الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَاب المحمدين
1 -
مُحَمَّد بن آدم بن كَمَال أَبُو المظفر الْهَرَوِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ عبد الغافر الْفَارِسِي فِي تَارِيخ نيسابور الْمُسَمّى بالسياحة: أستاذ كَامِل، إِمَام فِي الْأَدَب والنحو والمعاني، برز على أقرانه وَمن تقدمه باستخراج الْمعَانِي، وَشرح الأبيات والأمثال. قَرَأَ على الْأُسْتَاذ أبي بكر الْخَوَارِزْمِيّ وَأبي الْعَلَاء صاعد وَغَيرهمَا، وتصدر لإقراء النَّحْو وَالصرْف وَالتَّفْسِير. وَلم يحدث لاشتغاله بِغَيْرِهِ لَا لعدم سَمَاعه. وَله فِي الْأُصُول يَد على طَريقَة أهل الْعدْل. شرح الحماسة، وديوان المتنبي، والإصلاح، وأمثال أبي عُبَيْدَة؛ وَغير ذَلِك.
مَاتَ بَغْتَة سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة.
2 -
مُحَمَّد بن أبان بن سيد بن أبان اللَّخْمِيّ أَبُو عبد الله الْقُرْطُبِيّ
قَالَ ابْن الفرضي فِي تَارِيخ الأندلس: كَانَ عَالما بِالْعَرَبِيَّةِ واللغة، حَافِظًا للْأَخْبَار والْآثَار وَالْأَيَّام والمشاهد والتواريخ. أَخذ عَن أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَغَيره، وَولى أَحْكَام الشرطة، وَكَانَ مكيناً عِنْد الْمُسْتَنْصر، وَألف كتبا. وَمَات سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة.
3 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن عبد الرَّحْمَن التجِيبِي المراكشي المولد، التّونسِيّ الأَصْل والوطن، أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ
قَالَ أَبُو الْقَاسِم التجِيبِي فِي رحلته: شيخ جليل، لَهُ الْمعرفَة التَّامَّة بِالْعَرَبِيَّةِ، والمشاركة فِي غَيرهَا. ولد يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وسِتمِائَة، وَسمع أَبَاهُ، وَمُحَمّد ابْن يحيى بن هِشَام الْأنْصَارِيّ النَّحْوِيّ وخلقا، وَأَجَازَ لَهُ عبد الله بن سُلَيْمَان بن حوط الله؛ وَهُوَ آخر من روى عَنهُ. وَقَرَأَ النَّحْو على وَالِده وَابْن هِشَام الْمَذْكُور، ولازمه وانتفع بِهِ.
مَاتَ بتونس لَيْلَة الْجُمُعَة مستهل جُمَادَى الأولى سنة سِتّمائَة وَسبع وَتِسْعين.
4 -
مُحَمَّد بن أَحْمد الْبَيْهَقِيّ أَبُو سعيد
قَالَ عبد الغافر فِي السِّيَاق: فَاضل، متدين، حسن العقيدة؛ صنف فِي اللُّغَة كتبا، مِنْهَا الْهِدَايَة، والغنية؛ وَكَانَ ماهرا فِيهَا. سمع الحَدِيث من شيخ الْإِسْلَام الصَّابُونِي، وناصر الدّين الْمروزِي.
5 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجذامي الغرناطي، ابْن الْحَاج أَبُو عبد الله
يعرف بالفنقل. قَالَ ابْن الزبير فِي الصِّلَة: كَانَ أستاذاً مقرئاً، فَقِيها عَارِفًا
بالنحو واللغة وَالْأَدب وَعلم الْكَلَام. روى عَن ابْن الباذش وغالب بن عَطِيَّة، وَولي الْقَضَاء بجيان وَغَيرهَا، روى عَنهُ عبد الرَّحِيم بن الْفرس.
مَاتَ بمرسية بعد سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
6 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن جَابر الجذامي الْوَادي آشي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ من أهل التفنن والمعرفة والإمامة فِي صناعَة الْعَرَبيَّة، انْتفع بِهِ أهل بَلَده وَغَيرهم، اجْمَعْ على فَضله وَدينه. مَشْهُور فِي قطره، قَرَأَ على أبي الْعَبَّاس بن عبد النُّور وانتفع بِهِ، وَخَلفه بعد مَوته فِي التدريس.
مَاتَ سنة تسع وَسَبْعمائة.
7 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن حبيب بن سَمُرَة بن جُنْدُب الصَّحَابِيّ أَبُو عبد الله الْفَزارِيّ
قَالَ ياقوت فِي مُعْجم الأدباء: كَانَ نحوياً ضابطاً جيد الْخط، أَخذ عَن الْمَازِني، وَقَرَأَ عَليّ الْأَصْمَعِي كتاب الْأَمْثَال لَهُ، وَكَانَ يَقُول: من زعم أَنه قَرَأَهُ عَلَيْهِ غَيْرِي فقد كذب.
وَكَانَ عَالما بالنجوم؛ وَله فِيهَا قصيدة.
8 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن دادا الجرباذقاني أَبُو جَعْفَر
قَالَ ياقوت: نحوي لغَوِيّ أديب فَقِيه شَافِعِيّ فَرضِي، مُحدث كَاتب زاهد، عَالم نبيل، أثنى عَلَيْهِ أَحْمد بن صَالح بن شَافِع، وَقَالَ: صنف كتبا فِي الْفَرَائِض وَغَيرهَا، وَلَو عَاشَ لَكَانَ صدر الْآفَاق.
قيل: مَاتَ فِي حادي عشر ذِي الْحجَّة سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة.
9 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله الأديب النَّيْسَابُورِي أَبُو بكر النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور، وَقَالَ: سمع إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَيزِيد بن صَالح الْقُرَّاء، روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن هَارُون.
10 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الله
كَذَا قَالَ ابْن حجر، وَرَأَيْت بِخَطِّهِ:" ابْن أبي بكر الشطنوفي " الشَّيْخ شمس الدّين النَّحْوِيّ. ولد بعد الْخمسين وَسَبْعمائة، وَقدم الْقَاهِرَة شَابًّا واشتغل بالفقه، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة، وتصدر بالجامع الطولوني فِي الْقرَاءَات، وَفِي الحَدِيث بالشيخونية، وانتفع بِهِ الطّلبَة، وَسمع الحَدِيث وَحدث، وَلم يرْزق الْإِسْنَاد العالي، وَكَانَ كثيرَ التَّوَاضُع، مشكور السِّيرَة.
مَاتَ لَيْلَة الِاثْنَيْنِ سادس عشر ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة. أَخذ عَنهُ النَّحْو جمَاعَة؛ مِنْهُم شَيخنَا الإِمَام النَّحْوِيّ تَقِيّ الدّين الشمني؛ وَحدثنَا عَنهُ خلق، مِنْهُم شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين البُلْقِينِيّ وَغَيره.
11 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الرعيني الوشقي
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة وَالتَّصَرُّف فِي علم الْعَرَبيَّة وَالْأَدب واللغة، مشاركاً فِي غير ذَلِك، بارع الْخط، حسن الوراقة. اختصر تَفْسِير ابْن عَطِيَّة اختصاراً حسنا.
12 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن الْمُنْذر الْقرشِي الْقُرْطُبِيّ الْمَعْرُوف بالمصنوع
قَالَ ابْن الفرضي: أَخذ عَن أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ - وَكَانَ من ثقاة أَصْحَابه - وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ علم اللُّغَة، لم يكن لَهُ فِي غَيرهَا من الْعُلُوم حَظّ، وَكَانَ يُوصف بالضبط وَحسن النَّقْل.
ولد سنة تسع عشرَة وسِتمِائَة، وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِي عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَسبعين.
13 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام التَّمِيمِي، أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ فَقِيها جَلِيلًا مشاوراً حَافِظًا للنحو وَالْأَدب واللغة وَالْكِتَابَة. أَخذ عَن أبي مُحَمَّد الفازازي، وناظر فُقَهَاء غرناطة ورحل إِلَى إشبيلية، وَأخذ عَن شيوخها، وَولي الْأَحْكَام بمالقة وَالْقَضَاء بغرناطة، فتوخى الْحق.
وَمَات سنة تسع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
14 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عمرَان بن مُوسَى الْجُورِي أَبُو بكر
قَالَ الْحَاكِم: كَانَ من الأدباء المنقرين، عَلامَة فِي الْأَنْسَاب وعلوم الْقُرْآن، نزل نيسابور مُدَّة، وَكثر الِانْتِفَاع بِهِ. وَسمع ابْن درسْتوَيْه وَابْن دُرَيْد وأقرانهما.
وجاءنا نعيه من فَارس سنة ارْبَعْ وَخمسين وثلاثمائة.
15 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن أبي الْقَاسِم بن عنان الْمَيْدُومِيُّ، أَبُو عبد الله شرف الدّين
كَانَ عَارِفًا بالقراءات والنحو والْحَدِيث، سليم الْبَاطِن، على سمت السّلف، ذَا صَلَاح وَخير.
قَالَ الذَّهَبِيّ: وَكَانَ خصيصاً بِالْحَافِظِ الْمُنْذِرِيّ، وليَ خزانَة كتب الكاملية ثمَّ طلب لمشيختها فَامْتنعَ، ثمَّ وَليهَا إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة سَابِع صفر سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة. وَكَانَت جنَازَته حافلة. ومولده بِالْقَاهِرَةِ سنة إِحْدَى عشرَة، وَسمع الحَدِيث من ابْن رواح وَابْن الجميزي. وَحدث عَنهُ القطب الْحلَبِي، وَابْن الظَّاهِرِيّ، والبدر الفارقي.
16 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن المفرج الأوسي الإشبيلي الْمَعْرُوف بِابْن الدّباغ
قَالَ لِسَان الدّين بن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ وحيد عصره فِي حفظ مَذْهَب مَالك، وَفِي عقد الوثائق وعللها عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب وَالْكِتَابَة وَالشعر والتاريخ كثير البشاشة والانقباض، طيب النَّفس جميل الْعشْرَة، شَدِيد التَّوَاضُع، صبوراً على المطالعة، سهل الْأَلْفَاظ فِي تَعْلِيمه. أَخذ عَن وَالِده وَأبي الْحسن الدباج وَغَيرهمَا، وأقرأ بِجَامِع غرناطة مُدَّة.
وَمَات برندة يَوْم الْجُمُعَة مستهل شَوَّال سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وسِتمِائَة.
17 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن أبي نصر الإِمَام أَبُو عبد الله بهاء الدّين ابْن النّحاس الْحلَبِي النَّحْوِيّ شيخ الديار المصرية فِي علم اللِّسَان
ولد فِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الْجمال ابْن عمرون، والقراءات عَن الْكَمَال الضَّرِير، وَسمع الحَدِيث من ابْن اللتي وَابْن يعِيش وَأبي الْقَاسِم بن رَوَاحَة وَابْن خَلِيل وَطَائِفَة، وَدخل مصر، وَأخذ عَن بقايا شيوخها، ثمَّ جلس للإفادة، وَتخرج بِهِ جمَاعَة من الْأَئِمَّة وفضلاء الْأَدَب. وَكَانَ من الأذكياء، وَله خبْرَة بالْمَنْطق وإقليدس وَكتب الْخط الْمَنْسُوب. وَهُوَ مَشْهُور بِالدّينِ والصدق وَالْعَدَالَة، مَعَ اطراح الكلفة وَصغر الْعِمَامَة، حسن الْأَخْلَاق، فِيهِ ظَرف النُّحَاة وانبساطهم، وَله صُورَة كَبِيرَة فِي صُدُور النَّاس. وَكَانَ بعض الْقُضَاة إِذا انْفَرد بِشَهَادَة حكمه فِيهَا وثوقاً بِدِينِهِ. وَكَانَ مَعْرُوفا بِحل المشكلات والمعضلات، وَله أوراد من الْعِبَادَة والتلاوة وَالذكر وَالصَّلَاة، ثِقَة حجَّة، يسْعَى فِي مصَالح النَّاس، واقتنى كتبا نفيسة، وَلم يتَزَوَّج، وَلم يَأْكُل الْعِنَب قطّ، قَالَ لِأَنِّي أحبه
فآثرت أَن يكون نَصِيبي فِي الْجنَّة؛ وَلما كملت المنصورية بَين القصرين فوض إِلَيْهِ تدريس التَّفْسِير بهَا.
قَالَ أَبُو حَيَّان - وَهُوَ من تلامذته -: كَانَ هُوَ وَالشَّيْخ محيي الدّين المازوني شَيْخي الديار المصرية، وَلم ألق أحدا أَكثر سَمَاعا مِنْهُ لكتب الْأَدَب، وَتفرد بِسَمَاع صِحَاح الْجَوْهَرِي، وَكَانَ لَا يَأْكُل شَيْئا وَحده، وَينْهى عَن الْخَوْض فِي العقائد، وليَ تدريس التَّفْسِير بالجامع الطولوني، وَلم يصنّف شَيْئا إِلَّا مَا أملاه شرحا لكتاب " المقرب ". مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة. وَله:
…
الْيَوْم شَيْء وَغدا مثله
…
مِنْ نُخَبِ الْعلم الَّتِي تلْتَقط
يحصل الْمَرْء بهَا حِكْمَة
…
وَإِنَّمَا السَّيْل اجْتِمَاع النقط
…
نقلنا عَنهُ فِي أول جمع الْجَوَامِع قَوْله: إِن الْحَرْف مَعْنَاهُ فِي نَفسه، على خلاف قَول النُّحَاة قاطبة: إنّ مَعْنَاهُ فِي غَيره.
