المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ في النوم، وقد ناوله قدحا من اللبن، فشرب منه - بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة - جـ ١

[الجلال السيوطي]

فهرس الكتاب

- ‌[بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة]

- ‌بَاب المحمدين

- ‌ فِي الْمَنَام، وَقَالَ لَهُ مَا مَعْنَاهُ: إِنَّه من قَرَأَ عَلَيْهِ دخل الْجنَّة.وَقد أَخذ عَنهُ لذَلِك غير وَاحِد من أهل الْعلم.وَقَالَ الخزرجي فِي طَبَقَات أهل الْيمن: كَانَ فَقِيها عَالما صَالحا عَارِفًا بالفقه والْحَدِيث وَالتَّفْسِير واللغة والنحو وَالْعرُوض. قَرَأَ النَّحْو على ابْن بصيبص

- ‌ أَبُو عبد الله من قرطبة، قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ حفظ اللُّغَة وَرِوَايَة الحَدِيث. ثِقَة مَأْمُونا، وَلم يكن عِنْده كَبِير علم بالفقه، رَحل فحج، وَدخل الْبَصْرَة، فَسمع من بنْدَار وَغَيره من أهل الحَدِيث، وَلَقي بهَا أَبَا حَاتِم السجسْتانِي وَالْعَبَّاس بن الْفرج

- ‌ فِي الْمَنَام، فَقَالَ لي: اصْطلحَ مَعَ مُحَمَّد الْبكْرِيّ.مَاتَ سنة أَربع وَسبعين وَسَبْعمائة، وَهُوَ يُصَلِّي الصُّبْح

- ‌ فَهُوَ مولى مولى مولى، ثمَّ ادّعى أَبُو بكرَة انه ثقفي، وَادّعى سُلَيْمَان أَنه تميمي، وَادّعى ابْن مناذر أَنه من بني صبيرة بن يَرْبُوع، فَهُوَ دعِي مولى دعِي مولى دعِي؛ وَهَذَا مِمَّا لم يجْتَمع فِي غَيره

- ‌بَاب الأحمدين

- ‌ وَكتاب حلية الْفُقَهَاء، ومسائل فِي اللُّغَة يغالي بهَا الْفُقَهَاء.وَمِنْه اقتبس الحريري صَاحب المقامات ذَلِك الأسلوب، وَوضع الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة فِي المقامة الحربية، وَهِي مائَة مَسْأَلَة، وَغير ذَلِك.قَالَ الذَّهَبِيّ: مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وثلاثمائة بِالريِّ، وَهُوَ أصح مَا

- ‌ تِلْكَ اللَّيْلَة فَقَالَ لي: أَقْْرِئ أَبَا الْعَبَّاس مني السَّلَام، وَقل لَهُ: أَنْت صَاحب الْعلم المستطيل.قَالَ لي أَبُو عمر الزَّاهِد: سُئِلَ ثَعْلَب عَن شَيْء فَقَالَ: لَا أَدْرِي، فَقيل لَهُ: أَتَقول: لَا أَدْرِي، وَإِلَيْك تضرب اكباد الْإِبِل من كل بلد! فَقَالَ: لَو كَانَ لأمك بِعَدَد مَا لَا أَدْرِي

- ‌حرف الْهمزَة

- ‌حرف الْبَاء

- ‌حرف التَّاء

- ‌حرف الثَّاء

- ‌(حرف الْجِيم)

- ‌(حرف الْحَاء)

- ‌ فسجن.وَله تصانيف فِي عُلُوم؛ مِنْهَا الإكليل فِي الْأَنْسَاب، الْحَيَوَان، الْقوس، الْأَيَّام، وَغير ذَلِك. وَله ديوَان شعر سِتَّة مجلدات

- ‌ فِي النّوم، وَقد نَاوَلَهُ قدحا من اللَّبن، فَشرب مِنْهُ

- ‌ مَا أحد من أَصْحَابِي إِلَّا وَقد أخذت عَلَيْهِ لَيْسَ أَبَا الدَّرْدَاء "، فَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: " لَيْسَ أَبُو الدَّرْدَاء "، فَقَالَ حَمَّاد: لحنت يَا سِيبَوَيْهٍ، فَقَالَ: لَا جرم؛ لأطلبن علما لَا تلحنني فِيهِ أبدا. ثمَّ لزم الْخَلِيل. انْتهى مَا ذكره السيرافي.وَذكره الزبيدِيّ فِي طَبَقَات

- ‌(حرف الْخَاء)

- ‌اخْتلف النَّاس فِي نسبته إِلَى الْخَلِيل، فَقَالَ أَبُو الطّيب اللّغَوِيّ: لَيْسَ لَهُ، وَإِنَّمَا هُوَ لليث ابْن نصر بن سيار، وَقيل: عمل الْخَلِيل مِنْهُ قِطْعَة من أَوله إِلَى كتاب الْعين، وكمله اللَّيْث، لِأَن أَوله لَا يُنَاسب آخِره، وَهَذَا قد تقدم فِي قَول السيرافي.وَقيل: بل أكمله

- ‌(حرف الدَّال)

- ‌(حرف الذَّال)

- ‌(حرف الرَّاء)

- ‌(حرف الزَّاي)

- ‌(حرف السِّين)

- ‌قَالَ السيرافي: كَانَ أَبُو زيد يَقُول: كلما قَالَ سِيبَوَيْهٍ: " أَخْبرنِي الثِّقَة "، فَأَنا أخْبرته بِهِ

الفصل: ‌ في النوم، وقد ناوله قدحا من اللبن، فشرب منه

إِلَى يَوْم مَاتَ؛ فَإِنَّهُ فرغ من وَظِيفَة التَّفْسِير وَتوجه إِلَى مجْلِس الحَدِيث، فصلى النَّافِلَة، وَجلسَ ينْتَظر الْإِقَامَة للفريضة، فَقضى نحبه، مُتَوَجها إِلَى الْقبْلَة، وَذَلِكَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشري شعْبَان سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.

قلت: ذكر فِي شَرحه على الْكَشَّاف أَنه أَخذ على أبي حَفْص السهروردي، وَأَنه قبيل الشُّرُوع فِي هَذَا الشَّرْح رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ -‌

‌ فِي النّوم، وَقد نَاوَلَهُ قدحا من اللَّبن، فَشرب مِنْهُ

.

1081 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن عَبدُوس - بِضَم الْعين - أَبُو عَليّ الوَاسِطِيّ

قَالَ القفطي: سكن بَغْدَاد، وَقَرَأَ الْأَدَب على مُصدق بن شبيب، وَكتب الصِّحَاح بِخَطِّهِ، ومدح النَّاصِر لدين الله بقصائد، وَصَارَ من شعراء الدِّيوَان المختصين بالإنشاد فِي التهاني والتعازي، وَكَانَ فَاضلا قيمًا بالأدب، حسن الْمعَانِي، مليح الْإِيرَاد سَاكِنا، جميل الْهَيْئَة، طيب الْأَخْلَاق، متوددا ظريفا.

مَاتَ لَيْلَة الْجُمُعَة خَامِس صفر سنة إِحْدَى وسِتمِائَة، وَجَاوَزَ الْأَرْبَعين بِقَلِيل.

1082 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن عَزِيز أَبُو مَنْصُور اللّغَوِيّ

قَالَ ياقوت: لَهُ دُيُون الْعَرَب، وميدان الْأَدَب فِي اللُّغَة، عشرَة مجلدات. قرئَ عَلَيْهِ فِي شعْبَان سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة.

