المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الْبَاء   948 - بَقَاء بن غَرِيب النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ هَكَذَا ذكره ابْن - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة - جـ ١

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌[بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة]

- ‌بَاب المحمدين

- ‌ فِي الْمَنَام، وَقَالَ لَهُ مَا مَعْنَاهُ: إِنَّه من قَرَأَ عَلَيْهِ دخل الْجنَّة.وَقد أَخذ عَنهُ لذَلِك غير وَاحِد من أهل الْعلم.وَقَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات أهل الْيمن: كَانَ فَقِيها عَالما صَالحا عَارِفًا بالفقه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير واللغة والنحو وَالْعرُوض. قَرَأَ النَّحْو على ابْن بصيبص

- ‌ أَبُو عبد الله من قرطبة، قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ حفظ اللُّغَة وَرِوَايَة الحَدِيث. ثِقَة مَأْمُونا، وَلم يكن عِنْده كَبِير علم بالفقه، رَحل فحج، وَدخل الْبَصْرَة، فَسمع من بنْدَار وَغَيره من أهل الحَدِيث، وَلَقي بهَا أَبَا حَاتِم السجسْتانِي وَالْعَبَّاس بن الْفرج

- ‌ فِي الْمَنَام، فَقَالَ لي: اصْطلحَ مَعَ مُحَمَّد الْبكْرِيّ.مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَهُوَ يُصَلِّي الصُّبْح

- ‌ فَهُوَ مولى مولى مولى، ثمَّ ادّعى أَبُو بكرَة انه ثقفي، وَادّعى سُلَيْمَان أَنه تميمي، وَادّعى ابْن مناذر أَنه من بني صبيرة بن يَرْبُوع، فَهُوَ دعِي مولى دعِي مولى دعِي؛ وَهَذَا مِمَّا لم يجْتَمع فِي غَيره

- ‌بَاب الأحمدين

- ‌ وَكتاب حلية الْفُقَهَاء، ومسائل فِي اللُّغَة يغالي بهَا الْفُقَهَاء.وَمِنْه اقتبس الحريري صَاحب المقامات ذَلِك الأسلوب، وَوضع الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة فِي المقامة الحربية، وَهِي مائَة مَسْأَلَة، وَغير ذَلِك.قَالَ الذَّهَبِيّ: مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وثلاثمائة بِالريِّ، وَهُوَ أصح مَا

- ‌ تِلْكَ اللَّيْلَة فَقَالَ لي: أَقْْرِئ أَبَا الْعَبَّاس مني السَّلَام، وَقل لَهُ: أَنْت صَاحب الْعلم المستطيل.قَالَ لي أَبُو عمر الزَّاهِد: سُئِلَ ثَعْلَب عَن شَيْء فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقيل لَهُ: أَتَقول: لَا أَدْرِي، وَإِلَيْك تضرب اكباد الْإِبِل من كل بلد! فَقَالَ: لَو كَانَ لأمك بِعَدَد مَا لَا أَدْرِي

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌حرف الْبَاء

- ‌حرف التَّاء

- ‌حرف الثَّاء

- ‌(حرف الْجِيم)

- ‌(حرف الْحَاء)

- ‌ فسجن.وَله تصانيف فِي عُلُوم؛ مِنْهَا الإكليل فِي الْأَنْسَاب، الْحَيَوَان، الْقوس، الْأَيَّام، وَغير ذَلِك. وَله ديوَان شعر سِتَّة مجلدات

- ‌ فِي النّوم، وَقد نَاوَلَهُ قدحا من اللَّبن، فَشرب مِنْهُ

- ‌ مَا أحد من أَصْحَابِي إِلَّا وَقد أخذت عَلَيْهِ لَيْسَ أَبَا الدَّرْدَاء "، فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: " لَيْسَ أَبُو الدَّرْدَاء "، فَقَالَ حَمَّاد: لحنت يَا سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: لَا جرم؛ لأطلبن علما لَا تلحنني فِيهِ أبدا. ثمَّ لزم الْخَلِيل. انْتهى مَا ذكره السيرافي.وَذكره الزبيدِيّ فِي طَبَقَات

- ‌(حرف الْخَاء)

- ‌اخْتلف النَّاس فِي نسبته إِلَى الْخَلِيل، فَقَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: لَيْسَ لَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ لليث ابْن نصر بن سيار، وَقيل: عمل الْخَلِيل مِنْهُ قِطْعَة من أَوله إِلَى كتاب الْعين، وكمله اللَّيْث، لِأَن أَوله لَا يُنَاسب آخِره، وَهَذَا قد تقدم فِي قَول السيرافي.وَقيل: بل أكمله

- ‌(حرف الدَّال)

- ‌(حرف الذَّال)

- ‌(حرف الرَّاء)

- ‌(حرف الزَّاي)

- ‌(حرف السِّين)

- ‌قَالَ السيرافي: كَانَ أَبُو زيد يَقُول: كلما قَالَ سِيبَوَيْهٍ: " أَخْبرنِي الثِّقَة "، فَأَنا أخْبرته بِهِ

الفصل: ‌ ‌حرف الْبَاء   948 - بَقَاء بن غَرِيب النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ هَكَذَا ذكره ابْن

‌حرف الْبَاء

948 -

بَقَاء بن غَرِيب النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ

هَكَذَا ذكره ابْن النجار وَقَالَ: روى عَنهُ أَبُو بكر بن كَامِل.

949 -

بكار بن مُحَمَّد الْمَدِينِيّ الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ

قَارِئ الْمَدِينَة. روى عَن مُوسَى بن عقبَة، وَعنهُ ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي فديك وَيحيى بن مُحَمَّد ابْن قيس.

