المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌(فصل اللَّام مَعَ الدَّال الْمُهْملَة) ‌ ‌لبد : (لَبَدَ) بِالْمَكَانِ (كنَصَر وفَرِحَ) يَلْبُدُ - تاج العروس من جواهر القاموس - جـ ٩

[مرتضى الزبيدي]

فهرس الكتاب

- ‌(فصل الْقَاف مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌قتد

- ‌قترد

- ‌قثد

- ‌قثرد

- ‌قحد

- ‌قدد

- ‌قرد

- ‌قرصد

- ‌قرمد

- ‌قرهد

- ‌قرند

- ‌قزد

- ‌قسد

- ‌قسبد

- ‌قشبد

- ‌قشد

- ‌قصد

- ‌قعد

- ‌قفد

- ‌قفعد

- ‌قفند

- ‌قلد

- ‌قلعد

- ‌قلقشند

- ‌قمحد

- ‌قمد

- ‌قْمَهَدَّ

- ‌قمعد

- ‌قند

- ‌قنفد

- ‌قَود

- ‌قهد

- ‌قهمد

- ‌قيد

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌كأَد

- ‌كبد

- ‌كتد

- ‌كدد

- ‌كرد

- ‌كربد

- ‌كرمد

- ‌كركد

- ‌كزد

- ‌كسد

- ‌كشتغد

- ‌كشد

- ‌كعد

- ‌كغد

- ‌كلد

- ‌كلهد

- ‌كمد

- ‌كمرد

- ‌كمهد

- ‌كنبد

- ‌كند

- ‌كنعد

- ‌كود

- ‌كهد

- ‌كيد

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌لبد

- ‌لتد

- ‌لثد

- ‌لجد

- ‌لحد

- ‌لدد

- ‌لزورد

- ‌لسد

- ‌لغد

- ‌ لُكْدَ

- ‌لقد

- ‌لمد

- ‌لود

- ‌لهد

- ‌ليد

- ‌(فصل الْمِيم)

- ‌(مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌مأَد

- ‌مبد

- ‌متد

- ‌مثد

- ‌مجد

- ‌مخد

- ‌مدد

- ‌مذد

- ‌مرد

- ‌مرند

- ‌مرخد

- ‌مزد

- ‌مسد

- ‌مصد

- ‌مضد

- ‌معد

- ‌مغد

- ‌مقد

- ‌مكد

- ‌ملد

- ‌ممد

- ‌مند

- ‌مهد

- ‌ميد

- ‌(فصل النُّون مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌نأَد

- ‌نبد

- ‌نثد

- ‌نجد

- ‌نحد

- ‌ندد

- ‌نرد

- ‌نَشد

- ‌نضد

- ‌نفد

- ‌نقد

- ‌نقرد

- ‌نكد

- ‌نمرد

- ‌نومد

- ‌نود

- ‌نورد

- ‌نوند

- ‌نهد

- ‌نهند

- ‌(فصل الْوَاو مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌وأَد

- ‌وبد

- ‌وتد

- ‌وجد

- ‌وحد

- ‌وخد

- ‌ودد

- ‌ورد

- ‌وسد

- ‌وَصد

- ‌ وَطَدَ

- ‌وعد

- ‌وغد

- ‌وَفد

- ‌وَقد

- ‌وكد

- ‌ولد

- ‌وَمد

- ‌ ونَدً

- ‌وهد

- ‌(فصل الهاءِ مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌هبد

- ‌هبرد

- ‌هجد

- ‌هدد

- ‌هدبد

- ‌هرد

- ‌هرند

- ‌هزارمرد

- ‌هرشد

- ‌هركند

- ‌هسد

- ‌هكد

- ‌هلد

- ‌همد

- ‌هِنْد

- ‌هود

- ‌هيد

- ‌(فصل الياءِ مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

- ‌يبد

- ‌يدد

- ‌يرد

- ‌يزدْ

- ‌يندد

- ‌يقد

- ‌يكد

- ‌(بَاب الذَّال)

- ‌أَبذ

- ‌(فصل الْهمزَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌أَخذ

- ‌أَذذ

- ‌أَزذ

- ‌أَسبذ

- ‌أَصبهبذ

- ‌إِستراباذ

- ‌أَستذ

- ‌(فصل الباءِ الموحّدة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌بذذ

- ‌بسذ

- ‌بغدذ

- ‌بوذ

- ‌(فصل التاءِ الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌تخذ

- ‌ترمِذ

- ‌تلمذ

- ‌(فصل الْجِيم مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌جأَذ

- ‌جبذ

- ‌جخذ

- ‌جذذ

- ‌جرذ

- ‌جربذ

- ‌جلذ

- ‌جنذ

- ‌جنبذ

- ‌جوذ

- ‌جهبذ

- ‌جيذ

- ‌(فصل الحاءِ الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌حبذ

- ‌حذذ

- ‌خرفذ

- ‌حضذ

- ‌حمذ

- ‌حنبذ

- ‌حنذ

- ‌حوذ

- ‌حيذ

- ‌(فصل الخاءِ الْمُعْجَمَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌خذذ

- ‌خربذ

- ‌خردذ

- ‌خرزذ

- ‌خنذ

- ‌خوذ

- ‌(فصل الدَّال الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌دبذ

- ‌دوذ

- ‌دينباذ

- ‌(فصل الذَّال الْمُعْجَمَة مَعَ مثلهَا)

- ‌ذوذ

- ‌(فصل الراءِ مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌ربذ

- ‌رذذ

- ‌روذ

- ‌ريذ

- ‌(فصل الزَّاي مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌زبذ

- ‌زمرذ

- ‌زغذ

- ‌زوذ

- ‌(فصل السِّين الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌سبذ

- ‌ستذ

- ‌سنبذ

- ‌سفذ

- ‌سمذ

- ‌(فصل الشين الْمُعْجَمَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌شبذ

- ‌شبرذ

- ‌شجذ

- ‌شْحَذَ

- ‌شخذ

- ‌شذذ

- ‌شرذ

- ‌شربذ

- ‌شعذ

- ‌شعبذ

- ‌شقذ

- ‌شمذ

- ‌شمرذ

- ‌شمشذ

- ‌شمهذ

- ‌شنبذ

- ‌شنذ

- ‌شوذ

- ‌(فصل الصَّاد الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌صبهبذ

- ‌صطربذ

- ‌(فصل الطاءِ الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌طبرزذ

- ‌طخرذ

- ‌طرمذ

- ‌طفذ

- ‌طنبذ

- ‌(فصل الْعين الْمُهْملَة مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌عشجذ

- ‌عقذ

- ‌عنذ

- ‌عوذ

- ‌{عَيِّذٌ

- ‌(فصل الْغَيْن مَعَ الذَّال، المعجمتين)

- ‌غذذ

- ‌غلذ

- ‌غنذ

- ‌غندرذ

- ‌غيذ

- ‌(فصل الفاءِ مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌فَخذ

- ‌فذذ

- ‌فرسبذ

- ‌فرهذ

- ‌فرمذ

- ‌فرنبذ

- ‌فطذ

- ‌فلذ

- ‌فنذ

- ‌فوذ

- ‌(فصل الْقَاف مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌قبذ

- ‌قذذ

- ‌قشذ

- ‌قشمذ

- ‌قلذ

- ‌قنفذ

- ‌قهزذ

- ‌قوذ

- ‌قيذ

- ‌(فصل الْكَاف مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌كبذ

- ‌كذذ

- ‌كغذ

- ‌كلذ

- ‌كلبذ

- ‌كنبذ

- ‌كنجرذ

- ‌كوشذ

- ‌كوذ

- ‌(فصل اللَّام مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌لبذ

- ‌لجذ

- ‌لذذ

- ‌لمذ

- ‌لوذ

- ‌(فصل الْمِيم مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌متذ

- ‌مذذ

- ‌مرذ

- ‌ملذ

- ‌ملقبذ

- ‌مُنْذُ

- ‌ممشذ

- ‌موذ

- ‌مبذ

- ‌متذ

- ‌ميذ

- ‌ميمذ

- ‌(فصل النُّون مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌نبذ

- ‌نجذ

- ‌نخذ

- ‌نذذ

- ‌نفذ

- ‌نقذ

- ‌نمذبذ

- ‌نهذ

- ‌نوجبذ

- ‌نمرد

- ‌نوذ

- ‌{نَوْذٍ

- ‌نوزبذ

- ‌نهوذ

- ‌(فصل الْوَاو مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌وبذ

- ‌وجذ

- ‌وَخذ

- ‌وذذ

- ‌ورذ

- ‌وقذ

- ‌ولذ

- ‌ومذ

- ‌ويبذ

- ‌ويذبذ

- ‌ويزذ

- ‌(فصل الهاءِ مَعَ الذَّال الْمُعْجَمَة)

- ‌هبذ

- ‌هذذ

- ‌هربذ

- ‌هرذ

- ‌همذ

- ‌هنبذ

- ‌هوذ

- ‌يوذ

- ‌يزدذ

الفصل: ‌ ‌(فصل اللَّام مَعَ الدَّال الْمُهْملَة) ‌ ‌لبد : (لَبَدَ) بِالْمَكَانِ (كنَصَر وفَرِحَ) يَلْبُدُ

(فصل اللَّام مَعَ الدَّال الْمُهْملَة)

