المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «آل عمران» - الموسوعة القرآنية خصائص السور - جـ ٢

[جعفر شرف الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني

- ‌سورة آل عمران

- ‌المبحث الأول أهداف سورة «آل عمران»

- ‌(1) قصة التسمية

- ‌(2) مقاصد سورة آل عمران

- ‌العناية بأمرين عظيمين:

- ‌الأمر الأول: قضية الألوهية وتقرير الحق فيها

- ‌(3) وحدة الدين عند الله

- ‌المسرفون في شأن عيسى (ع)

- ‌(4) بيان أسباب انصراف الناس عن الحق

- ‌(5) عظمة القرآن في تربية المؤمنين

- ‌(6) القرآن كتاب الوجود والخلود

- ‌(7) دروس من غزوة أحد

- ‌(8) سنن الله ماضية وقوانينه عامة

- ‌(9) منهج القرآن في بناء العقيدة والدفاع عنها

- ‌(10) أعداء يكيدون للإسلام

- ‌(11) ثلاثة خطوط عريضة

- ‌المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «آل عمران»

- ‌تاريخ نزولها ووجه تسميتها

- ‌الغرض منها وترتيبها

- ‌ما يجب لله سبحانه من الأوصاف الآيات [1- 6]

- ‌الرد على مقالة النصارى الأولى الآيات [7- 18]

- ‌الرد على مقالتهم الثانية الآيات [19- 64]

- ‌الرد على مقالتهم الثالثة الآيات [65- 78]

- ‌الرد على مقالتهم الرابعة الآيات [79- 92]

- ‌الرد على مقالتهم الخامسة الآيات [93- 99]

- ‌تثبيت المؤمنين بعد رد مقالاتهم الآيات [100- 120]

- ‌تثبيت المؤمنين بعد أحد الآيات [121- 189]

- ‌الخاتمة الآيات [190- 200]

- ‌المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «آل عمران»

- ‌المبحث الرابع مكنونات سورة «آل عمران»

- ‌المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «آل عمران»

- ‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «آل عمران»

- ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «آل عمران»

- ‌المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «آل عمران»

- ‌سورة النساء 4

- ‌المبحث الأول أهداف سورة «النساء»

- ‌الوصية بالنساء واليتامى

- ‌اليتامى

- ‌المال والميراث

- ‌تعدد الزوجات

- ‌شبهة تفتضح، وحجة تتّضح

- ‌التضامن الاجتماعي

- ‌المحرّمات من النساء

- ‌الحكمة من هذا التّحريم

- ‌مصادر التشريع في الإسلام

- ‌الاجتهاد من مصادر التشريع وبابه مفتوح أبدا

- ‌القتال وأسباب النصر

- ‌المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «النساء»

- ‌تاريخ نزولها ووجه تسميتها

- ‌الغرض منها وترتيبها

- ‌براعة المطلع

- ‌أحكام اليتامى والسفهاء الآيات [2- 6]

- ‌أحكام الميراث الآيات [7- 14]

- ‌حكم الزنا واللواط الآيات [15- 18]

- ‌أحكام متفرقة في النساء الآيات [19- 28]

- ‌تحريم التعدي على المال والنفس الآيات [29- 33]

- ‌قوامة الرجال على النساء الآيتان [34- 35]

- ‌حقوق الله وبعض العباد الآيات [36- 42]

- ‌تحريم الصلاة على السكارى والجنب الآية [43]

- ‌التحذير من أهل الكتاب الآيات [44- 57]

- ‌عودة إلى الأحكام الآيات [58- 70]

- ‌أحكام القتال الآيات [71- 104]

- ‌تحريم المحاباة في الحكم الآيات [105- 126]

- ‌أحكام أخرى في النساء الآيات [127- 134]

- ‌تحريم المحاباة في الشهادة الآية [135]

- ‌عود إلى المنافقين وأهل الكتاب الآيات [136- 175]

- ‌حكم الكلالة الآية [176]

- ‌المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «النساء»

- ‌تقدّم وجوه مناسبتها

- ‌المبحث الرابع مكنونات سورة «النساء»

- ‌المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «النساء»

- ‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «النساء»

- ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «النساء»

- ‌المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «النساء»

- ‌سورة المائدة (5)

- ‌المبحث الأول أهداف سورة «المائدة»

- ‌1- تاريخ النزول

- ‌2- قصة التسمية

- ‌ المائدة

- ‌3- ظواهر تنفرد بها سورة المائدة

- ‌4- تشريع القرآن

- ‌5- الوفاء بالعقود

- ‌6- الظروف التي نزلت فيها السورة

- ‌7- أفكار السورة وأحكامها

- ‌8- النداءات الإلهية للمؤمنين

- ‌الأمر بالتقوى:

- ‌9- أهل الكتاب

- ‌10- اليهود

- ‌11- النصارى

- ‌القرآن من عند الله

- ‌12- عدالة أحكام السورة الخاصة بأهل الكتاب

- ‌المبحث الثاني ترابط الآيات في سورة «المائدة»

- ‌تاريخ نزولها ووجه تسميتها

- ‌الغرض منها وترتيبها

- ‌أحكام العقود والمناسك الآيات [1- 5]

- ‌أحكام الوضوء والتيمم [الآية 6]

- ‌التحذير من نقض العقود [الآيات 7- 11]

- ‌الاعتبار بناقضي العقود من الأولين [الآيات 12- 40]

- ‌نقض المنافقين واليهود لعقودهم [الآيات 41- 86]

- ‌عود إلى ما سبق من الأحكام [الآيات 87- 108]

- ‌الخاتمة [الآيات 109- 120]

- ‌المبحث الثالث أسرار ترتيب سورة «المائدة»

- ‌المبحث الرابع مكنونات سورة «المائدة»

- ‌المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «المائدة»

- ‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «المائدة»

- ‌المبحث السابع لكل سؤال جواب في سورة «المائدة»

- ‌المبحث الثامن المعاني المجازية في سورة «المائدة»

- ‌الفهرس

- ‌سورة «آل عمران»

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

الفصل: ‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «آل عمران»

‌المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «آل عمران»

«1» أما قوله: الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) فإنّ الْقَيُّومُ على زنة: «الفيعول» ولكن الياء الساكنة إذا كانت قبل واو متحركة قلبت الواو ياء. وأصله «القيووم» و «الدّيّان» : «الفيعال» و «الدّيّار» :

«الفيعال» وهي من «دار» «يدور» وأصله «الديوار» ولكن الواو قلبت ياء.

وأما مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ [الآية 3] فنصب على الحال.

وقال: هُدىً لِلنَّاسِ [الآية 4] ف هُدىً في موضع نصب على الحال ولكن هدى مقصور فهو متروك على حال واحد.

وقال هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ [الآية 7] ولم يقل: «أمهات» كما تقول للرجل:

«ما لي نصير» فيقول: «نحن نصيرك» وهو يشبه «دعني من تمرتان» . قال «2» [من الرجز وهو الشاهد الثاني والخمسون بعد المائة] :

تعرّضت لي بمكان حلّ

تعرّض المهرة في الطول

تعرّضا لم تأل عن قتلا لي «3»

فجعله على الحكاية لأنه كان منصوبا

(1) . انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» ، للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتب، بيروت، غير مؤرّخ.

(2)

. هو منظور بن مرثد الأسدي، مجالس ثعلب، النشرة الثانية ص 534، واللسان «طول» و «قتل» وهي اللهجات، 283، أنه رجل من بني فقعس.

(3)

. في «مجالس ثعلب» «بمجاز» بدل «بمكان» و «قتل لي» بدل «قتلا لي» وفي اللسان «عرض» ب «تعرضت لم تأل عن قتل لي» وتقديمه على المصراع الثاني وبلا نسبة. وفي «انن» كما أورد الأخفش ولكن بلا نسبة أيضا. وفي «طول» و «قتل» معزوا ب «قتل لي» وجاء في «طول» بتقديم المصراع الثالث على الثاني.

ص: 65

قبل ذلك كما ترى، كما تقول:

«نودي» «الصلاة الصلاة» «أي: تحكي قوله: «الصلاة الصلاة» وقال بعضهم «1» : إنّما هي «أن قتلا لي» ولكنه جعله عينا لأنّ من لغته في «أن» «عن» «2» . والنصب على الأمر كأنك قلت: «ضربا لزيد» .

