الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بصيرة فى ذكر شعيب عليه السلام
وهو شُعَيْبُ بن يَصْهُر، قال عطاءٌ وغيره: هو شُعيْبُ بن ميكيل بن يَشْجُر بن مدْين ابن إِبْراهِيم الخليل. وكان يُقال لشُعيْبٍ خَطِيب الأَنْبياء، وكان رسولاً إِلى أَهل مَدْين أَصحاب الأَيْكَة، وكان كثير الصّلاة والعِبادة، وكان عذاب قَوْمه بالنَّار، وكان عصى مُوسى تَذْكِرةً منه إِلَيْه. وقد ذكره الله تعالى فى مواضع من التَّنْزيل، ودعاه بأَربعة عشَر اسْما: مُرْسَلٌ {كَذَّبَ أَصْحَابُ الأيكة المرسلين} ، أَخٌ {وإلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} ، رسُولٌ:{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ} ، أَبٌ وشَيخٌ كبيرٌ {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} ، صادِقٌ {إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} ، صالِحٌ {إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ} ، خائفٌ {وإني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ} ، حلِيمٌ ورشِيدٌ:{إِنَّكَ لأَنتَ الحليم الرشيد} ، مُتَوَكِّل ومُنِيبٌ {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} .
وذكره باسمه فى مواضع: {وإلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً} ؛ {لَنُخْرِجَنَّكَ ياشعيب} {لَئِنِ اتبعتم شُعَيْباً} ، {الذين كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الخاسرين} ، {ياشعيب أصلاوتك تَأْمُرُكَ} ، {ياشعيب مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ} ، {وَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً} .
ولم يكن فى الأَنبياء بعد نبيّنا محمّد صلى الله عليه وسلم أَفصح ولا أَبْلَغَ من شعيب. قرأَ رسول الله صلى الله عليه وسلم قِصَّته فى سورة وما كان مِنْه ومن قومه وتأَمّل فى أَلفاظ تَذْكِيرِه لِقَوْمه فقال: "رحِم الله أَخِى شعيْباً، ذاك خَطِيب الأَنْبياء، كان يُحْسِن مراجعة قَوْمه".
قال بعضهم:
أَصاحِ انَّ الفَصاحةَ خَيْر خِلِّ
…
تُكُلِّفَ حَوْلَها سَيْفٌ وسَيْبُ
فما فِى مُبْتَداهُ عُمْرُ وَعْىٍ
…
وما فى المنْتَهَى شَكٌّ ورَيْبُ
حديثٌ جاءنا حسنٌ صحِيحٌ
…
رَواه عن الرَّسولِ لنا خُبَيْبُ
فقال لقَوْلِه لمَّا تَلاهُ
…
خَطِيبُ الأَنْبياء أَخِى شُعَيْبُ