المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ يونس بن إبراهيم - الوافي بالوفيات - جـ ٢٩

[الصفدي]

الفصل: ‌ يونس بن إبراهيم

(إِن هِنْد المليحة الْحَسْنَاء

وَأي من أضمرت لخل وَفَاء)

(فَعَسَى أَن يكون يحسن من قد

كَانَ من قبل ذَا إِن أَسَاءَ)

‌الألقاب

اليوسفي الْمُؤَدب اسْمه يحيى بن نجاح

اليوسفي الْكَاتِب اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله

أَبُو يُوسُف القَاضِي الْحَنَفِيّ اسْمه يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم

‌يُونُس

3 -

‌ يُونُس بن إِبْرَاهِيم

202 -

الدبابيسي مُسْند مصر يُونُس بن إِبْرَاهِيم بن عبد الْقوي بن قَاسم بن دَاوُد الْكِنَانِي الْعَسْقَلَانِي أَبُو النُّون وَأَبُو عَليّ بن أبي إِسْحَاق فتح الدّين الدبابيسي مُسْند الديار المصرية توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَعشْرين وَسبع مائَة رحمه الله ومولده سنة خمس وَثَلَاثِينَ وست مائَة تَقْرِيبًا بِالْقَاهِرَةِ وَهُوَ أحد الْأَشْيَاخ الَّذين سَمِعت عَلَيْهِم الحَدِيث قَرَأت عَلَيْهِ جَمِيع الْقدر المسمون من كتاب القناعة لِابْنِ أبي الدُّنْيَا وَهُوَ من أول الْجُزْء الأول إِلَى قَوْله فَكَأَنَّمَا ملئت غنى وَذهب عني مَا كنت أجد بِسَمَاعِهِ من الشَّيْخ أبي الْحسن بن أبي عبد الله بن المقير سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وست مائَة وجزءا فِيهِ ثَلَاثَة أَحَادِيث من رِوَايَة الشَّيْخ أبي أَحْمد عُبيد الله بن مُحَمَّد بن أَحْمد الفَرَضي بِسَمَاعِهِ من ابْن المقير وجزءا فِيهِ الأناشيد الْحَسَنَة المختارة من رِوَايَة الشَّيْخ أبي غَالب فَارس بن شُجَاع الذهلي الْحَافِظ عَن شُيُوخه بِسَمَاعِهِ من ابْن المقير وجزءا فِيهِ أَحَادِيث منتقاة من أصُول الشَّيْخ الْجَلِيل أبي الرَّجَاء مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد الجركاني وجزءا فِيهِ أَحَادِيث عَن مَشَايِخ الإِمَام أبي طَاهِر السلَفِي وجزءا فِيهِ خطبه الإِمَام عَليّ بن أبي طَالب فِي وَفَاة أبي بكر الصّديق رضي الله عنهما بإجازته من ابْن المقير وجزءا فِيهِ مجْلِس من مجَالِس القَاضِي أبي المحاسن عبد الْوَاحِد بن إِسْمَاعِيل الرَّوْيَانِيّ عَن شُيُوخه بِإِجَازَة المسمع من السبط وَسمعت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة غَيْرِي أَشْيَاء أخر

كَانَ قد سمع بإفادة عَمه الْمُحدث دَاوُد من أبي الْحسن عَليّ بن عبد الله بن المقير وَأَجَازَ لَهُ ابْن المقير وفخر الْقُضَاة أَبُو الْفضل أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحباب وأسعد بن عبد

ص: 173

الْغَنِيّ بن قادوس وَحَمْزَة بن عمر بن أَوْس وَشُعَيْب بن يحيى بن أَحْمد الزَّعْفَرَانِي وظافر بن طَاهِر بن شَحم المطية وَأَبُو الْحسن عَليّ بن مَحْمُود بن الصَّابُونِي وَعبد الْوَهَّاب بن ظافر بن رواج الجوشني والفقيه بهاء الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن هبة الله بن بنت ابْن الجميزي الشَّافِعِي وَعبد الرَّحْمَن بن مكي بن الحاسب سبط السلَفِي وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْمُنعم بن النقار وَأَبُو الرِّضَا عَليّ بن زيد بن عَليّ التسارسي وَمُحَمّد بن أبي الْحسن بن يحيى بن ياقوت وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحباب وَأَبُو الْمَنْصُور مظفر بن عبد الْملك بن عبد الْقوي وَمَنْصُور بن سَنَد بن الدِّمَاغ وَأَبُو البركات هبة الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي ويوسف بن عبد الْمُعْطِي بن المخيلي ويوسف بن مَحْمُود الساوي وَأَبُو عَليّ الْحسن بن إِبْرَاهِيم بن دِينَار وَأَبُو بكر مُحَمَّد بن الْحسن السفاقسي وَأَبُو الْفضل المرجا بن أبي الْحسن ابْن شقيرة وَيَعْقُوب بن مُحَمَّد الهذباني وَمَنْصُور بن أبي الْقَاسِم الْجُهَنِيّ وَعبد الْعَزِيز بن عبد الْوَهَّاب بن عَوْف وَعبد الْقوي بن عزون وَابْنه إِسْمَاعِيل وَأحمد بن يحيى بن صباح وَعبد الْحق بن عبد الله بن علاف وَالْحسن بن عَليّ الْفَارِسِي وَأَبُو طَالب مُحَمَّد بن عَليّ بن الخيمي وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم التلمساني ويوسف بن عبد الْكَافِي بن الْكَهْف وَمُحَمّد بن مَحْمُود الْأمَوِي وَزُهَيْر بن مُحَمَّد المهلبي وَعبد الْمُنعم بن رضوَان بن مُنَاد وَله رِوَايَة عَن غير هَؤُلَاءِ أَيْضا وَحدث بالكثير سمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو الْحجَّاج الْمزي سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ والحافظ أَبُو مُحَمَّد البرزالي وَسمع مِنْهُ الْحَافِظ أَبُو الْعَلَاء الفرضي وَكَانَ شَيخا أُمِّيا سَاكِنا دينا لَهُ جلد على إسماع الحَدِيث وَتفرد بغالب سيوخه وَعلا سَنَده وانتفع النَّاس بِهِ وازدحم الطّلبَة عَلَيْهِ وَهُوَ آخر من حدث بالديار المصرية عَن ابْن المقير وَعَن خلق من أَصْحَاب السلَفِي بِالْإِجَازَةِ وَأَجَازَ لي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مائَة وَأذن فِي الْكِتَابَة عَنهُ بذلك للشَّيْخ شهَاب الدّين العسجدي

203 -

البيع الشَّيْخ الْبَغْدَادِيّ يُونُس بن أَحْمد بن عبيد الله بن هبة الله البيع أَبُو الْمَنْصُور الْبَغْدَادِيّ كَانَ يَبِيع الْقطن بِبَاب الأزج وارتقت حَاله إِلَى أَن تولى الْوكَالَة للجهة أم النَّاصِر قَالَ محب الدّين بن النجار كَانَ شَيخا صَالحا متدينا حسن الطَّرِيقَة مرضِي السِّيرَة مَحْمُود الْأَفْعَال حَافِظًا لِلْقُرْآنِ سمع من أبي الْقَاسِم بن الْحصين وَأبي مَنْصُور عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز وَغَيرهمَا وَحدث باليسير وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخمْس مائَة وَحمل فِي دجلة إِلَى الْمَدَائِن وَدفن إِلَى جَانب حُذَيْفَة بن الْيَمَان الصَّحَابِيّ