18 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد السبتي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ أَبُو الطّيب قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: كَانَ من الْعلمَاء العاملين وَالْفُقَهَاء الْفُضَلَاء الأدباء، قَرَأَ على النَّحْو عَن ابْن أبي الرّبيع، وَاخْتصرَ شرح الْإِيضَاح لَهُ، وَسمع من الْمجد بن دَقِيق الْعِيد، وقرأعليه بِمَدِينَة قوص.
وَمَات بهَا سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة.
19 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مشرب بن ذرْوَة الْأَشْجَعِيّ
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أبْصر أهل زَمَانه باللغة وَالشعر.
20 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رِفَاعَة كَمَال الدّين أَبُو الْفتُوح القوصيّ
ولد بهَا فِي سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة، وَتُوفِّي سنة سِتّ وَتِسْعين وَخَمْسمِائة. وَكَانَ عَالما متفنناً فِي الْفِقْه والأصلين، والنحو واللغة وَالتَّفْسِير وتقلد الْقَضَاء بِالْأَعْمَالِ القوصية عدَّة سِنِين.
ذكره المقريزي فِي المقفي.
21 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن عبد السَّلَام أَبُو عبد الله الطليطلي والأنصاري، ابْن شقّ اللَّيْل
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ فَقِيها مالكياً نحوياً لغوياً حَافِظًا، يعرف الرِّجَال والعلل، مليح الْخط، حسن الْفَضِيلَة، جيد الْمُشَاركَة فِي الْفُنُون، كثير التصانيف؛ وَله شعر.
مَاتَ سنة خمس وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة.
22 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن حَامِد تَاج الدّين المراكشي
قَالَ قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين بن السُّبْكِيّ فِي طبقاته الشَّافِعِيَّة: كَانَ فَقِيها نحوياً متفنناً مواظباً على طلب الْعلم جَمِيع نَهَاره وغالب ليله، يستفرع فِيهِ قواه، ويدع من أَجله طَعَامه وَشَرَابه. وَكَانَ ضريراً فَلَا يفتر عَن الطّلب إِلَّا إِذا لم يجد من يطالع لَهُ. مولده بعد السبعمائة. وَأخذ عَن الْعَلامَة القونوي وَغَيره، [وتأدب بالشيخ زكيّ الدّين ابْن القونع] ، وَأعَاد بقبة الشَّافِعِي، ثمَّ دخل دمشق ودَرس بالمسرورية ثمَّ تَركهَا للشَّيْخ تقيّ الدّين السبكيّ لِأَنَّهُ رأى فِي شَرط واقفها أَن يكون الْمدرس عَالما بِالْخِلَافِ.
مَاتَ فَجْأَة يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر جُمادى الْآخِرَة سنة سَبْعمِائة واثنتين وَخمسين.
وَمن شعره:
…
قلَّة الْحَظ يَا فَتى
…
صيرتني مجهَّلَا
وجهولٍ بحظه
…
صَار فِي النَّاس أكمَلا
…
23 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم القرشيّ العامريّ الْخَطِيب النحويّ الشِّلبيّ
وَأَصله من باجة، ذكره الصفديّ. وَمن نظمه وَأمر أَن يكْتب على قَبره:
…
لَئِنْ نُفِّذَ القَدَرُ السابقُ
…
بموتي كَمَا حَكَمَ الخالقُ
فقدْ ماتَ والدُنا آدمٌ
…
وماتَ محمدٌ الصادقُ
وماتَ الملوكُ وأشياعهمْ
…
ولمْ يبقَ من جمعهمْ ناطقُ
فقلْ للّذي سرّه مهلَكِي
…
تأهّبْ فَإنَّك بِي لاحقُ
…
24 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عَامر الصُّورِي النَّحْوِيّ
قَالَ الذَّهَبِيّ: روى عَن عبد الله بن ذكْوَان، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ، وَآخَرُونَ.
25 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم العوامي
يعرف بِالْقَاضِي. قَالَ ياقوت: لَهُ كتاب الْإِصْلَاح والإيضاح فِي النَّحْو.
مَاتَ بعد الْخمسين والثلاثمائة.
26 -
مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الجرباني، ثمَّ الدِّمَشْقِي النَّحْوِيّ
قَالَ شيخ الْإِسْلَام ابْن حجر فِي إنباء الْغمر: ولد قبل الْأَرْبَعين وَسَبْعمائة. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة، تفقه بِابْن مُفْلِح حَتَّى برع، وَأفْتى، وَسمع الحَدِيث من جمَاعَة؛ مَعَ الْفِقْه والصيانة والذكاء وَحسن الْإِيرَاد.
مَاتَ فِي شَوَّال سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
27 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق بن يحيى الوشَّاء النحويّ أَبُو الطّيب
كَذَا ذكره ياقوت. وَقَالَ غَيره: مُحَمَّد بن إِسْحَاق.
قَالَ الْخَطِيب فِي تَارِيخ بَغْدَاد: كَانَ من أهل الْأَدَب، حسن التصنيف، مليح التَّأْلِيف، أخبارياً. أَخذ عَن ثَعْلَب والمبرد، وروى عَن عبد الله بن أسعد الْوراق وطبقته، وروت عَنهُ منية جَارِيَة أم الْمُعْتَمد، وَكَانَ نحوياً معلما لمكتب الْعَامَّة.
وَله من التصانيف: الْجَامِع فِي النَّحْو، الْمُخْتَصر فِيهِ، الْمَقْصُور والممدود، الْمُذكر والمؤنث، الْفرق، خلق الْإِنْسَان، خلق الْفرس، المثلث، الحنين إِلَى الأوطان، الزَّاهِر فِي الْأَنْوَار والزهر، وَغير ذَلِك.
وَمن نظمه:
…
لَا صبرَ لي عَنْك سوَى أنَّني
…
أرْضى من الدَّهر بِمَا يُقدَرُ
مَنْ كَانَ ذَا صَبر فَلَا صبرَ ليِ
…
مثليَ عَن مثلكَ لَا يصبرُ
…
28 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن كيسَان أَبُو الْحسن النحويّ
قَالَ الزبيدِيّ: وَلَيْسَ هَذَا بالقديم الَّذِي لَهُ [فِي] الْعرُوض والمعمّى [كتاب] .
قَالَ الْخَطِيب: يحفظ الْمَذْهَب الْبَصْرِيّ والكوفي فِي النَّحْو، لِأَنَّهُ أَخذ عَن الْمبرد وثعلب؛ وَكَانَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد، يَقُول: إِنَّه أنحى مِنْهُمَا.
قَالَ ياقوت: لكنّه إِلَى مَذْهَب الْبَصرِيين أميل.
وَكَانَ ابْن الْأَنْبَارِي يَقُول: خلط المذهبين فَلم يضْبط مِنْهُمَا شَيْئا.
قَالَ أَبُو حَيَّان التوحيدي: مَا رَأَيْت مَجْلِسا أكثرَ فَائِدَة، وَأجْمع لأصناف الْعُلُوم والتحف والنتف من مَجْلِسه. وَكَانَ يجْتَمع على بَابه نَحْو مائَة رَأس من الدَّوَابّ للرؤساء والأشراف الَّذين يقصدونه، وَكَانَ إقباله على صَاحب المرقعة والخلق كإقباله على صَاحب الديباج وَالدَّابَّة والغلام.
وَمن تصانيفه: الْمُهَذّب فِي النَّحْو، غلط أدب الْكَاتِب، اللامات، الْبُرْهَان، غَرِيب الحَدِيث، مَعَاني الْقُرْآن، علل النَّحْو، مصابيح الْكتاب، مَا اخْتلف فِيهِ البصريون والكوفيون، وَغير ذَلِك.
قَالَ الْخَطِيب: مَاتَ لثمان خلون من ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.
قَالَ ياقوت: هَذَا لَا شكّ سَهْو؛ فَفِي تَارِيخ أبي غَالب همام بن الْفضل بن الْمُهَذّب المغربي: إِنَّه مَاتَ سنة عشْرين وثلثمائة.
29 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْأَزْهَر بن طَلْحَة بن نوح الْأَزْهَرِي اللّغَوِيّ الأديب الْهَرَوِيّ الشَّافِعِي أَبُو مَنْصُور
ولد سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ. وَأخذ عَن الرّبيع بن سُلَيْمَان، ونفطويه، وَابْن السراج. وَأدْركَ ابْن دُرَيْد وَلم يرو عَنهُ. وَورد بَغْدَاد وأسرته القرامطة، فَبَقيَ فيهم دهراً طَويلا. وَكَانَ رَأْسا فِي اللُّغَة، أَخذ عَن الْهَرَوِيّ صَاحب الغريبين.
وَله من التصانيف: التَّهْذِيب فِي اللُّغَة، تَفْسِير أَلْفَاظ مُخْتَصر الْمُزنِيّ، التَّقْرِيب فِي التَّفْسِير، شرح شعر أبي تَمام، الأدوات، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ عَارِفًا بِالْحَدِيثِ، عالي الْإِسْنَاد، ثخين الْوَرع.
مَاتَ فِي ربيع الْآخِرَة سنة سبعين وثلاثمائة.
30 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن بصخان بدر الدّين أَبُو عبد الله ابْن السراج الدِّمَشْقِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ
قَالَ الصَّفَدِي: ولد سنة سِتّمائَة وثمان وَسِتِّينَ، وَقَرَأَ على الرِّضَا بن دبوقا، وَالْجمال الفاضلي، والدمياطي، والشرف الْفَزارِيّ، ولازمه. وَأَقْبل على الْعَرَبيَّة، وأحكمها. وَسمع الحَدِيث من الفاروثي وَغَيره، وتصدى بِدِمَشْق لإقراء الْقُرْآن والنحو، وقصده الطّلبَة، وَظَهَرت قصائده، وبهرت معارفه، وَبعد صيته. ثمَّ إِنَّه أَقرَأ لأبي عَمْرو بإدغام الْحمير لتركبوها، وَرَآهُ سائغا فِي الْعَرَبيَّة، وَالْتزم إِخْرَاجه من القصيد. وصمم على ذَلِك، فَقَامَ عَلَيْهِ ابْن الزملكاني وَغَيره، وَطَلَبه ابْن صصري وروجع فصمم، فَمنع من الإقراء بذلك، فتألم وَامْتنع من الإقراء جملَة، ثمَّ أَقرَأ بالجامع، وَجلسَ للإفادة، وازدحم عَلَيْهِ الطّلبَة، ثمَّ ولي مشيخة التربة الصالحية بعد الْمجد التّونسِيّ بِحكم أَنه أَقرَأ أهل دمشق، وَلم يطْلب جِهَة مَعَ كَمَال أَهْلِيَّته. وَكَانَ حسن البزة والعمة، منور الشيبة، طيب النغمة، جيد الْأَدَاء، وَكَانَ يدْخل الْحمام وعَلى رَأسه لباد، فَإِذا اغْتسل رَفعه وَإِذا فرغ أَعَادَهُ؛ فأورثه ضعفا فِي الْبَصَر.
وَدخل يَوْمًا هُوَ والنجم القحفازي دربا فِيهِ ظروف زَيْت، فعثر فِي أَحدهَا، فَقَالَ النَّجْم: تعسنا فِي ظرف الْمَكَان؛ فَقَالَ ابْن بصخان: لِأَنَّك تمشي بِلَا تَمْيِيز، فَقَالَ: إِن ذَا حَال نحس.
أجَاز للصلاح الصَّفَدِي، وَمَات فِي خَامِس ذِي الْحجَّة سنة سَبْعمِائة وَثَلَاث وَأَرْبَعين.
وَمن شعره:
…
كلما اخْتَرْت أَن ترى يُوسُف الْحسن
…
فَخذ فِي يَمِينك الْمرْآة
فانظرن فِي صفائها تبصرنه
…
واعذرن من لأجل ذَا الْحسن مَاتَا
لَا يَذُوق الرقاد شوقاً إِلَيْهِ
…
قلق الْقلب لَا يُطيق ثباتا
…
قَالَ الصَّفَدِي: قد حقق الشَّيْخ بدر الدّين مَا قيل فِي شعر النُّحَاة من الثّقل.
31 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي بكر بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن الْقرشِي أَبُو عبد الله التلمساني
قَاضِي الْجَمَاعَة بفاس.
قَالَ ابْن الْخَطِيب فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ مشاراً إِلَيْهِ؛ اجْتِهَادًا ودءوباً وحفظا وعناية واطلاعاً ونقلاً ونزاهة. يقوم أتم الْقيام على الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه وَالتَّفْسِير، ويحفظ الحَدِيث وَالْأَخْبَار، والتاريخ والآداب، ويشارك مُشَاركَة فاضلة فِي الْأَصْلَيْنِ والجدل والمنطق، وَيكْتب ويشعر، مصيباً غَرَض الإجادة، وَيتَكَلَّم فِي طَرِيق الصُّوفِيَّة، ويعتني بالتدوين فِيهَا؛ شَرق وَحج، وَلَقي الأجلاء، وَعَاد إِلَى بَلَده، فأقرأ وَانْقطع إِلَى خدمَة الْعلم، وَتقدم عِنْد السُّلْطَان أبي عنان، فولاه قَضَاء الْجَمَاعَة بفاس، فأنفذ الْحق وألان الْكَلِمَة، وخفض الْجنَاح، وأحبته الْخَاصَّة والعامة. أَخذ الْعلم عَن جمَاعَة مِنْهُم عبد الْمُهَيْمِن بن مُحَمَّد الْحَضْرَمِيّ النَّحْوِيّ، وبمصر عَن أبي حَيَّان، وَالشَّمْس الْأَصْفَهَانِي، وَابْن اللبان، وَابْن عَدْلَانِ، وبمكة عَن الرضى إِمَام الْمقَام، وبدمشق عَن الشَّمْس ابْن قيم الجوزية، وصنف فِي الْفِقْه والتصوف.
