الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القفصي الكفيف المغربي هُوَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم
والقفصي الْبَزَّاز الشَّاعِر المغربي هُوَ الْقَاسِم بن مَرْوَان
ابْن القف الطَّبِيب يَعْقُوب بن إِسْحَاق
الْقفال الْكَبِير الشَّافِعِي اسْمه مُحَمَّد بن عَليّ بن إِسْمَاعِيل
الْقفال الصَّغِير الشَّافِعِي اسْمه عبد الله بن أَحْمد
القلانسي مُفِيد بَغْدَاد اسْمه أَحْمد بن عَليّ
أَوْلَاد القلانسي جمَاعَة مِنْهُم زين الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد وَهُوَ أَبُو جلال الدّين وَمِنْهُم عز الدّين محتسب دمشق وَهُوَ مُحَمَّد بن أَحْمد أَيْضا وجمال الدّين وَكيل بَيت المَال أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ومؤيد الدّين أسعد بن المظفر ومؤيد الدّين المؤرخ أسعد بن حَمْزَة ونظام الدّين الْحسن بن اِسْعَدْ والصاحب عز الدّين حَمْزَة بن اِسْعَدْ وعلاء الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد ومجد الدّين إِبْرَاهِيم بن اِسْعَدْ وَمِنْهُم محيي الدّين يحيى بن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد
3 -
(سيف الدّين الجمدار)
قلاوون الْأَمِير سيف الدّين الجمدار
أحد مقدمي اللوف بِدِمَشْق كَانَ بهَا أَمِيرا وَتَوَلَّى نِيَابَة حمص فِي أَيَّام الْأَمِير سيف الدّين طقزتمر فِي سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة أَو فِي سنة أَربع وَأَرْبَعين)
وَأقَام بهَا نَائِبا مُدَّة ثمَّ عزل وَحضر إِلَى دمشق
وَكَانَت ولَايَته لحمص بعد الْأَمِير سيف الدّين بكتمر العلائي ثمَّ إِنَّه تقدم عِنْد الْأَمِير سيف الدّين يلبغا
وَلما برز إِلَى الجسورة فِي أَيَّام الْكَامِل عاضده ووازره فَلَمَّا انتصر رعى لَهُ عَهده وَصَارَ حظياً يلازمه وَأَعْطَاهُ إقطاع
وَلما كَانَت الْمرة الثَّانِيَة برز مَعَه إِلَى الجسورة فِي الْأَيَّام المظفرية وَلم يتَوَجَّه مَعَه أحد من الْأُمَرَاء غَيره وَغير مُحَمَّد بن جمق ملي أَنه كَانَ قد أودع خزانته فِي داريا وَأَرَادَ أَن ينهزم مِنْهُ فَمَا أمكنه
وَلم يزل مَعَه فِي الْبَريَّة إِلَى أَن دخلا إِلَى حماة والأمير سيف الدّين قلاوون ضَعِيف قد عمل قدامه مخدة على الْفرس فَأَقَامَ بهَا مُدَّة جُمُعَة وتورم وارزق وَمَات فِي الْعشْر الْأَوَاخِر من جُمَادَى الأولى سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة قبل أَن يخرج بالأمير سيف الدّين يلبغا من حماة رحمهمَا الله تَعَالَى
3 -
(الْملك الْمَنْصُور)
قلاوون السُّلْطَان الْملك سيف الدّين أَبُو الْمَعَالِي وَأَبُو الْفتُوح
التركي الصَّالِحِي النجمي اشْترِي بِأَلف دِينَار وَلِهَذَا كَانَ يُقَال لَهُ الألفي
وَفِي تَرْجَمَة شرف الدّين عبد الْوَهَّاب بن فضل الله بيتان فِي هَذَا الْمَعْنى لَهُ
كَانَ من أحسن النَّاس صُورَة فِي صباه وأبهاهم وأهيبهم فِي رجوليته