ص: 174

204 -

ابْن الْحَرَّانِي اللّغَوِيّ الْقُرْطُبِيّ يُونُس بن أَحْمد بن يُونُس بن عيسون أَبُو سهل الجذامي بن الْحَرَّانِي الْقُرْطُبِيّ اللّغَوِيّ كَانَ بَصيرًا بِاللِّسَانِ حَافِظًا للغة وَالْعرُوض قيمًا بالأشعار مليح الْخط متقنا أَقرَأ النَّاس مُدَّة وَكَانَ عَظِيم اللِّحْيَة جدا توفّي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبع مائَة

205 -

ابْن أبي الْجِنّ يُونُس بن أَحْمد بن أبي الْجِنّ كَانَ كَبِير الْأَشْرَاف بِدِمَشْق يدعى نَاصِر الدّين توفّي رحمه الله فِي سنة سِتّ وَعشْرين وَسبع مائَة

206 -

الزفات الْقُرْطُبِيّ يُونُس بن أُميَّة بن مَالك بن صَالح بن برد بن إلْيَاس بن برد الْأنْصَارِيّ الزَّمَان بالزاي وَالْفَاء وَبعد الْألف تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْوَلِيد رَحل إِلَى الشرق وَسمع بقرطبة من أبي جَعْفَر بن عون الله وَمن سَلمَة بن قَاسم وَمن غَيرهمَا كثيرا وَسمع برحلته وَكَانَ رجلا صَالحا حدث وَكتب عَنهُ وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَثَلَاث مائَة رَحمَه الله تَعَالَى

207 -

العسكري الأصولي يُونُس بن أَيُّوب العسكري قَالَ ابْن أَنْجَب قَرَأت فِي تَارِيخ سامراء أَن يُونُس بن أَيُّوب الْمُتَكَلّم كَانَ فَاضلا عَارِفًا بعلوم الْأَوَائِل قد صنف فِي علم الْأُصُول عدَّة كتب وَقد روى عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عبد الله الإسكافي الْبَغْدَادِيّ الْمُتَكَلّم عَن عَليّ بن الْعَبَّاس الرُّومِي قَوْله فِي رجل مدحه مخرمَة // (من الطَّوِيل) //

(صَحَائِف لي فِيهَا ذنُوب كَثِيرَة

لديك وكفاراتها أَن تمزقا)

(فبالمال إِن المَال رب تجله

تفضل بهَا مَرْدُودَة كي تخرقا)

208 -

قَاضِي الْقُضَاة الجمالي الأصولي يُونُس بن بدران بن فَيْرُوز بن صاعد بن عالي بن مُحَمَّد بن عَليّ جمال الدّين أَبُو مُحَمَّد وَأَبُو الْوَلِيد وَأَبُو الْفَضَائِل وَأَبُو الْفرج الْقرشِي الشيبي الْحِجَازِي الأَصْل المليجي المولد الشَّافِعِي الْمَشْهُور بالجمال الْمصْرِيّ

ترسل إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَولي الْوكَالَة بِالشَّام مُدَّة وَولي التدريس ثمَّ الْقَضَاء ودرس بالأمينية بعد التقي الضَّرِير وَتُوفِّي باسمه الصاحب صفي الدّين بن شكر وَولي العادلية فِي أَيَّام الْمُعظم وَاخْتصرَ كتاب الْأُم للشَّافِعِيّ وصنف فِي الْفَرَائِض قَالَ أَبُو شامة وَكَانَ فِي

ص: 175

ولَايَته عفيفا مهيبا ملازما لمجلس الحكم وَله شعر توفّي سنة ثَلَاث وَعشْرين وست مائَة رَحمَه اله تَعَالَى وَتَوَلَّى الحكم بعده القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن الخويي وَمن شعره

209 -

ابْن بغا يُونُس بن بتغا معشوق أَمِير الْمُؤمنِينَ المعتز بِاللَّه وَكَانَ هُوَ والمعتز من أحسن النَّاس وَكَانَا أمردين وَكَانَ النَّاس يتفرجون عَلَيْهِمَا إِذا ركبا شرب المعتز يَوْمًا على بُسْتَان مَمْلُوء من النمام وَبَين النمام شقائق النُّعْمَان فَدخل عَلَيْهِ يُونُس بن بغا وَعَلِيهِ قبَاء أَخْضَر فَقَالَ المعتز // (من الْكَامِل) //

(شبهت حمرَة خَدّه فِي ثَوْبه

بشقائق النُّعْمَان فِي النمام)

ثمَّ قَالَ أَبيت آخر فابتدر بنان الْمُغنِي وَكَانَ رُبمَا عَبث بِالْبَيْتِ بعد الْبَيْت فَقَالَ

(الْقد مِنْهُ إِذا بدا فِي قرطق

كالغصن فِي لين وَحسن قوام)

فَقَالَ لَهُ المعتز فغن فِيهِ فَعمل فِيهِ لحنين

وَقَالَ الْعَبَّاس بن الْمفضل كنت مَعَ المعتز فِي الصَّيْد فَانْقَطع عَن الموكب وَأَنا وَيُونُس بن بغا مَعَه بِقرب قنطرة وصيف وَكَانَ هُنَاكَ ديراني أعرفهُ ظريفا نظيفا فَقلت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِي هَذَا الدَّيْر رَاهِب أعرفهُ ظريفا لَا يَخْلُو من مَاء بَارِد أَتَرَى أَن نَمِيل إِلَيْهِ قَالَ نعم فجئناه فَخرج وَأخرج إِلَيْنَا ماءا بَارِدًا وسألني عَن المعتز وَيُونُس فَقلت فتيَان من أَبنَاء الْجند فَقَالَ بل مقلتان من حور الْجنَّة فَقلت لَهُ لَيْسَ هَذَا فِي دينك فَقَالَ من الْآن هُوَ ديني فَضَحِك المعتز فَقَالَ الديراني أتأكلون شَيْئا قُلْنَا نعم فَأخْرج لنا شطيرات خبْزًا وأدما نظيفا فأكلنا أطيب أكل وجاءنا بأشنان فاستظرفه المعتز وَقَالَ لي قل لَهُ بَيْنك وَبَينه من تحب من هذَيْن الغلامين أَن يكون مَعَك فَقلت لَهُ فَقَالَ كِلَاهُمَا وَتَمْرًا فَضَحِك المعتز حَتَّى مَال على حَائِط الدَّيْر فَقلت للديراني لَا بُد أَن تخْتَار فَقَالَ الِاخْتِيَار وَالله فِي هَذَا دمار وَمَا خلق الله عقلا يُمَيّز بَين هذَيْن ولحقهما الموكب فارتاع الديراني فَقَالَ لَهُ المعتز بحياتي لَا تقطع مَا كُنَّا فِيهِ فَإِنِّي لمن ثمَّ مولى وَلمن هَا هُنَا صديق فمزحنا سَاعَة ثمَّ أَمر لَهُ بِخمْس مائَة ألف دِرْهَم فقبلها وَقَالَ وَالله مَا أقبلها إِلَّا على شَرط قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ يُجيب أَمِير الْمُؤمنِينَ دَعْوَتِي مَعَ من أَرَادَ قَالَ لَك ذَلِك فاتعدنا ليَوْم جئناه فِيهِ فَلم يبْق غَايَة وَقَامَ للموكب كُلهنَّ بِمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ وَجَاء بأولاد النَّصَارَى فخدمونا وَوَصله المعتز يَوْمًا بصلَة سنية وَلم يزل يعتاده وَيُقِيم عِنْده