وقال: كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا [الآية 7] لأن «كلّ» قد يضمر فيها كما قال:

إِنَّا كُلٌّ فِيها [غافر/ 48] يريد: كلّنا فيها. ولا تكون «كلّ» مضمرا فيها وهي صفة انما تكون مضمرا فيها إذا جعلتها اسما فلو كان «إنّا كلّا فيها» على الصفة لم يجز لأن الإضمار فيها ضعيف لا يتمكن في كل مكان.

وقال: كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ [الآية 11] يقول: «كدأبهم في الشرّ» من «دأب» «يدأب» «دأبا» .

وقال: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ [الآية 12] أي:

أنّكم ستغلبون. كما تقول: «قل لزيد» :

«سوف تذهب» أي: أنّك سوف تذهب. وقال بعضهم: (سيغلبون)«3» أي: قل لهم الذي أقول. والذي أقول لهم «سيغلبون» . وقال: قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا [الأنفال/ 38] فهذا لا يكون إلا بالياء في القرآن لأنه قال:

يُغْفَرْ لَهُمْ «4» . ولو كان بالتاء قال:

(يغفر لكم)«5» وهو في الكلام جائز

(1) . هو الخليل بن أحمد. العين 1/ 31.

(2)

. هي العنعنة وهي قلب الهمزة عينا، وهي لغة تميم وقيل قيس أيضا وقيل بل تميم وأسد قيل بل بني كلاب وقيل هذيل اللهجات 284.

(3)

. القراءة بالياء كما في الطبري 6/ 226 الى جماعة من أهل الكوفة وفي السبعة 202، والكشف 1/ 335 والتيسير 86 والبحر 2/ 392 الى حمزة والكسائي وفي الجامع 4/ 24 الى نافع. وفي معاني القرآن 1/ 54 و 63 و 1/ 191 و 1982 وحجة ابن خالويه 82 بلا نسبة. اما القراءة بالتاء ففي الطبري 6/ 227، الى عامة قراء الحجاز والبصرة وبعض الكوفيين. وفي السبعة 201 الى ابن كثير وابي عمرو وعاصم وابن عامر ونافع وفي الكشف 1/ 435 و 435 الى غير حمزة والكسائي، وان اجماع الحرميين وعاصم عليها، وفي التيسير 86 والبحر 2/ 392 الى غير حمزة والكسائي وفي الجامع 4/ 24 الى عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس. وفي معاني القرآن 1/ 54 و 63 و 191 و 192 وفي حجة ابن خالويه 82 بلا نسبة.

(4)

. في معاني القرآن 1/ 192 نسبها الفرّاء الى من هو منهم، فقال في قراءتنا، ولعله قصد قراءة الكوفة والكسائي وحمزة في مقدمتهم. [.....]

(5)

. في معاني القرآن 1/ 192 الى ابن مسعود.

ص: 66

بالتاء. وتجعلها «لكم» كما فسرت لك.

وقال: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ [الآية 13] على الابتداء رفع، كأنه قال:«إحداهما فئة تقاتل في سبيل الله» «1» وقرئت جرّا على أول الكلام على البدل «2» وذلك جائز. قال الشاعر «3» [من الطويل وهو الشاهد الثالث والخمسون بعد المائة] :

وكنت كذي رجلين: رجل صحيحة

ورجل بها ريب من الحدثان «4»

فرفع. ومنهم من يجرّ على البدل ومنهم من يرفع على: إحداهما كذا وإحداهما كذا. وقال الشاعر [من الطويل وهو الشاهد الرابع والخمسون بعد المائة] .

[و] إنّ لها جارين لن يغدرا بها

ربيب النبيّ وابن خير الخلائف «5»

رفع، والنصب على البدل. وقال تعالى: هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ [ص] وان شئت جعلت «جنات» على البدل أيضا. وان شئت رفعت على خبر «إنّ» ، أو على «هنّ جنّات» فيبتدأ به. وهذا لا يكون على «إحداهما كذا» لأن ذلك المعنى ليس فيه هذا ولم يقرأه أحد بالرفع «6» .

وقال تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ [الأنعام/ 100] فنصب على البدل «7» وقد يكون فيه الرفع على «هم الجنّ» «8» .

(1) . في الجامع 4/ 25 والبحر 2/ 393 الى الجمهور، وفي الطبري 6/ 231 أن إجماع الحجة من القراء على هذا، وفي معاني القرآن 1/ 192 بلا عزو.

(2)

. في الشواذ 19 الى الزهري ومجاهد، وفي الجامع 4/ 25 الى الحسن ومجاهد، وفي البحر 2/ 393 الى مجاهد والحسن والزهري وحميد، وفي معاني القرآن 1/ 192 وفي الطبري 6/ 232 بلا نسبة.

(3)

. هو النجاشي الحارثي قيس بن عمرو بن مالك، النوادر 10 الحماسة الشجرية 1/ 127 والوحشيات 113 والخزانة 1/ 400.

(4)

. في النوادر: ورجل رمت فيها يد الحدثان، وفي الحماسة ب وكنتم و «سليمة» وفي الوحشيات به «وكنتم» أيضا.

(5)

. استشهد به في معاني القرآن كما سبق من غير عزو. وجاء في ديوان معن بن أوس ص 35 ب «إنّ» .

(6)

. قراءة الجر في البحر 7/ 404 الى الجمهور، وفي الكشاف 4/ 100 بلا نسبة، وقراءة الرفع في الشواذ الى عبد العزيز بن رفيع وابي حيوة، وفي البحر 7/ 405 زاد زيد بن علي.

(7)

. في البحر 4/ 193 الى الجمهور، وفي معاني القرآن 1/ 348 والطبري 12/ 7 بلا نسبة.

(8)

. الرفع في الشواذ 39 الى أبي حيوة، وزاد في البحر 4/ 191 يزيد بن قطيب.

ص: 67

وقال تعالى: وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ [الأنعام/ 112] على البدل ورفع على «هم شياطين» كأنه إذا رفع قيل له، أو علم أنه يقال له «ما هم» ؟ أو «من هم» فقال:«هم كذا وكذا» . وإذا نصب فكأنه قيل له أو علم أنه يقال له «جعل ماذا» أو «جعلوا ماذا» أو يكون فعلا واقعا بالشياطين عَدُوًّا حالا، ومثله كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (15) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ [العلق] كأنه قيل أو علم ذلك فقال «بناصية» «1» وقد يكون فيه الرفع على قوله:«ما هي» فيقول (ناصية)«2» والنصب على الحال. قال الشاعر [من البسيط وهو الشاهد الخامس والخمسون بعد المائة] :

إنّا وجدنا بني جلّان كلّهم

كساعد الضّبّ لا طول ولا عظم «3»

على البدل أي ك «لا طول ولا عظم» ومثل الابتداء قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ [الحج/ 72] .

وقوله: قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ [الآية 15] كأنه قيل لهم: «ماذا لهم» ؟ و «ما ذاك» ؟ فقيل:

«هو كذا وكذا» . وأمّا بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ [المائدة/ 60] فإنما هو على «أنبّئكم بشرّ من ذلك حسبا» و «بخير من ذلك حسبا» . وقوله: مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ [المائدة/ 60] موضع جرّ على البدل من قوله بِشَرٍّ ورفع على «هو من لعنه الله» .

قال تعالى: وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [الآية 14] مهموز منها موضع الفاء لأنه من «آب» «يؤوب» وهي معتلة العين مثل «قلت» «تقول» «والمفعل» «مقال» . تقول: «آب» «يؤوب» «إيابا» قال الله تعالى: إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (25)[الغاشية] وهو الرجوع. قال الشاعر «4» [من الطويل وهو الشاهد السادس والخمسون بعد المائة] :

(1) . الجر هو في البحر 8/ 495 الى الجمهور.

(2)

. في الشواذ 176 الى الكسائي في رواية.

(3)

. في الحيوان 6/ 112 بغير نسبة، وفي الخزانة 2/ 364 كذلك وبلفظ «قصر» بدل «عظم» .

(4)

. هو مضرس الاسدي، البيان والتبيين 3/ 40، وقيل معقّر بن حمار البارقي او سليم بن ثمامة الحنفي، او عبد ربه السلمي، اللسان «عصا» ، وفي الاشتقاق 481 انه لمعقر، وكذلك في «المؤتلف والمختلف» 128.

ص: 68

فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى

كما قرّ عينا بالإياب المسافر

وأمّا «الأوّاب» فهو الراجع إلى الحق وهو من: «آب» «يؤوب» أيضا. وأمّا قوله تعالى: يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ [سبأ/ 10]، فهو كما يذكرون التسبيح أو هو- والله أعلم- مثل الأوّل يقول:«ارجعي إلى الحقّ» و «الأوّاب» الراجع إلى الحقّ.