قَالَ أَبُو زرْعَة: لَا بَأْس بِهِ، ذكره الداني وَقَالَ: لَا أَدْرِي على من قَرَأَ!

950 -

بكر بن حبيب السَّهْمِي

وَالِد الْمُحدث عبد الله بن بكر. قَالَ ياقوت: فِي مُعْجَمه: ذكره الزبيدِيّ وَغَيره فِي النَّحْوِيين. أَخذ عَن أبي إِسْحَاق، وَقَالَ لَهُ شَيْخه يَوْمًا: إِنِّي لَا أَلحن فِي شَيْء، فَقَالَ لَهُ تلحن، فَقَالَ: خُذ عَليّ كلمة، فَقَالَ: هَذِه وَاحِدَة، قل كَلمه. وَقربت مِنْهُ سنورة؛ فَقَالَ لَهُ إخسى؛ فَقَالَ لَهُ: أَخْطَأت قل: اخسئ.

وروينا فِي تَارِيخ ابْن عَسَاكِر، عَن وَلَده عبد الله قَالَ: دخل أبي على أبي عِيسَى ابْن جَعْفَر بن الْمَنْصُور أَمِير الْبَصْرَة، فَعَزاهُ بطفل مَاتَ لَهُ؛ وَدخل بعده شبيب الْمنْقري، فَقَالَ:

ص: 462

بلغنَا أَن الطِّفْل لَا يزَال محبتظئا على بَاب الْجنَّة يشفع لِأَبَوَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أبي: يَا أَبَا معمر؛ دع الظَّاء والزم الطَّاء. هَكَذَا فِي هَذِه الرِّوَايَة؛ وَفِي مُعْجم ياقوت أَنه قَالَ: بِالطَّاءِ مهموزا فَقَالَ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ غير مَهْمُوز؛ فَقَالَ شبيب: أَتَقول لي هَذَا وَمَا بَين لَا بتيها أفْصح مني! فَقَالَ أبي: وَهَذَا خطأ ثَان، من أَيْن لِلْبَصْرَةِ لابة اللابة الْحِجَارَة السود، وَالْبَصْرَة ذَات الْحِجَارَة الْبيض.

951 -

بكر بن حَاطِب الْمرَادِي الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ أَبُو مُحَمَّد المكفوف

قَالَ الزبيدِيّ وَابْن الفرضي: كَانَ ذَا علم بِالْعَرَبِيَّةِ وَالْعرُوض والحساب، وَله تآليف فِي النَّحْو.

952 -

بكر بن عبد الله الكلَاعِي الْقُرْطُبِيّ أَبُو مُحَمَّد

يعرف بِابْن القملة. ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من نحاة الاندلس، وَقَالَ: كَانَ من ذَوي الْعلم وَالْأَدب والمعرفة بالشعر.

وَقَالَ ابْن الفرضي: كَانَ مؤدبا لأَوْلَاد الْخُلَفَاء فِي النَّحْو وَالشعر، وَسمع من يحيى ابْن يحيى وَغَيره، وروى عَنهُ ابْنه مُحَمَّد.

953 -

بكر بن مُحَمَّد بن بَقِيَّة - وَقيل: ابْن عدي - بن حبيب الإِمَام أَبُو عُثْمَان الْمَازِني

مَازِن بني شَيبَان، ابْن ذهل - وَقيل: مولى بني سدوس. نزل فِي بني مَازِن فنسب إِلَيْهِم، وَهُوَ بَصرِي روى عَن أبي عُبَيْدَة والأصمعي وَأبي زيد، وَعنهُ الْمبرد وَالْفضل بن مُحَمَّد اليزيدي وَجَمَاعَة. وَكَانَ إِمَامًا فِي الْعَرَبيَّة متسعا فِي الرِّوَايَة، يَقُول بالإرجاء، وَكَانَ لَا يناظره أحد

ص: 463

إِلَّا قطعه لقدرته على الْكَلَام، وَقد نَاظر الْأَخْفَش فِي أَشْيَاء كَثِيرَة فَقَطعه، وَقَالَ الْمبرد: لم يكن بعد سِيبَوَيْهٍ أعلم بالنحو من أبي عُثْمَان. وَأخذ عَن الْأَخْفَش، وَقيل: لم يَأْخُذ عَنهُ إِنَّمَا أَخذ عَن الْجرْمِي ثمَّ اخْتلف إِلَيْهِ وَقد برع فَكَانَ يناظره.

وَحكى عَنهُ، قَالَ: كنت عِنْد أبي عُبَيْدَة فَسَأَلَهُ رجل: كَيفَ تَقول: عنيت بِالْأَمر؟ قَالَ: كَمَا قلت عنيت [بِالْأَمر]، قَالَ: فَكيف الْأَمر مِنْهُ؟ قَالَ: فغلط وَقَالَ: اعن بِالْأَمر، فأومأت إِلَى الرجل أَن لَيْسَ كَمَا قَالَ: فرآني أَبُو عُبَيْدَة، فأمهلني قَلِيلا، ثمَّ قَالَ: مَا تصنع عِنْدِي؟ قلت: مَا بصنع غَيْرِي، قَالَ: لست كغيرك، لَا تجْلِس إِلَيّ، قلت: وَلم؟ قَالَ: لِأَنِّي رَأَيْتُك مَعَ إِنْسَان خوزي سرق مني قطيفة. فَانْصَرَفت وتحملت عَلَيْهِ بإخوانه، فَلَمَّا جِئْته قَالَ: أدب نَفسك أَولا ثمَّ تعلم الْأَدَب.