1083 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن رَجَاء أَبُو مُحَمَّد اللّغَوِيّ

الْمَعْرُوف بِابْن الدهان

قَالَ ابْن النجار والقفطي: أحد الْأَئِمَّة النُّحَاة الْمَشْهُورين بِالْفَضْلِ والتقدم، وَكَانَ متبحرا فِي اللُّغَة، وَيتَكَلَّم فِي الْفِقْه وَالْأُصُول؛ قَرَأَ بالروايات، ودرس الْفِقْه على مَذْهَب

ص: 523

أهل الْعرَاق، وَالْكَلَام على مَذْهَب الْمُعْتَزلَة، وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن الربعِي ويوسف بن السيرافي والرماني، وَسمع الحَدِيث من أبي الْحُسَيْن بن بَشرَان وأخيه أبي الْقَاسِم، وَحدث باليسير. أَخذ عَنهُ الْخَطِيب التبريزي وَغَيره. وَكَانَ يلقب كل من قَرَأَ عَلَيْهِ، وَيتَعَاطَى الترسل والإنشاء، وَكَانَ بذ الْهَيْئَة، شَدِيد الْفقر، سيئ الْحَال، يجلس فِي الْحلقَة وَعَلِيهِ ثوب لَا يستر عَوْرَته.

مَاتَ يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَالِث جُمَادَى الأولى سنة سبع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.

1084 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ بن القومسي أَبُو عَامر النسوي

قَالَ عبد الغافر: أديب نحوي، فَرضِي صوفي، جم الْفَوَائِد، دَائِم الْعِبَادَة وَالصَّوْم والتهجد، يُقَال إِنَّه من الأبدال. حدث عَن ابْن المقريء بنيسابور بِمُسْنَد أبي يعلى. وَمَات بِبَلَدِهِ سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.

وَمن شعره:

(الْعلم يَأْتِي كل ذِي

حفظ ويأبى كل آب)

(كَالْمَاءِ ينزل فِي الوهاد

وَلَيْسَ يصعد فِي الروابي)

1085 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن عَليّ الْأنْصَارِيّ المالقي الموري

الأَصْل أَبُو عَليّ

يعرف بِابْن كسكرى. قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ مُتَقَدما فِي حفظ اللُّغَات والآداب، مبرزا فِي النَّحْو، شَاعِرًا مجيدا، حسن الْخلق، كريم النَّفس.

وَقَالَ ابْن الزبير: كَانَ من شُيُوخ الْعلم، عَارِفًا باللغات وَالْإِعْرَاب، برع فِي ذَلِك أهل زَمَانه. وَكَانَ يُؤثر الخمول على الظُّهُور، معدودا فِي أهل الْفضل وَالدّين، روى عَن أبي بكر الكتندي، وَعنهُ أَبُو عمر بن سَالم وَغَيره. وَمَات بعد الستمائة.

ص: 524

وَمن شعره:

(لَئِن لَزِمت خمولي يَا أَبَا حسن

فَلم يزلني عَن مجدي وعليائي)

(أَلَسْت تحكم بالعليا وتوجبها

للنجم تبصره فِي لجة المَاء!)

1086 -

الْحسن بن مُحَمَّد بن يحيى بن عليم البطليوسي

يكنى أَبَا الحزم. أَخذ بِبَلَدِهِ عَن أبي بكر بن مُوسَى بن الْفُرَات كثيرا وَعَن غَيره من الشُّيُوخ، وَكَانَ مقدما فِي علم الْفِقْه وَالْأَدب وَالشعر، وَقد أسْند عَنهُ أَبُو عَليّ الغساني فِي غير مَوضِع من كتبه.

ذكره ابْن بشكوال.

قَالَ فِي الْبلْغَة: أستاذ نحوي لغَوِيّ، لَهُ شرح أدب الْكَاتِب. أَفَادَ النَّاس علوما جمة.

1087 -

الْحسن بن مُحَمَّد التَّمِيمِي التاهرتي

يعرف بِابْن الزَّبِيب. قَالَ ياقوت: طلب الْعلم بالقيروان، واعتنى بِهِ على مُحَمَّد بن حَفْص النَّحْوِيّ الْقَزاز، وَكَانَ محبا لَهُ، فَبلغ بِهِ النِّهَايَة فِي الْأَدَب وَعلم الْخَبَر وَالنّسب، وَله فِي ذَلِك تأليف مَشْهُور. وَكَانَ خَبِيرا باللغة، شَاعِرًا مقدما، قوي الْكَلَام، يتَكَلَّف بعض التَّكَلُّف، وَكَانَ عبد الْكَرِيم بن إِبْرَاهِيم النَّهْشَلِي يروي لَهُ مَا لَا يرْوى لأحد من الشُّعَرَاء؛ سُئِلَ عَن أشعر أهل بَلَده؟ فَقَالَ: أَنا، ثمَّ ابْن الزَّبِيب.

مَاتَ بالقيروان سنة عشْرين وَأَرْبَعمِائَة.

1088 -

الْحسن بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي

لَهُ تَفْسِير على الْقُرْآن سَمَّاهُ غرائب الْقُرْآن ورغائب الْفرْقَان، وَهُوَ من أهل قُم - كَذَا ذكر فِي خطْبَة تَفْسِير - الْمَشْهُور بالنظام الْأَعْرَج. صَاحب شرح الشافية فِي التصريف وَهُوَ ممزوج مَشْهُور متداول. لم أَقف لَهُ على تَرْجَمَة.

ص: 525

1089 -

الْحسن بن المظفر النَّيْسَابُورِي الضَّرِير اللّغَوِيّ أَبُو عَليّ

قَالَ ياقوت: أديب نبيل، شَاعِر مُصَنف، مؤدب أهل خوارزم فِي عصره ومخرجهم وشاعرهم ومقدمهم. أَخذ عَنهُ الزَّمَخْشَرِيّ. وَله تَهْذِيب ديوَان الْأَدَب، تَهْذِيب إصْلَاح الْمنطق، الذيل على تَتِمَّة الْيَتِيمَة، ديوَان شعره، وَغير ذَلِك.

مَاتَ فِي الرَّابِع عشر من رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.

1090 -

الْحسن بن معالي بن مَسْعُود بن الْحُسَيْن بن الباقلاني

الْحلِيّ أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ

شيخ الْعَرَبيَّة فِي وقته بَغْدَاد. قَالَ ابْن النجار والقفطي: قدم بَغْدَاد فِي صباه، وَقَرَأَ النَّحْو على أبي الْبَقَاء العكبري ومصدق الوَاسِطِيّ وَأبي الْحسن بابويه، واللغة على أبي مُحَمَّد ابْن الْمَأْمُون، وَالْفِقْه على يُوسُف بن إِسْمَاعِيل الدَّامغَانِي الْحَنَفِيّ والنصير الطوسي، وَقَرَأَ الْكَلَام وَالْحكمَة، وبرع فِي هَذِه الْعُلُوم، وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ، الْمُعْتَمد على مَا يَقُوله أَو يَنْقُلهُ. وَسمع الحَدِيث من أبي الْفرج بن كُلَيْب وَجَمَاعَة؛ وَكتب بِخَطِّهِ كثيرا، وانتهت إِلَيْهِ الرياسة فِي علم النَّحْو والتوحيد فِيهِ وبلوغ مرتبَة الْمُتَقَدِّمين. وَكَانَ لَهُ همة عالية وحرص شَدِيد على الْعلم وَتَحْصِيل الْفَوَائِد، مَعَ علو سنه، وَضعف بَصَره. وَله فهم ثاقب، وذكاء حاذق، وَإِدْرَاك للمعاني الدقيقة، مَعَ كَثْرَة مَحْفُوظَة، وَحسن طَرِيقه وتواضع وكرم أَخْلَاق. انْتقل إِلَى مَذْهَب الشَّافِعِي بِأخرَة.

مولده سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات يَوْم السبت خَامِس عشري جُمَادَى الأولى سنة سبع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.

ص: 526

1091 -

الْحسن بن مَنْصُور بن نَافِع بن عبد الرَّحْمَن بن عَامر بن نَافِع

الْمذْحِجِي أَبُو عَليّ النَّحْوِيّ

قَالَ ابْن الْأَبَّار فِي الْحلَّة السيراء فِي أَخْبَار الْأُمَرَاء: كَانَ يجمع إِلَى شرف بَيته علما وَاسِعًا، وأدبا كَامِلا، بَصيرًا باللغة، ناقدا فِي النَّحْو، عَالما بأيام الْعَرَب وأخبارها ووقائعها وَأَشْعَارهَا، من بَيت قيادة وإمارة.