‌لبد

: (لَبَدَ) بِالْمَكَانِ (كنَصَر وفَرِحَ) يَلْبُدُ ويَلْبَدُ (لُبُوداً) ، بالضمّ مصدر الأَوّل، (ولَبَداً) ، مُحَرّكةً، مصدر الثَّانِي (: أَقَامَ) بِهِ (ولَزِقَ، كأَلْبَدَ) ، رُباعِيًّا، فَهُوَ مُلْبِدٌ بِهِ. ولَبِدَ بالأَرض وأَلْبَد بهَا، إِذا لَزِمَها فأَقَام، وَمِنْه حَديث عَلِيت رضي الله عنه لرجلينِ جَاءَ يَسأَلَانهِ (أَلْبِدَا بالأَرْضِ حَتَّى تَفْهَما) أَي أَقِيمَا، وَمِنْه قولُ حُذيفة حِين ذَكَر الفِتْنَة قَالَ (فَابْن كَانَ ذالك الْبُدُوا لُبُودَ الرَّاعِي عَلَى عَصاهُ خَلْفَ غَنَمِهِ لَا يَذْهَبُ بكم السَّيْلُ) أَي اثْبُتُوا والْزَمُوا مَنَازِلَكم كَمَا يَعْتَمِدُ الراعِي عَصَاهُ ثَابتا لَا يَبْرَح، واقْعُدوا فِي بُيُوتِكم لَا تَخْرُجوا مِنْهَا قَتَهْلِكُوا وتَكُونوا كمَنْ ذَهَبَ بِهِ السَّيْل. (و) من الْمجَاز: اللُّبَدُ واللَّبِدُ مِن الرِّجَال، (كصُرَدٍ وكَتِفٍ: من لَا) يُسافر وَلَا (يَبْرَحُ مَنْزِلَهُ وَلَا يَطْلُبُ مَعاشاً) ، وَهُوَ الأَلْيَسُ، قَالَ الرَّاعِي:

مِنْ أَمْرِ ذِي بَدَوَاتٍ لَا تَزَالُ لَهُ

بَزْلَاءُ يَعْيَا بِهَا الجَثَّامَةُ اللُّبَدُ

تَابع كتاب ويُرْوَى (اللَّبِدُ) بالكسرِ. قَالَ أَبو عُبَيد، والكَسْر أَجْوَدُ، (و) مِنْهُ (أَتَى أَبَدٌ عَلى لُبَد) وَهُوَ (كَصُرَدٍ) اسمُ (آخِر نُسُورِ لُقْمَانَ) بن عادٍ، لِظَنِّه أَنه لَبِدَ فَلَا يَمُوت. كَذَا فِي الأَساس. وَفِي اللِّسَان: سَمَّاه بذالك لأَنه لَبِدَ فبَقِيَ لَا يَذْهَب وَلَا يَمُوت، كاللَّبِدِ مِن الرِّجال اللازِم لِرَحْلِه لَا يُفَارِقه. ولُبَدٌ يَنْصَرِف لأَنه لَيْسَ بمعدُولٍ، وَفِي روض المناظرة لابنِ الشِّحْنَة: كانَ مِن قَوْمِ عادٍ شَخْصٌ اسمُه لُقْمَانُ غيرُ لُقْمَانَ الحَكِيمِ الَّذِي كَانَ على عَهْدِ دَاوودَ عليه السلام. وَفِي الصّحاح: تَزْعُم العَربُ أَنَّ لُقْمَانَ هُوَ الَّذِي (بَعَثَتْهُ عَادٌ) فِي وَفْدِهَا (إِلى الحَرَمِ يَسْتَسْقِي لَهَا)، زَاد ابنُ الشِّحْنَة: مَعَ مَرْثَد بن سَعْد، وَكَانَ

ص: 125

مُؤْمِناً، فلمّا دَعَوْا قيل: قد أَعْطَيْتُكم مُنَاكُم، فاخْتَارُوا لأَنفُسِكم، فَقَالَ مَرْثَد: أَعْطِنهي بِرًّا وصِدْقاً، وَاخْتَارَ قَبْلَ أَنْ يُصِيبَه مَا أَصابَ قَوْمَه. (فَلَمَّا أُهْلِكُوا) هاكَذَا فِي سَائِر النُّسخ، وَفِي بعض مِنْهَا فَلَمَّا هَلَكُوا (خُيِّرَ لُقْمَانُ) ، أَي قَالَ لَهُ الله تَعالى اخْتَرْ وَلَا سَبيلَ إِلى الخُلُود (بَيْنَ بَقَاءِ سَبْعِ بَعَرَاتٍ) ، هاكذا فِي نُسختنا بِالْعينِ، وَيُوجد فِي بعض نسخ الصِّحَاح بَقَرات بِالْقَافِ (سُمْرٍ) صهفَة لِبعرات (مِن أَظْبٍ) جمع ظِباءٍ (عُفْرٍ) صِفة لَهَا، قَالَ شيخُنَا: وَالَّذِي فِي نُسخ القامُوس هُوَ الأَشْبَ، إِذ لَا تَتَوَلَّد البَقَرُ من الظِّبَاءِ، وَلَا تكون مِنْهَا، (فِي جَبَلٍ وَعْرٍ، لَا يَمَسُّهَا القَطْرُ، أَو بَقَاءَ سَبْعَة أَنْسُرٍ)، وسياأتي للمُصنّف فِي الْعين الْمُهْملَة مَعَ الفاءِ أَنها ثَمَانِية وعَدَّ مِنْهَا فُرْزُعَ وَقَالَ: هُوَ أَحدُ الأَنسارِ الثمانِيَة) وَهُوَ غَلطٌ، كَمَا سيأْتي (كُلَّمَا هَلَكَ نَسْرٌ خَلَفَ بَعْدَه نَسْرٌ، فَاخْتَارَ) لُقْمَانُ (النُّسُورَ) ، فكَانَ يأْخُذُ الفَرْخَ حِينَ يَخْرُج مِن البَيْضَة حَتَّى إِذا ماتَ أَخذَ غيرَه. وَكَانَ يَعِيشُ كلُّ نَسْرٍ ثمانينَ سنَةً (وَكَانَ آخِرُها لُبَداً) ، فَلَمَّا ماتَ ماتَ لُقْمَانُ، وذالك فِي عَصْرِ الْحَارِث الرائِش أَحدِ مُلوكِ اليَمن، وَقد ذَكَرَه الشُّعراءُ، قَالَ النابِغَةُ:

أَضْحَتْ خَلَاءً وأَضْحَى أَهْلُها احْتَمَلُوا

أَخْنَى عَلَيْهَا الذِي أَخْنَى عَلَى لُبَدِ

(ولُبَّدَي ولُبَّادَي) ، بالضمّ وَالتَّشْدِيد، (ويُخَفَّفُ)، عَن كُراع (: طائِرٌ) على شَكْلِ السُّمَانَى إِذا أَسَفَّ على الأَرْضِ لَبِدَ فَلم يَكَدْ يَطِير حَتَّى يُطَارَ، وَقيل: لُبَّادَى: طَائِر (يُقَالُ لَهُ: لُبَادَى الْبُدِي) لَا تَطِيري، (ويُكَرَّرُ حتَّى يَلْتَزِقَ بالأَرْض فيُؤْخَذَ) وَفِي التكملة: قَالَ الليثُ: وَتقول صِبْيَانُ الأَعْرَابِ إِذا رَأَوا السُّمَانَي: سُمَانَى لُبَادَى الْبُدِي لَا تُرَيْ. فَلَا تزَال تَقولُ ذالك، وَهِي لَا بِدَةٌ بالأَرْضِ

ص: 126

أَي لاصِقَة وَهُوَ يُطِيفُ بهَا حَتَّى يَأْخُذَهَا. قلت: ومثلُه فِي الأَساس، وأَوردَه فِي المَجاز.

(والمُلْبِدُ: البَعيرُ الضارِبُ فَخِذَيْه بِذَنْبِه) فيَلْزَق بهما ثَلْطُه وبَعْرُه، وخَصَّصَه فِي التَّهْذِيب بالفَحْلِ من الإِبِل. وَفِي الصِّحَاح: وأَلْبَدَ البَعِيرُ، إِذا ضَرَب بِذَنَبِهِ على عَجُزِه وَقد ثَلَطَ عَلَيْهِ وبَالَ فيَصِير على عَجُزه لُبْدَةٌ مِن ثَلْطِه وبَوْلِه.

(وتَلَبَّدَ) الشَّعْرُ و (الصُّوفُ ونَحْوُه) كالوَبرِ كالْتَبَدَ (: تَدَاخَلَ ولَزِقَ بَعضُه ببعْضٍ، و) فِي التَّهْذِيب: تَلَبَّدَ (الطَّائِر بالأَرْض) أَي (جَثَمَ عَلَيْهَا، وكُلُّ شَعَرٍ أَو صُوفٍ مُتَلَبِّدٍ) وَفِي بعض النّسخ ملْتَبِد أَي بعضُه على بعْضٍ، فَهُوَ (لِبْدٌ) ، بِالْكَسْرِ، (ولِبْدَةٌ) ، بِزِيَادَة الهاءِ (ولُبْدَةٌ) ، بالضَّم، (ج أَلْبَادٌ ولُبُودٌ) ، على تَوهُّمِ طَرْح الهاءِ (واللَّبَّادُ) ككَتَّان (عامِلُها)، أَي اللُّبْدَةِ. (و) من المَجاز: هُوَ أَجْرَأُ من ذِي لِبْدَة وَذي لِبَدٍ، قَالُوا (اللِّبْدَةُ بِالْكَسْرِ: شَعَرٌ) مُجْتَمِعٌ علَى (زُبْرَةِ الأَسَدِ) ، وَفِي الصّحاح الشَّعر المُتَراكِب بَين كَتِفَيْه، وَفِي الْمقل (هُوَ أَمْنَعُ من لِبْدَةِ الأَسَدِ) والجمعُ لِبَدٌ كقِرْبَةٍ وقِرَبٍ، (وكُنْيَتُهُ) أَي لَقَبُه (ذُو لِبْدَة) وذُو لِبَدٍ، (و) اللِّبْدَةُ؛ (نُسَالُ الصِّلِّيَانِ) والطَّرِيفَة، وَهُوَ سَفاً أَبيضُ يَسقُط مِنْهُمَا فِي أُصولِهما وتَستَقْبِلُه الرِّيحُ فتَجْمَعُ حتُّى يَصيرَ كأَنّه قِطَع الأَلْبَادِ البِيضِ إِلى أُصوله الشَّعَر والصِّلِّيَانِ والطَّرِيفَة، فيَرْعَاه المَالُ ويَسْمَنُ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِن خَيْرِ مَا يُرْعَى مِن يَبِيسِ العِيدَانِ، وَقيل: هُوَ الكَلَأُ الرَّقيقُ يَلْتَبِد إِذا أَنْسَلَ فيَخْتَلِط بالحِبَّةِ. (و) اللِّبْدَة (: دَاخِلُ الفَخِذِ. و) اللِّبْدَة (: الجَرَادَةُ)، قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدِي أَنه على التِّشْبِيه، أَي بِالْجَمَاعَة