ص: 176

210 -

صَاحب الْمَغَازِي يُونُس بن بكير بن وَاصل الْحَافِظ أَبُو بكر الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي الْحمال صَاحب الْمَغَازِي قَالَ ابْن معِين صَدُوق وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِحجَّة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين مِمَّا ينقم عَلَيْهِ التَّشَيُّع وَقَالَ ابْن معِين ثِقَة إِلَّا أَنه مرجئ وَقَالَ الْعجلِيّ ضَعِيف الحَدِيث وروى لَهُ مُسلم تبعا وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة

211 -

يُونُس النَّحْوِيّ يُونُس بن حبيب أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ قَالَ المرزباني هُوَ مولى ضبة وَقيل مولى بني لَيْث بن بكر بن مَنَاة بن كنَانَة وَقيل مولى بِلَال ابْن هرمي من بني ضبيعة بن بجالة ولد سنة تسعين لِلْهِجْرَةِ وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَكَانَ يَقُول أذكر موت الْحجَّاج وَقيل مولده سنة ثَمَانِينَ وَقيل إِنَّه رأى الْحجَّاج وعاش مائَة سنة وسنتين وَقيل عَاشَ ثَمَانِينَ وَتِسْعين سنة أَخذ يُونُس الْأَدَب عَن أبي عمر بن الْعَلَاء وَحَمَّاد بن سَلمَة وَكَانَ النَّحْو أغلب عَلَيْهِ وَسمع من الْعَرَب وروى سِيبَوَيْهٍ عَنهُ كثيرا وَسمع مِنْهُ الْفراء وَالْكسَائِيّ وَله قِيَاس فِي النَّحْو ومذاهب ينْفَرد بهَا وَكَانَ من الطَّبَقَة الْخَامِسَة من الْأَدَب وَكَانَت حلقته بِالْبَصْرَةِ ينتابها الأدباء وفصحاء الْعَرَب وَأهل الْبَادِيَة وَقَالَ معمر بن الْمثنى اخْتلفت إِلَى يُونُس أَرْبَعِينَ سنة أملأ كل يَوْم ألواحي من حفظه وَقَالَ أَبُو زيد الْأنْصَارِيّ جَلَست إِلَى يُونُس عشر سِنِين وَجلسَ إِلَيْهِ قبلي خلف الْأَحْمَر عشْرين سنة وليونس من الْكتب كتاب مَعَاني الْقُرْآن وَكتاب الْأَمْثَال وَكتاب اللُّغَات وَكتاب النَّوَادِر الصَّغِير

وَقَالَ يُونُس لَو تمنيت أَن أَقُول الشّعْر لما تمنيت إِلَّا أَن أَقُول مثل قَول عدي بن زيد الْعَبَّادِيّ // (من الْخَفِيف) //

(أَيهَا الشامت الْمُعير بالدهر

أَأَنْت المعبرس الموفور)

وأصل يُونُس من جبل بليدَة على دجلة بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة الْمُشَدّدَة وَبعدهَا لَام وحبِيب اسْم أمه فَهُوَ لَا ينْصَرف للتأنيث والعلمية فَإِن أَبَاهُ لَا يعرف وَيُقَال إِنَّه ابْن ملاعنة وَيُقَال بل هُوَ اسْم أَبِيه وَكَذَلِكَ مُحَمَّد بن حبيب النسابة وَكَذَلِكَ مُحَمَّد ابْن شرف القيرواني يُقَال إِن شرف اسْم أمه وَالله أعلم أَيْضا

ص: 177

وَدخل يُونُس يَوْمًا إِلَى الْمَسْجِد وَهُوَ يتهادى بَين اثْنَيْنِ من الْكبر فَقَالَ لَهُ رجل كَانَ يتهم مودته بلغت مَا أرى يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن فَقَالَ هُوَ الَّذِي ترى لَا بلغته

قلت أَخذ هَذَا الْمَعْنى مُحَمَّد بن عبد الْملك الزيات فَقَالَ // (من الْبَسِيط) //

(وعائب عابني بشيب

لم يأل لما ألم وقته)

(فَقلت إِذْ عابني سفاها

يَا عائب الشيب لَا بلغته)

وَقَالَ أَبُو الْخطاب زِيَاد بن يحبى مثل يُونُس كَمثل كوز ضيق الرَّأْس لَا يدْخلهُ شَيْء إِلَّا بعسر فَإِذا دخله لم يخرج مِنْهُ شَيْء يَعْنِي أَنه لَا ينسى شَيْئا وَحدث التاريخي عَن ابْن الأعلم مُحَمَّد بن سَلام قَالَ سَمِعت يُونُس النَّحْوِيّ يَقُول رحم الله عُثْمَان وَلَا رحم الله من لَا يترحم عَلَيْهِ وَالله لقد اسْتعْمل عمالا لَو استعملهم أَبُو جَعْفَر كَانَ قد أَسَاءَ ورحمن الله عليا وَلَا رحم من لَا يترحم عَلَيْهِ قَالُوا لَهُ ادْفَعْ لنا قتلة عُثْمَان وَالْأَمر أَمرك قَالَ كل هَؤُلَاءِ قَاتل لَهُ فَأَيهمْ أدفَع إِلَيْكُم ثمَّ أَتَى أهل النَّهر فَقَالَ اقتدوا بِعَبْد الله بن خباب قَالُوا كُنَّا قَتله فَقَالَ الْآن طَابَ الْقِتَال أفطاب الْقِتَال فِي قتل ابْن خباب وَلَا يطيب فِي قتل عُثْمَان

قَالَ وحَدثني هَارُون بن مُحَمَّد بن عبد الْملك حَدثنَا أَبُو زيد النميري يَعْنِي عمر بن شبة حَدثنَا خَلاد بن يزِيد الأرقط قَالَ قَالَ يُونُس النَّحْوِيّ كنت أحب أَن أَدخل الْجنَّة فَأنْظر فِيهَا أَرْبَعَة نفر قَالَ فَقلت لَهُ من هم قَالَ آدم ويوسف وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر قَالَ قلت لَهُ كَيفَ ذَاك قَالَ كنت أَقُول لآدَم يَا هَذَا رَحِمك الله كَيفَ أدْخلك الله الْجنَّة وأباحك من كل شَيْء فِيهَا ونهاك عَن أكل شَجَرَة وَاحِدَة فتعديت أمره فَأكلت من الشَّجَرَة حَتَّى ألزمتنا هَذَا الشَّقَاء كُله وَأَقُول ليوسف بن يَعْقُوب رَحِمك الله قد علمت مَا كَانَ من وجد أَبِيك عَلَيْك وَطول غَيْبَتِك عَنهُ وَأَنت ملك مصر وَإِنَّمَا كَانَ بَيْنك وَبَينه مَسَافَة عشر مراحل مَا مَنعك أَن توجه إِلَى أَبِيك رَسُولا يُعلمهُ بخبرك وقصتك وَأَقُول لطلْحَة وَالزُّبَيْر مَا بالكما أعطيتما عليا بيعتكما وصفقة أيمانكما ثمَّ غدرتما بِهِ ونكثتما بيعتكما وصفقة أيمانكما من غير مَا جرم وَلَا جِنَايَة وَلَا سَبَب أحوجكما إِلَى ذَلِك

وَعَن الْفضل بن مُحَمَّد اليزيدي عَن مُحَمَّد بن سَلام قَالَ سَمِعت يُونُس النَّحْوِيّ يَقُول عذيري من عَائِشَة فِي قَوْلهَا فِي شعر لبيد // (من الْكَامِل) //