وقال تعالى: الصَّابِرِينَ [الآية 17] الى قوله وبِالْأَسْحارِ [الآية 17] موضع جر على لِلَّذِينَ اتَّقَوْا [الآية 15] فجرّ بهذه اللام الزائدة.

وقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ [الآية 18] إنما هو «شهدوا أنّه لا إله إلّا هو قائما بالقسط» نصب قائِماً على الحال.

وقال: إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ [الآية 19] يقول وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ [الآية 19] بَغْياً بَيْنَهُمْ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ [الآية 19]«1» .

وقال: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ [الآية 28] بكسر يَتَّخِذِ لأنه لقيته لام ساكنة وهي نهي فكسرته.

وقال الله تعالى: تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً [الآية 30] لأنّ «البين» هاهنا ظرف وليس باسم. ولو كان اسما لارتفع «الأمد» . فإذا جئت بشيء هو ظرف للآخر وأوقعت عليه حروف النصب فانصب نحو قولك: «إنّ عندنا زيدا» لان «عندنا» ليس باسم ولو قلت: «إنّ الذي عندنا» قلت: «زيد» لأن «الذي عندنا» اسم.

وقال تعالى: ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ [الآية 34] فنصبه على الحال «2» : ويكون على البدل «3» على قوله: إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ [الآية 33] وقال تعالى: إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً [الآية 35] فقوله مُحَرَّراً على الحال.

وقال تعالى:

(1) . نقله عنه في إعراب القرآن، 1/ 149 و 150، واعراب القرآن للزجاج 2/ 719، والجامع 4/ 44. [.....]

(2)

. نقله في اعراب القرآن 1/ 154 والجامع 4/ 64. وفيهما ان الكوفيين يرون النصب على القطع. و «القطع» يشير الى معنى الحال عند الكوفيين، وقد جاء النصب على القطع في هذا الموضع في معاني القرآن 1/ 207.

(3)

. نسبه في الجامع 4/ 64 الى الزّجاج، والأخفش أسبق منه.

ص: 69

فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا [الآية 37]«1» وقال بعضهم (وكفلها «2» زكرياء «3» ) و (كفلها)«4» ايضا زَكَرِيَّا «5» وبه نقرأ وهما لغتان «6» وقال بعضهم (وكفلها زكرياء) بكسر الفاء. ومن قال: «كفل» قال «يكفل» ومن قال «كفل» قال «7» «يكفل» . وأما «كفل» فلم أسمعها وقد ذكرت «8» .

وقال الله تعالى: رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً [الآية 38] لأن النون [في «لدن» ] ساكنة مثل نون «من» وهي تترك على حال جزمها في الاضافة لأنها ليست من الأسماء التي تقع عليها الحركة، ولذلك قال: مِنْ لَدُنَّا [النساء/ 67]«9» ، وقال تعالى مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ [النمل/ 6] فتركت ساكنة.

(1) . تضعيف فاء «كفّلها» في الطبري 6/ 345 الى عامة قراء الكوفيين، وفي السبعة 204 و 205 الى عاصم في رواية أبي بكر وحمزة والكسائي، وفي الكشف 1/ 341، والتيسير 87، والجامع 4/ 70، والبحر 2/ 442 الى الكوفيين، وفي معاني القرآن 1/ 208 وحجة ابن خالويه بلا نسبة والإملاء 1/ 122 كذلك.

(2)

. في الطبري 6/ 345 الى عامة قراء أهل الحجاز والمدينة والبصرة، وفي السبعة 204 الى ابن كثير ونافع وابن عامر وأبي عمرو، وفي الكشف 1/ 341، والتيسير 87، والجامع 4/ 70 الى غير الكوفيين، وفي البحر 2/ 442 الى السبعة غير الكوفيين، وفي حجة ابن خالويه 83، ومعاني القرآن 1/ 208، والإملاء 1/ 132 بلا نسبة.

(3)

. رفع «زكريّاء» ولا يظهر إلا مع المد والهمز هو في السبعة الى ابن كثير ونافع وابي عمرو وابن عامر، وفي التيسير 87 الى غير ابي بكر وحفص وحمزة والكسائي.

وفي الأصل (زكريا) .

(4)

. في الجامع 4/ 70 الى عبد الله بن كثير وأبي عبد الله المزني، وفي البحر 2/ 442 اقتصر على المزني.

(5)

. قصر «زكريا» ، في الطبري 6/ 347 الى عامة قراء الكوفة، وفي الكشف 1/ 341 الى حفص وحمزة والكسائي، وكذلك في البحر 2/ 442 والتيسير 87 وسماه في الأخير ترك إعراب «زكريا» ، وفي معاني القرآن 1/ 208، وحجة ابن خالويه 83، والمشكل 93 بلا نسبة. أما همز «زكريا» ، ونصبه، ففي التيسير 87 الى أبي بكر، وفي حجة ابن خالويه 83 ومعاني القرآن 1/ 208 بلا نسبة.

(6)

. في «اللهجات» 438، أن مدّ زكريا وقصرها لغتان حجازيتان، ويرى المؤلف أن المدّ لغة أهل الحضر والقصر لغة أهل المدر 440. وفي إعراب القرآن 1/ 157 عن الفرّاء أن المد والقصر لغة أهل الحجاز، وأن حذف الالف لغة أهل نجد.

وفي معاني القرآن 1/ 208، أن في «زكريا» ثلاث لغات.

(7)

. مجاز القرآن 15/ 91 ذكرت اللغتان.

(8)

. نقل عنه في إعراب القرآن 1/ 157 والجامع 4/ 70.

(9)

. ورد في ستة مواضع في المصحف الشريف أولها [النساء 4/ 67] وآخرها [القصص/ 57] .

ص: 70

وقال تعالى: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ [الآية 37] فهذا مثل كلام العرب «يأكل بغير حساب» أي: لا يتعصّب عليه ولا يضيّق عليه. وسَرِيعُ الْحِسابِ «1» وأَسْرَعُ الْحاسِبِينَ [الأنعام/ 62] يقول: «ليس في حسابه فكر ولا روية ولا تذكّر» .

وقال تعالى: إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (38) مثل «كثير الدّعاء» لأنه يجوز فيه الألف واللام تقول: «أنت السّميع الدّعاء» ومعناه «إنّك مسموع الدّعاء» أي: «إنّك تسمع ما يدعى به» .

وقال تعالى: فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ [الآية 39]«2» . ويقول من كسر همزة «إنّ» : لأنّه كأنه قال فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ فقالت: (إنّ الله يبشّرك) وما بعد القول حكاية. وقال بعضهم أَنَّ اللَّهَ «3» يقول: «فنادته الملائكة بذلك» .

وقال تعالى: بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً [الآية 39] وقوله وَسَيِّداً وَحَصُوراً معطوف على «مصدّقا» على الحال.

وقال تعالى: وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ [الآية 40] كما تقول «وقد بلغني الجهد» أي: أنا في الجهد والكبر.

وقال: ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً [الآية 41] يريد: «أن لا تكلّم الناس إلّا رمزا» وجعله استثناء خارجا من أول الكلام «4» . والرمز: الإيماء.

وقال: وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ [الآية 42] ف «إذ» ها هنا ليس له خبر في اللفظ.

وقوله: إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ [الآية 45] ويَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً [الآية 30] وأشباه هذا في «إذ» و «الحين» وفي «يوم» كثير. وإنما حسن ذلك للمعنى،

(1) . ورد في سبعة مواضع في الكتاب الكريم أولها [البقرة/ 202] وآخرها [غافر/ 17] .

(2)

. في المصحف بفتح همزة «أنّ» وكسرها قراءة هي في الطبري 6/ 366 الى بعض أهل الكوفة، وفي السبعة 205، والكشف 1/ 343، والتيسير 87، والبحر 2/ 446 الى حمزة وابن عامر، وفي الجامع 4/ 75، إلى الكسائي وابن عامر، وفي معاني القرآن 1/ 210 بلا نسبة.

(3)

. هي القراءة الموافقة لرسم المصحف، وهي في الطبري 3/ 366 الى عامة القراء، وفي السبعة 205 والكشف 1/ 343، والتيسير 87، والبحر 2/ 446 الى غير حمزة وابن عامر، وفي معاني القرآن 1/ 210 بلا نسبة. [.....]

(4)

. نقله في الجامع 4/ 81.

