المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قلت: أَما عَدمُ تَفسيرِهم فلِكَوْنِه مُعَرَّباً، وَلم يكن من لسانهم، - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٩

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الْقَاف مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌قتد

- ‌قترد

- ‌قثد

- ‌قثرد

- ‌قحد

- ‌قدد

- ‌قرد

- ‌قرصد

- ‌قرمد

- ‌قرهد

- ‌قرند

- ‌قزد

- ‌قسد

- ‌قسبد

- ‌قشبد

- ‌قشد

- ‌قصد

- ‌قعد

- ‌قفد

- ‌قفعد

- ‌قفند

- ‌قلد

- ‌قلعد

- ‌قلقشند

- ‌قمحد

- ‌قمد

- ‌قْمَهَدَّ

- ‌قمعد

- ‌قند

- ‌قنفد

- ‌قَود

- ‌قهد

- ‌قهمد

- ‌قيد

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌كأَد

- ‌كبد

- ‌كتد

- ‌كدد

- ‌كرد

- ‌كربد

- ‌كرمد

- ‌كركد

- ‌كزد

- ‌كسد

- ‌كشتغد

- ‌كشد

- ‌كعد

- ‌كغد

- ‌كلد

- ‌كلهد

- ‌كمد

- ‌كمرد

- ‌كمهد

- ‌كنبد

- ‌كند

- ‌كنعد

- ‌كود

- ‌كهد

- ‌كيد

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌لبد

- ‌لتد

- ‌لثد

- ‌لجد

- ‌لحد

- ‌لدد

- ‌لزورد

- ‌لسد

- ‌لغد

- ‌ لُكْدَ

- ‌لقد

- ‌لمد

- ‌لود

- ‌لهد

- ‌ليد

- ‌(فصل الْمِيم)

- ‌(مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌مأَد

- ‌مبد

- ‌متد

- ‌مثد

- ‌مجد

- ‌مخد

- ‌مدد

- ‌مذد

- ‌مرد

- ‌مرند

- ‌مرخد

- ‌مزد

- ‌مسد

- ‌مصد

- ‌مضد

- ‌معد

- ‌مغد

- ‌مقد

- ‌مكد

- ‌ملد

- ‌ممد

- ‌مند

- ‌مهد

- ‌ميد

- ‌(فصل النُّون مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌نأَد

- ‌نبد

- ‌نثد

- ‌نجد

- ‌نحد

- ‌ندد

- ‌نرد

- ‌نَشد

- ‌نضد

- ‌نفد

- ‌نقد

- ‌نقرد

- ‌نكد

- ‌نمرد

- ‌نومد

- ‌نود

- ‌نورد

- ‌نوند

- ‌نهد

- ‌نهند

- ‌(فصل الْوَاو مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌وأَد

- ‌وبد

- ‌وتد

- ‌وجد

- ‌وحد

- ‌وخد

- ‌ودد

- ‌ورد

- ‌وسد

- ‌وَصد

- ‌ وَطَدَ

- ‌وعد

- ‌وغد

- ‌وَفد

- ‌وَقد

- ‌وكد

- ‌ولد

- ‌وَمد

- ‌ ونَدً

- ‌وهد

- ‌(فصل الهاءِ مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌هبد

- ‌هبرد

- ‌هجد

- ‌هدد

- ‌هدبد

- ‌هرد

- ‌هرند

- ‌هزارمرد

- ‌هرشد

- ‌هركند

- ‌هسد

- ‌هكد

- ‌هلد

- ‌همد

- ‌هِنْد

- ‌هود

- ‌هيد

- ‌(فصل الياءِ مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌يبد

- ‌يدد

- ‌يرد

- ‌يزدْ

- ‌يندد

- ‌يقد

- ‌يكد

- ‌(بَاب الذَّال)

- ‌أَبذ

- ‌(فصل الْهمزَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌أَخذ

- ‌أَذذ

- ‌أَزذ

- ‌أَسبذ

- ‌أَصبهبذ

- ‌إِستراباذ

- ‌أَستذ

- ‌(فصل الباءِ الموحّدة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌بذذ

- ‌بسذ

- ‌بغدذ

- ‌بوذ

- ‌(فصل التاءِ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌تخذ

- ‌ترمِذ

- ‌تلمذ

- ‌(فصل الْجِيم مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌جأَذ

- ‌جبذ

- ‌جخذ

- ‌جذذ

- ‌جرذ

- ‌جربذ

- ‌جلذ

- ‌جنذ

- ‌جنبذ

- ‌جوذ

- ‌جهبذ

- ‌جيذ

- ‌(فصل الحاءِ الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌حبذ

- ‌حذذ

- ‌خرفذ

- ‌حضذ

- ‌حمذ

- ‌حنبذ

- ‌حنذ

- ‌حوذ

- ‌حيذ

- ‌(فصل الخاءِ الْمُعْجَمَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌خذذ

- ‌خربذ

- ‌خردذ

- ‌خرزذ

- ‌خنذ

- ‌خوذ

- ‌(فصل الدَّال الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌دبذ

- ‌دوذ

- ‌دينباذ

- ‌(فصل الذَّال الْمُعْجَمَة مَعَ مثلهَا)

