الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكَانَ ثِقَة متقنا يَسْتَغْنِي بشهرته عَن نعْمَته، وَكَانَ ضيق النَّفَقَة مقترا على نَفسه، وَكَانَ بَينه وَبَين الْمبرد منافرات، فَقيل لَهُ: قد هجاك الْمبرد، فَقَالَ: بِمَاذَا؟ فَقيل: بقوله:
(أقسم بالمبتسم العذب
…
ومشتكى الصب إِلَى الصب)
(لَو أَخذ النَّحْو عَن الرب
…
مَا زَاده إِلَّا عمى الْقلب)
فَقَالَ: أَنْشدني من أنْشدهُ أَبُو عمر بن الْعَلَاء:
(يَشْتمنِي عبد بني مسمع
…
فصنت عَنهُ النَّفس والعرضا)
(وَلم أجبه لاحتقاري بِهِ
…
من ذَا يعَض الْكَلْب إِن عضا {)
وَقَالَ أَبُو بكر بن مُجَاهِد: قَالَ لي ثَعْلَب: يَا أَبَا بكر، اشْتغل أَصْحَاب الْقُرْآن بِالْقُرْآنِ ففازوا، وَأَصْحَاب الحَدِيث بِالْحَدِيثِ ففازوا، وَأَصْحَاب الْفِقْه بالفقه ففازوا، فاشتغلت أَنا بزيد وَعَمْرو، فليت شعري مَاذَا يكون حَالي} فَانْصَرَفت من عِنْده فَرَأَيْت النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -
تِلْكَ اللَّيْلَة فَقَالَ لي: أَقْْرِئ أَبَا الْعَبَّاس مني السَّلَام، وَقل لَهُ: أَنْت صَاحب الْعلم المستطيل.
قَالَ لي أَبُو عمر الزَّاهِد: سُئِلَ ثَعْلَب عَن شَيْء فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقيل لَهُ: أَتَقول: لَا أَدْرِي، وَإِلَيْك تضرب اكباد الْإِبِل من كل بلد! فَقَالَ: لَو كَانَ لأمك بِعَدَد مَا لَا أَدْرِي
بعر، لاستغنت.
صنف: المصون فِي النَّحْو، اخْتِلَاف النَّحْوِيين، مَعَاني الْقُرْآن، مَعَاني الشّعْر، الْقرَاءَات، التصغير، الْوَقْف والابتداء، الهجاء، الأمالي، غَرِيب الْقُرْآن، الفصيح - وَقيل هُوَ لِلْحسنِ ابْن دَاوُد الرقي، وَقيل: ليعقوب ابْن السّكيت - وَله أَشْيَاء أخر.
وَثقل سَمعه بِأخرَة، ثمَّ صم، فَانْصَرف يَوْم الْجُمُعَة من الْجَامِع بعد الْعَصْر وَإِذا بدواب من وَرَائه، فَلم يسمع صَوت حافرها، فصدمته فَسقط على رَأسه فِي هوة من الطَّرِيق، فَلم يقدر على الْقيام، فَحمل إِلَى منزله.
وَمَات مِنْهُ ليَوْم السبت لعشر خلون - وَقيل لثلاث عشرَة بقيت - من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَخلف كتبا تَسَاوِي جملَة وَألْفي دِينَار وواحدا وَعشْرين ألف دِرْهَم، ودكاكين تَسَاوِي ثَلَاثَة آلَاف دِينَار، فَرد مَاله على ابْنَته.
ورثاه بَعضهم بقوله:
(مَاتَ ابْن يحيى فَمَاتَتْ دولة الْأَدَب
…
وَمَات أَحْمد أنحى الْعَجم وَالْعرب)
(فَإِن تولى أَبُو الْعَبَّاس مفتقدا
…
فَلم يمت ذكره فِي النَّاس والكتب)
وَذكره الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: روى الْقِرَاءَة عَن سَلمَة بن عَاصِم عَن ابي الْحَارِث، عَن الْكسَائي عَن الْفراء، وَله كتاب حسن فِيهِ.
روى الْقِرَاءَة عَنهُ ابْن مُجَاهِد وَابْن الْأَنْبَارِي وَغَيرهمَا.
