الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأورد لَهُ أَيْضا سعدٌ حباك بِهِ خبال سعادوفى وَمَا وفتك بالميعاد
(أحبب بِهِ من زائر متعطف
…
لَو أَنه فِي وَصله متماد)
(حياك من كثبٍ تَحِيَّة محسنٍ
…
فَكَأَنَّمَا ناداك وسط النادي)
)
(مَا صد عَنْك سوى المشيب كصدها
…
إِذْ لاحظته فآذنت ببعاد)
(قد كَانَ لي شرخ الشيبة شافعاً
…
عِنْد الحسان مؤكداً لودادي)
لَو كَانَ حكمي فِي الشَّبَاب ذخرتهوجعلته من زِينَة الأعياد
(فَهُوَ بالجمال الرَّائِق الْحسن الَّذِي
…
لَو يستعد لَكَانَ خير عتاد)
(مَاذَا أحاول من ورودي منهلاً
…
أَسد العرين بحافيته عواد)
(يحمى بأطراف الرماح كَأَنَّهُ
…
مجد الْجواد سلالة الأجواد)
وَأورد لَهُ فِي صفة مصلوب
(أدرته بَعْدَمَا عفرت لبته
…
والجذع منبره والجو مَسْجده)
(كَأَنَّهُ ضارع لله يسْأَله
…
لَو كَانَ يشْكر مَا أولى وَيَحْمَدهُ)
وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بالقيروان وَقد قار بالسبعين فِي أول سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة وَوجدت عِنْد رَأسه رقْعَة فِيهَا مَكْتُوب
(أسفت وَحقّ لي أسفي
…
لما خلفت فِي الصُّحُف)
(لَعَلَّ الله يرحمني
…
بحب السَّادة السّلف)
(قرواش)
3 -
(صَاحب الْموصل)
قرواش بن مقلد بن الْمسيب بن رَافع الْأَمِير أَبُو المنيع مُعْتَمد الدولة ابْن الْأَمِير حسام الدولة الْعقيلِيّ صَاحب الْموصل وَقد خطب فِي بِلَاده للْحَاكِم ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك وخطب للقادر العباسي فَجهز صَاحب مصر جَيْشًا لحربه ووص إِلَى الْموصل
ونهبوا دَاره وَأخذُوا لَهُ من الذَّهَب مِائَتي ألف دِينَار فاستنجد عَلَيْهِم بدبيس بن صَدَقَة واجتمعا على حربهم فنصرا عَلَيْهِم وقتلا مِنْهُم خلقا كثيرا
وَكَانَ ظريفاً شَاعِرًا نهاباً وهاباً وَجمع بَين أُخْتَيْنِ فلاموه فَقَالَ خبروني مَا الَّذِي نَسْتَعْمِلهُ من الشَّرْع حَتَّى تتكلموا فِي هَذَا الْأَمر
وَقبض عَلَيْهِ بركَة بن أَخِيه وحبسه وتلقب زعيم الدولة فَلم تطل دولته فَقَامَ بعده أَبُو الْمَعَالِي قُرَيْش بن بدران بن مقلد ابْن أَخِيه فَأول ملك أخرج قرواشاً عَنهُ وذبحه صبرا وَقيل بل مَاتَ فِي سجنه سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة
وَفِي قرواش يَقُول الطَّاهِر الْجَزرِي
(وليلٍ كوجه البرقعيدي ظلمَة
…
وَبرد أغانيه وَطول قرونه)
(سريت ونومي فِيهِ نومٌ مشرد
…
كعقل سُلَيْمَان بن فهدٍ وَدينه)
(على أولقٍ فِيهِ مضاءٌ كَأَنَّهُ
…
أَبُو جابرٍ فِي طيشه وجنونه)
(إِلَى أَن بدا ضوء الصَّباح كَأَنَّهُ
…
سنا وَجه قرواشٍ وضوء جَبينه)
ودامت إِمَارَة قرواش خمسين سنة
حكى أَبُو الهيجاء لِأَن عمرَان بن شاهين قَالَ كنت أساير مُعْتَمد الدولة قرواشاً مَا بَين سنجار ونصيبين فَنزل ثمَّ استدعاني بعد الزَّوَال وَقد نزل هُنَاكَ بقصر يعرف بقصر الْعباد بن عَمْرو الغنوي وَهُوَ مطل على بساتين ومياه كَثِيرَة فَدخلت عَلَيْهِ فَوَجَدته قَائِما يتَأَمَّل كتابا فِي الْحَائِط فقرأتها فَإِذا هِيَ
(يَا قصر عَبَّاس بن عَمْرو
…
كَيفَ فارقك ابْن عرمك)
(قد كنت تغتال الدهور
…
فَكيف غالك ريب دهرك)
(واهاً لعزك بل لجودك
…
بل لمجدك بل لفخرك)
)
وَتَحْت الأبيات مَكْتُوب وَكتبه عَليّ بن عبد الله بن حمدَان سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة
وَهَذَا الْكتاب هُوَ سيف الدولة ابْن حمدَان وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب يَا قصر ضعضعك الزَّمَان وَحط من علياء قدرك
(ومحا محَاسِن أسطر
…
شرفت بِهن متون جدرك)
واها لكاتبها الْكَرِيم وَقدره الموفي بقدرك
وَتَحْت الأبيات مَكْتُوب وَكتبه الغضنفر بن الْحسن بن عَليّ بن حمدَان بِخَطِّهِ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وثلاثمائة
وَهَذَا هُوَ عدَّة الدولة ابْن نَاصِر الدولة الْحسن ابْن أخي سيف الدولة
وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب
(يَا قصر مَا فعل الأولى
…
ضربت قبابهم بعقرك)
(أخنى الزَّمَان عليم
…
وطواهم تَطْوِيل نشْرك)
(وآهاً لقاصر عمر من
…
يختال فِيك وَطول عمرك)
وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب وَكتبه الْمُقَلّد بن الْمسيب بن رَافع بِخَطِّهِ سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة
وَهَذَا هُوَ حسام الدولة أَبُو قرواش الْمَذْكُور وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب يَا قصر مَا فعل المرام الساكنون قديم عصرك
(عاصرتهم فبذذتهم
…
وشأوتهم طراً بصبرك)
(وَلَقَد أثار تفجعي
…
يَا ابْن الْمسيب رقم سطرك)
(وَعلمت أَنِّي لَاحق
…
بك دائباً فِي قفو ثغرك)
وَتَحْت ذَلِك مَكْتُوب وَكتبه قرواش بن الْمُقَلّد بن الْمسيب سنة إِحْدَى وَأَرْبَعمِائَة
قَالَ الرَّاوِي فعجبت بذلك وَقلت لَهُ السَّاعَة كتبت هَذَا فَقَالَ نعم وَقد هَمَمْت بهدم هَذَا الْقصر فَإِنَّهُ مشؤوم دفن الْجَمَاعَة فدعوت لَهُ بالسلامة وَلم يهدم الْقصر
وَسَيَأْتِي ذكر الْمُقَلّد وَالِده فِي مَكَانَهُ من حرف الْمِيم إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَمن شعر قرواش
(لله در النائبات فَإِنَّهَا
…
صدأ اللئام وصيقل الْأَحْرَار)
(مَا كنت إِلَّا وزبرةً فطبعتني
…
سَيْفا وَأطلق صرفهن غراري)
)
ومه أَيْضا
(وآلفةٍ للطيب لَيست تغبه
…
منعمة الْأَطْرَاف لينَة اللَّمْس)
(إِذا مَا دُخان الند من جيبها علا
…
على وَجههَا أَبْصرت غيماً على شمس)