الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفِي الْمُحكم: واجْلَوَّذَ الليلُ: ذَهَبَ قَالَ:
أَلَا حَبَّذَا جَبَّذَا حَبَّذَا
حَبِيبٌ تَحَمَّلْتُ مِنْهُ الأَذَى
ويَا حَبَّذَا بَرْدُ أَنْيَابِهِ
إِذَا أَظْلَمَ الليْلُ واجْلَوَّذَا
ونقلَ شيخُنَا عَن المُبرّد فِي الْكَامِل للمنتشرِ بنِ وَهْبٍ الباهليّ:
لَا تُنْكِرُ البَازِلُ الكَوْمَاءُ ضَرْبَتَه
بِالمَشْرِفيِّ إِذَا مَا اجْلَوَّذَ السَّفَرُ
قَالَ: اجْلَوَّذَ: امتَدَّ. قَالَ: وأَنشدني الزِّيادِيُّ لرجُلٍ من أَهل الحِجَازِ أَحسبه ابنَ أَبي رَبيعة:
تَابع كتاب أَلَا حَبَّذَا حَبَّذَا حَبَّذَا
إِلخ. ثمَّ قَالَ: وَلم يَذْكُر المصنِّف فِي مَعَاني الاجْلِوَّاذِ الامتدادَ الَّذِي ذكرَه المُبرّد، وَلَا يَكاد يُؤْخذ من كَلَامه. قلت: ربّمَا يُؤْخَذُ الامتدادُ مِن الذَّهابِ، أَخْذاً بالمَفْهُومِ من معنَى المضاءِ بأَدْنَى عِنَايَة ونَوْعِ تأَمُّلٍ كَمَا لَا يَخْفَى، ثمَّ رأَيت فِي اللِّسَان مَا نَصُّه: وَفِي حَدِيث رَقِيقَةَ: (واجْلَوَّذ المَطَرُ) أَي امتَدَّ وقْتُ تأَخُّرِه وانْقِطاعِه.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
الجُلْذِيُّ: الحجَرُ: صَرَّحَ بِهِ ابنُ سِيده، وذكرَه الصاحبُ بن عبَّاد فِي كتاب الأَحجار.
وإِنه لَيُجْلَذُ بكُلِّ خَيْرٍ، أَي يُظَنُّ بِهِ، وَقد مرّ فِي الدَّال.
ونَبْتٌ مُجْلَوِّذ، إِذا لم يَتمكَّن مِنْهُ السِّنُّ لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبلُ.
وَمِمَّا يسْتَدرك عَلَيْهِ:
جنذ
: الجُنْذُوَة، بالضَّمّ: رأْسُ الجَبل المُشْرِف، لُغَة فِي الخُنْذُوَة بالخَاءِ، هاكذا وُجِدَ فِي بعض نُسخِ كتاب سِيبويه.
جنبذ
: (الجُنْبُذُ، بالضمَّ، كالْجُلَّنَارِ من
الرُّمَّانِ) . قَالَ شَيخنَا: فِي الْعبارَة قَلَقٌ أَوجَبَه التشبيهُ، إِذ الأَكثر أَن الجُنْبُذ هُوَ الجُلَّنَار، وَكَلَامه يَقتضِي أَنه غيرُه، وَفِي كتاب (مَا لَا يسع) وغَيْرِهِ: الجُنْبُذُ: وَرْدُ شَجَرَةٍ قبل أَن يَتفتَّحَ، وَقد سُمِّيَ شَجَرُ الرُّمَّانِ جُنْبُذاً. وَمن مَحَاسن الصاحب بن عَبَّادٍ الَّتِي أَبدعَ فِيهَا قولُه يُشَبِّه الرَّقِيبَ والمَحْبُوبَ بالّذِي وصِلَتِه:
ومُهَفْهَفٍ ذِي وَجْنَةٍ كالجُنْبُذِ
وَسِهَامِ لَحْظٍ كالسِّهَامِ النُّفَّذِ
قَدْ قُلْتُ مُنْذُ مُرَادِ نَفْسِي فِي الهَوَى
ومَلَكْتُه لَوْ لَمْ يَكُنْ صِلَةَ الذِي
قلت: إِنما مُرَاد المُصَنِّف الإِطلاق، وَمعنى عِبَارَته هاكذا: الجُنْبُذ، بالضمّ: المُرْتفِعُ من كُلِّ شَيْءٍ كالجُلّنار من الرُّمَّان وَغَيره، كَمَا فسَّرَه غيرُ واحدٍ من أَئمة اللغةِ، وأَمَّا تَسمِيَة الجُلّنار جُنْبُذاً إِنما هُوَ من بابِ التَّخْصيص، لارتفاعه واستدارته جُنْبُذاً، سواءٌ كَانَ من الجُلّنار أَو غَيره، ويدُلُّك على ذالك أَنه مُعرَّب عَن كُنُبُد بِالْفَارِسِيَّةِ، اسمٌ لكُلِّ مُستديرٍ من الأَبْنِيَة والآزَاجِ، كالقُبَّة، وَقد أَسْلَفْنَا فِي جَبَا مَا يُؤَيّد مَا ذَهَبْنَا إِليه، فراجِعْه.
(وجُنْبُذُ بنُ سَبْعٍ) ، هاكذا مُكَبَّراً فِي نُسختنا، وَفِي بَعْضهَا مُصغَّراً، (أَو سِبَاعٍ) واختُلِف فِي اسْمه أَيضاً كاسم أَبيه، فَقيل: جُنْبُذ، كَمَا هُوَ هُنَا، وَقيل: جُنْدُب، وَقيل: جنَيد، مُصغَّراً لجُنْد، وَقيل: حَبِيب مُكَبَّراً، وَهُوَ أَرجع الأَقوالِ، وهاكذا ذكره الذهبيُّ فِي التَّجْرِيد، (قَاتَلَ النبَّ صلى الله عَلَيْهِ وسلمالبُكْرَةَ كافِراً، وقاتَلَ مَعَهُ العَشِيَّةَ مُسْلِماً) . أَخرجَه الطَّبرانيّ عَنهُ بسَنده، وَكَانَ ذالك فِي الحُدَيْبِيَة، وكُنَيْتُه أَبو جُمْعَة، وَبهَا اشتهَرَ، واختُلِف فِي نَسبِه، فَقيل: كِنَانِيٌّ، وَقيل: أَنصاريٌّ فراجِعْه فِي الإِصابة.
(وذُكِرَ باقِي مَعَانِيه فِي ج ب ذ، وَهَذَا مَوْضِعه) أَي بِناءً على أَن النُّون فِيهِ أَصليّة، قَالَ شَيخنَا: وإِذا كَانَ هاذا موضِعَه فَمَا معنى تَعَرُّضِه لمعانيه هُنَاكَ وعَدَمِ التَّنْبِيه عَلَيْهِ، والأَكثرون