الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفّى الأمير سيف الدين بهادر بن عبد الله الجوبانىّ رأس نوبة.
وتوفّى الأمير سيف الدين بكا الخضرىّ «1» الناصرى موسّطا بسوق الخيل فى رابع «2» شهر رجب، وقد مرّ من ذكره نبذة فى ترجمة الملك الصالح إسماعيل.
وتوفّى الشيخ الإمام تاج الدين أبو المحاسن عبد الباقى بن عبد المجيد اليمانىّ المخزومىّ الشافعى الأديب الكاتب بالقدس الشريف فى هذه السنة عن ثلاث وستين سنة.
وتوفّى الشيخ الإمام الخطيب محيى الدين محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهّاب ابن على بن أحمد أبو المعالى السّلمى الشافعى خطيب بعلبك فى ليلة الأربعاء تاسع شهر رمضان. ومولده فى شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة. وكان فاضلا عالما خطيبا فصيحا، وكتب الخطّ المنسوب.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وإصبعان. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا سواء. والله تعالى أعلم.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 744]
السنة الثانية من ولاية الملك الصالح إسماعيل على مصر، وهى سنة أربع وأربعين وسبعمائة.
فيها توفّى قاضى القضاة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن علىّ بن أحمد بن علىّ ابن عبد الحقّ قاضى القضاة الحنفيّة بالديار المصريّة وهو مقيم بدمشق. وكان إماما عالما بارعا أفتى ودرّس سنين وناب فى الحكم، ثم استقلّ بقضاء القضاة بالديار المصرية وحسنت سيرته.
وتوفّى الأمير سيف الدين وقيل شمس الدين آق سنقر بن عبد الله السّلّارى نائب السلطنة بالديار المصريّة قتيلا بثغر الإسكندرية فى السجن. وكان أصله من مماليك الأمير سلّار واتّصل بعده بخدمة الملك الناصر محمد بن قلاوون فرقّاه إلى أن ولّاه نيابة غزّة ثم صفد. ثم ولى بعد موت الملك الناصر نيابة السلطنة بالديار المصرية. وقد تقدّم ذكره فى ترجمة الملك الصالح هذا والتعريف بأحواله وكرمه إلى أن قبض عليه وسجن، ثم قتل. وكان من الكرماء الشّجعان.
وتوفّى الأمير علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله الماردانى الناصرىّ الساقىّ نائب حلب بها. وكان ألطنبغا أحد مماليك الملك الناصر محمد بن قلاوون وخاصّكيّته وأحد من شغف بمحبته ورقّاه فى مدّة يسيرة، حتّى جعله أمير مائة ومقدّم ألف، وزوّجه بابنته. ثم وقع له أمور بعد موته ذكرناها فى تراجم: المنصور والأشرف والناصر والصالح أولاد الملك الناصر محمد بن قلاوون إلى أن ولى نيابة حماة، ثم حلب بعد الأمير طقزدمر فباشر نيابة حلب نصف سنة، وتوفّى ولم يبلغ من العمر خمسا وعشرين سنة. وكان أميرا شابّا لطيف الذات، حسن «1» الشكل، كريم الأخلاق مشهورا بالشجاعة والكرم. وهو صاحب الجامع «2» المعروف به خارج باب زويلة.
وقد تقدّم ذكر بنائه فى ترجمة أستاذه الملك الناصر محمد.
وتوفّى الأمير الأديب الشاعر علاء الدين ألطنبغا بن عبد الله الجاولى. أصله من مماليك بن باخل «3» . ثم صار إلى الأمير علم الدين سنجر الجاولى فجعله دواداره لمّا كان نائب غزّة فعرف به، ثم تنقّلت به الأحوال حتى صار من جملة أمراء دمشق إلى أن مات بها فى شهر ربيع الأول.
قلت: وهو أحد فحول الشعراء من الأتراك لا أعلم أحدا من أبناء جنسه فى رتبته فى نظم القريض، اللهم إلا إن كان أيدمر المحيوى فيمكن. ومن شعر ألطنبغا المذكور:
ردفه زاد فى الثّقالة حتّى
…
أقعد الخصر والقوام سويّا
نهض الخصر والقوام وقاما
…
وضعيفان يغلبان قويّا
وله:
وبارد الثغر حلو
…
بمرشف فيه حوّه
وخصره فى انتحال
…
يبدى من الضعف قوّه
وله:
وصالك والثريّا فى قران
…
وهجرك والجفا فرسا رهان
فديتك ما حفظت لشؤم بختى «1»
…
من القرآن إلّا لن ترانى
وله:
يقول لى العاذل فى لومه
…
وقوله زور وبهتان
ما وجه من أحببته قبلة
…
قلت ولا قولك قرآن
وقد سقنا من شعره قطعة جيّدة فى تاريخنا «المنهل الصافى والمستوفى بعد الوافى» .