قَالَ ابْن الْخَطِيب: اتَّصل بِنَا نعيه فِي الْمحرم - وَأرَاهُ مَاتَ فِي الْحجَّة من الْعَام قبله - سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة. وَمن شعره:
…
فأبدو تَارَة وأغيب أُخْرَى
…
مثار الشوق منثني الْحيَاء
أَشْيَم الْبَرْق من بَين الثنايا
…
وأشتم العبير من الخباء
…
32 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن جوامرد الشِّيرَازِيّ النَّحْوِيّ أَبُو بكر
قَالَ السلَفِي فِي مُعْجم السّفر: كَانَ مَشْهُورا بالأدب والنحو، وَكَانَ يحضر عِنْد شَيخنَا أبي مُحَمَّد بن السراج، وَكَانَ يُكرمهُ، وَسمع عَلَيْهِ فَوَائِد.
وَقَالَ ياقوت: قَرَأَ على ابْن فضال وَغَيره، وَسمع وروى، وَأخذ عَنهُ ابْن الخشاب، وَبِه تخرج. وَمَات بعد سنة عشر وَخَمْسمِائة.
33 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدَان بن عَليّ بن عبد الله بن سِنَان أَبُو عَمْرو بن أبي جَعْفَر الْحِيرِي النَّيْسَابُورِي
كَانَ مقرئاً نحوياً مُحدثا زاهداً. أَقَامَ فرَاش الْمَسْجِد نيفاً وَثَلَاثِينَ سنة. سمع وروى.
مَاتَ سنة ثَلَاثمِائَة وثمان وَسبعين. ذكره الصَّفَدِي.
34 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن حمدون بن عِيسَى بن عَليّ بن سَابق الْخَولَانِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بِابْن الإِمَام. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة، بليغاً لسناً، حَافِظًا للْأَخْبَار والأنساب. سمع قَاسم بن أصبغ، وَابْن أَيمن. وَكَانَ مَشْهُورا باعتقاد مَذْهَب ابْن مَسَرَّة.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة خمسين وثلاثمائة، وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من شَوَّال سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة.
35 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمْزَة الْحلَبِي ابو الْفرج الملقب شرف الْكتاب
قَالَ ياقوت: كَانَ نحوياً لغوياً فطناً شَاعِرًا مترسلاً، قدم بَغْدَاد وَقَرَأَ على ابْن الخشاب، وَابْن الشجري. وَصَحب الْوَزير ابْن هُبَيْرَة، وَسمع الحَدِيث من ابي جَعْفَر الثَّقَفِيّ.
وَمَات سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة.
36 -
مُحَمَّد بن احْمَد بن حمنال المرسي أَبُو الْقَاسِم
قَالَ ابْن الزبير: خطب بِجَامِع مرسية، وأقرأ بهَا الْقُرْآن والعربية، وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة، جيد التِّلَاوَة، عذب الْإِلْقَاء. مَاتَ سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة. وَكَانَت كنيته أغلب عَلَيْهِ.
37 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْخَلِيل بن سَعَادَة بن جَعْفَر بن عِيسَى قَاضِي الْقُضَاة
ذُو الْفُنُون شهَاب الدّين أَبُو عبد الله بن قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الخويي الشَّافِعِي.
ولد بِدِمَشْق فِي شَوَّال - وَقيل فِي رَجَب - سنة سِتّ وَعشْرين وسِتمِائَة، واشتغل فِي صغره، فتميز وبرع فِي الْفِقْه والنحو وَالتَّفْسِير والأصلين والمعاني وَالْبَيَان والفرائض والحساب وَالْخلاف والهندسة، وَسمع من السخاوي وَابْن اللتي وَابْن الْمُقْرِئ، وَابْن الصّلاح، وَأَجَازَ لَهُ خلق من أَصْبَهَان وبغداد ومصر وَالشَّام، خرج لَهُ التقي الإسعردي معجماً، والمزي أَرْبَعِينَ حَدِيثا، ولازم الِاشْتِغَال ودرس وَهُوَ شَاب، وَكَانَ على كَثْرَة علومه من الأذكياء الموصوفين والنظار المنصفين، وَبِه انْتفع ابْن الفركاح وَابْن الْوَكِيل وَابْن الزملكاني، وَقَالَ: لَو لم يقدر الله أَن ابْن الخويي يَجِيء إِلَى دمشق مَا جَاءَنَا فَاضل. وَكَانَ ذَا فضل كَامِل، وذهن ثاقب، وعقل وافر، يبْحَث بتؤدة وسكينة، صَحِيح الِاعْتِقَاد، حسن الْأَخْلَاق، حُلْو المجالسة، ديِّناً متصوفاً، يحب أَرْبَاب الْفَضِيلَة.
حدث عَنهُ الْمزي، وَقَالَ: كَانَ أحد الْأَئِمَّة الْفُضَلَاء فِي فنون من الْعلم وَالْبر زالي والختنى وَأَبُو حَيَّان والبدر الفارقي. وصنف كتابا كَبِيرا يحتوي على عشْرين علما؛ وَشرح الْفُصُول لِابْنِ معطٍ فِي النَّحْو، ونظم الفصيح لثعلب، وكفاية المتحفظ، وعلوم ابْن الصّلاح، وتوضيح ابْن مَالك. وَشرح من أول الملخص للقابسي خَمْسَة عشر حَدِيثا فِي مُجَلد؛ وَله الْمطلب الْأَسْنَى فِي إِمَامَة الْأَعْمَى.
وليَّ قَضَاء الْقُدس، ثمَّ الْمحلة والبهنسا، ثمَّ حلب، ثمَّ عَاد إِلَى الْمحلة، ثمَّ الْقَضَاء الْأَكْبَر بالديار المصرية، ثمَّ نقل إِلَى قَضَاء الشَّام، فَأَقَامَ عَلَيْهِ إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْخَمِيس لخمس وَعشْرين خلت من رَمَضَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَله شعر جيد.
وَحكى الشهَاب مَحْمُود الْحلَبِي قَالَ: حججْت أَنا وإياه، فَلَمَّا كُنَّا بالموقف ذكرنَا حَدِيث " من ذَكرنِي فِي نَفسه "، فَقَالَ ابْن الخويي: لَيْت شعري هَل ذكرنَا بالملأ الْأَعْلَى {وَإِذا بمنادٍ على كتاب لَا نَدْرِي مَا هُوَ} فَقلت للخويي: نَنْظُر فِي هَذَا الْكتاب، ونأخذ مِنْهُ فألاً، فَإِذا أول الصفحة الْيُمْنَى من شعر ابْن الفارض:
…
لَك الْبشَارَة فاخلع مَا عَلَيْك فقد
…
ذكرّت َثم على مَا فِيك من عوج
…
فَخلع الخويي ثِيَاب إِحْرَامه، وَدفعهَا إِلَى الرجل الَّذِي كَانَ مَعَه الْكتاب، وسر سُرُورًا عَظِيما.
وَمن شعره:
…
وهبني ملكت الأَرْض طُرّاً ونلت مَا
…
أنيل ابْن دَاوُد من المَال وَالْملك
أَلَسْت أخليه وأمسي مُسلما
…
برغمي إِلَى الْأَهْوَال فِي منزل ضنك
…
وَله:
…
وبحق لطفك كل سوء اتَّقى
…
فَامْنُنْ بإرشادي إِلَيْهِ ووفق
أَحْسَنت فِي الْمَاضِي وَإِنِّي واثق
…
بك أَن تجود عليّ فِيمَا قد بقيَ
أَنْت الَّذِي أَرْجُو فماليَ والورى
…
إِن الَّذِي يَرْجُو سواك هُوَ الشقي
…
38 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد الْمعَافِرِي الإلبيري أَبُو عبد الله الْقَزاز
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ شَيخا صَالحا نحوياً أديباً شَاعِرًا. أَصله من إشبيلية. سمع من سعيد بن جَابر موطأ يحيى بن يحيى، وكامل الْمبرد.
وَمَات بإلبيرة سنة تسع وَسبعين وثلاثمائة.
39 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن يَعْقُوب بن عَليّ بن سَلامَة ابْن عَسَاكِر بن حُسَيْن بن قَاسم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر
الشَّيْخ الأديب البارع جلال الدّين أَبُو عبد الله الْمَعْرُوف بِابْن خطيب داريا الْأنْصَارِيّ الخزرجي السَّعْدِيّ الدِّمَشْقِي. سمع على الْعِمَاد بن كثير وَأبي الْحرم القلانسي، فِي آخَرين.
وصنف فِي الْعَرَبيَّة، وَكَانَت أجل علمه، مَعَ مُشَاركَة جَيِّدَة فِي الْعُلُوم النقلية والعقلية، وَشرح ألفية ابْن مَالك، سبك النّظم مَعَ الشَّرْح، وَله كتاب اللَّيْث والضرغام فِي اللُّغَة، رتبه على الْحُرُوف؛ وَكَانَ مفرط الذكاء، جميل المحاضرة، يضْرب فِي كل فن.
مَاتَ فِي شهر ربيع الأول سنة عشر وَثَمَانمِائَة.
وَمن شعره:
…
لم أسم فِي طلب الحَدِيث لسمعة
…
أَو لِاجْتِمَاع قديمه وَحَدِيثه
لَكِن إِذا فَاتَ الْمُحب لِقَاء من
…
يهوى تعلل باستماع حَدِيثه
…
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
40 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله الزُّهْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ابْن النجار، ثمَّ الصَّفَدِي: ولد بمالقة وَطَاف الأندلس، وَحصل طرفا صَالحا من الْأَدَب، ثمَّ أَتَى مصر، وَسمع بهَا الحَدِيث، وَدخل الجزيرة وَالشَّام، وَلَقي الْفُضَلَاء، ثمَّ أَتَى
بَغْدَاد، وَسمع من ابْن كُلَيْب وَتوجه إِلَى أَصْبَهَان، وَسمع من أبي جَعْفَر الصيدلاني، ثمَّ بِلَاد الْجَبَل، وَسكن الكرج، وانتقل إِلَى بروجرد، وَأقَام يقرئ الْأَدَب ز أَخذ عَنهُ ابْن النجار.
وصنف الْبَيَان والتبيين فِي أَنْسَاب الْمُحدثين، وَالْبَيَان فِيمَا أبهم من الْأَسْمَاء فِي الْقُرْآن، وَشرح الْإِيضَاح فِي النَّحْو فِي خَمْسَة عشر مجلدا، وَشرح المقامات، وَكتاب شرح اليميني، فِي مُجَلد، وأقسام البلاغة وَأَحْكَام الصِّنَاعَة، فِي مجلدين.
قَتله التتار فِي شهر رَجَب سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة.
وَله ملغزاً فِي حَازِم:
…
اسْم من رِيقه مدوف براحِ
…
وصف ألحاظه المراض الصِّحَاح
بعد قلبٍ لَهُ وتصحيف حرفٍ
…
مِنْهُ فاكشفه يَا أَخا الالتماحِ
واطلب الشّعْر فَهُوَ فِيهِ مُسَمّى
…
غيرَ أَن البليد لَيْسَ بصاحِ
…
41 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن سهل الوَاسِطِيّ أَبُو غَالب الْمَعْرُوف بِابْن بَشرَان
قَالَ ياقوت: أحد الْأَئِمَّة المعروفين، جَامع أشتات الْعُلُوم، قرن بَين الدِّرَايَة والفهم وَالرِّوَايَة، وَشدَّة الْعِنَايَة، صَاحب نَحْو ولغة وَحَدِيث وأخبار وَدين وَصَلَاح، وَإِلَيْهِ كَانَت الرحلة فِي زَمَانه، وَهُوَ عين وقته وأوانه. وَكَانَ مَعَ ذَلِك ثِقَة ضابطاً محرراً حَافِظًا، أَخذ عَن أبي الْحُسَيْن بن دِينَار الْكَاتِب، وَابْن كردان، وَغَيرهمَا. وَكَانَ مكثراً حسن المحاضرة؛ إِلَّا أَنه لَا ينْتَفع بِهِ أحد. وَكَانَ معتزلياً.
مولده سنة ثَمَانِينَ وثلاثمائة، وَمَات بواسط خَامِس عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.
وَله:
…
لما رَأَيْت سلوى غير مُتَّجه
…
وَأَن عزم اصْطِبَارِي عادَ معلولا
دخلت بالرغم مني تَحت طاعتكم
…
ليقضي الله أمرا كَانَ مَفْعُولا
…
وَله:
…
إِن قدم الْحَظ قوما مَا لَهُم قدمِ
…
فِي فضل علم وَلَا حزمٍ وَلَا جلد
فَهَكَذَا الْفلك الْعلوِي أنجمه
…
تقدم الثور فِيهَا رُتْبَة الْأسد
…
42 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن سيد بن عَمْرو بن حبيب بن عُمَيْر اللَّخْمِيّ الإشبيلي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحوياً لغوياً شَاعِرًا مطبوعاً. مَاتَ سنة ثَلَاثمِائَة.
43 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر بن أَحْمد أَبُو مَنْصُور خَازِن دَار الْكتب الْقَدِيمَة بالكرخ قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ: كَانَ نحويا أديبا فَاضلا، وخطه عُمْدَة، سمع على أبي المحسن التنوخي وَغَيره، وَكَانَ فَقِيها شِيعِيًّا.