- ‌ذوذ

- ‌(فصل الراءِ مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌ربذ

- ‌رذذ

- ‌روذ

- ‌ريذ

- ‌(فصل الزَّاي مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌زبذ

- ‌زمرذ

- ‌زغذ

- ‌زوذ

- ‌(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌سبذ

- ‌ستذ

- ‌سنبذ

- ‌سفذ

- ‌سمذ

- ‌(فصل الشين الْمُعْجَمَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌شبذ

- ‌شبرذ

- ‌شجذ

- ‌شْحَذَ

- ‌شخذ

- ‌شذذ

- ‌شرذ

- ‌شربذ

- ‌شعذ

- ‌شعبذ

- ‌شقذ

- ‌شمذ

- ‌شمرذ

- ‌شمشذ

- ‌شمهذ

- ‌شنبذ

- ‌شنذ

- ‌شوذ

- ‌(فصل الصَّاد الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌صبهبذ

- ‌صطربذ

- ‌(فصل الطاءِ الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌طبرزذ

- ‌طخرذ

- ‌طرمذ

- ‌طفذ

- ‌طنبذ

- ‌(فصل الْعين الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌عشجذ

- ‌عقذ

- ‌عنذ

- ‌عوذ

- ‌{عَيِّذٌ

- ‌(فصل الْغَيْن مَعَ الذَّال، المعجمتين)

- ‌غذذ

- ‌غلذ

- ‌غنذ

- ‌غندرذ

- ‌غيذ

- ‌(فصل الفاءِ مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌فَخذ

- ‌فذذ

- ‌فرسبذ

- ‌فرهذ

- ‌فرمذ

- ‌فرنبذ

- ‌فطذ

- ‌فلذ

- ‌فنذ

- ‌فوذ

- ‌(فصل الْقَاف مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌قبذ

- ‌قذذ

- ‌قشذ

- ‌قشمذ

- ‌قلذ

- ‌قنفذ

- ‌قهزذ

- ‌قوذ

- ‌قيذ

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌كبذ

- ‌كذذ

- ‌كغذ

- ‌كلذ

- ‌كلبذ

- ‌كنبذ

- ‌كنجرذ

- ‌كوشذ

- ‌كوذ

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌لبذ

- ‌لجذ

- ‌لذذ

- ‌لمذ

- ‌لوذ

- ‌(فصل الْمِيم مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌متذ

- ‌مذذ

- ‌مرذ

- ‌ملذ

- ‌ملقبذ

- ‌مُنْذُ

- ‌ممشذ

- ‌موذ

- ‌مبذ

- ‌متذ

- ‌ميذ

- ‌ميمذ

- ‌(فصل النُّون مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌نبذ

- ‌نجذ

- ‌نخذ

- ‌نذذ

- ‌نفذ

- ‌نقذ

- ‌نمذبذ

- ‌نهذ

- ‌نوجبذ

- ‌نمرد

- ‌نوذ

- ‌{نَوْذٍ

- ‌نوزبذ

- ‌نهوذ

- ‌(فصل الْوَاو مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌وبذ

- ‌وجذ

- ‌وَخذ

- ‌وذذ

- ‌ورذ

- ‌وقذ

- ‌ولذ

- ‌ومذ

- ‌ويبذ

- ‌ويذبذ

- ‌ويزذ

- ‌(فصل الهاءِ مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌هبذ

- ‌هذذ

- ‌هربذ

- ‌هرذ

- ‌همذ

- ‌هنبذ

- ‌هوذ

- ‌يوذ

- ‌يزدذ

الفصل: قلت: أَما عَدمُ تَفسيرِهم فلِكَوْنِه مُعَرَّباً، وَلم يكن من لسانهم،

قلت: أَما عَدمُ تَفسيرِهم فلِكَوْنِه مُعَرَّباً، وَلم يكن من لسانهم، وأَما المُصنّف فإِنه الفارِس فِي اللِّسَانينِ، فَلهُ أَن يَقُول: عِنْدِي. ويختار مَا اقتضَتْه القواعِدُ ويَرُدّ مَا تُخَالِفه، ثمَّ قَالَ: على أَن قَوْلَه لم يُفَسّروه كلامٌ لَا أَصْلَ لَهُ. فقد ذكره أَبو حَيّان وفَسّر فِي شَرْح التَّسهيل بأَنّه الطويلُ العَظِيمُ العُنُقِ. قلت: قد كفانَا المُصَنِّف مُؤْنَة الجَوابِ، فإِنه ذَكَره فِي الَّتِي تَلِيها. وأَما قُسْبَنْد فَلَا شَكَّ أَنه مُعَرَّب، وَهُوَ ظَاهر. وَالله أَعلمُ.

‌قشبد

: (القُشْبَنْدُ) كالأَول إِلاّ أَن الشين مُعجَمَةٌ. أَهمله الجماعَة، وَقَالَ أَبو حَيَّان فِي شرح التسهيل: هُوَ (الطَّوِيلُ العَظِميُ العُنُقِ) ، وهاذا الَّذِي ذكر شَيْخُنا أَنه ذكره أَبو حَيَّان فِي شرح التسهيل وفَسَّره، فاشتبهَ عَلَيْهِ، (وَهِي بِهاءٍ) .