كَانَ تَامّ الشكل مستدير الْحَيَّة قد وخطه الشيب على وَجهه هَيْبَة الْملك وَعَلِيهِ سكينَة ووقار
وَكَانَ فِي إمرته إِذا قدم دمشق ينزل فِي دَار الزهر
وَعمل نِيَابَة السلطنة للْملك الْعَادِل سلامش ابْن الْملك الظَّاهِر عِنْدَمَا خلع السعيد وحلفوا لسلامش وَهُوَ ابْن سبع سِنِين وحلفوا لَهُ مَعَه وذكرا مَعًا فِي الْخطْبَة وَضربت السِّكَّة بِوَجْهَيْنِ وَجه لسلامش وَجه لقلاوون
وَبَقِي الْأَمر على هَذَا شَهْرَيْن وأياماً على مَا قيل وَالصَّحِيح أَنه لم يضْرب على السِّكَّة حَتَّى تسلطن
وَلَقَد رَأَيْت كثيرا من ضرب سلامش لَهُ خَاصَّة وَفِي رَجَب سنة ثَمَان وبعين خلعوا الْعَادِل)
سلامش وَبَايَعُوا الْملك الْمَنْصُور واستقل بِالْملكِ وامسك جمَاعَة أُمَرَاء ظاهرية وَاسْتعْمل مماليكه على نِيَابَة الْبِلَاد وَكسر التتار سنة ثَمَانِينَ ونازل حصن المرقب وفتحه سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَفتح طرابلس وانشأ بِالْقَاهِرَةِ بَين القصرين الْمدرسَة الْعَظِيمَة والبيمارستان الْعَظِيم الَّذِي لم يكن مثله
وَتُوفِّي فِي سادس لقعدة يَوْم السبت سنة تسع وَثَمَانِينَ ظَاهر الْقَاهِرَة وَحمل إِلَى القلعة لَيْلَة الْأَحَد وَملك بعده وَلَده الْملك الْأَشْرَف
وَيَوْم الْخَمِيس مستهل الْعَام الْآتِي فرق بتربته صدقَات كَثِيرَة من ذهب وَفِضة شملت النَّاس
فَلَمَّا كَانَ الْعشَاء أنزل من القلعة فِي تابوته إِلَى تربته وَفرق من الْغَد الذَّهَب على الْفُقَرَاء وقرأوا تِلْكَ اللَّيْلَة
وَكَانَ ملكا عَظِيما لَا يحب سفك الدِّمَاء إِلَّا أَنه كَانَ يحب جمع المَال
وَأبقى الله لملك فِي بَيته من بينيه ومماليكه وَبني ابْنه وَكتب تَقْلِيده بالسلطنة القَاضِي محيي الدّين بن عبد الظَّاهِر وَهُوَ الْحَمد لله الَّذِي جعل آيَة السَّيْف ناسخة لكثير من الْآيَات وفاسخة لعقود أولي الشَّك والشبهات الَّذِي رفع بعض الْخلق على بعض دَرَجَات وَأهل لأمور الْبِلَاد والبعاد من جَاءَت خوارق تملكه بِالَّذِي إِن لم يكن من المعجزات فَمن الكرامات
ثمَّ الْحَمد لله على أَن اشهدها مصَارِع أعدائها وَأحمد لَهَا عواقب إِعَادَة نصرتها وإبدائها ورد تشتيتها بعد أنم ظن كل وَاحِد أَن شعارها الْأسود مَا بَقِي مِنْهُ غلا مَا صانته الْعُيُون فِي جفونها والقلوب فِي سويدائها
واشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة يتلذذ بذكرها اللِّسَان وتتعطر بنفحها الأفواه والردان وتتلقاها مَلَائِكَة الْقبُول فترفعها إِلَى أَعلَى مَكَان واشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله الَّذِي أكرمنا اله بِهِ وَشرف لنا
الْأَنْسَاب وأعزنا بِهِ حَتَّى نزل فِينَا مُحكم الْكتاب صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله الَّذين أنجاب الدّين مِنْهُم عَن أنجاب وَرَضي الله عَن صحابته الَّذين هم أعز صِحَاب صَلَاة يُوفى قَائِلهَا أجره بِغَيْر حِسَاب يَوْم الْحساب
