وأشار المؤرخ "اصطيفانوس البيزنطي" إلى ""Goaria" كذلك، ذكرها على هذا الشكل "Goaria"8. ويظهر أن هذه المدينة كان لها شأن في تلك الأيام، وإذ أطلق اسمها على منطقة واسعة دعيت باسم "Goarene"، ويظن أنها "البخراء" وهي في زمننا خرائب تعق على ستة وعشرين كيلومترًا إلى الجنوب من "تدمر". وقد عرفت بـ "Goaria" عند بني إرم "الآراميين"9. وذهب "ميلر" و"بينتزنكر" "Benzinger" إلى أن "Goaria" هو الموضع المسمى بـ "Cehere"
1 Muller، Ptolemy. Geography. P.983.
2 Moritz، Palmyrena “1889”، S.، 8.
3 Musil، Palmyrena. P.233.
4 Musil، Palmyrena. P.233.
5 Muller، Ptolemy، Geography، P.984.
6 Musil Palmyrena، P.234.
7 Musil Palmyrena، P.234.
8 Stephen Of Byzantium. Ethnica، P.210.
9 Musil، Palmyrena، P.234.
على الخارطة الرومانية لأيام الانبراطورية1. وهو رأي يعارضه "موسل"، ويرى أن "Cehere" هو المكان المسمى بـ "خان عتيبة" الواقع على مسافة تزيد على مئة كيلومتر في جنوب غرب "البخراء"2.
ويظهر أن "Aueria""Aueria""Aberia"، هو موضع "Eumari""Euhara""Euarirs" في مؤلفات أخرى، وهو موضع "الحوارين"3.
وأما "Casama"، فهو على طريق دمشق المؤدي إلى تدمر، وهو خرائب خان "المنقورة" على رأي "موسل"4. وأما "Admana" "Odmana" "Ogmana"، فهو موضع "Ad-Amana" في الخارطات الرومانية للانبراطورية على ما يظهر، وهو موضع "خان التراب" على رأي "موسل" كذلك5.
وأما "Atera"، فالظاهر أنه موضع "Adarin" على الخارطة الرومانية، وهو موضع "خان الشامات""أبو الشامات""خان أبو الشامات" على رأي "موسل". أما "ميلر" فيرى أنه موضع "دير عطية"6، وهو رأي لا يقره "موسل" عليه7.
وموضع "Sura" هو "سورية" على رأي "موسل". وأما "Alalis" فيقع في غرب "Sura" عند "بطلميوس". ويظن "موسل" أنه يقع بين موضعي "Sura" و"Alamatha" في مقابل "طابوس"8.
عانة:
ذكرت أن التدمريين كانوا قد وضعوا حاميات لهم في مدينة "Alalis"، أي "عانة"9، وهي لا تزال موضعًا معروفًا حيًّا على نهر الفرات في العراق.
1 Muller. Ptolemy. Geography. P.984، Muller، Palmyrena، S.، 22، Paulywisowa، Real-Lex.، Bd.، 7، 1547، Peutingeriana Tabua Itineraria، Wien، 1888.
2 Musil، Palmyrena، P.234.
3 Musil، Palmyrena، P.235.
4 Musil، Palmyrena، P.235.
5 Musil، Palmyrena، P.235.
6 Muller، Palmyrena، Geography، P.985.
7 Musil، Palmyrena، P.235.
8 Musil، Palmyrena، P.235.
9 Syria، Xiv، 1933، Pp.179، Musil، Palmyrena، P.234.
وعرفت "عانة" بـ "Anat" و" An-At" و" A-Na-At" و" A-Na-Ti "في الكتابات المسمارية. وعرف موضعها بـ "خـ - نا""H-Na" و"خا – نا – ت""" Ha-Na-At" في النصوص البابلية القديمة، وقد تكونت مملكة صغيرة بهذا الاسم امتدت رقعتها على الخابور، وعرفت المدينة بـ "Anatha" في مؤلفات "الكلاسيكيين"1.
ويشك المسشرق "أدور ماير""Eduard Meyer" في وجود صلة بين اسم الإله "Ana-Tu""Anat"، واسم مدينة "An-At"، أي "عانة"2.
ومركز "عانة" الجزر الواقعة في النهر، وهي خصيبة، وفي مأمن من غارات الأعراب. وقد تمكن أصحابها بفضل موقعهم هذا من التحكم في القبائل المجاورة لها ومن أخذ الجزية منها. ولهذا السبب استعمل الآشوريون في الغالب رجالًا من أهلها لحكم منطقة "سوخي""Suhi". وفيها كان يقيم "ايلو ابني""Ilu-Ibni" حاكم "سوخي""الذي دفع الجزية إلى الملك "توكلتي أنورتا الثاني" "Tukulti Enurta" "889-884" قبل الميلاد3.