‌قشد

: (القِشْدَةُ، بِالْكَسْرِ: الثُّفْلُ يَبْقَى أَسْفَلَ الزُّبْدِ إِذَا طُبِخَ مَعَ السَّوِيقِ والتَّمْرِ) . وَفِي الْمُحكم، مَعَ السَّويق ليتَّخذ سَمْناف، (كالقُشَادَةِ، بالضَّمِّ)، وَقيل: هِيَ ثُفْلُ السَّمْن، (و) القِشْدَةُ (: عُشْبَةٌ كَثِيرةُ اللَّبَنِ) والإِهَالَةِ. (و) القِشْدَة: الزُّبْدَةُ (الرَّقِيقَةُ) ، هاكذا بالراءِ، وَفِي بعض الأُمهات الدَّقيقةُ، بِالدَّال. قلت: وهاذا الَّذِي ذَكره هُوَ المَعروف عِنْد العامّة الآنَ، والطاءُ لُغةٌ فِيهِ. وَقَالَ أَبو الهَيْثَم: إِذا طَلَعَتِ البَلْدَةُ أُكِلْت القِشْدَةُ. قَالَ: وتُسمَّى القِشْدَةُ الإِثْرَ والخِلَاصَةَ والأُلَاقَةُ، وَعَن الكسائيّ: يُقَال لِثُفْلِ السَّمْنِ: القِلْدَة والقِشْدَة والكُدَادَة.

(وقَشَدَه) لُغَة فِي (قَشَطَهُ) .

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

اقْتَشَدَ السَّمْنَ: جَمَعَهُ.

‌قصد

: (القَصْدُ: استقامَةُ الطَّرِيقِ)، وهاكذا فِي المُحكم والمُفْرَدات للراغب. قَالَ الله تَعَالَى فِي كِتَابه الْعَزِيز:{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} (سُورَة النَّحْل، الْآيَة: 9) أَي على الله تَبْيِينُ

ص: 35

الطريقِ المستقيمِ والدُّعَاءُ إِليه بالحُجَجِ والبَرَاهِينِ الوَاضِحَةِ، {وَمِنْهَا جَآئِرٌ} ، أَي ومِنها طَرِيقٌ غيرُ قَاصِدٍ. وطَرِيقٌ قاصِدٌ سَهْلٌ مُستقيمٌ، وسيأْتي، ومثلُه فِي البصائرِ: وَزَاد فِي المفرداتِ: كأَنه يَقْصد الوَجْهِ الَّذِي يَؤُمُّه السالِكُ لَا يَعْدِل عَنهُ، فَهُوَ كنَهرٍ جارٍ، وأَورده الزمخشريُّ فِي الأَساس من الْمجَاز. (و) القَصْدُ (الاعْتِمَادُ، والأَمُّ) تَقول (: قَصَدَه و) قَصَدَ (لَهُ و) قَصَدَ (إِلَيْهِ) ، بِمَعْنى، (يَقْصدُه) بِالْكَسْرِ، وَكَذَا يَقْصهد لَهُ ويَقْصِد إِليه. وَفِي اللسانِ والأَساس: القَصْدُ: إِتْيَانُ الشيْءِ، يُقَال: قَصَدْتُ لَهُ وقَصَدْت إِليه. وإِليكَ قَصْدِي. وأَقْصَدَنِي إِليك الأَمْرُ. (و) من الْمجَاز: القَصْدُ فِي الشيْءِ (: ضِدُّ الإِفْراطِ) ، وَهُوَ مَا بَين الإِسرافِ والتَّقْتِير، والقَصْدُ فِي المَعِيشَة: أَن لَا يُسْرِف وَلَا يُقَتِّرَ، وقَصَدَ فِي الأَمْرِ لم: يَتجاوَزْ فِيهِ الحَدَّ، وَرَضِيَ بالتَّوَسُّطِ، لأَنه فِي ذَلِك يَقْصِدُ الأَسَدَّ، (كالاقْتِصادِ)، يُقَال: فُلانٌ مُقْتَصِدٌ فِي المَعِيشة وَفِي النَّفَقَة، وَقد اقْتَصَد. واقْتَصَدَ فِي أَمرِه: استقامَ. وَفِي البصائر للمصنِّف: واقْتَصَدَ فِي النَّفَقَةِ: تَوَسَّطَ بَين التَّقْتيرِ والإِسراف، قَالَ صلَّى الله صلى الله عليه وسلم (وَلَا عَالَ مَن اقْتَصَدَ) . وَمن الاقتصاد مَا هُوَ مَحْمُودٌ مُطْلَقاً، وذالك فِيمَا لَهُ طَرفانِ: إِفراطٌ وتَفْرِيطٌ، كالجُودِ، فإِنه بَين الإِسرافِ والبُخْلِ، وكالشَّجاعَة، فإِنها بَين التَّهَوُّرِ والجُبْنِ. وإِليه الإِشارةُ بقولِه:{وَالَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ} (سُورَة الْفرْقَان، الْآيَة: 67) وَمِنْه مَا هُوَ مُتَرَدِّدٌ بَين المَحْمُودِ والمَذمومِ، وَهُوَ فِيمَا يَقع بَين محمودٍ ومَذمومٍ، كالوَاقِع بَين العَدْلِ والجَوْرِ، وعَلى ذَلِك قولُه تَعَالَى:{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ} (سُورَة فاطر، الْآيَة: 32) انْتهى. وَفِي سرّ الصِّنَاعَة لِابْنِ جِنّى: أَصلُ ق ص د ومَواقِعها فِي كلامِ الْعَرَب: الاعتِزامُ والتَّوَجُّه والنُّهُودُ والنُّهوضُ نحوَ الشيْءِ، على اعْتِدَالٍ كانَ ذالك أَو جَوْرٍ، هاذا أَصلُه فِي الْحَقِيقَة، وإِن كَانَ قد يُخَصُّ فِي بعْضِ الْمَوَاضِع بقَصْدِ الاستقامَة دُونَ المَيْلِ، أَلَا تَرَى أَنَّكَ تَقْصِدُ