1092 -

الْحسن بن الْوَلِيد بن نصر أَبُو بكر الْقُرْطُبِيّ

الْمَعْرُوف بِابْن العريف النَّحْوِيّ

قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا مقدما فَقِيها فِي الْمسَائِل، حَافِظًا للرأي، خرج إِلَى مصر وَرَأس فِيهَا. وَمَات سنة سبع وَسِتِّينَ وثلثمائة.

قلت: وصنع لولد أبي عَامر الْمَنْصُور مَسْأَلَة فِيهَا من الْعَرَبيَّة مِائَتَا ألف وَجه وَاثْنَانِ وَسَبْعُونَ ألف وَجه وَثَمَانِية وَسِتُّونَ وَجها.

1093 -

حسن الطبهلي أَبُو عَليّ

قَرَأَ على ابْن عُصْفُور، وأقرأ النَّحْو بباجة. كَانَ حَيا سنة عشْرين وَسَبْعمائة.

1094 -

حسن الغماد أَبُو عَليّ

قَرَأَ على ابْن الْعَطَّار، وأقرأ النَّحْو بتونس. كَانَ حَيا سنة عشْرين وَسَبْعمائة. ذكرهمَا ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته.

1095 -

أَبُو الْحسن البوراني النَّحْوِيّ

ذكره فِي نحاه الْمُعْتَزلَة، وَوصف بالتدقيق فِي مسَائِل الْكتاب [لسيبويه] ، وَكَانَ من طبقَة أبي عَليّ الْفَارِسِي. قَالَه ياقوت.

ص: 527

1096 -

الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم بن الْحُسَيْن بن يُوسُف أَبُو عبد الله

الهذياني الكوراني ثمَّ الإربلي الشَّافِعِي اللّغَوِيّ شرف الدّين

قَالَ ابْن رَافع فِي تَارِيخ بَغْدَاد: كَانَ أديبا فَاضلا بارعا، مَشْهُورا بِالْفَضْلِ وَالرِّوَايَة، حسن السمت، عَارِفًا بِكَلَام الْعَرَب، صَاحب مفاكهة وأخبار ومحاضرة، وَمَعْرِفَة جَيِّدَة باللغة. سمع من الخشوعي وَأبي الْيمن الْكِنْدِيّ وَجَمَاعَة.

وَقَالَ الذَّهَبِيّ: عني عناية وافرة بالأدب، وَحفظ ديوَان المتنبي، وخطب ابْن نباتة والمقامات. وَكَانَ يعرف هَذِه الْكتب وَيحل مشكلها، تخرج بِهِ جمَاعَة من الْفُضَلَاء، وَكَانَ دينا ثِقَة جَلِيلًا؛ روى عَنهُ الشّرف الْفَزارِيّ وَأَخُوهُ والدمياطي.

مولده فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر ربيع الأول سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي ذِي الْقعدَة - وَقيل ذِي الْحجَّة - سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة بِدِمَشْق.

1097 -

الْحُسَيْن بن إِبْرَاهِيم أَبُو عبد الله النطنزي - بِفَتْح الطَّاء

وَسُكُون النُّون - الْأَصْبَهَانِيّ النَّحْوِيّ الملقب بِذِي اللسانين

قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من كبار أَئِمَّة الْعَرَبيَّة، سمع على أبي بكر بن ريدة، وأفنى عمره فِي التَّعَلُّم والتعليم، وَله تصانيف فِي الْأَدَب. روى عَنهُ سبطه أَبُو الْفَتْح مُحَمَّد بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم النطنزي.

وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة تسع وَتِسْعين وَأَرْبَعمِائَة. وَقَالَ ابْن جمَاعَة: فِي الْمحرم سنة سبع.

وَمن شعره:

(الْعِزّ مَخْصُوص بِهِ الْعلمَاء

مَا للأنام سواهُم مَا شَاءُوا)

(إِن الأكابر يحكمون على الورى

وعَلى الأكابر يحكم الْعلمَاء)

وَله:

(أَسْوَأ الْأمة حَالا رجل

عَالم يقْضِي عَلَيْهِ جَاهِل)

ص: 528

1098 -

الْحُسَيْن بن أَحْمد بن بطوية أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ

كَذَا ذكره ياقوت، وَقَالَ:[لَا أعلم من أمره شَيْئا، و] من شعره:

(وماذا عَلَيْهِم لَو أَقَامُوا فَسَلمُوا

وَقد علمُوا أَنِّي مشوق متيم)

(سروا ونجوم اللَّيْل زهر طوالع

على أَنهم فِي اللَّيْل للنَّاس أنجم)

(وأخفوا على تِلْكَ المطايا مَسِيرهمْ

فنم عَلَيْهِم فِي الظلام التبسم)

1099 -

الْحُسَيْن بن أَحْمد بن خالويه بن حمدَان أَبُو عبد الله

الهمذاني النَّحْوِيّ

إِمَام اللُّغَة والعربية وَغَيرهمَا من الْعُلُوم الأدبية، دخل بَغْدَاد طَالبا للْعلم سنة أَربع عشرَة وثلاثمائة، وَقَرَأَ الْقُرْآن على ابْن مُجَاهِد، والنحو وَالْأَدب على ابْن دُرَيْد ونفطويه وَأبي بكر ابْن الْأَنْبَارِي وَأبي عمر الزَّاهِد، وَسمع الحَدِيث من مُحَمَّد بن مخلد الْعَطَّار وَغَيره، وأملى الحَدِيث بِجَامِع الْمَدِينَة، وروى عَنهُ الْمعَافى بن زَكَرِيَّا وَآخَرُونَ.

ثمَّ سكن حلب واختص بِسيف الدولة بن حمدَان وَأَوْلَاده، وَهُنَاكَ انْتَشَر علمه وَرِوَايَته؛ وَله مَعَ المتنبي مناظرات.

وَكَانَ أحد أَفْرَاد الدَّهْر فِي كل قسم من أَقسَام الْعلم وَالْأَدب؛ وَكَانَت الرحلة إِلَيْهِ من الْآفَاق، وَقَالَ لَهُ رجل: أُرِيد أَن أتعلم من الْعَرَبيَّة مَا أقيم بِهِ لساني، فَقَالَ: أَنا مُنْذُ خمسين سنة أتعلم النَّحْو، مَا تعلمت مَا أقيم بِهِ لساني. توفّي بحلب سنة سبعين وثلاثمائة.

قَالَ الداني: فِي طبقاته: عَالم بِالْعَرَبِيَّةِ، حَافظ للغة، بَصِير بِالْقِرَاءَةِ، ثِقَة مَشْهُور. روى عَنهُ غير وَاحِد من شُيُوخنَا: عبد الْمُنعم بن عبيد الله وَالْحسن بن سُلَيْمَان وَغَيرهمَا. وَكَانَ شافعيا.

ص: 529

وَمن شعره:

(إِذا لم يكن صدر الْمجَالِس سيدا

فَلَا خير فِيمَن صدرته الْمجَالِس)

(وَكم قَائِل مَالِي رَأَيْتُك رَاجِلا!

فَقلت لَهُ من أجل أَنَّك فَارس)

وَمِنْه:

(الْجُود طبعي وَلَكِن لَيْسَ لي مَال

فَكيف يبْذل من بالقرض يحتال)

(فهاك حظي فَخذه الْيَوْم تذكرة

إِلَى اتساعي فلي فِي الْغَيْب آمال)

وَله من التصانيف: الْجمل فِي النَّحْو، الِاشْتِقَاق، اطرغش فِي اللُّغَة، الْقرَاءَات، إِعْرَاب ثَلَاثِينَ سُورَة، شرح الدريدية، الْمَقْصُور والممدود، الألفات، الْمُذكر والمؤنث، كتاب لَيْسَ - يَقُول فِيهِ: لَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب كَذَا إِلَّا كَذَا؛ وَعمل عَلَيْهِ بَعضهم كتابا سَمَّاهُ كتاب الميس، بل استدرك عَلَيْهِ أَشْيَاء - كتاب اشتقاق خالويه، البديع فِي الْقرَاءَات السَّبع، وَغير ذَلِك.