ص: 127

من الناسِ، يُقِيمُون وسائرُهم يَظْعَنُون، كَمَا سيأْتي. (و) اللِّبْدَة (: الخِرْقَةُ) الَّتِي (يُرْقَعُ بهَا صَدْرُ القَمِيصِ) . يُقَال: لَبَدْت القَمِيصَ ايلْبُدُه، (أَو) هِيَ (القَبِيلَةُ يُرْقَعُ بهَا قَبُّهُ) ، أَي القَمِيصِ، وَعبارَة اللِّسَان:(وَيُقَال للخِرْقَة الَّتِي يُرْقَع بهَا صَدْرُ الْقَمِيص: اللِّبْدَة، و) الَّتِي يُرْقَع بهَا قَبُّهُ: القَبِيلَةُ. وَفِي سِيَاق المُصَنِّف نَظَرٌ ظاهِرٌ، فإِنه فسَّر اللِّبْدَة بِمَا فَسَّر بِهِ غيرُهُ القَبِيلَة.

(و) اللِّبْدَة (: د، بَين بَرْقَةَ وأَفْرِيقِيَّة) ، وَهِي مَدِينَة عَجِيبةٌ من بلادِ ايفْرِيقِيَّةَ، وَقد بالَغَ فِي وَصْفِها المُؤَرِّخونَ، وأَطالوا فِي مَدْحِها.

(و) اللِّبْدُ (بِلَا هَاءٍ: الأَمْرُ) ، وَهُوَ مجَاز، وَمِنْه قولُهُم: فُلانٌ لَا يَجِفُّ لِبْدُه، إِذا كَانَ يَتَرَدَّدُ، وَيُقَال: ثَبَتَ لِبْدُك، أَي أَمْرُك (و) اللِّبْد، (: بِسَاطٌ م) ، أَي مَعْرُوف، (و) اللِّبْدُ أَيضاً (: مَا تَحْتَ السَّرْجِ. وذُو لِبْدٍ: ع ببلادِ هُذَيْلٍ) ، ضَبطه الصغاغانيّ بِكَسْر فَفَتْحٍ.

(و) اللَّبَد، (بالتَّحْرِيك: الصُّوفُ) ، وَمِنْه قَوْلهم (مالَه سَبَدٌ وَلَا لَبَدٌ) وَهُوَ مَجاز، والسَّبَدُ من الشَّعر، وَقد تَقَدَّمِ، واللَّبَدُ من الصوفِ، لَتَلَبُّدِه، أَي مالَه ذُو شَعَرٍ وَلَا ذُو صُوفٍ، وَقيل: مَعْنَاه: لَا قَلِيلٌ وَلَا كثيرٌ، وَكَانَ مالُ العَرب الخَيْلَ والإِبلَ والغَنَمَ والبقَرَ، فَدَخَلَتْ كُلُّهَا فِي هاذا المَثَلِ. (و) اللَّبَد مصدر لَبِدَت الإِبلُ بِالْكَسْرِ تَلْبَد، وَهُوَ (دَغَصُ الإِبلِ من الصِّلِّيَانِ) وَهُوَ الْتِوَاءٌ فِي حَيَازِيمِها وَفِي غَلاصِمِها، وذالك إِذا أَكْثَرَتْ مِنْهُ فتَغَصُّ بِهِ وَلَا تَمْضِي، قَالَه ابنُ السِّكِّيت.

(و) يُقَال (أَلْبَدَ السَّرْجَ) إِذا (عَمِلَ) لَهُ (لِبْدَهُ) . وَفِي الأَفعال: لَبَدْت السَّرْجَ والخُفَّ لَبْداً وأَلْبَدْتُهما: جَعَلْتُ لَهما لِبْداً. (و) أَلبَدَ (الفَرَسَ: شَدَّه)

ص: 128

عَلَيْهِ، أَي وضعَه على ظَهْرِه، كَمَا فِي الأَساس، (و) أَلْبَدَ (القِرْبَةَ: جَعَلَهَا) وصَيَّرَهَا (فِي) لَبيدٍ، أَي (جُوَالِقٍ)، وَفِي الصّحاح: فِي جُوالِقٍ صَغيرٍ، قَالَ الشَّاعِر:

قُلْتُ ضَعِ الأَدْسَمَ فِي اللَّبِيدِ

قَالَ: يُرِيد بالأَدْسَمِ نِحْيَ سَمْنٍ، واللَّبِيدُ لِبْدٌ يُخَاطُ عَلَيْهِ.

(و) من المَجاز: أَلْبَدَ (رَأْسَه: طَأْطَأَهُ عندَ الدخولِ) بالبابِ، يُقَال أَلْبِدْ رَأْسَكَ، كَمَا فِي الأَساس.