788 -
أَحْمد بن يحيى الْوَزير بن سُلَيْمَان بن المُهَاجر التجِيبِي أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْحَافِظ النَّحْوِيّ مَوْلَاهُم
أحد الْأَئِمَّة، روى عَن عبد الله بن وهب وَشُعَيْب بن اللَّيْث وَأصبغ بن الْفروج وَجَمَاعَة. روى عَنهُ النَّسَائِيّ، وَقَالَ: ثِقَة وَالْحُسَيْن بن يَعْقُوب الْمصْرِيّ، وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَآخَرُونَ.
ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة، وَكَانَ من أعلم أهل زَمَانه بالشعر وَالْأَدب والغريب وايام النَّاس، وَصَحب الشَّافِعِي وتفقه بِهِ، وَكَانَ يتَقَبَّل - فِيمَا ذكر - بَعضهم، أَي يسْتَأْجر الْأَرَاضِي للزَّرْع وَيعْمل للفلاحة، فانكسر بعض الْخراج فحبسه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُدبر على مَا انْكَسَرَ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي السجْن لست خلون من شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ - فِيمَا ذكره بَعضهم وَذكر آخَرُونَ أَنه إِنَّمَا مَاتَ سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ فِي الشَّهْر الْمَذْكُور فِي السجْن بِمصْر. وَاقْتصر الْحَافِظ ابْن حجر على سنة خمس وَسِتِّينَ.
قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي عَنهُ: مَا شرب الشَّافِعِي من كوز مرَّتَيْنِ، وَلَا عَاد فِي جماع جَارِيَة مرَّتَيْنِ.
789 -
أَحْمد بن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْقُرْطُبِيّ أَبُو الْقَاسِم بن أبي الْفضل
يعرف بِابْن بَقِي - قَالَ ابْن الزبير: كَانَت لَهُ إِمَامَة فِي اللُّغَة وَعلم الْعَرَبيَّة، روى عَن أَبِيه وجده، وَأبي بكر بن سمحون، وَعنهُ ابْن حوط الله وَأَبُو الْخطاب بن خَلِيل، وَخلق.
وَكَانَ قاصي الْخلَافَة المنصورية وكاتبها ويميل إِلَى الظَّاهِر. أطيب النَّاس نفسا وخلقا، وسلفه سلف علم. ألف كتابا فِي الْآيَات المتشابهات.
مولده يَوْم السبت ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بقرطبة يَوْم الْجُمُعَة خَامِس عشر رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين وسِتمِائَة.
790 -
أَحْمد بن أبي يزِيد بن مُحَمَّد السراي الْحَنَفِيّ الشهير بمولانا زَاده الشَّيْخ شهَاب الدّين بن ركن الدّين
ولد فِي عَاشُورَاء سنة أَربع وَخمسين وَسَبْعمائة، واشتغل فأتقن كثيرا من الْعُلُوم وَتقدم فِي التدريس والإفادة وَهُوَ دون الْعشْرين، ورحل من بِلَاده فَلم يدْخل بَلَدا إِلَّا ويعظمه أَهلهَا؛ لتقدمه فِي الْفُنُون لَا سِيمَا فقه الْحَنَفِيَّة ودقائق الْعَرَبيَّة والمعاني؛ وَكَانَت لَهُ الْيَد الطُّولى فِي النّظم والنثر، ثمَّ سلك طَرِيق الصُّوفِيَّة، فبرع فِيهَا وَحج وجاور، وَرجع ودرس الحَدِيث بالبرقوقية اول مَا فتحت، وَولي تدريس الصرغتمشية.
ثمَّ ان بعض الحسدة دس إِلَيْهِ سما، فطالت علته، إِلَى أَن مَاتَ فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة.
791 -
أَحْمد بن يَعْقُوب الْأَنْطَاكِي
يعرف بِابْن التائب أَبُو الطّيب. قَالَ الداني: إِمَام فِي الْقرَاءَات، ضَابِط ثِقَة، بَصِير بِالْعَرَبِيَّةِ، اخذ الْقرَاءَات عَن ابي الْمُغيرَة عبيد الله بن صَدَقَة، وَأحمد بن حَفْص الخشاب وَجَمَاعَة، وَسمع أَبَا أُميَّة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الطرسوسي وَجَمَاعَة. وَله كتاب حسن فِي الْقرَاءَات السَّبع.