وقد ذكر اسم "عانة" و"الحيرة" في الكتابة المرقمة برقم "Littmann 6"4. ويرجع تأريخها إلى شهر أيلول من سنة "443" من التأريخ السلوقي، أي شهر "سبتمبر" من سنة "132" للميلاد، وورد فيها اسم الإله "شيع القوم" حامي القوافل والتجارات. ويظهر أن المراد بـ "حيرتا" الحيرة الشهيرة في العراق5. فإذا كان ذلك صحيحًا، دل على أن نفوذ تدمر قد بلغ هذا المكان، وأن للقصص الذي يرويه الأخباريون عن ملوك الحيرة والزباء أصلًا تطور على مرور الأيام.
1 Sarre-Herzfeld، Arch.، Ii، S.، 313، Ency.، I، P.344-345، G. Bell، In Georgr. Journ.، Xxxvi، P.535، Zdmg.، Ixi، 701، Pauly-Wissowa، Real-Lexi.، I، S.، 2069، I، Ii، S.، 104.
2 Eduard Meyer، In Zdmg.، 31، 1877، S.، 716.
3 Musil، Euphrates، P.345 Sheil، Annales، PL. 3، 1909، Ii، 69-73.
4 CIS، II، III، I، P. 156، 3973، Lidzbarski، Ephemeris Fur Semi Epigr، I، S. 345-346، REP. EPGR. 285، G. A. Cooke، NSI NO: 140، Littmann، In Part IV، Of The Puplications Of An American Archaelogical Expedition To Syria In 1899-1999، Palmyrene Inscriptions NO: 6، P. 70، Syria Tome IV، 1923، P. 156، Hartwig Derenbourg Un Dieu Nabateen، 1902، PP. 124، REP EPIG. 285، I، IV، PP. 230.
5 CIS، II، III، I، P. 157.
والموارد المتقدمة، تأريخ العرب قبل الإسلام "3/ 81".
فتكونت منه قصة "جذيمة" والزباء".
وصاحب هذه الكتابة رجل اسمه "عبيدو بن غانمو بن سعدلات"، من قبيلة "روحو" أي "روح"، وكان فارسًا في حامية مدينة "عنا" وهي "عانة". وقد دون كتابته هذه بمناسبة تقديمه مذبحين إلى الإله "شيع القوم" الذي لا يشرب خمرًا، وهو حامي القوافل. ويلاحظ أن أكثر الكتابات تذكر جملة "الذي لا يشرب خمرًا" بعد اسم هذا الإله. وهي تعني أن هذا الإله كان يشرب الخمر ولا يحبها، فعلى أتباعه تجنبها. ويظهر أن طائفة من الناس حرمت عليها الخمرة، ودعت إلى مقاطعتها، واتخذت "شيع القوم" حاميًا لها. وهي على نقيض عباد الإله "دسره""دشرة""Dussares" أي "ذو الشرى" الذين كانوا يتقربون على إلههم هذا بشرب الخمر1.
ولا نعرف متى استولى الرومان عليها. ولم يرد ذكرها في قائمة "ماريوس مكسيموس "Marius Meximus" التي عثر عليها في "Dura" والتي يعود تأريخها إلى سنة "211" للميلاد في ضمن المخافر الرومانية التي كانت في المناطق الوسطى لنهر الفرات. ويظهر منها أن "عانة" "Anath" كانت في ذلك الوقت في أيدي "الفرث" "Parthians"، وأن الرومان دخلوها بعد ذلك. قد يكون في أثناء حملة "اسكندر سويرس" "Alexander Severus" كما ذهب "روستوفستزف" "Michael Rostovtzeff" إلى ذلك، أو في أيدي "غورديانوس" "Gordianus" كما ذهب "أولمستيد" "A.T.Olmstad" إلى ذلك2.
وقد ذكر "عانة""Anatha" المؤرخ "أريان" في أثناء حديثه عن أسطول "تراجان" الذي مر بها. وورد اسمها "Anath" في خبر "معين""Ma'ajn" أحد قواد الملك "سابور الثاني""309-379م"، وكان قد اعتنق النصرانية وبنى جملة ديارات، ونصب القس على "سنجار "شجار" "Schiggar"، ثم لم يكتف بذلك، فذهب إلى "عانة"، فبنى على شاطئ الفرات وعلى مسافة ميلين منها ديرًا استقر فيه سبع سنوات3.
1 CIS. II، 182، Lidzbarski، Ephemeris، I، III، 1902، S. 345، REP. EPIG. I، IV، P. 232، Syria، Tom، IV، 1923، P. 156.
2 Berytus، VIII، Fasc، I، 1943، P. 25.
3 Musil، Palyrena، P. 345.
وفي سنة "363" للميلاد حاصرها الروم، وألحقوا بها أضرارًا كبيرةً. وأجلوا السكان عنها. ولما أرسل "فاراموس""Varamus""Varaious" في عام "591" للميلاد قوة على "عانة" لمناوشة "كسرى""Chosroes" وصده عن الرجوع إلى فارس، قتل الجنود قائدهم، وانضموا إلى "كسرى". وفي القرن السابع للميلاد، كان مقر أسقف قبيلة "الثعلبية" في هذه المدينة1.
1 Ammianus Marceliianus، Rerum Gastarum، XXIV، I، 6-9 Musil. Euqhrates. P. 346.