(و) أَلبَدْت (الشْيءَ بالشَّيْءِ: أَلْصَقْتُه) كَلَبَدَهُ لَبْداً، وَمن هاذا اشتقاقُ اللُّبُودِ الَّتِي تُفْرَش، كَمَا فِي اللِّسَان. (و) أَلبَدَت (الإِبلُ: خَرَجَتْ) ، أَي من الرَّبيع (أَوْبَارُهَا) وأَلوانُهَا وحَسُنَتْ شَارَتُهَا (وتِيَّأَتْ للسِّمَنِ)، فكأَنها أُلْبِسَتْ مِن أَوْبَارِهَا أَلْبَاداً. وَفِي التَّهْذِيب: وللأَسد شَعَرٌ كثيرٌ قد يَلْبُد على زُبْرَتِه، قَالَ: وَقد يكون مثلُ ذالك على سَنامِ البَعِير، وأَنشد:

كَأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ

(و) أَلْبَدَ (بَصَرُ المخصَلِّي: لَزِمَ مَوْضِعَ السُّجُودِ)، وَمِنْه حَديث قَتَادَةَ فِي تَفْسِير قولِه تَعَالى:{الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} (سُورَة الْمُؤْمِنُونَ، الْآيَة: 2) قَالَ: الخُشُوع فِي القَلْبِ وإِلْبَادِ البَصرِ فِي الصلاةِ أَي إِلزَامِه مَوْضِعَ السُّجودِ من الأَرض.

(واللُّبَّادَةُ، كرُمَّانَةٍ) : قَبَاءٌ من لُبُودٍ، و (مَا يُلْبَسُ من اللُّبُودِ للمَطَرِ) ، أَي للوِقَايَة مِنْهُ.

(واللَّبِيدُ: الجُوَالِقُ)، وَفِي الصِّحَاح وَكتاب الأَفعال: الجُوالِقَ الصَّغِير.

(و) اللَّبِيدَة (: المِخْلَاةُ) ، اسمٌ، عَن كُراع.

(و) لَبِيد (بنُ رَبِيعَةَ بنِ مالِكٍ)

ص: 129

العَامرِيُّ، (و) لبيد (بنُ عُطَارِدِ بن حَاجِب) بن زُرَارَةَ التَّمِيميُّ، (و) لبيد (بن أَزْنَمَ الغَطَفَانِيّ، شُعَرَاءُ)، وَفِي الأَوَّل قولُ الإِمَام الشافعيّ:

وَلَوْلَا الشِّعْرُ بالعُلَمَاءِ يُزْرِي

لَكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ

(و) لبيد (كزُبَيْرٍ وكَرِيمٍ: طائرٌ) ، وعَلى الأَوّل، اقتصرَ ابنُ مَنْظور.

(وأَبو لُبَيْدِ بن عَبَدَةَ) ، بِضَم اللَّام، وَفتح الباءِ فِي عَبَدَة (شاعرٌ فارِسٌ) .

وأَبو لَبِيدٍ كأَمِيرٍ، هشامُ بن عبد الْملك الطَّيَالِسيُّ مُحَدِّث.

(ولَبَدَ الصوفَ، كضَرَبَ) يَلْبِدُ لَبْداً (: نَفَشَه وبَلَّه بماءٍ ثمَّ خَاطَه وجَعَلَه فِي رَأْسِ العَمَدِ) ليَكُون (وِقَايَةً لِلبِحادِ أَنْ يَخْرِقَهُ، كلَبَّده) تَلْبِيداً، وكلُّ هاذا من اللزُوقِ.

(و) من المَجاز: (مالٌ لُبَدٌ ولَا بِدٌ ولُبَّدٌ: كَثِيرٌ) ، وَفِي بعض النُّسخ مَال لُبَدٌ كصُرَدٍ، وَلَا بِدٌ، كثيرٌ. وَفِي الأَساس وَاللِّسَان: مَال لُبَدٌ: كَثِيرٌ لَا يُخافُ فَنَاؤُ لِكَثْرَتِه، كأَنَّه الْتَبَدَ بعضُه على بعضٍ. وَفِي التَّنْزِيل العَزِيز:{يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً} (سُورَة الْبَلَد، الْآيَة: 6) أَي جَمًّا، قَالَ الفَرَّاءُ: اللُّبَدُ: الكَثِيرُ، وَقَالَ بعضُهم: واحدَته لُبْدَةٌ، ولُبَدٌ جِمَاعٌ، قَالَ: وجعلَه بعضُهم على جِهَة قُثَمٍ، وحُطَمٍ، واحِداً، وَهُوَ فِي الْوَجْهَيْنِ جَمِيعاً: الكثيرُ. وقرأَ أَبو جَعْفَرٍ (مَالاً لُبَّداً) مُشدَّدَا، فكأَنه أَرادَ مَالا لَا بِداً، ومالانِ لَابِدَانِ، وأَمْوَالٌ لُبَّدٌ، والأَمْوَالُ والمالُ قد يَكُونانِ فِي مَعْنًى واحدٍ. وَفِي البصائر: وقرأَ الْحسن ومُجَاهِد: لُبُداً، بِضَمَّتَيْنِ جَمْع لابدٍ. وقرأَ مُجَاهِدٌ أَيضاً بِسُكُون الباءِ، كَفَارِهٍ وفُرْهٍ وشارِفٍ وشُرْفٍ. وقرأَ زيدُ بن عَليّ وابنُ عُمَيْرٍ وعاصِمٌ: لِبَداً مِثال عَنِبٍ جَمْع لِبْدَة أَي مُجتَمِعاً.