وَبعد حمد الله على أَن أَحْمد عواقب الْأُمُور وَأظْهر لِلْإِسْلَامِ سُلْطَانا اشتدت بِهِ للْأمة الظُّهُور وفيت الصُّدُور وَأقَام الْخلَافَة العباسية فِي هَذَا الزَّمن بالمنصور كَمَا أَقَامَهَا فِيمَا مضى)
بالمنصور وَاخْتَارَ لإعلان دعوتها من يحيى معالمها بعد العفاء ورسومها بعد الدُّثُور وَجمع لَهَا الْآن مَا كَانَ جمح عَلَيْهَا فِيمَا قبل من خلال كل ناجم ومنحها مَا كَانَت تبشرها بِهِ الْمَلَاحِم وأنفذ كلمتها فِي ممالك الدولة العلوية بِخَير سيف مشحوذ ماضي العزائم ومازج بَين طاعتها فِي الْقُلُوب وَذكرهَا فِي الْأَلْسِنَة وَكَيف لَا والمنصور هُوَ الْحَاكِم وَأخرج لحياطة الْأمة المحمدية ملكا تقسم البركات عَن يَمِينه وتقسم السَّعَادَة بِنور جَبينه وتقهر الْأَعْدَاء بفتكاته وتمهر عقائل المعاقل بأصغر راياته ذُو السعد الَّذِي مَا زَالَ نوره يشف حَتَّى ظهر ومعجزه يرف إِلَى أَن بهر وجوهره ينْتَقل من جيد إِلَى جيد حَتَّى علا على الجبين وسره يكمن فِي قلب بعد قلب حَتَّى علم الْعلم الْقَيْن
وَالْحَمْد لله الَّذِي جعل نبأ تَمْكِينه فِي الأَرْض بعد حِين
فاختاره الله على علم واصطفاه من بَين عباده بِمَا جله الله عَلَيْهِ من كرم وشجاعة وحلم وأتى الله بِهِ الْأمة المحمدية فِي وَقت الِاحْتِيَاج عوناً وَفِي إبان الاستمطار غيثاً وَفِي حِين عيث الشبال فِي غر الافتراس ليثاً فَوَجَبَ على من لَهُ فِي أَعْنَاق الْأمة المحمدية بيعَة الرضْوَان وَعند إِيمَانهم مصافحة إِيمَان وَمن حَيْثُ وَجَبت لَهُ الْبيعَة باستحقاقه لميراث منصب النُّبُوَّة وَمن تصح بِهِ كل ولَايَة شَرْعِيَّة يُؤْخَذ كتابها مِنْهُ بِقُوَّة وَمن هُوَ خَليفَة الزَّمَان وَالْعصر وَمن بدعواته ينزل عَلَيْكُم معاشر كماة الْإِسْلَام مَلَائِكَة النَّصْر وَمن نسبه بِنسَب نَبِيكُم صلى الله عليه وسلم متشج وحسبه بِحَسبِهِ ممتزج أَن يُفَوض لَهُ مَا فوضه الله إِلَيْهِ من أَمر الْخلق وَمن يقوم عَنهُ بِفَرْض الْجِهَاد وَالْعَمَل بِالْحَقِّ وَأَن يوليه ولَايَة شُعْبَة تصح بهَا الْأَحْكَام وتنضبط أُمُور الْإِسْلَام وَتَأْتِي هَذِه الْعصبَة الإسلامية يَوْم تَأتي كل أمة بإمامهم من طَاعَة خليفتهم بِخَير إِمَام وَخرج أَمر مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ شرفه الله أَن يكون للْمقر العالي المولوي السلطاني الملكي المنصوري أَجله الله وَنَصره وأظفره وأقدره وأيده وأبده كل مَا فوضه الله لمولانا أَمِير الْمُؤمنِينَ من حكم فِي الْوُجُود وَفِي التهائم والنجود وَفِي الخزائن والمدائن وَفِي الظَّاهِر والبواطن وَفِيمَا فَتحه الله وَفِيمَا سيفتحه وَفِيمَا كَانَ فسد بالْكفْر والرجاء من الله أَنه سيصلحه وَفِي كل وجود وَمن وَفِي كل عَطاء وَظن وَفِي كل هبة وتمليك وَفِي كل تفرد بِالنّظرِ فِي أُمُور الْمُسلمين بِغَيْر شريك وَفِي كل تعاهد ونبذ وَفِي كل عَطاء وَأَخ وَفِي كل عزل وتولية وَفِي كل تَسْلِيم وتخلية وَفِي كل إرفاق وإنفاق وَفِي كل إنعام وَإِطْلَاق وَفِي كل
استرقاق)