ص: 36

الجَوْرَ تارَةً كَمَا تَقْصِد العَدْلَ أُخْرَى؟ فالاعتزامُ والتَّوَجُّه شامِلٌ لَهما جَميعاً (و) عَن ابْن بُزُرْج: القَصْد (: مُوَاصَلَةُ الشاعِرِ عَمَلَ القَصائدِ) وإِطالَتُه، (كالاقْتِصادِ) ، هاكذا فِي النُّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالصَّوَاب: كالإِقْصَادِ، قَالَ:

قَدْ وَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِي الهَزْهَازْ

تَدْفَعُ عَنْ أَعْنَاقِها بِالأَعْجَازْ

أَعْيَتْ عَلَى مُقْصِدِنا والرَّجَّازِ

قَالَ ابْن بُزُرْج: أَقْصَدَ الشاعرُ، وأَرْمَل، وأَهْزَج، وأَرْجَزَ، من القَصِيد والرَّمَل والهَزَج والرَّجَز. (و) القَصْدُ (: رَجُلٌ لَيْسَ بالجَسيمِ وَلَا بالضَّئيلِ) ، وكُلُّ مَا بَيْنَ مُسْتَوٍ غيرِ مُشْرِفٍ وَلَا ناقِصٍ فَهُوَ قَصْدٌ، (كالمُقْتَصِدِ والمُقَصَّدِ، كمُعَظَّم) ، وَالثَّانِي هُوَ الْمَعْرُوف وَفِي الحَدِيث عَن الجَرِيرِيّ قَالَ (كنت أَطوفُ بالبَيْتِ مَعَ أَبي الطُّفَيل، فَقَالَ: مَا بَقِي أَحدٌ رأَى رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلمغيري، قَالَ: قلتُ لَهُ: وَرَأَيْتَه؟ قَالَ: نعم، قلتُ: فَكيف كانَ صِفَتُه؟ قَالَ: كَانَ أَبيضَ مَلِيحاً مُقَصَّداً:) . قَالَ: أَراد المُقَصَّدِ أَنه كَانَ رَبْعَةً. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: المُقَصَّدُ من الرجالِ يكون بمعنَى القَصْدِ وَهُوَ الرَّبْعَةُ. وَقَالَ اللَّيْث: المُقَصد من الرِّجَال: الَّذِي ليسَ بِجَسيمٍ وَلَا قَصيرٍ. وَقد يُسْتَعْمَل هاذا النعْتُ فِي غير الرِّجال أَيضاً. وَقَالَ ابنُ الأَثير فِي تَفْسِير المُقْصَّد فِي الحَدِيث: هُوَ الَّذِي لَيْسَ بطَويلٍ وَلَا قَصيرٍ وَلَا جَسيم، كأَنّ خَلْقَه نُحِيَ بِهِ القَصْدُ من الأُمورِ، والمُعْتَدِل الَّذِي لَا يَمِيل إِلى أَحدِ طَرَفِي التفريطِ والإِفراط. (و) القَصْدُ (: الكَسْرُ بأَيِّ وَجْهٍ) . وَفِي بعض الأُمهات: فِي أَيّ وَجْهٍ (كَانَ)، تَقول: قَصَدْتُ العُودَ قَصْداً: كَسَرْتُه (أَو) هُوَ الكَسْرُ (بِالنِّصْفِ، كالتَّقْصِيد) قَصَدْتُه أَقْصِدُه، وقَصَّدْتُه تَقْصيداً (وانْقَصَدَ وتَقَصَّدَ)، أَنشد ثَعْلَب:

إِذا بَرَكَتْ خَوَّتْ عَلَى ثَفِنَاتِهَا

عَلَى قَصَبٍ مِثْلِ اليَرَاعِ المُقَصَّدِ

شَبَّه صوْتَ الناقَة بالمَزاميرِ. وَقد انقَصَد الرُّمْحُ: انكَسَرَ بِنِصْفِيْنِ حَتَّى

ص: 37

يَبِينَ، وَفِي الحَدِيث:(كَانَت المُدَاعَسَةُ بالرِّماحِ حَتَّى تَقَصَّدَتْ) . أَي تَكَسَّرَتْ وصارَت قِصَداً، أَي قِطَعاً. (و) القَصْدُ (: العَدْلُ) قَالَ أَبو اللحام التَّغْلبيّ:

عَلَى الحَكَمِ المَأْتِيِّ يَوْماً إِذَا قَضَى

قَضِيَّتَهَ أَنْ لَا يَجُورَ وَيَقْصِدُ

قَالَ الأَخفش: أَراد: ويَنْبَغِي أَن يَقْصِد، فَلَمَّا حَذَفه وأَوْقَع يَقْصِد مَوقِعَ يَنْبَغِي رفَعه، لوُقُوعه موقع المَرْفُوعِ. وَقَالَ الفَرّاءُ: رَفعه للمخالفةِ، لأَن مَعْنَاهُ مُخَالِفٌ لما قَبْلَه، فخُولِف بَينهمَا فِي الإِعراب. قَالَ ابْن بَرِّيّ: مَعْنَاهُ: على الحَكَمِ المَرْضِيِّ بِحُكْمهِ المَأْتِيِّ إِليه لِيَحْكُمَ أَن لَا يَجُورَ فِي حُكْمِه، بل يَقْصِد أَي يَعْدِل، ولهاذا رَفعه وَلم يَنصبه عَطفاً على قَوْله أَن لَا يَجُورَ، لفسادِ الْمَعْنى، لأَنه يَصيرُ التقديرُ عَلَيْهِ أَن (لَا يجوز وَعَلِيهِ أَن) لَا يَقْصِد، وَلَيْسَ المَعْنَى على ذالك، بل المَعْنَى: ويَنْبَغِي لَهُ أَن يَقْصِد، وَهُوَ خَبَرٌ بمعنَى الأَمْرِ، أَي وليَقْصِدْ. وَفِي الحَدِيث (القَصْدَ القَصْدَ تَبْلُغُوا) أَي عَلَيْكُم بالقَصْدِ فِي الأُمور، فِي القَوْل والفِعل، وَهُوَ الوَسَطُ بَين الطَرفَينِ، وَهُوَ منصوبٌ على المَصْدَرِ المُؤَكَّد، وتَكراره للتأْكيد. وَفِي بعض النّسخ: وَالْقَوْل، بدل، وَالْعدْل، وَهُوَ غلط. (و) القَصْدُ (التَّقْتِيرُ) ، هاكذا فِي نسختنا، وَفِي أُخرى مُصحَّحَة التَّفْسِير، وكلٌّ مِنْهُمَا غير ملائمٍ للمقامِ، وَالَّذِي يَقْتَضِيهِ كلامُ أَئمة الغَرِيب: والقَصْدُ: القَسْرُ، بِالْقَافِ وَالسِّين، فَفِي اللِّسَان: قَصَدَه قَصْداً: قَسَرَه، أَي قَهَره، وَهُوَ الصوابُ. وَالله أَعلم.

(و) القَصَدُ، (بالتَّحرِيكِ: العَوْسَجُ) ، يَمانية، عَن أَبي حنيفَة، (وقَصَدُ العَوْسَجِ ونَحْوِهِ)، كالأَرْطَى والطَّلْحِ (: أَغْصَانُه النَّاعِمَةُ) وغَبَلُه، وَقد قَصَّدَ العَوْسَجُ إِذا أَخرجَ ذالك، كَذَا فِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع. (و) القَصَدُ (: الجُوعُ، و)

ص: 38

القَصَد (: مَشْرَةُ العِضَاهِ) ، وَهِي بَرَاعِيمُها وَمَا لَانَ قَبحلَ أَنْ يَعْثُوَ، وَقد أَقْصَدَت العِضَاهُ وقَصَّدَتْ، كالقَصِيد، الأَخيرةُ عَن أَبي حنيفَة، وأَنشد:

وَلَا تَشْعَفَاها بالجِبَال وَتَحْمِيَا

عَلَيْهَا ظَلِيلاتٍ يَرِفُّ قَصِيدُهَا

وَعَن اللَّيْث: القَصَدُ: مَشْرَةُ العِضَاه (أَيَّامَ الخَرِيف) ، تُخْرِج بعْدَ القَيْطِ الوَرقَ فِي العِضَاهِ أَغصانٌ رَطْبَةٌ غَضَّةٌ رِخَاصٌ، تُسَمَّى كُلُّ واحدةٍ مِنْهَا قَصَدَةً. (أَو القَصَدَةُ مِنْ كُلِّ شَجرةٍ شائِكَةٍ) أَي ذَات شَوْك (: أَنْ يَظْهَرَ نَبَاتُهَا أَوَّلَ مَا تَنْبُتُ) . وهاذا عَن ابنِ الأَعرابيّ.

(و) قَصُدَ البَعِيرُ، (كَكَرُمَ، قَصَادَةً)، بِالْفَتْح (: سَمِنَ) ، فَهُوَ قَصِيدٌ. نقَلَه الصاغانيّ.

(والقِصْدَةُ: بِالْكَسْرِ: القِطْعَةُ مِمَّا يُكْسَرُ، ج) قِصَدٌ (كعِنَبٍ) وكلُّ قِطْعَةٍ قِصْدَة (ورُمْحٌ قَصِدٌ، ككَتِفٍ، وقَصِيدٌ) كأَمِيرٍ، بَيِّنُ القَصَدِ (و) رُمْحٌ (أَقْصَادٌ) أَي (مُتَكَسِّرٌ) وَفِي الأَساسِ: رُمْحٌ قَصِيدٌ: سَريع الانكسارِ، وَفِي التَّهْذِيب: وإِذا اشْتَقُّوا لَهُ فِعْلاً قَالُوا: انْقَصَد، وقَلَّمَا يَقولون قَصِدَ، إِلَاّ أَنَّ كُلَّ نَعْتٍ على فَعِلٍ لَا يمْنَع صُدُورُه من انْفَعَلَ. وأَنشد أَبو عُبَيدٍ لقَيْس بنِ الخَطِيمِ:

تَرَى قِصَدَ المُرَّانِ تُلْقَى كَأَنَّهَا

تَذَرُّعُ خُرْصَانٍ بِأَيْدِي الشَّوَاطِبِ

وَقَالَ آخر:

أَقْرُو إِلَيْهِم أَنَابِيبَ القَنَا قِصَدا

يُرِيد: أَمشى إِلَيْهِم على كِسَرِ الرِّماح؛ وَقَالَ الأَخفش فِي رُمْحٍ أَقْصَادٍ: هاذا أَحَدُ مَا جاءَ على بِنَاءِ الجَمْعِ. وَفِي اللِّسَان: وقَصَدَ لَهُ قِصْدَةً مِنْ عَظْمٍ، وَهِي الثُّلُث أَو الرُّبعُ من الفَخِذ أَو الذِّراعِ أَو السَّاقِ أَو الكَتِف؛ وَالَّذِي فِي أَفعال ابنِ القَطَّاع وقَصَدَ مِن العَظْمِ قِصْدَةً: دون نِصْفِه إِلى الثُّلُث أَو الرُّبع.

(والقَصِيدُ) مِن الشِّعْرِ (: مَا تَمَّ شَطْرُ أَبْيَاتِه) . وَفِي التَّهْذِيب: شَطْرُ أَبْنِيَتِهِ، سُمِّيَ بذالك لكَماله وصِحَّةِ وَزْنه، وَقَالَ ابنُ جِنِّي: سُمِّيَ قَصِيداً لأَنه قُصِدَ واعْتُمِدَ، وإِن كانَ مَا قَصُرَ

ص: 39

مِنْهُ واضْطَرَب بِنَاؤُه نَحْو الرَّمَل والرَّجَز شِعْراً مُرَاداً مَقصوداً، وذالك أَن مَا تَمَّ من الشِّعر وتَوَفَّر آثَرُ عندَهم وأَشَدُّ تَقَدُّماً فِي أَنْفُسِهم مِمَّا قَصُرَ واخْتَلَّ، فسَمَّوْا مَا طالَ ووَفَرَ قَصِيداً، أَي مُرَاداً مَقصوداً، وإِن كَانَ الرَّملُ والرَّجَز أَيضاً مُرَادَيْنه مَقْصُودَيْنِ. والجَمْعُ قَصَائِدُ، وربَّما قَالُوا: قَصِيدَةٌ. وَفِي الصِّحَاح: القَصِيدُ جَمْعُ القَصِيدَة. كسُفِينٍ جمعُ سَفِينةٍ، وَقيل: الجَمْعُ قَصائدُ وقَصِيدٌ. قَالَ ابْن جِنِّي: فإِذا رأَيْتَ القصيدَةَ الوَاحِدَةَ قد وَقَعَ عَلَيْهَا القَصِيدُ، بِلَا هاءٍ، فإِنما ذالك لأَنه وُضِعَ على الواحِد اسمُ الجِنْس اتِّساعاً، كَقَوْلِك: خَرجْتُ فإِذا السَّبعُ، وقتَلْتُ اليومَ الذِّئْبَ، وأَكَلْت الخُبْزَ، وشَرِبت الماءَ. (ولَيْسَ إِلَاّ ثَلَاثَةَ أَبْيَاتِ فَصَاعِداً أَو سِتَّةَ عَشَرَ فَصَاعِداً) . قَالَ أَبو الحَسَن الأَخْفَشُ: وممَّا لَا يَكاد يوجَد فِي الشِّعْر البَيْتَانِ المُوطَآنِ لَيْسَ بَينهمَا بيتٌ، والبَيْتَانِ المُوطَآن وَلَيْسَت القصيدةُ إِلَاّ ثلاثَة أَبياتٍ، فجعلَ القصيدَة علَى ثلاثةِ أَبياتٍ؛ قَالَ ابنُ جِنّى: وَفِي هاذا القَوْل من الأَخْفَش جَوَازٌ، وذالك لِتسميته مَا كَانَ على ثَلاثَةِ أَبياتٍ قَصِيدةً. قَالَ: وَالَّذِي فِي الْعَادة أَنْ يُسَمَّى مَا كَانَ على ثلاثةِ أَبياتٍ أَو عَشَرَةٍ أَو خَمْسَةَ عَشرَ: قِطْعَةً. فأَمَّا مَا زَاد على ذالك فإِنما تُسميه العَرَب قَصِيدةً، وَقَالَ الأَخفش مَرَّة: القَصِيدُ من الشّعْر هُوَ الطَّوِيلُ والبَسيطُ التَّامُّ والكامِلُ التامُّ والمَدِيد التامُّ، والوافِرُ التامُّ، والرجَز التامُّ، والخَفِيف التامُّ، وَهُوَ كلُّ مَا تَغَنَّى بِهِ الرُّكْبَانُ. قَالَ: وَلم نسمعهم يَتَغَنَّوْن بالخَفِيفِ. ومعنَى قَوْله: المَدِيدُ التامُّ، والوافِرُ التامُّ، أَتَمُّ مَا جاءَ مِنْهُمَا فِي الاستعماله أَعْنِي الضَّرْبَيْنِ الأَوّلَيْنِ مِنْهُمَا، فأَمَّا أَن يَجِيئا على أَصْلِ وَضْعِهما فِي دائِرتَيْهما فذالك مَرْفُوض مُطَّرَحٌ، كَذَا فِي اللِّسَان. (و) قيل: سُمِّيَ قَصِيداً لأَنّ قَائلَه احْتَفَل لِ فنَقَّحه بالفْظِ الجَيِّد والمَعْنَى المُخْتَار، وأَصْلُه من القَصِيد وَهُوَ (المُخُّ) الغليظُ (السَّمِينُ) الَّذِي يَتَقَصَّد أَي يَتَكَسَّر لِسِمَنِهِ، وضِدُّه الرَّارُ، وَهُوَ المُخُّ السائلُ الَّذِي يَمِيعُ كالماءِ وَلَا يَتَقَصَّدُ. والعربُ تَستعيرُ السِّمَنَ فِي