(ذهب الَّذين يعاش فِي أَكْنَافهم

وَبقيت فِي خلف كَجلْد الأجرب)

حِين قَالَت كَيفَ بلبيد لَو أدْرك زَمَاننَا هَذَا وَقد نشأت فِي حجر أم رُومَان وَأي قُحَافَة حَتَّى إِذا صَارَت زوج النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأم الْمُؤمنِينَ ابْنة الصّديق يُعْطِيهَا مُعَاوِيَة فِي

ص: 178

غَدَاة مائَة ألف فتقسمها فِي الأطباق تبْكي على زمَان لبيد

وَقَالَ يُونُس يَوْمًا كُنَّا إِذا رَأينَا مختالا فِي مشيته قُلْنَا إِمَّا أَن يكون هَذَا هاشميا أَو نحويا فَيَقُول مخنث أَو عَظِيم الأير وَقَالَ مُحَمَّد بن سَلام سَمِعت يُونُس بن حبيب يَقُول لَا تأمن من من جعل فِي خَمْسَة دَرَاهِم قطع خير عُضْو مِنْك أَن يكون عِقَابه غَدا هَكَذَا

وَلما دخل الْكسَائي الْبَصْرَة أول دُخُوله جلس فِي حَلقَة يُونُس ينْتَظر خُرُوجه فَسَأَلَهُ ابْن أبي عُيَيْنَة عَن أولق هَل ينْصَرف أَو لَا فَقَالَ أفعل لَا ينْصَرف فَقَالَ ابْن عُيَيْنَة خطأ وَالله وَخرج يُونُس فَسئلَ عَن أولق فَقَالَ هُوَ فوعل وَلَيْسَ أفعل لِأَن الْهمزَة فَاء الْفِعْل لِأَنَّك تَقول ألق الرجل فَهُوَ مألوق فَتثبت الْهمزَة وَكَذَلِكَ أرنب ينْصَرف لِأَنَّهُ فعلل لِأَنَّك تَقول أَرض مؤرنبة فتثبتا الْهمزَة قَالَ والمألوق الْمَجْنُون

212 -

ابْن خرين يُونُس بن الْحُسَيْن بن دَاوُد بن أبي نصر الشَّاعِر الْمَعْرُوف بِابْن خرين بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالرَّاء الْمُشَدّدَة وَبعد الْيَاء آخر الْحُرُوف نون قَالَ محب الدّين بن النجار كَانَ يمدح النَّاس وينشد فِي التعازي يحتذي بذلك رَأَيْته وَقد حضر فِي عزاء وَالِدي ورثاه بقصيدة ومدح أخوي وَالْغَالِب على شعره الرداءة وَكَانَ مطبوعا يتطايب رَأَيْت بِخَطِّهِ على قصيدة الْخَادِم يُونُس بِلَا تَصْحِيف يُرِيد تويسا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة سِتّ وَتِسْعين وَخمْس مائَة

وَأورد لَهُ // (من الطَّوِيل) //

(وحقكم مَا مر يَوْم وَلَيْلَة

عَليّ وقلبي من تذكركم خَالِي)

(وَلَا هجعت عَيْنَايَ إِلَّا رأيتكم

ويزداد شوقي بالخيال وبلبالي)

(فَلَا تحسبوا أَنِّي نقضت عهودكم

وَلَا أنني مهما أعش لكم سالي)

(ولكنني بَاقٍ على حفظ عهدكم

وَمَا غير الإبعاد والبين أحوالي)

213 -

الأدمِيّ أَخُو الْحَافِظ يُوسُف يُونُس بن خَلِيل بن قراجا أَبُو مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الأدمِيّ أَخُو الْحَافِظ شمس الدّين يُوسُف وَقد تقدم ذكره مَكَانَهُ ولد فِي أول سنة تسع وَخمسين وَخمْس مائَة وَتُوفِّي سينة ثَمَان وَأَرْبَعين وست مائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَسمع مَعَ أَخِيه من الخشوعي ورحل مَعَ أَخِيه إِلَى مصر

ص: 179

214 -

أَبُو لُقْمَان الصفار يُونُس بن خَليفَة أَبُو لُقْمَان الصفار قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج لم يكن أحد ينعَت بالشاعر تبعا لاسمه إِلَّا هُوَ وَأَبُو الْفتُوح من هَل سوسه وَكَانَ أَبُو لُقْمَان هجن الْخلق آدم اللَّوْن طوَالًا إِلَى السّمن شَدِيد الْقُوَّة قَبِيح الْوَجْه مجدوره وَكَانَ يعرف ذَلِك من نَفسه فَلَا يغْضب مِمَّن فاوضه فِيهِ لَقِي أَبَا بكر الْوراق يَوْمًا وَبِه خمار فَقَالَ لَهُ عزمت عَلَيْك إِلَّا شبهتني وقاربت فَقَالَ نعم أَنْت كالبربخ الْقَدِيم يكسر وَيبقى الْجُزْء مِنْك قَائِما هَكَذَا وَأَشَارَ إِلَى قَصَبَة مرحاض جوَار دَار أبي إِسْمَاعِيل الْكَاتِب على تِلْكَ الصّفة فَضَحِك أَبُو لُقْمَان وَقَالَ قَاتلك الله مَا أبعدت

وَكَانَ عَامر الْخطاب يَوْمًا بِحَضْرَة إِبْرَاهِيم الكموني لما مَاتَ إِبْرَاهِيم الحصري فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا عبد الله إِنَّمَا بَقِي من الشُّعَرَاء كلهم بعوضتان أَنا وَأَنت فبالله صلني وَلَا تقطعني قَالَ الكموتي لَا وَالله بل فيل وبعوضة وَمَا أسمع أَنا مِنْك وَاجْتمعَ يَوْمًا عِنْد أبي لُقْمَان الدركادو وَكِلَاهُمَا يَهْتِف نَوَادِر الشطرنج على صَاحبه وَقد علا ضحكهما إِذْ دخل الكموني فَجَلَسَ يستمع لهذرهما فَقَالَ الدركادو لأبي لُقْمَان أجز // (من الْبَسِيط) //

(حيتان حبك فِي طنجير بلواي)

فَقَالَ أَبُو بكر قبل تَمام الْكَلَام

(وفحم وَجهك فِي كانون أحشائي)

فصاح بِهِ الكموني هيه أَبَا لُقْمَان قد غلبته من جِهَة الصِّنَاعَة فوزهى أَبُو لُقْمَان وَقَالَ أفمثلي يتهم فِي جيد الشّعْر وَهَذَا بديهي فِي الهتف واجتاز بِي مرّة وَهُوَ طافح سكرا وَأَنا جَالس فِي مَكَان مشرف بالشارع وَكَانَ قد بلغه عني شَيْء قما شَعرت إِلَّا وَأَنا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض قد شال بِي على يَدَيْهِ وَرفع رَأسه إِلَيّ وَقَالَ أَيْن تُرِيدُ ألقيك يَا خَبِيث فأريته أَنه يُرِيد يمازحني لَا يعدو رفقك بِالْمَكَانِ الَّذِي خطفتني مِنْهُ فَقَالَ هَل أَنْت إِ لَا كفروج طارت بِهِ حدأة قلت أَي وَالله وَإِن شِئْت عنقاء قَالَ كَيفَ أَنا عنْدك فِي الشّعْر قلت كامرئ الْقَيْس إِن لم يكن فَوْقه فَقَالَ سلمت ووضعني فِي مَكَاني وَإِنِّي لأنتفض مثل القصبة فِي الرّيح الشَّدِيدَة وَانْصَرف واجتزت بِهِ يَوْمًا فَوَجَدته يتوقد فَقلت مَالك قَالَ أحب أَن أهجو الكموني وحبيبا الطَّائِي قلت كَيفَ اجْتمعَا لَك قَالَ لِأَن الطَّائِي صنع من شعره // (من الْكَامِل) //