وإعتاق وَفِي كل تَقْلِيد وتفويض وَفِي كل تَحْدِيد وتعويض وَفِي كل حمد وتقريض ولَايَة عَامَّة تَامَّة محمدة محكمَة منضدة منظمة لَا يعقبها نسخ من خلفهَا وَلَا من ين يَديهَا وَلَا يعتريها فسخ يطْرَأ عَلَيْهَا يزيدها مر الْأَيَّام جدة يعقبها حسن شباب وَلَا يَنْتَهِي على الأعوام والأحقاب نعم يَنْتَهِي إِلَى مَا نَصبه الله للإرشاد من سنة وَكتاب وَذَلِكَ من شرع الله أَقَامَهُ للهداة علما وَجعله إِلَى اخْتِيَار الثَّوَاب سلما
فَالْوَاجِب أَن يعْمل بجزئيات أمره وكلياته
وَأَن لَا يخرج أحدج عَن مقدماته وَالْعدْل فَهُوَ الْغَرْس المثمر والسحاب الممطر وَالرَّوْض المزهر وَبِه تتنزل البركات وتخلف الهبات وتربى الصَّدقَات وَبِه عمَارَة الأَرْض وَبِه تُؤَدّى السّنة وَالْفَرْض فَمن زرع الْعدْل اجتنى الْخَيْر وَمن أحسن كفي الضَّرَر والضير
وَالظُّلم فعاقبته وخيمة وَمَا يطول عمر الْملك إِلَّا بالمعدلة الرحيمة
والرعية فهم الْوَدِيعَة نعند أولي الْأَمر فَمَا يخْتَص بِحسن النّظر مِنْهُم زيد وَلَا عَمْرو
وَالْأَمْوَال فَهِيَ ذخائر الْعَاقِبَة والمآل وَالْوَاجِب أَن تُؤْخَذ بِحَقِّهَا وتنفق فِي مستحقها
وَالْجهَاد برا وبحراً فَمن كنَانَة الله تفوق سهامه وتؤرخ أَيَّامه وينتضى حسامه وتجري منشآته فِي الْبَحْر كالأعلام وتشر أَعْلَامه وَفِي عقر دَار الْحَرْب يحط ركابه ويخط كِتَابه وَترسل أرسانه وتجوس خلالها فرسانه فليلزم مِنْهُ ديدناً ويستصحب مِنْهُ فعلا حسنا
وجيوش الْإِسْلَام وكمته وأمراؤه وحماته فهم من قد علمت قدم هِجْرَة وَعظم نَصره وَشدَّة باس وَقُوَّة مراس وَمَا مِنْهُم إِلَّا من شهد الفتوحات والحروب وَأحسن فِي المحاماة عَن الدّين والدؤوب وهم بقايا الدول وتحايا الْمُلُوك الأول لَا سِيمَا أولي السَّعْي الناجح والرأي الرَّاجِح وَمن لَهُم نِسْبَة صالحية إِذا فَخَروا بهَا قيل لَهُم نعم السّلف الصَّالح فأوسعهم برا وَكن بهم برا وهم بِمَا يجب من خدمتك أعلم وَأَنت بِمَا يجب من حَقهم أدرى
والحصون والثغور فهم ذخائر الشدَّة وخزائن العديد وَالْعدة ومقاعد الْقِتَال وكنائن الرَّجَاء وَالرِّجَال فَأحْسن لَهَا التحصين وفوض أمرهَا إِلَى كل قوي أَمِين وَإِلَى كل ذِي دين متين وعقل رصين ونواب الممالك ونواب الْأَمْصَار فَأحْسن لَهُم الِاخْتِيَار وأجمل لَهُم الاختبار وتفقد لَهُم الْأَخْبَار
وَأما مَا سوى ذَلِك فَهُوَ دَاخل فِي حُدُود هَذِه الْوَصَايَا النافعة وَلَوْلَا أَن الله أمرنَا بالتذكير)
لكَانَتْ سجايا الْمقر الْأَشْرَف السلطاني الملكي المنصوري مكتفية بأنوار ألمعيته الساطعة وزمام كل صَلَاح يجب أَن يشغل بِهِ جَمِيع أوقاته هُوَ تقوى الله قَالَ الله تَعَالَى يَا ايها الَّذين آمنُوا اتَّقوا الله حق تُقَاته
فَلْيَكُن ذَلِك نصب الْعين وغل الْقلب والشفتين وأعداء الدّين من أرمن وفرنج وتتار فأذقهم وبال أَمرهم فِي كل إِيرَاد للغزو وإصدار وثر لِأَن تَأْخُذ للخلفاء العباسيين وَلِجَمِيعِ