الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نَصُّ الإجَازَةِ
قَالَ أبو شُجَاعٍ عُمَرُ بنُ أبي الحَسَنِ البِّسْطَامِيُّ:
إنِّي أجَزْتُ لَكُم عَنِّي رِوَايتَكُم
…
بِما سَمِعْتُ مِنْ أشْيَاخِي وأقْرَاني
مِنْ بَعْدِ أنْ تَحْفَظُوا شَرْطَ الجَوَازِ لهَا
…
مُسْتَجْمِعِيْنَ بِها أسْبَابَ إتْقَانِ
أرْجُو بِذَلِكَ أنَّ اللهَ يَذْكُرُنِي
…
يَوْمَ النُّشُوْرِ وإيَّاكُم بِغُفْرَانِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحَمْدُ للِه الَّذِي صَانَ هَذَا الدِّيْنَ بالحِفْظِ والتَّمْكِيْنِ، وأعَزَّهُ بالضَّبْطِ والتَّدْوِيْنِ، وحَماهُ عَنِ التَّبْدِيْلِ والتَّلْوِيْنِ، وقَذَفَ في قُلُوْبِ حُمَاتِه الصَّبْرَ واليَقِيْنَ، وألْقَي عَلى وُجُوْهِهِم النُّوْرَ والتَّحْسِيْنَ، وأبْقَى ذِكْرَهُم مَنْشُوْرًا في الخَافِقَيْن.
وأشْهَدُ أنْ لا إلَه إلَاّ اللهُ، رُبُّ العَالمِيْنَ؛ شَهَادَةً ألْقَاهُ بِها يَوْمَ الدِّيْنِ، وأشْهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبْدُه ورَسُوْلُه الأمِيْنُ؛ شَهَادَةً ألْقَاهُ بِها عَلى الحَوْضِ المَعِيْنِ.
وأصُلِّي وأسَلِّمُ عَلى سَيِّدِ المُرْسَلِيْنَ، وإمَامِ المُتَّقِيْنَ، أفْضَلَ الصَّلَوَاتِ وأزْكَاهَا، وأكْمَلَ التَّحِيَّاتِ وأذْكَاهَا، صَاحِبِ الجِبِيْنِ الأزْهَرِ، والجَمالِ الأبْهَرِ، وعَلى آلِهِ، وأصْحَابِه مَصَابِيْحِ العِلْمِ الصَّحِيْحِ، والعَقْلِ الصَّرِيْحِ، وأعْلامِ الهُدَى ومَصَابِيْحِ الدُّجَى، وعَلى مَنْ تَبِعَهُم في التَّوْحِيْدِ والتَّجْرِيْدِ، واقْتَفَى مِنْهُمُ الأثَرَ والنَّظَرَ، إلى يَوْمِ الدِّيْنِ.
أمَّا بَعْدُ:
فَلَمْ تَزَلْ سُنَّةُ الإسْنَادِ في هَذِه الأمَّةِ المرْحُوْمَةِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، ورُتْبَةً عَلِيَّةً، وخَصِيْصَةً اخْتَصَّتْ بِها هَذِه الأمَّةُ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الأمَمِ، وخَصْلَةً امْتَازَتْ بِها عَلى مَنْ وُجِدَ وانْعَدَمَ!
بَلْ هِي واللهِ!؛ الفَخَارُ الَّذِي شُغِفَ بِه مِنَ الرِّجَالِ الفُحُوْلُ، والتُّرَاثُ الَّذِي فَازَ بِه مَنْ أرَادَ مِيْرَاثَ الرَّسُوْلِ، فَهِي العِلْمُ المَأمُوْلُ، والقَوْلُ المَعْمُوْلُ، بَلْهَ
المَنْقَبَةُ الشَّرِيْفَةُ، والطِّلْبَةُ المُنِيْفَةُ!
* * *
لأجْلِ هَذا وفَوْقَه؛ تَنَوَّعَتْ مَرَاتِبُ التَّحَمُّلِ، وتَوَسَّعَتْ مَسَالِكُ التَّجَمُّلِ: حِفْظًا وضَبْطًا عَلى الأمَّةِ المرْحُوْمَةِ، والمِلَّةِ المَعْصُوْمَةِ، ورِفْقًا بأهْلِ العِلْمِ والتَّعَلُّمِ؛ لأنَّ الارْتحَالَ والتِّطْوَافَ بأهْلِه قَدْ يَعْسُرُ أو يَضِيْقُ عِنْدَ كَثِيْرٍ مِنْ شُدَاةِ العِلْمِ والرِّوَايَةِ؛ لاسِيَّما هَذِه الأزْمَانِ!
فَعِنْدَئذٍ كَانَتِ الإجَازَةُ أحَدَ أقْسَامِ الأخْذِ والتَّحَمُّلِ، كَما كَانَ مِنْ أرْفَعِ أنْوَاعِها وأشْرَفِها: إجَازَةُ مُعَيَّنٍ لمُعَيَّنٍ، كَأنْ يَقُوْلَ: أجَزْتُ لفُلانٍ الكِتَابَ الفُلاني، أو مَا اشْتَمَلَ عَلَيْه ثَبَتِي أو فِهْرِسِي أونَحْو ذَلِكَ، واللهُ يَهْدِي ويُوَفِّقُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه.