(وكذاك أهل النَّار فِي الدُّنْيَا هم

يَوْم الْقِيَامَة جلّ أهل النَّار)

ص: 180

فَصَارَ الكموني يعرض بِي بِهَذَا الْبَيْت فِي كل وَقت وصناعتي نارية كَمَا ترى قلت صدقت اصْنَع حَتَّى أعينك ففكر طَويلا وَقَالَ بيني وَبَينهمَا سَواد اللَّيْل وَالْخلْوَة بالقوافي

وَشرب يَوْمًا فِي دَار الْخمار طول نَهَاره فَلَمَّا كربت الشَّمْس أَتَت بِعَارِض غدق فَخرج وَمَعَهُ نَبِيذ حَتَّى أَتَى دَاره فاستوحش وَبعث رَسُولا فِي طلب عبد الْوَهَّاب المثقال فَوَجَدَهُ وجع الرجل فَأَتَاهُ بِخَبَرِهِ فَمَا لبث أَن وافاه فاحتمله على كتفه كالطفل مغالبة وأنوله عِنْد الْبَاب وَقد مَاتَ ضحكا وَأَخْبرنِي عبد الْوَهَّاب بالحكاية فصنعت أبياتا كتمتها أَبَا لُقْمَان // (من السَّرِيع) //

(أشاعر أم جمل هائج

لَيْسَ لَهُ حاد وَلَا حادج)

(يركبه فِي الوحل إخوانه

أمنا وَذَا الْغرَر الْخَارِج)

(إِلَّا يكن فِي خلقه شدقما

فَالْفرق مَا بَينهمَا واشج)

(كَأَنَّمَا رَاكِبه إِذْ بدا

نَحْو السَّمَاوَات العلى عارج)

(لَوْلَا دفاع الله مِمَّا ارْتقى

مَا انحط إِلَّا وَبِه فالج)

وَتُوفِّي أَبُو لُقْمَان الصفار فِي سنة خمس عشرَة وَأَرْبع مائَة وَقد تجَاوز الْأَرْبَعين

وَمن شعره قصيدة أَولهَا // (من الْبَسِيط) //

(أَحْمد بذا الزَّمن الْمَحْمُود من زمن

بِهِ أتيح حَرِيم الْكفْر للمحن)

مِنْهَا

(هون عَلَيْك فكم غارت بكفرهم

من غيرَة لِذَوي الْإِسْلَام وَالسّنَن)

(وَكم أحلُّوا حَرَامًا لَا يحل وَكم

دانوا بدين عبيد الْعجل والوثن)

(لما رغا فَوْقهم سقب السَّمَاء ضحى

بالقيروان وراقى جاحم الْفِتَن)

(بوقعة أوقعت بالغرب صَاعِقَة

لذعرها عَاد من بالشرق فِي عدن)

(مَا كَانَ أيمنها من وقْعَة رعبت

من دَان بالْكفْر فِي الْفسْطَاط واليمن)

215 -

الْكَاتِب الْمُغنِي يُونُس الْكَاتِب الْمُغنِي بن سُلَيْمَان بن كرد بن شهريار من ولد هُرْمُز قيل إِنَّه مولى لعمر بن الزبير ومنشؤه ومولده بِالْمَدِينَةِ وَكَانَ أَبوهُ فَقِيها فأسلمه فِي الدِّيوَان فَكَانَ من كِتَابه وَأخذ الْغناء عَن معبد وَابْن سُرَيج وَابْن مُحرز والغريض وَأكْثر رِوَايَته عَن معبد وَله شعر جيد وَخرج مرّة من الْمَدِينَة إِلَى الشَّام فِي تِجَارَة فَبلغ الْوَلِيد بن

ص: 181

يزِيد خَبره فَلم يشْعر يُونُس إِلَّا برسل الْوَلِيد وَقد دخلُوا عَلَيْهِ قَالَ فأخذوني وأدخلوني على الْأَمِير فَرَأَيْت أحسن النَّاس وَجها فَسلمت عَلَيْهِ فَأمرنِي بِالْجُلُوسِ ودعى بالجواري وَالشرَاب فَكُنَّا يَوْمنَا وليلتنا فِي أَمر عَجِيب إِلَى أَن غنيته // (من الْخَفِيف) //

(إِن يَعش مُصعب فَنحْن بِخَير

قد أَتَانَا من عيشنا مَا يُرْجَى)

ثمَّ تبينت فَقطعت الصَّوْت قَالَ مَالك فَأخذت أعْتَذر من غنائي بِشعر فِي مُصعب فَضَحِك وَقَالَ مُصعب قد مضى وَلَا عَدَاوَة بيني وَبَينه وَإِنَّمَا أُرِيد الْغناء فأمض الصَّوْت فأعدته فَلم يزل يستعيده حَتَّى أصبح فَشرب مصطبحا وَهُوَ يستعيد الصَّوْت وَلَا يتجاوزه حَتَّى مَضَت ثَلَاثَة أَيَّام فَقلت جعلت فدَاك رجل تَاجر وَخرجت مَعَ تجار وَخَافَ أَن يرتحلوا فَقَالَ أَنْت تَغْدُو غَدا ثمَّ شرب بَاقِي ليلته وَأمر لي بِثَلَاثَة آلَاف دِينَار وغدوت إِلَى أَصْحَابِي وَسَأَلت عَنهُ فَقيل لي هَذَا الْأَمِير الْوَلِيد ولي الْعَهْد لأمير الْمُؤمنِينَ هِشَام فَلَمَّا اسْتخْلف بعث إِلَيّ فَأَتَيْته وَلم أزل عِنْده إِلَى أَن قتل

216 -

خَادِم الْمَأْمُون يُونُس بن عبد الله أَبُو سعيد الْخَادِم مولى أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمَأْمُون بن الرشيد روى عَن الْمَأْمُون وَقد روى عَنهُ سعيد بن عبد السَّلَام الْمُجَاشِعِي رَحمَه الله تَعَالَى

217 -

قَاضِي الْقُضَاة بقرطبة يُونُس بن عبد الله بن مُحَمَّد بن مغيث بن مُحَمَّد بن عبد الله قَاضِي الْقُضَاة بقرطبة أَبُو الْوَلِيد بن الصفار شيخ الأندلس فِي عصره ومسندها وعالمها قَالَ صَاحبه أَبُو عمر بن مهْدي كَانَ من أهل الْعلم بالفقه والْحَدِيث كثير الرِّوَايَة وافر الْحَظ فِي اللُّغَة والعربية قَائِل الشّعْر النفيس بليغا فِي خطبه صنف كتاب المنقطعين إِلَى الله والتسلي عَن الدُّنْيَا وَفضل الْمُجْتَهدين والتسبيب والتيسير ومحبة الله والابتهاج بهَا والمستصرخين بِاللَّه عِنْد نزُول الْبلَاء وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي سنة تسع وَعشْرين وَأَرْبع مائَة

218 -

الصَّدَفِي الشَّافِعِي يُونُس بن عبد الْأَعْلَى بن مُوسَى بن ميسرَة بن حَفْص بن حَيَّان أَبُو مُوسَى الصَّدَفِي الْمصْرِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي أحد أَصْحَاب الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ

ص: 182

المكثرين من الرِّوَايَة عَنهُ والملازمة لَهُ كَانَ كثير الْوَرع متين الدّيانَة عَلامَة فِي الْأَخْبَار وَالصَّحِيح والسقيم لم يُشَارِكهُ فِي زَمَانه فِي هَذَا أحد وَقد تقدم ذكر حفيده أبي سعيد عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن يُونُس صَاحب تَارِيخ مصر وَذكر ولد هَذَا الْحَفِيد أبي الْحسن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ المنجم الْمَشْهُور صَاحب الزيج وكل مِنْهُم إِمَام فِي قنه

أَخذ يُونُس الْقِرَاءَة عرضا عَن ورش وسقلاب بن شنينة وَمعلى بن دحْيَة عَن نَافِع وَعَن عَليّ بن كيسة عَن سليم بن عَن حَمْزَة بن حبيب الزيات وَسمع سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الله ابْن وهب الْمصْرِيّ وروى الْقِرَاءَة عَنهُ مواس بن سهل وَمُحَمّد بن الرّبيع وَأُسَامَة بن أَحْمد وَمُحَمّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة وَمُحَمّد بن جرير الطَّبَرِيّ وَغَيرهم وَكَانَ مُحدثا جَلِيلًا ويروى عَن الشَّافِعِي رضي الله عنه أَنه قَالَ مَا رَأَيْت بِمصْر أَعقل من يُونُس بن عبد الْأَعْلَى

قَالَ القَاضِي شمس الدّين أَحْمد بن خلكان لَهُ حبس فِي ديوَان الحكم وعقب وداره مَشْهُورَة فِي خطة الصدف مَكْتُوب عَلَيْهَا اسْمه وتاريخها سنة خمس عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ أحد الشُّهُود بِمصْر أَقَامَ شَاهدا سِتِّينَ سنة ومولده سنة سبعين وَمِائَة وَتُوفِّي رحمه الله فِي شهر ربيع الآخر سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وقبره مَشْهُور بالقرافة روى عَنهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْعلم بِمصْر لعلمه وفضله ونبله قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين وَثَّقَهُ غير وَاحِد وَمَا نقموا عَلَيْهِ إِلَّا رِوَايَته عَن الشَّافِعِي الحَدِيث الَّذِي فِي مَتنه

لَا مهْدي إِلَّا عِيسَى بن مَرْيَم فَإِنَّهُ تفرد بِهِ عَنهُ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة

219 -

الإمامي يُونُس بن عبد الرَّحْمَن القمي رَئِيس الطَّائِفَة اليونسية من الإمامية كَانَ يُونُس على مَذْهَب القطعية فِي الْإِمَامَة ثمَّ إِنَّه أفرط فِي التَّشْبِيه فَقَالَ إِن الله تَعَالَى يحملهُ حَملَة عَرْشه وَهُوَ أقوى مِنْهُم كَمَا أَن الطَّائِر الْمَعْرُوف بالكركي تحمله رِجْلَاهُ وَهُوَ أقوى من رجلَيْهِ وَاسْتدلَّ بقوله تَعَالَى {وَيحمل عرش رَبك فَوْقهم يَوْمئِذٍ ثَمَانِيَة} الحاقة 69 / 17 وَهَذَا الِاسْتِدْلَال خطأ مِنْهُ فَإِن الْآيَة دلّت بصريحها على أَن الْعَرْش هُوَ الْمَحْمُول دون الله تَعَالَى

220 -

القَاضِي سراج الدّين الأرمنتي الشَّافِعِي يُونُس بن عبد الْمجِيد بن عَليّ بن دَاوُد الْهُذلِيّ القَاضِي سراج الدّين الأرمنتي كَانَ من الْفُقَهَاء الأدباء الْفُضَلَاء الشُّعَرَاء

ص: 183

المحمودي السِّيرَة فِي الْقَضَاء سمع من الشَّيْخ مجد الدّين أبي الْحسن عَليّ بن وهب الْقشيرِي والحافظ أبي الْحُسَيْن يحيى بن عَليّ الْعَطَّار وَعمر بن مُوسَى العامري وَالْقَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة وَحدث بقوص وَغَيرهَا واشتغل على مجد الدّين الْقشيرِي وَأَجَازَهُ بالفتوى وَورد مصر للاشتغال وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الْمَعْرُوفَة بمدرسة زين التُّجَّار كَانَ هُوَ والفقيه نجم الدّين بن الرّفْعَة معيدين بهَا قَالَ نجم الدّين بن الرّفْعَة كنت مرّة فِي الْإِعَادَة فَصَارَ الطّلبَة يأْتونَ إِلَيّ وَلَا يجلس أحد عِنْده حَتَّى وصلت الْحلقَة إِلَيْهِ فَقَامَ وَأخذ سجادته على كتفه وَنظر إِلَيّ وَقَالَ أروح إِلَى الْجَامِع آخذ دروسا فِي الْأُصُول والنحو يَعْنِي أَنَّك مَا تَدْرِي هَذَا وَكَانَ حسن المحاضرة مليح المحاورة صنف الْمسَائِل المهمة فِي اخْتِلَاف الْأَئِمَّة وَكتاب الْجمع وَالْفرق

ولاه قَاضِي الْقُضَاة تَقِيّ الدّين ابْن بنت الْأَعَز الْقَضَاء بإخميم وعملها ثمَّ أقره الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُدَّة وَنَقله إِلَى البهنسا فَأَقَامَ بهَا فَوق عشْرين سنة ثمَّ ولاه القَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة بلبيس والشرقية وَنَقله إِلَى قوص بعد كَمَال الدّين السُّبْكِيّ قَالَ كَمَال الدّين جفر الأدفوي أنشدته ارتجالا حِين خرج من عِنْد ابْن جمَاعَة // (من الوافر) //

(سراج الدّين سر فِي طيب عَيْش

قرير الْعين مَحْمُود الفعال)

(وَقد كملت مسرتكم وتمت

وقيت النَّقْص من عين الْكَمَال)

قَالَ كَمَال الدّين بن جَعْفَر وَرَأَيْت بِخَطِّهِ على كتاب // (من مجزوء الْكَامِل) //

(الْحَال مني يَا فَتى

يُغني عَن الْخَبَر الْمُفِيد)

(وَبِغير سكين ذبحت

وأدرجوني فِي الصَّعِيد)

وَكَانَ كَذَلِك لم يخرج من قوص وَكَانَ يروي التَّنْبِيه والمهذب بالسند

وأنشدني لنَفسِهِ فِي شُرُوط الْكَفَاءَة // (من الْكَامِل) //

(شَرط الْكَفَاءَة حررت فِي سِتَّة

ينبيك عَنْهَا بريت شعر مُفْرد)

(نسب وَدين صَنْعَة حريَّة

فقد الْعُيُوب وَفِي الْيَسَار تردد)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ فِي التَّعَارُض بَين الِاحْتِمَالَات وَتقدم بَعْضهَا على بعض // (من الطَّوِيل) //

(مجَاز وإضمار وَنقل وَبعده اشْتِرَاك

وَقيل الْكل رُتْبَة تَخْصِيص)

(مَتى مَا يكون اثْنَان مِنْهَا تَعَارضا

فَقدم مَا قدمت واحظ يتلخيص)

قَالَ وأنشدني لنَفسِهِ // (من السَّرِيع) //

ص: 184

(إِن ترمك الأقدار فِي أزمة

أوجبهَا أجرامك السالفه)