ص: 71

لأن القرآن انما أنزل على الأمر والذي كأنه قال لهم: «اذكروا كذا وكذا» وهذا في القرآن وارد في غير موضع و «اتّقوا يوم كذا» أو «حين كذا» .

وقال الله تعالى: إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ [الآية 44] لأنّ كل ما كان من طلب العلم فقد يقع بعده الاستفهام. تقول: «أزيد في الدّار» ؟

و: «لتعلمنّ أزيد في الدّار» . وقال:

لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ [الكهف/ 12] أي:

لننظر. وقال تعالى: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [هود/ 7 والملك/ 2] وأمّا قوله: ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا (69)[مريم] فلم يرتفع على مثل ما ارتفع عليه الأول لأن قوله لَنَنْزِعَنَّ ليس بطلب علم. ولكن لما فتحت «من» و «الذي» في غير موضع «أي» ، صارت غير متمكّنة، إذ فارقت أخواتها تركت على لفظ واحد وهو الضم «1» وليس بإعراب. وجعل أَشَدُّ من صلتها وقد نصبها قوم وهو قياس «2» . وقالوا:

«إذا تكلّم بها فإنّه لا يكون فيها إلّا الإعمال» . وقد قرئ (تماما على الذي أحسن)[الأنعام/ 154] برفع «أحسن» وجعله من صلة «الذي» «3» وفتحه على الفعل أحسن «4» . وزعموا ان بعض العرب قال: «ما أنا بالّذي قائل لك شيئا» فهذا الوجه لا يكون للاثنين إلا «ما نحن باللّذين قائلان لك شيئا» .

وقال تعالى: اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً [الآية 45] نصبه على الحال وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [الآية 45] عطفه على وَجِيهاً وكذلك وَكَهْلًا [الآية 46] معطوف على وَجِيهاً لأن ذلك منصوب. وأما قوله تعالى: بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ [الآية 45] فانه جعل «الكلمة» هي «عيسى» لأنه في المعنى

(1) . في الجامع 11/ 133، انها قراءة القراء كلهم إلا هارون القارئ الأعور.

(2)

. في الجامع 11/ 133، الى هارون القارئ الأعور، والبحر 6/ 209 الى معاذ بن مسلم الهراء والى زائدة عن الأعمش، وفي الشواذ 86 الى معاذ أيضا وطلحة بن مصرف، وفي الكتاب 1/ 397 بلا نسبة وقصرها في المشكل على هارون القارئ 2/ 458.

(3)

. في الطبري 12/ 236 والمحتسب 234 الى يحيى بن يعمر، وزاد في الجامع 7/ 142 و 4/ 255 ابن أبي إسحاق. وفي معاني القرآن 1/ 365 والكشف 101 بلا نسبة، وكذلك في الكتاب 1/ 270.

(4)

. في الطبري 12/ 236 الى قراء الأمصار، وفي الجامع 7/ 142 ومعاني القرآن 1/ 365 بلا نسبة، وزاد في الأخير أن «أحسن» منصوب على نية الخفض صلة ل «الذي» وليس فعلا.

ص: 72

كذلك كما قال: أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى [الزمر/ 56] ثم قال: بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها [الزمر/ 59] وكما قالوا: «ذو الثديّة» لأن يده كانت مثل الثدي. كانت قصيرة قريبة من ثديه «1» فجعلها كأن اسمها «ثديّة» ولولا ذلك لم تدخل الهاء في التصغير.

وأما قوله: كَذلِكِ اللَّهُ [الآية 47] فكسر الكاف لأنها مخاطبة امرأة. وإذا كانت الكاف للرجل فتحت. قال للمؤنث وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ [يوسف/ 29] .

وقوله: وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ «2» [الآية 48] موضع نصب على وَجِيهاً. ورَسُولًا [الآية 49] معطوف على وَجِيهاً.

وقال تعالى: وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ [الآية 50] على قوله وَجِئْتُكُمْ [الآية 50] مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ [الآية 50] لأنّه قال: قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [الآية 49] .

وقال: إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ [الآية 51] ف إِنَّ على الابتداء «3» .

وقال بعضهم: (أن)«4» فنصب على «وجئتكم بأنّ الله ربّي وربّكم» هذا معناه.

وقال تعالى: فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ [الآية 52] لأنّ هذا من:

«أحسّ» «يحسّ» «إحساسا» وليس من قوله تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ [الآية 152] إذ ذلك من «حسّ» «يحسّ» «حسّا» وهو في غير معناه لأن معنى «حسست» قتلت، و «أحسست» هو: ظننت «5» .

وقال تعالى: ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [الآية 59] رفع على الابتداء ومعناه: «كن» «فكان» كأنّه قال: «فإذا هو كائن» .

وقال: الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (60) يقول: «هو الحقّ من ربّك» .

(1) . هو حرقوص بن زهير السعدي الخارجي، قتل في النهروان، وأخباره في مروج الذهب 2/ 417 وشرح نهج البلاغة 2/ 275- 277، والملل والنحل 1/ 106، والكنى والألقاب 2/ 415.

(2)

. في الأصل: ونعلمه بالنون، وهي قراءة الإملاء 1/ 135.

(3)

. وهي في الطبري 6/ 441 الى عامة قراء الأمصار.

(4)

. في الطبري 6/ 441، والشواذ 20، والبحر 2/ 469 بلا تعيين لمن نسبت اليه.

(5)

. نقله في الصحاح «حسس» ، ونسب اليه أيضا رأي الفرّاء في أن أحسّ معناها وجد.

ص: 73

وقال سبحانه وتعالى: يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ [الآية 64] فجر سَواءٍ «1» لأنها من صفة الكلمة وهو «العدل» «2» .

أراد «مستوية» ولو أراد «استواء» لكان النصب «3» . وإن شاء ان يجعله على الاستواء ويجرّ جاز، ويجعله من صفة الكلمة مثل «الخلق» ، لأن «الخلق» قد يكون صفة ويكون اسما، قال الله تعالى: الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ [الحج/ 25] لأن «السّواء» للآخر وهو اسم ليس بصفة فيجري على الأول، وذلك إذا أراد به الاستواء. فان أراد «مستويا» جاز أن يجري على الأول، فالرفع في ذا المعنى جيد لأنها صفة لا تغير عن حالها ولا تثنّى ولا تجمع على لفظها ولا تؤنّث، فأشبهت الأسماء. وقال تعالى: أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَمَماتُهُمْ

[الجاثية/ 21] ف «السواء» للمحيا والممات، فهذا المبتدأ. وإن شئت أجريته على الأول وجعلته صفة مقدمة من سبب الأول فجرى عليه، فهذا إذا جعلته في معنى مستو فالرفع وجه الكلام كما فسرته لك من قوله أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ [الآية 64] فهو بدل كأنه قال «تعالوا إلى أن لا نعبد إلّا الله» .

وقال عز وجل: وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ [الآية 77] فهذا مثل قولك للرجل «ما تنظر إليّ» إذا كان لا ينيلك شيئا.

وقال تعالى: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ [الآية 72] جعله ظرفا.

وقال تعالى: أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ [الآية 73] يقول: وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتى أَحَدٌ مِثْلَ ما أُوتِيتُمْ أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ [الآية 73] أي: ولا تؤمنوا أن يحاجّوكم «4» .

وقال تعالى: إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً [الآية 75] لأنّها من «دمت»

(1) . في البحر 2/ 483 الى الجمهور، وفي الطبري 6/ 486، والمشكل 97 بلا نسبة.

(2)

. «عدل» بدل «سواء» قراءة عبد الله، معاني القرآن 220.

(3)

. في الشواذ 21 والمشكل 97 والبحر 2/ 483 الى الحسن، وفي الطبري 6/ 486 بلا نسبة.

(4)

. نقله في إعراب القرآن 1/ 169، والجامع 4/ 114. وكلامه على تتمة الآية أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ [الآية 73] . [.....]

ص: 74

«تدوم» . ولغة للعرب «1» «دمت» وهي قراءة «2» مثل «متّ» «تموت» جعله على «فعل» «يفعل» فهذا قليل.

وقال تعالى: بِدِينارٍ [الآية 75] أي: على دينار كما تقول: «مررت به» و «عليه» .

وقال تعالى: يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ [الآية 78] بفتح الياء «3» . وقال (يلوّون)«4» بضم الياء وأحسبها يَلْوُونَ، لأنّه قال لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ [النساء/ 46]«5» فلو كان من (يلوّون) لكانت «تلوية بألسنتهم» .

