الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْهَا
قَالَ محب الدّين بن النجار وَكَانَ أُمِّيا لَا يحسن الْكِتَابَة وَلَا يعرف شَيْئا من الْعلم إِلَّا أَنه كَانَ صَالحا حَافِظًا لكتاب الله تَعَالَى وَكَانَ عسرا فِي الرِّوَايَة سيئ الْأَخْلَاق كريه الْملقى كثير الضجر متبرما بأصحاب الحَدِيث كُنَّا نلقى مِنْهُ شدَّة حَتَّى نسْمع مِنْهُ وَكَانَ فقيا مدقعا يَأْخُذ الْأُجْرَة على الرِّوَايَة وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وست مائَة
142 -
أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ يُوسُف بن الْمُبَارك بن الْمُبَارك بن عبيد الله بن هبة الله أَبُو البركات الْبَغْدَادِيّ من أَوْلَاد الْعُدُول تولى النّظر بديوان التركات الحشرية مُدَّة ثمَّ ولي الْحِسْبَة وَالنَّظَر فِي الْوَقْف الْعَام وَقبض عَلَيْهِ وسجن إِلَى أَن مرض وشارف الْمَوْت فَأخْرج إِلَى منزله فَمَاتَ سنة ثَلَاث عشرَة وست مائَة وَكَانَ قد سمع من أبي مُحَمَّد مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْكَرِيم التَّمِيمِي وَأبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اللحاس وَأبي الْفَتْح مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي بن البطي وَغَيرهم
قَالَ محب الدّين بن النجار كَانَ شَيخا حسنا يفهم طرقا من الْعلم ويتنسك ويتدين
143 -
الْمُقْرِئ الْخياط يُوسُف بن الْمُبَارك بن مُحَمَّد بن شيبَة أَبُو الْقَاسِم الْخياط الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ كَانَ يتوكل على أَبْوَاب الْقُضَاة وَقَرَأَ الْقُرْآن بالروايات الْكَثِيرَة على الرئيس أبي الْخَطِيب عَليّ بن عبد الرَّحْمَن بن الْجراح وعَلى أبي الْعِزّ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن بندارٍ الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بالقلانسي وعَلى غَيرهمَا وَسمع الحَدِيث من أبي عُثْمَان إِسْمَاعِيل
ابْن مُحَمَّد
أَحْمد بن ملا الْأَصْبَهَانِيّ وَأبي طَالب عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد بن يُوسُف وَابْن عَمه أبي طَاهِر عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن عبد الْقَادِر وَأبي الْقَاسِم هبة الله بن مُحَمَّد بن الْحصين وَغَيرهم وروى عَنهُ ابْن الْأَخْضَر
قَالَ محب الدّين بن النجار وَلم يكن ثِقَة لِأَنَّهُ ادّعى أَنه قَرَأَ على أبي ظَاهر بن سوار وأقرأ عَنهُ شَيْئا من الرِّوَايَات فكشف عَن ذَلِك وَهُوَ كذب وَظهر أمره وَتَركه النَّاس وَتُوفِّي سنة سبعين وَخمْس مائَة
ابْن مُحَمَّد
144 -
القيرواني النَّحْوِيّ يُوسُف بن مُحَمَّد أَبُو الْفضل القيرواني النَّحْوِيّ كَانَ عَارِفًا بالفقه وأصول الدّين وَله تصانيف وَكَانَ لَا يرى التَّقْلِيد وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة
وَخمْس مائَة
145 -
ابْن الدوانيقي يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد بن عِيسَى أَبُو الْحجَّاج الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن الدوانيقي سمع وروى ورحل وَوعظ وَتُوفِّي رحمه الله سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة
146 -
ابْن طملوس يُوسُف بن مُحَمَّد بن طملوس من أهل جَزِيرَة شقر من عمر بلنسية كَانَ أحد علمائها الأماثل وَآخر المتحققين بعلوم الْأَوَائِل توفّي سنة عشْرين وست مائَة
أولد لَهُ ابْن الْأَبَّار من شعره // (من الْكَامِل) //
(بسمت بِهِ الْأَيَّام عبوسها
…
وتهللت بشرا وُجُوه النَّاس)
(وتمهدت أرجاؤها لما رسى
…
مَا بَينهَا جبل الْمُلُوك الراسي)
(هَيْهَات أَيْن الصُّبْح من لألائه
…
أيقاس نور الشَّمْس بالنبراس)
(ملك أَبَت هماته وهباته
…
من أَن يجارى فِي الندى والباس)
وَمِنْه // (من الْكَامِل) //
(يَا أَيهَا الْملك الَّذِي بصفاته
…
صلحت ذَوَات للورى وصفات)
(لَك فِي نفوس الْكَافرين مهابة
…
هِيَ فِي نفوس الْمُسلمين هبات)
(بك عَاد هَذَا الشرق يشرق نوره
…
وتقشعت عَن وَجهه الظُّلُمَات)
وَمِنْه // (من السَّرِيع) //
(جاد على الْجزع بوادي الْحمى
…
صوب الحيا سكبا على سكب)
(حَيْثُ الصِّبَا يهدي نسيم الربى
…
طيبَة المسرى إِلَى الغرب)
(تمر بالركب سحيرا فيا
…
موقع رياها من الركب)
(وبالكثيب الْفَرد من لعلع
…
غزيل ضل عَن السرب)
(أفلت مني واغتدى قَابِضا
…
قلبِي فيا ويحي من قلبِي)
(فسرت أَشْتَدّ على إثره
…
أنْشدهُ فِي ذَلِك الشّعب)
(يَا هَل رَأَتْ عَيْنَاك من نَاشد
…
يسْعَى بِلَا عقل وَلَا لب)
(أحبب بِهِ من ملك جَائِر
…
أَحْكَامه تجْرِي على الصب)
(تثنيه من خمر الصبى نشوة
…
لعب الصِّبَا بالغصن الرطب)
(يَا جَائِر اللحظ على حبه
…
سلطت عَيْنَيْك على قلبِي)
147 -
المستنجد بِاللَّه يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن جَعْفَر بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن هَارُون بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَمِير الْمُؤمنِينَ المستنجد بِاللَّه أَبُو المظفر بن المقتفي لأمر اله بن المستظهر بِأَمْر الله بن الْمُقْتَدِي بن الْقَائِم بن الْقَادِر بن المقتدر ابْن المعتضد بن الْمُوفق بن المتَوَكل بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور العباسي أمه أم ولد اسْمهَا طَاوُوس رُومِية توفيت فِي خِلَافَته خطب لَهُ وَالِده بِولَايَة الْعَهْد من بعده فِي يَوْم الْجُمُعَة مستهل ذِي الْحجَّة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخمْس مائَة وبويع لَهُ بالخلافة بعد وَفَاة أَبِيه فِي يَوْم الْأَحَد ثَانِي شهر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَخمْس مائَة وَولد سنة ثَمَان عشرَة وَخمْس مائَة وَتُوفِّي يَوْم السبت ثامن شهر ربيع الآخر سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة وَكَانَ عمره ثمانيا وَأَرْبَعين سنة وولايته إِحْدَى عشرَة سنة وشهرا وَاحِدًا وَكَانَت أمراضه قولنجية وأضيف هَلَاكه إِلَى الطَّبِيب وَكَانَ طَوِيل الْقَامَة جسيما أسمر اللَّوْن كثيف اللِّحْيَة وَكَانَ نقش خَاتمه من أحب نَفسه عمل لَهَا وَخلف من الْوَلَد ابْنَتَيْن أَبَا مُحَمَّد الْحسن المستضيء وَأَبا الْقَاسِم وَابْنَة تعرف بالعباسية وَأول من بَايعه عَمه أَبُو طَالب ثمَّ أَخُوهُ أَبُو جَعْفَر وَهُوَ أسن من المستنجد ثمَّ الْوَزير عون الدّين ثمَّ قَاضِي الْقُضَاة قَالَ رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام مُنْذُ خمس عشرَة سنة فَقَالَ لَهُ الْوَزير عون الدّين يبْقى أَبوك فِي الْخلَافَة خمس عشرَة سنة
قَالَ صَاحب كتاب المناقب العباسية والمفاخر الهاشمية كَانَت أَيَّامه أَيَّام خصب ورخاء وَأمن عَام ودولته زاهرة وسياسته قاهرة وهيبته رائعة وسطوته قامعة ذلت لَهُ رِقَاب الْجَبَابِرَة فِي الْآفَاق وخضعت لَهُ مِنْهُم الْأَعْنَاق وأشحن بالظلمة الحبوس وأزال قوانين الظُّلم وَرفع سَائِر المكوس وَتمكن تمكن الْخُلَفَاء الْمُتَقَدِّمين وَكَانَ آخر من عمل فِي أَيَّامه بقوانين الْأَئِمَّة الماضين من مواظبة وَزِير على عمل المواكب وَرفع الْقَصَص إِلَيْهِ والمظالم فَمَا انْتَهَت إِلَيْهِ حَالَة مَكْرُوهَة إِلَّا أزالها وعثرة إِلَّا أقالها وَيُقَال إِ نه رأى فِي مَنَامه فِي كَفه أَربع خاءات فعبرها على عَابِر قَالَ تلِي الْخلَافَة سنة خمس وَخمسين
وَخمْس مائَة
قَالَ الْوَزير عون الدّين بن هُبَيْرَة قَالَ لي المستنجد يَوْمًا وَقد جرى بَيْننَا قِرَاءَة من قَرَأَ {فَتَبَيَّنُوا} النِّسَاء 4 / 94 الحجرات 49 / 6 بالنُّون فَقَالَ من قَرَأَ بالنُّون أحسن مِمَّن قَرَأَ بالثاء لِأَن من تبين تثبت وَقد يتثبت من لَا يتَبَيَّن
وَكتب كَمَال الدّين مُحَمَّد بن عبد الله الشهرزوري القَاضِي إِلَيْهِ لما قدم بَغْدَاد رَسُولا من قبل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي إِلَى المستنجد قصَّة على رَأسهَا من مُحَمَّد بن عبد الله الرَّسُول فَوَقع عِنْد اسْمه بقلمه صلى الله عليه وسلم