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ: سُئِلَ عَن مولده فَقَالَ سنة ثَمَان عشرَة وَأَرْبَعمِائَة. وَسُئِلَ مرّة أُخْرَى، فَقَالَ: سنة عشر. وَمَات ثَالِث عشر شعْبَان سنة عشر وَخَمْسمِائة.
44 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن طَاهِر الْأنْصَارِيّ الإشبيلي أَبُو بكر الْمَعْرُوف بالخدب
والخدب: الرجل الطَّوِيل، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَتَشْديد الْمُوَحدَة.
قَالَ ابْن الزبير: نحوي مَشْهُور حَافظ بارع، اشْتهر بتدريس الْكتاب فَمَا دونه، وَله على الْكتاب طرر مدّونة مَشْهُورَة، اعتمدها تِلْمِيذه ابْن خروف فِي شَرحه، وَله تَعْلِيق على الْإِيضَاح، وَغير ذَلِك.
وَكَانَ يرحل إِلَيْهِ فِي الْعَرَبيَّة، مَوْصُوفا فِيهَا بالحذق والنبل، صَاحب اختيارات وآراء. أَخذ الْكتاب عَن ابْن الرماك، وَابْن الْأَخْضَر؛ وَكَانَ يقرئ بفاس، ويتعانى الْخياطَة، وَكَانَ من حذاق النَّحْوِيين، وأئمة الْمُتَأَخِّرين، أجل من أَخذ عَنهُ ابْن خروف وَمصْعَب الْخُشَنِي وَعبد الْحق بن خَلِيل السكونِي، وأطنبوا فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ. مَاتَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَخَمْسمِائة.
قلت: وقفت على حَوَاشِيه على الْكتاب بِمَكَّة المشرفة.
45 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَامر أَبُو عَامر البلوي الطرطوشي السالمي
قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ عَالما أديباً مؤرخاً لغوياً، لَهُ فِي اللُّغَة كتاب مُفِيد، وَكتاب التشبيهات، وَكتاب الشِّفَاء فِي الطِّبّ. مَاتَ سنة تسع وَخمسين وَخَمْسمِائة.
46 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن هِشَام أَبُو عبد الله الفِهري الذَّهَبِيّ
وَيعرف بِابْن الشواش. قَالَ الْأَبَّار: أَخذ النَّحْو عَن الْجُزُولِيّ، وَسمع من أبي عبد الله ابْن الْفرس، وَغَيره. وَجلسَ للإقراء والتحديث، ودرس النَّحْو واللغة، وَحمل النَّاس عَنهُ وَكَانَ إِمَامًا متواضعاً بارع الْخط. مَاتَ سنة تسع عشر وسِتمِائَة.
47 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْعَزِيز بن سَعَادَة أَبُو عبد الله الشاطبي:
قَالَ الْأَبَّار: كَانَ مقرئاً متصدراً نحوياً لغوياً محققاً. أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن بن هُذَيْل، والعربية عَن أبي الْحسن بن النِّعْمَة، وَغَيره. وَسمع من أبي عبد الله بن سَعَادَة.
وَمَات سنة أَربع عشرَة وسِتمِائَة.
48 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْهَادِي بن عبد الحميد بن عبد الْهَادِي ابْن يُوسُف بن قدامَة الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ شمس الدّين
قَالَ الذَّهَبِيّ: الْفَقِيه البارع الْمُقْرِئ المجود النَّحْوِيّ الْمُحدث الْحَافِظ الحاذق ذُو الْفُنُون.
وَقَالَ ابْن حجر: أحد الأذكياء، ولد فِي رَجَب سنة خمس وَسَبْعمائة، وَسمع الحَدِيث من التقي سُلَيْمَان، والمطعم، وتفقه بِابْن مُسلم، وَتردد على ابْن تَيْمِية، وَمهر فِي الحَدِيث وَالْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَغَيرهَا.
قَالَ الصَّفَدِي: لَو عَاشَ لَكَانَ إِمَامًا، كنت إِذا لَقيته سَأَلته عَن مسَائِل أدبية وفوائد عَرَبِيَّة فينحدر كالسيل. وَكنت أرَاهُ يواقف الْمزي فِي أَسمَاء الرِّجَال، وَيرد عَلَيْهِ، فَيقبل مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن كثير: كَانَ حَافِظًا عَلامَة ناقداً حصل من الْعُلُوم مَالا يبلغهُ الشُّيُوخ الْكِبَار، وبرع فِي الْفُنُون، وَكَانَ جبلا فِي الْعِلَل والطرق وَالرِّجَال، وَحسن الْفَهم جدا، صَحِيح الذِّهْن.
وَقَالَ الْمزي: مَا لَقيته إِلَّا واستفدت مِنْهُ، درس بالصدرية والضيائية، وصنف شرحاً على التسهيل فِي مجلدين. وَله مناقشات مَعَ أبي حَيَّان فِي اعتراضاته على ابْن مَالك.
وَالْأَحْكَام فِي الْفِقْه، وَالرَّدّ على السُّبْكِيّ فِي مَسْأَلَة الزِّيَارَة، وَالْكَلَام على احاديث مُخْتَصر ابْن الْحَاجِب، وَالْمُحَرر فِي اخْتِصَار الْإِلْمَام، وتراجم الْحفاظ.
وَمَات فِي جُمَادَى الأولى سنة أَربع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة، وَكثر التأسف عَلَيْهِ، وَحضر جنَازَته من لَا يُحْصى.
49 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن ظَاهر بن عبد الله الإِمَام أَبُو عبد الله البالسي الْمُقْرِئ إِمَام مَسْجِد السَّبْعَة
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي الدُّرَر: تَلا على الشّرف الْفَزارِيّ، ولازمه، وتصدر للإقراء فَتخرج بِهِ جمَاعَة. وَكَانَ محققاً للْقِرَاءَة، عَاقِلا خيرا صَالحا حسن السمت. وَله شعر ونظم فِي الْعَرَبيَّة.
مَاتَ فِي شَوَّال من سنة ثَلَاث عشرَة وَسَبْعمائة فِي عشر الثَّمَانِينَ.
50 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مَحْمُود بن أبي نوح أَبُو الْحُسَيْن اللَّخْمِيّ النَّحْوِيّ
كَذَا ذكره الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ فِي تَارِيخ من دخل مصر، وَقَالَ: حدث عَن عمر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عمر بن إِسْمَاعِيل الْمَقْدِسِي: كتب عَنهُ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ.
51 -
مُحَمَّد بن أَحْمد - وَقيل مُحَمَّد - بن عبد الله الْبَصْرِيّ النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالمفجع
قَالَ ياقوت: كَانَ من كبار النُّحَاة، شَاعِرًا مفلقاً، شِيعِيًّا، وَبَينه وَبَين ابْن دُرَيْد مهاجاة.
صنف كتاب الترجمان فِي الشّعْر ومعانيه، المنقذ فِي الْإِيمَان؛ يشبه الملاحن لِابْنِ دُرَيْد، عرائس الْمجَالِس، أشعار الْخَوَارِزْمِيّ، شعر زيد الْخَيل الطَّائِي.
مَاتَ سنة عشْرين وثلثمائة.
52 -
مُحَمَّد بن احْمَد بن عُثْمَان بن عمر التّونسِيّ الْعَلامَة أَبُو عبد الله الوانوغي نزيل الْحَرَمَيْنِ
كَانَ عَالما بالتفسير والأصلين والعربية والفرائض والحساب والجبر والمقابلة والمنطق، ومعرفته بالفقه دون غَيره.
ولد سنة تسع وَخمسين وَسَبْعمائة بتونس وَنَشَأ بهَا، وَسمع من مسندها أبي الْحسن بن
أبي الْعَبَّاس البطرني خَاتِمَة أَصْحَاب ابْن الزبير بِالْإِجَازَةِ، وَسمع أَيْضا من ابْن عَرَفَة، وَأخذ عَنهُ الْفِقْه وَالتَّفْسِير والأصلين، والمنطق، وَعَن الْوَلِيّ ابْن خلدون الْحساب والهندسة، والأصلين والمنطق والنحو عَن ابي الْعَبَّاس البصار.
وَكَانَ شَدِيد الذكاء، سريع الْفَهم، حسن الْإِيرَاد للتدريس وَالْفَتْوَى، وَإِذا رأى شَيْئا وعاه وَقدره وَإِن لم يعتن بِهِ.
وَله تأليف على قَوَاعِد ابْن عبد السَّلَام، وَعِشْرُونَ سؤالاً فِي فنون من الْعلم تشهد بفضله، بعث بهَا إِلَى القَاضِي جلال البُلْقِينِيّ، فَأجَاب عَنْهَا فَرد مَا قَالَه البُلقيني. وَقَالَ: وقفت على الأسئلة وأجوبتها، وَلم أَقف على الرَّد، وَذكرت مَا يتَعَلَّق بالنحو مِنْهَا فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى وأسندنا فِيهَا حَدِيثه.
وَكَانَ يعاب عَلَيْهِ إِطْلَاق لِسَانه فِي الْعلمَاء، ومراعاة السَّائِلين فِي الْإِفْتَاء. أجَاز لغير وَاحِد عَن شُيُوخنَا المكيين.
وَمَات بِمَكَّة المشرفة فِي سحَر يَوْم الْجُمُعَة، التَّاسِع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرَة وَثَمَانمِائَة.
53 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن نعيم بن مُحَمَّد بن الْحسن
ابْن غَانِم الطَّائِي الْبِسَاطِيّ قَاضِي الْقُضَاة أَبُو عبد الله شمس الدّين الْمَالِكِي الْعَلامَة.
ولد فِي جُمَادَى الأولى سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة - كَذَا قَالَ حَافظ الْعَصْر ابْن حجر - وَرَأَيْت بِخَط صاحبنا النَّجْم بن فَهد: فِي أَوَاخِر الْمحرم - ببساط.
وانتقل إِلَى مصر سنة ثَمَان وَسبعين وَسَبْعمائة، فاشتغل بهَا كثيرا فِي عدَّة فنون.
وَكَانَ نَابِغَة الطّلبَة فِي شبيبته، واشتهر أمره، وَبعد صيته، وبرع فِي فنون الْمَعْقُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان والأصلين، وصنف فِيهَا وَفِي الْفِقْه، وعاش دهراً فِي بؤس بِحَيْثُ إِنَّه كَانَ ينَام على قشر الْقصب، ثمَّ تحرّك لَهُ الْحَظ فَتَوَلّى تدريس الْمَالِكِيَّة بمدرسة جمال الدّين الأستادار، ثمَّ مشيخة تربة الْملك النَّاصِر، ثمَّ تدريس البرقوقية، وتدريس الشيخونية. وناب فِي الحكم عَن ابْن عَمه، ثمَّ تولى الْقَضَاء بالديار المصرية سنة ثَلَاث وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، فَأَقَامَ فِيهِ عشْرين سنة مُتَوَالِيَة لم يعْزل مِنْهُ، ورافقه من الْقُضَاة خَمْسَة من الشَّافِعِيَّة: الْجلَال البُلْقِينِيّ، وَالْوَلِيّ بن الْعِرَاقِيّ، وَشَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين البُلْقِينِيّ، وَابْن حجر والهروي، وَمن الْحَنَفِيَّة: ابْن الديري، وَولده، والتفهنني، والعيني. وَمن الْحَنَابِلَة: ابْن مغنى والمحب الْبَغْدَادِيّ، والغز الْمَقْدِسِي. وَكَانَ سمع الحَدِيث من التقى الْبَغْدَادِيّ وَغَيره، وَلم يعتن بِهِ.
وَمن تصانيفه: المغنى فِي الْفِقْه، وشفاء الغليل فِي شرح مُخْتَصر الشَّيْخ خَلِيل، وَشرح ابْن الْحَاجِب الفرعي، وحاشيته على المطول، وحاشيته على شرح الْمطَالع للقطب، وحاشيته على المواقف للعضد، ونكت على الطوالع للبيضاوي، ومقدمة فِي أصُول الدّين.
أَخذ عَنهُ جمَاعَة من أهل الْعَصْر، مِنْهُم شَيخنَا الإِمَام الشمني، وقاضي الْقُضَاة مُحي الدّين الْمَالِكِي قَاضِي مَكَّة.
وَمَات بالقولنج يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة. وامطرت السَّمَاء بعد دَفنه مَطَرا غزيراً، حَدثنَا عَنهُ غير واحدٍ.
54 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد بن حَاتِم ابْن الْمُهلب بن أبي صفرَة المهلبي النَّحْوِيّ أَبُو يَعْقُوب
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ عَالما نحوياً لغوياً ثِقَة. مَاتَ بِمصْر سنة تسع وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
55 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن جَابر الأندلسي الهواري الْمَالِكِي أَبُو عبد الله الْأَعْمَى النَّحْوِيّ
ولد سنة ثَمَان وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَقَرَأَ الْقُرْآن والنحو على مُحَمَّد بن يعِيش، وَالْفِقْه على مُحَمَّد بن سعيد الرندي، والْحَدِيث على أبي عبد الله الزواوي.
ثمَّ رَحل إِلَى الديار المصرية صُحْبَة أَحْمد بن يوفس الرعيني، وَهَذَانِ هما المشهوران بالأعمى والبصير؛ فَكَانَ ابْن جَابر يؤلف وينظم، والرعيني يكْتب، وَلم يَزَالَا هَكَذَا على طول عمرهما. وسمعا بِمصْر من أبي حَيَّان، ودخلا الشَّام، وسمعا الحَدِيث من الْمزي والجزري، وَابْن كاميار، ثمَّ قطنا حلب، وحدثا بهَا عَن الْمزي بِصَحِيح البُخَارِيّ، ثمَّ إلبيرة إِلَى أَن اتّفق أَن ابْن جَابر تزوج، فَوَقع بَينه وَبَين رَفِيقه تهَاجر، فتهاجرا. وَسمع مِنْهُمَا الْبُرْهَان الْحلَبِي.