وَهَذِه فَائِدَة رَأَيْت أَلا أخلي مِنْهَا هَذَا الْكتاب؛ رَأَيْت فِي تَارِيخ حلب لِابْنِ العديم بِخَطِّهِ، قَالَ: رَأَيْت فِي جُزْء من أمالي ابْن خالويه: سَأَلَ سيف الدولة جمَاعَة من الْعلمَاء بِحَضْرَتِهِ ذَات لَيْلَة: هَل تعرفُون اسْما ممدودا، وَجمعه مَقْصُور؟ فَقَالُوا: لَا، فَقَالَ لِابْنِ خالويه: مَا تَقول أَنْت؟ قلت: أَنا أعرف اسْمَيْنِ، قَالَ: مَا هما؟ قلت: لَا أَقُول لَك إِلَّا بِأَلف دِرْهَم، لِئَلَّا تُؤْخَذ بِلَا شكر؛ وهما صحراء وصحارى، وعذراء وعذارى؛ فَلَمَّا كَانَ بعد شهر أصبت حرفين آخَرين، ذكرهمَا الْجرْمِي فِي كتاب التَّنْبِيه؛ وهما صلفاء وصلافى - وَهِي الأَرْض الغليظة - وخبراء وخبارى - وَهِي أَرض فِيهَا ندوة - ثمَّ بعد عشْرين سنة وجدت حرفا خَامِسًا ذكره ابْن دُرَيْد فِي الجمهرة، وَهِي سبتاء وسباتى، وَهِي الأَرْض الخشنة.

ص: 530

1100 -

الْحُسَيْن بن أَحْمد بن خيران الْبَغْدَادِيّ

ذكره يحيى بن الْحسن بن البطريق فِي رجال الشِّيعَة، قَالَ: وَكَانَ أديبا نحويا عَارِفًا خَبِيرا بالقراءات، كثير السماع، وَله أرجوزة حميدة فِي النَّحْو، يَقُول فِيهَا:

(ينزل النَّحْو من الْكَلَام

منزلَة الْملح من الطَّعَام)

وَله رِوَايَة عَن أَحْمد بن عِيسَى بن رشدين، روى عَنهُ مُحَمَّد بن أَحْمد بن شهربان وَابْن رستم الطَّبَرِيّ فِي كِتَابه: بِشَارَة الْمُصْطَفى بشيعة المرتضى.

ذكره شيخ شُيُوخنَا الْحَافِظ بن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان فِيمَا زَاده على الذَّهَبِيّ.

1101 -

الْحُسَيْن بن أَحْمد بن يَعْقُوب أَبُو مُحَمَّد الهمذاني

الْمَعْرُوف بِابْن الحائك النَّحْوِيّ

كَانَ نادرة زَمَانه فِي النَّحْو واللغة وَالْأَخْبَار والطب، وَله شعر.

صنف: المسالك والممالك، عجائب الْيمن، جَزِيرَة الْعَرَب، وَأَسْمَاء بلادها وأوديتها، وَغير ذَلِك.

مَاتَ سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة.

1102 -

الْحُسَيْن بن أَحْمد الزوزني القَاضِي أَبُو عبد الله

قَالَ عبد الغافر: إِمَام عصره فِي النَّحْو واللغة والعربية.

مَاتَ سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة.

ص: 531

1103 -

الْحُسَيْن بن بدر بن إياز بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد

الْعَلامَة جمال الدّين

كَذَا سَاق نسبه ابْن رَافع فِي تَارِيخ بَغْدَاد، وَقَالَ: كَانَ أوحد زَمَانه فِي النَّحْو والتصريف.

قَرَأَ على التَّاج الأرموي، وَقَرَأَ عَلَيْهِ التَّاج بن السباك، وَسمع من ابْن القبيطي جُزْءا وَلم يحدث بِهِ، وَأَجَازَ لَهُ الشُّيُوخ؛ وَكَانَ دمث الْأَخْلَاق.

وَمن تصانيفه: قَوَاعِد المطارحة، والإسعاف فِي الْخلاف.

مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشرى ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة.

وَقَالَ الصَّفَدِي: ولي مشيخة النَّحْو بالمستنصرية.

وَقَالَ الشّرف الدمياطي: رَأَيْته شَابًّا فِي زِيّ أَوْلَاد الأجناد، يقْرَأ النَّحْو على سعد بن أَحْمد الْبَيَانِي.

وَقَالَ أَبُو حَيَّان: ابْن إياز أَبُو تعاليل.

وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: لم أطلع لَهُ على غوامض فِي النَّحْو. وَله شرح الضَّرُورِيّ لِابْنِ مَالك، شرح فُصُول ابْن معط.

1104 -

أَبُو الْحُسَيْن بن أبي بكر بن الْحُسَيْن الإسكندري

الْمَالِكِي النَّحْوِيّ

قَالَ فِي الدُّرَر: ولد سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة، واشتغل بِالْعلمِ، خُصُوصا الْعَرَبيَّة، وانتفع بِهِ النَّاس، وَجمع تَفْسِيرا فِي عشر مجلدات، وَحدث عَن الدمياطي.

مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة.

ص: 532

1105 -

الْحُسَيْن بن حميد بن الْحسن الْحَمَوِيّ أَبُو عَليّ

قَالَ السلَفِي فِي مُعْجم السّفر: كَانَت لَهُ حَلقَة فِي جَامع عَمْرو لإقراء الْقُرْآن والنحو، وَكَانَ ضريرا.

وَله نظم.

1106 -

الْحُسَيْن بن سعد بن الْحُسَيْن أَبُو عَليّ الْآمِدِيّ

قَالَ القفطي: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْأَدب، قدم بَغْدَاد، وَسمع أَبَا طَالب بن غيلَان، وَأَبا يعلى الْفراء، وَجَمَاعَة. وَدخل الشَّام وأصبهان فَأَقَامَ بهَا، إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْخَمِيس خَامِس ربيع الآخر سنة أَربع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة.

وَمن شعره:

(تصدر للتدريس كل مهوس

بليد يُسمى بالفقيه الْمدرس)

(فَحق لأهل الْعلم أَن يتمثلوا

بِبَيْت قديم شاع فِي كل مجْلِس)

(لقد هزلت حَتَّى بدا من هزالها

كلاها وَحَتَّى سامها كل مُفلس)

1107 -

الْحُسَيْن بن عبد الله بن أبي بكر ظهير الدّين الغوري

قَالَ الصَّفَدِي: نحوي فَقِيه، مشارك فِي الحَدِيث، من كبار الصُّوفِيَّة بخانقاه السميساطي.

مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة.

1108 -

الْحُسَيْن بن حسون الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله عماد الدّين

الْمَعْرُوف باللغوي النَّحْوِيّ الأديب الشَّاعِر الْقرشِي. قَالَ فِي الْبَدْر السافر: تصدر بِجَامِع مصر لإقراء الْعَرَبيَّة والأدبيات؛ وَكَانَ حسن الْأَخْلَاق، لطيف المحاضرة، حسن النّظم والنثر، كتب عَنهُ الْمُنْذِرِيّ من نظمه.

ص: 533

ولد بسخا فِي الْمحرم سنة أَربع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَمَات بِمصْر تَاسِع عشرى ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة.

وَقَالَ ابْن مَكْتُوم: فِي يَوْم الْخَمِيس خَامِس صفر سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ.