وقال تعالى: ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ [الآية 79] نصب على ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ [الآية 79] ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ لأنّ «ثمّ» من حروف العطف.

ووَ لا يَأْمُرَكُمْ [الآية 80] أيضا معطوف بالنّصب على أَنْ وإن شئت رفعت تقول (ولا يأمركم) لا تعطفه على الأوّل تريد: هو لا يأمركم «6» .

قال الله تعالى: لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ [الآية 81]

(1) . هي لغة تميم. الشواذ 21 واللهجات 468 والبحر 2/ 500، وقد نقله عنه في إعراب القرآن 1/ 170 والجامع 4/ 117.

(2)

. في الشواذ 21 الى يحيى بن وثاب، وفي الجامع 4/ 117 الى طلحة بن مصرف وأبي عبد الرحمن السلمي وغيرهما، وفي البحر 2/ 500 الى أبي عبد الرحمن ويحيى بن وثاب والأعمش وابن أبي ليلى والغياض بن غزوان وطلحة وغيرهم، وفي المشكل 99 بلا نسبة.

(3)

. في البحر 2/ 503 الى الجمهور وفي المشكل 99 بلا نسبة.

(4)

. في الجامع 4/ 121 الى أبي جعفر وشيبة، وفي البحر 2/ 503 الى أبي جعفر بن القعقاع وشيبة بن نصاح وأبي حاتم عن نافع، وأن الزمخشري نسبها الى أهل المدينة.

(5)

. لعله قصد (يلون) بواو واحدة وهي قراءة حميد كما في المشكل 1/ 164، وفي الإملاء 1/ 141 بلا نسبة.

وعللها بأنها في أصلها «يلوون» كقراءة الجمهور، ثم همز الواو لانضمامها، ثم ألقى حركتها على اللام.

(6)

. نقل وجه الرفع في إعراب القرآن 1/ 172 وقال هي قراءة أبي عمرو والكسائي وأهل الحرميين وفي الطبري 6/ 547 الى عامة قراء الحجاز والمدينة، وفي السبعة 213 الى ابن كثير ونافع وأبي عمرو والكسائي، وفي البحر 2/ 507 الى الحرميين والنحويين والأعشى والبرجمي، وفي الكشف 1/ 350 والتيسير 89 والجامع 4/ 123 الى غير عاصم وحمزة وابن عامر، وفي معاني القرآن 1/ 224 وحجة ابن خالويه 87 والمشكل 99 بلا نسبة. أما النصب ففي الطبري 6/ 547 الى بعض الكوفيين والبصريين وفي السبعة 213 والكشف 1/ 350 والتيسير 89 والجامع 4/ 123 والبحر 2/ 507 الى عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي، وفي معاني القرآن 1/ 224 الى أكثر القراء، وفي حجة ابن خالويه 87 والمشكل 99 بلا نسبة.

ص: 75

فاللام التي مع «ما» في أول الكلام هي لام الابتداء نحو «لزيد أفضل منك» ، لأن (ما آتيتكم) اسم والذي بعده صلة.

واللام التي في لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ [الآية 81] لام القسم كأنه قال «والله لتؤمننّ به» فوكد في أول الكلام وفي آخره، كما تقول:«أما والله أن لو جئتني لكان كذا وكذا» ، وقد يستغنى عنها. ووكّد في لَتُؤْمِنُنَّ باللام في آخر الكلام وقد يستغنى عنها. جعل خبر (ما آتيتكم من كتاب وحكمة) لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ مثل «ما لعبد الله؟ والله لتأتينّه» . وإن شئت جعلت خبر (ما) مِنْ كُتُبٍ تريد (لما آتيتكم كتاب وحكمة) وتكون «من» زائدة «1» .

وقال تعالى: مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً [الآية 91] مهموزة من «ملأت» وانتصب (ذهبا) كما تقول: «لي مثلك رجلا» أي: لي مثلك من الرجال، وذلك لأنك شغلت الاضافة بالاسم الذي دون «الذهب» وهو «الأرض» ثم جاء «الذهب» وهو غيرها فانتصب كما ينتصب المفعول إذا جاء من بعد الفاعل. وهكذا تفسير الحال، لأنك إذا قلت:«جاء عبد الله راكبا» فقد شغلت الفعل «2» ب «عبد الله» وليس «راكب» من صفته لأن هذا نكرة وهذا معرفة.

وإنما جئت به لتجعله اسما للحال التي جاء فيها. فهكذا تفسيره، وتفسير «هذا أحسن منك وجها» ، لأن «الوجه» غير الكاف التي وقعت عليها «من» و «أحسن» في اللفظ إنّما هو الذي تفضله ف «الوجه» غير ذينك في اللفظ.

فلما جاء بعدهما وهو غيرهما، انتصب انتصاب «3» المفعول به بعد الفاعل.

وقال تعالى: كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ [الآية 93] لأنه يقال:

«هذا حلال» و: «هذا حلّ» ، و «هذا حرام» و «هذا حرم» ويقال

(1) . نقله في المحتسب 1/ 164، واعراب القرآن 1/ 172، والمشكل 1/ 165، والتهذيب 15/ 411 لام التوكيد.

والجامع 4/ 125، والبحر 2/ 511 و 512.

(2)

. أي اكتفى الفعل بعبد الله فهو فاعله، أما «راكب» فلا يكون مرفوعا، لأنه ليس مسندا اليه ولا صفة للمسند اليه» .

(3)

. كل هذا مبني على ما قاله الخليل في غير موضع من الكتاب. فالاسم قد ينتصب في الجملة لأنه ليس من الاسم الأول ولا هو هو، اي ليس جزا من الاسم الأول كأن يكون مضافا اليه ولا صفة له. والصفة التي تتبع الموصوف هي التي تكون من المنعوت أو الموصوف وكأنها هو.

ص: 76

وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ [الأنبياء/ 95]«1» ويقال «وحرم على قرية» «2» وتقول: «حرم عليكم ذاك» ولو قال «وحرم على قرية» «3» كان جائزا [ولو قال]«وحرم على قرية» «4» كان جائزا أيضا.

قال الله تعالى: فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً [الآية 95] نصب على الحال.

وقال تعالى: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ [الآية 96] فهذا خبر «إنّ» .

ثم قال: مُبارَكاً [الآية 96] لأنه قد استغنى عن الخبر «5» ، وصار مُبارَكاً نصبا على الحال. وَهُدىً لِلْعالَمِينَ [الآية 96] في موضع نصب عطف عليه.

والحال في القرآن كثير، ولا يكون إلا في موضع استغناء.

وقال تعالى: فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ [الآية 97] فرفع مَقامُ إِبْراهِيمَ لأنه يقول: فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ منها مَقامُ إِبْراهِيمَ على الإضمار «6» .

وقال الله تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً [الآية 103] على التفسير بقطع الكلام عند قوله اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ثم فسر آية التأليف بين قلوبهم وأخبر بالذي كانوا فيه قبل التأليف، كما تقول «أسمك الحائط أن يميل» .

(1) . وهي قراءة نسبت في معاني القرآن 2/ 211 الى أهل المدينة والحسن، وفي الطبري 17/ 86 الى عامة قراء أهل المدينة والبصرة وعكرمة وأبي جعفر محمد بن علي، وفي المصاحف 82 الى عبد الله بن الزبير، وفي السبعة 431 الى ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر وحفص عن عاصم. وفي الكشف 2/ 114 والتيسير 155 الى غير أبي بكر وحمزة والكسائي، وفي الجامع 11/ 340 الى زيد بن ثابت واهل المدينة، وهي اختيار ابي حاتم وابي عبيد وفي البحر 6/ 338 وفي حجة ابن خالويه 226 بلا نسبة.

(2)

. في معاني القرآن 2/ 211 الى ابن عباس وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي، وفي الطبري 17/ 86 الى عامة قراء أهل الكوفة وابن عباس، وزاد في الجامع 11/ 340 علي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود، وفي السبعة 431 الى حمزة والكسائي والى عاصم في رواية وفي الكشف 2/ 114 والتيسير 155 أبدل بعاصم أبا بكر، وفي البحر 6/ 338 زاد على ما في الكشف والتيسير طلحة والأعمش وأبا حنيفة وأبا عمرو في روايته.

(3)

. في الجامع 11/ 340 الى ابن عباس ايضا وابي العالية فتح الحاء وضم الراء، والى ابن عباس أيضا ضم الحاء وكسر وتضعيف الراء.