وَحكي الْمبرد ان يَهُودِيّا بذل للمازني مائَة دِينَار ليقرئه كتاب سِيبَوَيْهٍ، فَامْتنعَ من ذَلِك؛ فَقيل لَهُ: لم امْتنعت مَعَ حَاجَتك وعائلتك؟ فَقَالَ: إِن فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ كَذَا وَكَذَا آيَة من الْقُرْآن، فَكرِهت أَن أَقرَأ الْقُرْآن لأهل الذِّمَّة، فَلم يمض من ذَلِك إِلَّا مديدة، حَتَّى طلبه الواثق، وأخلف الله عَلَيْهِ أَضْعَاف مَا تَركه لله، وَذَلِكَ أَن جَارِيَة غنت بِحَضْرَتِهِ:

(أظلوم إِن مصابكم رجلا

أهْدى السَّلَام تَحِيَّة ظلم)

فَرد التوزي عَلَيْهَا نصب " رجل " ظَانّا أَنه خبر " إِن " فَقَالَت: لَا أقبل هَذَا وَلَا غَيره، وَقد قرأته كَذَا على أعلم النَّاس بِالْبَصْرَةِ أبي عُثْمَان الْمَازِني؛ فأحضر من سر من رأى،

ص: 464

قَالَ: فَلَمَّا دخلت على الْخَلِيفَة، قَالَ لي: مِمَّن الرجل؟ قلت: من بني مَازِن، قَالَ: مَازِن تَمِيم أم شَيبَان؟ قلت: مَازِن شَيبَان، فَقَالَ لي: بااسمك؟ يُرِيد مَا اسْمك؟ وَهُوَ لُغَة قَومنَا، يبدلون الْمِيم بَاء وَعَكسه؛ فَكرِهت أَن أَقُول:" مكر: مُوَاجهَة لَهُ بالمكر، فَقلت: بكر بن مُحَمَّد، فأعجبه ذَلِك، وَقَالَ لي: اجْلِسْ، فاطبئن، أَي اطمئن، فَجَلَست، فَسَأَلَنِي عَن الْبَيْت، فَقلت: صَوَابه " رجلا "، فَقَالَ: وَلم؟ فَقلت: إِن " مصابكم " مصدر بِمَعْنى " إصابتكم ". فَأخذ التوزي فِي معارضتي، فَقلت: هُوَ بِمَنْزِلَة قَوْلك: إِن ضربك زيدا ظلم، فالرجل مفعول " مصابكم " وظلم الْخَبَر، وَالدَّلِيل عَلَيْهِ أَن الْكَلَام مُعَلّق إِلَى أَن تَقول " ظلم " فَيتم، فَقَالَ التوزي: حسبي، وَفهم. وَاسْتَحْسنهُ الواثق. وَقَالَ: من خلفت وَرَاءَك؟ قلت: خلفت أخية لي أَصْغَر مني، أقيمها مقَام الْوَلَد، قَالَ: فَمَا قَالَت لَك حِين خرجت؟ قَالَ: طافت حَولي؛ وَهِي تبْكي؛ وَقَالَت: أَقُول لَك يَا أخي كَمَا قَالَت بنت الْأَعْشَى لأَبِيهَا:

(تَقول ابْنَتي حِين جد الرحيل

أرانا سَوَاء وَمن قد يتم)

(أَبَانَا فَلَا رمت من عندنَا

فَإنَّا بِخَير إِذا لم ترم)

(تَرَانَا إِذا أضمرتك البلا

د نجفى وتقطع منا الرَّحِم)

قَالَ: فَمَا قلت لَهَا؟ قَالَ: قلت: أَقُول لَك يَا أخية كَمَا قَالَ جرير لابنته:

(ثقي بِاللَّه لَيْسَ لَهُ شريك

وَمن عِنْد الْخَلِيفَة بالنجاح)

فَقَالَ: لَا جرم! إِنَّهَا ستنجح، وَأمر لي بِثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم.

وَسُئِلَ الْمَازِني عَن أهل الْعلم، فَقَالَ: أَصْحَاب الْقُرْآن فيهم تَخْلِيط وَضعف، واهل الحَدِيث فيهم حَشْو ورقاعة، وَالشعرَاء فيهم هوج، والنحاة فيهم ثقل، وَفِي رُوَاة الْأَخْبَار الظّرْف كُله، وَالْعلم هُوَ الْفِقْه.

وَله من التصانيف: كتاب فِي الْقُرْآن، علل النَّحْو، تفاسير كتاب سِيبَوَيْهٍ، مَا تلحن فِيهِ الْعَامَّة، الْألف وَاللَّام، التصريف، الْعرُوض، القوافي، الديباج فِي جَوَامِع كتاب سِيبَوَيْهٍ.

ص: 465

وَكلهَا لطاف، فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول: من أَرَادَ أَن يصنف كتابا كَبِيرا فِي النَّحْو بعد كتاب سِيبَوَيْهٍ فليستح!

مَاتَ فِي سنة تسع - أَو ثَمَان - وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ، كَذَا قَالَ الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ، وَقَالَ غَيره: سنة ثَلَاثِينَ.

وَمن شعره:

(شَيْئَانِ يعجز ذُو الرياضة عَنْهُمَا

رَأْي النِّسَاء وإمرة الصّبيان)

(أما النِّسَاء فَإِنَّهُنَّ عواهر

وأخو الصِّبَا يجْرِي بِغَيْر عنان)

954 -

بكر الْكِنَانِي

ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة السَّادِسَة من نحاة الاندلس، وَكَانَ من أعلم الْعلمَاء باللغة شَاعِرًا مجيدا.