وَمن شعره:

(مَا سمعنَا من الْفَضَائِل طرا

فِي قديم الْأَخْبَار أَو فِي الحَدِيث)

(فَهُوَ وقف على الصَّحَابَة مَاض

منتهاه إِلَى رُوَاة الحَدِيث)

1109 -

الْحُسَيْن بن عبد الله بن هِشَام السَّعْدِيّ الغرناطي الجياني

القلعي - من قلعة يحصب - أَبُو عَليّ: قَالَ ابْن الزبير: كَانَ أستاذا نحويا مقرئا، فَاضلا دينا عفيفا متقبضا، روى عَن أبي الْحسن بن الباذش وَابْنه أبي جَعْفَر، وَأخذ عَنهُ الْقرَاءَات، ولازمه، وَعَن دَاوُد بن يزِيد السَّعْدِيّ وَابْن عَمه عبد الله بن الْحُسَيْن السَّعْدِيّ النَّحْوِيين، وَعنهُ أَبُو عَليّ الرندي وابنا حوط الله.

ولد سنة سِتّ وَخَمْسمِائة، وَكَانَ حَيا سنة ثَلَاث وَتِسْعين.

قَالَ: وَذكره ابْن فرتون، فَسَماهُ الْحسن، وَوَصفه بِالْقَاضِي، وَوهم فيهمَا وتصحف عَلَيْهِ القلعي بِالْقَاضِي؛ فَإِنَّهُ لم يل الْقَضَاء قطّ، وَإِنَّمَا عرف بالإقراء عمره كُله.

1110 -

الْحُسَيْن بن عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن الْحُسَيْن

أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّيْسَابُورِي

قَالَ الْحَاكِم: أديب نحوي، سمع من أَحْمد بن مُحَمَّد بن بِلَال وأقرانه بنيسابور، وبالعراق أَبَا عمر الزَّاهِد، وبأصبهان عبد الله بن جَعْفَر. وَانْصَرف إِلَى خُرَاسَان.

مَاتَ فِي رَجَب سنة سبع وَسِتِّينَ وثلاثمائة.

ص: 534

1111 -

الْحُسَيْن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد

الإِمَام أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص الْقرشِي الفِهري

الغرناطي الموطن البلنسي الأَصْل الجياني المولد. وَيعرف أَيْضا بِابْن النَّاظر، الْحَافِظ النَّحْوِيّ.

كَانَ من فُقَهَاء الْمُحدثين الْقُرَّاء النُّحَاة الأدباء، أَخذ الْقرَاءَات عَن ابْن الكواب ولازمه، وَعَن الدباج وَغَيرهمَا، ولازم فِي الْعَرَبيَّة وَالْأَدب الشلوبين، واعتني بالرواية، فَأخذ عَن ابْن بَقِي وَأبي الرّبيع وَأبي سَالم وَأبي الْقَاسِم وَأبي الطيلسان وَأبي الْحسن الغافقي، وَجمع جم، وأقرأ الْقُرْآن والعربية وَالْأَدب بغرناطة مُدَّة، ثمَّ انْتقل إِلَى مالقة لغَرَض عَن لَهُ بغرناطة فَلم يقْض، فَأَنف من ذَلِك، فأقرأ يَسِيرا، ثمَّ انقبض عَن الإقراء، وَاقْتصر على الْخطْبَة، وَاسْتمرّ على ذَلِك بضعا وَعشْرين سنة، ثمَّ جرت فتْنَة، ففر إِلَى غرناطة، فولي قَضَاء المرية ثمَّ بَسطه ثمَّ مالقة، فحمدت سيرته، وَكَانَ من أهل الضَّبْط والإتقان فِي الرِّوَايَة وَمَعْرِفَة الْأَسَانِيد، نقادا ذَاكِرًا للرِّجَال، متفننا فِي معارف، آخِذا بحظ من كل علم، حَافِظًا للتفسير والْحَدِيث، ذَاكِرًا للأدب واللغات والتواريخ، شَدِيد الْعِنَايَة بِالْعلمِ، مكبا على تَحْصِيله وإفادته، حَرِيصًا على نفع الطّلبَة.

ألف فِي الْقرَاءَات، وَله برنامج ومسلسلات، وَأَرْبَعُونَ سَمعهَا مِنْهُ أَبُو حَيَّان.

مولده سنة ثَلَاث وسِتمِائَة، وَمَات بغرناطة فِي الرَّابِع عشر من جُمَادَى الأولى سنة تسع وَسبعين وسِتمِائَة.

كَذَا قَالَ ابْن الزبير. وَقَالَ ابْن عبد الْملك: سنة ثَمَانِينَ، ومنهما لخصت هَذِه التَّرْجَمَة. وَفِي كَلَام ابْن الزبير: تحامل عَلَيْهِ كثير.

وَقَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: كَانَ فِيهِ بعض ترفع وتعتب على الدُّنْيَا حَيْثُ قدم من هُوَ دونه، وَكَانَ لَا يحكم بِرَأْي ابْن الْقَاسِم بل بِمَا يرى أَنه صَوَاب.

وَله شرح الْمُسْتَصْفى، وَشرح الْجمل.

ص: 535

وَمن شعره:

(رغبت عَن الدُّنْيَا لعلمي أَنَّهَا

مَحل حَيَاة الْمَرْء فِيهِ بَلَاغ)

(وَقد لَاحَ فِي فودي شيب على الردى

دَلِيل وَفِيه مَا أردْت بَلَاغ)

(وأملت من مولَايَ نظرة رَحْمَة

يكون بهَا مني إِلَيْهِ بَلَاغ)

(فأحظى إِذا الْأَبْرَار قيل لَهُم غَدا

هلموا إِلَى دَار النَّعيم فراغوا)

(رَأَيْت بنيها مَا رَمَتْهُمْ سهامها

فطاشت وَلَا حم الْحمام فراغوا)

(فعجت إِلَى دَار الْبَقَاء بهمتي

فعندي عَنْهَا رَاحَة وفراغ)

1112 -

الْحُسَيْن بن عبد الْملك أَبُو عبد الله الْأَصْبَهَانِيّ

الْخلال النَّحْوِيّ

سمع الحَدِيث، وروى وبرع، وروى عَنهُ الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر.

وَمَات سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَخَمْسمِائة.

أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.

1113 -

الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الله الْآمِدِيّ أَبُو عبد الله

الْمُؤَدب النَّحْوِيّ

قَالَ ابْن النجار، ثمَّ القفطي: حدث بِكِتَاب الْحجَّة للفارسي عَن أبي الْحسن الربعِي عَنهُ، وَقَرَأَ على ابْن الحمامي. وَمَات فِي جُمَادَى الْآخِرَة - وَقيل رَجَب - سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.

1114 -

الْحُسَيْن بن عَليّ بن مُحَمَّد أَبُو الطّيب النَّحْوِيّ

الْمَعْرُوف بالتمار

كَذَا ذكره الْخَطِيب، وَقَالَ: حدث عَن مُحَمَّد بن أَيُّوب الرَّازِيّ، وَعنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ.

ص: 536

1115 -

الْحُسَيْن بن عَليّ بن عِيسَى بن الْفرج بن صَالح الربعِي

النَّحْوِيّ ابْن النَّحْوِيّ. قَالَ ابْن النجار: كَانَ نحويا فَاضلا قَرَأَ على أَبِيه. ذكره أَبُو الْكَرم الْمُبَارك بن فاخر فِي جملَة شُيُوخه الَّذين أَخذ عَنْهُم علم الْعَرَبيَّة.

1116 -

الْحُسَيْن بن عَليّ بن الْوَلِيد أَبُو عبد الله النَّحْوِيّ

كَذَا ذكره ابْن النجار، ثمَّ الصَّفَدِي، وَقَالَ: مدح عضد الدولة أَبَا شُجَاع.

وشعره رث، مِنْهُ:

(أخذت بفؤاد متيمها

فمدامعه سكب همل)

(طلعت سحرًا وبدت قمرا

فَبكى دررا لَهُم الرجل)

فِي أَبْيَات أخر.