(4)

. في الشواذ 93 الى عكرمة، وفي المحتسب 2/ 65 الى ابن عباس بخلاف، وفي الجامع 11/ 340 الى قتادة ومطر الورّاق، وزاد في البحر 6/ 338 محبوبا عن أبي عمرو.

(5)

. إن السياق يقتضي أن يكون بالخبر. [.....]

(6)

. نقله في إعراب القرآن 1/ 175 والجامع 4/ 139.

ص: 77

وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ [الآية 103] ف «الشّفا» مقصور مثل «القفا» وتثنيته بالواو تقول: «شفوان» لأنه لا يكون فيه الإمالة «1» ، فلما لم تجيء فيه الإمالة عرفت أنّه من الواو «2» .

وقال تعالى: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ [الآية 104] و «أمّة» في اللفظ واحد، في المعنى «3» جمع، فلذلك قال يَدْعُونَ.

وقال عز وجل: وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (109) فثنى الاسم وأظهره، وهذا مثل «أمّا زيد فقد ذهب زيد» .

قال الشاعر «4» [من الخفيف وهو الشاهد السابع والخمسون بعد المائة] :

لا أرى الموت يسبق الموت شيء

نغّص الموت ذا الغنى والفقيرا

فأظهر في موضع الإضمار.

وقال: لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً [الآية 111] استثناء يخرج من أول الكلام. وهو كما روى يونس «5» عن بعض العرب، أنه قال:«ما أشتكي شيئا إلّا خيرا» . ومثله لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25)[النبأ] .

وقال: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ [الآية 112] فهذا مثل لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً استثناء خارج من أول الكلام في معنى «لكنّ» وليس بأشدّ من قوله لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً [مريم/ 62] .

وقال: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ [الآية 113] لأنه قد ذكرهم ثم فسره فقال: مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ [الآية 113] ولم يقل «وأمّة على خلاف هذه الأمّة» لأنه قد ذكر هذا كله قبل. وقال تعالى:

مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ فهذا قد دل على أمة خلاف هذه.

(1) . لو كان فيه إمالة لرسم بالياء: شفى.

(2)

. نقله في الصحاح «شفا» والجامع 4/ 165.

(3)

. نقله في الصحاح امم.

(4)

. هو عدي بن زيد العبادي: ديوانه 95 والخزانة 1/ 183، وقيل سوادة بن عدي بن زيد الكتاب 1/ 30 وتحصيل عين الذهب 1/ 30 وإعراب القرآن للزجّاج 3/ 913 وشواهد سيبويه 92، وقيل أمية بن أبي الصلت وتحصيل عين الذهب 1/ 30 وشواهد سيبويه 92، ولا وجود له في ديوانه.

(5)

. هو يونس بن حبيب الضبي النحوي البصري، وقد مرت ترجمته قبل.

ص: 78

وأما قوله: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ [الآية 106] على «فيقال لهم أكفرتم» . مثل قوله:

وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ [الزمر/ 3] وهذا في القرآن كثير.

وقال تعالى: آناءَ اللَّيْلِ [الآية 113] وواحد «الآناء» مقصور «إنى» فاعلم وقال بعضهم: «إني» كما ترى و «إنو» وهو ساعات الليل. قال الشاعر «1» [من البسيط وهو الشاهد الثامن والخمسون بعد المائة:]

السّالك الثّغر مخشيّا موارده

في كلّ إني قضاه اللّيل ينتعل «2»

قال: وسمعته «يختعل» «3» .

وقال تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ [الآية 110] يريد «أهل أمّة» لأنّ الأمّة الطريقة. والأمّة أيضا لغة «4» . قال النابغة «5» [من الطويل وهو الشاهد التاسع والخمسون بعد المائة] :

حلفت فلم أترك لنفسك ريبة

وهل يأثمن ذو أمّة وهو طائع «6» وقال تعالى: لا يَأْلُونَكُمْ خَبالًا

(1) . في الصحاح «أنا» هو الهذلي، وفي مجاز القرآن 1/ 102 هو أبو أثيلة، وفي هامشه أبو أثيلة وهو المتنخل الهذلي مالك بن عمرو، وفي اللسان «اني» هو الهذلي المتنخل.

(2)

. في اللسان رواية عن الزجاج مطابقة لما رواه الأخفش إلا في إبدال الباء ب «في» وبعد قال: قال الأزهري: كذا رواه ابن الأنباري. وأنشد الجوهري:

حلو ومر كعطف القدح مرّته.

وما في الصحاح «أنا» مطابق لما رواه الأخفش. وفي مجاز القرآن 1/ 102: «حلو ومرّ كعطف الليل مرّته» . وفي ديوان الهذليين 2/ 35:

حلوّ ومرّ كعطف القدح مرته

بكل إنّي حذاه الليل ينتعل

وجاء في 2/ 34 بيت في القصيدة نفسها هو:

السالك الثغرة اليقظان كالئها

مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل

وقد نقل هذه الآراء كلها في الصحاح «أنا» واللسان «إنّي» ونسبها الى الزّجّاج.

(3)

. وردت في الأصل بهذا الرسم ولا معنى لها.

(4)

. في اللهجات 183 وما بعدها، يبدو أن كسر همزة «امة» لغة الحجاز، وضمها لغة تميم، قياسا على همزة «أسوة» .

(5)

. هو النابغة الذبياني زياد بن معاوية، وقد مرت ترجمته من قبل.

(6)

. البيت في ديوانه 51 واللسان امم والصحاح «امم» ، وفي الصحاح واللسان نقل هذا وزاد بعد قوله «أهل أمة» قوله:

أي خير أهل دين، وكذلك في الجامع 4/ 170، وفي الجامع 4/ 175، وإعراب القرآن 1/ 180 باختلاف قليل.

ص: 79

[الآية 118] لأنها من «ألوت» و «ما آلو» «ألوا» .

وقال تعالى: وَدُّوا ما عَنِتُّمْ [الآية 118] يقول لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً [الآية 118] وَدُّوا أي: أحبّوا ما عَنِتُّمْ جعله من صفة «البطانة» ، جعل ما عَنِتُّمْ في موضع «العنت» .

وقرأ من ذكر في الحاشية: (لا يضركم كيدهم)[الآية 120]«1» لأنه من «ضار» «يضير» و «ضرته» خفيفة «فأنا أضيره» ، وفي الرسم القرآني: لا يَضُرُّكُمْ «2» جعله من «ضرّ» «يضرّ» وحرّك للسكون الذي قبله، لأن الحرف الثقيل بمنزلة حرفين، الأول منهما ساكن. وقرأ بعضهم:(لا يضركم)«3» جعلها من «ضار» «يضور» وهي لغة.

وقال تعالى: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ [الآية 121] لأنها من «بوّأت» و «إذ» ها هنا إنّما خبرها في المعنى كما فسرت لك.

وقال: بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ [الآية 125]«4» لأنهم سوّموا الخيل. وقال بعضهم (مسوّمين) معلمين لأنّهم هم سوّموا، وبها قرأ من قرأ «5» .

(1) . في المصحف: يضركم بضم الضاد والراء المضعّفة. أما كسر الضاد وسكون الراء فهي في الطبري 7/ 57 الى جماعة من أهل الحجاز وبعض البصريين، وفي السبعة 215 الى ابن كثير ونافع وأبي عمرو والى حمزة في رواية، وفي الكشف 1/ 355 الى أهل الحرمين وأبي عمرو والى غير الكوفيين وابن عامر، وفي التيسير 90 الى غير الكوفيين وابن عامر وفي الجامع 4/ 184 الى الحرميين وأبي عمرو وزاد في البحر 3/ 43 حمزة، وفي معاني القرآن 1/ 232 الى بعض القراء وفي حجة ابن خالويه 88 بلا نسبة.

(2)

. في الطبري 7/ 157 الى جماعة من أهل المدينة وعامة قراء أهل الكوفة، وفي السبعة 215 الى ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وفي الشواذ 22 الى المفضّل عن عاصم مع فتح الراء، وفي الكشف 1/ 355 الى الكوفيين وابن عامر، وكذلك في التيسير 90 والبحر 3/ 43، وأسقط في الجامع 4/ 84 ابن عامر وفي معاني القرآن 1/ 150 وحجة ابن خالويه 88 والمشكل 106 بلا نسبة. [.....]

(3)

. في المشكل 106، والجامع 4/ 184 الى الكسائي وفي الطبري 7/ 57 بلا نسبة قياسا على لغة «ضار يضور» .