مَاتَ فِي عشر الثَّلَاثِينَ وثلاثمائة.
792 -
أَحْمد بن يَعْقُوب بن نَاصح الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ الأديب أَبُو بكر
نزيل نيسابور، قَالَ الْحَاكِم: سمع ابْن مندة وأقرانه، وَمَات سنة نَيف وَأَرْبَعين وثلاثمائة.
قلت: تقدم فِي المحمديين مُحَمَّد بن يَعْقُوب بن نَاصح الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ ووفاته هَكَذَا فَلَا ادري أَهما وَاحِد ام لَا؟ وَقد ذكرهمَا اثْنَيْنِ الْحَاكِم وَيَاقُوت الْحَمَوِيّ. فَالله تَعَالَى أعلم.
793 -
أَحْمد بن يَعْقُوب بن يُوسُف أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف ببرزويه الْأَصْبَهَانِيّ وَيعرف أَيْضا بِغُلَام نفطويه. اخذ النَّحْو عَن الْفضل بن الْحباب وَمُحَمّد بن الْعَبَّاس اليزيدي، وروى عَن عمر بن أَيُّوب السَّقطِي، وَعنهُ أَبُو الْحسن بن شَاذان.
وَمَات سنة أَربع وَخمسين وثلاثمائة.
قَالَه الْخَطِيب.
794 -
أَحْمد بن يهودا الدِّمَشْقِي الطرابلسي شهَاب الدّين الْحَنَفِيّ
قَالَ ابْن حجر: ولد سنة بضع وَسبعين وَسَبْعمائة، وتعانى الْعَرَبيَّة، فمهر فِي التحو واشتهر بِهِ وأقرأه، وَشرع فِي نظم التسهيل، وانتفع بِهِ جمَاعَة.
وَمَات فِي أَوَاخِر سنة عشْرين وَثَمَانمِائَة.
795 -
أَحْمد بن يُوسُف بن حجاج بن عُمَيْر بن حبيب بن عُمَيْر أَبُو عمر الإشبيلي
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ حَافِظًا للنحو، مشاركا فِي فنون، عروضيا نحويا، مدققا شَاعِرًا.
وَقَالَ الزبيدِيّ: كَانَ من أعلم النَّاس بالنحو، مَاتَ سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.
796 -
أَحْمد بن يُوسُف بن حسن بن رَافع الإِمَام موفق الدّين الكواشي الْموصِلِي الْمُفَسّر الْفَقِيه الشَّافِعِي
قَالَ الذَّهَبِيّ: برع فِي الْعَرَبيَّة والقراءات وَالتَّفْسِير، وَقَرَأَ على وَالِده والسخاوي، وَكَانَ عديم النظير زهدا وصلاحا وتبتلا وصدقا، يزوره السُّلْطَان فَمن دونه فَلَا يعبأ بهم وَلَا يقوم لَهُم، وَلَا يقبل لَهُم شَيْئا، وَله كشف وكرامات، وأضر قبل مَوته بِعشر سِنِين.
وَله التَّفْسِير الْكَبِير، وَالصَّغِير، جود فِيهِ الْإِعْرَاب، وحرر أَنْوَاع الْوُقُوف، وَأرْسل مِنْهُ نُسْخَة إِلَى مَكَّة وَالْمَدينَة والقدس.
قلت: وَعَلِيهِ اعْتمد الشَّيْخ جلال الدّين الْمحلي فِي تَفْسِيره، واعتمدت عَلَيْهِ انا فِي تكملته مَعَ الْوَجِيز وَتَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ وَابْن كثير.
مَاتَ الكواشي بالموصل فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَمَانِينَ وسِتمِائَة.
797 -
أَحْمد بن يُوسُف بن عبد الدَّائِم بن مُحَمَّد الْحلَبِي شهَاب الدّين الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ نزيل الْقَاهِرَة الْمَعْرُوف بالسمين
قَالَ فِي الدُّرَر الكامنة: تعانى النَّحْو فمهر فِيهِ، ولازم أَبَا حَيَّان إِلَى أَن فاق أقرانه، وَأخذ الْقرَاءَات عَن التقي الصَّائِغ، وَمهر فِيهَا، وَسمع الحَدِيث من يُونُس الدبوسي، وَولي تدريس الْقرَاءَات بِجَامِع ابْن طولون، والإعادة بالشافعي، وَنظر الْأَوْقَاف، وناب فِي الحكم.