(فافرغ إِلَى رَبك فِي كشفها

لَيْسَ لَهَا من دونه كاشفه)

ولد بأرمنت فِي الْمحرم سنة أَربع وَأَرْبَعين وست مائَة وَتُوفِّي بقوص بلسعة ثعبان فِي خَامِس عشر ربيع الآخر سنة خمس وَعشْرين وَسبع مائَة وَكَانَ لِأَبِيهِ نظم وأدب

221 -

الْبَصْرِيّ يُونُس بن عبيد بن دِينَار الْبَصْرِيّ أحد الْأَعْلَام رأى أنس بن مَالك وروى عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَالْحسن وَابْن سِيرِين وَحميد بن هِلَال وَزِيَاد بن جُبَير وَعَمْرو بن سعيد الثَّقَفِيّ كَانَ ثِقَة حَافِظًا ثبتا ورعا رَأْسا فِي الْعلم وَالْعَمَل لَهُ مَنَاقِب كَثِيرَة توفّي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة كلهم رضي الله عنهم

222 -

شرف الدّين الأرمنتي يُونُس بن عِيسَى بن جَعْفَر بن مُحَمَّد القَاضِي شرف الدّين الْهَاشِمِي الأرمنتي كَانَ من الْفُقَهَاء الْفُضَلَاء النبلاء قَلِيل الْكَلَام كثير الاحتشام وَاسع الصَّدْر رَئِيسا سَاكِنا سمع من أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد الْقُرْطُبِيّ واشتغل بالفقه على خَال أمه الرضي الأرمنتي وعَلى الشَّيْخ جلال الدّين الدشناوي وَتَوَلَّى الحكم بعدة جِهَات مِنْهَا دشنا وأدفو وأسنا وأسوان وقمولا مَا مَعهَا من الْقرى ونقادة وناب بقوص قَرِيبا من ثَلَاثِينَ سنة وَأَهْلهَا راضون عَنْهَا وَله معرفَة بالفرائض على مَذْهَب الشَّافِعِي والحساب والوراقة ودرس بِالْمَدْرَسَةِ العزية ظَاهر قَوس وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ الشمسية مُدَّة قَالَ كَمَال الدّين جَعْفَر الأدفوي وَكَانَ حُلْو الْخلْوَة ينبسط ويتبسم وَفِيه قعدد وَعَلِيهِ مهابة فَقِيه النَّفس يتَكَلَّم على الْوَسِيط كلَاما حسنا وَلما حج آخر حجَّة اجْتمع بقاضي الْقُضَاة بدر الدّين بن جمَاعَة وتحدث مَعَه فأعجبه سمته وَأحسن إِلَيْهِ وأضافه ضِيَافَة حَسَنَة كَبِيرَة وخطر لَهُ أَن يوليه الشرقية فَذكرت لَهُ فَقَالَ أَنا فِي آخر الْعُمر مَا أخرج من وطني وَأَيْضًا أَنا فِي قوص أرى من وَليهَا يقرني على حَالي والكد على غَيْرِي وَقع من علو فَأَقَامَ سَاعَة وَتُوفِّي بقنا سنة أَربع وَعشْرين وَسبع مائَة

223 -

أَبُو بكر الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ يُونُس بن أبي الْغَنَائِم بن أبي بكر بن مُحَمَّد أَبُو الْفَتْح الْمُقْرِئ الْبَغْدَادِيّ دخل حلب وَهُوَ شَاب وَأقَام بهَا قَالَ محب الدّين بن النجار لَقيته بحلب وعلقت عَنهُ مقطعات من الشّعْر لَهُ وَلغيره وَهُوَ لطيف الطَّبْع ظريف حسن

ص: 185

الْأَخْلَاق متودد وَكَانَ يخضب لحيته بِالسَّوَادِ وَأورد لَهُ // (من الْبَسِيط) //

(وللأصيل ذَوا عدل يقوم لَهُ

بِشَاهِد الْحبّ من بَدو وَمن حضر)

(تنظيف لحن إِذا مَا ظلّ ينشدنا

شعرًا وتنظيف خديه من الشّعْر)

224 -

الشَّيْخ رَضِي الدّين الشَّافِعِي يُونُس بن مُحَمَّد بن مَنْعَة بن مَالك بن مُحَمَّد ابْن سعد بن عَاصِم بن عَائِد بن كَعْب بن قيس رَضِي الدّين أَبُو الْفضل وَالِد الشَّيْخ عماد الدّين مُحَمَّد وَالشَّيْخ كَمَال الدّين مُوسَى وَقد تقدم ذكرهمَا فِي مكانيهما وَتقدم ذكر حفيده الشَّيْخ شرف الدّين أَحْمد بن مُوسَى فِي مَكَانَهُ كَانَ من أهل إربل وَقدم الْموصل وتفقه بهَا على تَاج الْإِسْلَام أبي عبد الله الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن خَمِيس الكعبي الْجُهَنِيّ وَسمع عَلَيْهِ كثيرا من كتبه ومسموعاته ثمَّ انحدر إِلَى بَغْدَاد وتفقه بهَا على الشَّيْخ أبي عَليّ مَنْصُور بن سعد الْمَعْرُوف بِابْن الزاز مدرس النظامية ثمَّ عَاد إِلَى الْموصل وصادف قبولا عَظِيما عِنْد صَاحبهَا الْأَمِير زين الدّين عَليّ بن كوجك صَاحب إربل وفوض إِلَيْهِ تدريس مَسْجده وَنَظره وَكَانَ يدرس ويفتي ويناظر وقصده الطّلبَة للاشتغال عَلَيْهِ إِلَى أَن توفّي رحمه الله سنة تسع وَسبعين وَخمْس مَائه وَكَانَ عمره اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة وَمن شعره يَقُول // (من الطَّوِيل) //

(لَهَا زورة فِي كل عَام وَتارَة

تمر شهور الْحول لَا تتجمع)

(وصال وَصد لَا لشَيْء سوى أَنَّهَا

على خلق الدُّنْيَا تجود وتمنع)

225 -

الوفراوندي يُونُس بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الوفراوندي نحوي ذكره مُحَمَّد ابْن إِسْحَاق لَهُ من الْكتب كتاب الشافي فِي علم الْقُرْآن كتاب الوافي فِي علم الْعرُوض

226 -

الْقُرْطُبِيّ اللّغَوِيّ يُونُس بن مُحَمَّد بن مغيث بن مُحَمَّد بن يُونُس بن عبد الله ابْن مُحَمَّد بن مغيث أَبُو عبد الله قَالَ ابْن بشكوال مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخمْس مائَة ومولده سنة سبع وَأَرْبَعين ولقبه ابْن بشكوال وَقَالَ هُوَ من أهل قرطبة وشيخها الْمُعظم كَانَ عَارِفًا باللغة والعربية ذَاكِرًا للغريب والأنساب وافر الْأَدَب جَامعا للكتب راوية حَافِظًا لأخبار أهل بَلَده جمع ديوانا فِي ملح المحادثة جم الإفادة