وكذلك في معاني القرآن 1/ 232. وقال بها استنادا الى لغة لبعض أهل العالية سمعها الكسائي.

(4)

. في الطبري 7/ 184 الى بعض قراء أهل الكوفة والبصرة، وفي السبعة 216 والكشف 1/ 355 والتيسير 90 والجامع 4/ 196 والبحر 3/ 51 الى أبي عمرو وابن كثير وعاصم وفي حجة ابن خالويه 89 بلا نسبة.

(5)

. في الطبري 7/ 184 الى عامة قراء أهل المدينة والكوفة، وفي السبعة 216 الى ابن عامر ونافع وحمزة والكسائي، وكذلك في الجامع 4/ 196، وفي البحر 3/ 151 الى الصاحبين والأخوين، وفي الكشف 1/ 355 والتيسير 90 الى غير ابن كثير وابي عمرو وعاصم. وزاد في أولها أن الجماعة عليها.

ص: 80

أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ [الآية 128] على لِيَقْطَعَ طَرَفاً [الآية 127] عطفه على اللام.

وقال تعالى: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ [الآية 140]«1» قرأ بعضهم (قرح)«2» مثل «الضعف» و «الضعف» «3» وتقول منه «قرح» «يقرح» «قرحا» و «هو قرح» .

وبعض العرب يقول: «قريح» «4» مثل «مذل» و «مذيل» .

وقال تعالى: فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [الآية 143] توكيدا كما تقول:

«قد رأيته والله بعيني» و «رأيته عيانا» «5» .

وقال تعالى: أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ [الآية 144] ولم يقل (انقلبتم) فيقطع الألف لأنه جواب المجازاة الذي وقعت عليه إن وحرف الاستفهام قد وقع على إن فلا يحتاج خبره إلى الاستفهام لأن خبرها مثل خبر الابتداء. ألا ترى أنك تقول:

«أزيد حسن» ولا تقول: «أزيد أحسن» وقال الله تعالى: أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ [الأنبياء/ 34] ولم يقل (أفهم الخالدون) لأنه جواب المجازاة.

وقال الله تعالى: وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا [الآية 145] فقوله سبحانه كِتاباً مُؤَجَّلًا توكيد، ونصبه على «كتب الله ذلك كتابا مؤجّلا» . وكذلك كل شيء في القرآن من قوله حَقًّا «6» انما هو «أحقّ ذلك حقّا» . وكذلك وَعَدَ اللَّهُ

(1) . في معاني القرآن 1/ 234 الى أكثر القراء، وفي الطبري 7/ 237 الى عامة قراء أهل الحجاز والمدينة والبصرة، وفي السبعة 216 الى ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر والى عاصم في رواية، وفي الكشف 1/ 356 الى غير حمزة وأبي بكر والكسائي، وفي التيسير 90 استبدل أبا عمرو بأبي بكر، وفي الجامع 4/ 417 الى محمد بن السميفع مع فتح الراء، وفي البحر 3/ 63 زاد أبا السمال واقتصر عليه في الكشاف 1/ 418، وفي حجة ابن خالويه 89، والمشكل 108، والإملاء 1/ 150 بلا نسبة.

(2)

. في معاني القرآن 1/ 234 الى أصحاب عبد الله، وفي الطبري 7/ 236 الى عامة قراء الكوفة، وفي السبعة 216 الى حمزة وعاصم والكسائي، وفي الكشف 1/ 356 استبدل أبا بكر بعاصم وكذلك في التيسير 90، وفي البحر 3/ 62 الى الأخوين وأبي بكر والأعمش وفي حجة ابن خالويه 89 والمشكل 108 والإملاء 1/ 150 بلا نسبة.

(3)

. الضم في «قرح» لغة تميم والفتح لغة الحجاز والضم في «ضعف» لغة الحجاز والفتح لغة تميم اللهجات 191 و 193.

(4)

. لعلهم التميميون قياسا على ما جاء في اللهجات 415 وما بعدها.

(5)

. نقله في زاد المسير 1/ 468 والجامع 4/ 221 والبحر 3/ 67.

(6)

. ورد هذا التعبير في سبعة عشر موضعا من الكتاب الكريم، أولها في البقرة/ 180 وآخرها لقمان 31/ 9.

ص: 81

[النساء/ 122]«1» ورَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ [الكهف/ 82]«2» وصُنْعَ اللَّهِ [النمل/ 88] وكِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ [النساء/ 24] إنما هو من «صنع الله ذلك صنعا» فهذا تفسير كل شيء في القرآن من نحو هذا، وهو كثير.

وقال تعالى: وَما كانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا [الآية 147] : وقال: وَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا [الأعراف/ 82]«3» وقال: ما كانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا [الجاثية/ 25] ف أَنْ قالُوا هو الاسم الذي يرفع ب وَما كانَ لأن أن الخفيفة وما عملت فيه بمنزلة الاسم، تقول:«أعجبني أن قالوا» وإن شئت رفعت أول هذا كله وجعلت الآخر في موضع نصب على خبر كان «4» . قال الشاعر [من الطويل هو الشاهد الستون بعد المائة] :

لقد علم الأقوام ما كان داءها

بثهلان إلّا الخزي ممّن يقودها «5»

وان شئت «ما كان داؤها الا الخزي» .

وقال تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ [الآية 153] لأنك تقول: «أصعد» أي: مضى وسار و «أصعد الوادي» أي: انحدر فيه. وأما «صعد» فانه: ارتقى «6» .

وقال: فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ [الآية 153] أي: على غمّ. كما قال:

(1) . ورد هذا التعبير في مواضع كثيرة من الكتاب الكريم، أولها النساء/ 122 وانظر «المعجم المفهرس» 754.

(2)

. وانظر المعجم المفهرس 305، لغير هذا الموضع.

(3)

. اما في النمل 27/ 56 والعنكبوت 29/ 24 و 29 فبالفاء: فَما كانَ.

(4)

. جاء ضم الاسم على انه اسم كان، وأن المصدر المؤول خبرها في آية النمل الى الأعمش، و «الكشاف 3/ 374» ، وفي العنكبوت 24 الى سالم الأفطس وعمرو بن دينار «الجامع 3/ 338» وفي الكشاف 3/ 450 بلا نسبة. وجاء في الجاثية بلا نسبة في الكشاف 4/ 291، أما نصب الاسم خبرا لكان على أن يكون المصدر المؤول اسمها، فجاء في آل عمران بلا نسبة في الجامع 4/ 231 وفي العنكبوت 24 الى العامة في الجامع 13/ 338 وبلا نسبة لنسبه في الكشاف 3/ 450، وفي الجاثية كذلك في الكشاف 4/ 291.

(5)

. الشاهد في الكتاب وتحصيل عين الذهب 1/ 24 وشواهد الكتاب 79 ب «وقد» وهو في شرح المفصّل لابن يعيش 7/ 96 كما رواه الأخفش. ولم يشر اليه النحاس في شرح أبيات الكتاب. مما يدل على خرم في مخطوطته. [.....]

(6)

. نقله في التهذيب «صعد» 2/ 7 وفي الصحاح «صعد» وزاد فقال: «وأصعد» في الوادي وصعّد تصعيدا أي انحدر فيه، وأهمل «صعد» .

ص: 82

فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [طه/ 71] ومعناه على جذوع النخل وكما قال: «ضربني في السيف» يريد «بالسيف» وتقول: «نزلت في أبيك» أي: على أبيك.

وقال تعالى: إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [الآية 154]«1» بنصب «كله» ، ولك رفعها إذا جعلت «كلّا» اسما كقولك:«إنّ الأمر بعضه لزيد» . وإن جعلته توكيدا نصبت. وإن شئت نصبت على البدل، لأنك لو قلت «إنّ الأمر بعضه لزيد» لجاز على البدل، والصفة لا تكون في «بعض» . قال الشاعر «2» [من الكامل وهو الشاهد الحادي والستون بعد المائة] :

إنّ السّيوف غدوّها ورواحها

تركا فزارة مثل قرن الأعضب «3»

فابتدأ «الغدوّ» و «الرواح» وجعل الفعل لهما. وقد نصب بعضهم «غدوّها» و «رواحها» وقال: «تركت هوازن» فجعل «الترك» ل «السيوف» وجعل «الغدوّ» و «الرواح» تابعا لها كالصفة حتى صار بمنزلة «كلّها» .

وتقول إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ [الآية 154] على التوكيد «4» أجود وبه نقرأ.