955 -

أَبُو بكر بن آدم بن عَليّ الْخُتلِي

قَالَ فِي تَارِيخ بَلخ: لَقيته فَاضلا عَارِفًا بالنحو والغريب وأشعار النَّاس؛ وتلقب بالفريد وَله شعر حسن مليح، أَخْبرنِي يَوْم لَقيته أَنه أناف على الْأَرْبَعين.

وَكَانَ فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.

956 -

أَبُو بكر بن أَحْمد بن دمسين اليمني أَبُو الْعَتِيق

قَالَ الخزرجي فِي تَارِيخ الْيمن: كَانَ فَقِيها نبيها عَالما عَاملا عَارِفًا بالفقه وأصوله، والنحو واللغة والْحَدِيث وَالتَّفْسِير، ورعا زاهدا صَالحا عابدا متواضعا، حسن السِّيرَة، قانعا باليسير، كثير الصّيام وَالْقِيَام، وجيها عِنْد الْخَاص وَالْعَام، يحب الْخلْوَة والانفراد، تفقه بِهِ جمع وانتشر ذكره. وَله كرامات.

مَاتَ بزبيد سنة ثِنْتَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة.

ص: 466

957 -

أَبُو بكر بن أَحْمد بن عمر بن مُسلم بن مُوسَى الشّعبِيّ أَبُو الْعَتِيق

قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا عَالما باللغة والنحو والفرائض والحساب.

ولد لَيْلَة الْخَامِس من رَجَب سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة، وتفقه بِجَمَاعَة من أهل تعز؛ مِنْهُم الأصبحي صَاحب الْعين، ودرس بالأشرفية بهَا.

وَمَات لَيْلَة الثُّلَاثَاء عَاشر ربيع الآخر سنة أَربع عشرَة وَسَبْعمائة.

958 -

أَبُو بكر بن أبي الْأَزْهَر

ذكره صَاحب الْقَامُوس فِي الْبلْغَة، فَقَالَ: أديب بارع من أَصْحَاب الْمبرد.

959 -

أَبُو بكر بن إِسْحَاق بن خَالِد الكختاوي زين الدّين الْمَعْرُوف بالشيخ باكير

شيخ الشيخونية الْعَلامَة المفنن. قَالَ ابْن حجر: ولد فِي حُدُود السّبْعين وَسَبْعمائة، وَكَانَ إِمَامًا عَالما بارعا، متفننا فِي عُلُوم، وَتفرد بالمعاني وَالْبَيَان، وَفِي لِسَانه لكنة، مَعَ سُكُون وعقل زَائِد وَحسن شكل وَشَيْبَة منورة وجلالة عِنْد الْخَاص وَالْعَام.

ولي قَضَاء حلب، فحمدت سيرته، وَأفْتى ودرس بهَا، واستدعاه الْملك الْأَشْرَف برسباي إِلَى مصر فولاه مشيخة الشيخونية بِحكم وَفَاة الْبَدْر الْقُدسِي، وانتفع بِهِ جمَاعَة، وسعى عَلَيْهِ الشَّيْخ عَلَاء الدّين الرُّومِي فِي المشيخة فَلم يجب.

قلت وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وَالِدي رحمه الله عَلَيْهِ.

مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة.

وَأنْشد صاحبنا الشَّيْخ شهَاب الدّين المنصوري الْمَعْرُوف بالهائم يمدحه لما نازعه الرُّومِي، وانتصر عَلَيْهِ:

ص: 467

(مَا أصبح الدّين فِي عز وتعظيم

إِلَّا بنصر أبي بكر على الرُّومِي)

(إِن الإِمَام أَبَا بكر فضائله

عَمت فَمَا عَاقل مِنْهَا بمحروم)

(وَالْحق أَن أَبَا بكر سما وَعلا

على عَليّ بتفضيل وَتَقْدِيم)

(فكم تقايس يَا رومي عالمنا

وَهل يُقَاس لديك الباز بالبوم {)

(طلبت رتبته بِالْعلمِ مُدعيًا

وَكَيف تطلب مَوْجُودا بمعدوم} )

(ألم تكن قبل ذَا بالأشرفية فِي

عَيْش ومعلومها من خير مَعْلُوم)

(فأخرجوك بِجَهْل كَانَ مِنْك وَمَا

ألفوك أَهلا لتدريس وَتَعْلِيم)

(وصدك النَّاس حَتَّى صرت تضرب فِي

أَرض فأرض وإقليم فإقليم)

(فَاقْعُدْ وَلَا تعد طورا مِنْك تعرفه

وَلَا تكن ظَالِما فِي زِيّ مظلوم)

960 -

أَبُو بكر بن البهلول الْخَثْعَمِي المتصدر

ذكره الزبيدِيّ فِي الطَّبَقَة الْخَامِسَة من نحاة الأندلس، وَقَالَ: كَانَ مَعْرُوفا بالنحو وَالشعر. مَاتَ بإشبيلية.

961 -

أَبُو بكر بن سُلَيْمَان بن سمحون الْأنْصَارِيّ الْقُرْطُبِيّ النَّحْوِيّ

قَالَ ابْن الزبير: استاذ نحوي أديب شَاعِر بليغ، عَارِف بِالْحِسَابِ، أَخذ عَن ابْن الطراوة وَغَيره، وروى عَنهُ أَبُو الْقَاسِم بن بَقِي وَغَيره.

مَاتَ بقرطبة سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.