وَله تَفْسِير الْقُرْآن، وَالْإِعْرَاب، أَلفه فِي حَيَاة شَيْخه أبي حَيَّان، وناقشه فِيهِ كثيرا، وَشرح التسهيل، وَشرح الشاطبية، وَغير ذَلِك.
وَقَالَ الْإِسْنَوِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة: كَانَ فَقِيها بارعا فِي النَّحْو والقراءات وَيتَكَلَّم فِي الْأُصُول أديبا.
مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سِتّ وَخمسين وَسَبْعمائة.
798 -
أَحْمد بن يُوسُف بن عَابس الْمعَافِرِي السَّرقسْطِي أَبُو بكر
قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متصرفا فِي علم اللُّغَة والنحو، شَاعِرًا مطبوعا، وَله رحْلَة
مَاتَ بوشقة سنة ثَمَان وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَقيل فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَتِسْعين، وَقيل سنة ثَلَاثمِائَة.
799 -
أَحْمد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف الفِهري اللبلي
- بِسُكُون الْمُوَحدَة بَين لامين أولاهما مَفْتُوحَة، الْأُسْتَاذ أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ اللّغَوِيّ الْمُقْرِئ، أحد مشاهير أَصْحَاب الشلوبين، أَخذ عَنهُ وَعَن الدباج وَأبي إِسْحَاق البطليوسي والأعلم، وَسمع الحَدِيث من ابْن خروف وَأبي الْقَاسِم بن رحمون وَأبي عبد الله بن أبي الْفضل
المرسي وَالْمُنْذِرِي وَجَمَاعَة بِمصْر ودمشق وَالْمغْرب، وَأخذ المعقولات عَن الشَّمْس الخسروشاهي، وطوف، وروى عَنهُ الْوَادي آشي وَأَبُو حَيَّان وَابْن رشيد. وصنف: شرحين على الفصيح، البغية فِي اللُّغَة، مستقبلات الْأَفْعَال؛ وَله كتاب فِي التصريف ضاهى بِهِ الممتع.
مولده بلبلة سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة، وَمَات بتونس فِي الْمحرم سنة إِحْدَى وَتِسْعين.
800 -
أَحْمد بن يُوسُف بن مَالك الغرناطي أَبُو جَعْفَر الأندلسي
رَفِيق مُحَمَّد بن جَابر الْأَعْمَى شَارِح الألفية؛ وهما المشهوران بالأعمى والبصير، وَتَقَدَّمت تَرْجَمَة الاعمى وَشَيْء من تَرْجَمَة رَفِيقه هَذَا.
وَقَالَ فِي الدُّرَر: تعانى الْآدَاب، وَقدم الْقَاهِرَة، وَلَقي أَبَا حَيَّان وَغَيره، وَسمع من الْمزي وَغَيره بِدِمَشْق، وَأقَام بحلب نَحْو ثَلَاثِينَ سنة، وَكَانَ عَارِفًا بالنحو وفنون اللِّسَان، مقتدرا على النّظم والنثر، دينا، حسن الْخلق، كثير التواليف فِي الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا. شرح بديعية رَفِيقه، وَأَجَازَ لأبي حَامِد بن ظهيره.
مولده بعد السبعمائة، وَمَات منتصف رَمَضَان سنة تسع وَسبعين وَسَبْعمائة
وَله:
(لَا تعادي النَّاس فِي أوطانهم
…
قَلما يرْعَى غَرِيب الوطن)
(وَإِذا مَا عِشْت عَيْشًا بَينهم
…
خَالق النَّاس بِخلق حسن)
801 -
أَحْمد بن يُوسُف الجذامي الغرناطي أَبُو جَعْفَر
عرف بِابْن حطية. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ متحققا بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَدب، مَوْصُوفا بالذكاء وَحسن الْحِفْظ. أَخذ عَن أبي سُلَيْمَان بن يزِيد وَغَيره.
وَمَات سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.