ص: 40

الكلامِ الفصيحِ، فَتَقول: هاذا كَلَامٌ سَمِينٌ، أَي جَيِّد وَقَالُوا: شِعْرٌ قُصِّدَ، إِذا نُقِّحَ وجُوِّدَ وهُذِّب، وَقيل: سُمِّيَ الشِّعْرُ التامُّ قَصيداً لأَن قائلَه جَعَلَه مِن بَالِه فَقَصَدَ لَهُ قَصْداً وَلم يَحْتَسه حَسْياً على مَا خَطَر بِبَالِه وجَرَى على لِسَانِه، بل رَوَّى فِيهِ خاطِرُه. واجْتَهَد فِي تَجْوِيده، وَلم يَقْتَضِبْهُ اقْتِضَاباً، فَهُوَ فَهيلٌ مِن القَصْدِ، وَهُوَ الأَمُّ، وَمِنْه قولُ النابِغَةِ:

وقَائِلَةٍ مَنْ أَمَّهَا واهْتَدَى لَهَا

زِيَادُ بْنُ عَمْرٍ وأَمَّهَا وَاهْتَدَى لَهَا

أَرادَ قَصِيدَته الَّتِي يَقُول فِيهَا:

يَا دَارَميصةَ بِالعَلْياءِ فَالسَّنَدِ

والقَصِيدةُ: المُخَّةُ إِذا خَرَجَتْ مِنَ العَظْمِ، وإِذا انْفَصلَتْ مِن مَوْضعِها أَو خَرجتْ، قيل: انْقَصَدَتْ وتَقَصَّدَتْ، وَقد قَصَدَهَا قَصْداً، وقَصَّدَهَا: كَسَرَهَا. (أَو دُونَ، كالقَصُودِ) ، بِالْفَتْح، قَالَ أَبو عُبَيْدة: مُخُّ قَصِيدٌ وقَصُودٌ، وَهُوَ دونَ السَّمِين وفوقَ المَهْزُولِ، (و) القَصِيد (: العَظْمُ المُمِخُّ) ، وعَظْمٌ قَصِيدٌ: مُمِخٌّ، أَنشد ثلعبٌ:

وهُمْ تَرَكُوكُمْ لَا يُطَعَّمُ عَظْمُكُمْ

هُزَالاً وكانَ العَظْمُ قَبْلُ قَصِيدَا

أَي مُمِخًّا، وإِن شِئتَ قُلتَ: أَرادَ ذَا قَصِيدٍ، أَي مُخَ. (و) عَن اللَّيْث: القَصِيدُ (: اللَّحْمُ اليَابِسُ)، وأَنشد قولَ أَبي زُبَيْدِ:

وإِذَا القَوْمُ كَازَادُهُمُ اللَّحْ

مَ قَصِيداً مِنْهُ وغَيْرَ قَصِيدِ

وَقيل: القَصِيدُ: السَّمِين هَا هُنَا وأَنشدَ غيرُه للأَخْطَل:

وَسِيرُوا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي قَدْ عَلِمْتُمُ

يَكُنْ زَادُكُمْ فِيها قَصِيدَ الأَباعِرِ

(و) القَصِيدُ من الإِبل (: النَّاقَةُ السَّمِينةُ) المُمْتَلِئةُ الجَسِيمَةُ الَّتِي (بِهَا

ص: 41

نَقْيٌ) ، بِالْكَسْرِ، أَي مُخٌّ، أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:

وخَفَّتْ بَقَايَا النِّقْيِ إِلَاّ قَصِيبَةً

قَصِيدَ السُّلَامَى أَوْ لَمُوساً سَنَامُها

وَقَالَ الأَعشى:

قَطَعْتُ وصَاحِبِي سُرُحٌ كِنَازٌ

كَرُكْنِ الرَّعْنِ ذِعْلِبَةٌ قَصِيدُ

(و) القَصِيد (: العَصَا) ، والجَمْعُ القَصَائِدُ، قَالَ حُمَيْد بن ثَوْرٍ:

فَظَلَّ نِسَاءُ الحَيِّ يَحْشُونَ كُرْسُفاً

رُؤُوسَ عِظَامٍ أَوْ ضَحَتْهَا القَصَائدُ

وَفِي اللِّسَان: سُمِّيَ بِذالك لأَن بهَا يُقْصَدُ الإِنْسانُ، وَهِي تَهْدِيه وتَؤُمُّه، كقولِ الأَعْشَى:

إِذَا كَانَ هَادِي الفَتَى فِي البِلَا

دِ صَدْرَ القَنَاةِ أَطَاعَ الأَمِيرَا

(كالقصِيدَة، فِيهِمَا) ، أَي فِي الناقَةِ والعَصَا، أَما الناقَة فقد جاءَ ذالك عنِ ابنِ شُمَيْلٍ، يُقَال: ناقَةٌ قَصِيدٌ وقَصِيدَةٌ. وأَما فِي العَصَا فَلم يُسْمَع إِلَاّ القَصِيد.