وَمن نظمه:

(أَرْبَعَة تزيد فِي نور الْبَصَر

إِذا رنا فِيهَا وتابع النّظر)

(الْمُصحف المتلو بِالْآيِ الْكبر

وَالْمَاء وَالْوَجْه الْجَمِيل وَالْخضر)

ص: 468

962 -

أَبُو بكر بن عبد الله الحريري سيف الدّين

قَالَ فِي الدُّرَر: سمع من الحجار، وَقَرَأَ بالروايات، وَمهر فِي النَّحْو، وَولي تدريس الظَّاهِرِيَّة البرانية ومشيخة النَّحْو بالناصرية. ذكره الذَّهَبِيّ فِي الْمُخْتَصر.

وَمَات فِي ربيع الأول سنة سبع وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.

963 -

أَبُو بكر بن أبي الْعِزّ بن شرف بن بنان الدِّمَشْقِي نجم الدّين

قَالَ الذَّهَبِيّ: لغَوِيّ شَاعِر أديب فصيح متقعر فِي حَدِيثه، كتب الْأَدَب على الشّرف الإربلي، وَأَجَازَ لَهُ ابْن اللتي وَغَيره، وَلم يحدث. مَاتَ فِي صفر سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة.

964 -

أَبُو بكر بن مُحَمَّد المزاعي البَجلِيّ

نِسْبَة إِلَى بجيلة بن عك، الشَّافِعِي أَبُو الْعَتِيق. قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها نبيها ذكيا لوذعيا عَارِفًا بالفقه والنحو واللغة، أَخذ النَّحْو عَن ابْن بصيبص؛ وَكَانَ بارعا فِي فنونه كلهَا، وَكَانَ ينْقل كثيرا من أشعار الْعَرَب وَمن المقامات. وَله سُؤَالَات عَجِيبَة فِي الْفِقْه، وَكَانَ مفرطا فِي الذكاء. تفقه بِهِ جمَاعَة من أهل زبيد وَغَيرهم. قَالَ: وَهُوَ شَيْخي الَّذِي انتفعت بِهِ فِي فن الْأَدَب.

مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر رَمَضَان سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.

965 -

أَبُو بكر بن عَليّ بن مُوسَى الهاملي أَبُو الْعَتِيق سراج الدّين الْحَنَفِيّ

قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، نبيها كَامِلا محققا مدققا، عَارِفًا بالفقه واللغة والنحو وَالشعر، متوسطا فِي الْعلم، مُعظما عِنْد النَّاس، أَخذ عَن جمَاعَة، وتفقه بِهِ جمع، وانتهت إِلَيْهِ رياسة الْفتيا. وَكَانَ شَاعِرًا فصيحا بليغا، لَو أَرَادَ أَن يكون كَلَامه كُله شعرًا لفعل. وَله منظومة فِي الْفِقْه. درس بالمنصورية بزبيد. وَمَات سنة تسع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة.

ص: 469

966 -

أَبُو بكر بن عمر بن إِبْرَاهِيم بن دعاس الْفَارِسِي أَبُو الْعَتِيق

قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها حنفيا أديبا لبيبا، فَاضلا نحويا، لغويا شَاعِرًا ماهرا فصيحا، نَالَ من السُّلْطَان المظفر حظوة، واختص بِهِ، ثمَّ طرده لإدلال تكَرر مِنْهُ فِي حَقه من تعز إِلَى زبيد فَمَاتَ بهَا فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة سبع وَسِتِّينَ وسِتمِائَة وَكَانَ أهل زبيد ينسبونه إِلَى سَرقَة الشّعْر، وَيَقُولُونَ: إِذا حُوسِبَ الشُّعَرَاء يَوْم الْقِيَامَة يُؤْتى بِابْن دعاس، فَيَقُول: هَذَا الْبَيْت لفُلَان؛ وَهَذَا الصَّدْر لفُلَان، وَهَذَا الْعَجز لفُلَان، فَيخرج بَرِيئًا.

وَسَأَلَهُ بَعضهم بقوله:

(أَيهَا الْفَاضِل فِينَا أَفْتِنَا

وأزل عَنَّا بفتواك العنا)

(كَيفَ إِعْرَاب نحاة النَّحْو فِي

أَنا أَنْت الضاربي أَنْت أَنا؟)

فَأجَاب بقوله:

(أَنا أَنْت الضاربي مُبْتَدأ

فاعتبرها يَا إِمَامًا سننا)

(أَنْت بعد الضاربي فَاعله

وَأَنا يخبر عَنهُ علنا)

(ثمَّ إِن الضاربي أَنْت أَنا

خبر عَن أَنْت مَا فِيهِ انثنا)

(وَأَنا الْجُمْلَة عَنهُ خبر

وَهِي من أَنْت إِلَى أَنْت أَنا)

967 -

أَبُو بكر بن عمر بن عَليّ بن سَالم الإِمَام رَضِي الدّين القسنطيني النَّحْوِيّ الشَّافِعِي

قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: ولد سنة سبع وسِتمِائَة، وَنَشَأ بالقدس، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن معط وَابْن الْحَاجِب، وَتزَوج ابْنة معط، وَكَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة بِالْقَاهِرَةِ.

سمع الحَدِيث من ابْن عَوْف الزُّهْرِيّ وَجَمَاعَة. وَكَانَ لَهُ معرفَة تَامَّة بالفقه ومشاركة فِي الحَدِيث، صَالحا خيرا دينا متواضعا سَاكِنا ناسكا. سمع من جمَاعَة كَثِيرَة، وأضر بآخر عمره، وَمَات سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة.

ص: 470

قلت أَخذ عَنهُ أَبُو حَيَّان، ومدحه بقصيدة طَوِيلَة، وَذكر فِي النضار أَنه قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على ابْن أبي الْفضل المرسي.

