الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتسعين وستمائة. وكان- رحمه الله إماما عالما خطيبا فصيحا مصنّفا ولى خطابة جامع «1» الأمير أيدمر الخطيرى ببولاق وإمامته ودرّس به وهو أوّل من ولى خطابته وإمامته. ومن مصنّفاته: كتاب «جامع المختصرات «2» » وكتاب «المنتقى «3» » وعلّق على «التنبيه «4» » استدراكات، وله غير ذلك. والله أعلم.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وأربع أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وعشرون إصبعا. والله أعلم.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 758]
السنة الثالثة من سلطنة الملك الناصر حسن الثانية على مصر وهى سنة ثمان وخمسين وسبعمائة.
فيها توفّى الأمير الكبير أتابك العساكر شيخون بن عبد الله العمرى الناصرى اللالا مدبّر الممالك الإسلامية بالديار المصرية فى السابع من ذى الحجة بالقاهرة من جرح أصابه لمّا ضربه قطلوخجا السلاح دار فى موكب السلطان حسن حسب ما تقدّم ذكره فى ترجمة السلطان حسن هذه الثانية. وقيل: كانت وفاته فى أواخر ذى القعدة «5» وسنّه نيّف على خمسين سنة. وكان أصله من كتابية الملك الناصر محمد ابن قلاوون وكان تركىّ الجنس، جلبه خواجا «6» عمر من بلاده وباعه للملك الناصر
وترقّى بعد موت الملك الناصر حتى صار أتابك العساكر بالديار المصرية، وهو أوّل من سمّى بالأمير الكبير، وليها بخلعة، وصارت من بعده وظيفة. وهو صاحب الجامع «1» والخانقاه «2» بخطّ صليبة أحمد بن طولون. وقد تقدّم من ذكره فى ترجمة الملك الناصر حسن والملك الصالح صالح وغيرهما ما يستغنى عن ذكره هنا ثانيا. ودفن بخانقاته المذكورة. وفى شيخون يقول بعض شعراء عصره مضمّنا:[البسيط]
شيخو الأمير المفدّى كلّه حسن
…
حوى المحاسن والحسنى ولا عجب
دع الذين يلومونى عليه سدى
…
ليذهبوا فى ملامى أيّة ذهبوا
وتوفّى الشيخ الإمام العالم العلّامة قوام الدين أبو حنيفة أمير كاتب بن أمير عمر ابن أمير غازى «3» الفارابى الإتقانى الحنفى بالقاهرة، ودفن بالصحراء خارج القاهرة- وكان رحمه الله إماما عالما مفتنّا بارعا فى الفقه واللغة العربية والحديث وأسماء الرجال وغير ذلك من العلوم، وله تصانيف كثيرة منها:«شرح الهداية «4» » فى عشرين مجلّدا «وشرح «5» الأخسيكتي» «وشرح «6» البزدوى» ولم يكمّله، وولى التدريس بمشهد أبى حنيفة ببغداد. ثم قدم دمشق فأفتى بها ودرّس واشتغل وصنّف بدمشق كتابا فى منع رفع اليدين فى الصلاة فاضلا عن تكبيرة الافتتاح. ثم طلب الى القاهرة
مكرّما معظّما حتى حضرها وصار بها من أعيان العلماء لا سيّما عند الأمير صرغتمش الناصرى، فإنه لأجله بنى مدرسته «1» بالصليبة حتى ولّاه تدريسها. ولما مات- رحمه الله تعالى- ولى تدريس الصّرغتمشية العلّامة أرشد الدين السرائى الحنفى.
وتوفّى قاضى القضاة نجم الدين أبو إسحاق إبراهيم ابن القاضى عماد الدين أبى الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد المنعم بن عبد الصمد الطّرسوسى ثم الدمشقى الحنفى قاضى قضاة الحنفية بدمشق بها عن نحو أربعين سنة وكان- رحمه الله إماما عالما علّامة أفتى ودرّس وناب فى الحكم عن والده بدمشق ثم استقل بالوظيفة من بعده عدّة سنين وحمدت سيرته. وله مصنّفات كثيرة منها: كتاب «رفع الكلفة عن الإخوان فى ذكر ما قدّم القياس على الاستحسان» وكتاب «مناسك الحج» مطوّل وكتاب «الاختلافات الواقعة فى المصنّفات» وكتاب «محظورات الإحرام» وكتاب «الإرشادات فى ضبط المشكلات» عدّة مجلدات وكتاب «الفتاوى فى الفقه» وكتاب «الإعلام فى مصطلح الشهود والأحكام «2» » وكتاب «الفوائد «3» المنظومة فى الفقه» .
وتوفّى الأمير سيف «4» الدين أرغون بن عبد الله الكاملى المعروف بأرغون الصّغير بالقدس بطّالا قبل أن يبلغ الثلاثين سنة من العمر وكان أرغون خصيصا عند الملك الكامل ثم عند أخيه الملك الصالح إسماعيل وترقّى حتى صار أمير مائة ومقدّم ألف بديار مصر. ثم ولى نيابة حلب ثم نيابة الشام ثم أعيد الى نيابة حلب ثانيا الى أن طلب الى القاهرة وقبض عليه واعتقل بالإسكندرية مدّة ثم أخرج الى القدس
بطّالا، فمات به. وكان أميرا جليلا عارفا شجاعا كريما وفيه بر ومعروف وله مآثر، من ذلك بيمارستان «1» بحلب وغيره. رحمه الله تعالى.
وتوفّى الشيخ شهاب الدين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن إبراهيم ابن عبد المحسن العسجدىّ الشافعىّ. كان معدودا من فقهاء الشافعية. رحمه الله.
وتوفّى القاضى علاء الدين أبو الحسن على بن محمد بن الأطروش الحنفىّ محتسب القاهرة وقاضى العسكر بها كان من بياض الناس وله وجاهة. رحمه الله تعالى.
وتوفّى الشيخ الإمام العلّامة محبّ الدين أبو عبد الله محمود ابن الشيخ الإمام علاء الدين أبى الحسن على بن إسماعيل بن يوسف القونوىّ الشافعىّ فى يوم الأربعاء ثامن عشرين شهر ربيع الآخر وكان فقيها مصنّفا ومن مصنّفاته: «شرح ابن الحاجب فى الأصول» وكتاب «اعتراضات على شرح الحاوى» فى الفقه لأبيه.
وله غير ذلك.
أمر النيل فى هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وإصبع. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وست أصابع. والله أعلم.