الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من قال أنا: جندى خلق، لقد صدق. عندى قبا، من عهد نوح، على الفتوح لو صادفوا شمس السطوح، كان احترق
ورقصوا بها بين يدى السلطان حسن، أشاروا «بالجندى خلق» إلى يلبغا وهو واقف بين يدى السلطان حسن والسلطان حسن يضحك ويستعيدها منهم فغضب من ذلك يلبغا وحقد على أستاذه السلطان وهذا يبعد وقوعه لكنّه قد قيل.
قلت: وقد أثبتنا هذه البلّيقة- والتى عملها الشيخ زين الدين عبد الرحمن ابن الخرّاط فى الفقيه التى أوّلها:
من قال أنا
…
فقيه بشر
لقد فشر
- فى تاريخنا المنهل الصافى فى ترجمة ابن الخرّاط المذكور بتمامها وكمالها وهما من أظرف البلاليق فى معناهما. والله أعلم. انتهى.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 756]
السنة الأولى من سلطنة الملك الناصر حسن الثانية على مصر وهى سنة ست وخمسين وسبعمائة على أنه حكم- فى السنة الخالية بعد خلع أخيه الملك الصالح صالح- من شوّال إلى آخرها.
وفيها (أعنى سنة ست وخمسين) توفّى قاضى القضاة شيخ الإسلام «1» تقىّ الدين أبو الحسن على بن زين الدين عبد الكافى بن علىّ بن تمّام بن يوسف بن موسى ابن تمّام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علىّ بن سوار بن سليم الأنصارى
السّبكى الشافعى- رحمه الله تعالى- بشاطئ النيل فى ليلة «1» الاثنين رابع جمادى الآخرة، ومولده فى [أول يوم من «2» ] شهر صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة بسبك الثلاث «3» وهى قرية بالمنوفية من أعمال الديار المصرية بالوجه البحرى، وكان- رحمه الله إماما عالما بالفقه والأصلين والحديث والتفسير والنحو والأدب وفى شهرته ما يغنى عن الإطناب فى ذكره. وقد استوعبنا ترجمته فى تاريخنا «المنهل الصافى» بأوسع من هذا فلينظر هناك لمن أراد ذلك. ومن شعره:[الكامل]
إنّ الولاية ليس فيها راحة
…
إلّا ثلاث يتّبعها «4» العاقل
حكم بحقّ أو إزالة باطل
…
أو نفع محتاج سواها باطل
وتوفّى قاضى القضاة نور الدين أبو الحسن على بن عبد النصير «5» بن على السّخاوىّ «6»
المصرى المالكى قاضى قصاة الديار المصرية بها وقد قارب الثمانين سنة فى ليلة الاثنين ثانى «1» جمادى الأولى ودفن بالقرافة.
وتوفّى الشيخ الأديب «2» شمس الدين محمد بن يوسف بن عبد الله الدّمشقى الشاعر المشهور المعروف بالخيّاط بطريق الحجاز. ومن شعره قوله. [السريع]
خلّفت بالشام حبيبى وقد
…
يمّمت مصرا لغنى طارق
والأرض قد طالت فلا تبعدى
…
بالله يا مصر على عاشق
وتوفّى القاضى تاج الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد المنعم بن عبد «3» الرحمن ابن عبد الحق السّعدىّ البارنبارى «4» المصرىّ كاتب سرّ طرابلس وكان فاضلا كاتبا
خدم الملوك وباشر كتابة سر طرابلس. وكان له شعر جيّد وكتابة حسنة. رحمه الله تعالى.
وتوفّى الشيخ الإمام العلّامة شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن يوسف [بن عبد «1» الدائم] بن محمد الحلبى النحوى المقرئ الفقيه الشافعى المعروف بابن السّمين- رحمه الله فى جمادى»
الآخرة، وكان إماما عالما أفتى ودرّس وأقرأ عدّة سنين.
وتوفّى الأمير سيف الدين قبلاى بن عبد الله الناصرى فى يوم الأربعاء ثالث شهر ربيع الأول، وكان أصله من مماليك الناصر محمد بن قلاوون، وولى نيابة الكرك ثم الحجوبية الثانية بمصر، ثم نقل الى الحجوبية الكبرى بها، ثم ولى نيابة السلطنة بالديار المصرية. وقد تقدّم من ذكره نبذة جيدة فى عدّة تراجم.
وتوفّى القاضى زين الدين خضر ابن القاضى تاج الدين محمد بن زين الدين خضر بن جمال الدين عبد الرحمن بن علم الدين سليمان بن نور الدين علىّ كاتب الإنشاء بالديار المصرية. ومولده ليلة الأحد رابع ذى الحجة سنة عشر وسبعمائة.
كان فاضلا قادرا على الكتابة سريعها، يكتب من رأس القلم التواقيع والمناشير واعتمد القاضى علاء الدين على بن فضل الله عليه. وكان له نظم ونثر. رحمه الله تعالى. ومن شعره فى مقصّ قوله:[الطويل]
يحرّكنى مولاى فى طوع أمره
…
ويسكننى [شانيه «3» ] وسط فؤاده
ويقطع بى إن رام قطعا وإن يصل
…
يشقّ بحدّى الوصل عند اعتماده