(واللُّبَّدَي: القَوْمُ المُجْتَمِعُ) كاللِّبْدَة، بِالْكَسْرِ، واللُّبْدَة، بالضمّ، كأَنهم بِجَمْعِم تَلَبَّدُوا، وَيُقَال:

ص: 130

النَّاسُ لُبَدٌ، أَي مُجتمِعون، وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز:{وَأَنَّهُ لَّمَا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} (سُورَة الْجِنّ، الْآيَة: 19) قَالَ الأَزهريُّ: وقُرىء {لِبَداً} وَالْمعْنَى أَنَّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلملمَّا صلَّى الصُّبْح بِبَطْنِ نَخْلَةَ كادَ الجنُّ لمَّا سَمِعُوا القرآنَ وتَعَجَّبُوا مِنْهُ أَن يَسْقُطُوا عَلَيْهِ، أَي كالجَرَادِ، وَفِي حَدِيث ابْن عبّاسٍ {كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً} أَي مُجْتَمِعِينَ بَعْضهم على بعضٍ، واحدتها لِبْدَةٌ، وَمعنى لَبِدٍ: يَركبُ بعضُهم بَعْضًا.

وكلُّ شَيءٍ أَلْصَقْتَه بشيءٍ إلصاقاً شَدِيدا فقد لَبَّدْته.

(والتَّلْبِيدُ: التَّرْقِيعُ، كالإِلْبَادِ) وكِسَاءٌ مُلَبَّدٌ (وإِذا رُقِعَ الثَّوْبُ فَهُوَ مُلَبَّدٌ) ومُلْبَدٌ. وَثَوْبٌ مَلْبُودٌ، وقَدْ لَبَّدَه إِذا رَقَعَه، وَهُوَ مِمَّا تَقَدَّم، لأَن المُرَقَّع يَجتمعُ بعضُه إِلى بَعْضٍ ويَلْتَزِق بعضُه ببعضٍ، وَقيل المَلَبَّد الَّذِي ثَهُنَ وَسَطُه وَصَفِقَ حَتَّى صارَ يُشْبِه اللِّبْدَ.

(و) فِي الصّحاح: التَّلْبِيدُ (: أَنْ يَجْعَلَ المُحْرِمُ فِي رأْسِهِ شَيْئاً مِن صَمْغٍ لِيَتَلبَّدَ شَعرُهُ) بُقْيَا عَلَيْه لِئَلَّا يَشعَثَ فِي الإِحرام، ويَقْمَلَ، إِبْقَاءً على الشَّعرِ، وإِنما يُلَبِّد مَنْ يَطُولُ مُكْثُه فِي الإِحرام. وَفِي حَدِيث عُمَر رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ (مَنْ لَبَّدَ أَوْ عَقَصَ أَو ضَفعر فعلَيْه الحَلْقُ) قَالَ أَبو عبيد: قَوْله لَبَّدَ، أَي جَعَلَ فِي رَأْسهِ شَيْئاً مِن صَمْغٍ أَو غَسَلٍ لِيَتَلَبَّدَ شَعرُه وَلَا يَقْمَلَ، قَالَ الأَزهريُّ: هاكذا قَالَ يَحْيى بن سَعِيد، قَالَ: وَقَالَ غيرُه: إِنما التَّلْبِيدُ بُقْيَا علَى الشَّعر لِئَلَّا سَشْعَثَ فِي الإِحرام، ولذالك أَوْجَبَ عَلَيْهِ الحَلْقَ كالعُقُوبَةِ لَهُ، قَالَ: قَالَ ذَلِك سُفْيَانُ بن عُيَيْنَةَ، قيل: وَمِنْه قيل لِزُبْرَةِ الأَسدِ لِبْدَةٌ، وَقد تَقدَّم.

(واللَّبُودُ) ، كصَبورٍ، وَفِي نسختنا بالتَّشْدِيد (: القُرَادُ) ، سُمِّيَ بذالك لأَنه يَلْبَدُ بالأَرض أَي يَلْصَق.

ص: 131

(والْتَبَدَ الوَرَقُ تَلَبَّدَتْ) ، أَي، تَلَبَّدَ بعضُه على بعضٍ. (و) التَبَدَت (الشَّجَرَةُ: كَثُرَتْ أَوْرَاقُها) ، قَالَ الساجع:

وعَنْكَثَا مُلْتَبِدَا

(واللَاّبِدُ، والمُلْبِد وأَبو لُبَد كصُرَدٍ وعِنَبٍ: الأَسَدُ) .

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

(مَا أَرَى اليَوْمَ خَيْراً مِن عِصَابَة مُلْبِدَةٍ) يَعْنِي لَصِقُوا بالأَرْضِ وأَخْمَلُوا أَنْفُسَهُم، وو من حَدِيث أَبي بَرْزَةَ وَهُوَ مَجاز، وَفِي الأَساس عِصَابَةٌ مُلْبِدَةٌ: لاصِقَةٌ بالأَرض من الفَقْرِ، وفُلانٌ مُلْبِدٌ: مُدْقِعٌ وَفِي حَدِيث أَبي بَكْرٍ (أَنه كَانَ يَحْلُب فيول أَأُلْبِدُ أَمْ أُرْغِي؟ فإِن قَالُوا: أَلْبِدْ أَلْزَقَ العُلْبَةَ بالضَّرْعِ فَحلَبَ وَلَا يَكون لذالك الحَلَبِ رَغْوةٌ، فإِن أَبَانَ العُلْبَةَ رَغَا الشَّخْبُ بِشِدَّة وُقُوعِه فِي العُلْبَةِ) .