(و) القَصِيد: (السَّمِينُ مِنَ الأَسْنِمَةِ)، قَالَ المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ:

وأَيْقَنْتُ إِنْ شاءَ إِلاهُ بِأَنَّه

سَيُبْلِغُنِي أَجْلَادُهَا وقَصِيدُهَا

(و) القَصِيد (مَنَ الشِّعْرِ: المُنَقَّحُ المُجَوَّدُ) المُهَذَّب، الَّذِي قد أَعْمَلَ فِيهِ الشاعرُ فِكْرتَه وَلم يَقْتَضِبْه اقْتِضَاباً، كالقَصِيدة، كَمَا تقدَّمَ.

(و) فِي الأَفعال لِابْنِ القطَّاع: (أَقْصَدَ) السَّهْمُ: أَصَابَ فَقَتَلَ مَكَانَه.

(و) أَقْصَدَ الرجلُ (فُلاناً: طَعَنَه) أَو رَماه بسَهْمٍ (فلمْ يُخْطِئْهُ) ، أَي لم يُخْطِىءُ مَقَاتِلَه، فَهُوَ مُقْصَدٌ، وَفِي شعر حُمَيدِ بن ثَورٍ:

أَصْبَح قَلْبِي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدَا

إِنْ خَطَأً مِنْهَا وإِنْ تَعَمُّدَا

(و) أَقْصَدَته (الحَيَّةُ: لَدَغَتْ فقَتَلَتْ)، قَالَ الأَصمعيُّ: الإِقصادُ:

ص: 42

أَنْ تَضْرِبَ الشَّيْءَ أَو تَرْمِيَه فيَمُوتَ مَكَانَه، وَقَالَ الأَخْطَلُ:

فإِنْ كُنتِ قَدْ أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيْتِنِي

بِسَهْمَيْكِ فَالرَّامِي يَصِيدُ وَلَا يَدْرِي

أَي وَلَا يَخْتلُ. وَفِي حديثِ عَلِيَ: (وأَقْصَدَتْ بأْسْهُمِها) . وَقَالَ اللَّيْث: الإِقصادُ هُوَ القَتْلُ علَى المَكَانِ، يُقَال: عَضَّتْه حَيَّةٌ فأَقْصَدَتْه.

(والمُقَصَّدَةُ، كمُعَظَّمَةٍ: سِمَةٌ للإِبِلِ فِي آذَانِهَا) ، نقَلَه الصاغانيّ.

(و) المُقْصَد، (كمُكْرَمٍ: مَنْ يَمْرَضُ سَرِيعاً) ، وَفِي بعض الأُمهات: ثمَّ يَموت.

(والمَقْصَدَةُ كالمَحْمَدَةِ: المَرْأَةُ العَظيمةُ التَّامَّةُ) ، هاكذا فِي سَائِر النّسخ الَّتِي بأَيدينا، وَالَّذِي فِي السان وغيرِه: العَظِيمةُ الهامَةِ الَّتِي (تُعْجِبُ كُلَّ أَحَدٍ) يَرَاها.

(و) لمَقْصَدَةُ، وهاذه ضَبَطَهَا بعضُهُم كمُعَظَّمةٍ، وَهِي المرأَة (الَّتِي) تَمِيل (إِلى القِصَر) .

(والقَاصِدُ: القَرِيبُ)، يُقَال: سَفَرٌ قاصِدٌ، أَي سهْلِ قَرِيبٌ. وَفِي التزيلِ العَزيزِ {لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاّتَّبَعُوكَ} (سُورَة التَّوْبَة، الْآيَة: 42) قَالَ ابْن عَرَفَة: سَفَراً قاصِداً، أَي غَيْرَ شَاقَ وَلَا مُتَنَاهِي البُعْدِ؛ كَذَا فِي البَصَائِر، وَفِي الحَدِيث عَلَيْكُمْ هَدْياً قَاصِداً) أَي طَرِيقاً (مُعْتَدِلاً) وَفِي الأَفعال لِابْنِ القَطَّاع. وقَصَدَ الشيءُ: قَرُبَ.

(و) من الْمجَاز، يُقَال:(بَيْنَنَا وَبَيْنَ الماءِ لَلَةٌ قاصِدَةٌ) ، أَي (هَيِّنَةُ السَّيْرِ) لَا تَعَبَ وَلَا بُطءِ، وكذالك لَيَالٍ قَواصِدُ.

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

قَصُدَ قَصَادَةً: أَتَى.

وأَقْصَدَني إِليه الأَمْرُ.

وَهُوَ قَصْدُك وقَصْدَكَ أَي تُجَاهَكَ، وكونُه اسْما أَكْثَرُ فِي كلامهِم، وقَصَدْتُ قَصْدَه، (نَحَوْتُ) . نَحْوَه.

وقَصَدَ فُلَانٌ فِي مَشْيِه، إِذا مَشَى مُسْتَوِياً.

ص: 43