ص: 186

227 -

الْكَاتِب أَبُو الْفضل الأرموي يُونُس بن المظفر بن يُوسُف بن الْفرج الأرموي أَبُو الْفضل الْكَاتِب قَرَأَ الْأَدَب فِي صباه على أبي البركات بن الْأَنْبَارِي وَكَانَ جَاره ثمَّ اشْتغل بِالْكِتَابَةِ وَالتَّصَرُّف فرتب كَاتبا بديوان الزِّمَام مُدَّة ثمَّ جعل كَاتب السلَّة ثمَّ ولي الإشراف على ديوَان الزِّمَام ثمَّ عزل وَقبض عَلَيْهِ واعتقل مُدَّة وعطل فِي منزله مُدَّة ثمَّ رتب وَكيلا للْإِمَام الظَّاهِر وَكَانَ أَمِيرا إِلَى حِين وَفَاته وَكَانَ أديبا فَاضلا كَاتبا حاذقا جيد الْخط لَهُ معرفَة بِالْحِسَابِ وأحوال السوَاد وَالْقِسْمَة والمساحة والتخريجات والمقاطعات وَكَانَ حسن الطَّرِيقَة مَحْمُود السِّيرَة متدينا محبا لأهل الْخَيْر متواضعا وَتُوفِّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة خمس عشرَة وست مائَة

228 -

الْجواد صَاحب دمشق يُونُس بن مَمْدُود بن مُحَمَّد بن أَيُّوب بن شاذي السُّلْطَان الْملك الْجواد مظفر الدّين ابْن الْأَمِير مظفر الدّين ابْن الْملك الْعَادِل أبي بكر كَانَ فِي خدمَة مَعَه الْملك الْكَامِل فَوَقع بَينهمَا فَسَار إِلَى عَمه الْمُعظم فَأقبل عَلَيْهِ ثمَّ عَاد إِلَى مصر واصطلح مَعَ الْكَامِل فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف جَاءَ مَعَ الْكَامِل إِلَى دمشق فَلَمَّا مَاتَ الْكَامِل تملك الْجواد دمشق وَكَانَ جوادا كلقبه وَلَكِن كَانَ حوله ظلمَة وَكَانَ يحب الصَّالِحين والفقراء وتقلبت بِهِ الْأَحْوَال وَعجز عَن مملكة دمشق وَكَاتب الْملك الصَّالح نجم الدّين ابْن الْكَامِل فَقدم وَسلم إِلَيْهِ دمشق وعوضه سنجار وعانة وَسَار إِلَى الشرق فَلم يتم لَهُ الْأَمر وَأخذت مِنْهُ سنجار وَبَقِي فِي عانة وَسَار إِلَى بَغْدَاد فأنعم عَلَيْهِ وَبَاعَ الْخَلِيفَة عانة بجملة من الذَّهَب ثمَّ صَار إِلَى مصر وافدا على عَمه الصَّالح فهم بِالْقَبْضِ عَلَيْهِ فتحسب إِلَى الكرك إِلَى الْملك النَّاصِر فَقبض عَلَيْهِ النَّاصِر ثمَّ إِنَّه انْفَكَّ مِنْهُ وَقدم على الصَّالح إِسْمَاعِيل صَاحب دمشق فَلم يبش لَهُ فقصد ملك الفرنج الَّذِي بصيدا وبيروت فَأكْرمه وَشهد مَعَ الفرنج وقْعَة قلنسوة قتلوا فِيهَا ألف مُسلم ثمَّ بعث إِلَى إِسْمَاعِيل الْأَمِير نَاصِر الدّين ابْن يغمور ليحتال عَلَيْهِ بخديعة فَيُقَال إِنَّه اتّفق مَعَه على إِسْمَاعِيل ثمَّ إِن إِسْمَاعِيل ظفر بالجواد وسجنه بحصن عزتا وسجن ابْن يغمور بقلعة دمشق فَطلب الفرنج الْجواد بن إِسْمَاعِيل وَقَالُوا لَا بُد لنا مِنْهُ فأظهر أَنه مَاتَ وَأَهله يَقُولُونَ بل خنقه وَدفن بقاسيون فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وست مائَة بتربة الْمُعظم وَيُقَال إِن أمه كَانَت إفرنجية

ص: 187

229 -

الجبلاني يُونُس بن ميسرَة بن حَلبس الجبلاني الْأَعْمَى هُوَ أَخُو يزِيد وَأَيوب كَانَ من كبار عُلَمَاء دمشق وروى عَن مُعَاوِيَة وَعبد الله بن عَمْرو وواثلة بن الْأَسْقَع وَابْن عمر والصنابحي وَأبي مُسلم الْخَولَانِيّ وَأم الدَّرْدَاء وَغَيرهم وَله كَلَام نَافِع فِي الزّهْد والمعرفة قَالَ الْعجلِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهمَا ثِقَة قَتله المسودة عِنْد ملك دمشق سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة رَحمَه الله تَعَالَى وَكَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ ارزقنا الشَّهَادَة فيتعجب مِنْهُ إِذْ يَدْعُو بِهَذَا وَهُوَ أعمى حَتَّى قَتله المسودة وروى لَهُ ابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة

230 -

الْهَاشِمِي الْقصار يُونُس بن يحيى بن أبي الْحسن بن أبي البركات بن أَحْمد ابْن حَمْزَة بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن عِيسَى بن مُوسَى بن مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الله بن الْعَبَّاس ابْن عبد الْمطلب أَبُو مُحَمَّد الْهَاشِمِي الْقصار من أهل بَاب الأزج بِبَغْدَاد أسمعهُ وَالِده الْكثير من مُحَمَّد بن عمر بن يُوسُف الأرموي وَمُحَمّد بن نَاصِر الْحَافِظ وَالْفضل بن سهل ابْن بشر الإِسْفِرَايِينِيّ وَأحمد بن أبي غَالب بن الطلابة وَسَعِيد بن أَحْمد بن الْبَنَّا وَمُحَمّد ابْن عبيد بن الزَّاغُونِيّ وَمُحَمّد بن عبيد الله بن سَلامَة الْكَرْخِي وَأبي الْوَقْت عبد الأول بن عِيسَى السجْزِي وَالْمبَارك الْحُسَيْن بن أَحْمد بن الشهرزوري وَجَمَاعَة غَيرهم وسافر إِلَى مَكَّة وَهُوَ شَاب واستوطنها إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة ثَمَان وست مائَة وَعمر وقصده النَّاس وَحصل أَكثر مسموعاته وَكتب مِنْهَا قِطْعَة بِخَطِّهِ وسافر إِلَى مصر واليمن وَدخل بِلَاد الْحَبَشَة وَحدث هُنَاكَ بالكثير وَعَاد إِلَى مَكَّة

قَالَ محب الدّين بن النجار سمعته يَقُول حدثت بِصَحِيح البُخَارِيّ سِتا وَثَلَاثِينَ مرّة سَمِعت مِنْهُ الْكثير بِمَكَّة وَجدّة والجعرانة وَالْحُدَيْبِيَة والخيف من منى وَكَانَ شَيخا حسنا فهما حسن الْأَخْلَاق متيقظا إِلَّا أَنه كَانَ متسمحا فِي دينه يَأْخُذ الْأُجْرَة على رِوَايَة الحَدِيث ويتساهل فِي رِوَايَته لَا يسْلك طَرِيق المتثبتين عَفا الله عَنهُ

231 -

رَئِيس الْفُقَرَاء اليونسية يُونُس بن يُوسُف بن مساعد الشَّيْخ يُونُس الشَّيْبَانِيّ المخارقي كَبِير الطَّائِفَة اليونسية الْفُقَرَاء

قَالَ قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين أَحْمد بن خلكان كَانَ رجلا صَالحا سَأَلت جمَاعَة من أَصْحَابه عَن شَيْخه من كَانَ فَقَالُوا لم يكن لَهُ شيخ بل كَانَ مجذوبا وهم يذكرُونَ لَهُ

ص: 188