وخطب علوي بلخي تدريس الْمدرسَة النظامية بِبَغْدَاد بِقصَّة رَفعهَا إِلَيْهِ فَوَقع المستنجد عَلَيْهَا لقد فعرضت الْقِصَّة بالتوقيع على الْوَزير عون الدّين فعرضها على أَصْحَاب الدِّيوَان فأعياهم حل رمز المستنجد التوقيع فَقَالَ الْوَزير هَذَا إِشَارَة إِلَى قَول الْقَائِل // (من الطَّوِيل) //
(لقد هزلت حَتَّى بدا من هزالها
…
كلاها وَحَتَّى سامها كل مُفلس)
فحكي ذَلِك للخليفة فتعجب من تفطنه لذَلِك
وامتدحه الحيص بيص الشَّاعِر بقصيدة واقترح فِيهَا أَن تجْعَل بعقوبا لَهُ معيشة وَهِي بَلْدَة تغل فيكل سنة اثْنَي عشر ألف دِينَار فَوَقع المستنجد على ظهر قصَّته // (من الْكَامِل) //
(لَو أَن خفَّة رَأسه فِي رجله
…
لحق الغزال وَلم يفته الأرنب)
وَقيل إِن ليلته حانت من ابْنة عَمه فَلَمَّا توجه إِلَيْهَا وجد فِي طَرِيقه بعض حجرات جواريه مَفْتُوح الْبَاب غير مغلق فَدخل إِلَيْهَا فَقَالَت لَهُ الْجَارِيَة امْضِ إِلَى مَنَامك فإنني أَخَاف أَن تعلم ابْنة عمك وَلَا آمن شَرها فَقَالَ فِي سَاقهَا خلخال إِذا جَاءَت عرفت بهَا فمضت إِلَيْهَا جَارِيَة ووشت بِالْحَال فرمت خلْخَالهَا إِلَى أعالي سَاقهَا وقصدت الْمَقْصُورَة ففاحت الروائح العطرة فنم ذَلِك عَلَيْهَا فَخرج من الْبَاب الآخر ثمَّ قَالَ // (من الْكَامِل) //
(استكتمت خلْخَالهَا ومشت
…
تَحت الظلام بِهِ فَمَا نطقا)
(حَتَّى إِذا هبت نسيم الصِّبَا
…
مَلأ العبير بنشرها الطرقا)
وَقد ذكرت هُنَا مَا قلته فِي هَذَا الْمَعْنى قلت // (المتقارب) //
(إِذا شِئْت حليك أَلا يشي
…
وَقد زرت فِي الحندس المظلم)
(فردي السوار مَكَان الوشاح
…
وخلي وشاحك فِي المعصم)
وَقلت أَيْضا // (من السَّرِيع) //
(قَالُوا وشى الْحلِيّ بهَا إِذْ مشت
…
إِلَيْك من قبل ابتسام الصَّباح)
(فَقلت لَا خلْخَالهَا صَامت
…
ثمَّ تذكرت فضول الوشاح)
وَقلت أَيْضا // (من السَّرِيع) //
(قلت لَهُ زرني فَلَا بُد أَن
…
يدْرِي بِنَا الواشي ويغرى العذول)
(فالريح مَا تكْتم سرا وَمَا
…
تبريح رياك تعاني الفضول)
وَقلت أَيْضا // (من المنسرح) //
(بتنا وَمَا نقلنا سوى قبل
…
وريق فِيهِ السلاف مشروبي)
(نمنا وَمَا نمت الوشاة بِنَا
…
لَوْلَا فضول الْحلِيّ وَالطّيب)
وَمن شعر المستنجد بِاللَّه قَوْله // (من الْبَسِيط) //
(إِذا مرضنا نوينا كل صَالِحَة
…
وَإِن شفينا فمنا الزيغ والزلل)
(نرضي الْإِلَه إِذا خفنا ونعصيه
…
إِذا أمنا فَمَا يزكو لنا عمل)
وَمن شعره أَيْضا // (من الْخَفِيف) //
(عيرتني بالشيب وَهُوَ وقار
…
ليتها عيرت بِمَا هُوَ عَار)
(إِن تكن شابت الذوائب مني
…
فالليالي تنيرها الأقمار)
وَمن شعر المستنجد // (من السَّرِيع) //
(وباخل أشعل فِي بَيته
…
طرمذة مِنْهُ لنا شمعه)
(فَمَا جرت من عينهَا دمعة
…
حَتَّى جرت من عينه دمعه)
وَمن شعر المستنجد بِاللَّه // (من الطَّوِيل) //
(وصفراء مثلي فِي الْقيَاس ودمعها
…
سجام على الْخَدين مثل دموعي)
(تذوب كَمَا فِي الْحبّ ذبت صبَابَة
…
ويحوي حشاها مَا حوته ضلوعي)
148 -
النَّاصِر صَاحب الشَّام يُوسُف بن مُحَمَّد بن غَازِي بن يُوسُف بن أَيُّوب بن شاي بن مَرْوَان السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين ابْن السُّلْطَان الْملك الْعَزِيز ابْن السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين الْكَبِير هُوَ صَاحب حلب ثمَّ صَاحب الشَّام ولد بقلعة حلب فِي رَمَضَان سنة سبع وَعشْرين وست مائَة وَتُوفِّي سنة تسع وَخمسين وست مائَة تولى الْملك عِنْد موت وَالِده الْعَزِيز سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وست مائَة وَقَامَ بتدبير دولته الْأَمِير شمس الدّين لُؤْلُؤ الأميني وَعز الدّين بن المجلي والوزير الأكرم ابْن القفطي والطواشي جمال الدولة إقبال الخاتوني وَالْأَمر كُله لجدته الصاحبة صَفِيَّة خاتون بنت الْعَادِل وَلما توجه القَاضِي بهاء الدّين بن شَدَّاد إِلَى الْكَامِل بعدة الْعَزِيز وَكَانَ قد مَاتَ وعمره أَربع وَعِشْرُونَ سنة فَلَمَّا رَآهَا الْكَامِل حزن وَحلف للناصر لأجل أُخْته فَلَمَّا توفيت سنة أَرْبَعِينَ اشْتَدَّ النَّاصِر وَأمر وَنهى فَلَمَّا كَانَ سنة سِتّ وَأَرْبَعين سَار من جِهَته نَائِبه شمس الدّين لُؤْلُؤ وحاصر حمص وَطلب النجدة من الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب فَلم ينجده وَغَضب ثمَّ جرت أُمُور واستمرت حمص فِي ملك النَّاصِر وَفِي شهر ربيع الآخر سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة قدم إِلَى دمشق وَأَخذهَا بِلَا كلفة وَفِي أثْنَاء السّنة قصد الديار المصرية فَمَا تمّ لَهُ ذَلِك وَفِي سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين دخل على بنت السُّلْطَان عَلَاء الدّين فَولدت لَهُ عَلَاء الدّين فِي سنة ثَلَاث وَأم هَذِه هِيَ أُخْت الصاحبة وَكَانَ النَّاصِر رَحمَه الله تَعَالَى سَمحا جوادا حَلِيمًا حسن الْأَخْلَاق محببا إِلَى الرّعية فِيهِ عدل وصفح ومحبة للفضلاء والأدباء وَكَانَ سوق الشّعْر نافقة فِي أَيَّامه وَكَانَ يذبح فِي مطبخه كل يَوْم أَربع مائَة رَأس غنم سوى الدَّجَاج والطيور والأجدية وَكَانَ يَبِيع الغلمان من سماطه شَيْئا كثيرا عِنْد بَاب القلعة بِدِمَشْق بأرخص ثمن من المآكل الفاخرة حكى عَلَاء الدّين بن نصر الله أَن النَّاصِر جَاءَ إِلَى دَاره بَغْتَة قَالَ فمددت لَهُ شَيْئا كثيرا فِي الْوَقْت سماطا بالدجاج الْمحشِي بالسكر والفستق وَغَيره فَقَالَ كَيفَ تهَيَّأ لَك ذَلِك فَقلت هُوَ من نِعْمَتك اشْتَرَيْته من عِنْد بَاب
القلعة وَكَانَت نَفَقَة مطابخه وَمَا يتَعَلَّق بهَا فِي الْيَوْم أَكثر من عشْرين ألف دِرْهَم وَكَانَ يحاضر الأدباء والفضلاء وعَلى ذهنه كثير من الشّعْر وَالْأَدب وَله نَوَادِر وأجوبه ونظم وَحسن ظن فِي الصَّالِحين وَبنى بِدِمَشْق مدرسة جوا بَاب الفراديس وبالجبل رِبَاطًا وتربة وَبنى الخان عِنْد الْمدرسَة الزنجيلية وبلغه عَن بعض المتفقرين من الأجناد أَنه تسمح فِي حَقه فَأحْضرهُ ليؤدبه فَلَمَّا رأى وجله رق لَهُ وَأمر لَهُ بِذَهَب وَقَالَ ليرْجع بِهَذَا قَلْبك ثمَّ نعتبك فَلَمَّا اطْمَأَن صرفه آمنا وَلم يؤاخذه وَكَانَ تمر لَهُ الْأَيَّام الْكَثِيرَة يجلس فِيهَا من أول النَّهَار إِلَى نصف اللَّيْل يُوقع على الأوراق ويصل الأرزاق وَقيل إِنَّه خلع فِي أقل من سنة أَكثر من عشْرين ألف خلعة وَكَانَ الفرنج قد ضمنُوا لَهُ أَخذ الديار المصرية على أَن يسلم إِلَيْهِم الْقُدس مَعَ بِلَاد أخر غَيرهَا وَدَار الْأَمر بَين أَن يُعْطي ذَلِك للمصريين أَو للفرنج فبذل ذَلِك للمصريين ابتاعا لرضي الله تَعَالَى وَقَالَ وَالله لَا لقِيت الله وَفِي صحيفتي إِخْرَاج الْقُدس عَن الْمُسلمين وَلما بعد عَن خزائنه وَاحْتَاجَ إِلَى قرض رهن أملاكه وَضرب أواني الْفضة وَالذَّهَب وَقيل لَهُ فِي أَخذ الفائض من الْأَوْقَاف فَمَا مد يَده إِلَى شَيْء مِنْهَا بِدِمَشْق وَلَا بحلب
قَالَ ابْن العديم حضر بعض المدرسين إِلَى المعسكر وَرفع على يَدي قصَّة بَين يَدَيْهِ تَتَضَمَّن التضور من قلَّة معلومه وَيذكر أَن عِيَاله وصلوا من مصر وَأَنه لَا يطْلب التثقيل على السُّلْطَان فِي مثل هَذَا الْوَقْت الَّذِي يعلم مَا يحْتَاج فِيهِ إِلَى الكلف بل يطْلب زِيَادَة فِي الْمدرسَة الَّتِي هُوَ بهَا فَقَالَ كَيفَ شَرط الْوَاقِف فَقلت شَرط مَا يتَنَاوَلهُ الْآن لَكِن ذكر أَن فِي كتاب الْوَقْف مَا يدل على أَن للسُّلْطَان أَن يزِيدهُ إِذا رأى فِي ذَلِك مصلحَة فَأَطْرَقَ كَمَا هِيَ عَادَته إِذا لم ير قَضَاء مَا طلب وَلم يرد فِي ذَلِك جَوَابا وَلم يهن عَلَيْهِ رده خائبا وتورع عَن مُخَالفَة الْوَاقِف فقرر لَهُ مَا طلبه على ديوانه دون الْوَقْف
وَقيل لَهُ عَن جلال الْمُلُوك وَقد مر على مَكَانَهُ فِي الْجَبَل مَا رَأْي مَوْلَانَا السُّلْطَان مِنْهُ فَقَالَ رَأَيْت شَيخا أشقر على جبل أَحْمَر يَأْكُل حشيشا أَخْضَر وَيتَكَلَّم بالمنكر
وَكَانَ عِنْده فِي لَيْلَة جمَاعَة من الأدباء فَذكرُوا قَول عمر بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي // (من الطَّوِيل) //
(تشكى الْكُمَيْت الجري لما جهدته
…
وَبَين لَو يسطيع أَن يتكلما)