968 -

أَبُو بكر بن مُحَمَّد بن قَاسم المرسي الشَّيْخ مجد الدّين التّونسِيّ النَّحْوِيّ الْمُقْرِئ

قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر: ولد بتونس تَقْرِيبًا سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة، واشتغل ببلاده، وتعانى الْقرَاءَات، ثمَّ دخل الْقَاهِرَة، ثمَّ دمشق، وَجلسَ بجامعها للإقراء، ثمَّ اشْتهر وشاع فَضله، وَولي مشيخة الإقراء بأماكن، وتدريس النَّحْو بالناصرية، وَصَارَ شيخ الإقراء والعربية بِالْبَلَدِ.

وَسُئِلَ الشَّيْخ شمس الدّين الأيكي عَن ابْن الْوَكِيل والزملكاني: أَيهمَا أذكى؟ فَقَالَ: هَا هُنَا شَاب مغربي أذكى مِنْهُمَا - وَأَشَارَ إِلَيْهِ.

وَصَحب مرّة الباجر بَقِي ثمَّ ظهر لَهُ انحلاله، فتبرأ مِنْهُ، وبادر إِلَى القَاضِي الْمَالِكِي فجدد إِسْلَامه، وَتَابَ.

وَكَانَ مرضِي الطَّرِيقَة، يحب الِانْقِطَاع وَالْخلْوَة، سمع من الْفَخر بن البُخَارِيّ، وانتقى لَهُ الذَّهَبِيّ مِنْهَا جُزْءا حدث بِهِ، وقوى نَفسه مرّة على كزاي نَائِب الشَّام فِي وَاقعَة، فأهانه وضربه إِلَى أَن مَاتَ تَحت الضَّرْب فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان عشرَة وَسَبْعمائة.

969 -

أَبُو بكر بن مُحَمَّد الْعَبْسِي أَبُو الْعَتِيق

قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها فَاضلا، عَارِفًا متفننا، لَهُ فِي النَّحْو الْيَد الطُّولى، ولي الْقَضَاء بِبَيْت حُسَيْن - بلد بِالْيمن - ثمَّ عزل نَفسه، فأجبر على الْعود، فَعَاد ثمَّ عزل نَفسه بعد أَيَّام. وَكَانَ مَشْهُورا فِي قَضَائِهِ بِالدّينِ والورع وَالصَّلَاح، لم أَقف على تَارِيخ وَفَاته. انْتهى.

ص: 471

970 -

أَبُو بكر بن مُحَمَّد الدِّمَشْقِي الملقب بالفرنج النَّحْوِيّ

قَالَ ابْن حجر: أَخذ عَن ابْن عبد الْمُعْطِي وَغَيره، فبرع فِي الْعَرَبيَّة. وَكَانَ شافعيا.

971 -

أَبُو بكر بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سَابق الدّين

أبي بكر بن فَخر الدّين عُثْمَان بن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن سيف الدّين خضر بن نجم الدّين أَيُّوب ابْن نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى همام الدّين، الْهمام الخضيري السُّيُوطِيّ الشَّافِعِي. وَالِدي الْعَلامَة ذُو الْفُنُون كَمَال الدّين أَبُو المناقب. ولد فِي أَوَائِل الْقرن بسيوط، واشتغل بهَا، ثمَّ قدم الْقَاهِرَة بعد عشْرين وَثَمَانمِائَة؛ ولازم شُيُوخ الْعَصْر، ودأب إِلَى أَن برع فِي الْفِقْه والأصلين والقراءات والحساب والنحو والتصريف والمعاني وَالْبَيَان والمنطق وَغير ذَلِك. ولازم التدريس والإفتاء؛ وَكَانَ لَهُ فِي الْإِنْشَاء يَد طولى، وَكتب الْخط الْمَنْسُوب.

وصنف حَاشِيَة على شرح الألفية لِابْنِ المُصَنّف، حافلة فِي مجلدين، وكتابا فِي الْقرَاءَات، وحاشية على الْعَضُد، وتعليقا على الْإِرْشَاد لِابْنِ الْمُقْرِئ، وحاشية على على أدب الْقَضَاء للعزى، ورسالة فِي إِعْرَاب قَول الْمِنْهَاج:" وَمَا ضبب بِذَهَب أَو فضَّة ضبة كَبِيرَة "، وَكتاب فِي صناعَة التوقيع وَغير ذَلِك.

أَخْبرنِي بعض أَصْحَابه أَن الظَّاهِر جقمق عينه مرّة لقَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية، وَأرْسل يَقُول للخليفة المستكفي بِاللَّه: قل لصحابك يطلع نوليه، فَأرْسل الْخَلِيفَة قَاصِدا إِلَى الْوَالِد يُخبرهُ بذلك، فَامْتنعَ. قَالَ الحاكي: فكلمته فِي ذَلِك، فأنشدني:

(وألذ من نيل الوزارة ان ترى

يَوْمًا يُرِيك مصَارِع الوزراء)

وَمن نجباء تلامذته الشَّيْخ فَخر الدّين المقسي وقاضي مَكَّة برهَان الدّين بن ظهيرة، وقاضيها نور الدّين بن أبي الْيمن وقاضي الْمَالِكِيَّة محيي الدّين بن تَقِيّ، والعلامة محب الدّين ابْن مصيفح، فِي آخَرين. مَاتَ لَيْلَة الْإِثْنَيْنِ خَامِس صفر سنة خمس وَخمسين وَثَمَانمِائَة.

ص: 472

972 -

أَبُو بكر بن يحيى بن عبد الله الجذامي المالقي النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالخفاف

قَرَأَ فِي النحوعلى الشلوبين، وَكَانَ نحويا بارعا، ورجلا صَالحا مُبَارَكًا.

