الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم نزل على مَعَرَّة النُّعمان1 فأحرق جامعها، وكان الناس قد هربوا في كلّ وجهٍ إلى الحصون والبراري والجبال المنيعة، ثم سار إلى كفر طاب2، وشيزر، ثم إلى حماة وحمص، فخرج من تبقّى فيها، فأمّنهم ودخلها، فصلّى في البيعة، وأخذ منها رأس يحيى بن زكريا، وأحرق الجامع، ثم سار إلى عِرْقَة3 فافتتحها. ثم سار إلى طرابلس، فأخذ بعضها، وأقام في الشام أكثر من شهرين ورُبْع، فأرضاه أهلُ أنطاكية بمال عظيم4.
1 مدينة كبيرة بين حماة وحلب.
2 بلدة بين المصرة وحلب.
3 بلدة في شرقي طرابلس.
4 انظر البداية والنهاية "11/ 268".
عود إلى حوادث سنة خمس وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:
أقيم المأتم يوم عاشوراء ببغداد على العادة.
مهلك ركب الشام ومصر والمغرب:
وفيها ورد الخبر بأنَّ ركْب الشام ومصر والمغرب أَخِذوا وهلك أكثرهم، ووصل الأقلّ إلى مصر، وتمزّق الناس كلَّ ممزَّق، فلا حول ولا قوة إلّا بالله، أخذ تهم بنو سُليم، وكان ركبًا عظيمًا يمدّه نحو عشرين ألف جمل، معهم الأمتعة والذهب، فما أخذ لقاضي طَرَسُوس المعروف بالخواتيمي عشرون ألف دينار1.
وفيها سار جيش من خراسان بضعة عشر ألفًا إلى غزو الروم، فأتوا الرّيّ، فبعث إليهم ركن الدولة إقامات كثيرة، فلما كان في يوم من الأيام ركب هؤلاء الغزاة إلى منازل قوّاد ركن الدولة، فقتلوا من وجدوا من الدَّيْلم، ونهبوا دار أبي الفضل بن العميد وزير ركن الدولة، فظفر بهم، وقتل منهم نحو ألف وخمسمائة، فانهزموا على طريق أذربَيْجان، ثم قدموا الموصل إلى الشام فغزوا في الروم2.
1 انظر المنتظم "7/ 33"، والبداية والنهاية "11/ 260".
2 انظر المنتظم "7/ 33"، والبداية والنهاية "11/ 260".
أحداث سنة ست وخمسين وثلاثمائة الاحتفال بعاشوراء:
عملت الرافضة يوم عاشوراء ببغداد وناحت.
موت معز الدولة بن بويه:
وفيها: مات مُعِزّ الدولة بن بُوَيْه، وولي إمرة العراق ابنه عزّ الدولة بختيار بن أحمد بن بُوَيْه.
قال القاسم التنوخي: حدّثني الحسين بن عثمان الفارقي الحنبلي، قال: كنت بالرملة في سنة خمس وخمسين، فقدِمَها أبو علي القرمطيّ القصير الثياب، يعني: الذي ملك الشام، فقرّبني، فكنت ليلة عنده، فقال بديهًا:
ومَجْدُولَةٍ مثل صدْر القناة
…
تعرَّت وباطنها مكتسي
لها مُقْلَةٌ هي روحٌ لها
…
وتاج على هيئة البُرْنُسِ
إذا غازَلْتهَا الصَّبا حرّكت
…
لسانًا من الذَّهب الأملسِ
فنحن من النور في أسعدٍ
…
وتلك من النار في أنحسِ
وفي المجلس أبو نصر بن كُشَاجم، فقبّل الأرض وزاد فيها.
وليلتنا هذه لَيْلَةٌ
…
تشاكل أشكال إقليدس
فيا ربّة العود غنّي الغنا
…
ويا حامل الكاس لا تنعس