وَكتب ابْن فضل الله فِي المسالك عَن ابْن جَابر شَيْئا من شعره، وَمَات قبله بدهر؛ وَذكر أَنه حرص على أَن يجْتَمع بِهِ فَلم يتَّفق ذَلِك. وَذكره الصّلاح الصَّفَدِي فِي تَارِيخه، وَمَات قبله بِكَثِير.
وَمن تصانيف ابْن جَابر: شرح الألفية لِابْنِ مَالك؛ وَهُوَ كتاب مُفِيد يعتني بالإعراب للأبيات، وَهُوَ جليل جدا، نَافِع للمبتدئين، وَله نظم الفصيح، ونظم كِفَايَة المتحفظ، والحلة السيرا فِي مدح خير الورى، وَهِي بديعية، ونظمها عالٍ: لكنه أخل فِيهَا بِذكر أَنْوَاع من البديع كَثِيرَة جدا.
واخبرني بعض أدباء صفد، قدم علينا الْقَاهِرَة، أَنه رأى لَهُ شرحاً على ألفية ابْن معط، فِي ثَلَاث مجلدات، وَلم أَقف عَلَيْهِ.
مَاتَ فِي سنة ثَمَانِينَ وَسَبْعمائة، وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته.
ورفيقه أَبُو جَعْفَر أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الرعيني الأندلسي الغرناطي. أديب ماهر؛ ولد بعد السبعمائة، وَكَانَ من حَاله مَا سبق فِي تَرْجَمَة رَفِيقه؛ وَكَانَ مقتدراً على النّظم والنثر، عَارِفًا بالبديع وفنونه، دينا حسن الْخلق، حُلْو المحاضرة، شرح بديعية رَفِيقه. وَمَات قبله بِسنة، فِي رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة؛ وَأَجَازَ لمن أدْرك حَيَاته.
56 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عمر الْإِسْنَوِيّ
قَالَ ابْن حجر ": اشْتغل قَدِيما بِبَلَدِهِ وبغيرها، وَأقَام بإسنا مُدَّة، ثمَّ بِمَكَّة وَالْمَدينَة، وَكَانَ عَالما عَاملا بارعاً، وَكَانَ الْعَفِيف اليافعي يعظمه جدا. شرح مُخْتَصر مُسلم، والألفية، وَاخْتصرَ الشفا.
مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.
57 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن قَاسم بن الْحسن الْمذْحِجِي الملتماسي أَبُو عبد الله
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ من سراة بَلَده وأعيانهم، أستاذاً مفتياً مقرئا، كَاتبا بليغا، عَارِفًا بالقراءات، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، ثِقَة ضابطا حَرِيصًا على الْعلم، استفادة وإفادة، لَا يأنف عَن أَخذه من أقرانه وَمن دونه، كثير الْعِنَايَة بالكتب.
أَخذ عَن أبي عبد الله الطنجالي، وَابْن الزيات، والوادباشي، وانتفع بِهِ أهل بَلَده والغرباء.
ولد ببلش سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة، وَمَات بهَا عَاشر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
58 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن مُحَمَّد الباوردي النَّحْوِيّ أَبُو يَعْقُوب الْمصْرِيّ
كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ: مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء سَابِع عشْرين ربيع الآخر سنة تسع وَأَرْبَعين، وَأَرْبَعمِائَة.
قَالَ الْخَطِيب: كَانَ ثِقَة.
وَذكره الْمُنْذِرِيّ وَقَالَ: روى عَن الْحُسَيْن بن عَمْرو بن أبي الْأَحْوَص، وَعَن الْحَافِظ عبد الْغَنِيّ بن سعيد.
59 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر الْخلال أَبُو الْغَنَائِم اللّغَوِيّ
قَالَ ياقوت: إِمَام عَالم جيد الضَّبْط؛ صَحِيح الْخط مُعْتَمد عَلَيْهِ، مُعْتَبر. أَخذ عَن السيرافي، والرماني، والفارسي و [تِلْكَ] الطَّبَقَة.
60 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر السالمي الأندلسي أَبُو عَامر الْوَزير الْكَاتِب
قَالَ ابْن الزبير فِي تَارِيخ الأندلس: كَانَ لغوياً أديباً كَاتبا شَاعِرًا عَارِفًا بالتاريخ وَالْأَخْبَار، ألف دواوين فِي اللُّغَة وَالشعر وَالْأَخْبَار والتاريخ. روى عَنهُ القَاضِي عبد الْمُنعم ابْن عبد الرَّحْمَن وَأَبُو الْقَاسِم الْبراق.
كَانَ حَيا بعد الْخمسين والخمسمائة.
61 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أبي شَاكر بن عبد الله
مجد الدّين أَبُو عبد الله بن الظهير المراكشي المحتد، الإربلي المولد الْحَنَفِيّ الأديب
كَانَ فَقِيها فَاضلا، وأدبياً شَاعِرًا، لَهُ النّظم والمعرفة بالنحو واللغة، ودرس بِدِمَشْق، وَقدم مصر، وَحدث بهَا عَن كَرِيمَة ابْنة عبد الْوَهَّاب، وَأبي الْحسن عَليّ ابْن مُحَمَّد السخاوي، وَسمع بإربل وبغداد، وروى عَنهُ الْحَافِظ الدمياطي.
ولد بإربل فِي ثَانِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وسِتمِائَة، وَمَات بِدِمَشْق لَيْلَة الْجُمُعَة لِاثْنَتَيْ عشرَة خلت من ربيع الأول فِي سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة.
وَمن شعره:
…
قلبِي وطرفي ذَا يسيل دَمًا، وَذَا
…
دون الورى؛ أَنْت الْعَلِيم بقرحه
وهما بحبك شَاهِدَانِ وَإِنَّمَا
…
تَعْدِيل كلٍ مِنْهُمَا فِي جرحه
…
أوردهُ المقريزي فِي المقفى.
62 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن فرج اللَّخْمِيّ الغرناطي
كَانَ قيمًا فِي الْعَرَبيَّة مشاركاً فِي الْأَصْلَيْنِ، أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي الْحسن بن أبي العنبس، وَقَرَأَ على ابْن الزبير وَابْن رُشيد وَغَيرهمَا؛ وَجَرت لَهُ محنة مَعَ بعض الوزراء فَأخْرجهُ إِلَى إفريقية.
مَاتَ فِي حُدُود سنة ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
63 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن سعيد السّلمِيّ الغرناطي أَبُو عبد الله
مَعْرُوف بِابْن عروس، قَالَ ابْن الزبير: كَانَ شَيخا جَلِيلًا فَقِيها فَاضلا. لَازم إقراء الْقُرْآن والْحَدِيث والعربية وَالْأَدب إِلَى أَن مَاتَ. أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي مَرْوَان بن مَسَرَّة وَأبي بكر بن مَسْعُود وَغَيرهمَا، وَأَجَازَ لَهُ أَبُو الْوَلِيد بن الدّباغ، وَابْن الْعَرَبِيّ، وَابْن هُذَيْل.
وَكَانَ من أحسن النَّاس نَغمَة بِالْقُرْآنِ، وَأَحْسَنهمْ خلْقاً وخُلُقَا وَأكْرمهمْ عِشرة وصلَة للرحم، وأمشاهم فِي حوائج النَّاس، عَارِفًا للإقراء ذَاكِرًا للْخلاف، حسن التَّعْلِيم للعربية.
ولي الصَّلَاة وَالْخطْبَة بِجَامِع غرناطة.
روى عَنهُ الملاصي وَأَبُو يحيى بن هَانِئ وَآخرهمْ أَبُو يحيى بن عبد الرَّحِيم.
مولده سنة سَبْعَة وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم الْأَرْبَعَاء الْخَامِس عشر من شهر رَجَب سنة تسعين، وحُمل على الأكف، وفُجِع بِهِ النَّاس.
64 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن مُحَمَّد الشريف أَبُو عبد الله الْخُشَنِي السبتي النَّحْوِيّ الْعَلامَة
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ هَذَا الْفَاضِل جملَة من جمل الْكَمَال، رحْلَة الْوَقْت فِي التبريز بعلوم اللِّسَان، حائز الْفَضَائِل فِي ميادينها، عَرَبِيَّة غزيرة الْحِفْظ، مقنعة الشَّمَائِل مستجرة الْحِفْظ، أصيلة التجويد، بريَّة عَن النَّوك والغفلة، مرهفة باللغة والغريب وَالْخَبَر والتاريخ وَالْبَيَان وصناعة البديع وميزان الْعرُوض وَعلم القافية، وتقدما فِي الْأَحْكَام، وتدريساً للفقه، بارع التصنيف غزير الْحِفْظ، حَاضر الذّكر، فصيح اللِّسَان.
قَرَأَ الْقُرْآن على أَبِيه، والعربية على أبي عبد الله بن هَانِئ، وانتفع بِهِ، وروى عَن أبي عبد الله بن رُشيد، وَولي ديوَان الْإِنْشَاء بغرناطة، ثمَّ الْقَضَاء والخطابة بهَا، فصدع بِالْحَقِّ والمهابة، ثمَّ عزل عَن الْقَضَاء بِلَا زلَّة، فتصدى للإقراء وتدريس الْفِقْه والعربية، ثمَّ ولي قَضَاء وَادي آش، ثمَّ أُعِيد إِلَى قَضَاء غرناطة، وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ.
وَله تصانيف بارعة، مِنْهَا تَقْيِيد جليل على التسهيل، وَشرح بديع قَارب التَّمام، وَشرح مَقْصُورَة ابْن حَازِم، وَشرح الخزرجية.
مولده بسبتة فِي سادس ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة، وَمَات بغرناطة فِي أَوَائِل شعْبَان سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة.
وَمن شعره:
…
كم قلت للرشاء الَّذِي مَا عَنهُ لي
…
صبرٌ وَلَا لي عَن هواهُ بَراحُ
مَا لاحَ خالُك والسَّواد شعارهُ
…
إلَّا انثنيتُ ودمعيَ السفاحُ
…
65 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن الْحسن ابْن مَنْصُور بن مُعَاوِيَة بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن عتبَة بن عَنْبَسَة ابْن أبي سُفْيَان صَخْر بن حَرْب الْأمَوِي الإِمَام أَبُو المظفر الأبيوردي
قَالَ ابْن السَّمْعَانِيّ: أوحد عصره، وفريد دهره، فِي معرفَة اللُّغَة والأنساب وَغير ذَلِك؛ وَأورد لَهُ من شعره بِمَا عجز عَنهُ الْأَوَائِل من معانٍ لم يسْبق إِلَيْهَا، وأليَق مَا وصف بِهِ قَول أبي الْعَلَاء المعري:
…
وَإِنِّي وَإِن كنت الْأَخير زَمَانه
…
لآتٍ بِمَا لم تستطعه الْأَوَائِل
…
أَخذ عَن عبد القاهر الْجِرْجَانِيّ، وَإِسْمَاعِيل بن مسْعدَة الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَأبي بكر بن خلف الشِّيرَازِيّ، وَمَالك بن أَحْمد البانياسي، وَخلق. وروى عَنهُ جمَاعَة.
وصنف كتبا؛ مِنْهَا الْمُخْتَلف والمؤتلف، طَبَقَات الْعلم، تَارِيخ أبيورد، تَارِيخ نسا، وَغير ذَلِك؛ وَله فِي اللُّغَة مصنفات لم يسْبق إِلَيْهَا.
وترجمة السلَفِي فِي جُزْء مُفْرد، وَذكر أَنه فوض إِلَيْهِ أَشْرَاف الممالك كلهَا، وأحضر عِنْد السُّلْطَان أبي شُجَاع مُحَمَّد بن ملك شاه بشخصه، وَهُوَ على سَرِير ملكه، فارتعد وَوَقع مَيتا، وَذَلِكَ يَوْم الْخَمِيس بَين الظّهْر وَالْعصر الْعشْرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وَخَمْسمِائة.
وَكَانَ قوي النَّفس جدا. وَمن شعره:
.. يَا من يساجلني وَلَيْسَ بمدرك
…
شأوي وَلَيْسَ لَهُ جلالة منصبي
لَا تتعبنَّ فدون مَا حاولته
…
خرط القتادة وامتطاء الْكَوْكَب
وَالْمجد يعلم أَيّنَا خيرٌ أَبَا
…
فَاسْأَلْهُ تعلم أَي ذِي حسبٍ أبي
جدي مُعَاوِيَة الْأَغَر سمت بِهِ
…
جرثومة من طينها خلق النَّبِي
…
66 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَشْرَس أَبُو الْفَتْح اللّغَوِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أديب فَاضل، شَاعِر من أهل نيسابور، قدم بَغْدَاد، فَأخذ عَن أَصْحَاب الْفَارِسِي كعلي بن عِيسَى الربعِي، وَأبي الْحسن السمسمي.
وَقَالَ الْحَاكِم: كَانَ غزير الْحِفْظ، مَاتَ سنة إِحْدَى وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
…
كَأَنَّمَا الأغصان لما علا
…
فروعها قطر الندى ثرا
ولاحت الشَّمْس عَلَيْهِ ضحى
…
زبرجدٌ قد أثمرت دُّرَّا
…
67 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي خَيْثَمَة الْقَيْسِي الجياني أَبُو الْحسن
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ عَارِفًا بالنحو واللغة وَالْأَدب، فَقِيها جَلِيلًا مشاوراً حَافِظًا متفنناً، لَهُ خطّ بارع، جيدا فِي الْكتب ذَا بلاغة وفصاحة وَحسب وَفضل وَدين من أكمل النَّاس واكتبهم.
وَقَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ مبرزاً فِي عُلُوم اللِّسَان نَحوا ولغة وأدباً، مُتَقَدما فِي الْكِتَابَة والفصاحة، جَامعا فنوناً من الْفَضَائِل والمعارف.
أَخذ عَن أبي الْحسن بن الباذش، وَأبي عَليّ الغساني، وَكَانَ مَعَ معارفه الجمة وخصاله الحميدة عِنْده غَفلَة. روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن الضَّحَّاك وَابْنه عبد الْمُنعم.
وَألف شرح غَرِيب البُخَارِيّ.
مَاتَ بغرناطة لَيْلَة السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين من جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وَخَمْسمِائة.
68 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رضوَان بن أَرقم النميري الْوَادي آشي أَبُو خَالِد
قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ متضلعاً من الْعَرَبيَّة قارضاً للشعر، مشاركاً فِي الْفَرَائِض والأحساب، جم التَّحْصِيل، كثير الِاجْتِهَاد، صَدرا فِي أهل الْحساب والمعارف والمروءات، جميل الْخلق، مليح البزة. خرج عَن بَلَده فِي الْفِتْنَة فقطن سبتة، ولازم ابْن أبي الرّبيع وَأخذ عَنهُ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب، وكمل عَلَيْهِ كتاب سِيبَوَيْهٍ وَغَيره، وانتفع بِهِ كثيرا، وَرجع إِلَى الأندلس، فَأخذ عَن ابْن الزبير.
ولي الْقَضَاء على حَدَاثَة سنه وأقرأ بِبَلَدِهِ، مَاتَ قَاضِيا ببسطة فِي يَوْم الْخَمِيس الرَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة، سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة. وَكتب على قَبره من شعره:
…
أتيت إِلَى خالقي خاضعاً
…
وَمن خَدّه فِي الثرى يخضعُ
وَإِن كنت وافيته مجرماً
…
فإنيَ فِي عَفوه أطمع
وَكَيف أَخَاف ذنوباً مَضَت
…
وَأحمد فِي زلتي يشفع!
فأخلصْ دعاءك يَا زائري
…
لَعَلَّ الْإِلَه بِهِ ينفع
…
69 -
مُحَمَّد بن احْمَد بن مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الْمعَافِرِي الأندلسي الآشي النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ الفرضي الأديب أَبُو عبد الله
قَرَأَ الْقُرْآن على بعض أَصْحَاب ابْن هُذَيْل، ونظم قصيدة فِي الْقرَاءَات على مِثَال قصيدة الشاطبي، صرح فِيهَا بأسماء الْقُرَّاء.
ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَخَمْسمِائة.
70 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن أَيمن السَّعْدِيّ الغرناطي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بإقراء الْقرَاءَات والعربية والفرائض، أَخذ عَن ابْن الباذش وَغَيره، وأقرأ الْعَرَبيَّة بغرناطة، وَكَانَ من أهل الْفضل وَالدّين.
وَقَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ مُتَقَدما فِي إقراء الْقُرْآن، مبرزاً فِي الْعَرَبيَّة، فرضياً ماهراً أديباً فَاضلا.
مَاتَ سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة بطرِيق الْحجاز.
71 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن بطال الركبي اليمني الْمَشْهُور ببطال
قَالَ الجندي فِي تَارِيخ الْيمن: أتقن النَّحْو والقراءات واللغة وَالْفِقْه والْحَدِيث بِالْيمن. ثمَّ ارتحل إِلَى مَكَّة فازداد بهَا علما، لِأَنَّهُ لم يتْرك أحدا مِمَّن لَدَيْهِ فَضِيلَة إِلَّا أَخذ عَنهُ،
وَلزِمَ ابْن أبي الصَّيف الْفَقِيه اليمني، وَأَجَازَهُ، ثمَّ عَاد إِلَى بَلَده فقصده الطّلبَة، وَبنى مدرسة بِبَلَدِهِ ذِي يعمر، ووقف عَلَيْهَا كتبه وأرضه. وَكَانَ مَعَ كَمَاله فِي الْعلم ذَا عبَادَة وورع وزهد
صنف المستعذب فِي شرح غَرِيب الْمُهَذّب، وَأَرْبَعين فِي لفظ الْأَرْبَعين، وَأَرْبَعين فِي أذكار الْمسَاء والصباح، وَله أشعار حَسَنَة.
مَاتَ بِبَلَدِهِ سنة بضع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.
72 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الله بن سُمحان
بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْحَاء، جمال الدّين أَبُو بكر الوائلي الْبكْرِيّ الأندلسي الْمَعْرُوف بالشريشي الْمَالِكِي النَّحْوِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ: ولد بشريش سنة إِحْدَى وسِتمِائَة، وتفقه وبرع فِي الْمَذْهَب، وأتقن الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالتَّفْسِير، وتفنن فِي الْعُلُوم، وَطَاف الْبِلَاد، وَسمع الحَدِيث بِبَغْدَاد من الْقطيعِي وَابْن روزبة وَابْن اللتي وَابْن ياسمين بنت البيطار، وَخلق. وبدمشق من ابْن الشِّيرَازِيّ، وبإربل من الْفَخر الإربلي، وبحلب من ابْن يعِيش. وَجمع ودرس وَأفْتى، وعني بِالْحَدِيثِ، وَقَالَ الشّعْر، ودرس بالرباط الناصري والنورية وَغَيرهمَا، وَدخل مصر ودرس بالفاضلية، ثمَّ الْقُدس، ثمَّ عَاد إِلَى دمشق، وَطلب لقضائها فَامْتنعَ. تخرج بِهِ جمع، مِنْهُم وَلَده كَمَال الدّين، وروى عَنهُ وَلَده، وَابْن الْعَطَّار، وَابْن تَيْمِية، والمزي، والبرزالي، والذهبي، والقطب الْحلَبِي، وَابْن الخباز. ومدحه الْعلم السخاوي بقصيدة.
وَألف شرحاً جَلِيلًا لألفية ابْن معطٍ، وكتاباً فِي الِاشْتِقَاق.
وَكَانَ زاهداً ورعاً بارعاً، كَبِير الْقدر رفيع الذّكر.
مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ الرَّابِع وَالْعِشْرين من رَجَب سنة خمس وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بِدِمَشْق.
وَمن شعره:
…
الْجد يدْرك مَا لَا يدْرك الطّلب
…
وَالْجد من غير جد كُله تعبُ
وكل شَيْء فبالأقدار موقعه
…
مَا للأمور سوى أقدارها سَبَب
إِن الْأُمُور إِذا مَا الله يسرها
…
أتتك من حَيْثُ لَا ترجو وَتحْتَسب
وكل مَا لم يقدره الْإِلَه فَمَا
…
يُفِيد حرص الْفَتى فِيهِ وَلَا النصب
ثق بالإله وَلَا تركن إِلَى أحدٍ
…
فَالله أكْرم من يُرْجَى ويُرتقبُ
…
73 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن غَالب الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
يعرف بالسراط. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مقرئاً مُحدثا، نحوياً أديباً ضابطاً من أهل الْفضل وَالدّين، أستاذاً ورعاً، روى عَن أبي الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن غَالب السراط، وَعنهُ أَبُو الْقَاسِم بن الطيلسان.
مَاتَ فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من الْمحرم سنة سِتّ عشرَة وسِتمِائَة.
74 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن فرج بن شقرال اللَّخْمِيّ الشرفي الأَصْل أَبُو عبد الله
يعرف بالطرسوني. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ قيمًا على النَّحْو والقراءات واللغة مجِّداً فِي ذَلِك، محكماً لما يَأْخُذ فِيهِ مِنْهُ، مشاركا فِي الْأَصْلَيْنِ والمنطق، بارع الْخط والظرف والفكاهة. وَله شعر.
أَخذ الْقِرَاءَة عَن أبي الْحسن بن أبي الْعَيْش، وَبِه تفقه، وَقَرَأَ على ابْن الزبير وَغَيره.
وَكَانَ حسن التذهيب والتجليد حظي عِنْد الْوَزير المحروق ورتب لَهُ مَعْلُوما، وَجعله نَاظرا لخزانة الْكتب السُّلْطَانِيَّة، ثمَّ وَقع بَينهمَا، فاعتقله ثمَّ أخرجه إِلَى إفريقية، فَلَمَّا مَاتَ الْوَزير رَجَعَ إِلَى الأندلس، فَمَاتَ بِالطَّرِيقِ ببونة عَام ثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة.
75 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أبي بكر بن مَرْزُوق أَبُو عبد الله التلمساني العجيسي الْمَالِكِي الْعَلامَة
ولد سنة إِحْدَى عشرَة وَسَبْعمائة، وَتقدم فِي بِلَاده، وتمهر فِي الْعَرَبيَّة وَالْأُصُول وَالْأَدب.
وَسمع من مَنْصُور المشدالي وَإِبْرَاهِيم بن عبد الرفيع، ورحل إِلَى الْمشرق فِي كنف وحشمة، وَسمع بِمَكَّة من عِيسَى الحجي، وبمصر من أبي حَيَّان وَأبي الْفَتْح الْيَعْمرِي والجلال الْقزْوِينِي، والبدر الفارقي، والتقى السُّبْكِيّ، والقطب الْحلَبِي، وَابْن عَدْلَانِ، وَابْن القماح، وَابْن غالي الدمياطي، والتاج التبريزي، والأصفهاني، والبرهان الحكري، والسفاقسي، والبرهان بن الفركاح، وخلائق. واعتنى بذلك، فبلغت شُيُوخه ألفي شيخ. وَكتب خطا حسنا وَشرح الشفا والعمدة.
قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: وَكَانَ مليح الترسل، حسن اللِّقَاء، كثير التودد، ممزوج الدعابة بالوقار، والفكاهة بالتنسك، غاص الْمنزل بالطلبة، مشاركاً فِي الْفُنُون.
ثمَّ رَجَعَ إِلَى الأندلس، فَأقبل عَلَيْهِ سُلْطَان الأندلس إقبالاً عَظِيما، وقلده الخطابة، ثمَّ وَقعت لَهُ كائنة بِسَبَب قَتِيل اتهمَ بمصاحبته، فانتهبت أَمْوَاله، وأقطعت رباعه، واصطفيت أم أَوْلَاده، وَتَمَادَى بِهِ الاعتقال إِلَى أَن وجد الفرصة فَركب الْبَحْر إِلَى الْمشرق، وتقدمه أَهله وَأَوْلَاده. قَالَ ابْن حجر: فوصل إِلَى تونس،
فَأكْرم إِكْرَاما عَظِيما، وفوضت إِلَيْهِ الخطابة بِجَامِع السُّلْطَان وتدريس أَكثر الْمدَارِس، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة، فَأكْرمه الْأَشْرَف شعْبَان، ودرس بالشيخونية والصرغتمشية والنجمية، وَكَانَ حسن الشكل جليل الْقدر.
مَاتَ فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة.
أجَاز للجمال ابْن ظهيرة وَذكره فِي مُعْجَمه، وَمن شعره:
…
أنظر إِلَى النوار فِي أغصانه
…
يَحْكِي النُّجُوم إِذا تبدت فِي الحلك
حَيا أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقَالَ قد
…
عميت بَصِيرَة من بغيرك مثلك
يَا يوسفاً حزت الْجمال بأسره
…
فمحاسن الْأَيَّام تومئ: هيت لَك
أَنْت الَّذِي صعدت بِهِ أَوْصَافه
…
فَيُقَال فِيهِ: أذا مليك أَو ملك!
…
76 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد أَبُو سعيد العميدي
قَالَ ياقوت: نحوي لغَوِيّ، أديب، مُصَنف. سكن مصر وَتَوَلَّى ديوَان التَّرْتِيب، وعزل عَنهُ، ثمَّ ولي ديوَان الْإِنْشَاء، وصنف تَنْقِيح البلاغة، الْعرُوض، القوافي، وَغير ذَلِك.
مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة خَامِس جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.
77 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَرْوَان بن سُبْرَة أَبُو مسْهر النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: لَهُ جَامع فِي النَّحْو، والمختصر، وأخبار أبي عُيَيْنَة.
78 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مَنْصُور أَبُو بكر بن الْخياط النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أَصله من سَمَرْقَنْد، وَقدم بَغْدَاد، وَكَانَ يخلط نَحْو الْبَصرِيين بالكوفيين، وناظر الزّجاج. أَخذ عَنهُ الزجاجي والفارسي.
وَكَانَ حميد الْأَخْلَاق، طيب الْعشْرَة. صنف مَعَاني الْقُرْآن، النَّحْو الْكَبِير، الْمقنع فِي النَّحْو، والموجز فِيهِ.
مَاتَ سنة عشْرين وثلاثمائة.
79 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن وَهبة الله بن تغلب الفِزاري
بِكَسْر الْفَاء ثمَّ زَاي سَاكِنة ثمَّ رَاء، أَبُو عبد الله الضَّرِير النَّحْوِيّ يعرف بالبهجة. قدم بَغْدَاد، وَقَرَأَ الْقُرْآن والنحو وَالْأَدب على أَحْمد بن الخشاب، وَصَحبه وَسمع أَبَا الْفضل ابْن نَاصِر وَابْن الشهرزوري وَابْن الْحصين، وَكَانَ عَالما بالنحو والقراءات، كيِّساً وقوراً، انْقَطع فِي بَيته وقصده النَّاس للْقِرَاءَة.
مَاتَ سنة ثَلَاث وسِتمِائَة، قَالَه الصَّفَدِي.