صنف: شرح سِيبَوَيْهٍ، شرح إِيضَاح الْفَارِسِي، شرح لمع ابْن جني، وَلَيْسَ إِلَيْهِ الْكتاب الْمَجْهُول فِي الْفِقْه على مَذْهَب مَالك، فَإِنَّهُ وجد فِي كتبه بِخَطِّهِ غير مَنْسُوب، فيرون انه من تصنيفه. وَيُقَال: إِنَّه صنف شرح الْإِيضَاح واللمع لصدر الدّين وتقي الدّين، ابْني القَاضِي تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز، لِأَنَّهُ كَانَ مُنْقَطِعًا إِلَيْهِم، وَعَلِيهِ قرءوا النَّحْو، وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب النَّحْو.

مَاتَ بِالْقَاهِرَةِ فِي يَوْم السبت الثَّانِي من رَمَضَان سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة.

نقلت هَذِه التَّرْجَمَة من خطّ التَّاج بن مَكْتُوم.

973 -

أَبُو بكر بن يَعْقُوب بن سَالم النَّحْوِيّ الشاغوري شهَاب الدّين

قَالَ الصّلاح الصَّفَدِي: كَانَ من تلامذة الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك، وَقد جود الْعَرَبيَّة، وَظن أَنه يَلِي مَكَان ابْن مَالك إِذا توفّي، فَلَمَّا أخرجت عَنهُ الْوَظِيفَة تألم من ذَلِك، وَكَانَ شرح التسهيل للْمُصَنف عِنْده كَامِلا، فَأَخذه مَعَه وَتوجه إِلَى الْيمن غَضبا على أهل دمشق، وَبَقِي الشَّرْح مخروما بَين أظهر النَّاس فِي هَذِه الْبِلَاد.

وَقَالَ ابْن حجر: كَانَ ماهرا فِي الْعُلُوم حَتَّى كَانَ يلقِي الثَّلَاثِينَ درسا فِي ثَلَاثِينَ علما. وصنف تصانيف مفيدة، وَكَانَ ضيق الْعَيْش بِدِمَشْق، حسن الْخلق، كثير الْمُرُوءَة والتواضع، مطرح الكلفة، غير مُزَاحم على المناصب، أعطَاهُ بعض التُّجَّار ألف دِرْهَم،

ص: 473

فسافر مَعَه إِلَى الْيمن، فَحصل لَهُ قبُول من ملكهَا، وَأَقْبل عَلَيْهِ أهل الْيمن، وَحصل لَهُ بهَا مَال كثير.

قَالَ الصَّفَدِي: وَمَات كهلا بِالْيمن سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة.

وَقَالَ ابْن حجر: بقلعة مصر فِي الْمحرم سنة أَربع.

974 -

أَبُو بكر بن يُوسُف الْمَكِّيّ الْحَنَفِيّ ابو الْعَتِيق

قَالَ الخزرجي: كَانَ فَقِيها جليل الْقدر، عَالما كَبِيرا مَشْهُورا لغويا نحويا، متأدبا مترسلا، عَارِفًا بالطب، ورعا صينا زاهدا قانعا، وَهُوَ أحد فُقَهَاء زبيد الْمَشْهُورين.

وَرَأى بعض الأخيار فِي خَامِس عشر ربيع الآخر سنة سبع وَتِسْعين وسِتمِائَة أَن مَنَارَة مَسْجِد الأشاعر بزبيد سَارَتْ من موضعهَا إِلَى مَقَابِر بَاب سِهَام، ثمَّ غَابَتْ هُنَالك. فَمَاتَ أَبُو بكر بعده، وَدفن فِي الْموضع الَّذِي رأى الرجل أَن المنارة غَابَتْ فِيهِ.

975 -

أَبُو بكر الدومي

من أهل النَّحْو واللغة، روى عَن أبي عبد الله النَّحْوِيّ، عَن ثَابت بن أبي ثَابت اللّغَوِيّ.

كَذَا ذكره ابْن مَكْتُوم عَن خطّ السلَفِي، وَقَالَ: رَأَيْته عِنْدِي بِخَط قديم مَكْتُوب سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة. وَأَظنهُ اندلسيا. انْتهى.

976 -

أَبُو بكر السياري النَّحْوِيّ

يروي عَن الْحسن بن عُثْمَان بن زِيَاد، وَعنهُ مُحَمَّد بن الْحسن النقاش، كَذَا رَأَيْته بِخَط ابْن مَكْتُوم.

ص: 474

977 -

أَبُو بكر بن الصَّائِغ

وَيعرف أَيْضا بِابْن باحة، ذكره أَبُو حَيَّان فِي النضار، فَقَالَ: كَانَ عَالما بالأدب والنحو، وَنظر فِي كَلَام الْحُكَمَاء فَكَانَ يشبه بِابْن سينا، ذكره الْفَتْح بن خاقَان فِي القلائد، وَنسبه إِلَى الزندقة.

وَقَالَ الرضى الشاطبي: دخل ابْن الصَّائِغ يَوْمًا إِلَى جَامع غرناطة، وَبِه نحوي حوله شباب يقرءُون، فَقَالُوا لَهُ مستهزئين: مَا يحسن الْفَقِيه من الْعُلُوم، وَمَا يحمل، وَمَا يَقُول؟ فَقَالَ لَهُم: أحمل اثْنَي عشر ألف دِينَار؛ وهاهي تَحت إبطي _ وَأخرج لَهُم اثْنَتَيْ عشرَة ياقوتة تَسَاوِي كل وَاحِدَة ألف دِينَار _ وَأما الَّذِي أحْسنه فاثنا عشر علما، أحْسنهَا علم الْعَرَبيَّة الَّذِي تبحثون فِيهِ؛ وَأما الَّذِي أَقُول: فَأنْتم كَذَا وَكَذَا، وَجعل يسبهم.