والمُلَبِّدُ من المَطَرِ: الرَّشُّ وَقد لَبَّدَ الأَرْضَ تَلْبِيداً، وتَلَبَّدت الأَرْضُ بالمطرِ. وَفِي الحَدِيث (فِي صِفَة الغَيْثِ)(فَلَبَّدَته الدِّمَاثَ) أَي جَعَلَتْهَا قَوِيَّةً لَا تَسوخ فِيهَا الأَقدامُ، والدِّمَاثُ: الارَضُونَ السَّهْلَةُ. وَفِي حَدِيث أُمّ زَرْعٍ (لَيْسَ بِلَبِدٍ فَيُتَوَقَّل، وَلَا لَه عِنْديِ مُعَوَّل) أَي لَيْس بِمُسْتَمْسِكِ مُتَلَبِّد فيُسْرَع المَشْيُ فِيه ويُعْتَلَى.

ولَبَّدَ النَّدَى الأَرْضَ. وَفِي صِفَة طَلْحِ الجَنَّة (إِنّ الله تَعَالَى يَجْعَل مَكَانَ كُلِّ شَوْكَةٍ مِنْهَا مِثْلَ خُصْوَة التَّيْس المَلْبُودِ) أَي المُكْتَنِز اللَّحْم الَّذِي لَزِمَ بَعْضُه بَعْضاً فتَلَبَّد.

وَفِي التَّهْذِيب فِي تَرجمة بلد: وقولُ الشاعِرِ أَنشَدَه ابنُ الأَعرابيّ:

وَمُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ ومَهْلكَةٍ

جَاوَزْتُه بِعَلَاةِ الخَلْقه عِلْيَانِ

قَالَ: المُبْدِدُ: الحَوْضُ القَديم هُنا،

ص: 132

قَالَ: وأَراد مُلْبِد فقَلَب، وَهُوَ اللَاّصِقُ بالأَرض.

وَقَالَ أَبو حَنيفة: إِبِلٌ لَبِدَةٌ ولَبَادَى: تَشَكَّى بُطُونَهَا عَن القَتَادِ (وقَدْ لَبِدَتْ لَبَداً) وناقَةٌ لَبِدَةٌ.

وَمن الْمجَاز: أَثْبَت الله لِبْدَكَ، وجَمَّل الله لِبْدَتكَ.

وَفِي الْمثل (تَلَبَّدِي تَصَيَّدِي) كَقَوْلِهِم (مُخْرنْبِقٌ لِيَنْبَاعَ وَمِنْه قيل: تَلَبَّدَ فُلانٌ: (إِذَا رأَى و) تَفَرَّسَ، كَمَا فِي الأَساس.

وَفِي الحديثِ ذِكْرُ (لُبَيْدَاء) ، وَهِي الأَرْضُ السابِعَةُ.

ولَبِيدٌ ولابِدٌ ولُبَيْدٌ أَسماءٌ.

واللِّبَدُ: بطونق من بني تَميمٍ، وَقَالَ ابنُ الأَعْرَابيّ: اللِّبَدُ بَنو الْحَارِث بن كَعْب أَجمعونَ مَا خَلَا مِنْقَراً.

ومحمّد بن إِسحاق بن نَصْرٍ النَّيْسَابُورِيّ اللَّبّاد، وأَبو عَليَ الْحسن بن الحُسَيْنِ بن مَسعُود بن اللَّبَّاد المُؤَدّب البُخَارهيّ، محدِّثَان.

وسِكَّة اللَّبَّادين مَحَلَّةٌ بِسَمَرْقَنَد، مِنْهَا القَاضِي مُحَمَّد بن طَاهِر بن عبد الرَّحْمَن بن الْحسن بن محمّد السّعيدءَ السَّمَرْقَنْدِيّ، عَن أَبي اليخسْرِ البَزْدَوَيّ وغيرِه. ولَبِيد بن عَلِيّ بن هَبَة بن جَعْفَر بن كِلاب: بَطْنٌ، وَمن وَلدِه فائدٌ وسَلَاّم، وهم بِمصْر. ولَبِيد: بَطْن من حَرْبٍ وَلَهُم شِرْذَمَةٌ بالصعيد، ولَبِيد: بَطْنٌ مِن سُلَيْم، مِنْهُم قُرَّة بن عِياضٍ.

ولَبِيدة: قَرْيَة بالقَيْرَوَانِ، مِنْهَا أَبو الْقَاسِم عبد الرحمان بن محمّد بن محمّد بن عبد الرحمان الحَضْرَمِيّ اللَّبِيدِيّ، من فقهاءِ القَيْرَوَان.

وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:

لَبِيدَة: قَرْية من قُرَى تُونِس، وَيُقَال بالذّال المُعجمة أَيضاً، فتُعاد هُنَاك، انْتهى.

واللُّبَدُ، كَصُرَد: قَرْيَة من قُرَى نَابُلسَ.

ص: 133