1117 -

الْحُسَيْن بن عَليّ أَبُو عبد الله النمري

صَاحب التصانيف. لَهُ شعر، وَكَانَ أديبا لغويا، صنف أَسمَاء الْفضة وَالذَّهَب، مَعَاني الحماسة، الْخَيل، الملمع. وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ.

مَاتَ سنة خمس وَثَمَانِينَ وثلاثمائة.

1118 -

الْحُسَيْن بن عَليّ الشَّيْخ حسام الدّين السغناقي الْحَنَفِيّ

كَانَ عَالما فَقِيها نحويا جدليا، أَخذ عَن عبد الْجَلِيل بن عبد الْكَرِيم صَاحب الْهِدَايَة وَغَيره فِي الدُّرَر؛ وَهُوَ أول من شرح الْهِدَايَة. وَله شرح الْمفصل، ذكر فِي أَوله أَنه قَرَأَهُ على حَافظ الدّين البُخَارِيّ سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة. أَخذ عَنهُ الفجدواني وَغَيره.

ص: 537

1119 -

الْحُسَيْن بن فتح أَبُو عَليّ الإشبيلي

قَالَ ابْن الفرضي: [أَصله من نكور، وَسكن إشبيلية] كَانَ مؤدبا بِالْقُرْآنِ، وَله بصر بِالْعَرَبِيَّةِ والنحو وَالشعر، سمع من أبي جَعْفَر الْبَغْدَادِيّ بعض كتب ابْن قُتَيْبَة.

1120 -

حُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد أَبُو عَليّ الْعَنسِي الْيحصبِي

وَيعرف بالغبناطي. قَالَ ابْن الزبير: كَانَ من أهل الْمعرفَة بالنحو واللغة وَالْأَدب وَذَوي النباهة، روى عَن أبي جَعْفَر بن الباذش وَغَيره.

مَاتَ سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة، وَقد قَارب السّبْعين.

1121 -

الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الرافقي النَّحْوِيّ

الْمَعْرُوف بالخالع

قَالَ الصَّفَدِي: كَانَ من كبار النُّحَاة. أَخذ عَن الْفَارِسِي والسيرافي، وَيُقَال: إِنَّه من ذُرِّيَّة مُعَاوِيَة. وَكَانَ من الشُّعَرَاء.

صنف: الْأَمْثَال، تخيلات الْعَرَب، شرح شعر أبي تَمام، صناعَة الشّعْر، الأودية وَالْجِبَال والرمال، وَغير ذَلِك.

كَانَ مَوْجُودا فِي عشر الثَّمَانِينَ وثلاثمائة.

قلت: حدث عَنهُ الْخَطِيب.

1122 -

الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن أَبُو عبد الله الصُّورِي

الضراب النَّحْوِيّ

قَالَ ابْن عَسَاكِر: كَانَ فِي وقته نحوي الْبَلَد، وَله حَال وَاسِعَة، ومذهبه حسن فِي السّنة، حج فَدخل على رجل يقرئ، فَأبى أَن يَأْخُذ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: إِن كنت تقرئ لله فَخذ عَليّ،

ص: 538

وَإِن كنت تقرئ للدنيا فمعي مَا أُعْطِيك، فَأذن لَهُ، فَلَمَّا قَرَأَ الْفَاتِحَة فَسرهَا لَهُ، وَذكر مَا فِيهَا من الْإِعْرَاب، فَقَامَ الشَّيْخ عَن مَكَانَهُ، وَجلسَ بَين يَدَيْهِ، وَقَالَ: أَنْت أَحَق مني بِهَذَا الْموضع.

حدث عَن يُوسُف الميانجي، وَعنهُ أَبُو زَكَرِيَّا عبد الرَّحِيم البُخَارِيّ الْحَافِظ.

وَمَات سنة أَربع عشرَة و

1123 -

الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْحَارِثِيّ الْبكْرِيّ

الدباس الْمَعْرُوف بالبارع النَّحْوِيّ

قَالَ ابْن النجار ثمَّ الصَّفَدِي: كَانَ نحويا لغويا مقرئا، حسن الْمعرفَة بصنوف الْآدَاب، أَقرَأ الْقُرْآن. وَهُوَ من بَيت الوزارة، وَبَينه وَبَين ابْن الهبارية مداعبات، وصنف فِي الْقرَاءَات.

روى عَنهُ ابْن عَسَاكِر وَابْن الْجَوْزِيّ، وَقَالَ: قَرَأَ الْقُرْآن على أبي عَليّ بن الْبناء وَغَيره، وَسمع من القَاضِي أبي يعلى وَغَيره.

وَكَانَ فَاضلا عَارِفًا بالأدب، وَله شعر فِي الْغَايَة، وأضر بِأخرَة.

مولده سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة، وَمَات يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشرى جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة.

1124 -

حُسَيْن بن مُحَمَّد بن نائل الْقُرْطُبِيّ أَبُو بكر

قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ متصرفا فِي الْعَرَبيَّة والغريب وَالشعر، لَهُ حَظّ من حفظ الرَّأْي وَعقد الشُّرُوط، شَاعِرًا صَالحا. سمع من قَاسم بن أصبغ وَغَيره، وبمكة من ابْن الْأَعرَابِي وَغَيره وَحدث. وَفِيه غَفلَة.

ولد سنة سِتّ وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ، وَمَات يَوْم السبت لثلاث خلون من ذِي الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وثلاثمائة.

ص: 539

1125 -

الْحُسَيْن بن مُحَمَّد التعمري أَبُو عَليّ

وتعمر، بِفَتْح الْمُثَنَّاة من فَوق وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم، قَبيلَة من البربر.

قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: نحوي أديب متفنن، إِمَام، وَيعرف بالخماش، أَخذ الْعَرَبيَّة وَالْأَدب عَن أبي عبد الله مُحَمَّد بن عَليّ الْمحلي، وَحدث عَن الْحَافِظ أبي الْعَبَّاس العزفي وَغَيره. أجَاز لي سنة خمس وَسبعين وسِتمِائَة. انْتهى.

1126 -

الْحُسَيْن بن مُحَمَّد أَبُو الْفرج النَّحْوِيّ الْمَعْرُوف بالمستور

كَذَا ذكره ابْن عَسَاكِر، وَقَالَ: لَهُ شعر. مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وثلاثمائة.

1127 -

حُسَيْن بن مُحَمَّد التَّمِيمِي الْعَنْبَري أَبُو عبد الله

الداروني القيرواني

قَالَ الزبيدِيّ: كَانَ إِمَامًا فِي اللُّغَة وَالْعلم بالشعر. مَاتَ سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة.

1128 -

حُسَيْن بن مهذب الْمصْرِيّ اللّغَوِيّ

قَالَ فِي الْمغرب: لَهُ كتاب السَّبَب فِي حصر لُغَات الْعَرَب.

وَمن شعره:

(كَأَنَّمَا اللَّيْل والثريا

تسبح فِي جوزه وتجري)

(زنجية جردت فأبدت

فِي صفحة الصَّدْر عقد در)

ص: 540

1129 -

الْحُسَيْن بن هبة الله الدينَوَرِي الْمَعْرُوف بالجليس

النَّحْوِيّ أَبُو عبد الله

أَكثر أَبُو حَيَّان فِي التَّذْكِرَة من النَّقْل عَنهُ، وَذكره الشَّيْخ مجد الدّين فِي الْبلْغَة، فَقَالَ: لَهُ كتاب ثمار الصِّنَاعَة فِي النَّحْو.