فَقَالَ بَعضهم يَا مَوْلَانَا مَتى نعود إِلَى الْكُمَيْت وَيُشِير إِلَى الْخمر فَقَالَ لَهُ حَتَّى تعود إِلَى الأدهم يُرِيد الْقَيْد وَكَانَ قد قيد مرّة وسجن
وَكَانَ لبَعض الشُّعَرَاء عَلَيْهِ رسم فِي كل سنة تشريف ودراهم فأنشده قصيدة قَالَ
فِيهَا // (من الطَّوِيل) //
(أمولاي رسمي قد تقادم عَهده
…
وَمن يدك الْعليا تجدّد عَهده)
فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان الرسوم كَثِيرَة فَأَي رسم أردْت فَقَالَ الشَّاعِر رسوم الْعَامَّة أطلال الديار ورسوم الْخَاصَّة جوائز الْمُلُوك فَقَالَ السُّلْطَان على هَذَا الرَّسْم هُوَ الْمعول يُشِير إِلَى قَول امْرِئ الْقَيْس // (من الطَّوِيل) //
(وَهل عِنْد رسم دارس من معول)
قَالَ ابْن العديم حضرت يَوْمًا بَين يَدَيْهِ وشاورته على هَذَا الشَّاعِر أَن ينشد قصيدة عَملهَا فِي تهنئته بقدوم دمشق وشفعها بِأَبْيَات يذكر برسمه فَوقف على الودقين ثمَّ أذن لَهُ فحضره وَأنْشد قصيدة الْمَدْح وَخرج بِسُرْعَة فاسترجعه وَقَالَ لَهُ أنْشد هَذِه الأبيات فَإنَّك أنشدت أَبْيَات القصيد وَلم تنشد أَبْيَات الْقَصْد فَلَمَّا أنْشدهُ الأبيات قَالَ السَّيْف يحْتَاج إِلَى الهز وَأمر لَهُ بتشريفه ورسمه
وَحضر إِلَيْهِ الشهَاب رشيد الْخَادِم من مصر فأنعم عَلَيْهِ وَبَالغ فِي الْإِحْسَان إِلَيْهِ وَكتب لَهُ خبْزًا خدم عَلَيْهِ فَلَمَّا جَاءَت السّنة الثَّانِيَة تضور وَطلب الزِّيَادَة فِي إقطاعه وتكرر طلبه مرَارًا فَقَالَ آخر مرّة يَنْبَغِي أَن تسدوا فَم رشيد يُشِير إِلَى زِيَادَة إقطاعه وفم رشيد مَعْرُوف بالديار المصرية
وَكَانَ مرّة جَالِسا وَبَين يَدَيْهِ شَاعِر فَأَنْشد قصيدة فَأخذ بعض الْجَمَاعَة ينْتَقد عَلَيْهِ فَقَالَ الشَّاعِر دَعونِي حَتَّى أتم الإنشاد وَبعد ذَلِك يكون الانتقاد فَقَالَ السُّلْطَان لَا تجْعَلُوا النَّقْد نَقْدا
وَلما وَقع الصُّلْح بَينه وَبَين المصريين على أَن يردوا كل مَا كَانَ مُتَخَلِّفًا لِلْأُمَرَاءِ الَّذين فِي خدمَة السُّلْطَان أحضر فِي جملَة مَا أحضر مَا كَانَ بَقِي للأمير لجمال الدّين بن يغمور بديار مصر فعزل مِمَّا حَضَره مَا يصلح لتقدمة السُّلْطَان ونوعه أنواعا من كتب وَغَيرهَا وَكتب جَرِيدَة مَعَ التقدمة بِمَا سيره وَجعل أول الجريدة أَسمَاء الْكتب اسْم كتاب يُقَال لَهُ جهد الْمقل إِشَارَة إِلَى اسْتِقْلَال تقدمته وَنفذ ذَلِك على أَيدي المحترفين من أَصْحَابه وَقَالَ للمشار إِلَى اسْتِقْلَال تقدمته وَنفذ ذَلِك على أَيدي المحترفين من أَصْحَابه وَقَالَ للمشار إِلَيْهِ مِنْهُم إِذا حضرت بَين يَدي السُّلْطَان قل يَا مَوْلَانَا هَذَا بَقِيَّة السَّيْف فَلَمَّا قَالَ ذَلِك قَالَ السُّلْطَان بِسُرْعَة بل {بَقِيَّة مِمَّا ترك آل مُوسَى وَآل هَارُون تحمله الْمَلَائِكَة} الْبَقَرَة 2 / 248
وَكَانَ بَين يَدَيْهِ فِي بعض اللَّيَالِي شخص فَاسْتَأْذن ذَلِك الشَّخْص فِي طلب خَاله فَقَالَ لَهُ
السُّلْطَان كَأَنَّك تَقول مَا يطيب لي هَذَا الْمَكَان وَهُوَ خَالِي من خَالِي
وَكَانَ جمَاعَة يلقبون بأسماء الطُّيُور ويجتمعون فِي مَكَان فِيهِ لأغراضهم فَقَالَ الْجَمَاعَة يَنْبَغِي أَن نسمي هَذَا الْمَكَان الدوحة لِأَن الطُّيُور تأوي إِلَيْهَا ثمَّ قَالُوا لَا بل يَنْبَغِي أَن يُسمى الأيكة فَقَالَ السُّلْطَان إِنَّمَا عدلت عَن الدوحة إِلَى الأيكة ليقال {كذب أَصْحَاب الأيكة} الشُّعَرَاء 26 / 176
قَالَ ابْن العديم كَانَ ذَات لَيْلَة فِي سَماع وَكَأَنَّهُ استطاب ذَلِك وتفكر فِي نعْمَة الله عَلَيْهِ فَسَمعته وَهُوَ يَقُول {رب أوزعني أَن أَشك نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه} الْأَحْقَاف 46 / 15 وَكَانَ فِي يَدي بعض الْجَمَاعَة شمعة وَسقط الشمعدان فِي تِلْكَ الْحَالة وَسمعت لَهُ رنة فَسَمعته يَقُول // (من المديد) //
(وَلها من نَفسهَا طرب
…
فَلهَذَا يرقص الحبب)
وَأخْبر مرّة أَن الْمُسلمين أخذُوا صيدا وَأَن الفرنج ألقوا نُفُوسهم فِي الْبَحْر لِئَلَّا يقتلُوا ويؤسروا فَقَالَ السُّلْطَان {مِمَّا خطيئاتهم أُغرِقوا فأدخلوا نَارا فَلم يَجدوا لَهُم من دون الله أنصارا} نوح 71 / 25
وَحضر إِلَيْهِ شخص يُقَال لَهُ ابْن اللهيب وَمَعَهُ ولد لَهُ صَغِير سريع الْحَرَكَة كثير الحدة فَقَالَ بعض الْجَمَاعَة هَذَا الصَّغِير كَأَنَّهُ شرارة وَكَانَ قد حضر على يَدي الصَّغِير تحف غَرِيبَة فَقَالَ السُّلْطَان // (من المجتث) //
(ابْن اللهيب أَتَانَا
…
بِكُل معنى غَرِيب)
(وَلَيْسَ ذَا بعجيب
…
شرارة من لهيب)
قَالَ ابْن العديم وأنشدني لنَفسِهِ // (من الْكَامِل) //
(الْبَدْر يجنح للغروب ومهجتي
…
لفراق مشبهه أسى تتقطع)
(وَالشرب قد خلط النعاس جفونهم
…
وَالصُّبْح من جلبابه يتطلع)
قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ // (من مجزوء الرجز) //
(الْيَوْم يَوْم الأربعا
…
فِيهِ نطيب المرتعا)
(يَا صَاحِبي أما ترى
…
شَمل المنى قد جمعا)
(وَقد حوى مَجْلِسنَا
…
جلّ السرُور أجمعا)
(فَقُمْ بِنَا نشربها
…
ثَلَاثَة وأربعا)
(من كف سَاق أهيف
…
شَبيه بدر طلعا)
(فِي خَدّه وثغره
…
ورد ودر صنعا)
(يَسْطُو ويرنو تَارَة
…
كالليث والظبي مَعًا)
وَقَالَ وَقد توفّي لبَعض مماليكه ولد يلقب بِالسَّيْفِ // (من الطَّوِيل) //
(ونبئت أَن السَّيْف فل غراره
…
وَقد كنت أرجوه لنائبه الدَّهْر)
(فعاندني فِيهِ الزَّمَان وريبه
…
وَجَاءَت صروف الدَّهْر من حَيْثُ لَا أَدْرِي)
وَورد الْخَبَر فِي منتصف صفر بورود التتار إِلَى حلب ودخولها بِالسَّيْفِ فهرب السُّلْطَان مَعَ الْأُمَرَاء الموافقين لَهُ وَزَالَ ملكه وَدخل التتار بعده بِيَوْم إِلَى دمشق وَقُرِئَ فرمان الْملك بِأَمَان دمشق وَمَا حولهَا وَوصل السُّلْطَان إِلَى غَزَّة ثمَّ إِلَى قطيا وتفرق عَنهُ عسكره فَتوجه فِي خواصه إِلَى وَادي مُوسَى ثمَّ جَاءَ إِلَى بركَة زيزا فكبسه كتبغا فهرب وأتى التتار بالأمان وَكَانَ مَعَهم فِي ذل وهوان وَكَانَ قد هرب إِلَى الْبِلَاد فَسَارُوا خَلفه فَأَخَذُوهُ وَقد بلغت الشربة عِنْدهم نَحْو مائَة دِينَار فَأتوا بِهِ كتبغا وَهُوَ يحاصر عجلون فوعده وَكذبه وسقاه خمرًا صرفا فَسَكِرَ وطلبوا مِنْهُ تَسْلِيم قلعة عجلون فَأمر نائبها بتسليمها فَفعل ودخلها التتار ونهبوها ثمَّ إِنَّهُم سَارُوا بالناصر وأخيه إِلَى هولاكو فَأكْرمه وَأحسن إِلَيْهِ فَلَمَّا بلغه قتل كتبغا أَمر بقتْله فَاعْتَذر فَأمْسك عَنهُ مَعَ إِعْرَاض فَلَمَّا بلغه كسر عسكره على حمص استشاط غَضبا وَقَتله وَمن مَعَه سوى وَلَده الْعَزِيز وَقيل إِنَّه قتل بِالسَّيْفِ غقيب وَاقعَة عين جالوت وَقيل خص بِعَذَاب دون أَصْحَابه وَقيل جعل هدفا للسهام وَقيل جمع لَهُ نخلتان وربط بَينهمَا ثمَّ إِنَّه قطع حَبل الْجمع بَينهمَا فافترقتا وَذهب كل فرقة بشق مِنْهُ
وَقيل إِنَّه كثيرا مَا كَانَ ينشد // (من الْخَفِيف) //
(قتل مثلي يَا صَاح شرب المدام
…
لَيْسَ قَتْلِي بلهذام وحسام)
قَالَ شهَاب الدّين أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن العجمي أَنْشدني السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف يشتاق حلب ومنازلها // (من الْكَامِل) //
(يَا برق أنش من الْغَمَام سَحَابَة
…
وطفاء هامية على بطياس)
(وادم على تِلْكَ الربوع وَأَهْلهَا
…
غيثا يروها مَعَ الأنفاس)
(وعَلى لَيَال بالصفاء قطعتها
…
مَعَ كل غانية وظبي كناس)
فَأَنْشَدته ارتجالا فِي جَوَاب إنشاده // (من الْكَامِل) //
(فلتلك أوطاني ومعهد أسرتي
…
ومقر أحبابي وَمجمع ناسي)
(لَيْسَ الْفُؤَاد وَإِن تناءت ساليا
…
عَنْهَا وَلَا لعهودها بالناسي)
قَالَ وأنشدني أَيْضا // (من الطَّوِيل) //
(سقى حلب الشَّهْبَاء فِي كل مزنة
…
سَحَابَة غيث نوءها لَيْسَ يقْلع)
(فَتلك دياري لَا الْعَتِيق وَلَا الغضا
…
وَتلك ربوعي لَا زرود ولعلع)
فأنشده شهَاب الدّين الْمَذْكُور // (من الطَّوِيل) //
(لقد حرت فِي هَذَا القريض وَحسنه
…
فَمن حيرتي لم أدر كَيفَ أَقُول)
(أَسحر عُيُون الْعين أم خمر بابل
…
أم الدّرّ أم روض زهته قبُول)
(بِخَط كَمَا خطّ العذار منمنما
…
لَهُ فِي سنا الخد الأسيل مسيل)