وتوفّى القاضى شرف الدين أبو بكر بن محمد ابن الشهاب محمود كاتب سرّ مصر ثم دمشق فى شهر ربيع الأوّل. وكان فاضلا بارعا فى صناعته، وهو من بيت علم وفضل ورياسة وإنشاء. وكان فاضلا مترسّلا رئيسا نبيلا، وله نظم رائق ونثر فائق. ومن شعره.
بعثت رسولا للحبيب لعلّه
…
يبرهن عن وجدى له ويترجم
فلمّا رآه حار من فرط حسنه
…
وما عاد إلّا وهو فيه متيّم
وتوفّى الأمير سيف الدين طرغاى «1» الجاشنكير الناصرىّ نائب حلب وطرابلس فى شهر رمضان. وكان من أعيان مماليك الملك الناصر وأمرائه. وكان شجاعا مقداما سيوسا. ولى الولايات والأعمال الجليلة.
وتوفّى الأمير علاء الدين آقبغا عبد الواحد الناصرىّ بحبسه بثغر الإسكندرية، وقد تكرّر ذكره فى ترجمة أستاذه الملك الناصر فى مواطن كثيرة، وفى أوّل ترجمة الملك المنصور أبى بكر أيضا، وكيف كان القبض عليه، وما وقع له من المصادرة وغير ذلك إلى أن ولى نيابة حمص ثم عزل وقبض عليه وحبس إلى أن مات.
وكان أصله من مماليك الناصر محمد وأخا زوجته خوند طغاى، وتولّى فى أيام أستاذه عدّة وظائف وولايات، منها أنه كان من جملة مقدّمى الألوف ثم أستادار.
ثم مقدّم المماليك السلطانية، وشادّ العمائر وكان يندبه لكلّ أمر مهمّ فيه العجلة لمعرفته بشدّة بأسه وقساوة قلبه، وكثرة ظلمه. وكان من أقبح المماليك الناصرية سيرة.
وهو صاحب المدرسة «2» على يسار الداخل إلى الجامع الأزهر والدار بالقرب من الجامع المذكور.
وتوفّى الشيخ حسن بن تمرتاش بن جوبان متملّك تبريز والعراق فى شهر رجب.
وكان من أعظم الملوك، وكان داهية صاحب حيل ومكر وخديعة. وكان كثير العساكر من التّرك وغيرها.
وتوفّى القاضى زين الدين إبراهيم بن عرفات بن صالح بن أبى المنى القنائىّ الشافعى قاضى قنا. كان فقيها رئيسا كثير الأموال. كان يتصدّق فى كلّ سنة بألف دينار فى يوم واحد مع مكارم وإنعام.
وتوفّى الشيخ الإمام شمس الدين محمد بن على بن أيبك السّروجىّ. مولده بمصر فى ذى الحجة سنة أربع عشرة وسبعمائة، ومات بحلب فى الثامن من شهر ربيع الأوّل.
وتوفّى المحدّث شهاب الدين أحمد بن أبى الفرج الحلبى بمصر بعد أن حدث عن النّجيب «1» والأبرقوهىّ «2» والرّشيد «3» بن علّان وغيرهم «4» . ومولده فى شهر رمضان سنة خمسين وستمائة.
وتوفّى القاضى علم الدين سليمان بن إبراهيم بن سليمان المعروف بابن المستوفى المصرى ناظر الخاصّ بدمشق فى جمادى الآخرة. وله فضيلة وشعر جيّد، وكان يعرف بكاتب قراسنقر، فإنه كان بخدمته. وباشر عدّة وظائف بدمشق: نظر البيوت ثم نظر الخاصّ ثم صحابة الديوان. وكان بارعا فى صناعة الحساب ويكتب الخط المليح. وله يد فى النظم وقدرة على الارتجال، وكان يتكلّم فصيحا باللغة التركية.
ومن شعره:
غرامى فيك قد أضحى غريمى
…
وهجرك والتّجنّى مستطاب
وبلواى ملالك لا لذنب
…
وقولك ساعة التسليم طابوا