قلت: نقل عَنهُ ابْن مَكْتُوم فِي تَذكرته أَنه قَالَ: فِيهِ علل النَّحْو الْمَشْهُورَة، أَربع وَعِشْرُونَ عِلّة: عِلّة سَماع، عِلّة تَشْبِيه، عِلّة اسْتغْنَاء، عِلّة استثقال، عِلّة فرق، عِلّة توكيد، عِلّة تعويض، عِلّة نَظِير، عِلّة نقيض، عِلّة حمل على الْمَعْنى، عِلّة مشاكلة، عِلّة معادلة، عِلّة قرب ومجاورة، عِلّة وجوب، عِلّة جَوَاز، عِلّة تَغْلِيب، عِلّة اخْتِصَار، عِلّة تَخْفيف، عِلّة دلَالَة حَال، عِلّة أصل، عِلّة تَحْلِيل، عِلّة إِشْعَار، عِلّة تضَاد، عِلّة أولى. وَقد بينتها مشروحة ممثلة فِي تذكرتي، ثمَّ فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى، نَاقِلا لذَلِك من كَلَام ابْن مَكْتُوم وَأبي حَيَّان وَغَيرهمَا.

وللجليس هَذَا ذكر فِي جمع الْجَوَامِع.

1130 -

حُسَيْن بن نصر الضَّرِير الشفاثي

بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَالْفَاء الْخَفِيفَة وَبعد الْألف مُثَلّثَة. لَهُ تواليف فِي الْعَرَبيَّة. كَانَ بِبَغْدَاد قبل الْخمسين وسِتمِائَة.

ذكره الْحَافِظ ابْن حجر فِي التبصير تبعا للذهبي.

1131 -

الْحُسَيْن بن هبة الله الْموصِلِي الْمَعْرُوف بضياء الدّين بن دهن

النَّحْوِيّ الأديب الشَّاعِر. قَالَ فِي الْبَدْر السافر: تصدر لإقراء الْعَرَبيَّة فِي الْموصل، وتقرب عِنْد ملكهَا، ثمَّ تغير عَلَيْهِ، فسافر إِلَى صَلَاح الدّين وخدم ابْنه بحلب، فرتب لَهُ راتبا على الإقراء إِلَى أَن مَاتَ.

ص: 541

وَمن شعره:

(يبتهج النَّاس بأعيادهم

لأجل ذبح أَو لإفطار)

(وَإِنَّمَا عظم سروري بهَا

للثم من أَهْوى بِلَا عَار)

(أرقبها حولا إِلَى قَابل

لِأَنَّهَا غَايَة أوطاري)

1132 -

الْحُسَيْن بن هداب بن مُحَمَّد بن ثَابت أَبُو عبد الله الضَّرِير

النوري، مَنْسُوب إِلَى قَرْيَة تعرف بالنورية من قرى الْحلَّة السيفية، من سقِِي الْفُرَات، نبه عَلَيْهِ ابْن الدبيثي فِي تَرْجَمته من تَارِيخ بَغْدَاد.

قَالَ الصَّفَدِي: سكن بَغْدَاد، وَكَانَ يقرئ النَّحْو واللغة والقراءات، متفننا، فَقِيها شافعيا، عفيفا صينا، كثير الْعِبَادَة، قَرَأَ بالروايات على أبي الْعِزّ بن بنْدَار الوَاسِطِيّ وَغَيره.

وَمَات فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشر رَجَب سنة ثِنْتَيْنِ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة.

1133 -

الْحُسَيْن بن الْوَلِيد بن نصر أَبُو الْقَاسِم بن العريف النَّحْوِيّ

أَخُو الْحسن السَّابِق. قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نحويا عَارِفًا بِالْعَرَبِيَّةِ مُتَقَدما فِيهَا. أَخذ عَن ابْن الْقُوطِيَّة وَغَيره، ورحل إِلَى الْمشرق، وَسمع من أبي طَاهِر الذهلي وَابْن رَشِيق، وَأقَام بِمصْر أعواما، ثمَّ عَاد إِلَى الأندلس، فأدب أَوْلَاد الْمَنْصُور مُحَمَّد بن أبي عَامر، وَكَانَ شَاعِرًا، وَله حَظّ من الْكَلَام. مَاتَ بطليطلة فِي رَجَب سنة تسعين وثلثمائة.

وَقَالَ الْحميدِي فِي تَارِيخ الأندلس: إِمَام فِي الْعَرَبيَّة، أستاذ فِي الْآدَاب، مقدم فِي الشّعْر، وَله فِي الْآدَاب مؤلفات، وَله كتاب فِي النَّحْو اعْترض فِيهِ على أبي جَعْفَر أَحْمد بن مُحَمَّد النّحاس فِي مسَائِل ذكرهَا فِي كِتَابه الْكَافِي.

ص: 542

كَانَ فِي أَيَّام الْمَنْصُور أبي عَامر مُحَمَّد بن أبي عَامر، وَمِمَّنْ يحضر مجالسه، واجتماعاته مَعَ أبي الْعَلَاء صاعد بن الْحسن اللّغَوِيّ مَشْهُورَة، أَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد، قَالَ: أَخْبرنِي أَبُو خَالِد ابْن الرَّأْس بن الْمَنْصُور؛ أَن أَبَا عَامر صَاحب الأندلس جِيءَ إِلَيْهِ بوردة فِي مجْلِس من مجَالِس أنسه أول ظُهُور الْورْد، فَقَالَ فِي الْوَقْت أَبُو الْعَلَاء - وَكَانَ حَاضرا - يُخَاطب الْمَنْصُور:

(أتتك أَبَا عَامر وردة

يحاكي لَك الْمسك أنفاسها)

(كعذراء أبصرهَا مبصر

فغطت بأكمامها راسها)

فَاسْتحْسن الْمَنْصُور مَا جَاءَ بِهِ، وَتَابعه الْحَاضِرُونَ، فحسده أَبُو الْقَاسِم بن العريف - وَكَانَ حَاضرا - فَقَالَ: هِيَ للْعَبَّاس بن الْأَحْنَف، فناكره صاعد، فَقَامَ ابْن العريف إِلَى منزله، وَوضع أبياتا وأثبتها فِي دفتر، وأتى بهَا قبل افْتِرَاق الْمجْلس، وَهِي:

(عشوت إِلَى قصر عباسة

وَقد بدل النّوم حراسها)

(فألفيتها وَهِي فِي خدرها

وَقد صرع السكر أناسها)

(فَقَالَت أسار على هجعة

فَقلت: بلَى فرمت كاسها)

(ومدت إِلَيّ وردة كفها

يحاكي لَك الْمسك أنفاسها)

(كعذراء أبصرهَا مبصر

فغطت بأكمامها راسها)

(وَقَالَت: خف الله لَا تفضحن

فِي ابْنة عمك عباسها)

(فوليت عَنْهَا على غَفلَة

وَمَا خُنْت ناسي وَلَا ناسها)

قَالَ: فَخَجِلَ صاعد، وَحلف فَلم يقبل؛ وافترق الْمجْلس على أَنه سَرَقهَا.

قلت: لَهُ شرح على الْجمل، وقفت عَلَيْهِ.

ص: 543

1134 -

حُسَيْن بن يُوسُف بن يحيى بن أَحْمد الْحُسَيْنِي السبتي

أَبُو عَليّ

نزيل تلمسان. قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ شريفا ظريفا، شَاعِرًا أديبا لوذعيا، مهذبا، لَهُ معرفَة بِالْعَرَبِيَّةِ، ومشاركة فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع، حج وَدخل غرناطة، وَولي الْقَضَاء بِبِلَاد مُخْتَلفَة، ثمَّ قَضَاء الْجَمَاعَة بتلمسان.

ولد سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة، وَمَات يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشرى شَوَّال سنة ثَلَاث وَخمسين وَسَبْعمائة.

1135 -

حسان بن عبد الله بن حسان الإستجي أَبُو عَليّ

قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ نبيلا فِي الْفِقْه، حَافِظًا للرأي، معتنيا بِالْحَدِيثِ والْآثَار، متصرفا فِي اللُّغَة وَالْإِعْرَاب وَالْعرُوض ومعاني الشّعْر وَعلم الْعدَد، لم يكن بإستجة أحد قبله وَلَا بعده مثله. سمع من عبيد الله بن يحيى وَغَيره وَمن إِسْمَاعِيل بن إِسْحَاق الْحَافِظ.