وقال تعالى: لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ [الآية 154] وقد قال بعضهم (القتال)«5» و «القتل» أصوب فيما نرى، وقرأ بعضهم:(إلى قتالهم) و «القتل» أصوبهما إن شاء، لأنه قال: إِلى مَضاجِعِهِمْ.

وقال: وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ ما فِي صُدُورِكُمْ [الآية 154] : أي: كي يبتلي الله.

وقال تعالى: وَما أَصابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ [الآية 166] فجعل الخبر بالفاء لأنّ ما بمنزلة «الذي»

(1) . نقله في إعراب القرآن 1/ 89، والمشكل 1/ 177، والجامع 4/ 242.

(2)

. هو الأخطل التغلبي غياث بن غوث، ديوانه 28، والكامل 2/ 726، والخزانة 2/ 372.

(3)

. في الديوان «تركت هوازن» بدل «تركا فزارة» ، وكذلك في الكامل والخزانة وفي شرح الأشموني 3/ 135.

(4)

. في الطبري 7/ 323 الى عامة قراء الحجاز والعراق، وفي السبعة 217 والتيسير 91 الى القراء كلهم إلا أبا عمرو، وزاد في الجامع 4/ 242 يعقوب. وفي معاني القرآن 1/ 243 والحجة 90 بلا نسبة. اما الرفع، ففي الطبري 7/ 323 إلى بعض قراء أهل البصرة وفي السبعة 217 والتيسير 91 إلى أبي عمرو، وفي الجامع 4/ 242 زاد يعقوب، وفي معاني القرآن 1/ 243 والحجة 90 بلا نسبة.

(5)

. في البحر 3/ 90 الى الحسن والزهري، وفي الكشاف 1/ 429 بلا نسبة.

ص: 83

وهو في معنى «من» ، و «من» تكون في المجازاة ويكون جوابها بالفاء.

وقال تعالى أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا [الآية 156] وواحد «الغزّى» «غاز» مثل «شاهد» و «شهّد» .

وقال تعالى: وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ [الآية 157] . فان قيل كيف يكون لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ [الآية 157] جواب ذلك الأول؟ فكأنه حين قال وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ ذكر لهم مغفرة ورحمة، إذ كان ذلك في السبيل، فقال لَمَغْفِرَةٌ يقول:

«لتلك المغفرة خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [الآية 157] «1» » .

وقال: وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158) وان شئت قلت (قتلتم) .

وقال تعالى: فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ [الآية 159] يقول: «فبرحمة» وما زائدة.

وقال تعالى: وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ [الآية 161]«2» وقرأ بعضهم:

(يغلّ)«3» وكلّ صواب، والله أعلم، لأنّ المعنى «أن يخون» أو «يخان» .

وقال: أَوَلَمَّا أَصابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ [الآية 165] فهذه الألف ألف الاستفهام دخلت على واو العطف، فكأنه قال:

«صنعتم كذا وكذا ولمّا أصابتكم» ثم أدخل على الواو ألف الاستفهام.

وقال: فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ [الآية 166] فجعل الخبر بالفاء لأنّ ما أَصابَكُمْ [الآية 166] : الذي أصابكم.

(1) . في المصحف: يجمعون بالياء، وهي في السبعة 218 الى عاصم في رواية، وفي الكشف 1/ 362 والتيسير 91 الى حفص، وفي البحر 3/ 96 الى حفص عن عاصم. اما تجمعون بالتاء، فهي في البحر 3/ 96 الى الجمهور، وفي السبعة 218 استثنى عاصما برواية حفص وفي الكشف 1/ 362 والتيسير 91 الى غير حفص.

(2)

. في معاني القرآن 1/ 246 الى ابن عباس وأبي عبد الرحمن السلمي وفي الطبري 7/ 348 الى جماعة من قراء الحجاز والعراق، وفي السبعة والتيسير 91 والكشف 1/ 363 الى ابن كثير وأبي عمرو وعاصم، وزاد في الأخير ان النبي (ص) وابن عباس قرءا بها، وفي البحر 3/ 101 لم يذكر قراءة النبي (ص) ، اما في الحجة 91 والجامع 4/ 255، فبلا نسبة.

(3)

. في معاني القرآن 1/ 246 الى بعض أهل المدينة وأصحاب عبد الله، وفي الطبري 7/ 353 الى معظم قراء أهل المدينة والكوفة، وفي السبعة 218 والكشف 1/ 363 والتيسير 91 الى غير ابن كثير وأبي عمرو وعاصم، وفي البحر 3/ 101 الى ابن مسعود وباقي السبعة من لم يأخذ بالأخرى، وفي حجة ابن خالويه 91 والجامع 4/ 255 بلا نسبة.

ص: 84

وقال وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ لأنّ معناه:

«فهو بإذن الله» «وهو ليعلم» .

وقال: الَّذِينَ قالُوا لِإِخْوانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطاعُونا ما قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ [الآية 168] أي: قل لهم:

فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ وأضمر «لهم» .

وقال تعالى: فَزادَهُمْ إِيماناً [الآية 173] يقول: «فزادهم قولهم إيمانا» .

وقال: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ [الآية 175] يقول: «يرهب النّاس أولياءه» أي: بأوليائه.

وقال: لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ [الآية 187]«1» يقول: «استحلفهم ليبيّننّه ولا تكتمونه» وقال «لتبيّننّه ولا تكتمونه» أي: قل لهم: «والله لتبيّننّه ولا تكتمونه» .

وقال: أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى [الآية 195] أي:

فاستجاب: بأنّي لا أضيع عمل عامل منكم. أدخل فيه من زائدة كما تقول «قد كان من حديث» ومن ها هنا لغو لأنّ حرف النفي قد دخل في قوله لا أُضِيعُ.

وقال: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ [الآية 180] فأراد «ولا تحسبنّ البخل هو خيرا لهم» فألقى الاسم الذي أوقع عليه الحسبان وهو «البخل» ، لأنّه قد ذكر الحسبان وذكر ما آتاهم الله من فضله فأضمرهما إذا ذكرهما. وقد جاء من الحذف ما هو أشدّ من هذا، قال الله تعالى لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ [الحديد/ 10] ولم يقل «ومن أنفق من بعد» لأنه لما قال أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ [الحديد/ 10] كان فيه دليل على أنه قد عناهم.

وقال تعالى:

(1) . في المصحف الشريف: لتبيننه

تكتمونه. بالتاء، وهي في الطبري 7/ 462 الى معظم قراء أهل المدينة والكوفة، وفي السبعة 221 الى نافع وابن عامر وحمزة والى عاصم في رواية، وفي التيسير 93 الى غير أبي عمرو وابن كثير، وفي الجامع 4/ 305 الى أبي عمرو وعاصم في رواية ابي بكر وأهل مكة، وفي البحر 3/ 136 الى السبعة ما عدا أبا بكر وأبا عمرو وابن كثير. أما القراءة بالياء في كل فهي في الطبري 7/ 462 الى «آخرون» وفي السبعة 221 الى ابن كثير وأبي عمرو والى عاصم في رواية، وأغفل في التيسير 93 عاصما، وأغفل في البحر 3/ 136 عاصما وزاد أبا بكر، وفي الجامع 4/ 305 الى غير أبي عمرو وعاصم في رواية أبي بكر وأهل مكة والى ابن عباس.

ص: 85

سَنَكْتُبُ ما قالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ [الآية 181] وقد مضى لذلك دهر، فإنّما يعني:

«سنكتب ما قالوا على من رضي به من بعدهم أيام يرضاه» .

وأما قوله: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ [الآية 188] فإنّ: الآخرة بدل من الأولى والفاء زائدة. ولا تعجبني قراءة من قرأ الأولى بالياء «1» إذ ليس لذلك مذهب في العربية، لأنه إذا قال: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا فإنّه لم يوقعه على شيء.

(1) . في الطبري 7/ 428 الى غير من قرأ بقراءة التاء، وفي السبعة 219 الى ابن كثير وابن عمرو ونافع والكسائي مع كسر السين، وفي 220 الى ابن عامر وعاصم مع فتح السين، وفي البحر 3/ 128 الى السبعة إلّا حمزة وفي حجة ابن خالويه 92 بلا نسبة. أما القراءة بالتاء، ففي الطبري 7/ 431 الى جماعة من أهل الحجاز والعراق، وفي السبعة 220 والجامع 4/ 290 والبحر 3/ 127 الى حمزة، وفي حجة ابن خالويه 92 بلا نسبة.

ص: 86