وَلما جَاءَ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين رحمه الله التَّقْلِيد من الإِمَام المستعصم صُحْبَة نجم الدّين الباذرائي سنة خمس وَخمسين وست مائَة قَالَ بدر الدّين يُوسُف الذَّهَبِيّ يمدحه // (من الْبَسِيط) //
(وَفِي لَك السَّعْي بالسعد الَّذِي وَفْدًا
…
وأنجز الدَّهْر من علياك مَا وَعدا)
(سدت الْمُلُوك فَمَا كَانَت مواهب مَا
…
أسدى إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ سدى)
(هُوَ الإِمَام الَّذِي هاد الْأَنَام لَهُ
…
وهد ركن الأعادي بأسه فهدى)
(ناهيك من خَدّه استسقوا بغرته
…
عَن السَّحَاب فَرد السهل والجلدا)
(فَأطلق السحب فِي الدُّنْيَا وَقد حبست
…
فراح وابلها منفجرا وبدا)
(وَقد أقرّ بِمَا أولوه من منن
…
لذاك مهما أخافوا صَوبه رعدا)
(فَمن يفاخرهم أَو من يساجلهم
…
يَوْمًا وجدهم أولى الْغَمَام يدا)
(أعيى شعار بني الْعَبَّاس واصفه
…
فَلَا لِسَان يكافيهم وَلَا جهدا)
(قد أَسْبغُوا من عطايا سَبْيهمْ حللا
…
عَلَيْك موشية فارفل بهَا جددا)
(قدت على قدر ملك ماجد وغدت
…
طرائق الوشي فِي أَثْنَائِهَا قددا)
(طلعت بَدْرًا بداجي لَيْلهَا وبدت
…
كواكب الذَّهَب القاني بهَا بددا)
(وقلدوك حساما مَاضِيا فَرَأَوْا
…
بَدْرًا بذيل تَمام للعيون بدا)
(مَاض يُرِيك شُعَاع الشَّمْس منعكسا
…
وَالْمَاء فِي نهره الْمُنَاسب مطردا)
(وجاءك الطّرف مَجْنُونا وَلَا عجب
…
لسابح مسرعا وافى لبحر ندى)
(وسنجق سَائِر تهفو ذوائبه
…
وسط السَّمَاء كنجم الرَّجْم متقدا)
(لَو لم يكن علما للرفع عَامله
…
مَا أكدته لنا أَيدي الْعلَا أبدا)
(فارفع لواه فَمَا وافاك عَامله
…
إِلَّا لفتح أقاليم وَكسر عدا)
(مرنح الْعَطف لدن الْقد معتدل
…
لَا زيغ فِي مَتنه يلقى وَلَا أودا)
(سَار من النَّقْع فِي ظلماء داجية
…
يستصحب النَّصْر دَاء والعجاج ردا)
(بشرى تهللت الأنواء من طرب
…
وصفق الطير فِي أغصانه وشدا)
(فاليوم مبتهج وَالشَّمْس سافرة
…
أصيلها فَرحا قد خلق البلدا)
(مواهب عَمت الدُّنْيَا بأنعمها
…
من الْإِلَه وَإِن خصتك مُنْفَردا)
(وَهَكَذَا الحكم فِي الْعُضْو الرئيس إِذا
…
خصته هبة نفع عَمت الجسدا)
(وسوف تحظى بضعفي مَا حبيت بِهِ
…
وَإِنَّمَا أول السَّيْل الأتي ندى)
(قاسوا عطاياك بالبحر الحضم فَمَا
…
ألفوه إِلَّا أجاجا عِنْدهَا ثمدا)
(لَو كنت أحصي أياديها وأحصرها
…
وَالْبَحْر عِنْدِي مداد مَا وَفِي مدَدا)
(لَك المواقف فِي الهيجاء قُمْت بهَا
…
مُجَاهدًا فِي سَبِيل الله مُجْتَهدا)
(فراشدا كنت للعليا ومقتدرا
…
على الأعادي وبالرحمن معتضدا)
(حَتَّى هدمت منار الشّرك حِين علا
…
من بعد مَا شب فِي الْآفَاق واتقدا)
(خبا سناه وَلَوْلَا أَن يفِيض على
…
لظاه مَاء الحسام العضب مَا حمدا)
(فاعمد لمجدك شيده فَإِن لَهُ
…
من السيوف أساسا والقنا عمدا)
(واسلم لراجي نداك الجم فِي دعة
…
مَا حث حادي عيس عيسه وحدا)
(مُؤَمل الرفد فِي ليلِي سرى وقرى
…
ونافذ الْأَمر فِي يومي ندى وردا)
(وَلَا بَرحت لمرتاد الندى علما
…
يزين بَيت قصيد أَو لمن قصدا)
149 -
الحسني يُوسُف بن مُحَمَّد بن يحيى بن عبد الله بن مُوسَى بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب وَهَذَا يعرف بِيُوسُف الْخَيل وجده يحيى يعرف بالسويقي نِسْبَة إِلَى سويقة الْمَدِينَة وَيحيى بن أبي الْكِرَام بن الجون بن الْكَامِل بن الْمثنى بن السبط وَلَيْسَ فِي السويقيين من لَهُ ذكر غير يُوسُف هَذَا
قَالَ يُخَاطب بني عَمه السليمانيين // (من المجتث) //
(بني سُلَيْمَان إِنَّا
…
وَأَنْتُم كالأصابع)
(فَإِن تروموا اعوجاجا
…
نصبح كَمثل الأضالع)
وَقَالَ // (من الْبَسِيط) //
(دَعْنِي وطرفي وذياك الحاسم وَأَبْنَاء
…
الجلاد ومزج الْحول بالحيل)
(حَتَّى أجوز الَّتِي افنت بخطبتها
…
أَعْلَام بَيت أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ)
(فَإِن هَلَكت فَأمر لَيْسَ تنكره
…
وَإِن سلكت فجدي خيرة الرُّسُل)
150 -
أَبُو الْعِزّ الْموصِلِي الصُّوفِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن عَليّ بن أبي سعد أَبُو الْعِزّ الْموصِلِي الْبَغْدَادِيّ الْفَقِيه الصُّوفِي كَانَ يحصب الشَّيْخ النجيب السهروردي تفقه عَلَيْهِ وَسمع مَعَه الحَدِيث من جمَاعَة ثمَّ طلب بِنَفسِهِ وَقَرَأَ على الشُّيُوخ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول فَسمع أَبَا بكر مُحَمَّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَإِسْمَاعِيل بن أَحْمد السَمَرقَندي وَعلي بن هبة الله بن عبد السَّلَام وَعبد الْوَهَّاب بن الْمُبَارك الْأنمَاطِي وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الْكَرْخِي وخلقا كثيرا وَحدث باليسير
سمع مِنْهُ القَاضِي أَبُو المحاسن عمر بن عليّ الْقرشِي وَأخرج عَنهُ حَدِيثا فِي مُعْجم شُيُوخه وَصفه بِالصّدقِ والثقة وَكَانَ فَاضلا صَالحا متدينا حسن الطَّرِيقَة وَلم يزل يسمع وَيسمع إخْوَته وَولده إِلَى أَن توفّي رحمه الله سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مائَة
151 -
التنوخي الصُّوفِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن مقلد بن عِيسَى بن إِبْرَاهِيم بن صَالح ابْن إِبْرَاهِيم أَبُو الْحجَّاج التنوخي الجماهري الْفَقِيه الصُّوفِي الدِّمَشْقِي نسبته إِلَى جبل الْجمَاهِر بَين كرخ نوخ عليه السلام وبعلبك وَتوجه إِلَى بَغْدَاد وَسمع من هبة الله بن أَحْمد ابْن مُحَمَّد الْأَكْفَانِيِّ وَعبد الْكَرِيم بن حَمْزَة الحدّاد وطاهر بن سهل الإِسْفِرَايِينِيّ وأبوي الْحسن عَليّ بن الْمُسلم السّلمِيّ وَعلي بن أَحْمد بن مَنْصُور الغساني وَنصر الله بن مُحَمَّد ابْن عبد الْقوي المصِّيصِي وَغَيرهم وَسمع بِبَغْدَاد من ابْن الْحصين وَأحمد بن عبد الله بن رضوَان وَابْن كادش والمقرب بن الْحُسَيْن بن الْحسن النساج وَأحمد بن الْحسن بن الْبَنَّا وزاهر بن طَاهِر الشحامي وَمُحَمّد بن عبد الْبَاقِي الْأنْصَارِيّ وَهبة الله بن أَحْمد بن عمر الحريري وَجَمَاعَة من أَصْحَاب أبي مُحَمَّد الصريفيني وَأبي الْحُسَيْن بن النقور وَعبد الْعَزِيز الْأنمَاطِي وَأبي الْقَاسِم البشري وَأبي نصر الزَّيْنَبِي وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية على أبي مَنْصُور بن الرزاز وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا وَحصل الْأُصُول وَخرج التخاريج ثمَّ انْقَطع إِلَى
الشَّيْخ النجيب السهروردي وَلبس الخشن وَأكل الجشب وَجلسَ فِي الْخلْوَة وَعمل الرياضيات والمجاهدات وَظهر لَهُ كَلَام على لِسَان أهل الْحَقِيقَة وَصَارَ من الْمشَار إِلَيْهِم فِي الزّهْد والمعرفة وَحدث باليسير
وَعَاد إِلَى دمشق زَائِرًا أَهله فأدركه أَجله رحمه الله سنة ثَمَان وَخمسين وَخمْس مائَة وَدفن بقاسيون
وَكَانَ يناظر فِي مسَائِل الْخلاف ويعقد مجْلِس التَّذْكِير ويتردد من بَغْدَاد إِلَى الْموصل للوعظ وَكَانَ مَوته بعلة الاسْتِسْقَاء
وَمن شعره // (من الوافر) //
(أنوم بعْدهَا هجع النيام
…
وظلم بَعْدَمَا انقشع الظلام)
(فَهَذَا الصُّبْح فِي الفودين باد
…
يُنَادي [] من بَقِي الْأَنَام)
(فبادر يَا فَتى قبل المنايا
…
فمالك بعد ذَا عذر يُقَام)
(فَعِنْدَ الله موقفنا جَمِيعًا
…
وَبَين يَدَيْهِ ينْفَصل الْخِصَام)
152 -
فَخر الدّين ابْن شيخ الشُّيُوخ يُوسُف بن مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن مُحَمَّد ابْن حمويه بن مُحَمَّد بن حموية الْأَمِير فَخر الدّين أَبُو الْفضل بن صدر الدّين شيخ الشُّيُوخ الْحَمَوِيّ الْجُوَيْنِيّ كَانَ أَمِيرا جَلِيلًا كَبِيرا عالي الهمة فَاضلا متأدبا سَمحا جوادا ممدحا خليقا بِالْملكِ لما فِيهِ من الْأَوْصَاف الجميلة وَكَانَ فِيهِ كرم زَائِد وَحسن تَدْبِير وَكَانَ مُطَاعًا محبوبا إِلَى الْخَاص وَالْعَام تعلوه الهيبة وَالْوَقار
وَأمه وَأم إخْوَته ابْنة شهَاب الدّين المطهر ابْن الشَّيْخ شرف الدّين أبي سعد عبد الله بن أبي عصرونَ وَكَانَت أرضعت الْملك الْكَامِل وَكَانَ أَوْلَادهَا الْأَرْبَعَة إخْوَة الْكَامِل من الرضَاعَة وَكَانَ يُحِبهُمْ ويعظمهم ويرعى جانبهم وَلم يكن عِنْده أحد فِي رُتْبَة الْأَمِير فَخر الدّين لَا يطوي عَنهُ سرا ويثق بِهِ ويعتمد عَلَيْهِ فِي سَائِر أُمُوره ونال الْأَمِير فَخر الدّين وَإِخْوَته من السَّعَادَة مَا لَا ناله غَيره