* * *
فإذَا فَهِمْتَ هَذا؛ فاعْلَمْ أنَّ الحَامِلَ عَلى تَسْطِيرِ هَذِه الرُّقُوْمِ، وتَحرِيْرِ هَذِه الرُّسُوْمِ: هُوَ تَحْقِيْقُ رَغْبَةِ بَعْضِ الإخْوَانِ، ممَّنْ هُم مِنْ نُبَلاءِ الزَّمَانِ، وفُضَلاءِ الأوَانِ، ممَّنْ أحْسَنُوا الظَّنَّ فِيْنَا، ورَجَوْا الخَيرَ عِنْدَنا؛ حَيْثُ طَلَبُوا مِنِّي الإجَازَةَ، ومَا عَلِمْوا مِنِّي في الحَقِيْقَةِ إلَاّ ظَاهِرًا مِنَ الحَالِ، وزُخْرُفًا مِنَ المقَالِ، واللهَ أسْألُ أنْ يَغْفِرَ لي مَا لا يَعْلَمُونَ، فإنِّي لَسْتُ أهْلاً لهذَا، ولا ذَاكَ!
وقَدْ قِيْلَ:
لَعَمْرُ أبِيْكَ مَا نُسِبَ المُعَلَّى
…
إلى كَرَمٍ وفي الدُّنْيا كَرِيْمُ
ولَكِنَّ البِلادَ إذَا اقْشَعَرَّتْ
…
وصُوِّحَ نَبْتُها رُعِيَ الهَشِيْمُ
* * *
ومَهْما يَكُنْ؛ فتَحْقِيْقًا لِظَنِّهِم ومَرْغُوْبِهِم، وإسْعَافًا لمُرَادِهِم ومَطْلُوبِهِم؛ فَقَدْ فَلَلْتُ لهُم عَزِيْمَتِي، وأرْخَيْتُ لهُم ذُؤابَتِي، وألَنْتُ لهُم أكْنَافِي ويَدَيَّ فِيما أرَادُوْهُ وسَألُوْهُ.
مَعَ أَنَّي لَسْتُ مِنْ فُرْسَانِ هَذَا المَيْدَانِ، ولا مِمَّنْ لَهُ فِي السِّبَاحَةِ يَدَانِ، لَكِنْ لا بُدَّ مِنَ الإجَابَةِ، والعَوْدِ مِنَ الشُّرُوْدِ إلى الإيَابَةِ!
وإذَا أجَزْتُ مَعَ القُصُوْرِ فَإنَّنَي
…
أرْجَو التَّشَبُّهَ بالَّذِيْنَ أجَازَوْا
السَّالِكِيْنَ إلى الشَّرِيْعَةِ مَنْهَجَا
…
سَبَقُوا إلى غُرَفِ الجِنَانِ فَفَازُوْا
* * *
أمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ الأخَ الشَّيْخَ / ...........................................................................
حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى!
قَدْ طَلَبَ مِنِّي الإجَازَةَ العَامَّةَ والخَاصَّةَ في جمِيْعِ مَرْوِيَّاتي ومَسْمُوْعَاتي ومُؤلَّفَاتي، وبِما اشْتَمَلَ عَلَيْه كِتَابي وثَبَتِي:«الوَجَازَةُ في الأثْبَاتِ والإجَازَةِ» ،
فأجَبْتُه إلى ذَلِكَ؛ ضَاعَفَ اللهُ لَنَا ولَهُ الأجْرَ؛ وذَلِكَ بِالشَّرْطِ المُعْتَبَرِ عَنْدَ أهْلِ الحَدِيْثِ والأثَرِ، وأنْ يُرَاجِعَ أهْلَ العِلْمِ فِيما أشْكَلَ عَلَيْه، وأنْ يَسْلُكَ في المَنْهَجِ والعَقِيْدَةِ مَنْهَجَ السَّلَفِ، الَّذِي عَلَيْه أهْلُ السُّنَّةِ والجَماعَة.
كما أَوْصِي نَفْسِي والمُجَازَ المَذْكُوْرَ، بِتْقَوَى اللهِ تَعَالَى فِي السِّرِ والعَلَنِ، ومُرَاقَبَتَهُ فِيْمَا ظَهَرَ وبَطَنَ.
واللهَ أسْألُ لَنَا ولَهُ الإخْلاصَ فِي القَوْلِ والعَمَلِ آمِيْنَ
حُرِّرَ في تَارِيْخِ
…
تَوْقِيْعُ المُجِيْزِ
(/
…
/
…
)
…
ذيَابُ بنُ سَعْدِ آل حَمدَانَ الغَامِدي
أبو صَفْوَانَ