80 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن هِشَام بن إِبْرَاهِيم بن خلف اللَّخْمِيّ النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ السبتي.
كَذَا ذكره التجِيبِي فِي رحلته، وَقَالَ: لَهُ الْمدْخل إِلَى تَقْوِيم اللِّسَان، وَتَعْلِيم الْبَيَان.
وَقَالَ ابْن الْأَبَّار: يكنى أَبَا عبد الله، أدَّب بِالْعَرَبِيَّةِ، وَكَانَ قَائِما عَلَيْهَا وعَلى اللُّغَات والآداب مَعَ حَظّ من النّظم ضَعِيف.
وَله تآليف مفيدة استعملها النَّاس؛ مِنْهَا كتاب الْفُصُول، والمجمل فِي شرح أَبْيَات الْجمل، ونكت على شرح أَبْيَات سِيبَوَيْهٍ للأعلم، ولحن الْعَامَّة، وَشرح الفصيح، وَشرح مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد.
روى عَنهُ أَبُو عبد الله بن الْغَار تآليفه. وَكَانَ حَيا سنة سبع وَخمسين وَخَمْسمِائة.
قَالَ ابْن دحْيَة فِي المطرب من أشعار أهل الْمغرب: قَالَ اللغويون: الْخَال يَأْتِي على اثْنَي عشر معنى: الْخَال أَخُو الْأُم، الْخَال مَوضِع، وَالْخَال من الزَّمَان الْمَاضِي، وَالْخَال اللِّوَاء، وَالْخَال الْخُيَلَاء، وَالْخَال الشامة، والخالي العزب - وَيُقَال الْمُنْفَرد - والخالي قَاطع الْخَلَاء، وَالْخَال الجبان، وَالْخَال ضرب من البرود، وَالْخَال السَّحَاب، وَسيف خالٍ أَي قَاطع. وَقد نظم ذَلِك الْفَقِيه الْأُسْتَاذ النَّحْوِيّ الْكَبِير أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن هِشَام اللَّخْمِيّ السبتي فَقَالَ:
…
أقوم لخالي وَهُوَ يَوْمًا بِذِي خالِ
…
تروح وتغدو فِي برودٍ من الخالِ
أما ظَفرت كفّاك فِي الْعَصْر الْخَالِي
…
بربة خالٍ لَا يزن بهَا الْخَالِي
تمر كمر الْخَال يرتج ردفها
…
إِلَى منزلٍ بالخال خلوٍ من الخالِ
أَقَامَت لأهل الْخَال خالاً فكلهم
…
يؤم إِلَيْهَا من صحيحٍ وَمن خالِ
…
81 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن يَرْبُوع الجياني أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: كَانَ مقرئاً لِلْقُرْآنِ والعربية وَالْأَدب، كَاتبا شَاعِرًا. أَخذ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب عَن أبي الْقَاسِم بن دحمان، وَأبي زيد السُّهيْلي. وروى عَنْهُمَا، وَعَن ابْن خروف وَغَيرهم مِمَّن ضمنه برنامجه.
وروى عَنهُ عبد الله بن أَيُّوب الجياني، وَمُحَمّد بن إِبْرَاهِيم بن القرشية.
وَألف فِي الْآدَاب، وَسكن آخر عمره قيجاطة، وَكَانَ حَيا سنة سبع وسِتمِائَة.
82 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن يُونُس الْفَسَوِي أَبُو عبد الله
يعرف بخاطف. صَاحب أبي بكر بن السراج. روى عَن ابْن دُرَيْد وَغَيره. قَالَه ياقوت.
83 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله الطوَال النَّحْوِيّ
من أهل الْكُوفَة. أحد أَصْحَاب الْكسَائي. حدث عَن الْأَصْمَعِي، وَقدم بَغْدَاد وَسمع مِنْهُ أَبُو عَمْرو الدوري الْمُقْرِئ.
قَالَ ثَعْلَب: وَكَانَ حاذقاً بإلقاء الْعَرَبيَّة. مَاتَ سنة مِائَتَيْنِ وَثَلَاث وَأَرْبَعين.
84 -
مُحَمَّد بن أَحْمد المعمري أَبُو الْعَبَّاس النَّحْوِيّ
قَالَ ياقوت: أحد شُيُوخ النُّحَاة ومشهوريهم. صحب الزَّجَّاج وَأخذ عَنهُ. وَله شعر متوسط؛ وَكَانَ شَدِيد الْحبّ لشرب النَّبِيذ، وَأكْثر مقَامه فِي بِالْبَصْرَةِ. وَبهَا توفّي بَين الْخمسين والثلثمائة.
ورثاه أَبُو الْحسن بن بشر الْآمِدِيّ بقوله:
…
يَا عين أذري الدُّمُوع وانسكبي
…
أصبح ترب الْعُلُوم فِي الترب
لقِيت بالمعمري يَوْم ثوى
…
أول رزءٍ بآخر الْأَدَب
كَانَ على أعجمي نسبتهِ
…
فَضِيلَة من فَضَائِل الْعَرَب
…
85 -
مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الريحان الْخَوَارِزْمِيّ البيروني
وَمَعْنَاهَا بِالْفَارِسِيَّةِ البراني، لِأَن مقَامه بخوارزم كَانَ قَلِيلا، وهم يسمون الْغَرِيب بِهَذَا الِاسْم فَلَمَّا طَالَتْ غربته عَنْهُم صَار غَرِيبا.
قَالَ ياقوت: كَانَ لغوياً أديباً، لَهُ فِي الرياضيات والنجوم الْيَد الطُّولى، وَلما صنف القانون المَسْعُودِيّ أجَازه السُّلْطَان بِحمْل فيل فضَّة، فَرده بعد الِاسْتِغْنَاء عَنهُ. وَكَانَ جليل الْمِقْدَار، خصيصاً عِنْد الْمُلُوك، مكباً على تَحْصِيل الْعُلُوم، منصباً على التصنيف، لَا يكَاد يُفَارق يَده الْقَلَم، وعينه النّظر، وَقَلبه الْفِكر.
دخل عَلَيْهِ بعض أَصْحَابه، وَهُوَ يجود بِنَفسِهِ، فَقَالَ لَهُ فِي تِلْكَ الْحَال: كَيفَ قلت لي يَوْمًا حِسَاب الْجدَّات الْفَاسِدَة؟ فَقَالَ: أَفِي هَذِه الْحَال {قَالَ: يَا هَذَا، أودع الدُّنْيَا وَأَنا عَالم بهَا، أَلَيْسَ خيرا من أَن أخليها وَأَنا جَاهِل بهَا} قَالَ: فَذَكرتهَا لَهُ، وَخرجت فَسمِعت الصريخَ عَلَيْهِ وَأَنا فِي الطَّرِيق.
وَله من التصانيف الأدبية: شرح شعر أبي تَمام، لم يتم، التعلل بإجالة الْوَهم فِي مَعَاني نظم أولى الْفضل، المسامرة فِي أَخْبَار خوارزم، مُخْتَار الْأَشْعَار والْآثَار.
قَالَ ياقوت: وَأما تصانيفه فِي النُّجُوم والهيئة والمنطق وَالْحكمَة فَإِنَّهَا تفوت الْحصْر، وَرَأَيْت فهرستها فِي وقف الْجَامِع بمرو، فِي سِتِّينَ ورقة بِخَط مكتنف.
كَانَ حَيا بغزنة سنة ثِنْتَيْنِ وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.
وَمن شعره:
…
فَلَا يغررك مني لين مسٍ
…
ترَاهُ فِي دروسٍ واقتباس
فَإِنِّي أسرعُ الثَّقلينِ طراً
…
إِلَى خوض الردى فِي وَقت باسِ
…
86 -
مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو الندى الغندجاني
قَالَ ياقوت: وَاسع الْعلم، رَاجِح الْمعرفَة باللغة وأخبار الْعَرَب وَأَشْعَارهَا، وَمَا عرفت لَهُ شَيخا ينْسب إِلَيْهِ، وَلَا تلميذاً يعول عَلَيْهِ غير الْحسن بن أَحْمد الْأَعرَابِي الْمَعْرُوف بالأسود؛ فَإِن رِوَايَته فِي كتبه كلهَا عَن أبي الندى هَذَا.
قَالَ: وَأَنا أرى أَن هَذَا الرجل خرج من الْبَادِيَة، واقتبس علومه من الْعَرَب الَّذين سكنوا الخيم؛ وَفِي آثَار تروى عَنهُ مَا يدل على ذَلِك.
87 -
مُحَمَّد بن أَحْمد بن مكي النشابي صدر الدّين الْحَنَفِيّ
ولد سنة تسع عشرَة وَسَبْعمائة، وبرع فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والنحو، وشارك فِي الحَدِيث. وَكَانَ ذكياً ملازماً للاشتغال، ديِّناً.
توفّي بِالْقَاهِرَةِ يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشر جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بَعْدَمَا أفتى وَأفَاد.
88 -
مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو جَعْفَر الْجِرْجَانِيّ
كَانَ أديباً فَاضلا، نحوياً شَاعِرًا؛ وَكَانَ يسْتَعْمل اللُّغَة والغريب فِي شعره، فَيَأْتِي بنشيد غير لذيذ فِي السماع. ومدح الْعَزِيز بِاللَّه العبيدي.
وَمَات يَوْم السبت سادس عشر شعْبَان سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وثلاثمائة، وَصلى عَلَيْهِ القَاضِي مَالك بن سعيد الفارقي.
ذكرهمَا المقريزي فِي المقفى.
89 -
مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن أَسْبَاط الْكِنْدِيّ أَبُو النَّضر الْمصْرِيّ النَّحْوِيّ
قَالَ الزبيدِيّ: أَخذ عَن الزّجاج، وَله كتاب فِي النَّحْو سَمَّاهُ الْعُيُون والنكت.
وَقَالَ ياقوت: نزل أنطاكية، ثمَّ صَار إِلَى مصر، وَكَانَ شيخ أهل الْأَدَب، وَله تقدم فِي الْمنطق وعلوم الْأَوَائِل، وَله المغنى فِي النَّحْو، والموقظ، والتلقين.
90 -
مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن يحيى الوشاء
مرَّ فِي مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِسْحَاق
91 -
مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مطرف الْبَصْرِيّ أَبُو عبد الله الإستجي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو واللغة وَالشعر وَالْعرُوض، شَاعِرًا. سمع من مُحَمَّد بن عَمْرو بن لبَابَة، وَعبيد الله بن يحيى، روى عَنهُ إِسْمَاعِيل.
وَمَات لليلتين خلتا من شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وثلاثمائة.
92 -
مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُنْذر بن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد ابْن السَّلِيم بن أبي عِكْرِمَة
الدَّاخِل إِلَى الأندلس، قَاضِي الْجَمَاعَة بقرطبة أَبُو بكر. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للفقه، بَصيرًا بالاختلاف، عَالما بِالْحَدِيثِ، ضابطاً متصرفاً فِي علم النَّحْو واللغة، حسن الخطابة والبلاغة، لين الْكَلِمَة متواضعاً.
93 -
مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْخَوَارِزْمِيّ، شمس الدّين الْحَنَفِيّ
نزيل مَكَّة. قَالَ الفاسي: كَانَ ذَا فضل فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها وَغير ذَلِك، كثيرالتصدي للاشتغال والإفادة وَالنَّظَر؛ وَأَظنهُ أَخذ الْعَرَبيَّة عَن صهره إِمَام الْحَنَفِيَّة شمس الدّين المعيد، وناب عَنهُ فِي الْإِمَامَة بِمَكَّة سِنِين، وَدخل الْهِنْد، وَعَاد لمَكَّة، وَجمع شَيْئا فِي فضائلها وفضائل الْكَعْبَة، وَفِيه دين وَخير، وَسُكُون وانجماع عَن النَّاس.
مَاتَ بهَا فِي يَوْم الْخَمِيس سلخ ربيع الأول سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَهُوَ فِي سنّ السِّتين ظنَّاً.
94 -
مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الْحسن بن صُهَيْب بن خَمِيس شمس الدّين البابي ثمَّ الْحلَبِي النَّحْوِيّ
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: قَرَأَ على الْعَلَاء البابي، والزين الباريني، وبرع فِي النَّحْو والفرائض، وشارك فِي الْفُنُون، وشغل الطّلبَة، وَأفْتى ودرس، وَكَانَ ديِّنا عفيفاً، وليَ قَضَاء مَلَطْيَة، وَعَاد إِلَى حلب، فعُدم فِي كائنة تمرلنك سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة.
95 -
مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال أَبُو جَعْفَر الميكالي قَالَ ياقوت: كَانَ لغوياً أديباً شَاعِرًا فَقِيها، تفقه على قَاضِي الْحَرَمَيْنِ أبي الْحُسَيْن، وَعقد لَهُ مجْلِس الْإِمْلَاء سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وثلثمائة، سمع مِنْهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم.
وَمَات فِي صفر سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.
96 -
مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن الفضيل الفضيلي الْهَرَوِيّ:
كَانَ عَالما باللغة. سمع أَبَاهُ وَأَبا الْحسن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الدَّاودِيّ وَغَيرهمَا، روى عَنهُ النَّاس، وَولي الْأَوْقَاف فَلم تحمد سيرته.
مَاتَ سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة. نقلته من خطِّ الشَّيْخ تَاج الدّين أَحْمد بن عبد الْقَادِر بن مَكْتُوم النَّحْوِيّ.
97 -
مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالحكيم الْقُرْطُبِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ الْغَايَة فِي علم الْعَرَبيَّة والحساب والمنطق، دَقِيق النّظر، لطيف الاستخراج، وَلم يكن أحدٌ من أهل زَمَانه يتقدمه فِي علمه وَنَظره.
وَقَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بالنحو والحساب، دَقِيق النّظر، مثيراً للمعاني، مولداً للأبحاث. سمع مُحَمَّد بن وضاح، وَعُثْمَان بن عبد السَّلَام الْخُشَنِي، وأدب الْمُسْتَنْصر بِاللَّه.
وَمَات لعشرٍ خلون من ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثلثمائة عَن ثَمَانِينَ سنة.
98 -
مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَبُو عبد الله، يعرف بحمدون النَّحْوِيّ
ويلقب بالنعجة، قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ مقدما بعد الْمهرِي فِي اللُّغَة والنحو، وَكَانَ يُقَال: إِنَّه أعلم بالنحو خَاصَّة من الْمهرِي، لِأَنَّهُ كَانَ يحفظ كتاب سِيبَوَيْهٍ. وَله كتب فِي النَّحْو، وأوضاح فِي اللُّغَة. وَكَانَ فِي الْعَرَبيَّة والغريب والنحو الْغَايَة الَّتِي لَا بعْدهَا.
توفّي بعد الْمِائَتَيْنِ.
99 -
مُحَمَّد بن أبي الْأسود البلشي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للغة، بَصيرًا بِالْعَرَبِيَّةِ، مُتَقَدما فِيهَا. سمع من مُحَمَّد ابْن فطيس وَغَيره، وروى بقرطبة كتب الْمشَاهد وَكتب ابْن قُتَيْبَة، وَكَانَ يَصُوم الدَّهْر.
وَمَات سنة ثَلَاث - أَو أَربع - وَأَرْبَعين وثلثمائة.
100 -
مُحَمَّد بن أصبغ بن لَبِيب الإستجي أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متفنناً فِي الْعُلُوم، بَصيرًا بالنحو واللغة والغريب والحساب والفرائض ومعاني الشّعْر. وَكَانَ شَاعِرًا، وَيتَكَلَّم فِي الْعلم الْبَاطِن.
سمع مُحَمَّد بن عمر بن لبَابَة، وَمُحَمّد بن عبد الْملك بن أَيمن. وبمكة من أبي سعيد ابْن الْأَعرَابِي. وَلزِمَ الزّهْد وَالْعِبَادَة.
مَاتَ سنة ثَمَان وَعشْرين وثلاثمائة.
101 -
مُحَمَّد بن أصبغ بن مُحَمَّد بن يُوسُف بن نَاضِح بن عَطاء
مولى الْوَلِيد بن عبد الْملك الْخَلِيفَة الْقُرْطُبِيّ. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما بِالْحَدِيثِ، حَافِظًا للرأي، بَصيرًا بالنحو والغريب، بليغاً، متفنناً فِي ضروب من الْعلم، حسن الْخط، ضابطاً.
وروى عَن ابْن وضاح، والخشني، ومطرف بن قيس، وَغَيرهم.
ولد لَيْلَة الْأَرْبَعَاء رَابِع ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة سِتّ وثلثمائة.
حدث عَنهُ أَخُوهُ قَاسم بن أصبغ الْآتِي.
102 -
مُحَمَّد بن أغلب بن أبي الدوس أَبُو بكر المرسي
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي أديب، أَخذ عَن الأعلم وتأدب بِهِ، ولازمه، وَسكن تلمسان، وأقرأ بهَا الْعَرَبيَّة وَالْأَدب إِلَى أَن مَاتَ بهَا، وَألف وَقيد، وروى عَنهُ أَبُو بكر بن معَاذ اللَّخْمِيّ، وَأَبُو الْعَبَّاس بن الصَّقْر.
103 -
مُحَمَّد بن أَفْلح البجاني
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ بَصيرًا بالنحو، حَافِظًا للفقه، جيد الضَّبْط، حسن الْخط، أديباً حَلِيمًا، وافر الْمُرُوءَة.
سمع من أبي عَليّ الْبَغْدَادِيّ وَابْن الْقُوطِيَّة.
مَاتَ رَابِع ذِي الْحجَّة سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة، وَله ثَمَان وَأَرْبَعُونَ سنة.
104 -
مُحَمَّد بن أُميَّة الجياني أَبُو عبد الله
قَالَ ابْن الزبير: أستاذ نحوي، أديب فَرضِي. روى عَنهُ أَبُو الْحسن بن رَشِيق وَأَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن بن الزبير.
مَاتَ فِي حُدُود سِتّمائَة.
وَمن شعره:
…
أَي عذرٍ يكون لي أَي عذرٍ
…
لِابْنِ سبعين مولعٍ بالصبابة!
وَهُوَ مَاء لم تبْق مِنْهُ اللَّيَالِي
…
فِي إِنَاء الْحَيَاة ألاّ صُبابه
…
105 -
مُحَمَّد بن أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن حجاج الْقُرْطُبِيّ
يعرف بالبك. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ عَالما باللغة، حَافِظًا لَهَا، بَصيرًا بالنحو وَالشعر. روى عَن أَحْمد بن خَالِد، وَأحمد بن بشر الأغبش، وقاسم بن أصبغ.
وَكَانَ حسن الْخط، ضابطاً. وليَ الْقَضَاء بتدمير.
106 -
مُحَمَّد بن أَيُّوب بن مُحَمَّد بن وهب بن نوح أَبُو عبد الله الغافقي الأندلسي البلنسي النَّحْوِيّ
كَانَ من الراسخين فِي الْعلم، بارعاً فِي الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والإفتاء. قَالَ ابْن الزبير: أستاذ أوحد، عَالم جليل، فَقِيه بلنسية، متقدمها فِي وقته، وزعيم مقرئيها ومشاوريها؛ من جلة شُيُوخ علمائها، ومجلسه مجْلِس فنون من الْعَرَبيَّة وَالْفِقْه والآداب وَغير ذَلِك؛ مَعَ جلالة وَحسن سمتٍ ووقار، وسكينة وَسنة وَفضل أَخذ الْقرَاءَات عَن أبي هُذَيْل، وروى عَنهُ. وَعَن أبي الْحسن بن النِّعْمَة، وَأبي عبد الله ابْن سَعَادَة، وَغَيرهم. وروى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس بن فرتون وَأَبُو عمر بن حوط الله؛ وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ.
وَكَانَ يعْقد الوثائق، وَلم يخرج عَن بَلَده إِلَى أَن مَاتَ فِي شَوَّال سنة ثَمَانِيَة وسِتمِائَة. ومولده سنة ثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.
قلت: أَخذ عَنهُ النَّحْو اللورقي.
107 -
مُحَمَّد بن بَحر الْأَصْفَهَانِي الْكَاتِب أَبُو مُسلم
كَانَ نحوياً كَاتبا بليغاً، مترسلاً جدلاً، متكلماً معتزلياً، عَالما بالتفسير وَغَيره من صنوف الْعلم، وَصَارَ عَالم أَصْبَهَان وَفَارِس.
لَهُ جَامع التَّأْوِيل لمحكم التَّنْزِيل، أَرْبَعَة عشرَة مجلداً، على مَذْهَب الْمُعْتَزلَة، والناسخ والمنسوخ، وَكتاب فِي النَّحْو وجامع رسائله.
مولده سنة أَربع وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلثمائة.
وَمن شعره:
…
وَقد كنت أَرْجُو أَنه حِين يلتحي
…
يفرج عني أَو يجدد لي صبرا
فَلَمَّا التحى واسودّ عَارض وَجهه
…
تحول لي الْبلوى بِوَاحِدَة عشرا
…
108 -
مُحَمَّد بن بَرَكَات بن هِلَال بن عبد الْوَاحِد السعيدي النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله
قَالَ ياقوت: عالي الْمحل فِي النَّحْو واللغة وَالْأَدب، أحد فضلاء المصريين، وأعيانهم المبرزين. أَخذ النَّحْو وَالْأَدب عَن ابْن بابشاذ فأتقنه، وَله معرفَة بالأخبار والأشعار وتصانيف فِي النَّحْو وَغَيره.
وَله النَّاسِخ والمنسوخ؛ سَمَّاهُ الإيجاز فِي معرفَة مَا فِي الْقُرْآن من مَنْسُوخ وناسخ، أَلفه للأفضل بن أَمِير الجيوش، وخطط مصر.
وروى عَن كَرِيمَة المروزية. وَكَانَ منحطاً فِي الشّعْر؛ وَلَيْسَ لَهُ أحسن من هذَيْن الْبَيْتَيْنِ:
.. يَا عنق الإبريق من فضةٍ
…
وَيَا قوام الْغُصْن الرطبِ
هَبْكَ تجافيت وأقصيتَني
…
تَقدر أَن تخرج من قلبِي!
…
بَقِي بيتان وهما:
…
وَهَبْكَ صمَّمْتَ على هجرتي
…
رضيت أَن أتلفَ فِي الْحبّ
وَالله لَو عذّبتَني جاهدا
…
مَا قلت من حبي إِذا حَسبي
…
ولد سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات فِي ربيع الآخر سنة عشْرين وَخَمْسمِائة.
وَقَالَ الْمُنْذِرِيّ فِي تَارِيخه: روى عَن عبد الْبَاقِي بن فَارس الْمُقْرِئ، وَأبي الْقَاسِم سعد بن عَليّ الزّنجاني، وَالْقَاضِي أبي عبد الله مُحَمَّد بن سَلامَة الْقُضَاعِي، وَأبي الْحسن عَليّ بن مندة القمي اللّغَوِيّ، وَأبي عبد الله مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالزكي النَّحْوِيّ، والْعَلَاء بن أبي الْفَتْح عُثْمَان بن جني، وَأبي الْحسن طَاهِر بن بابشاذ وَغَيرهم. روى عَنهُ السلَفِي، وَأَبُو الْقَاسِم البوصيري.
سَمِعت أَبَا الميمون عبد الْوَهَّاب بن أبي الْفضل الْمَالِكِي يَقُول: سَمِعت السعيد أَبَا المكارم هبة الله بن صَدَقَة الْمَعْرُوف بِابْن أبي الرداد، يَقُول: وقف ابْن بَرَكَات النَّحْوِيّ للأفضل شاهنشاه أَمِير الجيوش وَهُوَ رَاكب فِي الطَّرِيق فأنشده:
…
يَا رحمةَ الله الَّتِي
…
واسعها لم يضق
لم يبقَ إِلَّا رَمَقي
…
فَاسْتَبق مني رمقي
تسعون عَاما فنيتْ
…
بِخَمْسَة فِي نسقِِ
وَعَن قليلٍ لَا أرى
…
كأنني لم أخلقِِ
…
قَالَ: فَسَأَلَ الْأَفْضَل عَنهُ، فَقيل لَهُ: هَذَا بَحر الْعلم، ابْن بَرَكَات النَّحْوِيّ. فَقَالَ لَهُ الْأَفْضَل: أَنْت شيخ مَعْرُوف، وفضلك مَوْصُوف؛ وَقد حملنَا عَنْك الْوُقُوف. وَأمر لَهُ بِشَيْء.
وَقَالَ السلَفِي: سَمِعت الشَّيْخ أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن بَرَكَات بن هِلَال السعيدي اللّغَوِيّ يَقُول: كنت سَمِعت قَول عَليّ بن الجهم:
…
على أعجازها قَرْمٌ إِذا مَا
…
عناه القَوْل أوجز فِي تَمام
…
فاستحسنته، وظننت أَنه مَا قيل فِي الإيجاز أحسن مِنْهُ، وَلم أزل أبحث عَنهُ خمسين سنة، حَتَّى قلت مَا هُوَ أحسن مِنْهُ:
…
لَسِنٌ عليمٌ بِالْخِطَابِ وفصْلِهِ
…
كثرت على إيجازه غرَّاؤه
فكأنّ روضاً ناضراً مَا خطّه
…
والشكل نورٌ فتَّحتْه سمائرهُ
…
109 -
مُحَمَّد بن أبي بكر بن عَليّ بن يُوسُف
الذورِيّ الأَصْل الْمَكِّيّ المولد وَالدَّار، نحوي مَكَّة الإِمَام البارع نجم الدّين الْمَعْرُوف بالمرجاني.
ولد فِي سنة سِتِّينَ وَسَبْعمائة بِمَكَّة، وَسمع بهَا على قَاضِي الديار المصرية عز الدّين ابْن جمَاعَة جانباً من منسكه الْكَبِير، وَسمع على غَيره الْكثير، وَمهر فِي الْعَرَبيَّة ومتعلقاتها، وَله معرفَة بالأدب، ونظم ونثر، وَمن نظمه قصيدة مفيدة، سَمَّاهَا: مساعد الطلاب، فِي الْكَشْف عَن قَوَاعِد الْإِعْرَاب؛ ضمنهَا مَا ذكره الإِمَام جمال الدّين بن هِشَام فِي تأليفه مغنى اللبيب، وقواعد الْإِعْرَاب فِي مَعَاني الْحُرُوف وَمَا لغيره فِي الْمَعْنى، وَله عَلَيْهَا شرح.
وَقد أَخذ الْعَرَبيَّة عَن جمَاعَة مِنْهُم نحوي مَكَّة الشَّيْخ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْمُعْطِي الْمَالِكِي؛ وَأخذ الْفِقْه والأصلين عَن الشَّيْخ جمال الدّين الأسيوطي، وَله عناية بالفقه، وَجمع شَيْئا فِي طَبَقَات الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة ونظم شَيْئا فِي دِمَاء الْحَج.
توفّي يَوْم السبت خَامِس شهر رَجَب سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة.
لخصت هَذِه التَّرْجَمَة من تَارِيخ مَكَّة لِلْحَافِظِ تَقِيّ الدّين الْفَارِسِي.