وَلما ملك الْملك الصَّالح الْبِلَاد أعرض عَن الْأَمِير فَخر الدّين واطرحه ثمَّ اعتقله ثمَّ أفرج عَنهُ وَأمره بِلُزُوم بَيته ثمَّ إِنَّه ألجأته الضَّرُورَة إِلَى نَدبه إِلَى الْمُهِمَّات لما لم يجد من يقوم مقَامه فجهزه إِلَى بِلَاد الْملك النَّاصِر دَاوُد فَأَخذهَا وَلم يتْرك بِيَدِهِ سوى سور الكرك ثمَّ جهزه لحصار حمص ثمَّ نَدبه لقِتَال الفرنج فاستشهد
وَكَانَ أول أمره معمما فألزمه الْكَامِل أَن يلبس الشربوش وزي الْجند فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك وأقطعه منية السودَان بالديار المصرية ثمَّ طلب مِنْهُ ينادمه فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِك فأقطعه شبْرًا فَقَالَ ابْن البطريق الشَّاعِر // (من الطَّوِيل) //
(على منية السودَان صَار مشربشا
…
وَأَعْطوهُ شبْرًا عِنْدَمَا شرب الخمرا)
(فَلَو ملكت مصر الفرنج وأنعموا
…
عَلَيْهِ ببيسوس تنصر لِلْأُخْرَى)
وَقَالَ فِيهِ وَفِي أَخِيه عماد الدّين وَكَانَ يذكر الدَّرْس بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي إِلَى جَانب ضريح الشَّافِعِي رضي الله عنه // (من الْخَفِيف) //
(ولدا الشَّيْخ فِي الْعُلُوم وَفِي الإمرة
…
بِالْمَالِ وَحده والجاه)
(فأمير وَلَا قتال عَلَيْهِ
…
وفقيه وَالْعلم عِنْد الله)
وَقَالَ فِي عماد الدّين // (من الْخَفِيف) //
(جَاءَنِي الشَّافِعِي عِنْد رقادي
…
وَهُوَ يبكي بحرقة وينادي)
(عمروا قبتي لعمري وَلَكِن
…
هدموا مذهبي بِفقه الْعِمَاد)
وَكَانَ لَهُم من الإقطاعات المناصب الدِّينِيَّة مِنْهَا مدرية الشَّافِعِيَّة والمدرسة الَّتِي إِلَى جَانب مشْهد الْحُسَيْن رضي الله عنه وخانقاه سعيد السُّعَدَاء وَلم تزل هَذِه المنصب بِأَيْدِيهِم إِلَى أَن مَاتُوا وَكَانَت بعد ذَلِك لوَلَدي عماد الدّين وَكَمَال الدّين مُدَّة ثمَّ انتزعت مِنْهُم وَلم يكن للأمير فَخر الدّين إِلَّا بنت وَاحِدَة
وَكَانَ قدم دمشق وَنزل دَار أُسَامَة فَدخل عَلَيْهِ الشَّيْخ عماد الدّين بن النّحاس وَقَالَ لَهُ يَا فَخر الدّين إِلَى كم يُشِير إِلَى تنَاول الشَّرَاب فَقَالَ لَهُ يَا عماد الدّين وَالله لأستبقك إِلَى الْجنَّة فاستشهد يَوْم وقْعَة المنصورة سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَتُوفِّي عماد الدّين سنة أَربع وَخمسين فسبقه كَمَا قَالَ إِلَى الْجنَّة وَكَانَ الصَّالح قد حَبسه ثَلَاثَة أَعْوَام وقاسى ضرا شَدِيدا حَتَّى إِن كَانَ لَا ينَام من الْقمل ثمَّ أخرجه وأنعم عله وَجعله نَائِب السلطنة وَلما توفّي الصَّالح ندبوه للسلطنة فَامْتنعَ وَلَو أجَاب لتم لَهُ الْأَمر ودبر الْملك وَأنْفق فِي العساكر
مِائَتي ألف دِينَار وَأحسن إِلَى الرّعية وَبَطل المكوس وَركب بالجاويشية
وَلما مَاتَ الصَّالح بعث الْفَارِس أقطاي إِلَى حصن كيفا لإحضتار الْمُعظم تورانشاه ابْن الصَّالح وَملكه كَمَا تقدم وَحمل فَخر الدّين إِلَى الْقَاهِرَة وَحمل على الْأَصَابِع وَكَانَ يَوْم دَفنه يَوْمًا مشهودا وَعمل لَهُ عزاء عَظِيم وَكَانَ مولده سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة
وَسمع الحَدِيث بِمصْر ودمشق وَحدث
وَمن شعره // (دوبيت) //
(صيرت فمي لفيه باللثم لثام
…
غصبا ورشفت من ثناياه مدام)
(فاغتاظ وَقَالَ أَنْت فِي الْفِقْه إِمَام
…
ريقي خمر وَعند الْخمر حرَام)
وَمِنْه فِي مَمْلُوك لَهُ توفّي
(لَا رَغْبَة فِي الْحَيَاة من بعْدك لي
…
يَا من ببعاده تناهى أَجلي)
(إِن مت وَلم أمت أسى خجلي
…
من عتبك لي فِي عرض يَوْم الْعَمَل)
وَمِنْه
(فِي عشقك قد هجرت أُمِّي وَأبي
…
الرَّاحَة للْغَيْر وحظي تعبي)
(يَا ظَالِم فِي الْهوى أما تنصفني
…
وحدتك فِي الْعِشْق فَلم تشرك بِي)
وَمِنْه // (من مجزوء الرمل) //
(وتعانقنا فَقل مَا
…
شيت فِي مَاء وخمر)
(وتعاتبنا فَقل مَا
…
شيت فِي غنج وسحر)
(ثمَّ لما أدبر اللَّيْل
…
وَجَاء الصُّبْح يجْرِي)
(قَالَ إياك رقيبي
…
بك يدْرِي قلت يدْرِي)
ورثاه الصاحب جمال الدّين يحيى بن مطروح فَقَالَ // (من الْكَامِل) //
(أأبا مُحَمَّد يُوسُف بن مُحَمَّد
…
أودى مصابك بالندى والسؤدد)
(آلَيْت لَا أنساك مَا هبت صبى
…
حَتَّى أُوَسَّد فِي صفيح الملحد)
(فتكوا بِهِ يَوْم الثلاثا فتكة
…
فجع الْخَمِيس بهَا وكل موحد)
(وخلى الندي من المكارم والعلى
…
لخلوه من مثل ذَاك السَّيِّد)
(قل مَا بدا لَك يَا حسود فطالما
…
فقئت معاليه عُيُون الْحَسَد)
(فَعَلَيْك مني مَا حييت تَحِيَّة
…
كالمسك طيبَة تروح وتغتدي)
وَقَالَ لما بلغه نعيه // (من مجزوء الرجز) //
(فض فَم نعى لنا
…
يَوْم الْخَمِيس يوسفا)
(واأسفا من بعده
…
على الْعلَا واأسفا)
153 -
الْمُوفق بن الْخلال يُوسُف بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن موفق الدّين أَبُو الْحجَّاج الْمَعْرُوف بالموفق بن الْخلال صَاحب ديوَان الْإِنْشَاء بِمصْر فِي دولة الْحَافِظ أبي الميمون عبد الْمجِيد صَاحب مصر
قَالَ الْعِمَاد الْكَاتِب فِي حَقه نَاظر ديوَان مصر وإنسان ناظره وجامع مفاخره وَكَانَ إِلَيْهِ الْإِنْشَاء وَله قُوَّة على الترسل يكْتب كَيفَ يَشَاء عَاشَ كثيرا وعطل فِي آخر عمره وأضر وَلزِمَ بَيته إِلَى أَن تعوض مِنْهُ الْقَبْر وَتُوفِّي بعد ملك الْملك النَّاصِر مصر بِثَلَاث أَو أَربع سِنِين
وَقَالَ ابْن الْأَثِير حَدثنِي القَاضِي الْفَاضِل بِدِمَشْق قَالَ كَانَ فن الْكِتَابَة بِمصْر فِي زمن الدولة العلوية غضا طريا وَكَانَ لَا يَخْلُو من ديوَان المكاتبات من رَأس يرأس مَكَانا وبيانا وَيُقِيم لسلطانه بقلمه سُلْطَانا وَكَانَ من الْعَادة أَن كلا من أَرْبَاب الدَّوَاوِين إِذا نَشأ لَهُ ولد وشدا شَيْئا من علم الْأَدَب أحضرهُ إِلَى ديوَان المكاتبات ليتعلم فن الْكِتَابَة ويتدرب وَيرى وَيسمع قَالَ فأرسلني وَالِدي وَكَانَ إِذْ ذَاك قَاضِيا بعسقلان إِلَى الديار المصرية فِي أَيَّام الْحَافِظ وأمرين بالمصير إِلَى ديوَان المكاتبات وَكَانَ الَّذِي رَأس بِهِ الْمُوفق بن الْخلال فَلَمَّا مثلت بَين يَدَيْهِ وعرفته من أَنا وَمَا طلبي تَلقانِي بالرحب والسهل ثمَّ قَالَ لي مَا الَّذِي أَعدَدْت لفن الْكِتَابَة من الْآلَات فَقلت لَيْسَ عِنْدِي شَيْء سوى أَنِّي أحفظ الْقُرْآن الْكَرِيم وَكتاب الحماسة فَقَالَ فِي هَذَا بَلَاغ ثمَّ أَمرنِي بملازمته فَلَمَّا ترددت إِلَيْهِ وتدربت بَين يَدَيْهِ أرمني بعد ذَلِك أَن أحل شعر الحماسة فجللته من أَوله إِلَى آخِره ثمَّ أَمرنِي فحللته مرّة ثَانِيَة وَقد استبعد بعض النَّاس ذَلِك وَزعم أَن الْفَاضِل لم يدْخل مصر إِلَّا فِي أَيَّام الظافر ابْن الْحَافِظ
قلت يُمكن أَن يكون قد دَخلهَا أَيَّام الْحَافِظ ثمَّ إِنَّه خرج مِنْهَا وَعَاد إِلَيْهَا مَعَ وَالِده فِي أَيَّام الظافر وَيُقَال إِن الْمُوفق بن الْخلال كَانَ يكْتب إِلَى القَاضِي الْفَاضِل وَهُوَ عاطل فِي بَيت خادمه يُوسُف وَكَانَ الْفَاضِل يَقُول إِلَى مَتى نجباء الْألف وَاللَّام يَعْنِي أَنه يَقُول
الْخَادِم وَهَذَا يدل على أَن الْخلال كَانَ يستصغر الْفَاضِل لِأَنَّهُ خرجه وثقفه وَلم يزل ابْن الْخلال بديوان الْإِنْشَاء إِلَى أَن طعن فِي السن وَعجز عَن الْحَرَكَة فَانْقَطع فِي بَيته وَكَانَ الْفَاضِل يرْعَى لَهُ حق الصُّحْبَة والتعليم وَيجْرِي عَلَيْهِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ فِي ثَالِث عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخمْس مائَة
وَمن شعر ابْن الْخلال // (من الْكَامِل) //
(عذبت لَيَال بالعذيب حوالي
…
وخلت مَوَاقِف بالوصال خوالي)
(وَمَضَت لذاذات تقضى ذكرهَا
…
تصبي الخلي وتستهيم السالي)
(وجلت موردة الخدود فأوثقت
…
فِي الصبوة الْخَالِي بِحسن الْخَال)
(قَالُوا سراة بني هِلَال أَصْلهَا
…
صدقُوا كَذَاك الْبَدْر فرع هِلَال)
وَمِنْه // (من مجزوء الْكَامِل) //
(وأغن سيف لحاظه
…
يفري الحسام بحده)
(فَضَح الصوارم واللدان
…
بلحظه وبقده)
(عجب الورى لما حييت