وَأنْشد لما حضر أَجله:

(حَان الرحيل فودع الدَّار الَّتِي

مَا كَانَ ساكنها بهَا بمخلد)

(واضرع إِلَى الْملك الْجوَار وَقل لَهُ

عبد بِبَاب الْجُود أصبح يجتدي)

(لم يرض إِلَّا الله معبودا وَلَا

دينا سوى دين النَّبِي مُحَمَّد)

978 -

أَبُو بكر الخبيصي

صَاحب شرح الحاجبية الْمَشْهُور، وَهُوَ ممزوج مُخْتَصر متداول بَين النَّاس، سَمَّاهُ الموشح؛ وَلَا أعرف من تَرْجَمته زِيَادَة على هَذَا.

ص: 475

979 -

بنْدَار بن عبد الحميد أَبُو عَمْرو الْكَرْخِي الْأَصْبَهَانِيّ

يعرف بِابْن لرة، قَالَ ياقوت: كَانَ مُتَقَدما فِي علم اللُّغَة وَرِوَايَة الشّعْر، وَكَانَ استوطن الكرخ، ثمَّ الْعرَاق، فَظهر هُنَاكَ فَضله؛ أَخذ عَن الْقَاسِم بن سَلام وَعنهُ ابْن كيسَان، وَكَانَ يحفظ سَبْعمِائة قصيدة، أول كل قصيدة " بَانَتْ سعاد " ذكره الزبيدِيّ على أبي عَليّ القالي عَن أبي بكر بن الْأَنْبَارِي عَن أَبِيه.

وَقَالَ الْمبرد: لما قدمت سامراء فِي أَيَّام المتَوَكل آخيت بهَا بنْدَار بن لرة، وَكَانَ وَاحِد زَمَانه فِي رِوَايَة دواوين شعراء الْعَرَب حَتَّى كَانَ لَا يشذ عَن حفظه من شعر شعراء الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام إِلَّا الْقَلِيل، وَأَصَح النَّاس معرفَة باللغة، وَكَانَ كل أُسْبُوع يدْخل على المتَوَكل، فَجمع بَينه وَبَين النَّحْوِيين، ثمَّ توصل حَتَّى وصفني للمتوكل، فَأمر بإحضاري مَجْلِسه، وَكَانَ المتَوَكل تعجبه الْأَخْبَار والأنساب، ويروي صَدرا مِنْهَا، ويمتحن من يرَاهُ بِمَا يَقع فِيهَا من الْغَرِيب، فَلَمَّا دَنَوْت من طرف بساطه، استدناني حَتَّى صرت إِلَى جَانب بنْدَار، فَأقبل علينا، وَقَالَ: يَا بن لرة، وَيَا بن يزِيد، مَا معنى هَذِه الأحرف الَّتِي جَاءَت فِي هَذَا الْخَبَر: ركبت الدجوجي وأمامي قبيله، فَنزلت ثمَّ سريت الصَّباح، فمررت وَلَيْسَ أَمَامِي إِلَّا نحيم فرفصت أَمَامِي؛ فمنحت النحوص والمسحل والتدمرية، ثمَّ عطفت ورائي قُلُوب، فَلم أزل بِهِ حَتَّى أذقته الْحمام، ثمَّ رجعت ورائي؛ فَلم أزل أمارس الأعصف فِي قبْلَة، فَحمل عَليّ وحملت عَلَيْهِ حَتَّى خر صَرِيعًا.

قَالَ الْمبرد: فَبَقيت متحيرا، فبدر قَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ؛ إِن فِي هَذَا نظرا وروية، فَقَالَ: قد أجلتكما بَيَاض يومي، فانصرفا وباكرا فِي غَدا، فخرجنا من عِنْده، وَأَقْبل بنْدَار عَليّ، وَقَالَ: إِن ساعدك الْجد ظَفرت بِهَذَا الْخَبَر، فاطلب فَإِنِّي طَالبه،

ص: 476

فَانْقَلَبت إِلَى منزلي، وقلبت الدفاتر ظهرا لبطن، حَتَّى وقفت على هَذَا الْخَبَر فِي أثْنَاء أَخْبَار الْأَعْرَاب فتحفظته، وباكرت أَنا وَبُنْدَار، وصبحناه، فَبَدَأت وَرويت الْخَبَر، ثمَّ فسرت أَلْفَاظه، فَالْتَفت إِلَيّ بنْدَار، وَقَالَ: ابْن يزِيد فَوق مَا وصفتم، ثمَّ أَمر الْحَاجِب أَن يسهل إذني عَلَيْهِ، فَصَارَ ذَلِك أصل غناي، وَكَانَ بنْدَار سَببه.

ولبندار من الْكتب: مَعَاني الشّعْر، شرح مَعَاني الْبَاهِلِيّ، جَامع اللُّغَة.

980 -

بهزاد بن يُونُس بن يَعْقُوب بن خرزاذ النجيرمي

بِفَتْح النُّون وَالرَّاء وَكسر الْجِيم، نِسْبَة إِلَى نجيرم، محلّة بِالْبَصْرَةِ. نحوي راوية فِي طبقَة أَبِيه. مَاتَ بِمصْر لسبع خلون من شَوَّال سنة ثَلَاث وَعشْرين وَأَرْبَعمِائَة.

981 -

بهْلُول الكلَاعِي الْمَعْرُوف بِابْن الْقَاسِم

قَالَ الشِّيرَازِيّ فِي الْبلْغَة: أديب بارع، وشاعر فارع.

ص: 477