مَاتَ فِي عشر ذِي الْحجَّة سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة عَن سِتّ وَخمسين سنة.

1136 -

حسان بن مَالك بن أبي عَبدة اللّغَوِيّ الأندلسي

أَبُو عَبدة الْوَزير

قَالَ ياقوت: من أَئِمَّة اللُّغَة وَالْأَدب وَأهل بَيت جلالة ووزارة، لَهُ كتاب ربيعَة وَعقيل. واستوزره المستظهر عبد الرَّحْمَن بن هِشَام.

وَمَات عَن سنّ عالية قبل الْعشْرين وثلثمائة.

وَمن شعره:

(إِذا غبت لم أحضر وَإِن جِئْت لم أسل

فسيان مني مشْهد ومغيب)

(فَأَصْبَحت تيميا وَمَا كنت قبلهَا

لتيم وَلَكِن الشبيه نسيب)

ص: 544

1137 -

حسان بن مُحَمَّد الجيبي الإشبيلي أَبُو جَعْفَر

قَالَ أَبُو حَيَّان فِي النضار: كَانَ لغويا أديبا مجيدا، حسن الْخط، رَأَيْته بغرناطة، وَبهَا توفّي قبل خروجي مِنْهَا، وَكَانَ فِي كنف ملكهَا ابْن الْأَحْمَر، ورحل قَدِيما إِلَى تونس، ومدح ملكهَا. انْتهى.

1138 -

حَفْص بن جزي البلوطي أَبُو عمر

قَالَ ابْن الفرضي: كَانَ لَهُ بصر بالنحو والغريب، سمع من عبيد الله بن يحيى بن يحيى وَغَيره.

مَاتَ سنة ثَلَاث - أَو ثِنْتَيْنِ - وَسِتِّينَ وثلثمائة، وَهُوَ ابْن ثَمَان وَتِسْعين سنة.

1139 -

الحكم بن معبد بن عبد الرَّحْمَن بن عبيد الله بن الأصحم

الْخُزَاعِيّ أَبُو عبد الله

قَالَ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان: صَاحب أدب وغريب، تفقه على مَذْهَب الْكُوفِيّين، وروى عَن مُحَمَّد بن حميد وَغَيره.

وَكَانَ كثير الحَدِيث، ثِقَة.

مَاتَ سنة خمس وَتِسْعين وَمِائَتَيْنِ.

أسندنا حَدِيثه فِي الطَّبَقَات الْكُبْرَى.

1140 -

الحكم بن هِشَام بن عبد الرَّحْمَن بن مُعَاوِيَة بن هِشَام

ابْن عبد الْملك بن مَرْوَان بن أُميَّة الْأَمِير أَبُو الْعَاصِ

قَالَ فِي تَارِيخ غرناطة: كَانَ نحويا فصيحا بليغا شَاعِرًا مجيدا أديبا، شَدِيد الحزم، ماضي الْعَزْم، ذَا صولة، حسن التَّدْبِير فِي سُلْطَانه، مَبْسُوط الْيَد، شُجَاع النَّفس، عَظِيم الْعَفو،

ص: 545

أَرَادَ أهل قرطبة خلعه، فأظهره الله عَلَيْهِم، وغزا وَأسر، وَفتح الْحُصُون، وَمَات لأَرْبَع بَقينَ من ذِي الْحجَّة سنة سِتّ وَثَمَانِينَ

عَن اثْنَتَيْنِ وَخمسين.

وَمن شعره:

(نلْت كل الْوِصَال بعد البعاد

فَكَأَنِّي ملكت كل الْعباد)

(وتناهى السرُور إِذا نلْت مَا لم

يفن فِيهِ تكاثف الأجساد)

1141 -

جلالة بن الْحسن الفِهري الأقليشي أَبُو الْحسن بن المديوني

قَالَ ابْن عبد الْملك: كَانَ نحويا أديبا عَارِفًا بهما، كَاتبا محسنا. كتب عَن بعض الْوُلَاة، ودعى بِذِي الوزارتين، وَسكن سرقسطة وغرناطة، ودرس بهما النَّحْو وَالْأَدب.

وَله: تَلْخِيص الفصوص فِي الْعرُوض، ورسائل تدل على إِمْكَانه من الْأَدَب.

1142 -

حمد بن حميد بن مَحْمُود أَبُو مُحَمَّد الدنيسري النَّحْوِيّ

قَالَ الصَّفَدِي: قدم بَغْدَاد، وَسمع من ابْن الْجَوْزِيّ وَجَمَاعَة، وَكَانَ فَاضلا فَقِيها، كَامِل الْمعرفَة بالنحو، وَله يَد فِي فنون من الْعلم، قَلِيل الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا، مؤثرا لأمور الْآخِرَة.

مَاتَ بميافارقين فِي رَجَب سنة ثِنْتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة، وَقد جَاوز السِّتين بِكَثِير.

وَمن شعره:

(رَوَت لي أَحَادِيث الغرام صبابتي

بإسنادها عَن بانة الْعلم القرد)

(عَن الدمع عَن طرفِي القريح عَن الجوى

عَن الشوق عَن قلبِي الجريح عَن الوجد)

1143 -

حمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْخطاب أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ

من ولد زيد بن الْخطاب، أخي عمر رضي الله عنه. قَالَ السلَفِي: ذكر الجم الْغَفِير أَن اسْمه " حمد " بِفَتْح الْحَاء، وَهُوَ الصَّوَاب. وَقيل: اسْمه أَحْمد.

ص: 546

وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: سُئِلَ عَن اسْمه، فَقَالَ: هُوَ حمد؛ لَكِن النَّاس كتبوه أَحْمد، فتركته عَلَيْهِ.

وَقَالَ الثعالبي فِي الْيَتِيمَة: كَانَ يشبه فِي زَمَانه بِأبي عبيد الْقَاسِم بن سَلام.

وَقَالَ السَّمْعَانِيّ: كَانَ حجَّة صَدُوقًا، رَحل إِلَى الْعرَاق والحجاز وجال خُرَاسَان، وَخرج إِلَى مَا وَرَاء النَّهر، وتفقه بالقفال الشَّاشِي، وَغَيره. وَأخذ الْأَدَب عَن أبي عمر الزَّاهِد وَإِسْمَاعِيل الصفار، وَألف فِي فنون.

وروى عَنهُ أَبُو عبد الله الْحَاكِم وَخلق.

وَله من التصانيف: غَرِيب الحَدِيث، شرح البُخَارِيّ، شرح أبي دَاوُد، الْعُزْلَة، وَغير ذَلِك.

مولده فِي رَجَب سنة تسع عشرَة وثلثمائة، وَمَات بست سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ. وَقيل. يَوْم السبت سادس ربيع الآخر سنة سِتّ وَثَمَانِينَ.

وَوَقع فِي المنتظم لِابْنِ الْجَوْزِيّ سنة تسع وَأَرْبَعين، وَهُوَ غلط.

1144 -

حمد بن فورجة

تقدم فِي مُحَمَّد بن حمد للِاخْتِلَاف فِي اسْمه.

1145 -

حمدون بن أبي سهل الْمُقْرِئ أَبُو مُحَمَّد النَّحْوِيّ النَّيْسَابُورِي

قَالَ الْحَاكِم: حدث عَن النَّضر بن أبي عَاصِم، وَعَفَّان بن مُسلم. وَعنهُ ابْن خُزَيْمَة وَأَبُو عَمْرو الْمُسْتَمْلِي.

1146 -

حَمْزَة بن الْحُسَيْن بن عبد الله بن مُحَمَّد الْجبَاب

قَالَ السلَفِي فِيمَا نقل عَن خطه: من أهل اللُّغَة والضبط والخط وَالْحسن.

ص: 547