…
وَقد منيت ببعده)
(وَبَقَاء جسمي ناحلا
…
يصلى بوقدة صده)
(كبقاء عنبر خَاله
…
فِي نَار صفحة خَدّه)
وَمِنْه فِي الشمعة // (من الْكَامِل) //
(وصحيحة بَيْضَاء تطلع فِي الدجى
…
صبحا وتشفي الناظرين بدائها)
(شابت ذوائبها أَوَان شبابها
…
واسود مفرقها أَوَان فنائها)
(كَالْعَيْنِ فِي طبقاتها ودموعها
…
وسوادها وبياضها وضيائها)
وَمِنْه // (من المديد) //
(وَله طرف لواحظه
…
نصرت شوقي على كَبِدِي)
(قذفت عَيْني سوالفه
…
فتوارت مِنْهُ بالزرد)
وَكَانَ الْمُوفق بن الْخلال خَال القَاضِي الجليس عبد الْعَزِيز بن الْحُسَيْن بن الْجبَاب وَقد تقدم ذكره فِي مَكَانَهُ فَحصل لِابْنِ الْخلال نكبة وَحصل لِابْنِ الْجبَاب بِسَبَب خَاله صداع فَقَالَ ابْن الْجبَاب وكتبها إِلَى الرشيد بن الزبير // (من المتقارب) //
(تسمع مقالي يَا ابْن الزبير
…
فَأَنت خليق بِأَن تسمعه)
(بلينا بِذِي نسب شابك
…
قَلِيل الجدى فِي زكان الدعه)
(إِذا ناله الْخَيْر لم نرجه
…
وَإِن صفعوه صفعنا مَعَه)
قَالَ القَاضِي شمس الدّين بن خلكان رَحمَه الله تَعَالَى وَهَذَا من قَول حُصَيْن السَّعْدِيّ الْخَارِجِي يُخَاطب قطري بن الْفُجَاءَة // (من الطَّوِيل) //
(وَأَنت الَّذِي لَا نستطيع فِرَاقه
…
حياتك لَا نفع وموتك ضائر)
وَيُقَال إِن أَبَا الْقَاسِم بن هَانِئ الشَّاعِر الْمُتَأَخر على ابْن هَانِئ الْمُتَقَدّم هجا ابْن الْخلال الْمَذْكُور وبلغه ذَلِك فأضمر لَهُ حقدا وَاتفقَ بعض المواسم الَّتِي جرت بِهِ عَادَة مُلُوك مصر الْحُضُور لاستماع المدائح فَجَلَسَ الْحَافِظ عبد الْمجِيد ملك مصر إِذْ ذَاك وأنشده الشُّعَرَاء وانتهت النّوبَة إِلَى ابْن هَانِئ الْمَذْكُور فَأَنْشد وأجاد فِيمَا قَالَه فَقَالَ الْحَافِظ لِابْنِ الْخلال كَيفَ تسمع فَأثْنى عَلَيْهِ واستجاد شعره وَبَالغ فِي وَصفه ثمَّ قَالَ لَهُ وَلَو لم يكن لَهُ إِلَّا مَا يمت بِهِ من انتسابه إِلَى ابْن الْقَاسِم بن هَانِئ شَاعِر هَذِه الدولة ومظهر مفاخرها وناظم مآثرها لَوْلَا بَيت أظهر مِنْهُ الضَّمِير عِنْد دُخُوله هَذِه الْبِلَاد فَقَالَ الْحَافِظ مَا هُوَ فتحرج من إنشاده فَأبى الْحَافِظ وَقَالَ لَا بُد من إنشاده وَفِي أثْنَاء ذَلِك صنع بَيْتا وأنشده وَهُوَ // (من الْبَسِيط) //
(تَبًّا لمصر فقد صَارَت خلافتها
…
عظما تنقل من كلب إِلَى كلب)
فَعظم ذَلِك على الْحَافِظ وَقطع صلته وَكَاد يفرط فِي عُقُوبَته وَمن شعر ابْن الْخلال فِي الشمعة أَيْضا // (من الْبَسِيط) //
(وصعدة لدنة كالتبر تفتق فِي
…
جنح الظلام إِذا مَا أبرزت فلقا)
(تَدْنُو فيحرق برد اللَّيْل لهذمها
…
وَإِن نأت رتق الظلام مَا فتقا)
(وتستهل بِمَاء عِنْد وقدتها
…
كَمَا تألق برق الْغَيْث فاندفقا)
(كالصب لونا ولمعا والتظاء وضنى
…
وَطَاعَة وسهادا دَائِما وشقا)
(وَالْحب أنسا ولينا واستواق سنا
…
وبهجة وطروقا واجتلاء ولقا)
قلت قَوْله كالصب لمعا فِيهِ نظر وَمِنْه قَوْله وَالْحب لينًا نظر وَمن // (الرمل) //
(شيم الْأَيَّام صد بعد ود
…
والليالي عهدها أخون عهد)
(إِن أغاثت خذلت أَو وهبت
…
سلبت أَو أوجدت راعت بفقد)
(أُفٍّ لدينا فِيكُم تخدعنا
…
من حباها بمعار مسترد)
(مَا وَقت أَعْوَام قرب بِالَّذِي
…
جنت اللوعة فِي سَاعَة بعد)
(يَا أبخا الْعِزَّة حسب الدَّهْر وَمن عظة
…
الْمَغْرُور مَا أصبح يُبْدِي)
(تُؤثر الدُّنْيَا فَهَل نلْت بهَا
…
لَحْظَة تخلص من هم وكد)
154 -
ابْن الأبلة الْعِرَاقِيّ يُوسُف بن مُحَمَّد بن بختيار بن عبد الله الْجَوْهَرِي أَبُو المظفر الْبَغْدَادِيّ هُوَ ابْن الأبله الشَّاعِر الْمَشْهُور وَقد تقدم ذكر وَالِده فِي المحمدين قَرَأَ هَذَا طرفا من الْأَدَب على أبي بكر الوَاسِطِيّ النَّحْوِيّ وَطلب الحَدِيث بِنَفسِهِ
قَالَ محب الدّين بن النجار وَسمع الْكثير من شُيُوخنَا أبي الْفرج بن كُلَيْب وأبوي الْقَاسِم ذَاكر بن كَامِل وَيحيى بن يُونُس وَأبي طَاهِر بن المعطوش وَمن جمَاعَة من أَصْحَاب أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي الْعِزّ بن كادش وَأبي غَالب بن الْبناء وَأبي بكر ابْن عبد الْبَاقِي وَمن دونهم وَقَرَأَ بِنَفسِهِ وَكتب بِخَطِّهِ وَحصل الْأُصُول الحسان بهمة وافرة وسافر إِلَى الْموصل وَسمع بهَا من أبي طَاهِر أَحْمد بن عبد الله بن الطوسي وَأبي مُحَمَّد عبد الْقَادِر بن عبد الله الرهاوي وَمَات شَابًّا غضا طريا سنة سبع وَتِسْعين وَخمْس مائَة
وَكَانَ يكْتب خطا حسنا وَيقْرَأ الحَدِيث جيدا قَالَ وَكَانَ طَرِيقه غير مرضية فِي الحَدِيث لَا يوثق بنقله وَلَا ضَبطه شاهدت لَهُ أَشْيَاء بعد مَوته فِي كتبه تدل على ضعفه عَفا الله عَنهُ وَعنهُ
وَمن شعره لغز فِي اسْم معن // (من السَّرِيع) //
(وأسمر كالغصن فِي قده
…
بل يخجل الْغُصْن إِذا مَا انثنى)
(تحجب الشَّمْس إِذا مَا بدا
…
ويطرف الخشف إِذا مَا ربى)
(لَو أَنه جاد لنا باسمه
…
من بعد قلب لبلغنا المنى)
وَمِنْه // (من المديد) //
(لَا تلوموني بحقكم
…
مَا بَقِي صَبر وَلَا جلد)
(فجفوني مِنْهُ دامية
…
وحشاي حشوها كمد)
(وهمومي فِيهِ وَاحِدَة
…
وغرامي فِيهِ مُتحد)
(وَعَذَاب عز مطلبه
…
وفؤادي ناره تقد)
(لَيْسَ لي وصل ألذ بِهِ
…
لَا وَلَا قرب وَلَا بعد)
(ساعدوني بالبكا فَعَسَى
…
ينجلي بعض الَّذِي أجد)
قلت شعر نَازل
155 -
البلوطي النَّحْوِيّ يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن سعيد بن سراج بن طريف البلوطي أَبُو عمر النَّحْوِيّ الْقُرْطُبِيّ سمع من طَاهِر بن عبد الْعَزِيز وَأحمد بن خَالِد وَأحمد بن بشر بن الأغبس وَالْحسن بن سعد وَعبد الله بن يُونُس وقاسم بن أصبغ وَغَيرهم وَكَانَ عَالما بالنحو واللغة وَحسن الْخط جيد الضَّبْط إِمَامًا فِي هَذَا الْفَنّ وَكَانَ يخضب بِالْحِنَّاءِ وَكَانَ صَالحا توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مائَة
156 -
صَلَاح الدّين بن عبيد الله الْموقع يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبيد الله القَاضِي صَلَاح الدّين كَاتب الدرج السلطاني بِالْقَاهِرَةِ تقدم ذكر وَالِده زين الدّين بن عبيد الله فِي المحمدين وَكَانَ هَذَا صَلَاح الدّين وَلَده كَاتبا مَأْمُونا اعْتمد عَلَيْهِ القَاضِي فتح الدّين بن عبد الظَّاهِر وَلم يزل مُتَقَدما عِنْد كتاب السِّرّ وَاحِدًا بعد وَاحِد إِلَى آخر أَيَّام القَاضِي عَلَاء الدّين ابْن الْأَثِير فَإِنَّهُ كَانَ يستكتبه فِي الْمُهِمَّات وَكَانَ ملازما ديوانه تطلع لَهُ الشَّمْس فِي ديوانه وتغرب وَهُوَ فِيهِ أَقَامَ كَاتب درج تَقْدِير خمس وَخمسين سنة وَأكْثر وَكَانَ سَاكِنا خيرا خائرا لَيْسَ فِيهِ شَرّ أَلْبَتَّة مُحْتملا أَذَى رفاقه رَأَيْتهمْ يَسُبُّونَهُ فِي وَجهه وَلَا يتَكَلَّم خُصُوصا القَاضِي قطب الدّين بن المكرم يَقُول لَهُ لعن الله والديك يَا كلب يَا ابْن الْكَلْب يَا عبد النحس يَا ابْن الْأمة وَلَا يرد عَلَيْهِ هَذَا وَهُوَ مقدم على الْجَمِيع وَكَانَ أسمر اللَّوْن قطط الشّعْر صَغِير الذقن وَلما حصل للْقَاضِي عَلَاء الدّين بن الْأَثِير مبدأ الفالج طلبه السُّلْطَان الْملك النَّاصِر ليستكتبه شَيْئا فِي السِّرّ بِنَاء على أَنه يكون كَاتب السِّرّ فَلَمَّا أَخذ بِيَدِهِ الْأَمِير سيف الدّين الجاي الدوادار وَدخل بِهِ فِي دهليز الْقصر أحدث فِي سراويله فأعفي من الدُّخُول وَكَبرت سنة وعورت ع ينْه وانهدت أَرْكَان قواه وَهُوَ ملازم الْخدمَة فَأَقُول لَهُ لَو وفرت نَفسك وَقَعَدت فِي بَيْتك كَانَ خيرا لَك وَكَانَ يَقُول أَخَاف يقطعون معلومي وَلم يكن أحد يقدم على ذَلِك لقدم هجرته وَثُبُوت قدمه فِي الْخدمَة وَلَكِن كل ذَلِك من ضعف نَفسه وَكَانَ يكْتب خطا رديا ضَعِيفا وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَأعْطِي معلومه القَاضِي جمال الدّين إِبْرَاهِيم بن الشهَاب مَحْمُود
157 -
البديهي يُوسُف بن مُحَمَّد بن مهْدي بن مِقْدَام بن الْحسن بن الرّبيع بن زَائِدَة ابْن قدم بن شهَاب بن كنَانَة الْأَخْرَس بن زيد بن عَامر أَبُو الْحجَّاج الثَّعْلَبِيّ البديهي الْمَدَائِنِي
