المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ما وقع من الحوادث سنة 753] - النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة - جـ ١٠

[ابن تغري بردي]

فهرس الكتاب

- ‌[الجزء العاشر]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 742]

- ‌ذكر ولاية الملك المنصور أبى بكر ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون على مصر

- ‌ذكر ولاية الملك الناصر أحمد على مصر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 743]

- ‌ذكر ولاية الملك الصالح إسماعيل على مصر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 744]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 745]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 746]

- ‌ذكر سلطنة الملك الكامل شعبان على مصر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 747]

- ‌ذكر سلطنة الملك المظفر حاجّى على مصر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 748]

- ‌ذكر سلطنة الملك الناصر حسن الأولى على مصر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 749]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 750]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 751]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 752]

- ‌ذكر سلطنة الملك الصالح صالح ابن السلطان الملك الناصر محمد ابن السلطان الملك المنصور قلاوون

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 753]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 754]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 755]

- ‌سلطنة الملك الناصر حسن الثانية على مصر

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 756]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 757]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 758]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 759]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 760]

- ‌[ما وقع من الحوادث سنة 761]

- ‌استدراكات

- ‌باب الصفا

- ‌شارع نجم الدين

- ‌العش

- ‌حلوان

الفصل: ‌[ما وقع من الحوادث سنة 753]

لكون الصالح كان يميل إلى طاز، فاعتذر شيخون بأعذار غير مقبولة، وأراد إبقاء الصالح. فلم يوافقوه وما زالوا به حتى أذعن واتفقوا على خلعه فخلع، وأعيد الملك الناصر حسب ما يأتى ذكره فى ترجمته.

وكان خلع الملك الصالح صالح فى يوم الاثنين ثانى شوّال سنة خمس وخمسين وسبعمائة، فكانت مدّة سلطنته بالديار المصرية ثلاث سنين وثلاثة أشهر وأربعة عشر يوما، وحبس بالقلعة فى بعض دورها إلى أن توفّى بها فى ذى الحجة سنة إحدى وستين وسبعمائة، وله نحو سبع وعشرين سنة. ودفن بتربة «1» عمّه الملك الصالح علىّ بن قلاوون [الخاتونية] بالقرب من المشهد النفيسى خارج القاهرة.

وكان- رحمه الله ملكا جليلا مليح الشكل عاقلا لم تشكر سيرته ولم تذم، لأنه لم يكن له فى سلطنته إلا مجرّد الاسم فقط، لغلبة شيخون وطاز وصرغتمش على الأمر، لأنهم كانوا هم حلّ المملكة وعقدها واليهم أمورها لا لغيرهم.

وأمّا أمر طاز فانه يأتى- إن شاء الله تعالى- فى أوّل سلطنة الملك الناصر حسن، بعد ذكر حوادث سنى الملك الصالح هذا، كما هى عادة هذا الكتاب انتهى والله سبحانه أعلم.

*** ‌

[ما وقع من الحوادث سنة 753]

السنة الأولى من سلطنة الملك الصالح صالح ابن الملك الناصر محمد بن قلاوون على مصر وهى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، على أنه حكم من السنة الماضية من سابع عشر جمادى الآخرة إلى آخرها.

ص: 287

وفيها (أعنى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة) : توفّى قاضى القضاة نجم الدين محمد الأذرعى الشافعى بدمشق على قضائها، وتولى بعده قضاء دمشق قاضى القضاة كمال الدين المعرّى قاضى قضاة حلب.

وتوفّى الشيخ الإمام العلّامة فريد دهره ووحيد عصره، زين الدين المعروف بالعضد العجمى «1» الحنفى رحمه الله تعالى، كان إما بارعا مفتنّا فقيها مصنّفا، وله اليد الطّولى فى علم المعقول والمنقول، وتولى قضاء القضاة بممالك القان بو سعيد ملك التتار بل كان هو المشار اليه بتلك الممالك، والمعوّل على فتواه وحكمه، وتصدّى للإقراء والإفتاء والتصنيف عدّة سنين. ومن مصنفاته «شرح المختصر لابن الحاجب» و «المواقف» و «الجواهر» وغير ذلك فى عدّة فنون «2» ، وكان رحمه الله كريما عفيفا جواد احسن السّيرة مشكور الطريقة.

وتوفّى الأديب الفاضل الشاعر بدر الدين أبو على الحسن بن على المغربى المعروف بالزّغارى الشاعر المشهور، مات عن نيف وخمسين سنة. ومن شعره قوله:[الرجز]

أعجب ما فى مجلس اللهو جرى

من أدمع الرّاووق لما انسكبت

لم تزل البطّة فى قهقهة

ما بيننا تضحك حتى انقلبت

قال وله أيضا: [البسيط]

قالت وقد أنكرت سقامى

لم أر ذا «3» السّقم يوم بينك

لئن أصابتك عين غيرى

فقلت لا عين بعد عينك

ص: 288

قال وله أيضا: [المتقارب]

فتنت بأسمر جلو اللّمى

لسلوانه الصّبّ لم يستطع

تقطّع قلبى وما رقّ لى

ودمعى يرقّ ولا ينقطع

وتوفّى النّوين أرتنا «1» ، وقيل: أرطنا سلطان بلاد الروم، كان نائبا عن السلطان بو سعيد بن خربندا ملك التتار بجميع ممالك الروم، ودام على ذلك سنين، فلمّا مات بو سعيد كاتب أرتنا هذا السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون وقال له: أريد أن أكون نائبك بممالك الروم، فأجابه الملك الناصر محمد وكتب له بذلك، وأرسل اليه الخلع السنيّة وكتب له:«نائب السلطنة الشريفة بالبلاد الرومية «2» » ولم تزل رسله تتردّد إلى الديار المصرية إلى أن مات فى أوائل المحرّم من هذه السنة، رحمه الله تعالى.

وكان ملكا عارفا عاقلا سيوسا مدبّرا، طالت أيامه فى السعادة.

وتوفّى الأمير سيف الدين تلك «3» بن عبد الله الناصرى الأمير آخور بغزّة فى عوده إلى الديار المصرية، وقد تقدّم ذكره فى عدّة أماكن من هذا الكتاب.

ص: 289