المولد الْبَغْدَادِيّ روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل فِي مُعْجم شُيُوخه قَالَ أنشدنا أَبُو الْحجَّاج يُوسُف بن مُحَمَّد البديهي فِي يَوْم عَرَفَة سنة عشر وَخمْس مائَة على البديهة فِي يَوْم عَرَفَة سنة عشر وَخمْس مائَة على البديهة // (من الرجز) //
(نَادَى مُنَادِي الْبَين بالفراق
…
فانهملت بالأدمع المآقي)
(لفرط مَا ألْقى من الأشواق
…
والدمع قد يجْرِي من الأحراق)
قَالَ وأنشدنا أَيْضا على البديهة // (من الطَّوِيل) //
(وقفت بناديهم وَقد جد بَينهم
…
وفاح عَليّ الْعرف فِي ذَلِك النادي)
(فَقلت أهل مسك تحمل ركبهمْ
…
أم المندل الرطب اسْتَقل بِهِ الْوَادي)
(فَقَالُوا لَهُم ذكر تضوع نشره
…
ففاح لَهُ عرف بنشرهم باد)
(فَقلت لأثر الركب الثم فإنني
…
شممت بِهِ مَا كَانَ يلهي عَن الزَّاد)
قلت شعر منحط
158 -
أَبُو عَفَّان النّحاس يُوسُف بن مُحَمَّد بن وليدويه أَبُو عَفَّان النّحاس الشَّاعِر ذكر الصولي أَنه كَانَت لَهُ بالمهتدي بِاللَّه حُرْمَة مُؤَكدَة فولاه مَعُونَة رزقا مِنْهُ بِاخْتِيَار من أبي عَفَّان لَهَا لِأَنَّهُ مِنْهَا وَلِأَن لَهُ بهَا ضَيْعَة روى عَنهُ وَلَده عبد الرَّحْمَن وَله أَخْبَار مطبوعة من ذَلِك أَنه وَقع أَبُو الْعَبَّاس بن بسطَام لأبي عَفَّان بكير حِنْطَة بالفالج فَقَالَ يَا سَيِّدي لَا أَدخل بَيْتِي فالجين أَنا مفلوج وآخذ كير حِنْطَة بالفالج فَضَحِك وَأمر لَهُ بكير حِنْطَة بالمعدل فَضَحِك وَقَالَ السَّاعَة اعتدلت
وَقَالَ أَبُو عَفَّان دخلت يَوْمًا على الْفضل بن الْمَأْمُون وَهُوَ يصطبح وستارته مَضْرُوبَة فغنت جَارِيَة من جواريه // (من الطَّوِيل) //
(أنَاس أمناهم فنموا حديثنا
…
فَلَمَّا كتمنا السِّرّ عَنْهُم تَقولُوا)
فَقَالَ الْفضل يَا أَبَا عُثْمَان أجز فَقلت
(لم يحسنوا الود الَّذِي كَانَ بَيْننَا
…
وَلَا حِين هموا بالقطيعة أجملوا)
فَقَالَ لغلامه أيش مَعَك قَالَ صرة قَالَ انثرها عَلَيْهِ وَنزع ثِيَابه فألقاها عَليّ وَقعد فِي سَرَاوِيل حَتَّى جاؤوه بثيابه
وَمن شعره يمدح مُوسَى ابْن أُخْت مُفْلِح // (من الْبَسِيط) //
(قل للأمير الَّذِي أضحت صنائع
…
كواكب الزهر فِي داج من الظُّلم)
(أَنْت الَّذِي زين الدُّنْيَا محاسنه
…
فقد ملكت قياد الْعَرَب والعجم)
(أَصبَحت قدوة هَذَا النَّاس كلهم
…
وَإِنَّمَا يَهْتَدِي من ضل بِالْعلمِ)
(من ذَا يساويك فِي مجد خصصت بِهِ
…
وَالله قدره فِي اللَّوْح بالقلم)
(يَا أَيهَا السَّائِل الفحاص عَن ملك
…
كَفاهُ فِي مَاله أخسى من الديم)
(إِلَيْك مُوسَى فَخذ مَا شِئْت من رجل
…
لِسَانه أبدا وقف على نعم)
159 -
ابْن الإِمَام الظَّاهِر يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن بن يُوسُف هم الْأَمِير أَبُو هِشَام ابْن الإِمَام الظَّاهِر ابْن الإِمَام النَّاصِر ابْن الإِمَام المستضيء ابْن الإِمَام المستنجد وَبَقِيَّة النّسَب تقدم فِي تَرْجَمَة المستنجد كَانَ كَبِير الْقدر عَزِيز الْفضل وافر الْإِحْسَان يعظمه أخوته وَبَنُو عَمه وَكَانَ مرشحا للخلافة وأقتنى من الْكتب ألوفا قَالَ ابْن أَنْجَب وَكَانَ يمِيل إِلَى مَا أصنفه ويبحث عَمَّا أؤلفه حَتَّى جمع مِنْهُ كتبا كَثِيرَة وَاخْتصرَ تاريخي الْكَبِير وأفرد مِنْهُ أَخْبَار الْخُلَفَاء وَقد جمع تَارِيخا ذكر فِيهِ أَخْبَار أَخِيه الْمُسْتَنْصر وَكَانَ قد سَأَلَ من أَخِيه المستعصم أَن يرتبني وَكيلا لَهُ فَأذن فِي ذَلِك فَلَمَّا عرفني أستاذ الدَّار اعْترفت بِالْعَجزِ وكراهية التَّصَرُّف وَقلت إِنِّي عَاهَدت الله فِي مَكَّة وَسَأَلته أَن لَا يَجْعَل رِزْقِي من تصرف واستعفيت فأعفيت
وَتُوفِّي لوَلَدي طِفْل فَكتب يعزيني بِأَبْيَات من نظمه بِخَطِّهِ الْفَائِق وَهِي // (من المنسرح) //
(لَا عرض نَافِع [لَا] وَلَا مَال
…
للمرء يَوْمًا إِذا حَالَتْ الْحَال)
(يُقَال قد حم قد تصدع قد
…
قاء نعم إِنَّهَا الأشيغال)
(يَمُوت ذُو الذَّنب وَهُوَ مبتسم
…
ويجزع الْأَنْبِيَاء والآل)
(بِأَيّ ذَنْب أَطَالَ غصتهم
…
وَهُوَ على الْمُجْرمين مفضال)
(وَمَا رأى البهشمي من عوض
…
قد كثر القيل فِيهِ والقال)
وَهِي أَبْيَات طَوِيلَة
وَقد صنف كتابا ذكر فِيهِ أَوْلَاد الْخُلَفَاء وَمَا نقل عَنْهُم من ملح الْأَخْبَار ومستحسن الْأَشْعَار
وَلما استولى هولاكو على الأَرْض وَملك بَغْدَاد وَحصل الْخَلِيفَة فِي أسره طلب إخْوَته وَأَوْلَادهمْ وأهليهم فَخرج الْأَمِير أَبُو هَاشم صُحْبَة الْمَذْكُورين فَقتلُوا أَجْمَعِينَ رَحِمهم الله تَعَالَى فِي صفر سنة سِتّ وَخمسين وست مائَة
160 -
ابْن الْمليح الشَّافِعِي يُوسُف بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن الْفضل بن الْمليح الْكَرْخِي كَانَ فَقِيها فَاضلا شافعيا وَكَانَ جده يُوسُف من دمشق وَتُوفِّي مُحَمَّد وَالِد يُوسُف هَذَا وَهُوَ صبي فرباه الله تَعَالَى تربية صَالِحَة وَحفظ الْقُرْآن وَتعلم الْخط وتفقه بِالْمَدْرَسَةِ النظامية ثمَّ صحب الصُّوفِيَّة وَسكن رِبَاط البسطامي مُدَّة ثمَّ تورع عَن أكل الْأَوْقَاف فَانْقَطع فِي بَيته ينْسَخ الْعلم وَيَأْكُل وَلَا يقبل من بر السلاطين شَيْئا وَمَشى عمره على سنَن مُسْتَقِيم وَكتب خطه كثيرا وَكَانَ يحفظ كثيرا من الْأَحَادِيث وأخبار السلاطين وَكَلَامهم وسافر إِلَى إصبهان
قَالَ محب الدّين بن النجار وَسمع بِقِرَاءَتِي هُنَاكَ كثيرا وَكَانَت لَهُ إجَازَة من أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد الطوسي خطيب الْموصل
161 -
البياسي يُوسُف بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحجَّاج الْأنْصَارِيّ البياسي بِالْبَاء ثَانِي الْحُرُوف وَالْيَاء آخر الْحُرُوف مُشَدّدَة وَبعد الْألف سين مُهْملَة الأديب كَانَ عَلامَة أديبا إخباريا لغويا بارعا فِي الْعَرَبيَّة وضروبها وَكَانَ يحفظ الحماسة وديوان أبي تَمام وديوان أبي الطّيب وَسقط الزند والمعلقات السَّبع وَله تَارِيخ على الْحَوَادِث فِي مجلدين سَمَّاهُ كتاب الْإِعْلَام بالحروف الْوَاقِعَة فِي صدر الْإِسْلَام إِلَى أَيَّام الرشيد وَكتاب صنفه فِي مجلدين سَمَّاهُ الحماسة صنفه بتونس وَنقل فِيهِ أشعارا فائقة وَتُوفِّي سنة ثَلَاث وَخمسين وست مائَة وَقد تجَاوز الثَّمَانِينَ وَلما قدم جَزِيرَة الأندلس وَوصل إِلَى تونس جمع للأمير أبي زَكَرِيَّاء يحيى بن أبي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن أبي حَفْص عمر صَاحب أفريقية رَحمَه الله تَعَالَى كتاب الْإِعْلَام الْمَذْكُور وَكَانَت وَفَاته بتونس رَحمَه الله تَعَالَى
162 -
الْمُسْتَنْصر بِاللَّه المغربي يُوسُف بن مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ السُّلْطَان الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ صَاحب الْمغرب لم يكن فِي بني عبد الْمُؤمن أحسن صُورَة مِنْهُ وَلَا أبلغ خطابا وَلكنه كَانَ مُسْتَغْرقا فِي اللَّذَّات وَمَات وَهُوَ
شَاب سنة عشْرين وست مائَة وَلم يخلف ولدا فاتفق أهل دولته على تَوْلِيَة الْأَمر لأبي مُحَمَّد عبد الْوَاحِد بن يُوسُف بن عبد الْمُؤمن بن عَليّ فَلم يحسن المداراة وَلَا التَّدْبِير وَكَانَت ولَايَة يُوسُف الْمَذْكُور عشر سِنِين وشهرين
163 -
الحوارني الْمُحدث الكفيري يُوسُف بن مُحَمَّد بن مَنْصُور بن عمرَان الْمُحدث الْفَاضِل أَبُو الْفضل الْهِلَالِي حوراني كتب أَحْكَام الضياء وقرأه على ابْن الْكَمَال وَحفظ متونا جمة وَأم بِمَسْجِد بَيت أَبْيَات وَقَرَأَ الحَدِيث على ابْن عبد الدَّائِم وَصَحب مَحْمُودًا الزَّاهِد الدِّمَشْقِي وَسمع بِمصْر من الرشيد الْعَطَّار وَكتب عَنهُ الْجَمَاعَة وَكَانَ يقْرَأ على كرْسِي بالجامع من حفظه وَرُبمَا قَرَأَ فِي الْقرى فيهبونه وَكَانَ دينا قانعا وَتُوفِّي سنة عشر وَسبع مائَة رَحمَه الله تَعَالَى
164 -
السَّيْف النَّاسِخ يُوسُف بن مُحَمَّد بن عُثْمَان السَّيْف النَّاسِخ أَصله من سرخس رَأَيْته غير مرّة يُنَادي على الْكتب بجسر اللبادين بِدِمَشْق وينسخ وَهُوَ شيخ قد أنقى وَكَانَ ردي الْحَال كتب كثيرا فِي الدَّوَاوِين الْمُتَأَخِّرَة خُصُوصا ديوَان سيف الدّين المشد وديوان محَاسِن الشُّعَرَاء وَكَانَ يَقُول أَنا قبلت الْقبْلَة بِأَلف دِرْهَم يفتخر بِهَذَا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسبع مائَة
165 -
ابْن المهتار يُوسُف بن مُحَمَّد بن عبد الله الإِمَام الْفَاضِل الْكَاتِب مجد الدّين أَبُو الْفَضَائِل بن المهتار الْمصْرِيّ ثمَّ الدمشق المجود الْمُحدث الْقَارئ بدار الحَدِيث الأشرفية ولد فِي حُدُود سنة عشر وست مائَة وَتُوفِّي سنة سبع وَثَمَانِينَ وست مائَة وَسمع من ابْن صباح وَابْن الزبيدِيّ وَالْفَخْر الإربلي وَابْن اللتي وجعفر الْهَمدَانِي وَابْن المقير وَابْن ماسويه وَطَائِفَة وَقَرَأَ وَكتب الْأَجْزَاء والأطباق وشارك فِي الْعلم وتوحد فِي الْكِتَابَة الفائقة وَعلم بهَا دهرا وَولي فِي الآخر مشيخة الدَّار النورية وَكَانَ إِمَّا الْمَسْجِد دَاخل بَاب الفراديس وَكَانَ ذَا دين وورع وكف بَصَره قبل مَوته بِقَلِيل سمع مِنْهُ ابْن الْعَطَّار وَابْن الخباز وَابْن أبي الْفَتْح والمزي وَطَائِفَة سواهُم وَأَجَازَ للشَّيْخ شمس الدّين مروياته
166 -
ابْن حَمَّاد خطيب حماه يُوسُف بن مُحَمَّد بن مظفر بن حَمَّاد جمال الدّين الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي مفتي حماه وخطيبها بالجامع الْكَبِير توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ
وَثَلَاثِينَ وَسبع مائَة عَن أَربع وَسِتِّينَ سنة وَحدث بِجُزْء الْأنْصَارِيّ عَن مُؤَمل النابلسي والمقداد الْقَيْسِي وَكَانَ على قدم متين فِي الْعلم وَالْعَمَل والتعبد وَنشر الْعلم وَلما مَاتَ تأسف النَّاس عَلَيْهِ رَحمَه الله تَعَالَى
167 -
ابْن المغيزل الشَّافِعِي يُوسُف بن مُحَمَّد الشَّيْخ الإِمَام صَلَاح الدّين بن المغيزل الْحَمَوِيّ الشَّافِعِي مفتي حماه وخطيبها كَانَ كهلا مفتنا فِي الْعُلُوم مناظرا لَهُ محفوظات وفضائل حدث عَن الشَّيْخ شمس الدّين بن قدامَة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى بحماه سنة تسع عشرَة وَسبع مائَة حُكيَ لي شمس الدّين بن النصيبي بحلب قَالَ بحث يَوْمًا صَلَاح الدّين بن المغيزل وَبدر الدّين بن الْوَكِيل فِي مَسْأَلَة بِحُضُور ابْن الْبَارِزِيّ قَاضِي حماه من بكرَة إِلَى أَن قَالَ الْمُؤَذّن لِلظهْرِ الله أكبر فَقَالَ القَاضِي شرف الدّين طول الله فِي عمريكما للْمُسلمين سُرُورًا بهما أَو كَمَا قَالَ
168 -
جمال الدّين الْمُقْرِئ يُوسُف بن مُحَمَّد بن نصر بن أبي الْقَاسِم الشَّيْخ الْفَقِيه جمال الدّين الْمُقْرِئ سمع من ابْن علاق والنجيب الْحَرَّانِي وَأَجَازَ لَهُ لخطه فِي سنة ثمانٍ وَعشْرين وَسبع مائَة بِالْقَاهِرَةِ ومولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وست مائَة
169 -
نور الدّين الفيومي يُوسُف بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن صَالح بن صارم بن مخلوف نور الدّين بن تَقِيّ الدّين بن جلال الدّين بن تفي الدّين الْأنْصَارِيّ الخزرجي الفيومي مولده سنة ثَمَان وَسبعين وست مائَة اجْتمعت بِهِ لديار المصرية وبصفد وبدمشق غير مرّة وَكتب إِلَى شعرًا وأجبته عَنهُ أعرفهُ وَهُوَ شَاهد العمائر للأمير سيف الدّين بكتمر الساقي ثمَّ إِنَّه ورد إِلَى صفد وَأقَام بهَا مُدَّة فِي خدمَة الْأَمِير سيف الدّين طشتمر النَّائِب بهَا ثمَّ إِنَّه توجه مَعَه إِلَى حلب ثمَّ عَاد إِلَى مصر ورأيته بهَا سنة خمس وَأَرْبَعين وَسبع مائَة وَكتب إِلَيّ بِالْقَاهِرَةِ بِمَا قدمت إِلَيْهَا فِي السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ أنشدنيه من لَفظه // (من الوافر) //
(وجدنَا أنس مَوْلَانَا فَلَمَّا
…
وجدنَا الْأنس لم نقنع بذاكا)
(وهام الطّرف مني فِي انْتِظَار
…
يروم من الصبابة أَن يراكا)
(عجزت عَن المزار فَكنت مِمَّن
…
نواك بِهِ كفينا من نواكا)
(وَلَا عتب على شيخ ضَعِيف
…
إِذا مَا قَامَ لم يملك حراكا)
(فعش لمسرة الأحباب إِنَّا
…
إِذا مَا عِشْت عِشْنَا فِي ذراكا)
وأنشدني من لَفظه لنَفسِهِ تَشْبِيها فِي عصفر // (من الوافر) //
(أشبه عصفرا فِي الرَّوْض يزهى
…
وتشبيهي لهيئته مقارب)
(ككنز فِيهِ بلور عَلَيْهِ
…
دَنَانِير ومهلكها عقارب)
وأنشدني أَيْضا لنَفسِهِ فِي قصب السكر // (من السَّرِيع) //
(فِي حلب أَبْصرت أعجوبة
…
تخرج أذكى النَّاس من عقله)
(شخصا رَشِيق الْقد عذب
…
اللمى لَا تقدر الرّوم على مثله)
(وَهُوَ بِلَا عقل جريح الحشا
…
والدود لَا يشْبع من أكله)
(لَا يبرح الْبَوْل على رَأسه
…
والقيد لَا يَنْفَكّ من رجله)
(لَهُ عُيُون وَهُوَ أعمى وَفِي
…
عَيْنَيْهِ أَوْلَاد على شكله)
(يَا من سما بَين الورى قدره
…
اكشف لنا عَنهُ وَعَن أَصله)
وَقلت أَنا فِي ذَلِك // (من الطَّوِيل) //
(عجبت لمعسول الرضاب مهفهف
…
يحاكي أنابيب القنا حَال نبته)
(تنَاقض مَعْنَاهُ الْغَرِيب فبوله
…
على الرَّأْس رَأس والشوارب فِي استه)
170 -
الأشوني الْمَالِكِي يُوسُف بن مرحب أَبُو عمر بن أهل أشونة سمع من مُحَمَّد بن أَحْمد الْعُتْبِي وَغَيره وَكَانَ عَالما بالفتيا حَافِظًا للمسائل والرأي على مَذْهَب مَالك رضي الله عنه قَالَ ابْن الفرضي ذكره إِسْمَاعِيل
171 -
التلعفري الشَّاعِر يُوسُف بن مَسْعُود بن بركَة أَبُو المحاسن الشَّيْبَانِيّ الشَّاعِر الشيعي وَالِد شهَاب الدّين أَحْمد التلعفري وَقد تقدم ذكر وَلَده فِي الأحمدين ولد يُوسُف هَذَا سنة سِتِّينَ وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وست مائَة وَله مدائح فِي أهل الْبَيْت
172 -
ابْن الْفرج الأرموي يُوسُف بن المظفر بن يُوسُف بن الْفرج الأرموي
173 -
ابْن الوردي الشَّافِعِي يُوسُف بن مظفر بن عمر بن مُحَمَّد بن أبي الفوارس الْفَقِيه الإِمَام جمال الدّين المعري ابْن الوردي الشَّافِعِي أَخُو الإِمَام زين الدّين عمر بن مظفر
وَقد تقدم ذكره فِي حرف الْعين وجمال الدّين هُوَ الْأَكْبَر كَانَ فَقِيها جيدا قَرَأَ التَّنْبِيه واشتغل بالحاوي الصَّغِير كثيرا وَكَانَ ينْقل من الرَّافِعِيّ وَمن الرَّوْضَة كثيرا ذكر لي جمَاعَة أَنه كَانَ فَقِيه النَّفس وَكَانَ جوادا بِمَا يملكهُ واشتغل على القَاضِي شرف الدّين بن الْبَارِزِيّ وتنقل فِي الْقَضَاء بالبلاد الحلبية وَرُبمَا أَنه تعدى السّبْعين وَكَانَ ضَعِيف الْعَرَبيَّة توفّي رحمه الله تالى فِي أَوَاخِر ذِي الْقعدَة سنة تسعٍ وَأَرْبَعين وَسبع مائةٍ فِي طاعون حلب
174 -
ابْن معزوز المرسي يُوسُف بن معزوز أَبُو الْحجَّاج الْقَيْسِي المرسي إِمَام النَّحْو مُصَنف شرح الْإِيضَاح للفارسي وَله رد على الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل أَخذ عَن أبي إِسْحَاق بن ملكون والسهيلي تخرج بِهِ جمَاعَة أَئِمَّة وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس وَعشْرين وست مائَة
175 -
الزانكي يُوسُف بن الْمُغيرَة بن أبان الْيَشْكُرِي أَبُو يَعْقُوب الزانكي بالزاي وَالْألف وَالنُّون وَالْكَاف وَيعرف بالأخضر قَالَ مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْجراح الْكَاتِب أَبُو يَعْقُوب الزانكي مَجْهُول الشّعْر من أهل الْبَصْرَة وَقَالَ غَيره قدم مَدِينَة السَّلَام من الْبَصْرَة وَقد صفر شيبا لَهُ وخنجر لحيته وَهُوَ مؤتزر بإزار أَحْمَر مُرْتَد بآخر مثله ينشد أَبَا نواس فِي جَامع الْبَصْرَة لنَفسِهِ فِي أبي دلف // (من الْكَامِل) //
(الشَّمْس تنهض بِأَنْفَاسِ الْعَقْرَب
…
والظل يقْدَح فِي حمام الجندب)
(وَاللَّيْل محشوش بِأَنْفَاسِ الدجى
…
والنجم من عَال من متصوب)
(فاصبح نديمك من سلافة قرقف
…
جَادَتْ بدرتها وَلما تخلب)
(ظعنت بمبزلها فَاتبع كوبها
…
من دنها مثل انقضاض الْكَوْكَب)
(فاصطب مِنْهَا فِي الزّجاج وعلها
…
بمسلسل حمد السباسب أصهب)
(فالراح مخرسة وألسن نورها
…
نطق بِكُل بَيَان حسن مُعرب)
(ومتوج عكفت بِصَحْنِ فنائه
…
خيلان من بكر الْعرَاق وتغلب)
(نَفسِي أَبَا دلف فداؤك والقنا
…
فِي النَّقْع من متقصف ومخضب)
فَقَالَ لَهُ أَبُو نواس أرويت من شعري شَيْئا أم لَا قَالَ لَا قَالَ لم قَالَ لِأَنَّك كثير الإحالة غير متسق الشّعْر قَالَ وَمَا ذَاك وَيلك فَذكر شَيْئا كثيرا من شعره عابه بِهِ فشتمه أَبُو نواس وَقَامَ عَن الْحلقَة